رواية صهباء أشعلت صدري للكاتبة نورهان مجدي الفصل الثالث والعشرون
أيها الغائب في وسط أضلعي، نبضي لا يعرف سواك.!
جلست كارما علي الفراش بعدما إستيقظت من عفوتها، نظرت حيث الشرفه فوجدت النهار قد بزغ، ضيقت آعينها بغيظ من ذلك العمر كيف يضربها برآسها، الضربه كانت مؤلمه بحق !
وضعت قبضتها علي رآسها و هى تهم بالوقوف و لكن إختال توازنها و وقعت علي الفراش !
- أشكو إليك يا ربي !
وقفت من جديد و فتحت باب الغرفه بخوف، آخرجت رآسها تراقب الطريق ب قلق ثم أخرجت جسدها آيضا... عندما لمحته في الردهه عادت من جديد غرفتها !
- وبعدين بقي في الرعب دا، جرا إيه يا كارما هدى نفسك كدا و متخليش قلبك يدق، هتطلعى عادى تشخطى و تزعقي فيه مش هيأكلك يعنى
تحدثت وهى تنظر الي نفسها ب المرآه ثم أخذت نفساً عميقاً و خرجت من الغرفه، وجدته يقف قبالتها ف صرخت بخضه !
- إهدى يا دكتورة، الفطار جاهز
تحدث بسخريه ورحل ف ذهبت خلفه قائله بحدة: إنت إزاى تضربي علي راسي إفرض إتعميت ولا جالي إرتجاج في المخ ولا حتى فقدت الذاكره ؟
- دا اللي همك ... دكتورة كاراميلا وطي صوتك أنا مبحبش الصوت العالي !
- بقولك إيه إنت فاكرنى هسكت
تحدثت بصوت عالٍ ثم هتفت بأبتسامه وهى تتفحص الطعام: عامل إيه علي الفطار !
خرج الطبيب الشاب من غرفه العمليات و هو يشعر ب الارهاق، طوال الليل بالعمليات و ها هو آخراً إنتهى !
إجتمعت العائله حوله ف قال بهدوء و تعب: جلطه، أنا عملتله دعامه و محتاج راحه كبيرة ممنوع تعب أو حركه وإن شاء الله هيبقي كويس ... سيبونى انام بقي !؟
هز الجميع رآسهم براحه ف هتفت فاطمه بسعادة: نتغدا بقي، إحنا مكلناش حاجه من إمبارح من الخضه !
إبتسم الطبيب لها و هتف: تقدروا تتغدوا إنتوا كمان مفيش خطر عليكم !
قهقه الجميع ما عدا فاطمه، مالت علي فريدة وقالت: هو الدكتور القمر دا بيسبل ولا بيتهيالي !
- إنتى صح يا اختى بيسبل، سبحان الله يقطع من هنا و يوصل من هنا !
تحدث الطبيب من جديد و هو يطالع فاطمه بأبتسامه: لو مش عاملين حسابكم في الغدا انا معايا آكل
- معاك أكل إيه إيه !
تحدثت فريدة بفضول ف لكزتها فاطمه، آجاب الطبيب قائلاً: الحاجه بعتالي حله محشي ورق عنب
- والله فكره اهو يبقي عيش و ورق عنب اهاهاهاهاها...هاا
تطلع الجميع ب فريدة بضيق !
- إنت رايح فين !
تحدثت كارما وهو تطالع عمر ب فضول، هو مرتدياً ملابسه و يهم ب الخروج ؟
- رايح الشركه يا كارما، عاوزة حاجه ؟
آمسكت خصلاتها الحمراء ووضعتها خلف آذنها ثم هتفت بأحراج: إنا عارفه إنى هتقل عليك بس دا مؤقت لحد ما أخلص إجراءات السفر ..
- سفر إيه !
رفعت منكبيها ب لامبالاه و هتفت: هرجع إيطاليا، كفايه لحد هنا اللي حصل، عيلتى مش هتسامحنى هفضل ليه
- مفيش سفر يا كارما، و عيلتك هيسامحوكى عارفه ليه !
- ليه ؟!
- عشان هما بيحبوكى، متستغربيش الشهرين دول إكتشفت إن باباكى و جدك و فاطمه وفريدة و حتى لؤي كلهم بيحبوكى ، آه هيقسوا شويه بس هيسامحوكى !
مسحت علي جبهتها و هتفت موضحه: لو حتى سامحونى انا ماليش مكان هنا، حتى لو نسيوا يا عمر من أقل موقف هيفتكروا تانى !
رفع قبضته الي فمه وتحدث قائلاً: ثقي فيا المرة دى، انا هعمل المستحيل علشانك
ٱرتجف قلب كارما عندما طبع قلبه علي قبضتها ثم سحبتها علي الفور و هزت رآسها بحرج وآغلقت الباب خلفه و قلبها يدق ك الطبول !
ما المعجزة التي وضعها ربي كي أحبك هذا الحب و يرتجف قلبي ل لمساتك !
ضحكت علي ذاتها و دلفت اللي الداخل تفكر في شئ ما يكسر الملل
كان إياد جالساً في حديقه القصر يشرب سجائره، إقتربت مرام منه و هتفت
- مالك يا إياد ! لسه بتفكر في كارما
نظر لها ب نظرات قاتله و هدر بحدة: متجبليش سيرتها انا لو طولت أقتلها هقتلها !
رتبت علي كتفه وهتفت بحزن متصنع: يا خسارة دا انت كنت بتحبها أوى !
دفع يديها وتوقف حتى يذهب و لكنها آوقفته ب قولها: إياد انا بحبك !
التفت لها وهتف بلامبالاه: طب ما انا عارف ..
- عارف ؟ طب وانت ؟
- مرام إنتى زى آختى لا اكتر ولا أقل ثم إنك إنتى بنى آدمه فاشله، وانا مبحبش الفاشلين !
رفعت حاجبها ب دهشه وهتفت: فاشله يعنى إيه !
- يعنى بالمختصر، متدلعه، و تافهه و ملهاش آي لازمه، فاشله في حياتك الشخصيه و حياتك الدراسيه حتى لو إتجوزتى هتفشلي !
جلست علي المقعد كما كانت و دموعها بدآت في الهطول وهى تراه يذمها ب كلمات قاتله، الحديث القاتل دوماً يأتى مِن مَن تحب !
إقترب منها قائلاً ب آسف متصنع: أنتى زعلتى، دا انا بوعيكي عشان لما تفشلي متتصدميش تكونى واخدة فكره ؟!
ثم تركها و غادر بعدما قال بصوت ساخر: قال بتحبنى قال !
مساءاً
- يا لؤي إتهد بقي في حته دوختنى وراك !
تحدثت فريدة وهى تذهب خلفه حيثما يذهب، لم تتسنى لهم فرصه حتى تتحدث معه و تبرر له عن قبلتها ل كرم !
- لؤي أبوسك ظوافرك إسمعنى مره واحدة بس !
توقف لؤي و تطلع بها في غضب، إبتسمت هى بتوتر ثم هتفت قائله: انا اسفه، والله كان لازم آحاول أسيطر عليه ب اي طريقه
- ف تقومى تبوسيه، إنتى هبله يا فريدة بتبرري إيه، إبعدى عن وشي بدل ما آخلي العفاريت اللي بتتنطط قدامى تلعب في وشك البخت !
غادر ف غادرت خلفه وهى تتحدث بندم حقيقي: خلاص والله ما هعمل كدا تانى، اقف بقي عشان اتفق علي اللي هيحصل !؟
توقف من جديد في إنتظارها لتنحدث، هتفت قائله: دلوقتي هنطلع علي المحكمه و نطالب ب إعادة فتح القضيه من اول و جديد، هنسلم الفيديو ل النيابه و الاعتراف عليا انا !
ضيق آعينه قائلاً: ٱزاى !؟
- يعنى قبل ما يصدر آمر ب القبض عليه هكون أنا سجلت الإعتراف !؟
- أيوة، فريدة إزاى !
بدأ الشك ينمو ب قلبه بالتأكيد فريدة تخطط لشئ خطير، نظرت له بأعينه متوترة ثم إبتسمت ب توتر
وهى متأكدة أنه سيرفض !
بعد مرور يومان !
جلست علي الآريكه ب حزن، يومان ولم تتواصل مع والدها
تشعر آن حدث شئ ما له و بنفس الوقت لا تريد آن تحتك ب عائلتها تلك الفترة، فليهدؤوا و تهدأ هى الاخري
إتسعت إبتسامتها فور آن تذكرت عمر و كيف يتعامل معها، يحترمها كثيراً و يحاول قدر الإمكان آن يتحكم ب أعصابه رغم إستفزازها معه !؟
لم تكن تتوقع ولا ب الخيال آنه ذو قلب طيب هكذا، تذكر آول يوم رآته و كم الطاقه السلبيه التى إجتاحت قلبها من لمسته ولكن الآن تكتسب منه دفء و راحه لم تعدها سابقاً ! علم النفس القديم الذي درسته لم يذكر هذا الشعور، آن تخشيٰ آحد ما ثم ينقلب الشعور ف تصبح تخشي كل شئ بدونه !
مسحت وجهها ب كف يديها و نهرت ذاتها، لايجب آن تثق به ثانيه و حتى إن وثقت لا يوجد فرصه ثانيه لهما، إبنه عمها تحبه !
رن جرس المنزل ف توجهت وفتحت الباب، شعرت آن دلو من الماء البارد سُكب علي رآسها
إنها مرام تقف أمام منزل عمر كيف علمت آنها هنا !
- مرام !
إرتمت مرام ب آحضان كارما وتحدثت ببكاء: أنا أسفه، آسفه يا كارما انا فعلا فاشله!