رواية فرط الحب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني
ربتت ريم على وجهها بالمناديل الورقية المبللة تحاول كبح دموعها التي أثبتت أنها لم تجّف رغم ما ذرفته منها في الفترة الماضية، انكمشت ملامحها باستنكار كانت تظن أنها قوية وأنها ستُجبِر قلبها على استقصاء ريان من عرشهُ وأنها ستطويه بين ثنايا النسيان ولكن ظهوره المفاجئ أثبت أنها أضعف من ذلك بكثير.
فحين تكون كل إرادتها منصبه على ألا تنهار باكيه متوسله تحت قدميه لاستعادتها فهي ليست قوية على الإطلاق.
فتحت الباب فقوبلت بطول سارق أفكارها الفارع وحدقتيه التي ازدادت سوادًا، لفّ ريان أصابعه حول رقبتها ودفعها للداخل مغلقًا الباب خلفه، حاصرها في زاوية حجرة المرحاض الضيقة مزمجرًا بجنون وغضب ينهش في صدره ويُلغي تعقُله:
- خطيبك؟ أنتِ جرا في مخك حاجة!
طالعته ببلاهة وتملكها خوف لطالما رافقها حين تظهر غيرته كالوحش تغرز أنيابها فيها، وزاد عليه خوفها من أن يراهما أحد بهذا الوضع فتثار فضيحة جديدة فحاولت السيطرة على دقات قلبها الذي استعاد نبضاته ما بين هلع وشوق مريض لتنجح في رسم ملامح الاشمئزاز على وجهها وهي تغرس أظافرها في ذراعه هاتفه من بين أسنانها وهي تدفع ذلك الذراع:
- أنا هعتبر نفسي ما سمعتش كلمة منَك لأن أكيد عندك خلل في دماغك، فٱبعد عني أحسن لك.
لم يهتز له شعره واحده بمقاوماتها لإبعاد أصابعه عن عنقها ولم يبالي بنظرات النفور في عينيها لكنه أومأ رأسه بجمود يخفي عيناه الغامضة كعادته عند الغضب ثم أردف في نبرة حادة مرعبة:
- فضايح، أنا هوريكي الفضايح حالًا لما أكسّر الفرح على دماغك أنتِ وهو.
استدار مندفعًا للخارج ونواياه منذرة بمن سيكون الضحية فاندفعت خلفهُ تجذبه وتوقف تقدّمه بجسدها وتُعاند بدفعهُ لتلك الزاوية التي حاصرها فيها منذ ثوان صارخة باتهام:
- إنت عايز مني إيه تاني، مش كفاية اللي حصل؟
ذُهلت عندما أطبقت أصابعه على خصلاتها التي بذلت مجهود فيها لترتب تموجها على كتفيها، ثم صرخ مستنكرًا:
- إنتِ ليكي عين تتكلمي، ده أنا هشرب من دمك قبل ما أشرب من دمه.
وضعت كفها فوق فمه تمنع كلماته الساخطة تحاول تمالك غضبها مقررة الانسحاب والتراجع وقد أرعبتها نظرة الجنون في عينه كي تنتهي الليلة بأقل خسائر، متجاهله مشاعرها المتضاربة وحقارته التي لا توصف لغضبه الغير مبرر وقالت بنبرة مهتزة باضطراباتها:
- ريان أرجوك إمشي دلوقتي، إنت مش مستوعب إننا في فرح ولو في حد شافنا بالمنظر ده هيكون شكلنا إيه؟
- إنتِ مراتي.
هتف بنبرة حادة مزقتها فجذّت على أسنانها لأنه على ما يبدو قد صوابه تمامًا ثم قالت كي تجاريه وتنجح في إبعاده:
- أرجوك لو في قلبك نفحه رحمة متفتحش بؤك بكلمة تانية وإمشي.
دفع يدها من فوق فمه ثم مرر أصابعه فوق خصلاته القصيرة وضحك بسخرية قائلًا بغضب مكتوم:
- حاضر هخلي في قلبي رحمة، تؤمريني بحاجة تانيه؟
- خُد عُمر اللي الله أعلم وديته فين وسط الزحمة اللي برا دي وقاعد...
أخرسها حين أعلن في هدوء يخالف العاصفة في مقلتيه:
- مع صديق ليا، أكيد مش هرمي إبني.
أومأت رأسها دون النظر في عينيه وعدلت خصلاتها المبعثرة بفعل أصابعه مستكمله:
- أنا عايزاك تاخد عُمر وتمشي من هنا.
- انتِ قبلينا ورجلي على رجلك.
أخبرها بتحدٍ يشعل عيناه سوادًا وكأنها تتحمل زيادة، فقالت من بين أسنانها:
- حاضر هقول لأحمد وهاجي وراك بس لازم نمشي مش هينفع نفضل هنا أكتر من كده.
ارتفع حاجبه في ذهول واستنكار ثم أقترب منها ليهمس في خطورة ملتهبة:
- إعمليها، أخرجي من هنا وروحي إستأذنيه وأنا هخليكي تندمي على اليوم اللي عرفتيني فيه.
تجاهلت تهديده الجلي وأرتفع جانب وجهها في تهكم معلنة:
- رغم إني ندمت بالفعل بس حاضر لإن مفيش حاجة ممكن تضرني غير إني أجيب مصايب للإنسان المحترم ده.
- للدرجة دي بتحبيه؟
خرج سؤاله محشرجً بحفيف قاتل وهو يمسك نظراتها الجامدة فأجابته بتروي وغل:
- فوق ما تتخيل، أنا هجيب شنطتي الأول .
ضغطت على كل حرف بعناد متناسيه أنها تتلاعب بلهيب النار لكنه فاجئها بقولهُ الهادئ وملامحه الرزينة التي لا تفصح عن مشاعره:
- معاكي ثانية واحدة جيبي شنطتك وحصليني على بره وصدقيني لو لمحتك قربتي منه مش هيحصل طيب.
وبذلك تخطاها بخطوات واثقة قوية يحاول بها إخراج ما يجتاحه من شعور بالغثيان والغضب الهادر من تصريحاتها كي يسيطر على غريزته الرجولية التي تحرضه على اقتلاع لسانها من مكانه.
اتبعته "ريم" في هدوء إلى الخارج وتابعته يأخذ الصغير ويلتفت نحوها بغموض يرعش أمانها واستقرارها، فتجاهلته وسحبت الحقيبة محاولة التسلل سريعًا قبل أن يلمحها أحد خاصةً " أحمد"، فتلك اللمعة في عيني "ريان" تؤكد لها إنه متعطش للدماء وإنه لن يتوارى عن إشباع تلك الحاجة إن خالفت أوامره.
وبالفعل ثوان معدودة وكانت في الخارج تتبعه ليترك عُمر كف والده وينضم لها محتضنًا كفها من جديد، حاولت منحه ابتسامه لكنها لا تتعدى عن كونها هزه من شفتيها حتى انضمت لهما داخل السيارة على مضض.
استمرت طوال الطريق تداعب خصلات الصغير الذي غرق في نوم عميق فوق صدرها بينما شعرت بعبراتها الساخنة تحوم داخل مقلتيها في اعتراض مهدده بالسقوط فقد فتح "ريان" بعودته أبواب من القهر وقلة الحيلة ظنت أنها أغلقتها وحطمت مفاتيحها ولكنها كالعادة كانت مخطئه.
على الجانب الآخر من المدينة، دلفت "وسام" مع "بيجاد" إلى شقة الزوجية في صمت ووجوم، قذفت حقيبتها وحجابها داخل غرفة النوم ثم تطلعت إلى وجهها الأحمر من شدة بكاءها زفرت في حنق بينما تعود للخروج حيث يجلس " بيجاد " فجلست جواره في صمت وكل ما يدور في عقلها هو تحذيرات والدها رحمه الله.
- إنتِ بنتي يعني حته من قلبي، سامحيني لإني عايز مصلحتك.
مسحت دموعها ثم مالت تستند برأسها على كتفه هامسة بحنو:
- بيجاد كويس يا بابا، أنا كل اللي بطلبه فرصة.
- يا حبيبة بابا بيجاد مش مناسب وهيتعبك،
هو أنا بجوزك عشان ترتاحي ولا عشان تعيشي متبهدله؟
أنهى جملته وهو يلقي بذراعيه في الهواء بانزعاج فربتت على أعلى ذراعه تهدئه بقولها:
- كلنا عصبين يا بابا محدش كامل.
ضرب والدها كف على الآخر قال بنبرة هادئة:
- بيجاد عنده عيب كبير في شخصيته صعب يتخطاها، اللي بيتطبع على شيء صعب يتخلى عن طبعه.
- غصب عنه يا بابا هو شاف في حياته كتير لكن هو وعدني إنه هيتحكم في نفسه أكتر.
حاوَلَت إقناعه بنبرة حزينة متوسلة فتنهد مستكملًا بجدية:
- ده غير إن شغله مش مناسب نهائي يعني إيه غطاس لحام ده كمان ولما يكبر شوية وميبقاش قادر يعوم هيعمل إيه؟
- هو عارف كده يا بابا عشان كده شايل من مرتبه مبلغ ومستني يكمل عليه وهيفتح جيم كبير.
- طيب وده ينفع يا بنتي، ولا هتستني قرن عشان يكمل المبلغ؟
ضمت كفه بين كفيها بإصرار مؤكدة بفخر:
- قرن إيه يا بابا، ده بيقبض كتير أوي في المهمة الواحدة عشان خطورة شغله.
- قولت حاجة أنا!
إنتِ اللي قولتي أهوه إنها شغلانة خطِره، إفرضي حَصله حاجة تترملي وترجعيلي تاني؟
- إتدخل بقى في قضاء ربنا !
تدخلت والدتها "سهام" بنبرة غير راضية عن عناد زوجها فرمقها بنظرة غاضبة محذرة لتقاطع "وسام" شجار الأعين بينهما بتوسلها وهي تضغط على أصابعه مرة أخرى:
- عشان خاطري يا بابا.
زفر بحنق لا يستطيع رفض طلبها كالعادة ولكن الأمر لم ينتهي:
- خلاص خليه يقابلني، لكن لوحده من غير أخوه، أنا هتكلم معاه مش أكتر.
- ربنا يخليك ليا يا بابا وما يحرمني منك ابدًا.
قبلت يده ورأسه في سعادة وركضت إلى غرفتها للاتصال به، بينما نظرت "سهام" إليه بحاجب مرفوع وقالت متهكمة:
- ناوي على إيه يا رضا؟
- خليكي في الغدا اللي بتطبخيه، أنا مش عايز أتكلم معاكي الله يرضى عليكي.
- عشان الحق بيوجع.
قالتها بمرونة وهي تقطع الخضراوات في الوعاء أمامها فأجابها بغيظ:
- أنا مش فاهم إنتِ موافقة إزاي على الولد ده بالبلاوي اللي فيه؟
- ماله، ما هو زي الفل طول بعرض وأهله الله يرحمهم كانوا بلسم والواد مفيهوش عيب لا بيشرب ولا بتاع ستات مثلًا.
ضحك بتهكم ليقول بسخرية:
- لا كتر خيره.
لكنها تجاهلته واستكملت بجدية:
- ده غير أنه بيحب بنتك وبقاله سنين هيتجنن عليها، يا راجل ده إتقدملك ست مرات وكل مرة ترفضه ويرجعلك تاني، وبعد كل ده مش عايزني أحبه؟
ضحكت فالتمع وجهها البشوش الذي جاء عليه الزمن لتؤكد:
- ده بقى إبني اللي مخلفتوش، ده بيسمع نصايحي وكلامي أكتر من بنتك.
- بتفهم، تربية أبوها.
تمتم بعناد فرمقته بغيظ سائله بنبرة محذره:
- بتقول حاجة يا رضا !
- لا قولت ولا عدت، أنا داخل أنام.
تأفف "رضا" متجاهلًا نظراتها المنزعجة وأتجه لفراشه محاولًا التفكير في طريقة لإبعاد "بيجاد" عن طريق ابنته.
خرجت "وسام" من ذكرياتها ما إن شعرت بأنامله تلامس كفيها فوق بطنها المنتفخة، ففتحت جفونها تحدق بوجهه وبأدق تفاصيله، إنساب بصرها إلى عينيه المسبلة برموشه الطويلة تخفي عيناه عسلية اللون المائلة إلى لون الذهب كأشعة الشمس أو ربما تخفي نظرته الخجلة.
قاطع تحديقها بإحاطة ذراعه حول خصرها بينما اتجهت يده الأخرى لرأسها يضمها نحوه بحنو مناقض للغضب الحارق الذي كاد يهلك كلاهما، جذبت "وسام" عدة أنفاس كي لا تنفجر مشاعرها في وجهه فهي أكثر إرهاقًا من أن تتشاجر معه بعد ما مرا به اليوم، لكنه قال:
- أنا آسف، مكنتش حابب إن ده يحصل وإنتِ معايا، بس هو اللي نرفزني.
- لكن يحصل وأنا مش معاك وتروح في داهية عادي؟
ثم هو منرفزكش يا بيجاد، إنت اللي متصرفتش بأي منطقية!
أكملت جملتها وهي تبتعد عن صدره لتستكمل بنبرة حادة فاقده للأمل:
- دي مش أول مرة ومش هتكون الأخيرة معاك،
هفضل لحد إمتى أقولك بلاش عصبية زيادة بلاش الغضب المشحون جواك ده بدون أي مبرر.
ابتعد عنها هو الآخر ليُجيب بانزعاج:
- لا في مبرر طبعًا، أنا مش مجنون يا وسام.
- صدقني مش مهم أنا يهمني إنك تتغير، السنتين اللي عدوا علينا دول حاجة ودلوقتي حاجة تانيه،
إحنا دلوقتي مستنين طفل عايز يتربى ويتقوّم على الصح عارف يعني إيه يتقوّم صح؟
- عارف وبلاش أسلوبك ده أنا مش عيل صغير.
رد بنبرة مستنكرة والغضب يتملك تقاسيمه لتهز رأسها وهي تقف أمامه مؤكدة باتهام:
- أنا ما بقتش عارفة أتعامل معاك،
واضح إن بابا الله يرحمه كان عنده حق، إنت مستحيل تتعدل وتبقى طبيعي.
عكس حركتها بتهديد أكثر من اللازم وهتف في وجهها وقد كفح كيله:
- إنتِ اللي مش طبيعية، مش كل حاجة تعيدي عليا الإسطوانة دي وتحسسيني إني مجنون هربان من المصحه،
إعترفي إنك ندمتي على جوازنا وقولي إنك زهقتي بدل ما تعملي كل يوم مشكلة من مفيش.
انفرجت شفتاها في صدمة واقتربت تدفعه في صدره بسبابتها زاجره:
- دلوقتي بقيت بتلكك لا على فكرة أنا مش بتلكك أنا بنت أصول وإنت عارف كده كويس وطالما الموضوع طلع سهل كده، يبقى أنت عندك حق.
اندفعت نحو الغرفة بعنف تاركه إياه يتبعها ليهتف:
- كملي ولا مكسوفه تقوليها إنك عايزة تكوني مع اي حد غيري.
- إنت إنسان مش سوي وأنا رايحه عند بيت ماما.
أغلق باب الغرفة ثم وقف لها بالمرصاد عندما جذبت حقيبة يدها يمنع ذهابها بتحدي دون أي كلمة.
عقدت ذراعيها أمام صدرها بذات التحدي مردفه بنبرة غاضبه:
- عديني يا بيجاد، المرة دي أنا مش بهزر، مش كل مرة ربنا هيسترها أنا هاخد موقف وهبعد عنك نهائي لحد ما تشوفلك حل في عصبيتك دي، إن شاء الله تروح مصحة تتعالج فعلًا،
أنا مش هخاطر إن عقبال ما أولد ألاقيك جرالك مصيبة ولا مقبوض عليك زي ما كان وارد أوي يحصل النهارده.
ضرب كف على الآخر وانتفض جسده بموجة جديدة من الغضب الذي يحاول السيطرة عليه ليهتف:
- أنا مش مدمن وبتعالج، كل الناس بيجي عليها وقت وتتعصب، إنتِ اللي من يوم ما والدك إتوفى وبشوف الندم في عنيكي وبقيت أحس إني تحت مجهر الميكروسكوب، بترَاقب أربعة وعشرين ساعة ومستنيه أعمل حاجة تأكدي بيها لنفسك ان ابوكي كان صح!
وضعت كفيها على وجهها بتعب فما يقوله أصابها في مقتل، فمنذ وفاة والدها وتحذيراته تراودها والخوف من المجهول يحاوطها رغم عشقها له بكل ذرة في جسدها، اتجهت تريح جسدها على الفراش وهمست تُطمئِن مخاوفه نوعًا ما لكنها تمسكت بتلك النبرة الحازمة:
- خلينا صريحين مع بعض، إنت عارف إني مش هنفع لغيرك ولا إنت هتنفع لغيري فأنا مش هقول أنا زهقت وتعبت وطلقني والكلام الفارع ده.
- كويس إنك فاهمه ده.
أخبرها بخفوت وقد هدأت مخاوفه وهو يجثو أمامها بينما صراعات العالم تدور في مقلتيه لتستكمل في جدية:
- أنا هقعد عند ماما لحد ما ربنا يهديك وتتغير لأني أخدت قراري خلاص إني مش هكون جزء من حياتك الغلط دي،
أنا مش هستنى لما تأثر عليا أنا واللي جاي ومفيش حاجة هترجعني عن القرار ده.
- وتروحي عند أمك ونبقى متفرقين بس الإسم متجوزين مش كده.
أغمضت جفونها ترفض التأكيد على كلماته فصمتها كافي لكنه أكمل:
- وهو ده الصح عشان إبننا؟!
إننا نعيش بطريقة غير سويه زي المطلقين؟
- وهو لما يجي يلاقي أبوه بيسعى عشان يأذي نفسه بعصبيته، هي دي اللي حياة سويه؟
- إنتِ عايزاني أقولك إيه؟
قال بتعب وهو يفرك ركبتيها فهمست مؤكده:
- مش عايزه يبقى ليا أي علاقة بيك نهائي لحد ما تشوف حل وألاقيك إتغيرت فعلًا ومش هقبل إنك تضحك عليا بكلمتين زي كل مرة.
استقام بكبرياء رجولي وجذب الحقيبة من يدها ثم أردف بلا مشاعر:
- لو هو ده اللي عايزاه فأنا موافق بس تفضلي في بيتي، عندك بدل الاوضه تلاته نقي اللي تعجبك وأنا هبعد عنك نهائي لكن أنا من حقي إن الطفل اللي بيكبر في بطنك لحد ما يتولد يكون تحت عيني.
غطت وجهها بكفيها ثوانٍ تخفي تحتهما مشاعرها المنكسرة لأنه لم يحاول حتى التظاهر بالتغيير لأجلهما، قبل أن تهز رأسها باستسلام وتنسحب بعيدًا عنه بخطوات ثابته نحو إحدى الغرف المجاورة تحت أنظاره الثاقبة، الحزينة والمرهقة.