رواية صهباء أشعلت صدري للكاتبة نورهان مجدي الفصل الحادي والعشرون
لا أريد شيئاً من الدنيا.. فأنا أعترف أنّي أخذت نصيبي من الفرح حين أحببتك !
تحركت في الفراش بضيق، ضوء الشمس الساطع يحرق آعينها كلما حاولت فتحهم، وكذلك دوار يداهم رآسها ف يجعلها تعبه !
فركت جبهتها بكسل ثم فتحت أعينها علي مصرعيهما و ثشبثت ب اللحاف عندما شعرت أنها شبه عاريه !، إعتدلت سريعاً و نظرت في أنحاء الغرفه بصدمه حتى وجدته يجلس بزاويه الغرفه وكأنه ينتظرها أن تستيقظ.
- إنت ...!
قاطعها عمر بحدة قبل آن تتحدث قائلاً: انا أخذت حقي منك !
- أنت بتهزر يا عمر، قول إنك بتهزر !
سحبت الروب الخاص بها وإرتدته علي الفور تحمى ذاتها من نظراته التي ترعبها شيئاً ف شيئاً
- عمر إنت عملت أيه، انت اتجننت ؟
شعرت آن دموعها صُنِعت غشاء فلا تري آمامها، رفعت يديها لكى تصفعه و لكنه آمسكها ولف بها ثم ثبتهم آعلي قفها الصدري ..!
- إنتى اللي بداتى يا كارما، انا وثقت فيكي و سمحتلك تتخطى حدود محدش قدر يتخطاها و بعد كل دا تفضحينى ب الفيديو و تكسري ثقتي !
- انا معملتش حاجه، انا اه صورت الفيديو بس مش أنا اللي نزلته ليه تعمل فيا كدا !
- متبرريش لنفسك يا دكتوره، وبعدين لسه المفجأه التانيه ...!
تحدث وهو يشير ناحيه باب غرفتها بترقب، إبتلعت ريقها ب توجس وبعد ثوانى فتح باب الغرفه علي مصرعيه و دلف كلا من الجد و كذلك والد كارما ثم فاطمه و إياد !
جلست فريدة و لؤي علي المائدة في إحدى المطاعم في إنتظار عم كرم، إتفقا أمس علي تلك المقابله السريه بعيداً عن آعين كرم التى من الممكن أن ترصدهم هنا او هنا
- تفتكر معاه دليل يا لؤي !
تحدثت فريدة بأمل بآئس، تخشي آن يكون العم كاذباً ف تعود حيث أدراجها محبطه ... آردف لؤي مطمئنا إياها:
- متقلقيش يا ديدا، حتى لو معهوش دليل هفضل أدور لحد ما الاقي دليل
إبتسمت له براحه ثم سندت رآسها علي كتفه بهدوء وعندما رآت العجوز قادم ب تجاههم رفعت رآسها كما إعتدلت في جلستها تنتظر آن يتحدث علي أحر من الجمر...!
- انا ٱكتشفت طول سنين عمري دىكلها إن الآنسان عمره ما بيتغير
تحدث العم وهو يحرك رآسه بأسف، آردفت فريدة ب إستغراب: قصدك إيه !
- كنت مفكر إنى في يوم من الإيام هقدر أغير كرم وأشيل من جواة اى حقد، أفتكرت إنى نجحت ولكن في الحقيقه انا فشلت والدليل إنه عايز يقتلنى !
شهقت فريدة بفزع وجالت ببصرها بين لؤي و العم حتى هتفت: إحنا لازم نوقفه عن حدة، مش معقول نسيبه يقتل في الناس كدا !
هز العم رآسه تلك المرة ولكن بموافقه ثم تحدث بضيق: ياريتهم ما شافوكى، كان زمان دلوقتي أمير عايش !
دفنت فريدة وجهها بندم وبكت بحرقه، العم محق هى السبب بكل شئ يا ليتها لم تولد !
- لو سمحت هى ملهاش أي ذنب إن إبن اخوك مريض او كان بيكره أخوك، إبن اخوك إختار يقتل أخوة ودا شئ فريدة ملهاش دخل فيه
- انا مش مصدقه إزاى أخ يقتل أخوة !
تحدثت فريدة بصوت مكتوم فرد العم عليها قائلاً: قابيل قتل هابيل يا فريدة !
- إنت بجد هتساعدنى و هتدينى الدليل !
- إيوة بس إسمعونى، الدليل دا فيديو ل كرم و هو مع أمير في الشقه وقت الحادثه، المحامى قالي إن لازم يبقي في إعتراف صوتى ل كرم بالجريمه !
- وانت مسجلتش ليه !
- مكنتش أعرف إنى هلجأ في يوم من الايام للتسجيل، كنت مفكر إن كرم لو مقدرتش يخليكى تحبيه إنه هيرجع معايا بس هو رافض !
تحدث لؤي متسائلاً:
- طب والعمل ؟
- فريدة تواجهه و هو هيعترف !
صرخ كلا من فريدة و لؤي قائلين: نعم !
- إنت بتعمل إيه في أوضه كارما يا عمر!
تحدثت فاطمه وهى تشير عليهم ف أجاب ببرود: لا دا انا بايت معاها من إمبارح ...ثم إنى دى مش أول مره
- إسكت بقي كفايه بقي حرام عليك !
صرخت كارما به ثم جلست علي الاريكه تبكى بصوتً عالٍ وهى تشعر أن كلماته صعفات تنزل واحدةتلو الآخري علي وجنتيها !
- أسكت إيه يا كارما، ما كان هيجي يوم ويعرفوا كل حاجه !
- إيه المسخره اللي بتقولها دى ! إنت اتجننت
تحدث رفعت وهو يقترب من عمر حتى يلكمه او يقتله آي شئ تهدأ به ثورته و لكن أوقفه الجد عبدالله بأشاره من إصبعه !
- أنا وكارما بنحب بعض من زمان وكان هيجي يوم وآسيب فاطمه عشان نتجوز !
خلع عمر حلقه إصبعه ووضعها بمنتصف كف فاطمه المصعوقه ثم إلتفت الي كارما وآرسل لها قبله في الهواء مع إحدى غمزاته ثم رحل
إقترب الجد من كارما ثم سحبها من خصلاتها الحمراء وصرخ بحدة صكت أذنيها: والكلام دا صح يا بايرة !
صفعها بغل و غضب ولم يقتصر علي ذلك فقط بل آمسك عجازة وآخذ يلكمها به ف آصبح صراخها يدوى كرعد ب القصر
- يا جدو انا معملتش حاجه والله صدقنى ! آاااه
آخذت تصرخ و تصرخ حتى تمزقت آحبالها الصوتيه و راخت قواها من الضرب بجسدها ف فقدت وعيها !
دفعهم الجد الجميع وخرج معهم من الغرفه ثم آغلث الباب ب المفتاح و صرخ قائلاً: مش عايز نقطه ميه تدخل ل الزباله دى لحد ما آشوف هعمل فيا إيه !
- في المساء -
دلف عم كرم القصر وهو يضع كلتا قبضتيه في جيوبه و يبتسم بسعادة مخططه سبنجح ب التأكيد و فريدة سترجع حق المسكين أمير
توقف عن السير كما إختفت إبتسامته فور رؤيه كرم يعترض طريقه !
- في حاجه يا كرم !
- انا اسف يا عمى، انا مبحبش تزعل منى !
هز العم رآسه ب تفهم وهتف بهدوء عكس الخوف الذي بداخله: ولا يهمك يا كرم إنت زى إبنى
إبتسم كرم له ثم غرس السكين ب قلبه و هتف بأبتسامه: كنت خايف تموت وانت غضبان عليا !
إتسعت آعين العم ب دهشه و سقط آرضاً
الخيانة لا تزدهر، لأنها إذا ازدهرت فلن يجرؤ أحد على تسميتها خيانة، يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في أنتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها !
أخد يلف و يدور حول جثمان عمه و يفكر ماذا يفعل به، أيقذفه من جبلٍ عالً، يحفر له حفره عميقه بالحديقه و يدفنه بها آم يحنط جثمانه ك تحفه فنيه و كلما يرآه يبتسم بسخريه !
كل تلك الافكار الشيطانيه تدور في ذهنه فتجعله في حيره أكثر فأكثر ... ولكن في النهايه قرر آن يأخذه الي المستشفي مخبراً الشرطه أنه وجدة في منتصف الطريق و تعرض الي السرقه ..
جلست فريدة بجانب فاطمه و رتبت علي كتفيها قائله بحزن:
- خلاص يا فاطمه إنسي بقي، الحمدلله إن ربنا كشفه علي حقيقته
- انا مصدومه في كارما يا فريدة، مش قادره أصدق إنها تعمل كدا !
هتفت فريدة موضحه بهدوء: وانا واثقه في كارما يا فاطمه، ومتأكدة إنها متعملش كدا ...
- بقولك شوفناهم مع بعض في الاوضه، عايزة توضيح إيه تانى انا بكرهها !
تحدثت فاطمه بغل و غضب فقاطعتها فريدة بقولها: لا عندك ... كارما انا وانتى عارفين كويس أخلاقها، ثم إنك كنتى أصلا قايلالي إنك مش عايزة تكملي مع عمر عشان حاسه بجفاء ناحيه إيه اللي جد !
إلتقتت فاطمه لها في دهشه و صرخت قائله: اللي جد إن انا بحبه يا فريدة ..
- إنتى كدابه لانك مبتحبيش عمر أصلا، يمكن عشان شوفتيه في الوضع دا ف حسيتى إنك متضايقه
- وانا هبقي متضايقه عشان إيه مش عشان بحبه !
هزت فريدة رآسها مراراً و تكراراً بلا و تابعت بأبتسامه: انتى إتضايقتى عشان حسيتى إنكم إتخانتى، صدمتك في كارما كانت أكبر بكتير من عمر ولانى عارفه إنك بتحبي كارما جدا ف بقولك بلاش تكرهيها إسمعى منها يا فاطمه
نظرت لها فاطمه بيآس ورفعت آعينها الي الطابق العلوى، كادت آن توافق ولكن في نهايه المطاف صرخت ب لا و غادرت !؟
- في الصباح -
آخذت كارما تأتى و تذهب بغضب، إستغلها آمس أبشع إستغلال، لم تكن تتوقع فعلته تلك يا ليتها قُتلت قبل آن تلتقطت هذا الفيديو الملعون !
تقع بالخطأ كل مره، تؤدى بحياتها الي الجحيم من أجل عائلتها، تسهر الليالي حتى تفكر في سلامتهم و في النهايه تلقت اللؤم بأكمله
جلست كارما علي الفراش بعدما إرتدت ملابسها المكونه من تيشيرتاً أسود يصل الي آسفل ركبتيها بقليل، وكذلك حذاء أسود وكأنها ذاهبه في نزهه ما !
وقفت من جديد وهى تجفف دموعها ثم
آسندت رآسها علي الباب تحاول آن تستمع الي صوت هنا او هنا فقط أصوات صراخ و تحديداً إياد
إبتلعت ريقها في وجل و هى تستمع الي أسمها يذكر عدة مرات ثم توقف الصراخ لتحل محله آقدام تصعد الدرج قادمه في إتجاهها !
عادت الي الخلف وهى تتطلع ب إياد في تفحص حتى وجدته يسحبها من ذراعيها الي الخارج
- سيبنى إنت مودينى علي فين، إياد سيبنى !
آخذت تصرخ و هى تحاول آن تتشبث في آي شئ يقابلها، لا تريد الذهاب معه هى في الاساس لا تعلم ماذا يدور في خلدة من الممكن أنه سيقتلها ؟
غرست آظافرها ب الجدار و حاولت نشل نفسها من بين يديه ولكنها ك الاصداف، صرخت وهى تنظر الي والدها المستكين !
- يا بابا خليه يسيبنى يا بابا !
آمسكت ب طرف ملابس والدها ولكنها تركته عندما لم تجد آي مقاومه من والدها و في تلك اللحظه توقفت عن الصراخ آو العراك فقط تتابع والدها ب دهشه و تعجب كيف تستنى آن يترك صغيرته !؟
دلفت فريدة و كذلك لؤي الي المستشفي بترقب، أمسكت قبضته و هتفت قائله: لؤي خليك هنا، انا هدخل آقف أطمن و هرجع تانى !
هز رآسه رافضاً ثم هتف: لا أنا داخل معاكى !
- لو شافك معايا هيزيد شكه، سيبنى ونبي آتصرف انا لازم أخليه يثق فيا عشان آسجل الاعتراف !
زفر الهواء ب خنق و هتف: طب لو حصل اي حاجه رني عليا، فريدة آرجوكى !
طبعت قبله علي وجنته ثم سارت مبتعدة عنه و القلق يحتل كيانها !
توصلت حتى نهايه الردهه حيث موظفه الاستقبال و تحدث ب إبتسامه قائله: لو سمحتى جاري جالكم من أمبارح وكنت عايزة أعرف أخباره !
- ممكن الاسم !
- منير آبو هيبه، ممكن آعرف هو ايه اللي حصل !
هزت السكرتيره رآسها ب موافقه و بدات تضغطت آزرار علي لوحه الكتابه و هى تتابع بنظرها شاشه الحاسب ثم هتفت قائله: للآسف هو أتوفي أول ما جه، طعنه في القلب ..
وضعت قبضتها آعلي فاهها ب دهشه ثم تحدثت من جديد: ومين اللي ضربه !
- إتعرض لعمليه سرقه و اتقتل وهو بيقاومهم، دى إتقيدت في القضيه ضد مجهول !
- ومين اللي جابه !
- كرم آبو هيبه، إبن أخو المرحوم
رحلت فريدة من أمامها بخضه، قتل عمه و سابقاً أخوة والان يخطط لقتل لؤي و ماذا بعد هى و جميع آحبائها !
- فريدة !
تحدث بصوت لهوف وهو يقترب منها، تطلعت فريدة علي ذلك القاتل وهو يقترب و يقترب تجاهها ف إرتدت قناع الصلابه وفي خلدها عدة أمور، وقف آمامها بهدوء عكس الضجه التى تحدث بداخله وهو يقدم قبضته لها حتى تصافحه ولكنها إبعدت قبضته وإحتضنته قائله بلؤم: إهدا يا حبيبي هو في مكان آحسن دلوقتي !