رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل الخامس
مالك:دكتور ادهم...حضرتك الي هتتجوز اختي
ادهم:هي العروسه تبقي اختك،وأخوك هيتجوز اختي
هنا شعر مالك بالألم سيتزوج أخيه بمن بدأ يدق قلبه لها...
هنا قام محمود وقال موجها حديثه لمالك:
أنت تعرفه يا مالك؟!
مالك:أيوه يا محمود دكتور ادهم صاحب المستشفي الي بشتغل فيها
هنا أراد ادهم ان يزوج أخته بمالك لمعرفته به علي عكس محمود فهو لا يعرف طباعه أما مالك يعرفه وإن كان ذلك منذ مده قصيره
ولكن كيف يفعل ذلك وقد قرروا أن تتزوج أخته بمحمود إلي ان اكمل مالك حديثه...
مالك:دكتور ادهم إنسان محترم واكيد هيراعي ربنا في اختنا وظروفها
توقف ادهم عند كلمه ظروفها ايعقل ان تكون بها عيبا؟! عن ماذا يتحدثون؟!
ادهم:ظروف ايه يا مالك؟!
محمود:أختي يا دكتور ادهم مش بتشوف
هنا كانت صدمه ادهم ايتزوج بعمياء،هو نعم لا يريد الزواج من الأصل ولكن ذلك التار اخضعه لهذا القرار مره اخري...
ادهم:ان شاء الله ربنا يقدرني واسعدها لكن عندي طلب منكم يا ريت تقبلوه بصدر رحب
محمود:اتفضل
ادهم:عايز أختي تتجوز بمالك
هنا شعر مالك بالسعاده فهو لم يكن يتخيل ان يطلب ادهم هذا ولكنه ترقب قرار اخيه...
محمود:أنا معنديش مانع...بس شوفوا رأي مالك
مالك بسعاده يحاول ان يخفيها:موافق.
هنا شعر ادهم بالراحه وايضا شريف الذي سعد لأن ابنته لن تتزوج بشخص مجهول بالنسبه لهم وذلك لأن ادهم يعرفه...
تم تحديد موعد الزفاف وسيتم علي الطريقه الصعيديه هنا،واتفقوا علي ان يتم الحفل وبعدها يتجهون الي القاهره بسبب تأخر أعمالهم..
تم عقد القران وسط الفرحه والزغاريط وطلقات النار،كل هذا ولم تري مريم زوجها ولكنها علمت بأنه ذلك الدكتور الذي رأته في المستشفي وايضا لم يري ادهم زوجته...
أتفق علي ان ياخذوا مريم إلي القصر اولا لتأخذ اشياؤها وتودعهم ثم تذهب مع مالك الي شقته
وكذلك رسيل ستذهب مع اخويها وبعد ذلك تذهب الي القصر مع زوجها...
استقلوا سياراتهم لكي يتوجهوا الي بيوتهم
وصل شريف وادهم ومريم الي القصر وبدأت مريم في تجهيز اشياؤها وهي تبكي الي ان دخل عليها ادهم...
ادهم:مريومه..بتعيطي ليه
نظرت إليه مريم والدموع في عينيها:خلاص يا ادهم همشي من هنا وهسيبكم
ادهم وقد اقترب منها واخذها في احضانه:
اهدي وبطلي عياط انتي مش هتبعدي عننا وكمان يا ستي هتبقي في الشغل معايا
خرجت مريم من احضانه وقالت له:
طيب أفرد هو مرضاش يشغلني.
ادهم:هبقي أكلمه انا،ثم اضاف بمزاح:
وبعدين انا عارف أنك مش عايزه تسيبيني في حالي هههه
ضربته مريم بقبضتها الصغيره علي كتفه فتصنع الالم
ادهم:اه..
ابتسمت مريم وقالت له بعدما أخرجت لسانها:احسن
ضحك ادهم وضحكت مريم فهو استطاع أن يخرج أخته من حالتها
أما عن ريتال خرجت من الحمام بعدما غسلت جرحها بالماء فقط وعندما خرجت وجدت عمر وافقا فاستغربت لوقوفه...
ريتال:عمر انت واقف هنا ليه
عمر:علشان اعالجلك الجرج
ريتال:مفيش داعي انا لما أروح هعمله
عمر:مينفعش...انا هعملهولك
واتي بعلبه الاسعافات الاوليه وجعلها تجلس وقام بتعقيم جرحها...كل هذا وهي تنظر إليه بدموع...وما ان انتهي حتي قامت من مكانها وذهبت عند والدتها بعدما شكرته.
ريتال:ماما بعد إذنك عايزه اروح
سلوي:ليه يا ريتال،خليكي قاعده معانا
ريتال:اسفه يا خالتو اصلي مرهقه من الشغل
سلوي:خلاص يا حبيبتي،ثم التفتت لاختها قائله لها:
روحي معاها شكلها تعبان
ذهبت ريتال مع والدتها غافله عن تلك النظرات التي تتعقبها متسائلة عن ذلك الشعور الخفي بداخله تجاهها
أما عند رسيل لم تجف دموعها فهي الآن مقبله علي حياه لا تعرفها،حياه لا تراها يصاحبها فيها ظلام عيناها،ستضطر أيضا لترك اخويها سندها في تلك الحياه،ستضطر مرغمه علي تركهما للذهاب الي مجهول بالنسبه لها...
وقفت السياره بهم أمام منزلهم نزلت رسيل من السياره وساعدها محمود وصعدوا الي شقتهم
وما ان دخلوا حتي جلسوا وكل واحد يشغله تفكيره
مالك سعيد ولكنه يخاف علي اخته وتشغل باله.
محمود أيضا يفكر في اخته كيف ستعيش بعيدا عنهم،كيف ستتأقلم مع تلك العائله وهي بوضعها هذا...
أما هي تملكها الحزن وازداد بكاؤها وأصبحت تعلو شهقاتها وانفاسها التي تقتطعت من كثره البكاء مما أثار الهلع في نفوس اخويها وقاموا للجلوس بجانبها لكي تهدأ...
محمود وهو يأخذها في احضانه ويطبطب عليها وقد ادمعت عيناه قائلا:
اهدي يا رسيل...دا مش كويس علشانك...نفسك بيروح
رسيل بصوت متقطع من البكاء:مش...قادره..يا..محمود هسيبكم وامشي
هروح مكان معرفوش..وناس معرفهاش..حتي اتجوزت واحد معرفوش وانا عاميه...عاميه
واذداد بكاؤها وحزن اخويها وادمع مالك ايضا وضمها هو الاخر
مالك وأراد أن يشجعها:لا يا رسيل معرفش عنك كده..رسيل أختي قويه مش ضعيفه...رسيل الي تحدت عجزها واتأقلمت معاه...رسيل الي رضيت بقضاء ربنا ومستسلمتش.
اكمل محمود عنه قائلا:رسيل الي كانت بتشوف أطفال معاقين في بدايه حياتهم منهم الي اعمي ومنهم الي مقطوع أيده ومنهم الي مقطوع رجله...وغيرهم كتير..
شافت كل دا وحاولت تشجعهم علي الحياه حاولت تساعدهم بقدر المستطاع لكن يشاء القدر ويختبرها ربنا...ودلوقتي كمان بيختبرها ولازم تنجحي فيه...اصبري علشان ربنا قال في القرأن الكريم:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرِينَ”.
وهنا هدأت رسيل مع تشجيع اخويها وحديثهم وتذكيرهم لها بآيات الله تعالي
هنا أزالت دموعها وقالت:ونعم بالله،ان شاء الله هصبر وهيفضل عندي أمل
مالك:أيوه دي رسيل،يالا بقا علشان نقوم نحضر هدومك يا رورو
قاموا بتجهيز اشياؤها وخرجوا في انتظار ادهم ومريم ولقد أتفق محمود علي ان يعيش مالك ومريم هنا لحين تجهيز الشقه التي قد اشتراها لهم والدهم لزواج أحد ابناؤه بها وسيستأجر محمود احدي الشقق في منزلهم لحين الانتهاء من شقه أخاه التي هي في مقابل شقتهم.
وصل أدهم ومريم الي البيت وصعدوا وعندما وصلوا اطرقوا الباب فقام محمود وفتح لهم واستقبلهم وأحضر لهم واجب الضيافه في حين قام مالك ليحضر رسيل وعندما دخلت عليهم كانت في قمه خجلها وارتباكها وخوفها ايضا وكان قلبها يدق بعنف...
أما عن ادهم ومريم عندما توجهت انظارهم إليها وقف ادهم مزهولا واتسعت عيناه بدهشه،كذلك مريم أيضا تملكها الدهشه
ادهم بصوت لم يسمعه احد:نرمين!
أما عن ادهم ومريم عندما توجهت انظارهم إليها وقف ادهم مزهولا واتسعت عيناه بدهشه،كذلك مريم أيضا تملكتها الدهشه وسرعان ما تبدلت للخجل من رؤيه مالك ونظراته
ادهم بصوت لم يسمعه احد:نرمين!
أستغرب كلا من مالك ومحمود من دهشتهم ولكن زالت دهشتهم عندما اقترب ادهم منها
أما رسيل عندما أحست بإقترابه منها...أخذت دقات قلبها في الخفقان بشده ظنت انه سمعها من شدتها...
أما ادهم فقد أسرع بالتماسك واخفاء دهشته بالاقتراب منهم موجها حديثه الي مالك:
ممكن اخد عروستي
هنا اصابتها القشعريره من سماع صوته،فهي بحالتها هذه غير قادره علي رؤيته،وازداد احمرار وجهها خجلا...فبدت جميله
أما مالك فأخذ ينظر لمريم بسعاده وإعجاب علي خجلها منه ونظراتها التي تكاد تخترق ارضيه بيتهم من كثره النظر اليها...
بعد مضي بعض الوقت أخذ ادهم رسيل معه بعد أن ودع مريم،وودعت رسيل اخويها بالدموع والاحضان،وبعدها ذهب محمود وترك مالك ومريم بمفردهم...
في سياره ادهم كانت تجلس بجانبه في خجل يتخلله بعض الخوف
أما هو فأخذ ينظر اليها من حين لآخر لعله يتأكد من حديث عقله...
أنها هي!...كيف والتي تزوج بها تدعي رسيل؟...
أهي عمياء؟..ام أنها تمثل وتدعي العمي؟!...
اتلك حيله منها؟!...ام أنها شخص آخر يشبهها؟!
اوقف السياره عند القصر ونزل منها وفتح الباب من عندها وقال ببعض الحده استغربتها منه ودب الخوف في قلبها...
ادهم بحده:انزلي...
أخذت رسيل تتحسس جانبها بأيدي مرتعشه ولكنها تفاجأت به يشدها من يدها بغير صبر واخرجها من السياره وسحبها خلفه بعدما أغلق الباب بعنف...
كل هذا وهي تبكي بصمت،دخل القصر ولم يجد ابيه فحمد ربه واتجه بها حيث غرفته غير عابئ ببكاؤها ولا تعثرها في بعض الاحيان ولا بكونها عمياء...
أما عند مالك ومريم
كانت مريم جالسه تنظر لأسفل تفرك يدها بتوتر وبعض الخوف،تفاجأت بمالك يجلس بجانبها ويضع يده علي يدها فأطلقت شهقه خفيفه ورفعت رأسها اليه...
مالك:اهدي...انا مش هعملك حاجه
مريم بخجل:طيب ممكن تسيب ايدي
مالك بضحك:حاضر هسيبها..بس متتحركيش من جنبي
هزت مريم برأسها دليل علي الموافقه،أما هو فقد ترك يدها وبعدها اكمل معها الحديث...
مالك:أنا عارف ان جوازنا كان بطريقه غريبه وبسرعه،كمان معرفناش نتعرف علي بعض،
بس في النهايه جوازنا حقيقي يعني مش مجرد فتره وهتعدي
انا مقدر أنك خايفه مني ومتعرفنيش كويس حتي لو شوفتيني مرتين بس...علشان كدا بقترح
انه يبقي فيه فتره خطوبه الأول
ظهر علي وجهها عدم الفهم وقالت:
يعني ايه؟!
مالك:يعني احنا هنعيش مع بعض شبه أي اتنين مخطوبين...انتي هتنامي في اوضه رسيل وانا هنام في اوضتي عادي...لغايه ما احنا نروح نختار عفش لشقتنا
مريم:يعني احنا مش هنعيش هنا...
مالك:لا...شقتنا الي قصاد الشقه دي،هي متجهزه بس ناقص فيها أنك تختاري العفش
مريم بتردد:طيب احنا...احنا هنفضل كدا علطول
مالك وقد فهم قصدها:
لا اكيد مش علطول...
مريم:طيب لغايه امته؟!..
مالك بغمزه:لغايه لما قلب الجميل يحبني...
أحمر وجه مريم ووقفت وقالت:
هو انا ممكن اعرف فين الاوضه الي هنام فيها
ضحك مالك عليها وقام وارشدها الي الغرفه
أما هي فدخلت الغرفه وأغلقت الباب ووقفت وراءه وقلبها يدق بسرعه ووجهها يشع احمرارا
أما عند جني قررت أن تخبر اخاها بإقتراح صديقتها..
اتجهت الي غرفته واطرقت الباب فسمعت أخيها يأذن لها بالدخول...
دخلت وجلست وهمت بالحديث إلا أنها وجدته يتحدث قائلا:
رجلك عامله ايه
جني:الحمد لله،ماعدتش بتوجعني
احمد:الحمد لله،بس حاسس كده أنك عايزه حاجه
جني:بصراحه اه،أنت عارف اني بعرف اعمل شغل كروشيه واكسسوارات وكده فأنا كنت...
وكادت تكمل الا انه قاطعها قائلا:
انا عارف انتي عايزه ايه...بس لا يا جني مش أنا إلي أختي تشتغل وانا عايش،الحاجات دي عايزه تعمليها اعمليها ليكي لكن علشان تلفي علي المحلات وتبيعيهم لا
جني:ليه يا أحمد انا عايزه اساعدك
نظر إليها احمد بعتاب وقال:ليه يا جنه مش كل حاجه بتحتاجيها بتلاقيها...قصرت معاكي في حاجه من ساعه ما طردنا عمي من البيت شوفتيني قصرت
جني:لا يا أحمد ليه بتقول كدا...أنت عمرك ما قصرت معايا وكل الي بحتاجه بلاقيه قبل ما أطلبه لكن انا شيفاك تعبان و...
كادت تكمل الا انه قال:
خلاص يا جني اقفلي علي الموضوع دا وروحي نامي علشان كليتك
جني:تصبح علي خير يا أحمد
احمد:وانتي من أهل الخير
بعدما وصل أدهم إلي غرفته وهو ما زال ممسكا بيدها،ثم فتح الباب ودخل الغرفه والقاها علي السرير وأخذ يسير في الغرفه ذهابا وايابا ينظر إليها من حين لآخر كأنه يراقبها
كانت تشعر بالخوف وعدم الأمان هي الآن في مكان لا تعرفه مع شخص لا تعرفه فقد أصبح زوجها في غمضة عين...
اقترب منها ادهم وامسكها بشده من يدها غير عابئ ببكاؤها ولا بتألمها...
ادهم:قوليلي بقا عرفتي تضحكي عليا ازاي وتغيري اسمك،وعايز افهم ازاي ضاحكه علي مالك ومحمود ولا ايه الحكايه بالضبط...
وكمان ايه حكايه عاميه دي...دي قصه جديده
قم قال بصوت عالي:انطقي
كانت رسيل في قمه خوفها ودهشتها أيضا واستغرابها من حديثه ولم تقدر ان تنطق...
أما هو فقد ازداد غضبه ومن شدته قام وامسك بمزهريه والقاها بشده علي الارض،فانطفضت رسيل...
اقترب منها مره أخري وقال:
هتنطقي وإلا...
رسيل بخوف:أنا...انا...