رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الأول
فى احد المطاعم التي يدلف اليها عامه الشعب بولايه
هاواى التابعه للولايات المتحده الامريكيه كانت تجلس فتاه في 27 من عمرها تمتلك شعر قد سرق من البندق لونه مموج متمرد كصاحبته اتخذت من الفيروز لونا لخرزتيها متوسطه الطول ذو جسد ممشوق منحوت بدقه اللهيه.
تبدو من هيئتها انها في انتظار شخص ما اخذت تبحث عن ضالتها في اوجه الوافدين الى المطعم الى ان وقعت عيناها عليه تنفست الصعداء ثم اخذت تلوح بيدها لينتبه لمكان وجودها وما هي الا لحظات وانتبه اليها ثم رفع يده ليلوح لها وتقدم اليها في خطى واثقه
كان شاب في 33 من عمره يبدو من زيه انه يعمل لدى الشرطه فيما يسموها الوحدات ذو جسد رياضى ممشوق شعر اسود قصير ناعم وعيناه زرقاء ذو بشرة بيضاء.
جلس امامها فحدثته: لما تأخرت هكذا
الشخص: عندما حدثتنى كنت في مهمه ولم استطع الحضور ما هو الامر المهم الذي تريدنه منى!
الفتاه: لقد كُشفت علموا بكل شئ فسد مخططى يا ستيف
ستيف قد جحظت عيناه كادت ان تخرج من محجرها: نعم ماذا تقولين يا روجيدا انتى الان في خطر كبير كيف ومتى تم هذا
روجيدا: ليس هذا المهم يجب عليّ الفرار الان لن اسمح لهم بإمساكى ليس قبل ان ازجهم جميعا بالسجن ولن استطيع فعل ذلك ان كنت ميته.
ستيف: الهذا طلبتى منى تحضير جواز سفر بهويه مزيفه ومقابلتى في هذا المكان!
روجيدا بثبات: نعم والان اريد ان اسافر لبلدى الحبيب مصر اليوم قبل غدا ستيف انت لا تعلم شئ عن هذا الموضوع لا اريد طوريتك في هذا الامر
ستيف: اتمزحين معى انتى بالطبع تمزحين انتى صديقتى ولن اتخلى عنكِ سأتابع الاحداث من هنا واخبركى بما هو جديد وانتى تتصرفين من بلدك لكن اتركك هذا مستحيل اسمعتى.
روجيدا بباتسامه: لا اعرف حقا ماذا اقول انت هو ملاذى الان ولكن حسنا يجب علينا العمل جيدا لننتهى من هذا الامر
ستيف بجديه: حسنا ولكن عند من ستمكثين في مصر
روجيدا: صديق والدى سأذهب هناك ثم تابعت ستيف اريدك ان تكتب اسمى في لائحه المسافرين الى تركيا ومن هناك باسم مزيف للبرتغال
ستيف بعدم فهم: لما كل هذا.
روجيدا بمكر: اريد تشتيتهم قليلا حتى استطيع العمل يجب ان تكون خطواتى حذرة بمعنى ان اكشف ولكن ليس بسهوله اخطاء انا لن اقع بها
ستيف بباتسامه وهو يعترف بدهاء هذه الفتاه: حسنا لكى ذلك والان سنذهب للمطار موعد رحلتكِ بعد ثلاث ساعات من الان
روجيدا بدهشه: ماذا تقول اتقول انك كنت تعلم انى سأعود بلدى يالك من وغد
ستيف بضحك: نعم نحن اصدقاء انسيتى ذلك من 11 عام
روجيدا: نعم هيا لنذهب يجب الا نمكث هنا كثيرا.
ستيف: حسنا لكى ذلك
غادرا كلا منهما المطعم في طريقهما للمطار، شردت روجيدا لقد امضت الكثير من السنون هنا لا تعرف شئ عن مصر سوى القليل من والدها هي كانت تزور مصر ولكن ذلك من فتره كبيرة لا تتذكر اى شئ تذكرت محادثتها مع الصديق والدها المقرب ليحثها على المجئ والبقاء عنده عندما علم برجوعها لمصر بلدها الام فاقت من شرودها على صوت ستيف
ستيف: لقد وصلنا هيا
روجيدا: حسنا.
نزلا كلا منهما من سيارة ستيف ودلفا الى المطار بخطى متعجله هي لا تخشي الموت ولكن تخشها موتها قبل اتمام مهمتها
روجيدا: لا اعلم كيف اشكرك ستيف حقا انت نعم الصديق
ستيف بضيق زائف: ما هذا الهراء (كلام فارغ يعنى)
روجيدا: حقا ستيف لا اعلم من دونك ماذا كان سيحدث
ستيف بجديه: لاتشكرينى حسنا ثم تابع بمرح عندما تعودى انتى مدينه لى بعشاء وبعض النبيذ الفاخر ايتها الثريه
روجيدا وهي تضحك: حسنا حسنا لك ذلك.
قاطع كلامهم صوت الميكروفون الذي اعلن عن وجتها وهي الاراضى المصريه
روجيدا وهي تحتضن ستيف: يجب ان اذهب سأشتاق اليك كثيرا
ستيف بحزن: وانا ايضا انتبهى على نفسك كثيرا سأحدثكِ من خط امن عندما اؤمنه لكِ
روجيدا وهي تلوح له مودعه: حسنا الى اللقاء
ظل يتابعها بعينيه حتى اختفت.
ثم امسك هاتفه ليتصل بأحدهم: نعم لقد غادرت، اتمنى ان تكون بخير، لا لم تخبرنى بوجهتها، انا قلق عليها، لا بأس اتمنى ان تنجح فيما تفعله، حسنا اراك لاحقا
اما هي بعد ان انهت اجراءات سفرها صعدت على المتن الطائره التي اعلنت عن رحيلها وفي داخلها الف سؤال، ترى ماذا ينتظرنى في الغد.
بأحدى فروع مؤسسه الشركات العالميه (الصياد) بمقر القاهره كان يجلس هو بشموخ وهيبه تليق بمظهره في تلك الحلة السوداء التي يرتديها التي تزيد ملامحه جديه فوق جديته فكان يتسم بحاجب كثيف وعيون عسليه حاده كالصقر وانفه الحاد الطويل والبشره الخمريه وازداد وسامه بشعره الاسود الكثيف يبلغ من العمر 30 عاما.
كان يدقق بعض الملفات بدقه تتناسب مع عيونه الحاده حينما قطع تفكيره صوت طرقات سكرتيرته الخاصه معلنه عن وصول احدهم
السكرتيره: مستر جاسر...
جاسر: ايوة يا انسه ليان
ليان: مستر صابر بره
جاسردون ان يرفع نظره عن الاوراق: خليه يتفضل
ليان: حاضر يافندم وخرجت لحظات لتفتح الباب مره اخرى ليدلف احدهم بعادته المرحه وبعض كلمات الغزل التي يتغزل بها في سكرتيره جاسر ليأتيه صوت جاسر: نفسي تبطل رمرمه.
صابر بمرح: حاضر عشان خاطر عيونك
جاسر باشمئزاز: اخلص يا صابر عملت ايه
صابر بجديه: عيب عليك يابرنس ثم مد يده ببضعه اوراق
ليأخذها جاسر وهو يقول: كويس انه وافق دا احسنله من اللى كان هيحصله
صابر: منا هددته يا كبير قرصه ودن صغيره قلبت الموازين
جاسر بجديه: صابر مش عاوز غلط او تكه ف الشغل دا
صابر: متقلقش كله تحت السيطرة المهم هتعمل ايه
جاسر: لما اخلص الصفقه دى هفوق للحيوان التانى ويانا يا هو.
صابر بتوجس: هتعمل ايه انا مقلق من الموضوع دا
جاسر بثقه ظاهرة في نبرة صوته: متقلقش مش هوسخ ايدى اوى يعنى
صابر: على العموم خلى بالك انا همشي هخلص المشوار دا وهروح
جاسر وهو يتفحص الاوراق التي امامه: تمام ثم مد يده لصابر ليلتقط الاوراق ثم غادر صابر المكتب ف توجه جاسر الى تلك النافذه العريضه والطويله ايضا وتأمل الماره والسيارات وهو يضع يده في جيب بنطاله ليقول بنبره تملؤها الشر: والله وهيجى اليوم دا وقريب.
فى مطار القاهره دلفت هي الى قاعه الاستقبال بعد ان انهت اجراءات وصولها لبلدها اشتمت رائحه البلد التي اشتاقت اليها بالرغم انها لا تعلم عنها شئ سوا انا منبع امان بالنسبه لوالدها فلذلك تعشقها.
راحت تحرك عينيها في كل الاتجاهات لتجد ذلك الرجل الذي يبدو على هيئته الرزانه والطيبه ذو بشرة سمراء قليلا وشعر قد زينه بعض الشيب لتجعلك تتهكن عمره الذي لا يتخطى الستون سوى بسنتين اخذ يلوح لها لتلك الفتاه التي تشبه والدها الى حد كبير عدا خرزتيها التي ورثتها عن والدتها
روجيدا وهي تركض باتجاهه: انكل مدحت
مدحت بشوق: روجيدا يابنتى نورتى مصر
روجيدا بسعاده: منورة بيك وبأهلها يا انكل.
مدحت: والله فكرتك بتهزرى انك خلاص هترجعى مصر
روجيدا: والله يا انكل انا مش هطول اوى بس شويه وهرجع
مدحت بضيق: مكفكيش كل السنين دى غربه انتى عايشه هناك من ساعه اما والدك الله يرحمه توفى
روجيدا بحزن ودموع متحجره في عينيها: معلش يا انكل حياتى كلها هناك ومين يعلم جايز تعجبنى القعده هنا واعيش ع طول.
مدحت: من ناحيه كدا هتعجبك اوى يلا هاتى الشنط احطها في العربيه ونروح بقى طنطك امال هتفرح اوى انا محبتش اقولها عشان تبقى مفاجأه
روجيدا: والله وحشتنى و وحشنى اكلها
مدحت وهو يضع الحقائب بالسياره: م انتى هتروحيلها اهو يلا عشان الطريق طويل
روجيدا بتعجب: طويله ازاى انا افتكر انك قاعد قريب من المطار.
مدحت بضحك: فعلا لسه فاكره يا روجى بس انا رجعت البلد خلاص مراد ابنى هو اللى ماسك الشغل دلوقتى بيجى هو ومراته كل اخر اسبوع
روجيدا بذهول: معقول يا انكل رجعت المنيا تانى وكمان مراد الطايش اتجوز وكمان مسك الشركه
مدحت: شوفتى بقى الدنيا بتغير ازاى وبعدين انتى اللى طولتى في سفرك يابنتى
روجيدا بشرود: فعلا يا انكل الحمد لله انى رجعت
مدحت بسعاده: الحمد لله البلد هتعجبك يا بنتى.
روجيدا بحماس: يارب تعجبنى انا مرحتش الصعيد خالص
مدحت: هتروحيه وهتشوفيه
شقت السياره طريقها للمنيا بإحدى قرها الكبيره.
عوده لشركه الصياد
جاسر هو يجلس على مقعده ويتحدث مع السكرتيره: مفيش مواعيد بعد كدا
السكرتيرة ليان: لا يافندم خلاص كدا
جاسر: تمام كدا انا همشى ولما صابر يرجع قوليله انى رجعت المنيا هريح شويه من مود الشغل وهرجع تانى
السكرتيرة ليان: حاضر يافندم
جاسر وهو يلتقط مفاتيحه وهاتفه من على سطح المكتب: تمام
خرج جاسر من الشركه وامر سائقه للعوده الى المنيا.