رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل الخامس عشر
وجاء المساء على الجميع، منهم من ينتظر بداية جديدة. ومنهم من يتمني الهرب، ومنهم السعيد بقرب حبيبه ولو خطوة...
كانت تتمني الهرب، بداخلها تتمني أن ينقذها أحد من هذا الذي لا يرحم، ولكن لما خطفها من الاساس كان هذا السؤال هو ما يشغل عقلها. ليوقظها من تفكيرها صوت بوابه القصر تفتح مجددا ولكن تلك المرة لم تكن روان تتمني أن تفتح ابدا لانها تعلم أن تلك بدايه نهايتها وبدايه الجحيم من الآدم، ليدلف الآدم وبصحبته على والمأذون...
ليدلف المأذون ويبدأ اجراءات الزواج...
المأذون بعد الانتهاء: ودلوقتي مفضلش الا موافقه العروسه...
كانت روان في ذلك الوقت واقفه اعلي السلم في مكان لا يراها احد وتستمع إلى ما يقال ببكاء ونحيب، فكيف تفعل في ذلك المأزق هل تنقذ عائلتها ام تنقذ نفسها، لتحسم قرارها...
واتجهت روان إلى الاسفل بعد ما ارتدت فستان خطوبتها في ذلك اليوم المشئوم لأنها لا تمتلك ما تستر به نفسها غيره...
لتردف بتحدي وهي تنظر لآدم الذي يبتسم بخبث: مش موافقه...
آدم واشتعلت عيونه من الغضب: بتقووولي ايييه...
روان بتحدي: مش موافقه. ثم وجهت نظرها للمأذون الذي كان في قمه استغرابه وبجانبه على ينظر لها بشفقه وحزن على ما هو قادم...
روان ببكاء: ابوس ايديك انقذني منه دا خطفني وعاوز يتجوزني بالعافيه...
آدم وهو يمسك يدها بشدة حتى وقفت بجانبه، ليردف ببرود اعتاد عليه وهو يوجه نظره للمأذون: هتكتب الكتاب ولا تحب تخسر وظيفتك للابد وتتحبس كمان...
المأذون بخوف على نفسه: لا لا يا آدم باشا، هكتب الكتاب ودلوقتي، ليردف وهو ينظر لهما، امضي هنا يا آدم باشا...
ليفعل الآدم ما طلبه ببرود، ليتابع المأذون، وانتي يا بنتي تعالي امضي هنا...
روان ببكاء: انت مفيش عندك ذرة ضمير، ازاي توافق على كدا...
آدم وهو يمسكها من رسغها بقوة آلمتها: هتمضي يا روان بالعافيه، وانا لسه هحاسبك على الكلام اللي انتي قولتيه من شويه، صدقيني هتندمي...
ليأخذ يدها بقوة ويعطيها القلم، لتمضي روان وهي تتحسر على حالها، حتى خطتها وفرصتها الأخيرة للهرب بائت بالفشل...
ليذهب على والمأذون إلى خارج القصر، تاركين الآدم يعاقب تلك الصغيرة على ما قالته...
آدم بهدوء ما قبل العاصفه: افهم من اللي انتي عملتيه انك مستغنيه عن عيلتك!
روان بخوف: طب، طب ما انا مضيت اهو، عاوز مني ايه تاني، مش اخدت مني اللي انت عاوزة خلاص واتجوزتني، سيبني في حالي بقي ابوس ايديك...
آدم ببرود وغرور: مش انتي اللي هتحددي تمشي امتي، ثم تابع بغضب، واعرفي كويس انك ورطتي نفسك مع الآدم اللي مبيرحمش يا روان، صدقيني هتتعاقبي على اللي انتي عملتيه دا وعقاب كبير كمان، ليردف وهو ينادي على أحد حراسه، ليأتي الحارس بسرعه...
الحارس بإيماء: أمرك يا آدم باشا...
آدم ببرود وتحدي: تزود الحراسه حوالين القصر، ثم تابع بخبث حتى يخيفها، وتخطف امها كمان، فاااهم...
الرجل بإيماء وخوف: حاضر. حاضر يا آدم باشا...
روان ببكاء وخوف على امها: لا لا والنبي يا آدم باشا، عاقبني اي عقاب تاني غير انك تأذي عيلتي، عاقبني انا اقتلني بس بلاش هم، ارجوك، ثم وقعت على ركبتيها وهي تمسك يدة تترجاه، بينما الآدم كان في قمه الغرور والبرود فلم يهزه قولها...
ليردف ببرود وهو يبتعد عنها: انتي اللي بدأتي واتحدتيني، ومش آدم اللي حد يتحداه، ثم ذهب وأمر الحراس بإغلاق الباب عليها، ولكن قبل أن يخرج، جرت هي مسرعه إليه وتعلقت بذراعه، تفاجأ هو من فعلتها تلك ولكن سرعان من استعاد قناع البرود...
روان ببكاء وترجي: ارجوك يا آدم سيبها عشان خاطر اغلي حاجه عندك، هي مش هتستحمل انا قدامك عاقبني، ارجوك، ثم بكت روان بشدة وهي تتمسك بذراعه، ولأول مرة يشعر الآدم بشعور غير الغرور والبرود المعتاد لديه، نعم شعر بالشفقة عليها، فلماذا يعاقبها هي لينتقم من اسلام، هل تستحق كل هذا العقاب، ولكن ليستعيد قناع البرود والغرور المعروف لديه ليردف بغرور وهو يبعدها عنه بشدة لتسقط على الأرض: مش آدم الكيلاني اللي يقول كلمه ويرجع فيها، ثم وجهه نظره للحارس قائلا: خدها جوه...
ليفعل الحارس ما أمره سيده بسرعه ويغلق عليها بوابه القصر لتصبح حبيسه مجددا بين جدران هذا القصر...
الحارس بعدما اغلق عليها البوابه: آدم باشا تحب حضرتك نخطفها انهاردة ولا بكرة...
آدم ببرود: متقربش منها...
الحارس بإستغراب: يعني مخطفاش...
ليومئ الآدم بغرور، ويذهب تجاه سيارته، فكل ما اراده هو معاقبتها نفسيا حتى لا تتحداه مجددا، هو لم يقتل ابدا ولم يخطف في حياته إلا روان لأن اسلام تحداه واراد أن يسلب منه صفقه ستجعل شركاته الاولي عالميا كانت تلك صفقه حلم حياته حتى يكون الآدم رقم واحد دائما وليس متساوي مع احد، لذلك أراد معاقبه اسلام بأن يسلبه هو الآخر حلم عمره فراقبه وعلم أنه يحب تلك الفتاه ويعشقها، لذلك خطفها وتزوجها حتى يعاقبه ويحرمه منها إلى الأبد...
ليعود الآدم إلى القصر ولكن في داخله صراع كبير، كيف ستكون الخطوة المقبله لروان، هل ستظل محبوسه في قصرة هذا إلى الأبد، وكيف اذا علمت عائلته بأمر زواجه...
دلف آدم إلى القصر لتستقبله والدته...
فريدة بغضب: مظنش أن الشركه مفتوحه دلوقتي انك تيجي متأخر في الوقت دا، كنت فين يا آدم؟
آدم ببرود: قولتلك يا فريدة هانم متتدخليش في حياتي، ثم تابع بخبث، عشان انا كمان مخربهاش عليكي...
فريدة بخوف وتوتر: تقصد، تقصد ايه...
آدم بغرور: اقصد مجدي الزناتي...
فريدة بصدمه وخوف: انت تعرفه...
آدم ببرود: ايوة. وعارف كمان أنه بيضحك عليكي عشان يوصل ليا ويدمرني في شغلي، يا ريت توصليله ان مش انا اللي حشرة زيه يقف في طريقي...
فريدة بغضب: ايه بيضحك عليكي دي يا ولد شايفني عيله قدامك، ثم تابعت بغضب، شوف يا ابن الكيلاني انا سكت واستحملت كتير عشان خاطرك انت واختك، لكن تشتم مجدي صديق العيله وتغلط فيه دا اللي مسمحش بيه ابدا...
آدم بغرور ولم يهتز له جفن: وانا عمري ما هجبرك انك تستحملي عشاني انا واختي، رغم انك ام لينا والمفروض دا واجبك، بس يا فريدة هانم لو مش عاوزة تفضلي هنا، انتي حرة الباب يفوت جمل زي ما بيقولو...
فريدة بغضب: احترم نفسك واعرف انت بتتكلم مع مين دا انا امك...
آدم ببرود عكس ما في داخله من نيران تكاد تفتك بها: مفيش ام تعمل كدا في ولادها، انتي عمرك ما كنتي ام ولا هتكوني...
ثم تركها وصعد إلى غرفته في طابقه الخاص...
أما عند فريدة التي كانت تشتغل من الغيظ، كيف يجرؤ ابن الكيلاني ويهينها، لتهاتف مجدي الذي أجاب على الجهه الاخري وهو نائم في احضان عاهرة...
مجدي وهو يزفر بقرف عند رؤيه اسم فريدة: اوووف وليه نكد بوظتي الليله، ثم تابع بخبث، مضطر استحمل عشان اوصل للي انا عاوزة وتبقي ثروة آدم كلها بين ايديا...
ثم أجاب عليها برقه مصطنعه استحق عليها جائزة أوسكار: الو. أيوة يا دودو مال صوتك...
فريدة بتنهيدة: الحقني يا مجدي آدم عرف كل حاجه. وعرف انك في حياتي...
مجدي بتوتر: وقولتيله ايه!
فريدة بعصبيه: متفكرنيش بيه، اكيد طبعا زعقتله وقولتله انك صديق العيله مش اكتر، ثم تابعت بإستفهام وغموض، بس قالي اقولك ابعد عن شغله عشان مش آدم اللي يقف قدامه حشرة زيك، هو كان يقصد ايه يا مجدي هو انت ايه علاقتك بآدم ابني!
مجدي بخوف وتوتر اخفاه: وهيكون علاقتي ايه يعني يا دودو، ثم تابع بخبث، تلاقيه بيقولك كدا عشان تبعدي عني، ثم تابع وهو يعبث في شعر العاهرة النائمه بجوارة، وانتي عارفه انا بحبك قد ايه ومستحيل احب غيريك او اسيبك...
فريدة بحب: وانا كمان يا مجدي، معلش انا هقفل بقي عشان ياسمين متسمعش...
مجدي بخبث: تمام يا حببتي سلام...
وأغلق الخط معها، وفي داخله يشتعل من هذا الآدم الذي لا يترك ثغرة دون كشفها، ليردف وهو يمسك هاتفه ويطلب رقما ما...
-الو، أيوة يا مرعي، عاوزك تراقبلي آدم الكيلاني كويس اوووي، وكل خطوة بيتحركها تكون متراقبه...
ثم اغلق الخط وتنهد بخبث وهو يحدث نفسه: اخيرا جه الوقت اللي اندمك فيه يا ابن الكيلاني على اللي ابوك عمله فيا زمان...
Flash back لما حدث قبل خمسه وعشرين سنه...
كان مجدي الزناتي حينها يعمل في شركات الكيلاني للصلب والحديد، وكان يعشق عمله بشدة لأنه كان يحب تلك الفتاه الجميله صفاء التي كانت تعمل معه في شركه الآدم، ولكنها لم تلق له بالا ولم تكن تحبه، حيث أنها كانت تعمل سكرتيرة للكيلاني باشا وأحبته صفاء بشدة رغم علمها أنه متزوج من فريدة هانم، ولكنها لم تستطع منع نفسها من حبه، ليفاجأها مجدي ذات يوم بطلب يدها للزواج امام جميع من في الشركه، ولكنها رفضته واحرجته قائله له أنها لا تعتبره الا زميل عمل فقط، وتابع مجدي عمله بيأس وحزن وامل في أن تقبله ذات يوم كحبيب لها، ولكن ليأتي اليوم المشئوم الذي ذهب فيه مجدي إلى مكتب الكيلاني ليجده يكلم صفاء، ليتصنت هو إلى حديثهما من امام الباب...
الكيلاني بحزن: طب وفرضا عرفت يا صفاء. هنعمل ايه، هي مهما كانت مراتي واخاف اجرحها، صحيح انا اتجوزتها غصب عني عشان والدي بس بردة اخاف اجرحها...
صفاء بحزن وغضب: خلاص هنزل البيبي لو مش عاوزة يا كيلاني باشا، وكل واحد يروح لحاله...
الكيلاني بغضب: لا طبعا بتقولي ايه، انا متجوزك على سنه الله ورسوله وهتفضلي مراتي غصب عن اي حد، ثم تابع بحنان، خلاص يا صفاء متزعليش مني، انا كنت قلقان بس لما قولتيلي انك حامل، بس مستحيل اسيبك تموتي ابني أو بنتي اللي جايين...
صفاء بحنان: يعني هتفضل معايا ومع ابني اللي جاي...
الكيلاني بهيام: انا مستحيل اسيبك ابدا انتي روحي فاهمه يعني ايه روحي...
كان هو يستمع إلى ما قالوه بصدمه، هل رفضتني لأنها زوجة مدير الشركه، حينها بكي مجدي كثيرا، ولكنه وعد نفسه بالانتقام، فذهب خارج الشركه وهو ينوي فعل شئ ما...
Back...
ليردف مجدي في نفسه بغضب: بكرة تقع تحت ايدي يا ابن الكيلاني، وهتندم زي ما ابوك ندم زمان...
كانت ياسمين في ذلك الوقت في غرفتها تتصفح ايميلها الخاص، لتجد رساله من الشركه فيها تنبيه للمهندسين الجدد، فتحتها ياسمين فوجدت أنه يجب على المهندسين والمهندسات الجدد في الشركه التوجه إلى مكان للبدء بتخطيط مشروع عمراني جديد عبارة عن قرية سياحيه على طريق...
لتتنهد ياسمين في نفسها بعد قرأة الرساله، لتردف بغضب: يعني أنا ما صدقت خلصت مشروع الدور التاني من المبني الزفت دا عشان تطلعلي تاني يا زفت بمشروع جديد، اوووف مفيش امل أنه يختفي من حياتي، لتتابع بثقه وتحدي، بس المرادي بقي انا هاخد بالي كويس اووي منه مش هسمحله يقرب مني تاني ابدا...
لتغلق ياسمين حاسوبها الشخصي وتذهب للنوم وهي تتوعد لهذا الجاسر...
وعلى الناحيه الأخري، كانت لمار هي الأخري تقرأ تلك الرساله، لتردف بضيق، اوووف احنا لحقنا نخلص المشروع اللي فات عشان نلاقي مشروع جديد، لا وقريه بعيدة عن هنا، اوووف اعمل ايه انا دلوقتي مينفعش اسيب ماما واختي لوحدهم كل الوقت دا...
لتقوم من مجلسها وتتجه ناحيه والدتها التي كانت تجلس تشاهد التلفاز مع اختها الصغيرة...
لتردف لمار بمرح: بتسمعو هاني بوتر من ورايااا عااا كدا يا ماما متناديش عليا...
الام بضحك: هههههههه هاني بوتر ايه بس حرام عليكي، وبعدين كنت بحسبك نايمه مرضتش اصحيكي...
لتردف نور اختها الصغيرة بغضب: عيفكية محمد قايي انهايدة متخييش اختك تيعب كوية معانا تاني عشان مبتعيفش تيعب يعبه وياد...
(علفكرة محمد قالي انهاردة متخليش اختك تلعب كورة معانا تاني عشان مبتعرفش تلعب لعبة ولاد، ).
لمار بغضب: مش بمزاج أهله. الكورة للجميع وهلعب يعني هلعب مش كفايه خسرته انهاردة اتنين صفر وكسبت وفريقه هو اللي خسر، ثم تابعت بسخريه ومزاح، تلاقيه بيقولك كدا يا هبله عشان يداري على خسارته هههههه...
نور بغضب. : يأ محمد ميعميش كدا ابدا، دا حبيبي وجه طيب ايدي من ماما انهايدة صح يا ماما...
(لا محمد ميعملش كدا ابدا، دا حبيبي وجه طلب ايدي من ماما انهاردة صح يا ماما، ).
الام بضحك على ابنتها: صح يا حبيبه ماما، بس لسه اما تكبري نبقي نفكر...
نور بغضب طفولي: يأ يا ماما انا موافقه...
لمار بضحك: هههههههه انتي يا بت انتي سنه كام يا ترمه يا لدغة ياللي مطلعتيش لسه من البيضه عشان تقولي موافقه، قال موافقه قال، دا انا وانا قدك كنت بسمع كابتن ماجد وسلاحف النينجا وفتيات القوة...
نور بضحك: الزمن اتغيي خياص يا عواجيز...
لمار بضحك: عواجيز، ادي اخرت المدرسه يا اما، هاااح انا راحه انام بلا دوشة اندر ايج وعيال مرتبطه وانا لسه بشرب شاي باللبن قبل ما اروح الشغل...
وذهبت لمار إلى غرفتها لتنام وفي داخلها تتذكر احداث اليوم وهذا الشخص الغبي الذي قابلته اليوم، لتردف في نفسها، قال قبطان قال، الله يرحم جدك كان بيشرب الشوربة بخرطوم الغساله، دا انا هنفخك يا عمر على الكسفه اللي انت كسفتهالي انهاردة، جايبلي اخوك يموتني من الرعب ويقولي سمك قرش في النيل، انتو عيله تافهه اصلا، يوووه نامي بقي وراكي شغل جتك نيله انتي كمان، لتذهب لمار في نوم عميق...
بينما على الجانب الآخر في قصر راسل نيروز، كان عمار في غرفته يضحك وهو يتذكر تلك المجنونة القصيرة، ليدخل عليه عمر، ويراه وهو يضحك...
عمر بإستغراب: بتضحك على ايه ياض انت اتجننت ولا ايه؟
عمار بضحك: لا يا ذكي بس افتكرت حاجه كدا...
عمر بضحك: ماشي بس خد بالك لو امك دخلت عليك هتقول عليك انك متجوز ومخلف من وراها على الضحك دا...
عمار بضحك: هههههههه صح تصدق، ثم تابع بجدية، انت كنت جاي ليه؟
عمر بجدية: عشان أسألك انت مشيت ليه انت والاوزعه، ثم تابع بحزن، بوظتو عليا اليوم اهي ياسمين مشيت بعدكم علطول...
عمار بإبتسامه عندما تذكر مشاغبه تلك المجنونة: اه أصل الاوزعة اتعصبت عليا وسابتني ومشت، ثم تابع بخبث، وقالتلي اقولك متكلمهاش تاني عشان هي قررت انها مش هتساعدك...
عمر بصدمه: ايه دا لااا هي قالتلك كدا بجد!
عمار بإيماء. : أيوة...
عمر وهي يضرب بكفه على جبهته: الاوزعة دي مش هتجيبها لبر، للاسف مضطر استحملها لحد ما اخطب ياسمين...
هنا احس عمار بالغضب من اخوة، اهو يستغلها فقط من أجل مصلحته الشخصيه، صحيح أنه لا يعرف لمار جيدا ورآها فقط مرة، ولكن شيئا ما تحرك في داخله عند رؤيتها، اهو عنادها وجنونها الذي جذبه لها رغم شكلها وملابس الرجال التي ترتديها، ام هي عيونها التي اتخذ النحل منها مصبا لعسله فأصبحت عسليه اللون بشكل لم يراه في اي فتاه...
ليردف عمار ببعض الغضب: هو انت بتستغلها يا عمر، يعني اشمعنا لمار!
عمر بلا مبالاة: عشان للاسف هي صاحبتها الوحيدة، لولا كدا ولا كنت عمري هبص لواحدة زيها، انت مش شايف يا ابني هي عامله ازاي، بزمتك بقي دي بنت ولا فيها حتى ريحه انوثه، ثم تابع بهيام، مش عارف والله ازاي ياسمين القمر تصاحب البت دي، دا فرق السما عن الأرض بالظبط...
عمار بغضب حاول كتمه: قولتلك 100 مرة الشكل مش كل حاجه، ولما تحب بنت عشان شكلها دا اسمه مش حب دا اسمه اعجاب بالمظهر، ودا بعيد كل البعد عن الحب يا عمر، يا ريت تفهم...
عمر بسخرية: يا اخويا لو هي عاجباك اووي كدا اتجوزها. عشان الناس تقول عليك متجوز راجل، انا مش فاهم والله دي اللي هيبصلها هيبصلها على ايه...
عمار بغضب: بكرة تندم على كلامك دا يا عمر، بكرة تعرف أن كلامي صح وان الشكل مش كل حاجه...
عمر وهو يتجه لخارج غرفه عمار: على العموم انا مش بحب ولا هحب الا ياسمين، لا تقولي بقي شكل ولا غيرة، يلا تصبح على خير...
ثم خرج من الغرفه تاركا عمار يفكر بتلك المجنونة القصيرة مجددا...
ليردف في نفسه: يا تري هشوفك تاني ولا لأ، ثم تابع بإبتسامه، اتمني اني اشوفك تاني...
الذي اخترع العناق كان اخرسا، أراد أن يقول كل شئ دفعه واحدة...
كان حزينا جدااا، يتمني لو لم يفعل هذا بها، ولكن الشك اعماه أن يري كم انها بريئة لا تستحق منه هذا...
كان جالسا بجانب سريرها في المستشفي، يبكي كثيرا على حالها الذي اوصله لها، ليراها تفتح عيونها ببطء...
احمد بلهفة وهو يقترب منها: ر. رحمه انتي كويسة، ردي عليا ارجوكي...
أما هي فكانت تفتح عيونها ببطء لتتذكر كل شئ، كيف تم اغتيال برائتها، كيف أنه ظلمها ولم يسمع توسلاتها، لتردف بصراخ عند رؤيته: ابعددددد عنييي الحقوووني...
احمد وهو يحاول تهدئتها ولم يستطع، ليدلف أحد الأطباء، ويحقنها بحقنه مهدئة، لتذهب رحمه بعدها بثواني إلى سبات عميق، لا تريد الاستيقاظ منه على واقع مؤلم...
ليردف الطبيب بتنهيدة: لو سمحت يا استاذ احمد، يا ريت تبعدها عن اي ضغط او اي حاجه تعصبها...
احمد بإيماء من دموعه: حاضر، بس هي هتفضل كدا كتير...
الطبيب بحزن: للاسف الصدمة كبيرة عليها، اكيد في حاجه صدمتها لدرجه انها توصل للحاله دي، بس مع العلاج وتحسين النفسية كل شئ جايز، عن ازنك...
قال جملته الأخيرة ورحل تاركا احمد يبكي بشدة وهو يتذكر ما حدث معها من موت والدتها لإغتصابها بوحشيه، ليردف في نفسه بحزن وألم: من أمتي وانت وحش كدا، انا اول مرة أكره نفسي، ثم تابع وهو ينظر لها، ليجدها نائمه كالملاك وشعرها الاسود يغطي وجهها الابيض الجميل، ليردف بحزن: سامحيني يا رحمتي، سامحيني رغم اني عمري ما هسامح نفسي...
ليقوم من مجلسه ويحتضنها بشدة تاركا دموعه تنزل ندما وأسفا على ما حدث لها بسببه...
أما هي فكانت في أحلامها تشعر أن أحدا يحتضنها، ولكنها كانت تشعر بالأمان الذي افتقدته واقعيا، وارادت أن تبقي هكذا إلى الأبد حتى تشعر بالأمان...
وصل اسلام وهيثم وفارس اخيرا إلى منزل هذا المجرم الذي خطف حبيبته، وكان الجميع غاضبا ويتمني الفتك بمن فعل هذا، وبالأخص اسلام الذي كان في قمه الغضب ممن فعلو هذا بمحبوبته، ليفتح الباب بعد فترة. ولم يمهل اسلام الفرصه لمن فتح الباب حتى يسأل عن هويتهم، اذ أنه انقض عليه يضربه بشدة ولم يرحمه ابدا، حتى تهاوي الرجل بين يده وفقد الوعي، ليجد اسلام شخصا آخر جالسا خائف منهم، ليتجه إليه ووجهه لا يبشر بالخير، ليمسكه من قميصه ويضربه هو الآخر بشدة، حتى نطق الشخص بضعف: ا، انتو مين!
اسلام بغضب: انا قدرك الاسود يا روح امك، ثم وجهه له ضربة في وجهه ليصرخ الرجل بشدة...
اسلام بغضب: يا ولاد ال، بتخطفو خطيبتي، ليوجه له ضربة كبيرة في معدته جعلته يخرج الدماء من فمه، ليردف اسلام بغضب، هي فييين انطق، انطططططق، ليجذبة اسلام من قميصه بشدة ويوجه له ضربة كبيرة في وجهه جعلت اسنانه تطير من شدتها، ليردف بغضب يفتك بالاخضر واليابس: انططططق يا هي فييين، وديتوها فييين...
الشخص بضعف: ع، عند آدم باشا...
اسلام بغضب: آدم مييين انطق فين مكانها...
الشخص بضعف: ف. في وأعطاه العنوان...
اسلام بغضب: انا هاخدك معايا عشان لو طلع العنوان غلط متلومش الا نفسك يا ابن ال...
ثم جذبة اسلام بشدة والرجل في يدة يترنح من شدة الضرب، ليردف اسلام وهو يوجه بصره لهيثم وفارس المتفاجئين من قوة اسلام وأنه لم يحتاج حتى لمساعدتهم في أن يضرب هؤلاء المجرمين، ليتأكد هيثم فعلا من أن روان اختارت الرجل الصحيح في حياتها وأنها محظوظه به فهو يحبها بشدة لدرجه أنه لم ينم منذ يومان حتى يجدها، ليردف اسلام بغضب بعض الشئ: هيثم فارس، روحو انتو عشان تطمنو عيلتكم، وانت يا هيثم روح عشان مينفعش مامتك واسراء يبقو لوحدهم، انا هصفي حسابي لوحدي مع اللي فكر يخطف مني خطيبتي، وان شاء الله هلاقي روان واجيبها واجي...
ليومئ هيثم وفارس ويذهبو، ليتجه هو بهذا الرجل الذي تجرء وخطف حبيبته إلى سيارته، ليستقلها ويرحل مسرعا إلى العنوان الذي املاه الرجل له...
وعلى الناحيه الأخري في القصر، كانت روان خائفه بشدة فالقصر كبير جداا يحتوي على ثلاثه ادوار وهي وحيدة فيه، بجانب انها كانت تبكي بشدة على ما حدث وأنها اصبحت زوجه هذا المغرور الذي خطفها، لتردف في نفسها: يا رب ساعدني، يا رب ارجع لحياتي تاني...
وفي خارج القصر كان الأمن يراقب الطريق، ليلاحظ سيارة بعيدة قادمه نحوهم، ليردف بقلق، محدش بيجي هنا غير آدم باشا، ايه العربية دي...
لتتجه السيارة إليه وينزل منها اسلام وفي يدة هذا الرجل الذي كان يترنح في يدة، ليردف اسلام وهو يضع المسدس الذي كان بحوزته على رأس الرجل الذي خطف روان، اسلام بغضب: هو دا المكان...
الرجل بخوف: ا، ايوة يا باشا، ليقذفه اسلام بعيدا ليقع الرجل على الطريق ويفقد وعيه...
أما رجل الأمن عندما رأي هذا المنظر والمسدس الذي كان على رأس هذا الرجل، ذهب مسرعا ليهاتف آدم باشا، ليرد آدم بإستغراب: في ايه يا عوض.!
عوض وهو فرد الأمن: الحق يا آدم باشا، في واحد جه وماسك مسدس وشكله بيقرب من القصر...
آدم بقلق: طب اقفل وزود الحراسه، انا جاي دلوقتي...
ليذهب آدم مسرعا ناحيه القصر مجددا...
أما اسلام الذي وصل إلى بوابه القصر ولم يجد أحدا، ليحاول فتحها ولم تفتح، حتى ضرب عليها برصاص مسدسه لتفتح البوابه ويدلف اسلام لداخل القصر...
اسلام وهو يتجه مسرعا لداخل القصر وفي داخله سعادة كبيرة لرؤيه حبيبته مجددا، ليقابله عدد كبير من الحراس ليحاول اسلام ضربهم وبالفعل نجح في ضرب الكثير منهم ولكن تبقي الكثرة تغلب الشجاعه، ليتجمع حوله الكثير ويكتفو يده وقدميه، ويسددو له اللكمات، ولكنه لم يشعر بالألم قدر الألم الذي احسه وحبيبته قريبة منه ولا يستطيع الوصول لها، وبعد قليل من الوقت، وصل الآدم، ليدلف إلى القصر ويذهب إلى الحراسة...
آدم بغضب: هو فيين!
احد الحراس بخوف: اهو يا باشا كتفناه وعملنا معاه الصح...
آدم وهو يتجه إليه ليردف بخبث: مش تسلم عليا الاول يا ابن السيوفي...
اسلام بتفاجأ وصدمه: انت!
آدم بغرور: أيوة انا، آدم الكيلاني اللي انت دخلت قصرة من غير استئذان وتعديت على حراسه كمان...
اسلام بغضب: انت اللي خطفت خطيبتي يا آدم...
آدم بغرور: تؤ تؤ، مش خطيبتك، خلاص دا كان زمان...
اسلام بغضب: تقصد ايه، روااان فييين يا آدم وربنا ما هرحمك لو عملت فيها حاجه...
آدم بخبث وغرور: حد بردة يأذي مراته يا اسلام!
اسلام بصدمة وغضب: ت، تقصد ايه...
آدم بخبث: مش تباركلي انهاردة كتب كتابي على روان...
اسلام بصدمة: ايييه!
آدم بغرور كالمعتاد: زي ما سمعت، ثم وجهه نظره للحراس، ارموه بره وفتحو عينكو كويس...
إسلام وقام من مكانه كالاسد الثائر وامسك آدم من قميصه واراد أن يضربه ولكن تفاداه آدم بمهارة، وسدد لإسلام ضربه في وجهه...
اسلام بغضب: انت كداب، وانا مش همشي من هنا غير وروان في ايديا، ثم حاول الدخول إلى القصر ولكن الحراس منعوه...
ليردف آدم ببرود وخبث: سيبوه، انا هخليه يسمع بنفسه من روان انها مراتي، ويبارك ليها بنفسه...
ماذا سيحدث لإسلام، هل سيأخذ روان معه فعلا!
وهل سيتركه آدم!