رواية عشقت رجلا للكاتبة إيناس جمعة الفصل الرابع
استيقظت صباحا على أصوات طرقات عالية على باب المنزل حاولت النهوض لكنها أحست بثقل فوق جسدها يجعلها مكبلة
ابتسمت بتلقائية حين رأته يحتضنها بقوة ويدفن رأسه في عنقها لا تدري ما السبب الذي يجعلها تفرح حين يحتضنها ولا تريد أن تعلم كل ما تريده هو أن تستمتع بشعور الأمان الذي تناله حين تكون بين يديه
أغمضت عينيها لتكمل نومها ولكن طرقات الباب المزعجة لم تسمح لها
نور: أثير يا أثير قوم في حدا عالباب.
أثير: اممم بس خمس دقايق
نور: طيب نام إنتا بس فلتني لحتى افتح الباب
أثير: خلص قايم قايم
أفاق أثير بصعوبة وسار نحو الباب وهو شبه نائم
ليتفاجأ بزوجة أبيه عبلة وأختها علياء
عبلة: صباح الخير يا عرسان ما تواخذونا لنكون فيقناكن
أثير: لا ولا يهمك تفضلي
علياء: شو لسا نايمين
أثير: اي والله نحنا ماعنا النشاط الي عندكن
امتعضت كل من علياء وعبلة حين فهمتا تلميح
أثير لهما
أثير: اتفضلوا اتفضلوا لفيق نور.
دخل أثير غرفته وترك الأختين تتهامسان
عبلة: شفتيلي دخلك ما أوقحه لو يطلع بإيده يقلعنا ما بقصر
علياء: بتكون هديك الحرباية وازة براسه أبصر شو حاكيتله عنا
عبلة: أنا بس لو افهم لشو اصريتي على هالزيارة مو عأساس كنتي مو مصدقة تخلصي من نور
علياء: مفكرة إن أنا جاية بطيب خاطر مني أخوكي جلال ضل ينق لحتى خلاني إجي زورهن واعزمهن عالغدا بالبيت اليوم
عبلة: وهو شو بده فيهن؟ ليكون رح يجي لعندك عالغدا هو كمان.
علياء: بده يجي قال بده يحكي مع نور كلمتين
عبلة: ولك يا مجنونة لتعملينا شي مصيبة والله أثير إذا مسكه ما بفلته إلا ميت
كحت علياء بارتباك واضح: احم احم صباح الخير يا عروس
اقتربت نور بارتباك نحو مجلسهن وهي تتذكر كل مآسيها القديمة مع علياء منذ وفاة والدتها إلى يوم زواجها
نور: صباح النور.
علياء: كيفك حبيبتي طمنيني عنك أمانة ما تزعلي مني ما اجيت لعندك من قبل بس كنت مريضة والا بتعرفي انتي بغلاوة ولادي وانا بمقام والدتك
نظرت نور نحو علياء باستنكار واشمئزاز لتشبيهها نفسها بأمها ولكنها لم تجرؤ أن تنطق فهي تخاف منها حتى إن لم تكن لها عليها سطوة
نور: لا ولا يهمك والحمدلله عسلامتك
عبلة: إي هاتي لنشوف مرتاحة مع أثير انشالله ما عم يعصب عليكي كتير ترا أثير بطبعه عصبي ها بدك تتعودي.
استجمعت نور كل شجاعتها وهي ترد غيبة زوجها بقوة استغربتها حتى هي: لا ياخالة أثير مافي بطيبة قلبه ولا حنيته بالدنيا كلها يلا عن إذنكن لاعمل القهوة
ثم هربت من أمام ناظريهما لتختبئ في المطبخ وتلتقط أنفاسها المحبوسة
ابتسمت لنفسها فهي لأول مرة تجرؤ على الرفض ومن أجل من من أجله هو لم تعرف ما الذي أزعجها حين ذكروه أمامها بالسوء فقط أرادت أن ترد غيبته وتدافع عنه.
علياء: شفتيلي هالمقصوفة الرقبة قال عم تدافع عنه عيني عينك لعما لعما لعما بطل في حيا
عبلة: هلأ فهميني شو بدك تعملي بموضوع جلال يا علياء هي القصة فيها عرض وأثير لا تشوفي متعلم وقت الجد بيقلب ابن شوراع اكتر من ولادك
خرج أثير من الغرفة واتجه نحو المطبخ فقد عرف أنهن بالتأكيد قد أحزنوها
أثير: نور شو عم تعملي
نور بابتسامة عريضة: عم ساوي قهوة احسب حسابك
أثير وهو يقبل جبينها: المنيحة ما بدها سؤال يا قلبي.
دايقوكي شي
نور: لا ما تشغل بالك
حملت نور القهوة وخرجت من المطبخ ولكنها تفاجأت بأثير يمسك بيدها الأخرى ويقبلها على مرآى زوجتي الأبوين وهما تغليان من شدة الحقد والغيرة
شربتا القهوة على مضض ثم استأذنتا بالرحيل
عادت علياء قليلا وقالت: ييي نسيتوني أنا لشو كنت جاية اليوم المسا معزوم إنتا ونور عنا عالغدا
أثير: ان شاء الله بشوف حسب شغلي
علياء: لا شو تشوف عمك بيزعل كتير اذا ما اجيتوا
أثير: طيب ان شاء الله منجي.
أغلق الباب ثم دخل إلى نور
أثير: عازمينا عالغدا عند أهلك حابة تروحي
نور: إذا إنتا رح تكون موجود بروح
أثير: أنا عندي شوية شغل بالشركة بخلصه وبعدين بلحقك
نور: لا لا لا مستحيل
دهش أثير من طريقتها بالرفض القاطع
أثير: لي لأ
نور: أنا بدونك مستحيل فوت عهداك البيت
أثير: هداك البيت!هو بيت أهلك إنتي صرلك 23 سنة ساكنة فيه شو صار هلأ
نور: صار كتير أنا ما رح روح بدونك.
أثير: طيب فهميني ليش شو الي تغير ما انتي عشتي طول عمرك في بدوني
نور: بدك تعرف شو الي صار طيب رح قلك
الشجرة اذا زرعتها بدون ما تسقيها بتقدر تعيش عالبعل
بتقدر تضل عايشة على مية المطر عشرين سنة بدون ما تشكي من العطش بس جرب اسقيها مرة وحدة وارجع حرمها مرة تانية من المي بتعرف شو بصير
أثير: شو بصير؟
نور: بتموت، أنا يا أثير عشت عمري كله بهداك البيت بدون ما اشكي من الخوف لإني اصلا بحياتي ما عرفت طعم الأمان مافيك تهدد حدا بإنك تاخد منه شي هو ما بيملكه أصلا بس هلأ أنا حاسة بالأمان ما بقدر اتقبل اخسر هاد الأمان أبدا
ثم نظرت إليه بعيون دامعة ونطقت بصوت انقطعت انفاسه: عم تفهمني
سحبها من يدها إلى حضنه ولف يديه حول كتفيها واحكم قبضته عليها وقد استقر رأسها فوق جزعه
وبدأت دموعها تبلل صدره.
أثير: ششش خلص اهدي أنا آسف منروح سوا بس اهدي
لم يكن بحاجة إلى هذه الكلمات فحضنه كان
كفيلا بالمهمة بدأت شهقاتها تهدأ وتستكين بين يديه حتى أحس بانتظام أنفاسها نظر إليها ليجدها نائمة كالملاك
حلمها ووضعها في السرير وانطلق إلى شركته لينهي أعماله باكرا ليرافقها إلى منزل أهلها في المساء
حل المساء وحان موعد الزيارة ارتدى أثير سترة صوفية دافئة باللون السماوي
في حين ارتدت نور بالطو جلدي باللون الكحلي.
ابتسم حين رآها تشع جمالا وجاذبية أمسك بيدها وخرجا معا
فتح لها باب المقعد الأمامي بجواره وقاد السيارة نحو منزل أهلها
رحب الأب بابنته ترحيبا حارا ولكنها بادلته هذه الحرارة ببرود قاتل فاستدرك أثير الموقف
أثير: كيفك عم كيف صحتك ما تآخذونا يا جماعة تأخرنا
عدنان: ولا يهمك يا ابني اتفضل اهلا وسهلا فيكن
انطلقت نور نحو الجدة نبيلة فقد اشتاقت إليها كثير.
احتضنتها الجدة بقوة قائلة بعتب مزيف: هيك بقى بتغيبي عني كل هالمدة وما بتسألي
سحبت نور جدتها من يدها إلى غرفتها واقفلت الباب خلفها
نبيلة: إي احكيلي يا بنتي شو صار معك أثير عم يعاملك منيح
نور: ما بتتخيلي يا تيتا أثير طلع مو متل ما اتخليته أبدا
نبيلة: كيف يعني احكيلي بسرعة لا تشغليلي بالي
نور: طلع طيب وحنون وهادي أكتر ما تتخيلي.
نبيلة بحشرية زائدة وابتسامة مكر: اي وشو صار أول يوم هاتي لشوف عرفتي تتصرفي ولا خبصتي الدنيا
نور: بصراحة يا تيتا ما صار شي
نبيلة: كيف يعني ماصار شي ليكون مريض في شي قولي
نور: لا لا تيتا مو متل ما فكرتي أنا حكيتله كل شي وطلبت منه يعطيني شوية وقت
نبيلة: شو كل شي يعني
نور: قلتله إني انجبرت اتزوجه وحكيتله كيف حبسوني وعذبوني
نبيلة بصدمة: يا بنتي ليش هيك عملتي أوعك تكوني حكيتيله عن عمك عماد وعملته السودة.
نور: لأ ما حكيتله لسا بس رح احكيله
نبيلة: يا بنتي الله يرضى عليكي لا تفتحي القصص الي اتسكرت
نور: ومين قلك إنها تسكرت لأ ما تسكرت يا تيتا انتو الي سكرتوها وطويتو الصفحة لحتى تحمو ابنكن.
حميتو عمي عماد على حساب حقي وحق ماما الي انقتلت قدام عيوني انشالله مفكرة إني نسيت لا ما نسيت ولا عمري رح انسى أنا طول عمري عم حطلك اعذار وقول معليش ابنها وحقها تدافع عنه بس ما فيكي تمنعيني رجع حقي وحق امي حتى لو بعد مية سنة
دمعت أعين نور بعد تذكر تلك الحادثة الأليمة وخرجت من غرفتها مسرعة إلى غرفة الجلوس جلست بجوار أثير وكأنها تمني نفسها بقربه فهي بحاجة إلى حضنه الآن.
لاحظ أثير هذا فاقترب فنها وقال بصوت منخفض
أثير: صاير معك شي
هزت رأسها بالنفي ثم ابتسمت له
نادت علياء الجميع إلى الطعام بعد أن وصل أخيها جلال الذي جلس بالجهة المقابلة لأثير وأخذ يطالعه بنظرات حادة لاحظها كل الموجودين ولكن أثير لم يستطع تفسير تلك النظرات
انهوا طعامهم وقامت نور تساعد علياء بتنظيف المائدة
في المطبخ تحججت علياء بأنها نسيت دواءها وذهبت لتحضره من غرفتها.
ثم ارسلت رسالة إلى أخيها جلال الذي فهم أن نور أصبحت وحيدة في المطبخ
سحب نفسه دون أن يسأله أحد عن وجهته فهو معتاد أن يأخذ راحته في منزل عدنان دون أن يراعي حرمة المنزل
دخل إلى المطبخ وأغلق الباب خلفه لتفزع نور من فعلته
نور: عمو جلال ساعدك بشي
جلال: أنا ماني عمو جلال جلال حاف
نور: عفوا ما فهمت
جلال: نور أنا بحبك بحبك من قبل ما تزوجي بهاد المطولان الي قاعد برا.
نور: احترم حالك واطلع لبرا احسن ما لم عليك البيت كله
في هذه الأثناء كان أثير قد أنهى وضوءه وخرج من الحمام ليتفاجأ بباب المطبخ مغلق وسمع صوت نور من خلفه
اقترب قليلا من الباب ليسمعها تقول: قلتلك اطلع لبرا انتا ما بتستحي أنا قد ولادك
لم ينتظر أن يسمع المزيد فتح الباب بقبضته القوية وانقض على جلال كالأسد الجائع دون أن يراعي فرق السن بينهما وانهال عليه بأقوى اللكمات تحت صرخات نور الراجية.
اجتمع المنزل بأسره على صوت جلال وهو يرجوه ويتوسل الرحمة
ولكن أثير لم يكن يسمع ولا يرى أي شيء سوا نار الغيرة الحارقة
توقف أثير عن ضربه بعد أن أنهكه التعب ثم نظر إلى نور بنظرة غضب لم تراها منه قبل الآن
وقف مبتعدا عن جلال متجها نحو نور أمسك يدها بغضب وسحبها خلفه مغادرا المنزل
فتح باب السيارة ودفعها لتجلس في المقعد الأمامي جلس هو الآخر بمقعد القيادة وانطلق بأقصى سرعة.
نطقت نور بكلمات مرتجفة: أثير، أنا والله ماعملت شي
نظر نحوها ودون أن ينطق بأي كلمة وضع سبابته على فمه باشارة لها أن تصمت
ها هو الموقف نفسه يتكرر مرة تانية ولكنها الآن بين يدي رجل أحست معه بالأمان هل سيؤذيها أم ماذا؟
لم تكن خائفة من العقاب أو الضرب بل كانت خائفة من خوفها منه من أن تفقد الأمان الوليد بين يديه.
وصلت السيارة إلى المنزل نزل منها ثم اتجه نحو بابها فتحه بقوة وسحبها نحو البيت بسرعة لم تضاهيها فكادت أن تقع ولكنه أمسكها قبل أن تسقط وأكمل بهدوء كي لا تتأذى فتح الباب ودخل مسرعا وهي خلفه
رمقها بنظرة تكاد تحرقها
ثم نطق بغضب: لما فات عالمطبخ وسكر الباب ليس سكتي
ليش أصلا لتسمحيله يفوت
نور: ما سكتت كنت عم قله...
قطع كلماتها بصراخ يكاد يصم اذنيها: كنتي عم تقوليله شو ها كنتي عم تهددي كنتي متخيلة أن تهديدك رح يخوفه
نور: أثير أنا...
أثير: إنتي شووو إنتي شو قلك أنا إنتي شو
صمت قليلا وداس على فرامل أعصابه التي تكاد أن تحرق الأخضر واليابس ثم أدار ظهره لها وبدأ يفرك وجهه بيديه محاولا تهدئة نفسه
كانت تخشى أن ينطق بكلمة مهينة بحقها فهي لم تعتد منه على الإهانة هو من علمها كيف ترفع رأسها وتحب نفسها.
تدعو بقلبها أن لا يكسر هذا القلب الذي أصلح كسره بيديه
استطاع السيطرة على أعصابه قليلا ثم استدار نحوها
ونطق بصوت هادئ نوعا ما: نور فوتي عالغرفة أنا معصب وما بعرف شو بيطلع معي فوتي مشان ما اجرحك
نور: بس أنا ما عمل...
أثير: نوووور روحي على غرفتك هلأ بعدين منحكي
دخلت نور إلى الغرفة مسرعة وارتمت فوق السرير وأخذت بالبكاء.
بينما توجه أثير إلى غرفة خاصة كان قد وضع فيها لوحاته وأدوات رسمه وعلق في منتصفها كيس ملاكمة
بدأ يلكم الكيس بكل قوته حتى يمتص غضبه ظل على هذه الحالة قرابة النصف ساعة
انهى جولته حين أحس بأنه قد عاد إلى وعيه شكر الله في سره لإنه استطاع ضبط أعصابه ولم يتفوه بكلمة تؤذي مشاعر حبيبته
اتجه نحو الحمام وترك للماء مهمه إزالة تعبه وغضبه معا.
خرج من الحملم وهو يلف منشفة حول وسطه وبقي جسده من الأعلى عاريا اتجه نحو غرفته وطرق الباب عدة طرقات
نور: أيوا
دخل أثير وهو عاري الصدر ألقت نور نظرة خاطفة ثم أعادت وجهها نحو الأرض وقد صدمت من هيأته
لأول مرة تراه هكذا جسده المتناسق وعضلاته المرسومة بعيناية
ضحكت بسرها وهي تتذكر ضربه لجلال
نظر إلى عيونها الدامعة وقد عرف أنها بكت كثيرا
خطى بضع خطوات نحو السرير وجلس بالقرب منها.
ثم وضع يده على خدها وهو يحرك خصلات شعرها خلف أذنها ويمرر إبهامه تحت عينيها يتحسس دموعها
نطق بصوت فيه حنان الدنيا كلها: آسف
نور: على شو
أثير: على إني نزلت دموعك
نور: أثير أنا والله ما عملت شي غلط
قاطعها وهو يضع سبابته على شفتيها: شششش بعرف إنك ماعملتي شي أنا ما اتهمتك بشي
نور: لكن ليش عصبت عليي
أثير: متخيلة لو ما سمعت صوتك شو كان صار متخيلة لو كان مد ايده عليكي شو كنت بدي اعمل.
شو الي جبرك تسمعي أصلا ليش من أول مافات عالمطبخ ما ناديتيلي
نور: ماكان بدي ياك تعمل مشاكل بسببي
أثير: بالله جد إذا بسببك ماعملت مشاكل لكن كرمال شو بدي اعمل مشاكل
اوعك تعيديها مرة تانية عم تفهمي مرة تانية لما بصير معك أي موقف مهما كان صغير بتجي بتحكيلي أنا جوزك
مو خيال برغل فهمانة
هزت رأسها بابتسامة مشرقة فبادلها ابتسامتها وطبع قبلة أعلى جبينها ثم فتح يديه ليحتضنها ولكنها أوقفته
وقالت بخجل: البس بالأول.
قرص وجنتها بأصابعه قائلا: تكرمي
ارتدى بيجامته المنزلية ثم استلقى بجوارها على السرير
واحتضنها وغطا معا بنوم عميق
في الصباح اتجه أثير نحو شركته بعد أن تناول فطوره مع زوجته
وصل إلى الشركة والتقى بصديقه وشريكه وزوج أخته
أحمد
أثير: صباح الخير
أحمد: يازلمة أي صباح وأي خير أنا ماني نايم من الليل غير ساعة
أثير: له له له ليش خير شو صاير معك
أحمد: ابن أختك السيد أيهم طول الليل ممغوص ما سكت.
أثير: والله بتستاهل إنت ماحدا مربيك غير السيد أيهم
أحمد: إي شمت فيي هلأ بكرا منشوفك بس تصير أب شو رح تعمل
فتحت هذه الكلمة جرحا كان أثير يحاول إغلاقه بشتى الطرق فكيف له أن يصبح أبا وهو لم يمس زوجته حتى
كيف له أن يصبح وهو متزوج من امرأة فرض زواجه عليها
قطعت السيكيرتيرة منى حبل أفكاره وهي تقول
منى: أستاذ أثير الشرطة برا وطالبين حضرتك
أثير: خير انشاءالله دخليهن.
دخل الشرطي وألقى السلام ثم قال: ما تواخذني استاذ أثير أنا معي أمر بالقبض عليك
أحمد: ليش فهمنا شو عامل
أثير: طيب بس عطيني نص ساعة لأوصل على بيتي وأنا بروح وراك
الشرطي: أنا آسف مامعي هي الصلاحيات
توجه أثير بكلامه إلى أحمد بقلق واضح
أثير: أحمد بتروح فورا على بيتي بتاخد نور بتوديها لعندك عالبيت
أحمد: طيب بس خليني اوصل معك عالمخفر لشوف شو القصة.
أثير: لأ هلأ فورا روح خود نور على بيتك وما بتخلي حدا يلمس شعرة منها عم تفهم
أحمد: مين يعني قصدك
أثير: أي حدا بسرعة يلا وخود معك شبين من شباب الحراسة اذا اخواتها كانوا قدام الباب لا تخليهن ياخدوها
التقط أحمد مفتاح سيارته من فوق المكتب وهم بالرحيل
فناداه أثير بصوت قلق: أحمد متل ما إيناس أختي نور أختك
أحمد: ولا يهمك طمن بالك.
غادر أحمد قاصدا منزل أثير في حين وضع الشرطي الكلبش في يدي أثير وسحبه أمام أنظار الموظفين المليئة بالتساؤل والحزن على مديرهم المتواضع الرحيم
وصل أحمد منزل أثير فتفاجأ بإيهاب وأمين يطرقون الباب طرقات قوية وأصواتهم تعلو
إيهاب: افتحي عم قلك جوزك بالسجن نحن جايين ناخدك لبين ما يطلع
أمين: افتحي أحسن ما نكسر الباب جوزك بالسجن ومارح يطلع منها لأن خالي بالمشفى مكسر.
في الداخل نور تبكي ألما على زوجها وخوفآ من أخويها اللذين يريدان أن ينهشا لحمها
تحاول الاتصال بأثير ولكنه لا يجيب لم تشعر بالخوف هكذا من قبل لقد غاب الحاجز المنيع الذي كان يحميها منهما فمن سيحميها الآن
أحمد: شو عم تعمل إنتا وياه
أمين: جايين ناخد أختنا عندك مانع
أحمد: والله أنا ما عندي مانع بس جوز اختكن عنده مانع
أمين: شو قصدك يعني.
أحمد: أثير وصاني آخد نور على بيتي ووصاني كمان إن إنتو الاتنين بالتحديد ما تقربوا عليها
أمين: والله بيت أهلها أولى فيها مو هيك الأصول بتقول ولا شو
تسمروا في أمكنتهم حين سمعوا صوتا أنثويا من خلفهم
نور: بس أنا رح روح مطرح ما جوزي قلي روحي
أمسك بها إيهاب من يدها بالقوة فأمسكه أحمد محاولا منعه ولكن أمين تدخل أيضا فأشار أحمد لشباب الحراسة اللذين جلسوا في السيارة ينتظرون أمرا من أحمد.
نزل الشابين وأمكسا بأمين وإيهاب ثم ركب أحمد السيارة وركبت نور بجواره
نور: شو الي صار فهمني وليش أثير بالسجن
أحمد: والله ما بعرف إنتي احكيلي شو قصة جلال
نور: مبارح كنا عند أهلي جلال حاول يتحرش فيي وأثير ضربه أنا رح روح أشهد بهالشي أثير ما ضربه من لاشيء
أحمد: بس أثير مستحيل يقبل بهالشي رح يرفض أن يجيب اسمك بالتحقيق رفيقي وأنا بعرفه
وصل أحمد بنور إلى بيته ودخلا ومباشرة ارتمت نور بحضن إيناس وبدأت تبكي.
إيناس: شوفي نور حبيبتي شوفي أثير عاملك شي قوليلي
نور: أثير بالسجن يا إيناس بالسجن
إيناس بلا مبالاة: لك تضربي إي فكرت في شي
تدخلت حماة ايناس الحجة أمينة: ليش مفكرة كل الناس متلك بلا إحساس
إيناس: أنا بلا إحساس ماشي الله يسامحك
الحجة أمينة: هلأ الله يسامحك لأن جوزك واقف اتمسكنتي قدامه لو مو موجود كنتي انفحتي فيي متل الببور
أحمد: ماما مو وقته هاد الحكي مو شايفين البنت منهارة.
الحجة أمينة: اهدي يا بنتي اهدي احكيلنا شو الي صار
بدأت نور تروي لكل من إيناس وحماتها عن تهجم جلال عليها وضرب أثير له وما إن أنهت حديثها حتى أخذت إيناس تزغرد وتصفق
إيناس: هييييي الله حيو أخي برابو عليه رباه لهالكلب
حماتها: ولك إنتي شو طينتك عم تقلك أخوكي بالسجن
إيناس: إي واذا يعني الحبس للرجال ولا كان بدك ياه يشوف واحد عم يتحرش بمرته ويسكت
في المخفر وصل المحقق وجلس قبالة أثير وبدأ يحدثه باحترام.
المحقق: استاذ أثير إنتا إنسان سمعتك طيبة وماضيك نظيف وبعمرنا ما سمعنا عنك إلا كل خير
أثير: تسلم سيادة المحقق هادا من لطفك
المحقق: فيك تحكيلنا شو الي صار لحتى تخانقتوا وضربته
أثير: كنا عم نتناقش بموضوع عادي وعلى صوته عليي فضربته
المحقق: يعني إنتا بتعترف وبتقبل التهمة
أثير: نعم بعترف
المحقق: إذا كان في سبب منطقي أكتر من هيك قوله ممكن يخفف عنك الحكم
أثير: لأ هاد هو السبب.
المحقق: طيب براحتك أنا رح اتركك تقعد شوي مع صهرك
خرج المحقق ودخل أحمد إلى الغرفة
أثير: ها طمني شو عملت أخدتها حدا قرب عليها
أحمد: طول بالك خليني آخد نفس أخدتها رحت لاقيت أمين وإيهاب عالباب بس ما كانت قبلانة تفتحلن
فيك تفهمني شو عم يصير مو عاساس كانوا رفقاتك على شو مختلفين
أثير: انسى هلأ المهم خلي الحراسة على باب البيت مابدي بالي ينشغل
أحمد: شو قلت بالتحقيق اوعك تكون ماقلتلن عن قصة التحرش.
هجم أثير وأمسك أحمد من كتفيه وحدثه بنبرة صارمة
أثير: اوعك تجيب هالسيرة ع لسانك اسم نور ما بينذكر بالتحقيق أبدا مفهوم
أحمد: بس يا أثير
أثير: بدون بس لا يعني لا
أحمد: متل ما بدك أنا حكيت مع المحامي وهو جايي عالطريق
نقل أثير مرة أخرى إلى الزنزانة وجلس أحمد في مكتب الشركة مع المحامي
المحامي: والله يا أستاذ أحمد وضعه حرج الزلمة في كسر بإيده وراسه مجروح
أحمد: يعني؟
المحامي: يعني الحل الوحيد إن جلال يسقط حقه.
أحمد: وإذا ما اسقط حقه
المحامي: أقل شي فيها سجن تلات سنين
في المساء عاد أحمد إلى المنزل ونو ر لازالت مرتمية في حضن الحجة أمينة وتبكي فهي امرأة حنونة على الرغم من شجارها الدائم مع إيناس
أحمد: السلام عليكم
إيناس: وعليكم السلام حبيبي حطلك تاكل
قبل أحمد رأس زوجته قائلا: لا والله ما إلي نفس للأكل
وقفت نور واتجهت نحوه بعيون منتفخة: أبو أيهم أنا لازم روح شوفه
أحمد: بس هو منبه عليي إنك ما تروحي.
نور: الله يخليك خدني بكرا لعنده لازم اقنعه يحكي الحقيقة
أحمد: انسي أثير مستحيل يقبل يجيب اسمك بالتح8قيق
نور: حتى لو بروح بس بطمن عليه
أحمد: طيب خلص ارتاحي هلا الصبح بيفرجها الله
لم تستطع نور النوم طوال الليل وهي تفكر بأثير لاتعرف ماهو ذلك الشغور الغريب الذي ينتابها شعور بالوحدة والغربة شعور بأن لاشيء حولها له قيمة بدون أثير لم تكن قادرة على تفسير هذه المشاعر ولم ترد تفسيرها أصلا بل قررت الاستسلام لها.
أشرقت الشمس على نور وهي فوق سجادة الصلاة تصلي وتدعو لزوجها
جهزت نفسها لكي تلحق بأحمد قبل أن يغادر فهي تعرف أنه كان يسايرها ولا ينوي أخذها إلى أثير ولكنها مصممة على الذهاب
الحجة أمينة: يا إيناس فيقي نور الفطور جاهز
نور: أنا فقت خالة إيناس خبري أبو أيهم إن أنا جاهزة
إيناس: يا بنتي شو بدك بهالروحة انشالله بكرا بيطلع وبتشوفي
نور: أنا لازم شوفه أنا السبب بالي هو فيه هلأ.
إيناس: لا مو إنني السبب يا فهمانة كرامته ورجولته وشهامته وتربيته هني السبب ولو ما كان عمل الي عمله أصلا أنا ماكنت بقبل حط عيني بعينه أبدا
نور: يعني عاجبتك قعدته بالسجن هلأ
تدخلت الحجة أمينة لفض النزاع فقد علت أصواتهن
الحجة أمينة: بس إنتي وياها يا بنتي يا نور إيناس معها حق اللي صار مو ذنبك أي زلمة كان بموقفه كان رح يعمل اللي هو عمله وإلا لشو اسمه زلمة.
تناول الجميع فطارهم وقبل أحمد أن يصطحب نور بعد أن ألحت عليه كثيرا
في المخفر دخل الشرطي إلى الزنزانة ونادى
الشرطي: أثير المصري عندك زيارة
لن يتوقع أثير أن تكون الزائرة هي نور فهو قد نبه على صديقه بأن لا يحضرها
تفاجأ حين دخل إلى مكتب المحقق ووجدها تجلس على الكرسي وتفرك يديها ببعضهما
اثير بدهشة: نور.
وقفت ونظرت إليه بعينيها السوداء ودمعة ساخنة تتلألأ بين جفنيها تكاد أن تهبط قلبها يدق بقوة حتى كاد الجميع أن يسمع دقاته
طال الصمت كثيرا فتدخل المحقق قائلا: استاذ أثير مدة الزيارة عشر دقايق بس
خرج أحمد والمحقق من الغرفة وما إن تأكدت نور من أنهم على انفراد حتى ركضت نحو أثير وارتمت في حضنه وأخذت تبكي
لم يتردد أثير لحظة واحدة في فتح أحضانه لها فهو مشتاق بقدرها وأكثر بعشرة أضعاف.
أثير: ششش اهدي اهدي أنا منيح مافيي شي
نور بنحيب: أنا آسفة أنا السبب أنا اجيت قول للمحقق كل شي انتا مادخلك
ابعدها عن حضنه وأمسك معصم يدها بعنف وهو يشير بسبابته أمام ناظريها
أثير: اوعك اوعك تفتحي تمك بحرف واحد عم تفهمي
بعدين إنتي شو الي جابك لهون أصلا
نور تشعر بالألم من قبضة يده على أصابعها فتكلمت بصوت منخفض
نور: أثير عم توجعني.
انتبه أثير لقبضته يديه الضاغطة بعنف على أصابعها فحل قبضته بسرعة ورفع أصابعها نحو شفتيه مقبلا إياها
قائلا: آسف تعي اقعدي لشوف
نور: ليش مابدك قول الي عمله جلال
أثير: ياحبيبتي إذا بدي جيب اسمك بالتحقيق رح يطلبوكي وكل نا انفتح التحقيق رح يرجعوا يطلبوكي
ورح تضلي رايحة جاية عالمخفر وأنا ما بقبل بهاد الشي أصلا أنا منبه على أحمد أن مايخليكي تجي لهون هلأ منتحاسب أنا وياه.
نور: لأ أبو أيهم ما دخلو أنا الي أصريت أن إجي
أثير: لي بقى لتكوني اشتقتيلي
نور: ليش لأ
ابتسم لها دون التعقيب على الموضوع فهذا ليس المكان المناسب
نور: طيب هلأ شو رح يصير
أثير: يا حبيبتي مابعرف المهم إنتي هلأ بتقعدي مع إيناس لا بتطلعي ولا بتفوتي ولهون لا عاد تجي الله يرضى عليكي ما بدي بالي يضل مشغول عليكي وعلى بيت أهلك ما بتروحي مفهوم
هزت نور رأسها وقالت: حاضر إنتا اطلع بالسلامة وأنا ما بدي شوف حدا أبدا.
ابتسم لها وقبل جبينها مودعا ثم عاد إلى زنزاته
في الطريق إلى البيت طلبت نور من احمد أن يوصلها إلى منزل والدها ولكنه رفض
نور: أبو أيهم ممكن توصلني على بيت أهلي لازم احكي مع بابا
أحمد: لا الله يوفقك لا تعلقيني مع أثير منبه عليي ما تروحي لهنيك
نور: بس أنا لازم احكي مع بابا هو الوحيد الي ممكن يحل هي المشكلة
أحمد: أنا بمر على بيت أهلك وبحكي معه بيجي لعنا مع إني ما بتخيل يقبل يتدخل.
نور: انتا اقنعه ان يجي وأنا بقنعه يتدخل
أحمد: ان شاء الله
في المساء قبل العم عدنان أن يحضر مع أحمد إلى منزله ليتحدث مع ابنته
جلسوا في غرفة الجلوس وشربوا الشاي ثم استأذنت نور من الجميع لكي تتحدث مع والدها على انفراد
اخذته إلى الغرفة المخصصة لها وجلست أمامه
نور: بابا اطلع فيي
تكلم دون أن يرفع رأسه: معليش يا بنتي أنا هيك مرتاح.
نور: صرلك عشر سنين ما حطيت عينك بعيني بتعاملني متل كأني غلطة حياتك ما حميتني ولا أخدت حقي من يلي حاول يأذيني وقتل أمي ولا حميتني من ظلم مرتك وولادها تركتني بين ايديهن ينهشوا فيي طول هالسنين وانتا واقف عم تتفرج ضربوني وعذبوني وأهانونني قدام عيونك وانتا ما حاولت حتى تمنعهن
كنت تشوفني وانا طفلة عمري 13سنة اوقف اطبخ واجلي وامسح و ولا مرة وقفت وقلت كلمة تنصفني.
حرمتوني اني كمل اخر سنة هندسة وجوزتوني غصب عني لزلمة ما بعرفه ولما شفتوا إني مبسوطة معه وان ما ظلمني متل ما انتو ظلمتوتي سجنتوا وحرمتوني منه
بابا أنا بعمري ما طلبت منك طلب بس هلأ أنا عم اترجاك أنتا الوحيد الي فيك تطلع أثير من هالمصيبة ببوس ايدك يا بابا مرة وحدة وقف جنبي وانصفني
تتحدث نور وهي ترتجف وتتلعثم بالكلام وعينيها امتلأت بالدموع التي بللت ملابسها.
وعدنان لا يزال منكس الرأس يبكي بصمت فهو يعلم أنها محقة هو أكثر من ظلمها
نطق أخيرا بعد صمت طويل: يا بنتي والله لو بإيدي ساعدك ما بقصر أثير غالي عليي بس أنا شو بإيدي إعمل
نور: أنا بعرف أن الأرض الي جلال معمر عليها بيته إلك وإنتا عطيته ياها بس ما اشتراها منك
يعني فيك تروح تشتكي عليه إن عمر على أرضك بدون رضاك
عدنان: وانتي بترضي إني شرد عيلته وطلعهن من بيتهن.
نور: أنا ماعم قول شردهن انا عم قول تساومه عالأرض مقابل أن يسقط حقه عن أثير
عدنان: والله معك حق هاد الحل الوحيد وجلال كلب مصاري بس هددته بالأرض فورا بوافق
وقف عدنا ليمشي ولكنه عاد قليلا إلى الوراء ونطق بكلمات هامسة قائلا: سامحيني يا بنتي.
خرج عدنا من الغرفة وترك نور التي تصارع ذكرياتها الأليمة كم تحتاج إلى حضنه في هذه اللحظة هو الوحيد القادر على أقتلاع الذكريات الحزينة وزرع ذكريات جميلة مكانها هو فنان مبدع بزرع الذكريات الجميلة كما يزرع الياسمين والجوري
في صباح اليوم الثاني كان جلال في المخفر يسقط حقه عن أثير بعد تهديد عدنان له
دخل الشرطي إلى الزنزانة صارخا: أثير المصري إفراج.
شعور غريب اعتلى أثير حين تلقى خبر الإفراج لم يعرف لماذا شك بأن تكون لنور يد في الإفراج عنه استشاط غضبا حين وصل به التفكير إلى هذه النقطة
كان أحمد ينتظره أمام بوابة السجن الخارجية ركض إليه جين رآه وعانقه
أحمد: الحمدلله عالسلامة شريك
أثير: الله يسلمك يا أبو أيهم بس أنا مافهمت شو اللي صار أنا كيف طلعت
أحمد: هداك الكلب اسقط حقه عنك
أثير: اي كيف وليش اسقط حقه
أحمد: اي شو بعرفني انا المهم انك طلعت بالسلامة.
وصلت السيارة أمام منزل أحمد نظر أثير مسرعا يبحث عن نور التي كانت واقفة تنتظره أمام الباب لم تستطع إيقاف نفسها عن احتضانه ركضت نحوه ورمت بنفسها بين يديه
لم يمانع هو ذلك الحضن رغم تحفظه على الخصوصية بعلاقته معها إلا أنه هو أيضا اشتاق إليها كثيرا
إيناس: ياعيني يا عيني حضن قدام الباب شمستونا بالحارة
أحمد وهو يغمز لإيناس: أصلا هي الناس الي بتفهم يا مدام شوفي كيف ركضت تحضن جوزها.
إيناس: يييي يا عمري بدك احضنك تعال
فتحت يديها لتحتضنه ولكنها تفاجأت بحماتها تقف بينهما قائلة: هووووب وقفي عندك نور عم تحضن جوزها طالع من السجن انتي لشو لتحضني قدام الباب
أحمد: بلشنا المعركة
إيناس: طيب تعي لاحضنك الك لكن امممموه احلى حماية بالدنيا
ضحكت الحجة أمينة: الله يكملك بعقلك يا بنتي
اتجهت إيناس نحو أثير لترحب به فاحتضنته بقوة ونزلت دمعه حارة على خدها.
إيناس: أنا كنت عاملة حالي قوية وعم قول أثير زلمة والسجن للزلم بس الحقيقة إن أول ما وصلني الخبر حسيت إن ظهري انكسر حسيت إن ماعاد إلى سند بهي الدنيا
مسح أثير دمعات أخته بابهامه ثم قبل رأسها واحتضنه بين يديه قائلا: بعيد الشر عنك يا قلبي شوهي انكسر ظهري ما أنا ما تركتك إلا بعد ما اتأكدت بين إيدين زلمة قد الأمانة
إيناس: حتى لو ما حدا بيقدر يعوضني عنك إنتا أخي وأبي وأمي وحياتي كلها.
كانت نور تراقب الموقف و قلبها يتألم تتمنى لو كان لديها أخ كأثير
أحمد: يلا يا جماعة مارح نضل واقفين عالباب اتفضلوا الغدا جاهز
أثير: لا لا غدا شو أنا مكسر مو مصدق أيمت اوصل عالبيت لحط راسي ونام
أحمد: تنام؟ اي صدقتك فوت فوت بلا هالحركات لاحق
دخل أثير بعد إلحاح شديد من أحمد تناولوا الغداء ثم جلس أثير يلاعب أيهم ويضاحكه
ثم استأذن بالانصراف
أثير: يلا يا جماعة نحن بتسمحولنا.
أحمد: والله قاعدين يازلمة اقعد شربلك كاسة شاي
أثير: غير مرة انشالله يلا نور اذا الك شي غراض ضبيهن وتعالي
دخلت نور الى الغرفة ودخلت خلفها ايناس
نظرت نور بضحكة ساخرة نحو ايناس وقالت: وانا الي كنت مفكرتك قوية اتاريكي حاطة بقلبك ومخبية
إيناس: ماكنت بدي زيدها عليكي بس أنا عنجد مافيي عيش بدنيا مافيها أثير
نور: بعيد الشر عنك وعنه خلص هي ليكه طلع
خرجت نور من الغرفة بعد أن وضبت أغراضها
نور: أنا جاهزة.
أحمد: سيارتك مصفوفة برا جابوها الشباب من الشركة وهاد المفتاح
تناول أثير المفتاح وأمسك بيد نور وخرجا ولكنه ضل طوال الطريق صامت وهو يبدو غاضبا
نور: أثير شبك في شي
لم يجب بل اكتفى بنظرة خالية من أي تعبير فصمتت
وصلا إلى البيت فتحت الباب ودخلت قبله ولكنه أمسك بيدها وأوقفها
أثير: إي تفضلي عم اسمع
نور: شو مافهمت
أثير: لا فهمتي أنا كيف طلعت من السجن
نور بارتباك: مابعرف اسآل المحامي.
أثير: نور لا تلفي وتدوري مشان ما افقد اعصابي انتي الك إيد باللي صار
نور: طيب رح احكيلك بس روق بالأول فوت اتحمم وغير تيابك بعدين منحكي
دارت ظهرها لتمشي ولكنه اوقفها بقوة ودفعها نحو الجدار
ثم نطق بصوت هادئ وثابت: لا بدي روق ولا اتحمم ولا غير تيابي احكي عم اسمع
نور: اي انا الي عملت هيك
نظر نحوها بغضب حارق ولكنها تلافت الموقف بسرعة قبل أن ينفجر: لحظة لفهمك انا ما طلعت من البيت انا بس حكيت مع بابا.
اطمأن قليلا حين عرف أنها لم تقابل ذلك الوغد
أثير: يعني ما شفتي الزفت جلال ولا رحتي عبيت أهلك
نور: لأ طبعا معقول اكسر كلمتك بابا اجا على بيت ايناس واتفقت معه عاللي صار
اثير: امممم
نور: لا يااا شو هي امممم انتا حاليا مدين الي باعتذار
أثير بابتسامة: اعتذار؟ على شو بقى
نور وهو تعد على أصابعها: شكيت فيي وصرخت عليي
أثير: أولا ما اسمها شكيت فيكي اسمها غرت عليكي
تانيا اسف ياستي لإني صرخت عليكي.
ثم دنا قليلا منها وقبل جبينها هامسا: اشتقتلك
احمرت وجنتيها من مغازلته فهربت بعينيها بعيدا عنه
قائلة: أنا رح جهزلك الحمام
في المساء جلس أثير على الأريكة في غرفة الجلوس ونور في المطبخ تحضر مشروب الكاكاو الساخن
اتت وهي تحمل كوبين كبيرين يتصاعد منهما بخارا ساخنا
أثير: امممم تسلم ايديك الريحة بتشهي
جلست بجواره دون أن تعقب على كلامه ورمت نفسها بحضنه رأسها فوق قلبه مباشرة ويدها مثبتة على صدره.
اغمضت عينيها حين وضع شفتيه على جبينها.
أثير: اشتقتيلي؟
نور: ماكان في شي إله طعمه من دونك حسيت كل شي بالدنيا غريب عني
أثير: طيب وهاد شوي بتسمي بقى حب ولا تعود
نور: أثير نحن اتفقنا تعطيني وقت صح
أثير: صح
ثم شدد من احتضانها وبقيا على هذه الحال حتى شعر بانتظام أنفاسها نظر إليها ليجدها تنام كالملاك بين يديه
حملها بخفة ووضعها فوق السرير ثم اغلق الباب ومدد جسده بجوارها
وراج في نوم عميق من شدة التعب.