قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية صرخات أنثى للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع

رواية صرخات أنثى للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع

رواية صرخات أنثى للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع

رؤيته لها تنتفض بين أحضان شقيقته داخل السيارة أججت نيرانه، فلم يبالي بمن يلتفون به في محاولةٍ لمعرفة سبب غضبه الجحيمي هذا، تركهم وإندفع تجاه سيارة آدهم المصفوفة جانبًا، ويتجمع من حولها رجاله، فتح عمران باب السيارة الخلفي واندفع يكيل اللكمات القاتلة للرجلين وصرخاتهما تغدو مقبضة لمواجهةٍ هذا الجريح.

جذبه جمال وهو يصرخ به: كفايا يا عمران هيموتوا في إيدك! بلاش تودي نفسك في داهية إنت عارف القوانين هنا.
دفعه عمران بركلته للخلف، وبعدائيةٍ شديدة صاح: إبعد يا جمال، هقتلهم واللي يحصل يحصل.
جذبه راكان وهو يحاول أن يهدئه، متسائلًا بفضولٍ: طب فهمنا بس أيه اللي حصل وحقك هيرجعلك!

لم يكترث لحديثهما، وكأنهما نسمة هواء عابرة لا تلامس جبهة الوحش العتي الذي يهاجم بشراسه فريسته، فتدخل آدهم على الفور حينما وجد الأمور تزداد سوءًا، فنجح بضخامة جسده بإبعاده عنهما متفوهًا باحترامٍ رغم موقفه: يا باشا اهدى دول ميستاهلوش، أنا هخلي واحد من رجالتي يربيهم وبدون ما يكون لحضرتك علاقة بالموضوع، متنساش إنك ليك إسمك وتصرفاتك دي متنفعش.

خدمهما آدهم حينما أبعده عن السيارة، فاستغل جمال الفرصة ووضع يده على كتف عمران يسترسل ما بداه آدهم: إسمع الكلام يا عمران، وأهم أخدوا جزاتهم واللي يستاهلوه.
وأشار برفقٍ وهو يتابع اتقباض صدر عمران المختلج أنفاسه بعصبيةٍ بالغة: ارجع البيت عشان مدام مايسان شكلها تعبانه، وقابلني عند سيف، يوسف متصل بيا ومأكد عليا نروحله، أنا هفوت على الشركة ونص ساعة وهحصلكم.

هز رأسه بهدوءٍ، وتطلع لراكان ببعض الحدة: فريدة هانم متعرفش بحاجة من اللي حصلت هنا يا راكان من فضلك.
أجابه باستغرابٍ من طريقة حديثه، وكأنه طفلًا صغيرًت سيهرول ليقص ما رآه: أنا بشوفها فين أصلًا.
سحب نظراته عنه لآدهم مرددًا بامتنانٍ: شكرًا يا آدهم، لولاك كانوا الكلاب دول هربوا.
أحنى رأسه قليلًا وأجابه: معملتش غير الواجب، المهم إنك تهدي نفسك وتتصرف بحذر الحفلة مليانة صحافة.

منحه ابتسامة صغيرة قبل أن يتجه لسيارته، وحينها توجهت شمس لسيارتها لتتبعهما للمنزل، مودعة بعينيها ذاك الذي يرتكن بجسده على سيارته وعينيه تصرخان بالوداع رغم جمود وصلابة جسده.

اهتز مقعده استجابة لحركة جسده المتعصبة، ويده تضغط على الجزء المتحكم بسن القلم مرات متكررة، وكأن صوته المزعج يريح عصبيته التي تكاد تقتل كل هدوء منحه لذاته بفضل عمله الشاق، أطبق بشفاه على الأخرى في محاولاتٍ بائسة للسيطرة على أعصابه، لم يبقى بالغرفة ضوء يرشده لضالته بعدما أغلقه لرغبته بالبقاء بالظلام.

لم يمل ببقائه هكذا منذ ساعتين، عاجزًا عن تخطي تلك الأحاسيس والعاطفة التي تدفعه للتوجه لغرفتها وضمها إليه، يعتصرها بقوة بين ضلوعه، يزيح كل وجعٍ خاضته يومًا، وإن كان عاجزًا مكتف الأيدي أمام استماعه لتلك المأساة فيخوض نفس المعانأة في محاولته ليتوقف عن فعل ما يرغب به.
انطلقت دقات خافتة على باب مكتبه جعلته يردد ومازال يستكين بجلسته: تفضل بالدخول.

فتحت باب غرفته، وولجت للداخل بخطواتٍ مرتبكة، متوترة، لم تصل لحركة جسدها فحسب بل لحقت صوتها الرقيق: دكتور علي.
فتح عينيه لهفةٍ وعدم استيعاب من سماع صوتها ووجودها بغرفة مكتبه، ابتسامة مرحبة تحررت على شفتيه فانحنى يحرر ضوء الغرفة بالريموت ليتأكد من أنه لا يتوهم.
نهض على عن مقعده مرددًا ببسمة ساحرة: فطيمة! مش معقول أنك نزلتي وجيتيلي مكتبي.

وتابع مازحًا على حالته المريضة التي تستدعي الاهتمام الطبي: شكلي من كتر ما بقيت بفكر فيكِ بقيت بتوهم وجودك في كل مكان أروحه حتى مكتبي!
تلألأت جوهرتها الباسمة، ودنت منه ترفع ما بيدها: نسيت موبيلك ومش مبطل رن.
رمش بعينيه بحرجٍ، بالفعل لم يتوهم وجودها، تناوله منها على ثم وضعه دون اكتثار على الطاولة، ليوقفها قبل أن تعود: فطيمة استني أنا عايز أتكلم معاكي.

التفتت إليه بحزنٍ ظنًا من أنه يود النبش بما حدث: مش قادرة أتكلم تاني في الموضوع ده يا دكتور على من فضلك.
منحها ابتسامة جذابة وهو يبرر: متقلقيش مش ده موضوعي.
وإتجه للطاولة البلاستكية البيضاء، فجذب مقعدًا وجلس وهو يشير لما يقابله: اتفضلي.

ابتلعت فطيمة ريقها بارتباكٍ، ومع ذلك اتجهت لتعتليه بخفوتٍ، لتجده صامتًا يتطلع لمعصمه ويده تلهو بالساعة التي يرتديها، تمكنت من الشعور بربكته وتردده الصريح بما يود قوله، لذا انتظرته حتى يجد وقته المناسب للحديث، ولم تقاطع صمتهما المطول.
رفع عينيه لها ثم قال بصوتٍ محتقن يخفي وجعًا عظيمًا: أنا عارف إن اللي عشتيه وفات من حياتك ده صعب وميتنساش بس أنا مش عايزك تفكري فيه وتحاولي تخرجيه من حياتك.

كادت بأن تزجره بغضبٍ، أكدت عليه مسبقًا بأنها لا تود الحديث على الأقل بالوقت الحالي، ولكنها صمتت حينما استرسل ونظراته الغريبة تحيطها: من أول يوم شوفتك فيه حسيتك مختلفة عن الكل، كنت كل ما بقربلك قلبي بيتعلق بيكِ وبيتألم عليكِ، عيونك فيها وجع بيجلد روحي، لدرجة إني اتمنيت أقابلك وأكونلك أول راجل في حياتك. اتمنيت أغيرلك الفكرة البشعة اللي اترسخت جواكِ بسبب الكلاب دول بما فيهم خطيبك.

لعقت شفتيها بارتباكٍ، فقدت قدرتها على جسدها، على لسانها، على مشاعرها المنساقة من خلفه، لم تتفاجئ من حديثه، لطالما كانت تستمع له طوال الثمانية أشهر يتحدث معها عنه وعن عائلته، بالرغم من صمتها الا أنها كانت تتمنى الحديث إليه، تبتهج بلقائه كل يوم وتترقب لحظة دلوفه كل صباحٍ غرفتها حاملًا باقة الورد بين يده التي تزف رائحتها من قبل دخوله لها، كانت تسمعه وهو يلمح لها عن مشاعره.

ولكن ما يعجز عقلها تقبله لها وتصريحاته الجريئة بحبها بالرغم ما تعرضت له، كيف يسمح لذاته بفعلها وهو طبيبًا من عائلة مرموقة يستحق التفكير بأنثى عذراء يكون هو رجلها الأول، كيف تقنعه بذلك وهو الأحق بعلمه كونه طبيبها!
أكثر الناس دارية بحالتها هو، بداية بما تعرضت له وإلى ما وصلت إليه، صممت آذنيها عن سماع أي شيئًا فأفاقت على صوته العذب المنادي: فطيمة سمعاني.

رفعت عينيها الغارقة بالدمع إليه، فتركزت على شفتيه التي تعيد كلماته الغير مسموعة مجددًا: أنا بأحبك وعايزك زوجة ليا.
أيمنحها الأمل وقد غادرت عنها الحياة مولية لها ظهرها؟!
من بين نساء العالم الجميلات ألم يختار سواها؟!
ليته حلمًا، ليته وهمًا، ليته مجرد تخيل يزينها قلم بدفترها الذي قدمه لها!

تمعن على بملامحها ولأول مرة يعجز عن فهم ما يدور برأسها، اعتاد فهم المريض من أمامه بنظرةٍ، والآن يعجز عن فهمها، ويخشى أن تنفلت الأمور عكس توقعاته، فقال بارتباكٍ: أنا عارف أن الوقت مش مناسب لكلامي، وإني كان المفروض انتظر الوقت المناسب لده بس صدقيني مش قادر، مش قادر أكون بعيد وأشوفك بتعاني وأنا مقيد على الكرسي بمارس شغلي.

ومال بجسده يستند على الطاولة حتى بات قريبًا، مسموعًا: فطيمة أنا عايز أخدك في حضني وأدوي كل جرح جوه قلبك، أنا شايف نفسي عاجز في اللبس ده لكني واثق لما أقرب منك مش هفشل.
صامتة عن الحديث، تصغى جيدًا إليه، ويترقب هو سماع أي كلمة منها، فقال بحزنٍ: ساكتة ليه يا فطيمة، إتكلمي!

تحررت شفتيها المطبقة على بعضها لتحرر كلماتها المتحشرجة: مش عارفة هقول أيه، أنا مش لاقية كلام أقوله لإن كل اللي هيتقال أنت تعرفه وكويس جدًا لانك دكتوري.
وتابعت وهي تفرك أصابعها تخفي تأثرها بما ستقول: لكن هقولك إنك تستاهل إنسانة تانية تكونلها الراجل الأول في حياتها، لكن أنا حياتي كلها معاناة سواء بالماضي أو بالمستقبل، يعني اللي فات مش هيسبني هفضل أعاني منه دايمًا.
وأنا جاهز ومتقبل يا فطيمة.

قالها باصرارٍ عجيب، واسترسل: أنا بحبك ومستحيل هتخلى عنك.
وقرب مقعده منها قليلًا، ليخبرها بتوسلٍ: وافقي يا فطيمة وأنا أوعدك إني هعوضك عن كل شيء عيشتيه.
نهضت عن المقعد وتراجعت بظهرها للخلف تلتقط أنفاسها المرتبكة، فتمكنت بالسيطرة على ذاتها أخيرًا وهدرت من بين انفعالاتها: حرام أني أدمرك بالماضي اللي يخصني.

وتراجعت للخلف حتى وصلت لباب الغرفة، وقبل أن تغادر ضغطت على ذاتها بألمٍ وكأنها تخطو فوق زجاج مهشم: لو سمحت يا دكتور على تسيب ملف حالتي لدكتور تاني، أفضل ليك وليا.
وتركته وغادرت، فضم يديه على وجهه بضيقٍ شديد لما حدث، فألقى الطاولة بعصبيةٍ بالغة: غبي، اتسرعت!

طوال الطريق حاول جاهدًا حثها على الحديث، ولكنها كانت صامتة لا ترغب بتلبية قلقه الشديد عليها، فما أن توقفت سيارته قبالة باب المنزل، تحركت كالدمية المتحركة لتخطو للداخل بعدم اتزانًا، لحق بها عمران، فأمسك بمعصمها يمنعها بصعود الدرج وهو يناديها: مايا!
رفعت عينيها المتورمة بالبكاء إليه، ترمق رماديته بنظرةٍ قوية رغم انكسارها الأذلي، وبنبرة مرتجفة كحال جسدها المرتعش رددت: طلقني يا عمران. من فضلك طلقني.

وتركته مندهشًا يحاول استيعاب ما قالته للتو وصعدت للأعلى بآلية تامة، تابعها بعينيه وتمنى لو استدارت إليه ليعاتبها عما فعله لتطالبه بذاك الأمر، ولكنها لم تستدير إليه، وكأنه غير موجود بالمرةٍ.

أغلقت باب غرفتها وتركت قدميها تستكين أرضًا ببكاءٍ حارق، بينما الأخير مازال يقبع بالأسفل، يده تشدد على الدرابزين، يود الصعود إليها ولكنه يعلم جيدًا بأنها ترغب البقاء بمفردها حينما تخونها دمعاتها، هكذا حفظها منذ الصغر.

لم يفوته تفاصيلها، كانت تلك الفتاة قوية بالماضي والآن يعهدها أكثر قوة، تطعن حبها وتطالبه بالطلاق والتحرر، يعلم بأنه سيعاني فزوجته صعبة المراس، ولكنه يستحق لما فعله بها طيلة الخمسة أشهر.

اعتاد رؤيتها كل عامٍ بأعين مفعمة بالحب، ولكنه امتنع عن رؤيتها منذ ثلاث سنواتٍ، وبالأخص منذ دلوف تلك اللعينة ألكس لحياته، كان يعترض على الهبوط بزيارته السنوية لمصر خشية بأن يحاربه حبها، اقتناعًا بأن ألكس قد خطفت قلبه الذي كان لها بيومٍ ما، ورهن حبها بالمراهقة الغير متزنة، ولكنه الآن رجلًا يختار ألكس بعقلانية!

والآن يكتشف الحقيقة، والحقيقة تتكمن بكونه رجلًا أحمقًا لم يكن يمتلك عقلًا من الأساس، هو الآن بحاجة فرصة ولا يعلم إذ كانت ستمنحه إياها أم لا.
أفاق عمران على كف شمس الموضوع على كتفه، استدار فوجدها تتطلع له بحزنٍ وخوف لما تعرض له هو وزوجته، ضمها عمران لأحضانه وهو يبدد خوفها: امسحي دموعك مايا كويسة وأنا كمان بخير يا شمس.
وأبعدها عنه وهو يضم وجهها بحنان: اطلعي غيري هدومك وخليكي معاها متسبهاش.

أومأت برأسها تؤكد له وهي تمسح دموعها وترفع طرف ثوبها لتلحق بها للاعلى، بينما ترنح هو على الأريكة بتعبٍ جعله يسترخي ساندًا رأسه للخلف بإرهاقٍ تام، فرن هاتفه ليعيد صحوته الغير مريحة.
رفعه عمران مرددًا بإنهاكٍ بعدما تحقق من كناية المتصل: أيوه يا يوسف.

اندفع صوته المتعصب: إنت فين يا مقطوع أنت والمقطوع التاني، مش اتفقنا نتجمع بالشقة يا ابني دي دكتورة ليلى صاحية من النجمة تحضر الأكل انت نسيت العزومة ولا أيه؟
أجابه وهو يفرك جبينه بارهاق: لا منستش أنا شوية وكنت هتحرك عليكم على طول، وجمال بيخلص حاجة في مكتبه وزمانه جايلك بالطريق.

رد محذرًا: طب تعالى بسرعة قبل ما الأكل يبرد، وخليك فاكر الجمال أنا لسه متجوز من شهرين ومغرقكم خير وأكلات مصرية شوف بقى إنت والحيوان جمال متجوزين بقالكم زمن ومحدش فيكم كلف مراته تعملنا أكلة مصرية ترم العضم بدل العكعكة دي.
ابتسم وهو يردد ساخرًا: جمال بيروح بيته أصلًا عشان يخلي مراته تطبخ!
طعنه بالرد القاطع: طب وسيادتك نظامك أيه؟

اعتدل عمران بجلسته وهو يجيبه بجدية مضحكة: تصدق إني إلى الآن معرفش إذا كانت مايا بتعرف تطبخ ولا لأ.
ضحك مستهزئًا: إنت أيه اللي تعرفه عن مراتك أساسًا يا معتوه، أخبرتك سابقًا أنت حقيرًا أرعن!
دمج حديثه بالانجليزية، فشن هجومه باكرًا على من تفاده مرددًا: سخن الأكل أنا جاي. وكلم جمال يجبلنا حلويات.
ضحك بصوته الرجولي المسموع: أنت نفسك مفتوحة على كده.

جذب مفاتيح سيارته واتجه للسيارة، رفع جسده برشاقة واعتلاها وهو يخبرها بهيامٍ: تقدر تقول إني تقريبًا فوقت ومبقتش الغبي اللي يتضحك عليه، لقيت اجابة لاسئلتي ونهايتها إني كنت غلط يا صديقي.
تلهف باخباره: لأ ده إنت تيجي بسرعة نشوف حكايتك أيه؟

أغلق عمران هاتفه وألقاه جواره وهو يصفر بهيامٍ بما توصل إليه بعد معاناة، فعاد يدق من جديد، وما أن إضأت شاشته بإسم ألكس حتى جذبه ليلقيه بالمياه المجاورة لسيارته وهو يردد: خلاص الأهبل مسح ريالته، مش هيكونلك وجود بحياتي تاني لا بالرخيص ولا بعقد جواز!

حاولت شمس أن تستميل مايسان لحديثها، ولكنها كانت صافنة على فراشها، تضم جسدها بحزنٍ تام، ومع ذلك تابعت شمس حديثها الحزين مرددة في محاولة لجذب انتباهها: اتصدمت منه لما لقيته بيتكلم على لبسي بالشكل ده ولما رجعت لابسه الفستان اتصدمت أكتر لما لقيته كل شوية يقولي إقلعي الشال، الاستاذ كان عايز البروچ الغالي يبان للناس عشان يتأكدوا إن الفستان غالي!

وزفرت بغضب: بني آدم حقير وحقيقي يا مايا مش قادرة أتحمله أنا بكره الصبح هروح لعلي المستشفى وهكلمه يقول لفريدة هانم تفسخ الخطوبة دي.
وحانت منها نظرة إليها، فوجدتها لم يرف لها جفنًا، فأمسكت ذراعها تحركها بحزنٍ: مايا إنتِ مش معايا خالص، مالك بس يا حبيبتي المفروض إن اللي حصل يفرحك، الحمد لله إنتِ سليمة محصلكيش حاجة وعمران أخدلك حقك وهان الكلبة دي، أيه بقى اللي مزعلك؟

رفعت عينيها إليها، باسمة بتهكمٍ: عمران عمل كده عشان رجولته وشكله قدام الناس يا شمس، مش لإنه واقع في غرامي.
واسترسلت بوجعٍ تجمع بهالته: بكره ترجع وتتقربله وكالعادة هيستسلم ليها.
وبحقدٍ مندفع استرسلت: اللي يضعف مرة قدام واحدة ست هيضعف مليون مرة ليها ولغيرها.

وتابعت وعينيها تحرر دموعها: عمران ضعيف يا شمس، مش هيقدر يحارب شيطانه، كان متوقع إني هفرح وهجري عليه بعد ما يكسر ألكس أو يسيبها خالص، ميعرفش أني بحاول أحافظ على نفسي.
أنا لو سلمتله يا شمس وخاني بعدها هموت ومش هقدر أحارب علشان حبي وكبريائي تاني، الخساير مش هتكون كسرة قلبي وبس يا شمس الخساير هتكون كسرتي ونهاية حياتي!

وانهارت باكية فضمتها شمس إليها بتأثرٍ، شاركتها البكاء وبشهقاتٍ مختنقة قالت: اهدي عشان خاطري، أنا فهماكِ ومقدرة والله، بس أنا حاسة إن عمران لو أخد فرصة تانية منك هيتمسك بيها ومستحيل هيضيعها من إيده.
ابتعدت مايسان عنها، وأزاحت دموعها بقوةٍ امتدت لها فجأة، فقالت وهي ترسم بسمة هادئة: قومي نامي علشان جامعتك، أنا تعبانه وعايزة أرتاح.

وتمددت مايسان على الفراش، فاحترمت شمس رغبتها بالبقاء بمفردها، ففردت الغطاء عليها وخرجت لغرفتها.
ما أن ولج للداخل حتى ألقى جاكيته على المقعد، وحرر قميصه ليتركه مفتوحًا، ألقى عمران بجسده على الأريكة المقابلة ليوسف الذي يلقيه بنظرة ساخرة: إلبس هدومك بدل ما تاخد لطشة برد، أنا جاي أكل وأنبسط معنديش استعداد أجري بحد.
استند بيده أسفل رأسه وهو يخبره: متقرفناش بقى يا عم يوسف، قوم هات الأكل خلينا نأكل ونغور.

ضحك سيف الذي يتابع دراسته على الحاسوب، فأشار له يوسف بضيق: شوفت بيتكلم ازاي معايا يا سيف!
هز رأسه مؤكدًا، ثم قال مازحًا: صحابك عنيفين أوي يا جو، بالأخص جمال تحسه إتولد روحه على طرف مناخيره.
رد عليه عمران بتحذير مبطن: مالك بينا يا دكتور سيف، ركز في دراستك أحسن من المقاطيع اللي تودي ورا الشمس دول.
رفع يوسف يده بمكر: بيتكلم صح، قوم يا سيفو سخن الأكل عما جمال يجيب الحلويات ويجي.

ضيق عينيه بغضب: ورايا Test ومش فاضي، قوم اخدم اصحابك بنفسك والا هتصل بماما وأقولها إنك معطلني عن المذاكرة وشوف بقا هآآ...
قاطعه حينما ألقى الوسادة المطولة لوجهه بعنفٍ: خلاص خلاص ما صدقت!
ونهض وهو يعدل من ملابسه الغير مرتبة: هقوم أنا، ما خلاص بقيت دكتور نسا وتوليد طول اليوم وبليل الخدامة الفلبنية اللي جابهالك أبوك كنس وطبخ وغسيل هدومك المعفنة يا معفن!

انفجر عمران ضاحكًا وهو يتابع المشاجرة اليومية المعتادة بين يوسف وأخيه الصغير، فقاطعهم صوا غلق الباب ليطل جمال من خلفهم يضع أكياس الحلوى وهو يردد ببسمةٍ خبيثة: إوعوا تكونوا كلتوا من غيري أزعل!
أجابه سيف ومازال نظراته متركزة على الحاسوب: يوسف لسه داخل يسخن الأكل، اديني أحلي عما يخلص.
رمقه يوسف بازدراء: طفس!

وتركهم وغادر للمطبخ، بينما جلس جمال جوار عمران ينشب تحقيقه حول ما حدث اليوم بالحفلة، مستفسرًا عن علاقة ألكس بالرجلين.
انتهى يوسف من تسخين الطعام، فوضعه على الطاولة واتجه ليجلب المياه ولكنه توقف حينما صدح جرس الباب يدق بطريقة أفزعته، ظن وكأن الشرطة هي التي تدق الباب.

فتح يوسف ليتفاجئ بفتاة أمامه تتطلع إليه بغضب شديد، تلاشى حينما رأته يقف أمامه، كانت ترتدي فستانًا أزرق اللون وحجابًا من اللون الأبيض، بدت عربية بملامحها الهادئة، ارتباكها وعرفها النازح فوق جبينها وكأنه كانت تواجه شيئًا قاتل بالخارج جعله يتساءل: كيف أساعدك؟

ابتلعت ريقها بتوترٍ شديد، وفجأة تحركت آذنيها تجاه صوت الضحكات المسموع من الداخل، فلم يكن سوى ضحكات عمران وجمال من وسط مزاحهما والأخير يحاول لكمه بمرحٍ.
تعجب يوسف من تلك الفتاة، وخاصة حينما دفعته وهرعت للداخل، فاتبعها وهو يصيح: هيي. توقفي وأخبريني من أنتِ؟

انصاعت خلف صوت الضحكات حتى وصلت للغرفة المقابلة لها، لتستقبل ما ستراه بقتامةٍ حارقة، تلاشى عنها الغضب تدريجيًا حينما وجدت شابًا يدرس على حاسوبه، وأخر ممددًا على الأريكة وما أن رآها حتى نهض يغلق أزرر قميصه المفتوح، وبالمنتصف الطعام الموضوع ولجواره أكياس الحلوى الذي راقبته وهو يشتريها أثناء هبوطه من مكتبه.

كانت بموقف لا تحسد عليه، خاصة حينما انتصب بوقفته وهو يرمقها بعدم تصديق، بينما تساءل عمران بدهشة: في أيه يا يوسف؟ ومين دي؟
أجابه بحيرةٍ من أمرها: معرفش بس هي تقريبًا تايهة بالعنوان.
أتاهما ردًا حارقًا ينبع من ذاك الغائم: لا مش صح الهانم المحترمة نازلة في نصاص الليالي تراقبني وطالعة لحد هنا بنفسها تدور على الست اللي واخدني من حضنها زي ما هي رسمت.

بدت حقيقتها للجميع بأنها صبا، زوجة جمال التي لم يسبق لاحدٌ منهم رؤيتها، توترت الأجواء وخاصة حينما جذبها جمال من ذراعها هادرًا وهو يهزها بعنفٍ: ادخلي، ادخلي دوري جوه في الأوض يمكن نكون خبينا الستات في الدولاب ولا تحت السرير.
تدخل عمران على الفور فجذبه بعيدًا عنها مرددًا بهدوءٍ: جمال ميصحش كده، من فضلك اهدى.

صرخ بعصبيةٍ جعلتها تنتفض بوقفتها وتتراجع بخوف: اهدى! مراتي بتراقبني وطالعالي في وسط صحابي وخرجت بدون إذن مني عايزني أكون هادي ازاي يا عمران؟!
واستدار يقابلها بغضبه القاتل، فدفعها للخارج مرددًا بتوعدٍ: قدامي يا هانم حسابنا في البيت، أنا غلطان اني خليتك تسيبي مصر وتيجي تعيشي معايا هنا، كنت مغفل بس هصلح غلطتي دي وحالًا هحجزلك على أول طيارة راجعة مصر.

بكت وهي تحاول تحرير ذراعها بألمٍ اتبع نبرتها المتوسلة: جمال إيدي!
أبعده يوسف عنها ليعترض طريقه فاوقفه عن هبوط الدرج قبالة باب الشقة: جمال احنا على السلم مينفعش اللي بتعمله ده، ادخل جوه واقعدوا اتكلموا بهدوء أفضل من عصبيتك دي.
أشار له بتحذيرٍ: إبعد عن طريقي يا يوسف أنا مش طايق الهوا اللي قدامي.

كعادة عمران حينما تشتد الامور سوءًا، منحه لكمة جعلت جسده بترنح للخلف، فدفعه مستكملًا بقامته لداخل الشقة، بينما بقى يوسف برفقة صبا بالخارج مشيرًا لها: حاولي تهدي، متخافيش عمران هيعقله.

إلتف العالم بها، فلم يكن بأوسع مخيلاتها أن تمر بما تمر به الآن، تواجه الكثير من العقبات بمفردها رغم وجود زوجها الذي تركها للهواجس تخبرها بأنه يعرف أخرى عليه، وخاصة بعد رؤيتها النساء المتحررات هنا، وباليوم الذي قررت فيه تتبعه تضع ذاتها بهذا الموقف المحرج.

ترنح جسدها للخلف فاستندت على باب المصعد، صدرها يختلج ويهرب عنه الهواء تدريجيًا، شعر بها يوسف فألقى نظرة متفحصة عليها، قائلًا بقلق: مدام صبا إنتِ كويسة؟
ارتمى جسدها أرضًا مستسلمًا للدوار القاتل الذي يضمها إليه، فهرع يوسف لداخل الشقة يهتف بغضب: مراتك وقعت من طولها بره، مش عاملي فيها دراكولا!

فور سماعه ما قال، هرع جمال للخارج فانحنى يحمل جسدها إليه وهو يحرك وجهها بفزعٍ: صبا، صبا سامعاني، ردي عليا، صبا.
خرج الشباب من خلفه، فانحنى يوسف يتفحص نبضها، ومن ثم استقام بوقفته وهو يشير لجمال: هاتها جوه بسرعة.
إنصاع إليه فحملها وولج لغرفته، وضعها على الفراش وانزوى جانبها يحركها برعبٍ.

بينما وقف عمران بالخارج حتى يترك لهما مساحة لا ينبغي له تحطميها، فلفت انتباهه يوسف المستند على الحائط جواره، رمش بعدم تصديق وصاح: إنت بتهبب أيه هنا؟
برق ساخرًا: هكون بعمل أيه يعني واقف مستني لما يفوقها.
ضرب كفًا بالأخر وهزه بغضب: إنت مش دكتور يا بجم متخش تتصرف.
رد مستنكرًا: عايزني أدخل لجمال الطايش ده علشان يديني لكمية يجبني الأرض، ترضاهالي يا صاحبي؟

جز بأسنانه على شفتيه: يا مثبت العقل والدين، هتتنيل تدخل ولا أكيفك أنا بدل جمال!
تنحنح وهو يعدل قميصه المتسخ بالزيوت جراء تسخينه للطعام: لا هدخل وهطرقلك جمال تتصرف معاه إنت.
أجابه بضجرٍ: مفيش مشكلة.
ولج يوسف للداخل، فدنى منها بعدما جذب حقيبة صغيرة من غرفة سيف، وبدأ بتفحصها ويقاس ضغطها، تكون لديها فكرة عما يصيبها، ولكنه ترقب لحظة افاقتها.

بدأت صبا تحرك رأسها يمينًا ويسارًا، حتى استردت وعيها، فوجدته يجلس جوارها يسألها بلهفة: حاسة بأيه؟
انهمرت دمعة على خدها ولفت رأسها عنه للجهة الأخرى، كز على أسنانه وردد من بين اصطكاكها: إنتي كمان ليكي عين تزعلي مني. ماشي يا صبا.
ونهض وهو يشير لها بينما يتابع يوسف تدوين الادوية دون أن يعبئ به: قوومي بينا نرجع شقتنا.
لكزه يوسف ببسمة واسعة: لا مهو المدام هتركب محلول، وشكلكم هتناموا هنا النهاردة.

صاح متعصبًا: أيه اللي بتقوله ده يا يوسف نبات فين؟
أجابه وهو يقدم له الورقة: متقلقش هأخد سيف يبات عندي النهاردة، المهم ادي لعمران يجيب المحلول ده وخليك بره شوية، محتاج أتكلم مع مدام صبا عشان أقدر احدد سبب الاغماء.
لوحديكم ليه إن شاء الله؟!
رددها بعصبية بالغة، فنهض يوسف عن المقعد وأشار له وهو يغادر: طب بالسلامة أنا عريس جديد ومش فاضي للعب العيال ده، إبقى شوفلك دكتور تثق فيه غيري.

جز على شفتيه السفلية بغيظٍ، فجذبه من تلباب قميصه بشراسةٍ: بتهددني يا يوسف؟!
أزاح يديه عنه وهو يصيح بغضب: أنا بشوف شغلي يا محترم، واتفضل بقى هوينا بسحنتك اللي تصد النفس دي.
منحه نظرة مغتاظة قبل أن يتركه مغادرًا للخارج، وعاد يعيد فتح باب الغرفة على مصراعيها مما جعله يضحك بعدم استيعاب لجنون أصدقائه على زوجاتهم بالرغم من معاملاتهم الغير منطقية لغيرتهم المجنونة.

لفت انتباه صبا الغرفة، وجدت بها الكثير من الصور لجمال زوجها وهو بسنًا أصغر برفقة يوسف وذاك الشاب الذي رأته بالخارج منذ قليلٍ وعلى ما تتذكر عمران كان إسمه.
عادت تسلط نظرها على يوسف الذي بدأ بحديثه الجادي: مدام صبا حضرتك عارفة أنك حامل صح؟
زفرت بحزنٍ وهي تشير برأسها بعلمها بذلك، فقال بهدوءٍ: في الشهر الكام؟
أجابته وقد بلغ الحزن بصوتها: أول التالت.
تابع بعقلانية: معنى كده إنك مخبية على جمال كل ده؟!

لعقت شفتيها الجافة عسى أن ترحل مرارة فمها عنها وهي تجيبه: مكنتش جاهزة أقوله وأنا جوايا احساس قوي أنه بيخوني.

ابتسم وهو يستمع لها، وقال: أنا طبعًا مش هبررلك غلطه لإن تصرفاته كانت في قمة الغباء، بس عايز أقولك أني أعرف جمال من لما كنا لسه بندرس، أنا وهو وعمران نعرف بعض من سنين من أول ما سكنا بالشقة دي واحنا مش بنفارق بعض، وحاليًا بعد ما كل واحد بقى له بيت والشقة بقت لاخويا سيف الا أننا بنتجمع هنا ومش بنقدر نبعد كتير.

اللي عايز أقولهولك جمال الوحيد فينا الا عمره ما بص لواحدة ست ولا كان له تجارب سابقة، جمال شخص نضيف فبأكدلك إن شكوكك كلها مش صحيحة.
بكت وهي تستمع إليه، وقالت باحتقانٍ: طيب ليه مقاليش هو بيجي فين وريحني من العذاب ده؟
أجابها بحزنٍ وهو يراقب بكائها: لانه كالعادة بيعاند وهتلاقيه كان عايز يشوف هتتهميه بأيه تاني، واللي زاد بقى لو اكتشف أنك كنتي مخبيه عنه حملك هيتضايق جدا.

ابتلعت ريقها بخوفٍ شديد، فابتسم يوسف وهو يطمنها: متقلقيش أنا هلف الموضوع وهشيله الجمل بما حمل.
لم تفهم ما قاله، الا حينما ناداه فولج للداخل حاملًا الأكياس: عمران جاب الادوية أهي.
جذبها منه يوسف وبدأ بتجهيزها، بينما دنى جمال من الفراش يتفحصها بنظرة مهتمة وبارتباك قال: أحسن ولا لسه تعبانه.

هزت رأسها بخفوتٍ، بينما اتجه إليها يوسف يدث إبرة المحلول بيدها واليد الاخرى تشدد على يد حمال المتمسكة بها، فتساءل بفضول: عرفت عندها أيه؟
أجابه وهو يضع الحقن بالمحلول المعلق: مدام صبا كانت شادة العيارين عليك بسبب الهرمونات يا جيمس.
ضيق عينيه بعدم فهم، فقال: مراتك حامل في الشهر الثالث، وشكلها كده من الزعل اللي إنت عامله فيها مخدتش بالها.

برق بعينيه بعدم استيعاب. فوضع يده على بطنها تلقائيًا وهو يردد: حامل!
استأذن عمران بالانصراف خاصة بعد تأخر الوقت، فكاد بالتوجه لغرفته ولكنه عكس إتجاهه لغرفتها، فتح بابها لتتفاجئ بوجوده ومع ذلك لم يعنيها أمره فاستمرت بمتابعة ما تفعله.

اتجهت للخزانة تجذب باقي الملابس لتضعها بالحقيبة لتضمن هروبها دون أن تراها خالتها، ولج عمران بخطواته المنتظمة حتى وصل للفراش فجلس وهو يردد بألمٍ: كنت واثق إنك هتعملي كده.
تجاهلته وهي تضع أغراضها بالحقيبة وكأنه نسمة هواء عابرة، ألقى عمران الحقيبة حينما وجدها تحمل باقي متعلقاتها، ونهض ليقف قبالتها مرددًا: مش هتطلعي من هنا يا مايا. لو مهما عملتي.
رفعت عينيها المدعية للقوة له، قائلة: أنت ليك عين تتكلم!

ناطحها بعنفٍ: مايا صدقيني أنا ماليش علاقة باللي حصل ده.
تركته وهي تعيد حمل الحقيبة لاستكمال وضع أغراصها، فجذبها لتقف قبالته: من فضلك إبعد عني وسبني في حالي يا عمران، ولو خايف إن فريدة هانم تعرف فأنا مش هتكلم.
ضربته في مقتلٍ، وهو يراها رافضة لوجوده جوارها، فاستظردرت مولية ظهرها: أنا خلاص يا عمران فاض بيا ومبقتش قادرة أتحمل، فل. باقي على رابط الدم اللي بينا هتطلقني وحالًا.

قالتها بقسوة ومازالت توليه ظهرها، وفجأة استمعت لصوت من خلفها بدى قوية، استدارت لتجده ينحني بكبريائه وهيبته أمامها، واضعًا رأسه بالأسفل وهو بكافح ليتحرر صوته: مايا دي فرصتي الأخيرة من فضلك متحرمنيش منها ولا منك، أنا بحترمك فوق ما تتخيلي وعايز أقضي عمري معاكي.

رؤيته يجلس على قدميه هكذا جعلتها تندفع إليه لتنحني على قدميها أمامه، ابتسم عمران ورفع رأسه إليها فوجدها تغفو على صدره، فضمها إليه بقوة جعلتها تتألم من وجع ذراعيها، وهمساته لا تفارقها، فرغمًا عنه انصاع خلف عاطفته التي تحركت لها، فمنحها من بتلات العشق وعينيه لا تتركها فدنى يقتبس من رحيقها ولكنها تراجعت للخلف وتركته برفضًا تامًا لمشاعره، فمنعها من الابتعاد حينما حاوط وجهها بيديه بحبٍ، ليسحبها مستندًا بجبينه على جبينها وأنفاسه المحترقة تلفح وجهها: مايا أنا عايزك، أنا بأحبك!

تحررت من يديه ونهضت عن الأرض توليها ظهرها، فنهض يلحق بها وهو يضمها إليه، ابعدته مايسان وهي تشير بغضبٍ: لأ يا عمران، مش هسمحلك تقربلي الا لما تستحقني.
وبقسوةٍ قالت: طول ما أنت ضعيف وبتجري ورا نزواتك هبقى بالنسبالك أبعد من السما للأرض!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة