قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل السابع عشر

عندما يعشق الرجل الجزء الثاني

رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل السابع عشر

استيقظت على يد تهزها باستمرار ففتحت عيناها اخيرا بتعب على صوت والدتها التي توجهت للشرفة لتسحبب ستائرها بعيدا لتسمح لدخول الضوء ونسمات الهواء الدافئة إلى الغرفة هتفت والدتها بنبرة دافئة ٠ا هيا يا اروى يكفى كسلا .. لقد نمتى كثيرا .. بالإضافة إلى أن سليم قد استيقظ لما يقارب النصف ساعة وقمت بتبديل الملابس له بعد أن غسلت جسده .. وهو الآن ينتظر لكى تطعميه « وضعت الوسادة على رأسها من التعب ما ان نظرت بنصف عين للساعة وجدتها ما زالت لم تقترب من السابعة .. لم تنم منذ أن أوصلها سيف إلى هنا إلا في الرابعة استحمت وبدلت ملابسها .. و اطعمت سليم الذي علمت من الخادمة انه لم يبكى إلا مرة واحدة وقامت بأعداد له زجاجة من الحليب البودرة المعلب وشربه كله ثم نام بهناء « ما زالت السابعة .. اتركينى أنام قليلا أرجولي .. « تمتمت بنعاس ا٠ سيف بالأسفل « قالتها والدتها بهدوء فهبت جالسة في مكانها بعد ان أبعدت تلك الوسادة عن رأسها وهى تنظر إلى والدتها لنتأكد مما سمعته فتلاقت نظراتها بنظرات والدتها المرتبكة ..
بينما هتفت والدتها بتذمر

يا ليتلي تهبين من أجل ذلك الصفير .. مثلما تهبين هكذا لوالده .. « اشاحت اروى وجهها بعيدا عن نظرات والدتها المتهمة. فشعرت خلالها وكأنها تعرف شيئا ما عما فعلته ليلة أمس وقالت بعنفوان
« اخبريه أن يذهب .. انا لا أريد ان أراه «
ا٠حقا .. هتفت والدتها بتعجب وتابعت بنبرة هادئة رأسك اليابس هذا لن ينفع مع الثور الهائج الذي يقبع بالأسفل يقسم انه لن يخرج من هذا المنزل إلا عندما تأتي زوجته وابنه معه .. «
هل رأى سليم .. ألم يطلب منك رؤيته سألفت بنبرة منخفضة
١ا لا .. وقد عرضت عليه ان يراه ولكنه قال انه لن يأخذ ابنه إلا من بين
يدى زوجته «
« حقا قال هذا « هتفت وعيناها تلمعان بسعادة « نعم .. هيا بدلى ملابسك انه ينتظرك ثم تابعت وهى تمسد شعر اروى بحنان « مهما حصل من شجارات بين الزوجين .. وخلفات.. سيظل منزل
زوجها هو الأولى بها.. هل رأيتني يوما اخرج هن هذا المنزل.. رغم
أنني ادخل في خلافات كثيرة مع والدك « لكنه .. تركني في الوقت الذي احتجت إليه به « قالتها بصوت منخفض واعين ١متلأت دموعا
استمعى إليه .. واجبريه ان يخبرك سبب عدم حضوره، ان لم يخبرك اا
هتفت والدتها بابتسامة .. فهزت اروى راسها بهدوء
ابتعد عن كرسيه ما ان وجدها تقترب منه .. وظهر على وجهه ابتسامة
اذابت قلبها ..
دنت منه ببطء فهتف بهدوء ونبرة متلاعبة « نمنى.. بينما انا لم يغمض لي جفن .. منذ ان تركتيني «
اقتربت منه بسرعة ووضعت كف يدها على فمه تمنعه الكلام بينما
عيناهاتؤنبه وهتفت بهمس
شش .. اصمت لا أحد يعلم أنني نهبت إليك
التمعت عيناه مكرا وقال بحدة ونبرة تحذيرية
ا. أقسم يا اروى ان اعدتى فعلتك هذه وتحركت في وقت متأخر كليلة أمس .. نني سأقوم بدق عنقك هذا .. لقد تغاضيت عن ليلة أمس فقط ..لكن ان تكرر حينها لن تعرفي ما الذي سأفعله معك ا٠ صمت ما أن وجد عمته تقترب منهما وتحمل بين يديها لغة صغيرة حدق بالجسد الصفير بشوق
كادت عمته ان تنأوله الطفل لكنه نظر إليها نظرة فهمت محتواها ونأولت الطفل أولا لوالدته وهى تهز رأسها لابنتها بأمر و بأعين حادة ان تقوم بإعطاء الطفل لوالده
لوت أروى فمها بامتعاض و حملت الطفل عن والدتها وطبعت قبلة دافئة
على جبهته وهى تستنشق رائحته العبقة الفواحة
تشدق فم سيف بابتسامة حزينة واهتز قلبه وهو يرى ذلك المشهد أمامه اقتربت منه وما كادت أن تنأوله الطفل حتى قال بسرعة
انتظرى.. انتظرى..
تابع وهو يفتح أزرار سترة بذلته حتى يكون أكثر راحة وهو يحمله .. ثم تنأوله منها بحذر شديد وهو يضع يد أسفل رأسه ويد أخرى يحمل بها جسده الصفير
حملق سيف في الجسد الصفير و هو يشعر بمشاعر عدة قد اجتاحته في تلك اللحظة اهتز قلبه وهو يراقب سكنات الطفل البسيطة فمه الذي يؤمه بشدة .. نكره بوالدته عندما تكون غاضبة منه .. ملامحه صغيرة للغاية .. شعره غزير وأسود كسواد الليل سحب نفسا طويلا ثم مال برأسه قليلا وهو يطبع قبلة حنون على جبهة الصفير .. الذي ارتخت ملامحه وفتح فمه بتلقائية وعيناه مغمضتان تراجع بجسده للخلف وجلس على الكرسي خلفه .. لمسة واحدة لذلك الصفير جعلت قلبه يتحرك ويصدر صوتا كأصوات طبول الحرب شعور غريب أول مرة يشعر به لا يعلم هل هو فرح .. أو ربما سعادة أم حزن لأنه آخر تلك اللحظة .. التي ينعم بها الآن .. أراد أن يضعه قرب قلبه ليحميه .. ليضمه.. في تلك اللحظة التي حمله بها رأى نفسه به.. رأى طفولته التي لم ينعم بها كأي طفل في سنه .. شعر بالوحدة .. لكن الآن هو لم يعد وحيدا لقد ولد من سيكون سندا له شعر بشيء حار يداعب مقلتيه .. تبعها نزول دمعة واحدة لتعبر عن مدى سعادته وهو يحمل أبنه ا٠ما اسمه ؟ .. همس بتهدج
أخذت اروى وقتا حتى تستوعب ما رأته أمامها الآن .. لقد شعرت بمشاعره ونظرت عيناه المحبة التي لم يستطع إخفائها

سألها مرة أخرى عندما لم يجد منها جوابا « سلبم « ردت بهمس ا٠ماذا ؟!»
اكفهرت ملامحه و ضيق عيناه .. ثم تابع أسميتي ابنى ماذا ؟! !.. نحن لم نتفق على هذا هتف بحدة
وهل اتفقنا على شيء ردت بسخرية
زم شفتيه واغمض عيناه من لهجتها التي أصبحت تتعامل بها معه وأخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء قائلا ا حسنا بالطبع انا لن اتناقش معك عن اسم ابنى هنا .. بدلى ملابسك و
جهزي اشياءك لتعودي معي « أمرها
فما كان منها إلا أن ردت بعناد لم يعد غريبا عليه منذ ان رآها ليلة أمس ١ا لا ..لن اذهب ان كنت تعتقد أننى سأعود معك بهذه السهولة « انتفض من كرسيه .. لكنه سرعان ما انتبه للقابع بين يديه الذي أصدر صوتا احتجاجيا و بتلقائية وجد نفسه يهزه بهدوء حتى سكن الطفل تماما وقال بهمس من بين أسنانه  
٠١ اروى انا لست متفرغا لجنونك هذا .. أنق لن تبقى هنا ولو للحظة واحدة اخرى .. ٠ا
االناذهبياسيفا٠
ردت بغضب
ارخى كتفيه وقال بصوت هادئ حأول فيه ان يقنعها بنبرة ممزوجة
بالحب
« وماذا عن ليلة أمس؟! لقد تصالحنا وانتهى الأمر « حدقت به بحدة ما أن نكر ما حدث ونظرت إلى الباب خوفا من أن تكون والدتها تتنصت عليهما كعادتها حتى تطمئن انها ستعود معه اقتربت منه وقالت بصوت خفيض
« أخفض صوتك .. وما حدث ليلة أمس أنساه .. « « اروى اذهبى و جهزي ملابسك ..أو أقسم أننى سآخذك بما ترتدينه هتف بتحذير ونبرة غاضبة
وهو يمرر عيناه على ملابسها المكونة من بنطال جينز واسع وقميص يماثله في الاتساع .. ونصف ازراره تقريبا مفتوحة وترتدى أسفله تي شيرت بدون أكمام
فتابع بازدراء رغم نظرته التي لم ترحمها « وما هذا الذي ترتدينه الآن هل تحاولين اغرائي؟! ! « استدارت بجسدها واعطته ظهرها وهى تقول بغضب وقد تغاضت عن سؤاله الأخير
ا٠ما حدث ليلة أمس كانت مجرد مشاعر هوجاء من قبل كلا منا
ما الذي تريدينه يا اروى؟!
هتف بنفاذ صبر فنظرت إليه باختناق و همست بحشرجة وهى تهز رأسها (ا لا أعلم .. حتى انا لم ك أطم ها اريده « تابعت وهى تشعر بدموعها التي تحاول بجهد مضنى لإخفائها تهدد بالنزول..

ا٠ كل ما أعلمه.. انك حرمتني من أكثر لحظاتي سعادة.. دمرت الوقت الذي كنت دائما أحتاج إليك به بدلا من أن تعطيني ظهرك .. لكنك في كل مرة أسقطت سقف آمالي وأحلامي فوق رأسي. .لاستيقظ وحيدة وانت لست بجواري.. ليلة زفافي التي حلمت بها ..و عندما انجبت أول طفل أردت أن أرى سعادتك و ضمك له مثلما فعلت الآن .. « صمتت بعد ان سقطت دموعها اخيرا لتريحها من ضيقها وحزنها المكبوت .. وتابعت بأعين محمرة
أ لا أريد ان أكون مجرد انثى.. أو مجرد زوجة.. اربد ان يخفق قلبك
لي مثلما أفعل انا.. أريد ان أكون أو لا أكون بالنسبة لك ...
لم ينبس ببنت شغه هذ٥ المرة شعر حقا بفداحة أفعاله .. شعر وكأن لسانه قد ربط بحبل متين يمنع تحريكه
يعلم انه اخطاء لكنه لم يكن يفكر بأفعاله السابقة .. نعم فكان في كل مرة يفكر في نفسه فقط .. لكن لا .. سفره لم يكن من أجل نفسه .. هذه المرة حقا تركها وغيابه عنها كان من دون إرادته ٠ا لقد أخبرتك قبل سفري .. أنني سأتأخر ا٠ همس بنبرة جادة وهو يحأول عدم إظهار مشاعره
ا١ نعم اخبرتني .. هتفت ..
ا٠ لكنك انتهيت من هذه الأعمال .. و حتى لم تتصل بي عندما علمت أنني
|ذخبت «
ا لو كنت سمعت صوتك لأتيت ر١كضدا إليك وما كنت سأحقق شيئا بعد هافق..اا همس باختناق ثم تابع اروى هل ستاتين معي لا ٠ا ردت بعناد فنأولها الطفل بهدوء وطبع قبلة على جبهته هاتفا « اهتمي به «
قال كلماته ثم خرج من الغرفة غاضبا أوت بجسدها على الكرسي وجسدها يتشنج ببكاء وهى تضم سليم
إليها..
أ لماذا لم تنهبي معه أ انبتها والدتها ثم تابعت بغضب « حقا لم أعد افهم لكى شيء « لا أريد ان أكون مجرد تحصيل حاصل بالنسبة له همست وهى تجهش في البكاء وقف مالك مكانه ما ان استمع إلى صوت والدته .. استدار بجسده نحوها وهو يحأول أن يرسم ابتسامة هادئة على وجهه .. دنا منها ثم مال وقبل يديها وراسها ... شعرت كوثر في تلك اللحظة بالفخر حقيقة بابنها الوحيد .. فلنة كبدها .. وكل ما بقى لها .. الشيء الوحيد الذي جعلها تتحمل .. نعم المرأة تضحى بكل شيء.. حتى ولو كانت أنوثتها التي دفنتها منذ أعوام طوال .. فقط من أجل ابنها .. ومالك هو الحسنة الوحيدة التي نالتها من هذا الزواج .. تحملت ان تكون مجرد امرأة مهشمة في حياة زوجها فقط من أجله .. وهى لا تريده ان يعانى مثلها ..

نظرت إليه بحب .. ثم أشارت له للجلوس بجوارها .. فعل كما أمرت ضمته إليها لتستمد منه القوة .. وأيضا لأنها تعلم ان ما ستطلبه .. ربما سيرفضه .. لكنها يجب عليها ان تخطو خطوة واحدة من أجل سعادة ابنها .. ستحاول وان فشلت .. سيكون على الأقل قد حأولت
اتسعت عيناه وهو يستمع إلى ما تنحلق به والدته أمي لا أستطيع انسى الأمر .. لا أستطيع أن أترك ريم .. انها ليست زوجتي فقط.. بل هي حبيبتي أيضا « هتف بهدوء وصوت حأول جعله رزينا ٠ا مالك .. أشهر وانتما متزوجان.. وانظر إلى اروى وسيف متزوجان منذ مدة .. وها هما قد رزقهما الله بطفل .. إلا نثمنى أن تحمل أطفالك يا مالك بين يديك « همست قرب أذنيه بقلب ام مكلوم
أتمنى.. لكن ليس من امرأة غيرها.. أمي ارجوك لا تتحدثي معي في هذا الأمر مرة اخرى.. لأنني لن اتزوج على ريم ابدا.. حنى وإن لم
يشاء الله لنا الإنجاب أ تكلم بهدوء ورجاء وهو ينظر لوالدته
تنهدت كوثر بحزن من كلام ابنها .. واردفت وهى تمرر أصابعها على
خده أتمنى لك السعادة دائما يا بنى .. و ليرزقك الله بالذرية الصالحة فمال مالك براسه إلى يديها وقبلهما وهو يهتف بهدوء و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة سعيدة
هذا ما أريده منك دعواتك .. ايتها الغالية .. ادعى لي من دون توقف فأنا حقا أحتاج إلى هذه الدعوات ١ا
ضمت والدته ما بين حاجبيها بتعجب وقالت بخوف خير.. هل هناك شيء؟!
قال مبتسما
لا.. لكن فقط سأسافر لعدة ايام .. لأن شركتي ستبدأ في تصميم و بناء مشروع كبير .. واحتاج فقط لدعواتك ١ا
بادلته ابتسامة سعيدة وقالت  
٠ا فليجعل الله الخير دائما في طريقك .. ويبعد عنك كل شر .. وكل شخص لا يحبك «
قبل رأسها ثم ابتعد وهى تشيعه بنظراتها الحزينة بقلب ام .. تخاف من ان يظلم الحب ابنها كما فعل معها سابقا
دلف مالك إلى غرفة النوم .. متوجها ناحية خزانة الملابس بعد أن سحب
حقيبة سفر كبيرة ليرتب فيهاملابسه فهو سيفيب لمدة ربما تطول
تمنى مشاركتها له لهذه المناسبة السعيدة فهذا المشروع سيحقق تقدما وانجازا كبيرا لمكتب الهندسة الخاص به .. ولكنه عندما اتصل وجد هاتفها مغلقا
فقرر ترك رسالة ورقية لها إن لم تصل قبل ذهابه .. أراد أن يأخذها معه.. عندما تحدث معها عن احتمالية تسلم شركته هذا المشروع وأنه سيضطر إلى السفر .. لكنه قابلت طلبه بالرفض بأنها لا تستطيع ترك عملها ومرضاها أيضا أخغى حزنه من عدم اهتمامها ..وقرر أن يذهب بمفرده ما ان علم بأمر تسلم شركته للمشروع
ولج داخل الحمام .. لأخذ فرشاة أسنانه والمعجون واشياءه الشخصية المهمة التي سيحتاجها .. فوجد أن علبة معجونها فارغة .. فقرر أخذ معجونها فهو ليس لديه وقت للذهاب لشراء واحدا غيره فتح خزانتها الصفيرة .. فسحب المعجون .. لكن عيناه تسمرت من دون قصد على علبة صغيرة تقبع داخل الخزانة .. سحبها .. وهو يتفحص محتواها بفضول.

ما هذه الأقراص ؟.. هل هي للصداع! !
تمتم وهو يتفحص ما بداخل العلبة بفضول لكنه وجدها غريبة عن أقراص الصداع تماما .. ففضل ان يشبع فضوله وايضا ليطمئن فهو يعلم أن ريم لا تشتكى من شيء ..
إذا لماذا هذه الأقراص هنا ؟! .. وأيضا مخبأة في تلك الخزانة هل تخفى عنه شيء ما؟!
اخيرا قام بتصوير العلبة وارسلها إلى صديقه وبعد ذلك اتصل به ليعلم
منه مالك ..انا لا أريدك أن تنزعج .. ولا تفضب من الأمر تلعثم صديقه في الكلا،
أ جلال .. أرجوك ما هي هل هو مرض خطير .. هل هي مريضة. هل
هي..١١
تمتم مالك بارتباك وحشرجة وقد وصلت دقات قلبه لقدميه رعبا وخوفا
هل يمكن ان تكون ريم مريضة وهو لا يريد ان يخبره..
١اد,, همس صديقه بحشرجة
أرجوك أنطق .. لا تخف لن انهار ولكن فقط اخبرني.. هتف مالك وهو يحأول أن يجعل نبرته هادئة ومتزنة
انها أقراص لمنع الحمل همس صديقه بصوت منخخض اىذ١؟!..اا
هتف بحشرجة .. يحثه على الكلام فبالتأكيد هو لم يستمع
انها أقراص لمنع الحمل
هذا فقط ما سمعه مالك .. لكن هذه المرة بوضوح تصلب جسده من الذهول وتمتم بذهول وقلب قد تحطم إلى أشلاء بعد ما سمعه
« منع حمل « دلفت إلى الغرفة و ابتسامتها تصل إلى عيناها لكنها تسمرت مكانها عندما وجدته جالسا على طرف السرير يضع وجهه بين يديه..
اقتربت منه بخطوات بطيئة وهى تبتسم بمكر فهي تريد افزاعه وكم سيكون المشهد رائعا أمامها وهى تراه يقفز من الفزع
لوت فمها بانزعاج عندما وجدته يرفع رأسه وينظر إليها نظرة جعلت أوصالها وقلبها يرتجفان .. تجمدت ملامحها عندما التقت عيناهما ولم تستطع تفسير نظراته الجامدة إليها
حأولت رسم شبه ابتسامة على وجهها لكن فمها لم يخضع لها و ابى إلا أن يكون كما هو وهى تراقب نظراته حتى قال بصوت ضعيف متهدج لماذا ؟!»
عقدت حاجبيها بتساؤل وتعجب ..حتى أمسك بين يديه أحد علب الدواء التي لم تتبين ما هي إلا عندما قربها منها وعيناه تومض غضبا ينظر إليها بتفحص وترقب يراقب ردة فعلها
وجهها أصبح شاحبا كالأموات وهى ترى آثار جريمتها..
بلعت ريقها وهى ترى بين يديه علبة الدواء التي اخفتها بعيدا عنه وكل ما
يدور في رأسها ...كيف استطاع الوصول إليها ؟! !..
هي كانتا محتفظة بها حقا ولكنها قامتا بالتخلص منها منذ فترة طويلة
لا هي لم تقم بالتخلص منها لقد نستها تماما حدثت نفسها
تحركت شفتاها باهتزاز وهى تشعر ببرودة غريبة تسرى على طول عمودها الفقري حتى لم تستطع السيطرة على اهتزازة يديها لا تعلم هل برودة الطقس الغريبة هي السبب ام خوفها
خوفها من ملامحه التي لا تعبر إلا عن غضبه الذي يحأول كبته منذ زمن ..عيناه التي تتهمها بطريقة المتها ..تجمعت الدموع في عينيها وهى تراه يدير جسده ويعطيها ظهره الذي تصلب
مرر يديه بقوة على شعره حتى كاد أن يخلعه من جذوره ...لم يعد يستطيع النظر إلى وجهها ولا إلى عينيها التي سحرته ...لقد غدرت به ...لقد طعنته في ظهره ...وها هي تقف امامه صامتة
لكن بماذا تنطق أو بماذا تدافع عن نفسها ؟! !...انها فعلت هذا لأنها لم تحبه ولم تكن تريده زوجا لها ...وهو الذي كره نفسه وكره رجولته لأنه لم يستطع أن يمنحها ما تمنته ..طفل ..وهو كان يركضر كالمجنون من
طبيب إلى آخر يحأول أن يبحث عن سبب تأخر انجابهما حتى الان ..كتم غصة مؤلمة في حلقه
وقال ببرود ومن دون تردد ريم أنتطالق٠.
أردف وهو يشعر بأن كلمته لم تجرحها هي بل كانت له كشخص يطعن نفسه ليرحمها من مرض أصابه منذ زمن ..حتى لم يعد يتحمله أكثر فقرر خلاص نفسه .. من العناب والألم وهى حبه لها كان كالمرض الذي ينهش قلبه .. يبتر روحه و أعضاءه واحدا تلو الآخر .. حتى لم يعد قادرا على الحياة
لقد رسم أحلامه معها بأصبع على وتر فبترت هي أصابعه العشرة
أمسك بيد حقيبته و هتف ببرود. وهو يسحبها وراءه
عندما أعود سأنهى كل أوراق الحللاق .. وستكونين حرة منى ومن
حبى يا ريم
صمت بارد عم الغرفة وهو ينظر اليها من بنصف عين باتهام وقلب رجل مجروح .. فتألم قلبها من نظرته وانسابت دموعها من دون إرادة منها لقد تغيربتة نظرته لقد كانحت نظرة مختلغة غريبة نظرة لم ترها يوما من عيني مالك .. الذي لم يكن ينظر اليها إلا بكل حب وحنان وعشق .. لكنها هذه النظرة تغيرت وتحولت إلى نظرة رجل طعن

وجدت ذراعيها يتشبثان به من الخلف وهى تضع رأسها على ظهره
وتهتف ببكاء ورجاء..
أرجوك لا تتركني. . أقسم أنني لم اضع واحدة في فمي.. أقسم أنني
أحبك .. لا تتركني ا٠
لكن جسده لم يهتز ولم يتراجع قيد أنملة وهو يحأول إبعال. يدها التي تضمها في قبضة محكمة على بطنه تمنعه التحرك
أرجوك لا تتركني .. انظر إلى انا ريم.. انا احبك .. أقبل يديك لا تتركني «  
ترجته كما لم تترجى أحد سابقا .. هي لا تشعر بمذلة أو مهانة انه زوجها وهى يجب ان تشبث به.. لأنها تحبه وهى اخطأت .. يجب ان يبقى ليفهم
ويعلم انها لم تضع ولا واحدة في فمها اااًحبك ..لا نثركني مثلما فعلوا هم .. لقد تركني الجميع .. لا نثركني بعد أن تعلقت بك .. لا نثركني بعد ان احببتك ١ا قالت من بين نشيج بكاءها .. أبعد ذراعيها عنه بقسوة لم تعهدها به وهو يهتف بقسوة قسوة جعلته شخصا آخر غير الذي تعرفه لقد انتهى كل شيء
انحنت وامسكت قدمه بيد مهتزة وهى ترجوه .. تألم قلبها وهى تشعر بمهانة لم تشعر بها من قبل .. جسدها تشنج من دون توقف بسبب بكاءها .. ولهاثها ازدال. وهو يحأول أبعادها عنه حتى نجح وابتعد عنها وعيناها الغائمتان المحمرتان من البكاء تراقب ابتعاده
افترش جسدها الأرض لكنها سرعان ما ضمت جسدها إليها .. وظلت ترتجف كعصفور مبلول بالماء في طقس شتوي قارس .. أسنانها ظلت
تصختك ببعضها بقوة
وعقلها يسترجع مشهد قديم .. لفتاة نات سبعة أعوام .. تركض و تترجى مثلما كانت تفعل منذ قليل .. لكن لا هي رحمتها واشفقت عليها ولا هو
فعل ..
ماما .. لا تتركيني.. سأكون فتاة جيدة .. أرجولي خذيني معك ظلت ترددها تلك الطفلة ببكاء وجسدها يرتفع وينخفض .. تحاول التشبث بيدها .. لكن تلك المرأة نغضت يدها عنها بقسوة .. قسوة كسرت قلبها
ا٠ سأكون فتاة جيدة..لن أبكى .. أقسم أنني لن أفعل لكن لا نتركيني ,
ارجوك..

هتفت ببكاء وجسدها يتشنج أن كنق تريدين أخذها ستتنزلين لي عن كل حقوقك أتى صوت من خلفهما لم يكن غير صوت والدها .. ذلك الذي تكرهه أكثر مما تكره أي شخص في هذا العالم .. أليس هو السبب في رحيل والدتها الآن..
لن أترك لك أي شيء .. انه ثمن معاناتي و صبري مع شخص مثلك أما بالنسبة لابنتي فهي سنثربى. . أنت والدها بالتأكيد لن تأكلها ٠ا ردت والدتها بكل عنجهية مطلقة نظرت ريم إليها بصمت وفمها لم تستطع فتحه أو النطق بأي شيء وهى ترى والدها أمامها .. ما ان رأته حتى عقد لسانها .. لكنها ترجت والدتها
بعينيها لعلها تفهمها لعلها تشفق عليها وتأخذها معها لكنها ردت ببرود .. أثلج قلبها
ابقى هع والدك يا ريم.. وكونى فتاة جيدة قالتهاثم رحلتا وقد رحل معهاطيف طفلة بريئة وحالمة
ضمت ركبتيها إليها أكثر وهى تشعر بأن روحها قد اثلجت مرة أخرى
رحل كما رحل غيره ..
تشنج جسدها وهو يهتز برعب .. وتبكى بحرقة تصرخ من شفتيها ا ينجدها أحد مما هي به ..و خرجت من صدرها آهة متألمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة