رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والعشرون
قبل عدة ساعات.
بشقة رباح
وضعت زهرت أختبار الحمل التي أجرته على طاوله بالغرفه وظلت دقائق تنتظر ثم نظرت الى نتيجه الأختبار
تنهدت بسآم بسب سلبية النتيجه، لكن في نفس اللحظه نفضت عن رأسها حتى إن لم تحمل الآن أمامها فرص في المستقبل.
فى نفس اللحظه رن هاتفها، نظرت لشاشته وتبسمت وهي ترد قائله: صباح الخير يا ماما، أيه برضوا مش هتجى التجمع العائلى النهارده، حتى تشوفى العروسه الجديده خطيبة محمد.
ردت عطيات: هشوف الأمله إياك، كفايه انهم مراعوش حزنى وخطبوا له وجوزى مبلوش شهرين متوفى، وبعدين مش جولتلك أنى مش بطلع من الدار بسبب عدتى بعد وفاة أبوكى، الشرع بيجول إكده، ولا عاوزه العقربه هدايه تسمعنى كلمتين منها، وكمان بسبب عمتك اللى بعد ما أطلجت رجعت تعيش هنا في الدار، معرفاش ليه النبوى كان فضل مستحملها كفايه أنها كانت بعيده عنى، مش بعرف اتحرك بسببها، حتى محمد إبنها جالها وقالها أنه يشترى ليها شجه او حتى دار، جالت له إن ليها تلت الدار دى، الله يرحمه أبوكى ياما أتحايلت عليه يشترى نصيبها من الدار، يمكن كانت غارت بعيد عنى دلوق.
ردت زهرت: هو محمد بيجى يزورها.
ردت عطيات: آه كل كم يوم كده بيجى يزورها ويجعد معاها شويه ويشوف طلباتها، غير سمعت كمان إن كارم بيتصل عليها، بس هي مش بترد عليه.
تعجبت زهرت قائله: وليه مش بترد على كارم، هي يوم ما أطلقت كانت قالت وهي بتخرف إن كارم مشارك مع أبوه
معرفش عمتى فجأه زى ما يكون عقلها طق منها وأتهمت حمايا أنه أتجوز عليها، هي اللى خربت عشها بإديها، بس والله دار إرتاحت منها عقبال العقربه هدايه.
ردت عطيات بزهق: أهى ريحة هدايه والنبوى منها وإبتليت انها بيها، واحده غيرها تفك الفلوس اللى مكنزه عليها وتشترى لها شجه في البندر، بس أنا فاهمه اللى في دماغها.
ردت زهرت بعدم فهم: وأيه اللى في دماغها.
ردت عطيات: أنها تصعب عالناس في البلد إن دار العراب خدوها أفتروا عليها، ورموها وهما عارفين إن ملهاش حد يوجف جصادهم ويچيب لها حجها منيهم.
ذهلت زهرت قائله: إزاى مخطرش ده على بالى عمتى برضوا مش سهله، بس إنتى بتقولى محمد بيجى يطمن عليها غير كارم بيتصل عليها وهي اللى مش بترد عليه.
ردت عطيات: محدش يعرف إن كارم بيتصل عليها انا عرفت بالصدفه ومحمد بيعاتبها، وكمان ممكن تجول إن محمد بيچى من وراهم خلثه يعنى، بس الغريب جوزك ليه مبيجيش ليها، ده كان أقرب واحد من عيالها ليها.
تعلثمت زهرت قائله: معرفش مسألتوش، هو حر أنا مالى أدخل بينه وبين أمه.
ردت عطيات: أحسن ماليكش دعوه خليكى بره الموضوع، هي اللى غلطت وتستاهل، واحده غيرها بدل ما كانت تحمد ربنا أنهم طيقينها بكل غباوتها لأ تخرب على نفسها، ها وأخبارك إنتى أيه، مفيش حاجه جايه في السكه.
ردت زهرت: لأ عملت إختبار حمل وطلع مفيش حمل.
ردت عطيات بإستهجان: ياما جولت ليك بلاش حبوب منع الحمل اللى كنتى بتاخديها دى، أها اما أنشوف إياك متعملش ليك مشاكل وتتأخرى على ما تحبلى، سلسبيل لو چابت الولد هتاخد مكانه تانيه في دار العراب.
تهكمت زهرت قائله: أى مكانه سلسبيل وقماح شكلهم كده مش مرتاحين مع بعض، سبق وسلسبيل طلبت الطلاق قدام العيله كلها، كمان سابوا الدار.
ردت عطيات: بس رجعوا تانى وأها الطلاق متمش، وسلسبيل إشتغلت زى ما كانت عاوزه من الأول.
تهكمت زهرت قائله: يمكن الطلاق متمش وسلسبيل إشتغلت بس قيمتها عند قماح ملهاش لازمه، رباح بيقولى إنه شاف هند عند قماح في المقر أكتر من مره ورجعوا يتعاملوا مع بعض في الشغل تانى، تقدرى تقوليلى تفسير لده غير إن سلسبيل وقماح جوازهم مستمر بس منظر ويمكن عشان البيبى اللى في بطن سلسبيل مش أكتر وبكره تشوفى، قماح هيرجع هند قريب على بنت العراب.
فى ذالك الوقت فتحت زهرت باب الشرفه ووقفت بها، في ذالك الوقت رأت خروج قماح من آتلييه سلسبيل، لاحظت بوضوح وجهه المتهجم، تبسمت وقالت لعطيات: طب بالسلامه هكلمك مره تانيه يا ماما بالليل حاسه إن إجتماع النهارده هيكون مختلف.
أغلقت زهرت الهاتف، وهي تنظر ل قماح الذي ذهب الى سيارته يقودها بغضب واضح من سرعته الذي خرج بها من الدار حتى أنه كاد يصطدم ببوابة المنزل الخارجيه، تبسمت زهرت بتشفى وقامت بفتح هاتفها وقامت بإتصال.
ردت عليها بعد ثانى إتصال.
تنهدت هند بنرفزه قائله: أيه يا هند على ما فكرتى تردى عليا أنا غلطانه إنى بتصل عليكى.
ردت عليها: أبدا أنا كنت نايمه وصحيت على رن الموبايل.
تهكمت زهرت قائله: نوم العوافى لأ كده أصحى وركزى معايا، أنا شايفه قدامك فرصه مع قماح.
سخرت هند قائله: فين الفرصه دى أصلك مش بتشوفى تعامله معايا بصد، أنا اللى بفرض نفسى عليه، ومع ذالك معرفش سلسبيل عامله له أيه زى ما تكون سحراله، لأ مش سحراله كان سهل نفك السحر ده، هو بيحبها زى ما قولت قبل كده.
ردت زهرت بمكر ووسواس: مهما كان بيحبها، بس هي مش مديه له ريق حلو أكيد حبه لها مش هيخليها يستحمل عجرفتها عليه كتير، ده لسه خارج من الأتلييه بتاعها لو تشوفى وشه باين عليه الغضب، وطلع بالعربيه بسرعة البرق، مع إن النهارده يوم الجمعه وأجتماع العيله، وكان قليل لما بيخرج، دى فرصتك إتصلى عليه بأى حجه.
فكرت هند في حديث زهرت ربما فعلا تكون فرصه لها مع قماح وقالت لها: تمام، هاخد شاور وافوق كده وأتصل على قماح بس أنتى أدعيلى يرد عليا.
ردت زهرت بنبرة وسوسه: يارب، يلا بالسلامه رباح دخل الأوضه.
أغلقت زهرت الهاتف، ودخلت الى الغرفه ونظرت الى وجه رباح الذي يبدوا بوضوح غاضب ليس فقط غاضب بل مجهد أيضا وقالت له: في أيه مالك غضبان كده ليه، ولا تكون غضبان عشان قولتلك إنى محتاجه فلوس، عالعموم أنا مقدرش على زعلك.
رد رباح: زهرت أنا مش زعلان يا حبيبتى، كل الحكايه إنى واجهت بابا ليه جمد توقيعى.
ردت زهرت بوسوسه: أكيد قالك فلوسى وأنا حر فيها، ياما قولتلك حاول يكون لك رصيد خاص بيك، كنت عامله حسابى لوقت زى ده، طبعا قماح بيه عنده صلاحية التوقيع بمزاجه يسحب ويكبش لنفسه.
رد رباح: حتى قماح كمان بابا جمد توقيعه.
تعجبت زهرت قائله: مش معقول.
سرد رباح لها حديثه مع والده قبل دقائق.
فلاش، باك
قبل دقائق بالدور الأسفل.
دخل رباح على والده غرفة المكتب، نظر له النبوى بتأمل قائلا: صباح الخير يا رباح كنت لسه هبعتلك حد ينادى عليك، عاوزك في موضوع.
رد رباح بإستفسار: خير يا بابا؟
رد النبوى: خير، بلغنى إن كان عندك صداع، وكمان شكل وشك كده متغير.
تعجب رباح قائلا: ده كان صداع بسبب كتر الشغل في الفتره اللى فاتت والحمد لله خلاص بقيت كويس، بصراحه أنا كنت عاوز أتكلم معاك في موضوع تجميد توقيعى على حسابات البنوك.
رد النبوى: وفيها أيه، أنا جمدت توقيعكم أنتم التلاته مش أنت لوحدك.
تعجب رباح وقال بتسرع: وطبعا قماح هو الوحيد اللى معاه صلاحية التوقيع.
رد النبوى: أنا جمدت توقيع قماح كمان، مش بقولك جمدت توقيعكم أنتم التلاته، أنت وقماح ومحمد، مفيش غير سلسبيل ودى مش أنا المسؤول عنها دى اللى يقدر يجمد توقيعها عمك ناصر مش أنا.
بينما شعر رباح بالبغض ناحية سلسبيل لكن من داخله شعر براحه، بسبب أن قماح مثله قد تم تجميد توقيعه، وبالتأكيد سيشعر بالنقص أمام سلسبيل.
نظر النبوى لصمته قائلا: رباح شكل وشك مجهد روح اعمل فحص طبى شامل مش هيجرى حاجه أهو زيادة إطمئنان على صحتك، انا كمان بفكر أعمل فحص طبى أنا وناصر قريب هحجزلك معانا.
رد رباح قائلا: لأ الحمد لله أنا بخير، ولسه شباب، هما كانوا شوية صداع من الإجهاد ودلوقتي خلاص الحمد لله بقيت بخير.
رد النبوى بتصميم: وماله مش هيجرى حاجه زيادة إطمئنان زى ما قولتلك، هحدد الميعاد مع عمك وهقولك ونروح سوا.
رد رباح بمهاوده فقط ليريح النبوى قائلا: تمام مفيش مشكله.
عوده
إرتبكت زهرت قائله: فحص طبى أيه اللى تعمله، مش بتقول الصداع خف عندك.
رد رباح: أنا بس هاودت بابا، الصداع بيروح لما باخد من الدوا اللى جيبتيه ليا، ربنا يخليكي ليا، أكيد الصداع ده بتاع وقت وينتهى، الفتره اللى فاتت كان الشغل كله تقريبا عليا.
إقتربت زهرت من رباح بدلال ووضعت يديها حول عنقه قائله: يعنى قماح خرج من شويه مضايق بسبب إن سلسبيل ليها حق سحب ارصده من البنوك وهو لأ.
تعجب رباح قائلا: هو قماح خرج، أنا مشفتوش من إمبارح بالليل، بس ممكن يكون ده سبب خروجه النهارده، خليه يشرب سلسبيل إشتغلت من هنا وبدأت ألاعيبها وأولها بابا جمد توقيعنا على سحب أرصده من البنوك، ولسه قماح ياما هيشوف من نبع المايه الصافى.
بالدور الأرضى
رأت هدى دخول بعض الضيوف الى المندره، أوقفت إحدى الخادمات قائله: مين الضيوف اللى دخلوا للمندره دول؟
ردت الخادمه: دى خطيبة محمد بيه وأمها وأخوها.
تبسمت هدى وقالت لها: طب روحى شوفى شغلك.
وقفت هدى تشعر بفضول تريد أن ترى العروس الجديده التي ستدخل الى دار العراب، ظلت دقائق، ثم حسمت أمرها بالدخول بنية الترحيب بهم ساعدها في ذالك مجئ الخادمه تحمل صنيه عليها بعض المشروبات، أخذتها منها قائله: هاتيها هدخل بها أنا وروحى كملى أنتى شغلك.
بالفعل أخذت الصنية من الخادمه ودخلت الى المندره أول ما وقع بصرها كان على سيده تقترب من والداتها في العمر، تبسمت لها بسمه بشوشه، بينما تحدثت هدى قائله: أهلا وسهلا نورتوا دار العراب.
تبسمت هدايه قائله: هدايه بنت إبنى ناصر، بس بنادوا عليها هدى.
تبسمت لها فتحيه قائله بموده: الدار منوره بأصحابها يا بتى.
ردت هدى عليها ببسمه وتوجهت ناحية جلوس جدتها، تقدم لها أولا.
لكن قالت هدايه: جدمى للضيوف الأول يا هدى، رغم أنهم مش ضيوف خلاص بجينا أهل وعيله.
تبسمت فتحيه لها ومدت يدها تأخذ أحد الكؤوس وشكرت هدى، تبسمت هدى وسارت خطوه أخرى ورفعت رأسها تنظر أمامها، تصنمت مكانها وهي ترى بسمة ذالك السخيف بالنسبه لها.
بينما نظيم مد يده وأخذ كأس من على الصنيه قائلا: متشكر.
فاقت هدى حين قالت هدايه: جدمى العصير ل سميحه خطيبة محمد.
سارت خطوه أخرى، ونظرت أمامها، تذكرت تلك الفتاه جيدا هي رآتها منذ أيام، ماذا تعنى له، هي أعتقدت أنها خطيبته.
تبسمت سميحه ومدت يدها وأخذت كأس من على الصنيه.
إنتهت هدى من تقديم العصير، قالت هدايه: روحى إجدى جار سميحه يا هدى إتعرفوا علل بعضيكم، إنتم قريبين لبعض في السن، تبسمت هدى وجلست جوار سميحه بصمت، بينما قالت هدايه بترحيب مره أخرى: نورتينا يا فتحيه، والشاب اللى جارك ده خلاص مبقاش وحيد محمد هيبجى أخوه.
تبسم نظيم قائلا: طبعا محمد هيبقى في معزة أخويا مش هيبقى جوز أختى.
دخلت كلمة نظيم الى عقل هدى، إذن تلك الفتاه أخته، عجيب هو هذا القدر، ذالك الغبي التي تبغضه سيكون صهر إبن عمها، كيف ستتحمل ذالك الأحمق الذي بدل من هندامه اليوم، حقا لا يرتدى بذه رسميه لكن يرتدى بنطال جينز فوقه قميص، زى عصرى وشبابى، يبدوا أنيق.
بينما نظيم بداخله مبتسم ومتعجب في نفس الوقت، من صمت هدى الغريب حين رأته توقع أن تقول أنها تعرفه.
تبسم النبوى يقول بترحيب وهو ينظر نحو نظيم: عرفت إنك كنت بتدرس بره مصر لفتره.
تبسم نظيم يقول: أيوا انا اخدت دكتوراه من فرنسا في نظم وبرمجة الحاسب الآلى، وكمان أنا بدرس للأنسه هدى في الجامعه، غير كمان مدير المركز التعليمى اللى بتاخد فيه الكورس.
تبسم النبوى بفخر قائلا: ممتاز، يعنى انت تعرف هدى بقى.
رد نظيم: أيوا أتعرفت عليها من فتره صغيره في المركز التعليمى.
تبسمت هدايه وفتحيه لبعضهن وقالت هدايه: الدنيا صغيره، جومى يا هدى خدى سميحه وأتعرفوا على بعضيكم، لساه على وجت الغدا وجت، حتى خديها للمسخط بتاع سلسبيل تتعرف عليها كمان.
تبسمت هدايه قائله: سلسبيل دى تبجى بنت ولدى ناصر وكمان مرت قماح أخو محمد، يعنى سلفة سميحه.
نهضت هدى، كآنها تود الفرار من امام ذالك الأحمق، الذي تفاخر بنفسه أمام هدايه وعمها.
ذهبت هدى ب سميحه الى آتلييه سلسبيل.
حين دخلن الى الآتلييه، لاحظت هدى تغير ملامح سلسبيل تبدوا غاضبه، لكن لم تسألها أمام سميحه.
تحدثت هدى: سميحه خطيبة محمد وسلفتك الجديده.
تبسمت سلسبيل لها بقبول.
شعرت سميحه نحوها بقبول قائله: هو ده المسخط اللى جدتى هدايه قالت عليه، يحق لها بصراحه أيه التماثيل دى كلها، تعرفى إنى عندى هواية الخزف والفخار بس بصنع كده على قدى.
تبسمن هدى وسلسبيل بعد أن لاحظن أن سميحه لدغه.
نظرت سميحه لهن قائله: عارفه سبب نظراتكم دى لبعض عشان إنى لدغه صح.
تبسمن لها.
تبسمت لهن قائله: على فكره أنا مش مضايقه من اللدغه دى، أنا بعتبرها شئ مميز فيا هو كده دايما العظماء لازم يكون عندهم شئ مميز.
ضحكن سلسبيل وهدى التي قالت في نفسها: واضح إن الاخ وأخته عندهم جنان، هي مبسوطه من اللدغه وهو عامل فيها إسبور، بترنجاته.
تحدثت سميحه قائله: بصراحه الخطوبه جات كده بسرعه وكانت عالضيق، ومعرفش حد من عيلة العراب غيرها هي وعمى النبوى وعمى ناصر.
غمزت هدى قائله: ومحمد متعرفهوش.
خجلت سميحه قائله ببراءه: والله هي مره اللى شوفته في بقالة عم نسيم، وبعدها بفتره اتفاجئت بيه هو العريس، أنا وافقت عليه بس عشان إستريحت لجدتى هدايه.
تبسمن لها وقالت سلسبيل، النهارده أكبر فرصه تتعرفى على عيلة العراب كلها بتبقي متجمعه...
هقولك في سلفه تالته لينا هنا زهرت، هسيب ليكى تتعرفى عليها بنفسك، صمتت سلسبيل ثم واصلت الحديث بغصه: في سلفه رابعه بس دى عايشه مع كارم أخو محمد في دبي.
تبسمت سميحه قائله: وجوزك إسمه أيه؟
ردت هدى: قماح إبن عمى.
تبسمت سميحه وغمزت بعينيها قائله: يعنى ولاد عم، ده جواز حب بقى، الله شكلى هرتاح في العيله دى قوى بصراحه أنتم الاتنين دخلتوا قلبى.
تبسمت سلسبيل بغصه، يبدوا ان سميحه نسخه منها ليست غلاويه مثل زهرت، ببساطه اعتقدت ان زواجها من قماح تم بناء عن حب.
بينما قماح حين خرج من المنزل، سار بسيارته دون هدف
لا يشعر سوا بغضب يزداد كلما تنفس.
أخرجه من ذالك الغضب رنين هاتفه
أخرجه من جيبه ونظر له، كان آخر من يريد أن يرى إسمها الآن، لكن للحظه تحكم شيطانه به، وقام بالرد عليها بعد أكثر من إتصال تحدث معنفا: خير بتتصلى عليا دلوقتي ليه.
إبتلعت هند طريقة قماح الجافه قائله: مالك مضايق قوى كده ليه؟
رد قماح بجفاء: وأنتى مالك قوليلى متصله عليا دلوقتي ليه؟
ردت هند بغصه وتمثيل: كنت بتصل أطمن عليك معرفش ليه حسيت إنك محتاج أنى أسأل عليك ولا هو حرام أنى أسال عليك، عالعموم آسفه إن كنت أزعجتك.
تنهد قماح بسأم وقال: لأ مأزعجتنيش، أنا فعلا مضايق، س...
قاطعت هند حديثه قائله: أنا سامعه أصوات كلكسات عربيات إنت فين قولى وأنا أجيلك.
للحظات فكر أن يغلق الهاتف، لكن ألحت هند على لقائه حتى لو لدقائق معدوده
فقال لها بموافقه: تمام خلينا نتقابل في أى كافيه.
أملت هند عليه إسم أحد الكافيهات قائله: أقل من نص ساعه وأكون عندك.
بالفعل قبل نصف ساعه كانت بالكافيه، رسمت بسمه، لكن سرعان مازالت وهي ترى ملامح وجه قماح المتهجمه بوضوح، ختى أنه لم يرد عليها حين قالت: صباح الخير.
جلست بصمت تنظر له لدقائق، قبل أن تتحدث مره أخرى: إتخضيت عليك لما سمعت صوتك، قلبى حاسس إنى في حاجه كبيره مضيقاك.
سخر قماح قائلا: قلبك حساس قوى، وفرى إحساسك لنفسك.
وضعت هند يدها فوق يد قماح الذي كان يضعها فوق الطاوله وقالت بنبره لعوب: أنتى نفسى يا قماح، ليه مش عاوز تصدق إنى لسه بحبك، ومقدرتش أتخطى إنفصالنا.
نظر لها قماح، لكن للحظه شرد عقله في رفض سلسبيل له، منذ قليل، ليس هذا أول مره تقوم برفضه، وهجرها له طوال الفتره الماضيه، إزداد غضبه وتملك منه بقوه، سخر من القدر، سلسبيل الذي يتمناها ترفض أن يقترب منها وتهجره، وتلك من أمامه الآن تنتظر فقط كلمه منه وستقبل أن أى شئ لتعود له، بالفعل تحكم الغباء وقال: ترجعيلى يا هند.
إنشرح قلب هند وقالت بعدم تصديق: قصدك أيه بترجعيلى.
رد قماح: مش ناقص غباء إنتى فاهمه قصدى كويس.
إنشرح قلب هند أكثر وقالت: موافقه طبعا، ودلوقتى لو تحب.
رد قماح: بس أنا مش هطلق سلسبيل.
شعرت هند بكره سلسبيل لكن لن تخسر تلك الفرصه للعوده لعصمة قماح، وقالت له: ميهمنيش إن سلسبيل تفضل على ذمتك لأنى عارفه إن وجودها بسبب الجنين اللى في بطنها.
نظر قماح لها، يعلم أن هند تعلم سبب بقاؤه سلسبيل على ذمته، ليس من أجل ما تحمل بأحشائها بل لانه أخبرها سابقا أنه يحب سلسبيل، لكن لا يهمه ذالك، سلسبيل تستحق ذالك.
بالفعل نهض قماح قائلا: خلينا نشوف أى مأذون عشان يكتب كتابنا.
بعد قليل خرج الاثنان من مكتب المأذون، وذهبا الى السياره، بمجرد أن دخل قماح الى السياره قامت هند بحضنه وتقيبله قائله: وحشتنى يا قماح.
بينما قماح شعر بالأشمئزاز وصمت لكن دخل له شعور بالندم ماذا فعل!
أجابته عنجهيته: سلسبيل هي من دفعته لذالك الخطأ، وكل ما يريد معرفته الآن واقع ما حد على سلسبيل.
بالعوده للوقت الحالى
ذهل الجميع من تلك الصفعه التي تلاقها قماح على وجهه، يصحب تلك الصفعه قولها بحده وأستهجان: فاجر، كانت غلطه منى إنى فكرت إنك هتقدر تحتوى سلسبيل.
كادت هند تتحدث بتهجم، لكن أوقفها قماح قبل أن تسترسل في حديثها قائلا بأمر: إخرسى إنتى.
ذهلت سلسبيل وهي ترى من صفعت قماح، أنها آخر شخص كانت تصدق ان تفعل ذالك، إنها والداتها التي كانت دائما ما تخضع لأى شئ، شىرقت سلسبيل وسعلت بشده من المفاجأه.
تنبهت نهله لذالك وأخذت أحد أكواب المياه وأعطتها ل سلسبيل، أخذتها سلسبيل من يدها تنظر لها بتفاجؤ.
تبسمت نهله لها بحنان وطبطبت على كتفها، للحظه تدمعت أعينهن وهن ينظرن لبعضهن.
بينما نهض النبوى قائلا: لو سلسبيل طلبت الطلاق أنا أول واحد هيساندها.
صمتت هدايه، لكن بداخلها نفس الشئ وعكسه، قماح إزداد في إهانة سلسبيل بالزواج عليها من هند مره أخرى، عكس ذالك لا تريد الفرقه بين أبنائها بسبب غباء قماح.
بينما ناصر قال: متأكد أن سلسبيل هتاخد القرار اللي في مصلحتها.
بينما رباح وزهرت بداخل نفسهما شامتان في ذالك.
رغم أن سميحه لم تتعرف على سلسبيل سوا من وقت قصير للغايه لكن شعرت بالحزن عليها، كذالك نظيم ووالداتهم.
كانت العيون جميعها منصبه على سلسبيل تنتظر منها القرار
إرتشفت سلسبيل بعض قطرات المياه وقالت: كلكم طبعا عارفين إنى سبق وطلبت الطلاق من قماح وقت ظهور براءة همس، ووقتها كلكم عارضتونى، واللى حصل بعدها يمكن أجل إنفصالى عن قماح لوقت، بس النهارده أنا مش هطلب الطلاق، لسببين.
السبب الأول إن بنت العراب متكنش سبب في فراق بين الأخوه، والسبب هو الجنين اللى في بطنى، مش عاوزاه يجى للحياه ويلاقى عيله متفرقه، قماح مش جديد عليه الغباء والعنجهيه، وسبق وكنت متوقعه أنه يعمل كده، بس مكنتش متوقعه إنه يرجع واحده من اللى طلقهم قبل كده، بس العيب إن جه من أهل العيب، أنا بنت العراب وهفضل بنت العراب وحفيدة الحجه هدايه، واللى يدوس على كرامتى يبقى بالنسبه ليا ملغى وجوده قدامى من عدمه ميفرقش، زى وجودى على ذمة قماح كده، بالنسبه ليا ميفرقش كتير عن طلاقنا.
قالت سلسبيل هذا وغادرت الغرفه
خلفها ناصر ونهله وهدى.
بينما نهضت هدايه ونظرت الى فتحيه قائله: هوا المجعد بجى مسموم خلينا نروح مجعدى.
بالفعل نهض نظيم وفتحيه وسميحه، وذهبوا خلف هدايه.
كذالك محمد و النبوى الذي نظر ل هند بإشمئزاز، ثم نظر
ل قماح وقال له: خساره خسرت آخر فرصه إنك تداوى قلبك خليك عايش مجروح، إنت اللى إختارت دواك كان جدامك بس إنت إستسهلت السم يريحك.
غادر النبوى.
بينما نهضت زهرت ترحب بعودة هند، كذالك فعل رباح
بعد وقت في نفس اليوم
دخلت سلسبيل الى شقتها، دخلت الى غرفه النوم مباشرة، تذكرت عذابها بين يدى قماح هنا لليالى، كانت تتحمل معاملته القاسيه العنيفه، تتمنى بداخلها أن يأتى الوقت ويرفق بها، لكن ذالك لم يحدث، كانت أمنيه واهيه، كل ما تحملته سابقا كان صعب والأصعب هو زواجه عليها اليوم.
ماذا كانت تظن أن يتغير قماح من أجلها، ولماذا كان سيتغير من أجلها وهي لا تعنى له شئ سوا أنها زوجه من عليها بسبب وصمة أختها البريئه منها، شعرت بإختناق في الغرفه، خرجت منها وذهبت الى الغرفه الاخرى، إرتمت بجسدها فوق الفراش، تشعر بإنعدام التوازن، فرت دموع من عينيها، لا تعرف سبب لتلك الدموع الآن، هل هي دموع قهر أم مهانه
قهر. لما هل لديها بقلبها مشاعر ل قماح.
جاوب قلبها: إعترفى يا سلسبيل كان نفسك قماح يتغير في معاملته الجافه والعنيفه، وتبدأوا من جديد بجواز طبيعى يدوم بالمحبه.
نفى عقلها ذالك لائما: أى محبه كنتى مستنياها من قماح، أوعى تكونى حبتيه، أكيد لأ كان نفسى في كده عشان الجنين اللى في بطنى، كان نفسى يجى للدنيا يلاقى أب وأم متفاهمين ومتحابين.
رد عقلها: هو هيجى للدنيا هيلاقى متفاهمين، لكن مش متحابين.
هنا بكت سلسبيل أكثر، لا تعرف سوا انها حين بكت شعرت ببعض الراحه النفسيه، الى أن غلبها النوم وأستسلمت لغفوه تفصلها عن هذا الواقع.
بشقة قماح القديمه.
بغرفة النوم
إرتمى قماح على الفراش، ينظر لسقف الغرفه، يشعر أنه يدور به، لام نفسه بشده، كيف غضب وفعل تلك الحماقه، حماقه، لا بل غلطه كبرى، لا حل لها الآن، خسر سلسبيل
حقا كما قال والده، خسرت دواء قلبك، كيف هزمك هذا الغضب وأخطأت ذالك الخطأ الفادح.
أغمض قماح عينيه، يتمنى أن يكون ما حدث سوا كابوس وحين يفتح عينيه ينتهى، لكن للأسف أيقن أنه ليس كابوس هو واقع مر ساقه اليه غباؤة وإستسلامه لغضبه في لحظه تمكن منه.
فى ذالك الوقت دخلت هند الى غرفة النوم وجدت قماح.
نظرت لنومه وأغماضه لعينيه، بالتأكيد يشعر بالندم على ما فعل، لكن لن تستسلم وترفع الرايه أبدا، بعد أن وصلت الى ما كانت تريده وهو أن يعيدها قماح مره أخرى زوجه له، حقا تعلم ذالك، لكن ستحارب عن مكانها ومكانتها التي عادت إليها.
إقتربت من الفراش ونامت لجوار قماح، لم تخجل وسارت بيدها على جسده وقامت بفتح أزرار قميصه وتحسست صدره بإشتهاء وأقتربت منه للغايه وقبلته،.
للحظات تجاوب معها قماح يتخيلها سلسبيل من تتودد
له، لكن رفض عقله، فهيهات أن تفعل ذالك سلسبيل
فاق على يدها التي بدأت في التوغل على جسده.
فتح عينيه ونهض وتركها في الفراش وحدها، تشعر بخيبه وقهر وحقد قلبها من تلك السلسبيل تلعنها آلاف اللعنات.
خرج قماح من الغرفه بل من الشقه وصعد يسير خلف طريق عله يجد بنهايته راحة قلبه الذي فقدها حين تحكم به الغرور.
دخل قماح الى شقة سلسبيل معتمه
ذهب مباشرة.
فتح باب غرفة نوم سلسبيل بهدوء ودخل يتسحب الى أن وصل جوار الفراش
جلس القرفصاء جوار الفراش يتأمل تلك النائمه على ضوء ذالك النور الخافت.
تبسم يبدوا أنها مازالت تخاف من الظلام، رغم تلك الفتره السابقه الذي كان يشاركها فيها الغرفه كان يجبرها على النوم في الظلام كما تعود هو، وكانت تمتثل لأمره مجبره مثلما مازالت على ذمته الى الآن مجبره، ود أن يقظها ويقول لها أن تنسى ما حدث، ليس بقلبه سواها، لكن تراجع، سلسبيل بالتأكيد لن تصدقه، بعد ما حدث بينهم منذ بداية زواجهم الى اليوم وما حدث به، لكن لن يتخلى عن عشقه لها.
نهض قماح وخرج من الغرفه، وذهب الى غرفة النوم الاخرى، إرتمى بجسده على الفراش يمر أمامه ذكرياته مع سلسبيل منذ بداية زواجهم الذي كان يعلم أن سلسبيل جبرت عليه، وقتها لم يكن يفرق معه حتى مع الوقت لم يفعل شئ واحد يكسب به قلب سلسبيل، كان دائما يعاملها بأمر وتعسف وعنف، لكن ذالك لابد أن يتغير...
بداية الطريق ليست ممهده لكن عليه السير به، من أجل إستعادة والحصول على قلب نبع المايه.
بينما سلسبيل تغط في أحلامها تتلاطم بين رؤى لا تفسير لها
ترى نفسها تجرى وتدهس قدميها فوق دماء، ترى قضبان تغلق عليها وصوت طفل صغير يبكى أمام القضبان، تحاول مد يدها له لتسحبه إليها لكن أسياخ القضبان تضيق على يديها، ترى نور ينبعث من ظلام المكان وشخص يدخل يسحبها من بين القضبان، تهرب معه لكن هنالك من يلاحقها وتلك الدماء التي دهستها تسيل من قدميها.
إستيقظت سلسبيل فزعه، فكرت في سبب تلك الرؤيه الآن وضعت يدها على بطنها تشعر بجنينها، للحظه فكرت أن هناك خطر ينتظر جنينها، لكن تذكرت الحلم كان هنالك طفل يبكى وهي من كانت خلف قضبان وتلك الدماء التي تسيل، هل الأذى ينتظرها هى، بداخلها تمنت أن يصيبها الأذى ولا يتأذى جنينها، اليوم إنتهى ترددها ذالك الجنين يستحق هي تحبه وستحميه مهما كانت تضحيتها من أجله فقط...
قماح إنتهى بالنسبه لها طرقهم إبتعدت لن يتقابلا بنهايتها.