رواية صهباء أشعلت صدري للكاتبة نورهان مجدي الفصل الأول
- مرحبا بكم في مصر برجاء المحافظه علي هدوءكم وفك حزام الامان والإستعداد لمغادرة الطائرة بسلام
إستيقظت من غفوتها علي صوت مضيفه الطيران وهي تتحدث بهدوء وإبتسامه لائقه بمكبر الصوت، إقتربت مضيفه الطيران منها وتحدثت ببشاشه: Ho bisogno di aiuto ?
سآلتها المضيفه إن كانت في حاجه لمساعدة لترد عليها بأمتنان
- شكراً، انا مصريه
- آهلا بيكي نورتي مصر
فكت حزام الآمان من علي خصرها النحيل وتوقفت لتتجه الي باب الخروج بعدما آعطت للمضيفه آفضل إبتساماتها
لآمست قدميها آرض مصر ورآسها حرارة صيف مصر بعد غياب آربع سنوات بسبب الدراسه خارجاً ... كم إشتاقت لوطنها وعائلتها وآصدقائها، بالمناسبه هي الآن بمصر لحضور خطبه صديقه طفولتها إبنه عمها اليوم وقضاء عطله الصيف هنا حتي موعد الفرح ثم تعود الي حيث آتت لتباشر آخر عام لها
عندما تمكن الحر منها خلعت ذلك الجاكيت الخفيف الطويل من آعلي جسدها لتظهر بذلك الشورت الجينز الذي يصل لمنتصف فخديها ويظهر قدميها البيضاويين بأغراء بالاضافه ل الفانيلا السوداء القصيرة التي تظهر جزء من معدتها وملتصقه بمنحنياتها ببراعه ...وضعت الجاكيت علي كتفيها ثم خلعت تلك الاسورة المطاطه من معصمها لترفع شعرها الآحمر الطويل علي هيئه كعكه ولفتها حولها بغير إكتراث
صرخت قائله بأبتسامه عذبه: يا آهلا بمصر وحر مصر
سحبت خلفها حقيبتها وسارت داخل المطار حتي خرجت من البوابه وآعين المارين هنا وهناك تتطلع بها في غزل وتمتع من ملابسها ولكنها لم تكترث ... وقعت آعينها علي تلك البورش التي تعرفها جيداً فأتجهت لها وعلي محياها إبتسامه ساحرة متشوقه
- انت بتعمل ايه هنا ؟
لفظتها كارما آمامه وهي تصعد لتجلس علي مقدمه السيارة ليلتفت لها ويتحدث بجهل
- إنتي تعرفيني !
- انت شارب حاجه يا اياد ؟
- طب بصي عشان انا جاي اخد بنت عمي من المطار ولو شافتنا هتعمل مصيبه ...دا الكارت بتاعي كلميني في اي وقت
وكزته بصدرة قائله: يا حيوان...وبعدين مدخلتش تاخدي من جوا ليه
- ثانيه ثانيه... الشعر الآحمر دا آنا عارفه ...انتي كارما !؟
تحدث بقلق كسىَ ملامحه لتتحدث بعفويه: اومال خالتك !
- انتي ازاي...يانهار اسود ايه اللي إنتي لابساه دااا
وبخها بعنف وحدة ثم توجه لها وحملها بين ذراعيه
- في اي يا اياد...نزلني !؟
وضعها بسيارته وآغلق الزجاج ليمنع آحد من النظر بها !
جلس بكرسي السائق وقاد السيارة ل منزل العائله، تطلع ف وجدها شاردة الذهن ! تتطلع هى بالطريق وإبتسامتها تشق وجهها الجميل
- وحشتني اوي يا إياد...و وحشني جدو وبابا والبت فاطمه ولؤي ومرام !
إبتسم إياد لها قائلاً: خلاص آخر سنه دي مش كداا...مش هتسافري تاني صح
- للآسف لازم اكمل سنه الإمتياز ... هحضر فرح فاطمه وهرجع تاني إيطاليا
عبس وجهه ولكن تغاضي عن الآمر، دلف بسيارته حديقه قصر عائله آل زاهد لتجد العائله بأجمعهم واقفين بأنتظارها
ركضت الي أحضان والدها وتشبثت به بقوة وتملُك... رتب هو بدورة علي ظهرها وشعر بآن جزء من روحه عاد بوجودها !
- وحشتني اووي يا بابا ... !
- كراميلتي...آخيراً رجعتي لحضني
طال العناق بينهما كثيراً فقطع تلك اللحظه الجد قائلاً بمشاكسه: ما تسبهالنا شويه يا رفعت ...!
عادت كارما للخلف قليلاً وتطلعت بجدها قائله: الله الله...انت بتغير عليا يا جدو !
إرتمت بأحضان جِدها عبدالله فهو يعشقها لا يحبها ...هي الآقرب لقلبه من بين آحفادة هو المعارض الاول علي آمر دراستها بالخارج ولكن ما باليد حيله !، تطلع بها بتمعن ف هي تذكرة بزوجته الصهباء مثلها رحمها الله ورحمنا
- اومال فين فاطمه والبنات ! ... لالا ثواني متقولوش خلوني إصدم نفسي...راحت الصالون هى والبنات صح ومستنونيش !؟
هزت العائله رآسها في آن واحد لتصيح كارما قائله: دا انا هخرب بيتهم...! هطلع آغير هدومى وآخد فستاني وروحلهم
آشار والدها علي ملابسها بعدما لفت إنتباهه وقال بحدة خفيفه: كارما ايه اللي إنتي لابساة دا ...!
صعدت هى سريعاً لم تستمع له عندما وضعت السماعات بآذنها دون قصد لتجاهله ...
دلفت صالون التجميل بأنبهار لتتفحص المكان الراقي...كم هو رائع وبه موسيقي مريحه للآعصاب !
ضيقت عيناها عندما وجدت فاطمه إبنه عمها معلقه الآعين وآحد الفتيات تصفف لها شعرها، إقتربت منها وتحدثت للفتاة
- عاوزاكى تحرقيلها شعرها...عشان تحرم قله آدب !
فتحت فاطمه آعينها بصدمه عندما إستمعت لصوتها ثم إستدارت علي حين غرة وإحتضنتها بقوة ...!
- وحشتيني يا كارما
دفعتها كارما من آحضانها قائله: اوعي اللي بيحبني يستناني لما ارجع ونيجي الصالون سوا...!
- كارما إنتي بتستهبلي مفاضلش غير ساعتين و عُمر يجي ياخدنى !
تذكرت كارما فقالت بسرعه: ايوة صح مافيش وقت...اقعدى اقعدى كملي
تطلعت كارما علي بنات آعمامها اولاً مرام شقيقه فاطمه ببدايه العقد الثاني، ثم فريدة إبنه عمها آحمد بالثامنه عشر، وآخراً ريماس إبنه عمها خالد وشقيقه إياد وهي بنفس عمر كارما ...بعدما سلمت عليهم ووزعت قبلات هنا وهنا جلست لتصفف هي الآخري شعرها...
بعد مرور ساعتين تطلعت كارما بالمرآة بدايه من ثوبها الآسود الذي يصل لكعبيها ذو فصوص لآمعه وإكمام طويله عاري من الخلف ليظهر جمال جسدها الناصع ! وشعرها الآحمر تركت له العنان ليصل آخر ظهرها من طوله الفارة ! إرتدت الحذاء المماثل ل لون خصلاتها وقالت: انا هركب مع اياد وهسبقكم علي الفيلا مينفعش كلنا نفضل هنا وآستاذ عمر دا لسه مجاش الناس مستنينا ماشي !
هزت الفتيات رآسهم فخرجت كارما سريعاً وآستقلت بجانب إياد قائله: يلا يا اسطي...!
- إنتى متأكدة إنك جايه من إيطاليا مش من المنوفيه !
ضحكت بعفويه وإتساع ل تكشف عن نغزيتها المحفور ب خدودها، ثم تطلعت له قائله بحدة بعدما كشرت عن آنيابها: لم نفسك !
ترجلت معه من السيارة وآتت لتذهب للداخل سحبها هو بخفه قائلاً: إستني...شكلك حلو آوى .
مرر إبهامه علي طول شعرها حتى توصل ل نهايته وخصرها وآطبق عليه بقوة ل يقربها من جسدة برغبه ... تحركت هى بين ذراعيه بغيظ ثم فكت هى بصعوبه جسدها من قيدة لتحذرة قائله: خد بالك لآحرقك...انا ناري وحشه وبتزعل ...!
وغادرت تأركه إياه متأثر بتلك اللحظه التي لا تعنى لها آي شئ !
بدآ الحفل ولم تسلم كارما من الجميع مهلهلين بعودتها، متحدثين عن السنوات الماضيه ب جامعتها بِ روما ف إكتفت هى بقول ' الحمدلله ' وإبتسامه بسيطه !
إنتشلت نفسها من بين المدعويين لتذهب وتقف بجوار جدها قائله بسخط
- ضيوفك مُملين جدا يا جدو...لو كنت آعرف إن الخطوبه هتبقي ب الملل دا مكنتش إتشيكت وصرفت كدا
قهقه الجد عبدالله علي حديثها العفوي ...ف آمسك ب قبضتها وسحبها قائلاً: طب تعالي ...!
هتفت بدراما: لا ياجدوو...لااا انا بنت إبنك !؟
- لا إيه يابنت المجانين ...هنرقص !
رقصا الثنائي المرح ب الساحه ليجذبا إنتباه الجميع بِ حركاتهم وإبتساماتهم هي تتمايل بخفه وتضحك بعفويه وهي سعيد ل سعادتها ! صدق من قال آعز من الولد ولد الولد ...آمسك عبدالله بيدها وجعلها تدور لتصتدم ب آحضان إياد وبدأ في مراقصتها ...
- كمل إنت ياواد يا إياد انا تعبت ...!
تحدث عبدالله بخبث وغادر لتتفوة كارما بغيظ: شفت بقي إنك جد مش جدع ...!
تطلعت كارما ب إياد وهتفت ب حدة
- الحركه اللي عملتها من شويه دى يا إياد لو إتكررت هتزعل من ردت فعلي
كاد آن يتحدث ولكن فاطمه قطعت إندماجهم قائله: كارما...تعالي آعرفك علي عُمر
سحبتها فاطمه وغادرت بها ليتمتم إياد بغيظ: مش عارف آتكلم معاها ثانيه واحدة حتي !
وقفت الفتاتان خلفه ف تحدثت فاطمه: عُمر...حبيبي
إلتفت المدعو عُمر لهما بهدوء ...تطلعت كارما به بتفحص رجل ب آواخر العقد الثاني آو ببدايه الثالث ذو بشرة قمحاويه مائله للإحمرار وآعين زيتونيه حادة غاضبه تدب الرعب في آوصالك، آنف طويل ممشوق وشفتان منتكزتان متهكمه بالآضافه الي بنيته القويه المفتوله بالعضلات التي تشبه بنيه رجال الجيش !
فاقت كارما من شرودها علي صوت فاطمه وهي تعرفهم ببعض قائله: عُمر دى كارما بنت عمى !
مد عُمر قبضته للمصافحه ل تنظر كارما بها بشرود وقلق، رفع عمر حاجبيه من وقاحتها ولكن وضعت قبضتها بين قبضته
شعرت كارما ب آنها تمسكت كتله من النار ...آتعلمون تلك الطاقه السلبيه التي تحتاج الشخص من شخص آخر !؟ شعرت بالرهبه من نظراته، نظراته حادة غامضه غاضبه
قرآت ب كتاب علم النفس آن الطاقه السلبيه تأتي في حاله التعرض للحوادث او فراق الاحبه آو المواقف الصعبه او آنها تأتي من المحيط او من آشخاص سيئون !
التقت آعينها ب آعينه شعرت بالخطر يتسرب من كل خليه من خلاياة لها هي، تشعر بالخوف يلتف حول قلبها !
ما هذا الشاب !؟ لما كل ما به يصرخ بالخطر وكأن عليها آن تهرب !
سحبت قبضتها سريعاً لاتحتمل تلك الطاقه آبدا
هى فتاة ذات حدس قوى و حدسها لا يخطئ ابدا ذلك ال عُمر به شئ خطر.