رواية قصة عشق الجزء الأول للكاتبة سحر فرج الفصل الثاني والعشرون
سليم .. انا عارف انك مش هاتستريحى غير لما تعرفى ..
يا ستى المفاجاه هى ؟
ان عندى افتتاح للفندق بتاعى فى الغردقه كمان كام يوم وكان نفسى انى اخدكم كلكم وتحضروا معايا الافتتاح ده وبالمرة نغير جو كلنا وتقولوا رايكم فى الفندق وتصميمه .
ايه رايك يا جدى ؟
الحاج صفوان بأستغراب بص للحاجه انعام وقال .. الف مبروك عليك مقدما يا سليم يا ولدى .. بس ايه لزومه اننا نروح معاك مشوار زى كده انت عارف صحتى انا وجدتك عامله ازاى والسفر هايتعبنا .. وكمان ازاى نسيب المصنعين لوحدهم من غير ما حد من خلانك او قصى يكونوا موجودين .
هدى .. والنبى يا جدى والنبى يا جدى وافق علشان خاطرى .. قوليلوا يا جدتى يوافق والله نفسى اروح من زمان الغردقه دى واشوفها واشوف البحر زى ما البنات اللى معايا فى الكليه ما بيروحوها مع اهاليهم وحياتى يا جدتى .
ملك .. اه والنبى يا جدتى وافقوا علشان خاطرنا كلنا نفسى اروح واقف اودام البحر واغير جو .
فرح بتبص لجدها وقالت .. ياريت يا جدو وحياتى عندك انا من ساعه ما رجعت من السفر وانا مخنوقه وزهقانه ونفسى اسافر واغير جو شويه .
الحاجه انعام .. بس يا بت منك ليها سفر ايه بس وبتاع ايه .. معلش يا سليم .. سافر انت يا ولدى وشوف شغلك واللى وراك هناك لان محدش فاضى للسفر ده خالص وكلنا مشغولين دايما زى ما انت شايف .
الحاج صفوان كان ساكت خالص وعيونه على البنات اللى كانوا فرحانين من المفاجاه دى وصعبوا عليه اوى لما هو وجدتهم رفضوا وهو بيضعف اودامهم واودام حزنهم وكمان مش عاوز يرفض اول طلب سليم يطلبه منه فقال .. خلاص يا بت منك ليها استنوا شويه .
وبص للحاجه انعام وقال معلش يا حاجه انا هاخليهم يسافروا مع سليم علشان مش هاقدر ارفض ليه اول طلب يطلبه مننا بس بالشرط البنات مش هاتكون لوحدها هايروحوا مع الشباب كلها لان ولا انتى ولا الرجاله وحريمهم هانقدر نروح مشوار زى كده ونسيب شغلنا والسرايه لوحدهم .
البنات بصوت عااااالى ... هاااااااااااااا حبيبى يا جدو حبيبى ربنا يخليك لينا وجريوا عليه كلهم وفضلوا يبوسوا فيه وسليم كان فرحان لفرحتهم دى وبمنظرهم ده وكمان حضن ولمه العيله اللى اتحرم منها سنين طويله .وكمان علشان جدو مرفضش ليه طلبه ده ووافق ان البنات والشباب يسافروا معاه . مع انه كان يتمنى ان جده وجدته وخلانه يروحوا معاهم .
الحاجه انعام بتمثل الحزن وقالت .. ما شاء الله ما شاء الله كده برضه يا بت منك ليها دى اخرتها .. البوس والاحضان والحب بقى لجدكم وبس اه يا جذمه منك ليها .
سليم قام وقف وقرب من جدته وقعد على حرف الكرسى بتاعها ولف ايده على كتفها وقال .. لا ازاى طبعا هما يقدروا برضه يزعله القمر بتاعنا ده .
البنات انتبهوا لكلام جدتهم فراحوا كلهم عندها وفضلوا يبوسوا فيها وقالت هدى .. لا طبعا يا روح قلبى البركه فيكى يا جميل وربنا ما يحرمنا منك ابدا .
ملك .. نعومتى حبيبتى مااقدرش على زعلك يا باشا واوعدك هاجبلك وانا جايه شيكولاته كبييييييييرة اد كده .
سليم عيونه على فرح اللى كانت فرحانه جدا وعيونها وكأنها بترقص من الفرحه وشاف فيهم جمال غير طبيعى يجذب اى حد يبص فيهم .
سلمى ... عاش الحاج صفوان السيوفى.
عاشت الحاجه انعاااام .
عاش عاش عاش .
الحاج صفوان .. كل ده علشان هاتسافروا يا بت منك ليها اللى يشوفكم كده يقول انكم محبوسين فى سجن ومش بتخرجوا خالص .
فرح .. انت بتقول فيها يا جدو احنا فعلا مش بنخرج زى البنات ونلف ونشوف الدنيا انا واحده من الناس اهو عايشه فى مصر وسافرت بره لكن عمرى ما روحت الغردقه دى ولا اعرف عنها حاجه والناس والسياح بيجوا من اخر الدنيا علشان يزروها .
الحاجه انعام .. خلاص يا بنات بطلوا دوشه ورغى واطلعوا فوق وسيبونا شويه انا وجدكم وسليم نقعد مع بعض شويه .
وفعلا البنات خدوا بعضهم كلهم وهما فرحانين وطلعوا على فوق زى ما جدتهم طلبوا .
الحاج صفوان .. معلش يا سليم يا ولدى .. مش هاقدر اقعد معاك اكتر من كده عندى جلسه صلح بين عيلتين واتأخرت عليها ولازم اقوم واروح ليهم دلوقتى زمانهم فى انتظارى .
سليم .. براحتك يا جدى وانا كده كده مش هاقعد كتير انا بس جيت ابلغكم بموضوع السفر ده ورايح على القاهرة اشوف اخبار الشركه ايه .
الحاج صفوان بحب .. ربنا يعينك يا ولدى ويسترها معاك . وقام وقف واستأذن بعد ما سلم على سليم وخرج من باب السرايه.
الحاجه انعام بصت لسليم بكل حنيه وقالت .. قوم معايا يا سليم يا ولدى تعال عاوزة اوريك حاجه مهمه هاتفرح بيها اوى .
سليم باستغراب .. خير يا جدتى هاتورينى ايه .
الحاجه انعام .. اصبر متستعجلش عليا يا ولدى وتعال معايا يالا وانا هاوريك وتشوف بعينك .
وفعلا قامت الحاجه انعام وقام معاها سليم وخرجوا من الباب وراحوا للجنينه .
وفى المصنع عند قصى اللى كان قاعد فى اوضته بيخلص شويه اوراق مهمه وسمع صوت فتح الباب واتفاجاه بدخول فارس وهو داخل عليه .
فارس .. السلام عليكم.
قصى .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا يا فارس ايه المفاجاه الحلوة دى تعال اتفضل اقعد .
فارس .. اهلا بيك يا قصى .. انا كنت قاعد زهقان فى السرايه وقولت اجيب بعضى واجى اقعد معاك شويه فى المصنع ووو...
قصى باستغراب رد عليه وقال .. خير يا فارس فى حاجه ولا ايه ؟ اقعد الاول يا ابن عمى ولو فى اى حاجه او محتاح اى شىء انا تحت امرك .
فارس بخجل .. والله يا قصى فى موضوع كده بقالى فترة بفكر فيه وخايف اعمل فيه خطوة غير لما ارجع ليك انت الاول واعرفك بيه وتقولى رايك فيه ايه .
قصى بفضول رد وقال .. موضوع ايه ده يا فارس شوقتنى اعرفه ؟
فارس .. الصراحه يا قصى الموضوع ده يخص اختك سلمى .. ومن غير لف ودوران كتير .. انا معجب جدا بسلمى ومش اعجاب وبس . الصراحه بحبها ومش عاوز اعترف لها بالحب ده غير لما اقولك انت الاول لان الاوصول بتقول كده وانا مش عاوز اخون صقتك فيا واكلم سلمى واعترف لها بحبى ده من غير ما اكون بلغتك بكده انت الاول لانك اخوها الكبير ورايك يهمنى يا ابن عمى .
قصى خد نفس كبير وابتسم وقال .. انت متاكد من حبك ده يا فارس لسلمى وواثق منه .
فارس رد وقال .. انا طبعا متاكد وبتمنى ان سلمى كمان تكون معجبه بيا .. انا بحبها اوى يا قصى وبحب ادبها واحترامها وهدؤها ورقتها ودى المواصفات اللى بيتمناها اى شاب فى شريكه حياته .
قصى .. انا طبعا عمرى ما هلاقى حد يقدر يحافظ على اختى سلمى زيك يا فارس وانت عارف كويس اوى معزتك عندى وعارف انك الراجل اللى يتمناه اى اخ لاخته .. وبضحكه قال وبعدين يا عم انت انا قولت هاتقول حاجه كبيرة ولا مشكله تخص العيله او مصيبه عملها عدى وفهد .. وبعدين يا فارس انت اخويا فاهم يعنى ايه اخويا والف مبروك مقدما يا هندسه .
فارس .. بتتكلم جد يا قصى يعنى انت معندكش مانع انى اتكلم مع سلمى واعترف لها بحبى ولو هى وافقت اتقدم لها واخطبها على طول من عمى .
قصى .. موافق والله يا عم انت وربنا يسعدكم يارب .. وقوم بقى وتعال نرجع على السرايه لانى هلكان وتعبان جدا وعاوز استريح شويه قبل الفطار .
وفعلا قام فارس وقصى ونزلوا على تحت وركبوا العربيه ورجعوا على السرايه .
الحاجه انعام خدت سليم وفضلوا يتمشوا فى الجنينه لحد ما وصلوا للاسطبل ودخلوا جوه وسليم اعجب جدا بمجموعه الاحصنه النادرة والعربيه الاصيله اللى موجوده .. لحد ما قرب من الفرسه نعمة والمهرة الصغيرة وقال ... الله يا جدتى اد ايه الفرسه دى جميله اوى وسبحان الله المهرة بتاعتها جميله زيها وشكلها والوانها تحفه وشكلها لسه مولوده قريب .
الحاجه انعام بحزن و عيون مليانه دموع بصت لسليم اللى استغرب ليها وقالت .. عارف يا سليم يا ولدى الفرسه دى بتاعه مين واسمها ايه ؟
سليم باستغراب قال .. بتاعة مين يا جدتى اوعى تكون بتاعه !
الحاجه انعام بدموع حركت وشها بالموافقه على توقعه وقالت .. ايوا يا ولدى الفرسه دى بتاعه امك الله يرحمها وهى اللى سمتها بنفسها وسمتها (نعمة) ولسه جايبه لينا مهرة صغيرة وسمناها فرح على اسم بنت خالك فرح .
وكأن امك كانت حاسه ان عمرها قصير ومش هاتعيش لحد ما تجيب تخلف عيال والعيال دى تكبر وتوريهم الفرسه بنفسها .. وكأنها كانت عاوزة تسيب زكرى جميله ليها فى الدنيا دى .
وانا دايما اجى للفرسه واقعد معاها بالساعات واحكى معاها واشتكلها وكأنى بتكلم مع امك الله يرحمها .. ساعات كتير كنت بحس ان روحها موجوده هنا بالذات فى المكان ده لمجرد بس ان الفرسه على اسمها .. وانها سمعانى وحاسه بيا وبالوجع والالم اللى جوايا بقاله سنييين طويله .
سليم عيونه اتملت بالدموع على كلام جدته فقرب منها وضمها لصدره وقال .. اااااه يا جدتى اااه .
كنت محتاج لها اوى تبقى معايا وفى وسطنا انا واختى .
كنت محتاج احس بحنيتها وحبها لينا .
كنت محتاج اشوف فرحتها واحنا بنكبر اودام عوينها انا وهدى .
كنت بتمنى تكون معايا وقت نجاحى وتضمنى لحضنها وتفتخر بيا وتفرح ليا زى امهات صحابى .
كنت وكنت وكنت ياااااا جدتى .
ياريت الموت مخدهاش مننا كانت الدنيا هايبقى ليها طعم تانى اوى اوووى يا جدتى .
الحاجه انعام .. اااااه يا غالى يا ابن الغاليه .
امك ماتت يا سليم لكن انا موجوده يا ولدى وحضنى ده عمره ما هايبعد عنك انت او اختك .. ربنا يخليكم ليا يا حابيبى يا نور عنيا وريحه الغاليه .
يالا بينا يا ولدى زمانهم بيدوروا عليا وبيقولوا الست دى راحت فين .. وانت كمان يا ولدى بدام مسافر بلاش تتأخر على شغلك علشان تقدر تسافر قبل ما الدنيا تليل عليك فى الطريق .. ربنا يحفظك ويسترها معاك دنيا واخرة يا ضى عينى .
سليم مسح وشه من الدموع ومد ايده ومسك ايد جدته علشان تتعكز عليه وخدوا بعضهم ووصلها لحد باب السرايه وهو ركب عربيته وخرج من السرايه .
وهو خارج بعربيته اودام السرايه قابل قصى هو وفارس بعربيتهم فانزل قصى وفارس وسلموا عليه وسألوه رايح فين وبلغهم انه مسافر على القاهرة لان وراه شغل فى الشركه ضرورى وبلغهم بمفاجاه السفر للغردقه وكمان بموافقه جده وجدته بيه .
قصى استغرب للموافقه السريعه دى وبلغ سليم انه اكيد مش هايروح لان وراه شغل كتير فى المصنع .
سليم .. لااااا يا قصى مش هاقبل اى اعتذار ومنك انت بالذات حاول على اد ما تقدر تضبط شغلك فى المصنع علشان خاطرى .
قصى .. ربنا يسهل يا سليم بس مش هاقدر اوعدك وربنا يسهل .
سليم .. ماشى يا هندسه يالا عن اذنكم علشان اتاخرت اوى على الشركه سلاااام .
ومشى سليم ودخل فارس وقصى على جوا واول لما دخلوا شافوا الحاجه انعام كانت قاعده ومعاها حريم عيالها والبنات كمان وكانوا عمالين بيتكلموا على موضوع السفر للغردقه والبنات بتخطط هايعملوا ايه ويلبسوا ايه هناك وبيفكروا كمان ازاى هايروحوا وهما هايبقوا صايمين وكده مش هايقدروا ينزلوا البحر .. الا واتفاجؤا بدخول قصى وفارس .
قصى .. سلامو عليكم وقرب من جدته وباسها وباس ايديها وقعد جنبها .
فارس قرب هو كمان وسلم عليها وقال .. خير ان شاء الله متجمعين كده ليه وبتخططوا لايه؟ ولا تحبوا اقولكم انا .. لسه سليم مقابلنا برة اودام السرايه وقالنا على موضوع الغردقه ده .
الحاجه انعام .. طب كويس ووفرتم علينا الكلام .. ولفت وشها لقصى وقالت .. ايه رايك يا قصى يا ولدى قولت ايه انكم تسافروا مع سليم و البنات وتغيروا جو شويه وبالمرة تخلوا بالكم منهم .
قصى .. يا جدتى انا مش فاضى للعب العيال ده وورايا شغل كتير فى المصنع واعتذرت لسليم انة مش هاقدر اروح معاهم .
فرح اللى كانت قاعده مستمعه وعيونها على قصى اللى كان واحشها وهى مش عارفه ايه السبب لكده واول لما قصى قال انه مش هايروح معاهم حست بوجع فى قلبها .
لان بينها وبين نفسها كانت بتتمنى انه يروح معاهم جايز يقربوا من بعض ويحس باحساسها ناحيته . ورغم كل ده واحساسها ده بصت لقصى بكل تحدى ونطقت وقالت ... احسن برضه اهو الواحد مش ناقص نكد ولا مدايقه من حد .. الواحد رايح علشان يغير جو ونتفرج على مشروع الفندق بتاع سليم وبالمرة سليم يفرجنى قصدى يفرجنا على الغردقه وجمالها وحلاوتها .
وعندك حق يا قصى .. المصنع ما يقدرش يستغنى عنك ابدا خليك فى المصنع يا باشمهندس .
الحاجه انعام طبعا كعادتها فاهمه كلام فرح كويس اوى وحاولت تحرك قصى شويه فقالت
هو سليم يا فرح يا بتى هايبقى فاضى انه يلف بيكم فى اللى اسمها غردقه دى .. هو هايكون مشغول بالمشروع الجديد بتاعه وانا اتفقت ان الشباب تروح معاكم وتخلى بالها منكم ولو قصى مش هايروح ويخرجكم هناك اهو سليم بقى يبقى يلف معاكم ويخرجكم ويفسحكم هناك والبركه فيه بقى .
قصى بكل غيظ قام وقف واستأذن وطلع وهو عيونه بطلع شرار .. والجدع ساعتها كان يقف اودامه .
الا وعدى وفهد داخلين من برة وهما بيضحكوا وبيهزروا وكعاداتهم كانوا بيلفوا فى البلد بعد ما راحوا ولفوا على ناس معينه جدهم صفوان بعتهم ليهم بشنط رمضان .
قصى وهو طالع على فوق خبط فى عدى جامد ومسك نفسه بالعافيه وسابه وطلع على فوق .
وطبعا عدى لما شاف منظره كده مقدرش ينطق ولا كلمه معاه وبص لفهد ودخل على جوا وبضحك قعد جنب جدته و قال .. اذيك يا جدتى . يا لهووووى قصى عيونه بطلع دخان مين زعله فيكم يا بلوة منك ليها .. اكيد انتى يا بلوة ياللى اسمك ملك يا بوظ الغراب انتى .
ملك اتفاجأت بكلامه و قامت وقفت وحطت اديها فى وسطها وقالت .. يرضيكى كده يا جدتى .. عجبك لسانه الزفر ده .. طيب والله لا هاقول لجدى ومش هاخليك تيجى معانا الغردقه يا معفن انت .. وقربت منه وعاوزه تمسكه الا وقام وقفت وقال ... اييييه ده اييييييه ده .
الغردقه ... الغردددددقه .. اللى فيها البحر الازرق ده .