رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الأول
( حب لا يعرف الانتقام )
يجلس على أحد الكراسي في شرفة غرفته وهو يحتضن فاطمة ويملس على شعرها في حب قائلا: كده برضه يا طمطم، أهون عليق تبعدى عني طول الضرة دى
تنظر له فاطمة في حب قائلة: غصب عني يا خالد، أوعى تفتكر إن بعدك عني كان سهل عليا..
خالد: اللي مزعلنى منك إنك أفتكرتي إني ممكن أخونك، وأنا مستحيل أعمل كده، مستحيل أخونك بعد ما لقيتك يا فاطمة، إنتي الحب اللي كنت بدور عليه من زمان، أنا بندم على كل لحظة مشوفتش الحب ده، وعلى كل لحظة ضيعتها وأنا بعيد عنك.
فاطمة: مقدرتش يا خالد، مقدرتش أشوفك في حضن واحدة غيري، كان صعب عليا أوى، لكن لما فكرت ورجعت لعقلبي عرفت إني ظلمتك وإنك عمرك ما تخون حبي ليك .
خالد: خلاص يا حبيبتي، المهم إنك معايا دلوقتى، أوعدينى إنك متبعديش عني ثاني أبدا مهما حصل
فاطمة: أوعدك إن طول ما قلبي عايش وبيدق هيدق ليك ولحبك أنت وبس
خالد. طب قوليلى بقى، إنتى كنتى فين الفترة اللي فاتت دى...
فاطمة إنتى مبترديش عليا ليه.. فاطمة، فاطمة...
ليستيقظ من النوم مفزوعا وهو ينادى بإسمها: فااااااطمة
ينظر إلى شرفة حجرته ليجدها مغلقة، ويجد نفسه نائما على سريره، فيدرك أن ما كان به مجرد حلم جميل كغيره من الأحلام التى أعتاد عليها منذ غياب فاطمة عنه، يمسح وجهه بيده في تعب وحزن قائلا: حلم تان يا فاطمة، إنتى فين بقى، أرجعي حرام عليك، ارجعي يا فاطمة، ارجعي..
في الصباح في فيلا الصفدي:
يرتدى عادل ملابسه أمام الرآة، بينما تنظر إليه وردة في ضيق قائلة: نازل بدرى برضه زى كل يوم
ينظر لها عادل في تعجب قائلا: وفيها إيه مش رايح شغلى؟!
وردة: شغلك ؟! شغلك الساعة 8 الصبح يا عادل، دا الموظفين نفسهم لسه مجوش
عادل: قصدك إيه يعني، هيكون عندي سهرة الساعة 8 الصبح، ولا متجوز عليك وبروح أجيبلها اللبن، مش تكبري عقلك كده.
تنظر له وردة في ضيق قائلة: وطبعا هتتأخر زى كل يوم، وتسيبني لوحدي طول اليوم
يجلس عادل بجانبها قائلا: مالك يا وردة، إيه اللي مضايقك؟
تنظر له وردة دون أى رد، فيكمل قائلا: لسه ماما بضايقك ؟
وردة: معرفش" هي كرهانى ليه، مع إنها بتعامل الكل كويس، وبتيجي عندي أنا وبحسها مش طايقاني مش عرفة ليه
عادل: دا بيتهيألك بس يا حبيبتي، هي ماما كده من زمان طبعها صعب، أمال أنا كنت بطفش منها ليه وأروح أقعد عند عمتى.
وردة: ودلوقتى بتطفش وتروح للشركة وترجع أخر الليل، وأنا سايبنى طول اليوم معاها لوحدي تقطم فيا وتسمم بدنى بكلامها، يا عادل أنا مخنوقة وحاسة إني لوحدى أوي"، خصوصا بعد ما فاطمة أختفت لأنها هي كانت صاحبتي الوحيدة وأختى كمان، أنا مش لاقية حد جنبى ومليش غرك وأنت طول الوقت سايبني ومشعول عني، ورافض حتى أنزل الشغل معاك
يملس عادل على وجنتيها قائلا: خلاص يا حبيبتي أوعدك هفضي نفسي عشانك، وهكلم ماما هخليها تخف عنك، لكن شغل لا، مش وردة الصفدي اللي تتزل تشتغل سكرتيرة.
ينظر عادل في ساعتها قائلا: أووووه، شفتى بقى، قعدنا نتكلم، وأتأخرت على الشغل
يقبلها فرأسها قائلا: روق يا جميل وأنا لما أجى بليل هصالحك، والزعل مرفوع
يخرج عادل في ضيق من وردة التى تنظر إلى أثره قائلا: فينك يا فاطمة محتاجة وجودك أوى جنبى
يتوجه عادل إني غرفة غالية التى تلعب مع عادل الصغير ابن غادة، فيدخل عليها عادل مقبلا يدها قائلا: صباح الخير يا ماما..
غالية:صباح النور يا عادل
يمسك عادل الصغير ويحمله قائلا: صباح الخير يا بشمهندس يا صغير
عادل الصغير: صباح النور يا خالو
غالية: عقبال ما أشوف ولادك يا حبيى أنت كمان
يتمتم عادل في نفسه قائلا: آه أبتدينا على الصبح.
وينظر لغالية قائلا: إن شاء الله يا ماما
غالية: خلى الشملولة مراتك تتنحرر شوية
عادل: تتنحرر تعمل إيه يعني، ما هي راحت كشفت والدكتورة قالت معندهاش حاجة وض مسألة وقت...
غالية: يا سلام ما تروح تكشف عند حد ثانى، إن شاء الله تسافر برة، انا عايزة أشوف عيالك بيجروا حواليا، و لو مفيش منها أمل تتجوز غرها.
عادل: إيه اللي بتقوليه ده بس يا ماما، أتجوز على مراتى، دا جزاء عشرتها ليا، أنا نفسي أعرف إنتي مبتحبهاش ليه ؟ من أول يوم حطاها في دماغك.
غالية: معرفش، سبحان الله مش نزلالى من زور، كنت عايزالك واحدة كده بنت ناس تليق بيك، شوف خالد ابن عمتك أتجوز غادة الصفدي بنتى وحتى لما طلقها أتجوز فاطمة الحديدى بنت أخويا، حد يشرفه وبرفع اسمه، مش أنت رايح تتجوزلى بنت موظف على المعاش.
عادل: يا ماما وهي وردة مش بنت ناس، بالعكس بقى وردة بنت ناس محترمة وطيبين أوى، ومش معني إنهم مش أغنيا يبقوا وحشين، الدنيا أتغيرت، وبعدين دلوقتي عجبك خالد واختياراته، وفاطمة بقت دلوقى تليق وتشرف.
غالية: طبعا تليق كفاية إنها فاطمة الحديدى بنت اخويا الله يرحمه، يا ما كان نفسي أنت اللي تتجوزها يا عادل، بس يالا أهو نصيب.
ينظر عادل إلى الفراغ شاردا ويتنهد في آلم، تقطع غالية شروده قائلة: غادة كلمتني الصبح وبتسلم عليك.
عادل: هي لسه فاكرة إن ليها أهل، بعد ما أطلقت من خالد وراحت هربت برة بحجة إنها مش قادرة تعيش في البلد بعد ما خالد أتجوز فاطمة، ونعرف في الأخر إنها أتجوزت هناك واحد غنى، لا وسايبة ابنها ورمياه، يالا طول عمرها ماشية بدماغها، انا همشى يا ماما عشان أتأخرت، وعشان خاطري خفي على وردة شوية، متنسيش إنها مراتي، ورحمة بابا يا شيخة متزعلهاش.
غالية: حاضز يا أبنى هعصر على نفسي شوال لمون.
يخرج عادل من غرفة غالية ويغادر راكبا سيارته، وفي الطريق يمسك عادل هاتفه ويخابر إحدهما قائلا: ألو، أيوا يا حبيى أنا في الطريق جايلك حالا، معلش أتأخرت عليك..
في منزل أهل وردة:
تجلس أم وردة على طاولة الإفطار، فتتجه نحوها زهرة قائلة:
صباح الخير يا ماما
أم وردة: صباح النور يازهرة، نازلة بدرى النهاردة يعني؟
زهرة: آه يا ماما أدعيلى عندي إمتحان النهاردة
أم وردة: ربنا ينجحك يا بنتى، وييسر لك الخير
تنظر زهرة حولها قائلة: أمال بابا فين يا ماما ؟
أم وردة: راح يقبض المعاش يا بنتى، صحيح أختك بتسلم عليك
تنظر لها زهرة في فرح قائلة: وردة وحشتنى أوى، مش ناوية تنزل القاهرة قريب
أم وردة: معرفش يا بنتى، بتقول جوزها مشغول ومش فاضى ينزلها، بس بينى وبينك حسيت من صوتها إنها مضايقة من حاجة
تنظر لها زهرة في تساؤل: يمكن أبيه عادل مزعلها يا ماما..
أم وردة: لا يا بئتى، الشهادة لله الراجل من ساعة ما أتجوزها مدسلهاش على طرف، انما العقربة أمه مسودة عيشة أختك
تنظر زهرة إلي الساعة في عجلة قائلة: يارب يا ماما، أنا أتأخرت على الامتحان، متنسيش تدعيلي بقى
وتغادر زهرة تاركة أمها التى تدعو لها بالنجاح وتدعو بصلاح الحال لوردة.
في شركة البدر:
يجلس خالد واضعا يده على وجهه، يدخل عليه حسام الذى ينظر إليه في شفقة قائلا: مالك يا خالد، جاي بدرى يعني النهاردة ؟
ينظر له خالد قائلا: ما أنت عارف، من ساعة اللي حصل والنوم مبقاش سهل.
حسام: ولسه مفيش أخبار عن فاطمة برضه؟
خالد: ولا أى أخبار، انا هتجئن يا حسام، سنة لحد دلوقتى مختفية، معرفش عنها أى حاجة، مفيش مكان مدورتش فيه، قلبت عليها الدنيا، واللى واجعني إنها مشيت وهي فكراني خونتها، ومتدنيش فرصة حتى أدافع عن نفسي، خدت أخويا جاسر وهربت، وحشتينى أوى وهو كمان وحشني أوى، الدنيا وحشة أوى من
غيرهم يا حسام..
حسام: متقلقش يا خالد إن شا الله هيرجعولك بالسلامة
خالد: معنش يا حسام انا عارف إني متقل عليك اليومين دول
ينظر له حسام قائلة في مرح: اليومين دول ؟! دا أنت من ساعة الرواية ما بدأت وانت متقل عليا، ياراجل دا أنت أتجوزت تلات مرات وخلفت وأنا عنست جنبك مش لاق وقت أتجوز، بس يالا كله لوجه الله.
يتركه حسام ويغادر، وبعدها يرن هاتف خالد، ينظر خالد إني الرقم ويبتسم قائلا: الندل اللي مبيسألش على حد.
عادل: وحشنى يا صاحبى أوى
خالد: أنت كمان وحشتنى يا عادل، ومحتاجك جنبى أوى، بس أعمل إيه أنت اللي ندل ونقلت كل حاجة إسكندرية بعد وفاة خالى الله برحمه، مش كان زمانكم جنبي دلوقتي..
عادل: معلش يا خالد، خلاص بقى نرجع لبلدنا معدش لينا حاجة في القاهرة، بابا الله يرحمه، وخالى عاصم وعمتى مريم الله يرحمهم كلهم، هنقعد في القاهرة لمين، قولت نرجع لمكانا، خصوصا بعد ما أضطريت أمسك شركة بابا، ما هو خلاص مبقاش في غيرى..
حالد: ااااه ه، عندك حق، أنت مبقاش ليك حد هنا، وأنا مبقاش ليا لا حد هنا ولا حد هناك، بقيت لوحدى يا عادل، والوحيدة اللي كانت ليا ومالية كل حيالى هي كمان مشيت..
عادل: هترجع يا خالد، صدقنى فاطمة هترجع، فاطمة بتحبك خليك واثق في ده، ومهما طال غيابها برضه في الأخر هترجعلك
خالد: يارب يا عادل، المهم أنا هجيلك إسكندرية بكرة إن شاء الله أنا والبنات، محتاج أغير جو يومين، وهما كمان زهقانين
عادل: تنور يا حبيبى، خلاص هبلغهم في الفيلا يوضبولك الدنيا..
خالد: لا فيلا إيه، انا هنزل في شقتنا القديمة وحشتني أوى، محتاجين وردة تبقى مع البنات ومع دادة كريم اليومين دول
عادل: من غير ما تقول يا خالد، أنت عرف وردة بتحب بناتك إزاي، إحنا أخوات، هقولها حاضر
يغلق عادل مع خالد الهاتف وينظر إلي الفراغ في حزن على حال صديقه.
في عيادة الطبيبة:
تجلس وردة أمام الطبيبة في قلق، تنظر إليها الطبيبة قائلة: مالك
بس يا مدام وردة قلقانة ليه كده ؟
وردة: خايفة يا دكتورة من نتيجة التحاليل
الطبيبة: زى ما قولتلك الموضوع محتاج علاج مش أكتر وان شاء الله العلاج يجيب نتيجة..
وردة: والعلاج ده هياخد قد إيه، أنا بقالى أربع سنين متجوزة
الطبيبة: دا حسب إستجابة جسمك للعلاج، والموضوع كله بايد ربنا، ممكن ياخد شهر أتنين و حتى سنة، إنتى أعملى اللي عليك وسيبيها على الله
وردة: يارب
تخرج وردة من عيادة الطبيبة، وتركب سيارتها، ينظر السائق إليها قائلا: على فين يا مدام؟
تنظر له وردة في شرود محدثة نفسها قائلة: مش عارفة، مش عارفة أروح فين، لو روحت دلوقتي طنط غالية هتسمعني كلمتين في جنابى بسبب موضوع الحمل، وأنا مش مستحملة.
تنظر له وردة قائلة: على شركة عادل بيه لو سمحت.
تصل وردة إلى شركة عادل وتتوجه إني مكتبه ولكن السكرتيرة تبلغها بأنه غير موجود، تنظر وردة إني الفراغ في قلق قائلة: هيكون راح فين، معقولة يكون اللي في دماغى صح..
تغادر وردة الشركة وتتوجه إلى الفيلا، وعند دخولها تجد غالية في إنتطرها قائلة: كنتي فين يا مرات ابني؟
تنظر لها وردة في تردد قائلة: كنت عند الدكتورة يا طنط
غالية: ها وقالتلك إيه في أمل تخلفي، ولا خلاص ابنى أنكتب عليه ميكونلوش عيال ؟
تنظر لها وردة قائلة: لا يا طنط في أمل إن شاء الله، الدكتور قالت إن الموضوع مسألة وقت مش أكثر..
تنظر لها غالية في سخرية قائله: وقت ؟! طيب يعني ادامكم بقى لما شعركم يشيب وبعدين تبقوا تخلفوا، على رأى المثل ولاد الشيبة يتامى..
تنظر لها وردة قائلة في آلم: عن إذنك يا طنط..
تصعد وردة إني غرفتها، وعند دخولها الغرفة ترتمي على سريرها منهرة في البكاء قائلة: يارب أنا تعبت، تعبت اوى، مش عرفة ألاقيها منين ولا منين، من حماتى اللي مش طيقاني، وعلطول تسمم بدني بكلامها، ولا من جوزي اللي مش حاسس بيا وعلطول سايبنى، ولا من قلقى ووجع قلبي إني مخلفتش لحد دلوقتي، يارب، فينك يا فاطمة تهوني عليا اللي أنا فيه.
في المساء:
يدخل عادل غرفته في هدوء، ليجد وردة جالسة على السرير تنظر إيله نظرة غامضة، ينظر لها عادل متساءلا: مساء الخير، مالك يا وردة ؟
وردة: كنت فين يا عادل؟
عادل: كنت في الشركة يا وردة، هكون فين يعني ؟
وردة: متأكد إنك كنت في الشركة، أصل عديت عليك النهاردة ملقيتكش.
يظهر على عادل التوتر قائلا: عديتي عليا ؟! ليه خير في حاجة؟
وردة: لا أبدأ، كنت بطمن عليك، فيها حاجة ما أعدي على جوزي في شغله
عادل: لا مفهاش، أنا بس كان عندي غدا عمل برة مع عملاء
وردة: غريبة مع إن سكريترتك مقالتليش انك عندك غداء عمل ولا حاجة، مش المفروض إنها بتبقى عارفة عنك أنت فين، ما أنا كنت سكرتيرة وعارفة..
عادل: قصدك إيه يا وردة؟
وردة: مقصديش حاجة يا عادل، تصبح على خير..
في اليوم التالى:
يصل خالد إلى شقته القديمة بالإسكندرية، ويدخلها هو وبناته فاطمة و روضوى ومعهم كريمة، يظل خالد يتجول في الشقة في إشتياق، يدخل غرفة والدته ويملس على صورتها وعلى سريرها في حزن قائلا: الله يرحمك يا أمى.
بعدها يتوجه إلي غرفة حبيبته وزوجته فاطمة، ويظل يتجول فيها، ويملس على سريرها ودولابها ومكتبها، ويتذكر ذكرياته معها في هذا المكان وصوتها يتردد إلي أذنيه..
" فاطمة: ممكن تقولي يعني إيه أمان، إيه الحاجة اللي تخلي الواحد مطمن وينام وهو مش خايف
خالد: في حاجات كثير تخلي الواحد مش خايف ويحس بالأمان، حضن أمه، سند أبوه، بيته أللى بيحتويه ويحس جواه بالإستقرار، وجوده في وسط أهله، يعني حاجات كتير..
فاطمة: أهو أنا بقى معنديش ولا حاجة من الحاجات اللي قولت حصرتك عليها عشان أحس بالأمان ومخافش
خالد: في حاجة كمان نسيت أقولك عليها ممكن تخلى الواحد يحس بالأمان، حد يكون سندك وضهرك، ياخد باله منك ويراعاك، ويعتبرك عوض من ربنا ليه عن حاجة مهمة ضاعت منه وكان فاكرها مش هترجع كل اللي عايز أقولهولك، أو بمعني أصح أوعدك بيه، إني مش هسمح للخوف يعرف طريقك ثاني، ممكن تثقي فيا وتتأكدي إني أقدر أعمل ده "
يفتح خالد دولابها القديم، فيجد الفستان الذى قد أحضره لها من قبل مازال معلقا بداخل دولابها وكأن الوقت لم يمضى عليه، يمسك خالد الفستان وينظر إلى الفراغ متذكرا حديثه معها...
"فاطمة: إيه يا أبيه، الفستان وحش عليا ولا إيه؟
خالد: لا يا حبيبتي، الفستان حلو عليك
فاطمة: أمال بتفكر في إيه؟
خالد: بفكر في اليوم اللى هتخرجي فيه عليا لابسة الفستان الأبيض وعروسة
فاطمة في صدمة: ها، عروسة ؟!
خالد: طبعا عروسة، وهتبقى أحلى عروسة كمان، ساعتها مش هتنازل إني أسلمك بإيدي لعريسك بنفسي، حتى لو عمى عاصم وخالى يحيي عارضوني ".
يعود خالد إلى الواقع ويترك الفستان على السرير، و يجلس على مكتبها محتضنا كتاب قديم خاص بيها ويعاود تذكر مواقفه معها من جديد
"فاطمة: كل واحد فينا بيعدي عليه أيام صعبة، ممكن يضيع منه حد بيحبه أو حاجة كان عايزها، لكن لما بيصبر ويتأكد إن إختيار ربنا ليه هو الأحسن دايما، بيرتاح، علفكرة دا مش كلامي، دا كلامك أنت ليا، كنت شايفة الدنيا سودا أوى ومفهاش أى نور، لكن فجأة ظهر لي نور، عرفني إن لسه في حاجات حلوة في الدنيا، وإني ممكن أعيش وأكمل حياتي، عارف مين النور دا يا أبيه؟ حضرتك يا أبيه، أيوا حضرتك النور ده، من ساعة ما عرفتك وأنت بالنسبة لى القوة والأمان، عارف يعني إيه، يعني أنا بستمد أماني منك، يعني أنا بنام مش خائفة عشان عارفة إنك موجود معايا، يعني أنا نسيت الخوف ورجعت أشوف الحياة حلوة عشان أنت
موجود فيها...
لكن دلوقي أنا خايفة، ومحتجاك ترجع أبيه خالد من ثاني، أرجوك يا أبيه فوق وأرجع، أرجوك متخليش ضعفك وحزنك يكسروك، لأنك لو أتكسرت أنا كمان هتكسر"
يعود خالد إلي الواقع وقد غلبته دموعه، فيمسح دموعه قائلا:
الحاجة الوحيدة اللي ممكن تكسرني فهي إنتي يا فاطمة، ارجعيلي يا فاطمة، ارجعيلي..
في اليوم التالى:
بعد أن يترك خالد بناته مع وردة وكريمة، يقرر أن يذهب إلى الكازينو الذى كان دائما ما يأخذ فاطمة إليه، يصل خالد إلى الكازينو ويطلب من النادل فنجانا من القهوة، وبعدها يظل يتذكر ذكرياته مع فاطمة في هذا المكان وهو شارد ينظر إلى البحر، ولكن يقطع شروده منظر جعل عيناه تتسع في غير تصديق قائلا في صدمة:
مش ممكن، فاااااطمة!...