رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الحادي والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )
فى شركة البدر:
يدخل حسام إلى مكتب زهرة لكنه لا يجدها، فينتظرها فى ضيق، بعد مدة تدخل زهرة إلى المكتب وتتفاجيء بوجود حسام، تقترب منه فى سعادة قائلة: حسام إنتى كنت مستنينى؟
ينظر لها حسام فى ضيق قائلا: كنتى فين يا زهرة كل ده؟
زهرة: كنت براجع ميزانية التسويق والدعايا مع أستاذ شادى
حسام: وأنا مش قولتلك قبل كده متكلميش اللى اسمه شادى ده تانى
زهرة: جرى إيه يا حسام، أنا مكنتش بهزر معاه، دا شغلي
حسام: يبقى بلاها منه شغلك اللي هيجيبلى وجع الدماغ، وأعملى حسابك إن بعد الجواز مفيش شغل.
تنظر له زهرة فى صدمة قائلة: أنت بتقول إيه!
حسام: اللي سمعتيه يا زهرة، اظن كلامى واضح
ويخرج ويتركها فى صدمتها من حديثه وكلمات وردة تتردد إلى أذنيها " شغلك دا البداية، وهيجر وراه حاجة كتير، هتلاقيه يقولك متكلميش ده، متقعديش مع ده، متروحيش متجيش، سلسلة من الأوامر، إنتى نفسك مع الوقت هتلاقى نفسك مخنوقة ".
تحدث زهرة نفسها قائلة: كان معاكى حق يا وردة.
فى فيلا خالد:
يدخل خالد إلى الفيلا فى غضب جامح، ويصعد إلى غرفته هو وفاطمة، يدخل الغرفة ويتوجه إلى دولاب فاطمة ويبحث شيء ما فى جنون وهو يخرج كل ما فى الدولاب ويلقى به فى الأرض، وفى أثناء بحثه فى الدولاب تمسك يده شيئا ما، فيخرجه وينظر إليه فى صدمة منه ليجده ألبوم صور مكتوب عليه " أنا وحبيبى "..،
يفتح خالد الألبوم، ليجد بداخله صور تجمعه هو وفاطمة، صور لهما وهى بزى المدرسة، وصور أخرى أثناء عملها معه فى الشركة وهى طالبة فى الجامعة، ظل خالد يشاهد الصور إلي أن أستوقفته صورة له فى أثناء زفافه على حنين، وتقف بجانبه فاطمة، وصورة أخرى له أثناء زفافه على غادة وأيضا تقف بجانبه فاطمة.
يظل خالد ينظر إلى الصور فى صدمة قائلا: طب ليه، ليه محتفظة بصور زى دى لحد دلوقتى ليه، ليه مصممة متنسيش الماضى وتخليه حاجز ما بينا.
وأخيرا تقع عينيه على صورة تجمعه مع فاطمة وهى تنظر إليه فى حب، وهنا يمسك خالد الألبوم ويلقى به بعيدا، ثم ينهار وهو يكسر كل ما حوله ويصرخ قائلا: كدب، كل دا كدب، الحب كدب، الوفاء كدب.
وفى الأسفل تدخل فاطمة الفيلا، فتسمع صوت التكسير القادم من أعلى، فتقترب من كريمة الواقفة فى زعر قائلة: دادة، هو إيه اللي بيحصل فوق،خالد ماله؟
كريمة: مش عارفة يا بنتى، دخل غضب الله على وشه، ومن ساعتها وعمال يكسر كل حاجة فوق.
تصعد فاطمة مسرعة إلى أعلى، وتدخل الغرفة لتصدم عندما ترى أمامها كل شيء محطم، تقترب فاطمة من خالد فى قلق، وتضع يدها على كتفه قائلة: إيه يا خالد، إيه اللي حصل، مالك؟
يدفع خالد يدها فى غضب قائلا: ابعدى عنى
تنظر فاطمة إلى يدها، وتعيد النظر إلى خالد قائلة: ابعد عنك؟! مالك يا خالد
يصرخ خالد قائلا: قولتلك ابعدى عنى، اخرجى برة، مش عايز اشوف وشك.
تنظر له فاطمة فى صدمة قائلة: خالد؟! أنت فى وعيك؟
مش عاز تشوف وشى أنا؟! أنا فاطمة يا خالد، فاطمة اللي فى عز تعبك وضيقك ببقى أول واحدى تيجى ترمى فى حضنها همومك
خالد: كدب، عشان كل اللي عشته معاكى كان كدب، حياتى كلها كانت عبارة عن كدبة بوهم بيها نفسى.
فاطمة: أنا مش فامة حاجة، أرجوك يا خالد قولى مالك، متسبنيش كده.
يمسكها خالد من ذراعيها فى عنف قائلا: عايز تعرفى مالى يا مدام فاطمة، أنا هقولك مالى ويدفعها خالد فى غضب، ويكمل حديثه قائلا: من ساعة ما رجعتى، أو بمعنى أصح رجعتك غصب عنك، وأنا حاسس إنك متغيرة، فيكى حاجة غريبة، مش إنتى فاطمة اللى ربتها على إيدى، فاطمة اللي كنت بفهمها من نظرة عينيها، كل ما كنت بقرب منك كنتى بتبعدى عنى، وأنا مش عارف إيه السبب، لما كنتى بتقوليلى إنك هتشوف فاطمة جديدة مكنتش بصدقك...،
كنت واثق دايما إن فاطمة مهما تعمل جواه لسه أبيض ولسه قلبها بينبض بحبى، حتى لما جيتى وشاركتينى فى الشركة وطلبتى تبقى مكانى، الكل كان شايفنى الراجل اللي مراته مشيته وخدت مكانه، اللي بقى بياخد أوامر من الست بتاعته، لكن أنا كنت شايفها عند منك، كبر ورافضة تبينى إنك بتساعدينى أخرج من محنتى، أديتلك ألف عذر، كل مرة حاولتى تهيننينى وتكسرينى فيها كنتى بدورلك على أعذار، وأقول لا فاطمة مش ممكن تعمل كده يا خالد، هى بس بتعاقبك وشوية وهترجعلك فاطمة حبيبتك اللي تعرفها، لا كنت غلطان، كنت غبى أيوا غبى، لأن فاطمة اللي أعرفها وحبيتها ماتت، وأتخلق فاطمة تانية كل همها تنتقم منى وتكسرنى، بس مجاش فى بالى إن يوصل بيكى الإنتقام إنك تكسرينى فى شرفى يا فاطمة.
تنظر له فاطمة وقد ملأت دموعها وجهها قائلة: شرفك؟! أنت قصدك إيه؟
خالد: قصدى إن خلاص يا مدام، عرفت إنك خاينة، بتخونينى مع راجل تانى بعد كل الحب اللي حبتهولك
تنظر له فاطمة فى صدمة قائلة: أنا خاينة؟!
خالد: أيوا خاينة، مش هو دا السر اللي بعدك عنى طول الفترة اللى فاتت، عرفت ليه كل لما كنت بقرب كنتى إنتى بتبعدى، عشان عارفة إن يوم هتقربى هعرف بخيانتك، هحس بيها،..
ظل خالد صرخ أمامها بالإتهامات، أما هى فكانت لا تستمع لكل حديثه، إلا كلمة واحدة ظلت تتردد فى أذنيها " عرفت إنك خاينة "، وظلت تهمس فى نفسها قائلة: أنا خاينة، أنا خونتك.
ظلت تهمس بها مرارا وتكرارا، تمسك فاطمة بطنها فى ألم، ويمر إلى ذهنها أصوات عديدة.
" - خالد: تصورى يا طمطم العبيطة كانت فاكرة إن فى حاجة بينى وبينك، وإنى بحبك
- عاصم: اللي بيحبك يا فاطمة هيعمل اى حاجة عشان تفضلى جنبه ومعاه، هيعمل أى حاجة عشان يوصلك، ولو معملش كده ميبقاش يستاهل تفكرى فى لحظة واحدة.
- عادل: لحد إمتى هتفضلى تدورى على سعادته على حسابك... الحياة زى ما فيها خالد، فيها فاطمة كمان، ومينفعش تفكرى فى خالد طول الوقت وتنسى نفسك.
- خالد: أنا أكتشفت بعد كل السنين دى إنى لسه بحبها، وإنى كنت بوهم نفسي بحب حنين، لكن فى الحقيقة أنا كنت بدور على حب غادة فى حنين.
- شادى: إنتى مشاعرك غالية أوى يا فاطمة، وفى ناس كانت تتمنى تتقالها بعمرها، مترميش مشاعرك تحت رجلين حد ميستاهلش، صدقينى إنتى أكبر وأغلى من كده ".
وهنا تعود فاطمة للواقع على صوت خالد وهو يصرخ بها قائلا: ما تردى يا مدام، ولا معندكيش رد للى قولته، كنتى فين يا فاطمة، بتعملى إيه فى الشقة اللي كنتى فيها النهاردة، ومين اللي كان معاكى، يا ترى شاد، ولا مازن، ولا يمكن حد جديد معرفوش، ما هو أصل معجبين فاطمة الحديدى كتروا اليومين دول.
تنظر له فاطمة يعيون تملأها الدموع دون أى إجابة وتضغط على بطنها فى ألم، ليكمل حديثه قائلا فى سخرية، إنتى هربتى منى أكتر من سنة لمجرد إنك دخلتى لقتينى نايم وواحدة حضنانى، أنا بقى المفروض أعمل إيه، راجل فى مكانى يعمل إيه.
يقترب خالد منها قائلا: ردى يا فاطمة، قوليلى إنك مش خاينة، قوليلى إنى غلطان، أدينى سبب لكل تصرفاتك معايا، قوليلى كنتى بتروحى فين، اتكلمى.
تنظر له فاطمة دون أى إجابة، ثم تنظر لأسفل لتجد الدماء تنزل منها بغزارة، ينظر خالد إلى الدم فى صدمة، ويعيد النظر لفاطمة ليجدها تفقد الوعى بين يديه.
فى شركة الصفدى:
يخرج عادل من الشركة، ويركب سيارته ويقودها إلى وجهته، وخلفه تسير وردة بسيارتها وهى تراقبه دون أن يراها، حتى يصل عادل إلى إحدى البنايات وينزل من سيارته متجها إلى أعلى، تنزل وردة من السيارة وتدخل خلفه، لتجد حارس العمارة يقابلها قانلا: أى خدمة يا هانم.
وردة: أيوا لو سمحت هو عادل بيه ساكن هنا؟
حارس العمارة: أيوا يا هانم، ساكن فى الدور التالت هو وولاده.
تنظر له وردة فى تعجب قائلة: ولاده؟!
حارس: أيوا ولاده، بنت وولد ربنا يحفظهم ليه يارب، شهاب وفاطمة
تبتسم وردة فى سخرية محاولة أن تمنع دموعها قائلة: فاطمة؟!
وردة: معلش سؤال أخير، هما جم سكنوا هنا بقالهم كتير؟
حارس العمارة: لا مش كتير، بقالهم كام شهر بس، قبل كده كانوا فى إسكندرية
توميء له وردة بالموافقة، وتخرج من حقيبتها حفنة من المال تعطيها له قائلة: متشكرة أوى
وتعود إلى سيارتها وتركبها عائدة إلى الفيلا.
وفى الأعلى:
يجلس عادل مع فاطمة وشهاب يتحدث معهما، فيقطع حديثه صوت هاتفه، يمسك عادل الهاتف ويجيب قائلا: أيوا يا خالد
يجيبه خالد بصوت يبدو عليه الضيق قائلا: أيوا يا عادل، أنت فين؟
عادل: أنا... أنا فى مشوار كده، خير يا خالد، فى حاجة؟
خالد: أيوا يا عادل، تعلالى على مستشفى... بسرعة.
يجيبه عادل فى قلق قائلا: مستشفى ليه، إيه اللي حصل؟
خالد: فاطمة تعبت، وودتها المستشفى.
يقف عادل فى مكانه قائلا: فاطمة: مالها، حصلها إيه، أقولك خليك مكانك أنا جيلك حالا، ويركض عادل مسرعا الى الخارج.
فى شركة البدر:
تستعد زهرة للمغادرة، فيدخل عليها حسام قائلا: ها يا زهرة مستعدة عشان نمشى.
تنظر له زهرة فى إستنكار قائلة: نمشى نروح فين حسام: هوصلك البيت.
زهرة: دا على أساس إنى صغيرة مبعرفش أروح لوحدى.
حسام: فى إيه زهرة، ما أنا قايلك إنى هوصلك كل يوم الصبح وأرجعك أخر النهار.
زهرة: وأنا مقولتش إنى موافقة يا حسام، ومش معنى إنى مرضتش أحرجك الصبح وجيت معاك، إنى موافقة تفضل رايح جاى معايا.
ينظر لها حسام فى تعجب قائلا: تحرجينى؟! فى إيه يا زهرة، إنتى نسيتى إنك خطيبتى ولا إيه.
زهرة: أديك قولت خطيبتك، يعنى مش مراتك، يبقى لازم تعرف إن الخطوبة ليها حدودها، الخطوبة عشان نعرف بعض أكتر، ونشوف إحنا هينفع نكمل مع بعض ولا لا، لكن مش معناها إننا نفضل رايحين جايين مع بعض، طب أفرض فسخنا الخطوبة، يبقى سمعتى إزاى دلوقتى، ومين هيرضى يتقدملى وأنا رايحة وجاية معاك.
ترتسم ملامح الغضب على وجه حسام قائلا: حد غيرى يتقدملك، لا أنت أكيد أتجننتى، مين اللي يجرؤ يعمل كده.
زهرة: أنا بقول لو، مقولتش إنى هفسخ الخطوبة، ولا يعنى هنتخطب لغيرك، بس برضه لازم أحافظ على سمعتي
حسام: الكلام دا جديد عليا يا زهرة.
زهرة: لا يا حسام، تقدر تقول مكنش لسه الوقت المناسب جه عشان أقوله، وأدينا أتخطبنا ولازم نحط النقط على الحروف.
يزفر حسام فى ضيق قائلا: طب لو كده بقى، أنا عايز أكتب كتابى عليكى، عشان أبقى حر مع مراتى
تهم زهرة بالمغادرة قائلة: لا يا حبيبى، بابا قال بعد سنتين يبقى بعد سنتين، باى يا حبيبى، هرنلك لما أوصل.
وتتركه زهرة يستشيط غضبا وتغادر.
ينظر حسام إلى أثرها فى غضب قانلا: إيه اللي جرالها دى؟!
فى المستشفى:
يقف خالد امام غرفة العمليات ويبدو على وجهه القلق، يركض عادل نحوه قائلا: إيه اللي حصل يا خالد؟
خالد: معرفش يا عادل، فجأة لقيتها بتنزف وأغمى عليها، جبتها هنا، ومن ساعتها وهى فى أوضة العمليات ومحدش راضى يقولى أى حاجة.
عادل: يعنى حصلها كده لوحدها، محصلش أى حاجة ينظر له خالد دون أى رد، فينظر له عادل فى شك قائلا: خالد، أنت كلمت فاطمة فى الهبل اللي قولتلى عليه.
ينظر له خالد دون أى رد، ليمسكه عادل من قميصه قائلا: انطق يا خالد، رد عليا، قولت لفاطمة إيه خلاها حصلها كده، عملت فيها إيه يا خالد، دى كانت لسه عندى، وكانت فرحانة وناوية تقفل على كده اللى فات، وتبدأ معاك من جديد، عملت فى بنت خالى إيه يا خااااد.
يقطع صراخه خروج الطبيب ويبدو عليه القلق، فيركض إليه الأثنان، ينظر له عادل قائلا: طمنى يا دكتور.
الطبيب: للأسف حالتها حرجة جدا، ونزفت كتير ومحتاجين لها نقل دم حالا.
خالد: والنزيف ده من إيه؟
ينظر له الطبيب فى آسى قائلا: كانت حامل فى البداية، وللأسف الجنين مستحملش وسقط، يبدو إنها أتعرضت لضغط جامد.
ينظر عادل لخالد فى عتاب وغضب، ليكمل الطبيب حديثه قائلا: المهم دلوقتى لازم ننقلها دم بسرعة لأنها نزفت كتير
عادل: أنا ممكن أتبرعلها بالدم
الطبيب: أنت جوزها؟
ينظر عادل لخالد، ثم يعيد النظر للطبيب قائلا: لا أنا ابن عمتها، لكن سبق وأتبرعتلها قبل كده.
الطبيب: طب أتفضل معايا.
يغادر الطبيب وخلفه عادل، ولكن قبل أن يغادر ينظر إلى خالد قائلا: أنت مش بس خسرت فاطمة، أنت خسرت ابنك كمان
ويتركه فى حالة يرثى لها ويغادر.
فى فيلا الصفدى:
تصل وردة إلى الفيلا ويبدو على ملامحها الضيق، تقابلها غالية قائلة: مالك يا وردة شكلك مضايق أوى
وردة: مفيش يا طنط، أنا بس محتاجة ارتاح شوية فى أوضتى.
غالية: براحتك يا بنتى.
تصعد وردة غرفتها، وما أن تدخل حتى تسقط على سريرها منهارة فى البكاء وهى تحدث نفسها: طلع متجوز ومخلف، عشان كده مكنش مهتم يخلف منى، يعنى خلاص أعلنها صريحة أنا مليش لزمة فى حياته، خلاص يا وردة، اللي كنتى فاكرة إنك بتحافظى عليه
طول السنين اللي فاتت طلع كله وهم، وهم.
وفى الأسفل:
تتحدث غالية فى الهاتف ويبدو عليها القلق قائلة: أنت بتقول إيه يا عادل، فاطمة فى المستشفى، يا حبيبتى يا بنتى سقطت، طب أنا هجيلك يا عادل دلوقتى حالا.
ونعود إلى المستشفى، تستقر حالة فاطمة وتنتقل إلى غرفتها فى المستشفى، ولكنها مازالت تحت تأثير المخدر، يجلس خالد وعادل أمامها ليسمعاها وهى تهمهم ببعض الكلمات قائلة: بابا... ليه سبتنى...
كليتك... خالد مشى... مات... خالد... أنت مين... أنت مين.
ينظر خالد لعادل قائلا: هى بتقول إيه؟
عالد: هى لسه تحت تأثير البنج، أكيد بتخترف
تدخل غالية فى إندفاع قائلة: فاطمة مالها يا عادل، طمنى عليها.
عادل: هى بقت كويسة، بس لسه تحت تأثير البنج.
لينتبه الجميع لصوت فاطمة وهى تهتهم، وبعدها تفتح عينيها فى بطيء، تقترب منها غالية فى حنان قائلة: سلامتك يا بنت الغالى.
تنظر لها فاطمة بعيون دامعة، وبعدها تنظر أمامها لتجد خالد وبجانبه عادل، تشير فاطمة بيدها نحو خالد، وتجاهد لتخرج صوتها قائلة: اطلع برة، مش عايزة أشوفك، طلعه برة يا عادل، خرجه يا عادل، هو السبب فى كل حاجة.
خالد: فاطمة، اسمعينى...
تقاطعه فاطمة وهى تصرخ قائلة: قولتلك أطلع برة.
تحتضنها غالية فى حزن قائلة: اهدى يا بنتى، اهدى يا فاطمة.
يمسك عادل خالد من ذراعه ويسحبه للخارج قائلا: سيبيها دلوقتى يا خالد، عشان متتعبش زيادة.
تتعلق عين خالد على فاطمة، ولكنه يخرج رغما عنه وما أن يخرج من غرفتها حتى يستند برأسه على الحائط وقد نزلت دموعه رغما عنه، ينظر له عادل فى حزن قائلا: بتعيط دلوقتى يا خالد، يا ما قولتلك تفكيرك ده هيضيع منك فاطمة، منتظر إيه منها بعد ما أتهمتها بالخيانة.
خالد: منتظر تبررلى موقفها، تقولى لا مخونتكش، تقولى كانت متغيرة معايا ليه طول الوقت اللي فات، تقولى كانت بتروح فين ومخبية عنى إيه.
عادل: ياااااه بسهولة كده، أنت متخيل لما تشك فى مراتك وتتهمها بالخيانة دى حاجة سهلة المفروض تتقبلها، وتحاول تثبتلك براءتها، أنت فتحت بايدك باب للشيطان يدخل منه، وربنا يستر من اللي جاى تخرج غالية من غرفة فاطمة، فيركض إليها عادل قائلا: خير يا ماما، حصل إيه؟
غالية: متخافش يا عادل، هى نامت دلوقتى
وتنظر إلى خالد قائلة: اسمع يا ابن مريم، أنت لما أتجوزت فاطمة أنا فرحت وقولت خالد راجل وهيحافظ عليها، لكن إظاهر أنت أفتكرت غن فاطمة ملهاش أهل يوقفلها، واللي أنا شايفاه إنها من ساعة ما أتجوزتك وهى تعبانة ومش مرتاحة، فلو يا ابن الناس مش هتعرف تحافظ على بنتنا يبقى نفارق بالمعروف.
خالد: حضرتك بتقولى إيه يا مرات خالى
غالية: بقول كلام العقل يا خالد، أنا يهمنى فاطمة، ومش هفرح وأنا شايفاها فى الحالة دى بسببك
عادل: خلاص يا ماما، سيبيه دلوقتى لحد ما فاطمة تهدى وتخف، وساعتها هنشوف هى عايزة إيه.
ينظر خالد إلى عادل فى قلق.
فى فيلا الصفدى:
يعود عادل إل الفيلا بعد أن أصرت غالية البقاء مع فاطمة، يدخل عادل غرفته ليجد وردة تجلس على السرير وتنظر له دون أى رد فعل.
عادل: مساء الخير يا وردة
وردة: مساء النور، طنط غالية رجعت معاك؟
عادل: لا أصرت تبات مع فاطمة، مع إنى كنت متوقع
إنك إنتى اللي تقومى بالدور ده.
تنظر له وردة فى سخرية: أنا؟! واشمعنى أنا يعنى؟
عادل: عشان كنت فاكر أنا فاطمة صاحبتك وزى أختك، دا إنتى مهانش عليكى حتى تيجى تشوفيها فى المستشفى.
وردة: معلش بقى ظروف
عادل: مالك يا وردة؟
عادل: مفيش يا عادل، تصبح على خير
وتواليه وردة ظهرها مدعية النوم، ولكن هيهات أن يأتى النوم لحامل الهموم.
فى اليوم التالى:
تجلس فاطمة فى المستشفى وبجانبها غالية تطعمها، تنظر لها فاطمة قائلة: كفاية يا عمتى، مش قادرة.
غالية: معلش، عشان تقدرى تشدى حيلك إنتى نزفتى كثير.
فاطمة: بجد مش قادرة يا عمتى، عايزة اطمن على و لادى.
غالية: متقلقيش، عادل خدهم أمبارح هما وكريمة ووداهم الفيلا عندنا، ووردة وكريمة والخدامين عندنا معاهم.
فاطمة: الحمد لله
غالية: هنزل أجيب حاجة من تحت وأرجعلك
توميء لها فاطمة بالموافقة، فتتركها غالية وتخرج، لتتفاجأ بخالد يدخل عليها بعد فترة قائلا: إزيك دلوقتى يا فاطمة.
تنظر فاطمة للجهة الأخرى دون أى رد، يقترب منها خالد.
قائلا: فاطمة، أنا عارف إنى مكنتش فى وعيي إمبارح، وعارف إن أكيد فى حاجة غلط، أنا بس لما أتجمعت شوية أدلة أدامى ملت قلبى بالشك، بس أنا واثق إنك مستحيل تخونينى، صح، أنا كل اللي طالبه منك تبرريلى السبب، تقوليلى الحقيقة، تقفلى باب الشيطان اللي أتفتح بسبب غموضك معايا الفترة اللى فاتت، أرجوكى يا فاطمة ساعدينى أحافظ على علاقتنا.
تظل فاطمة تنظر للجهة الأخرى دون أى رد، فيهم خالد للمغادرة قائلا: طب يا فاطمة، أنا هسيبك دلوقتى، ولينا كلام تانى.
وقبل أن يغادر يوقفه صوت فاطمة قائلة: طلقنى يا خالد.