رواية شمس في قلبين للكاتبة مروة نصار الفصل الثالث عشر
خطيب شمس ... هل ما قاله حقيقي !، هل أنا أهذي !، أم ماذا ؟، تسمرت شمس في مكانها فاغرة فاهها وقد جحظت عيناها من الصدمة، لم تستطع استيعاب ما قاله للتو، ولَم تعلم بماذا تجيب شريف عندما سألها قائلاً: خطيب مين ؟، شمس، ازاي، الكلام ده حقيقي يا شمس !، انتي ارتبطتي بيه !.
تلعثمت واختنق حلقها بالكلمات التي لا تريد الخروج، حاولت ان تتماسك وظلت تهذي بكلمات: ايه ... ها .. مين .. اصل .. يعني .
شدد قصي قبضة يده علي ذراعها وقال بصوت حمل لها بعض من الرهبة: ايه ياحبيبتي مالك، انا اسف اني خالفت اتفاقنا وقلت قبل ما اروح أتقدم لماما، بس من فرحتي مقدرتش استني .
وقفت شمس تستمع له وهي مصدومة وقالت: مين ؟.. تتقدم لماما .. واتفقنا .. ااه ...
وهنا جذب شريف ذراعها من قبضة قصي وقال: خطوبة ايه ومين اللي حيتقدم، الكلام ده مش حيحصل ومش حقيقي اصلاً، انت شكلك بتخرف، شمس دي تخصني انا وبس، مش لحد تاني، واحنا حنتجوز قريب، وانت مالكش مكان هنا اصلاً .
ثورة من الغضب والغل انتفضت بداخلها، احساس شديد برغبتها في الانتقام تغلب عليها، وشعور بالأهانة وبأنها ليست دمية في يديه انتابها وجعلها تجيبه وهي تجذب يدها من يده بعد ان أمسكها بعنف وقالت: كلام ايه اللي مش حقيقي، انا وقصي اتفقنا علي كل حاجة، وانا مش ملك حد يا استاذ شريف، ولا يمكن افكر أتجوزك في يوم من الايام .
وقف الاثنان في ذهول، شريف مما يسمعه من حبيبته وتؤام روحه، وقصي من انها وافقت علي كلامه ولَم تكذبه .
ثم اخيرا تحدث شريف قائلاً: انتي بتقولي ايه يا شمس، ازاي تقولي كده، وإزاي تفكري ترتبطي بحد تاني غيري، انتي عارفة احنا لبعض ايه، احنا مينفعش نعيش من غير بعض، مينفعش تكوني لحد غيري .
اجابته بتحدي: احنا لبعض اخوات يا شريف، انت زي اخويا، مش دي كانت كلمتك ليا من سنتين، ان انا اختك، وموضوع ان مينفعش اني اكون لحد غيرك، ما افتكرش انك تملك عقد ملكية ليا او احتكار، وإزاي افكر ارتبط بغيرك، أظن ده حقي اللي حضرتك مارسته بكل حرية قبل كده ومحدش اعترض، ودلوقتي انا بأمارس حقي، اللي مالكش فيه حاجة .
عاد قصي مرة أخري للتدخل وأحاط كتف شمس بذراعه، ولكنها نظرت له نظرة حادة وقالت بصوت منخفض: متسوقش فيها، بدل ما افرج عليك الناس، ابتسم بخفه واخفض ذراعه وأمسك يدها وقال: متهيألي كده أنت اللي مالكش مكان هنا دلوقتي، وياريت تتفضل من هنا حالا وكفاية ازعاج لحد كده، يلا يا شمس نشوف حفلتنا،انهي كلماته وجذبها ليغادر المكان معها ويتركه بمفرده .
حاول شريف التماسك وان يسيطر علي أعصابه ولكنه لم يعد يحتمل، فانقض علي قصي من الخلف وظل يسدد له اللكمات، تفاجأ قصي فأفلت يد شمس واستدار نحوه لتدور معركة بينهما بالأيدي، ويحتشد الجميع للمشاهدة، وهناك من حاول التدخل ولكن قصي رفض ذلك، وصرخ بهم جميعاً الا يتدخلوا، وظل الاثنان يسددان اللكمات لبعضهما البعض بقوة، كان شريف يصرخ وهو يتشاجر معه ويقول: شمس مش لحد تاني، انت سامعني مش لحد غيري .
وقصي يجيبه بنفس الصياح: انت غبي .. غبي ضيعتها من ايديك وفاكرها حترجعلك وقت ما تحب، انسي شمس مش ليك ومش حتبقي .
وقفت شمس مصدومة..تبكي من هول الموقف ..تضع يدها علي فمها تحاول اخفاء وجهها ولكنها في الاخير لم تحتمل وصرخت قائلة: بسسس... كفاية ... بس، ايه اللي بتعملوه ده، ايه الجنان ده، بس، انا مش بتاعة حد، مش لحد خالص، سيبوني في حالي، كفاية بقا .
ظلت تصرخ حتي انقطع صوتها، ثم ركضت بعيداً عن الجميع، توقف الاثنان عن الشجار، وشعرا بالخجل، اخفض شريف عيناه في الارض، أما قصي فقد كان كل ما يشغله هي شمس، فأشار لشاهي انت تتبعها هي ووليد، ثم نظر نحو شريف وقال: امشي حالا من هنا، بدل ما اخلي الأمن يرميك بره، ومش عايز اشوف وشك تاني، ولا تقرب ناحية شمس خالص، ثم أشار للحرس وقال: توصلوا استاذ شريف الريسيبشن عشان هيعمل شيك اوت من الفندق،نظر له شريف بحقد شديد ثم غادر .
ظلت شمس تركض حتي وصلت إلي غرفتها، وانهارت علي الفراش من شدة البكاء، استطاعت شاهي اللحاق بها ودخلت الغرفة بعد ان طلبت من وليد ان ينتظرها بالخارج، وبمجرد أن رأت صديقتها هكذا هرعت نحوها واحتضنتها وهي تحاول تهدئتها: بس .. بس حبيبتي، ليه كل ده، اهدي شوية .. بس .
ظلت شمس تبكي بحرقة شديدة، فهي لم تعد تحتمل كل ما بداخلها من الم ثم قالت بأنفاس متقطعة: انا ... انا .. اسفة ... اسفة .. عشان فرحك، سامحيني .. بوزت .. عليكي ليلة العمر .
نكزتها شاهي في كتفها وقالت: بس بطلي هبل، اسفة ايه وعبط ايه، وبوزتي ايه، ده انتي عملتي ليا أحلي شو في الدنيا، جو اكشن علي سابنس، علي اثارة ومتعة محصلش .
ابتسمت شمس من وسط دموعها، فأضافت شاهي بسخرية لتخرجها من كآبتها: لا بس الصراحة الواد قصي طلع جامد طحن، شفتي رزع الواد كام بونيه كان حيكوموا، انا كنت قاعدة فطسانة علي روحي من الضحك .
ضحكتا الفتاتان ثم قالت شمس: بس يا بنتي مش قادرة اضحك، سيبيني في همي .
فقالت شاهي ممازحة: اضحكي احسن ما تعيطي، وبعدين هم ايه انتي بتستهبلي، رجلين زي اللوز بيتخانقوا عشانك، عايزة ايه تاني، ده الاتنين اتطحنوا تحت، مبقاش فيهم حته سليمة، بقوا مزرقين من كتر الضرب، دول محتاجين عمرة كاملة عشان يرجعوا لطبيعتهم تاني .
انفجرت شمس من الضحك علي حديث صديقتها ثم قالت: أحسن يستاهلوا، واحد عامل نفسه لسه بيحبني وعايزني وهو باعني في اكتر وقت كنت محتاجاه فيه، والتاني حشر نفسه في اللي مالوش فيه وطلع عليا إشاعة اني خطيبته، اللهي اشوف فيه يوم البعيد .
ضحكت شاهي قائلة: اكتر من اللي شفتيه تحت، ما اظنش، الواد عدي عليه كل الايام مش يوم واحد وكله بسببك .
شهقت شمس قائلة: ليه بقا ان شاء الله، كنت قلت له يعمل فيها سبع رجاله ويتدخل في اللي مالوش فيه، بس اسكتي عشان انا مفروسة منه، واللي فارسني اكتر اني أكدت كلامه، ابن الدايخة ده، اعمل ايه دلوقتي في المصيبة دي .
قهقهت شاهي وقالت: يا ختي حد يطول يتجوز قصي، ده انا كنت جاية مخصوص عشان اعلقه لولا وليد حبيبي مكانش حيفوت من تحت أيدي، بطلي هبل قصي مفيش راجل زيه، وعمره ما ركز مع واحدة ست، وانا ملاحظة انه مركز معاكي اوي، ودي حاجة جديدة عليه، بلاش عبط بقا .
هتفت شمس قائلة: يركز والا يولع .. ميخصنيش، انا اللي يهمني سمعتي وشكلي، وبعدين انا ايه اللي يخليني افكر في واحد من عينة سي قصي، كل يوم مع واحدة شكل، وحاجة كده مسخرة وقلة أدب، انا ماليش في الجو ده ولا ده لوني، انا عايزة واحد بيخاف من ربنا، عشان يخاف عليا، لكن سي قصي ده لو انا عاجباه النهارده، بكره تيجي واحدة تانية تعجبه .
استمعت شاهي لصديقتها ثم قالت: طيب ممكن تهدي كده شوية، خلاص سيبك من كل ده وانسي وخلينا نفكر في اللي جاي .
كان حسناء تتابع كل تلك الاحداث بترقب شديد، وبمجرد ان غادر شريف واتجه نحو بهو الفندق، ذهبت خلفه، وقالت للحارس الذي معه، ان يتركه لها وهي ستنهي كل شيء، ثم توجهت نحوه وقالت: اهلا استاذ شريف، انا حسناء شكري سكرتيرة مستر قصي الخاصة، القي شريف نظرة مطولة عليها تفحصها فيها من قمة رأسها إلي قدميها، وهو يحدث نفسه قائلاً: طالما معاك الفرسة دي عايز ايه من شمس .
كانت حسناء ترتدي ملابس كالعادة مثيرة تكشف اكثر ما تخفي، قميص شفاف يظهر حمالات الصدر الحمراء التي ترتديها من الأسفل، تعقده تحت الصدر لتظهر جسدها وشورت قصير جداً من الجينز لا يكاد يخفي شيء منها، كانت نظراته لها تلتهمها، فهي امرأة مثيرة، مفعمة بالأنوثة، وبمجرد أن شاهدت كيف ينظر لها، علمت انها ستصل إلي مبتغاها، وبدأت تحيك لعبتها، وكبداية بدأت بإثارته بحركات ناعمة من أناملها علي صدره وهي تتحدث حتي تجعله يرضخ لها: انا محتاجالك يا استاذ شريف اوي اوي، وياريت لو تقدر تساعدني .
حاول شريف ان يتماسك وقال: محتاجاني ازاي، وفِي ايه .
نظرت حولها ثم قالت بدلال: لا مينفعش هنا، حضرتك حتعمل شيك أوت، وتيجي معايا علي اوضتي، ونتكلم براحتنا خالص وعلي أقل من مهلنا، والا انت وراك حاجة أهم مني .
أجابها والرغبة بدأت تتملكه وقال بخبث: نتكلم براحتنا مفيش مشكلة، بس المهم ابقي علي راحتي فعلا .
نظرت له بجرأة وقالت: متقلقش خالص، حتكون براحتك علي الأخر .
انهي شريف أجراءات الخروج وأخذ حقيبته، وخرج من الباب الرئيسي ليعود مرة اخري من الخلف ويعبر الحديقة ليصل معها إلي غرفتها الخاصة، فتحت الباب له ودعته للداخل ثم أغلقته بهدوء وهي تنوي فعل كل شيء لتصل إلي غايتها .
أما قصي فقد أسرع نحو غرفة شمس وشاهد وليد يقف بالخارج، فاتجه إليه وقال: ايه الاخبار .
اجابه وليد في ضجر: ولا اعرف، الاول سمعت صوت عياط، وبعد كده صوت ضحك عالي، وأهو واقف زي الأهبل مش عارف حاجة .
فأجابه قصي ممازحاً وهو يبتسم بألم من أثار الكدمات: وليه زي !.
حملق وليد فيه ثم قال مستهزئاً: يا بني، اتلم، انت مفيش فيك حته سليمة، متخلنيش اتغابي عليك، ده انت بقيت شبه السنافر الزرق من كتر الضرب .
لم يستطع قصي الضحك بقوة من الالم فقال وهو يحاول ان يسيطر علي نفسه: مشفتش التاني عامل ازاي، بقا شبه ابو لهب .
_ اااه قلتي بقا التاني، مين التاني ده حضرتك، وايه سبب اللي حصل، وشمس مالها .
حدق قصي بصديقه في دهشة وقال: ايه ده، قول والله انك متعرفش .
_تصدق ولا اعرف حاجة .
_لا ازاي ودي تيجي، تعال بقا لما أحكيلك علي ما يُخلصوا اللي بيعملوه جوا .
وبالفعل جلسا الاثنان في الحديقة علي مقعد خشبي وبدأ قصي يروي له كل ما حدث .
وبعد ان انتهي صاح به وليد قائلا: انت البعيد مجنون، ازاي تقول عليها خطيبتك وليه، افرض كانت كسفتك وقالت محصلش، كان حيبقي شكلك ايه وقتها .
صمت قصي برهة ثم قال: حتصدقني لو قلتلك ان قلبي كان حاسس انها مش حتكسفني، مش عارف ليه .
نظر له وليد بتمعن ثم قال: حتي لو كده، ايه اللي يخليك تقول انها خطيبتك، يا بني انت لسه عارفها من يومين، ازاي تقول كده .
فأجابه وهو شارد بعينيه: صدقني مش عارف ليه عملت كده، انا اول ما شفته معاها، ولقيته بيفرض نفسه عليها، الدم غلي في عروقي، حسّيت اني مش طايق أشوف حد معاها، واني مش مستحمل ان حد تاني يكلمها او يقرب منها .
ابتسم له صديقه وقال: يا حلاوة، انت وقعت يا كبير ولا حد سمي عليك والا ايه، بس ازاي، لحقت تحبها امتي، وبعدين دي مش لونك خالص، يعني بنت عادية مش زي البنات اللي بنشوفهم كل يوم .
نظر له قصي وقال: انا مش عارف بالضبط احساسي، بس كل اللي اعرفه اني مهتم بيها، عينايا بتدور عليها دايما، والاهم اني بجد عمري ما شفت بنت زيها .
اجابه وليد محذراً: قصي خد بالك، شمس مش زي البنات اللي نعرفهم، ومن كلامك هي مش حمل وجع ولا صدمات تانية، يعني لو حضرتك مش واثق من مشاعرك، بلاش تعلق البنية بيك، بلاش تظلمها كفاية الزفت التاني واللي عمله .
حاول قصي ان يتحدث ولكن شاهي قاطعت الحديث بينهما وقالت: يلا بينا يا وليد .
نهض الصديقان وسألها قصي: ايه اخبار شمس دلوقتي .
فأجابته بهدوء: سيبتها عشان تنام، بس خلاص بقت كويسة، متقلقش .
فاقترب وليد من زوجته وقال: طب يلا بينا يا حبيبتي عشان عندي كلام كتير اوي لسه عايز اقوله، ثم وجه حديثه لصديقه قائلاً: سلام يا صاحبي، وفكر في اللي قلته ليك.
غادر العروسان، ووقف قصي يراقب باب الغرفة ثم اقترب منه، وظل واقفاً لديه رغبة ملحة في رؤيتها والحديث معها، ولكنه يعلم انه لا يجب عليه هذا، ظل ينازع رغبته حتي غادر في الأخير نحو غرفته .
جلس شريف في غرفة حسناء ينتظرها بعد ان استأذنته لتقوم بتغيير ملابسها، وبالفعل خرجت بعد قليل ترتدي قميص نوم قصير شفاف باللون الأحمر وتضع عليه روب قصير بنفس اللون، تركته مفتوح ولَم تحاول حتي اغلاقه او اخفاء ما يظهر منها .
كان يجلس وهو في حالة انبهار بجمالها الأخاذ وأنوثتها التي تستطيع الفتك بأعتي الرجال، ابتلع ريقه وحاول ان لا ينفعل او يتأثر ثم قال: ايه الحاجة اللي عايزاني فيها .
اقتربت منه حسناء بدلال وقالت: مستعجل علي ايه يا بيبي، انت وراك حاجة، مش نقعد نتعرف علي بعض الاول، وبعدين انت ضيفي، وحتقعد معايا هنا كام يوم، ولازم أقوم بواجب الضيافة .
فغر فاه شريف واندهش بشدة ثم قال: حأقعد هنا ازاي !، ليه !.
اقتربت اكثر ثم جلست علي ساقيه وكشفت اكتر عن جسدها ووضعت يدها علي ظهره وقالت: هششش، بلاش اسئلة كتير مالهاش لزمة دلوقتي، خلينا في اللي أحنا فيه، وخلي الاسئلة بعدين .
حاول شريف التملص منها والنهوض ولكنها لم تتح له الفرصة، كانت رغبته اقوي من إرادته، استطاعت بأسلحتها الأنثوية أن تضعف مقاومته، وتجعله ينسي كل شيء سوي رغبته بها، ليقعا الاثنان معا فيما حرمه الله