رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس
طوى مؤنس الجوابات ووضعها بداخل الصندوق مره أخرى وأغلقه وتركه جواره لكن أحتفظ بصورة تلك الطفله بين يديه يتأمل ملامحها الصغيره فعلا تشبه كثيرا مسك إبنته، لكن بعض الملامح لا تلاحظ، سوا لم يتأمل كثيرا، شفاه تلك الصغيره أكثر سمكا كذالك لون العينين مختلف وتلك الشامات التي بوجهها كذالك العين بها نظره أجرأ، تسأل عقله: الآن أصبحت تلك الصغيره صبيه ترى هل مع الوقت أصحبت نسخه مختلفه تمام أم مازال هنالك تشابه كبير بين هن؟
الحنين والندم يبكيان القلب، وأسئله تجول بالرأس
هل؟ وهل؟ وهل؟ ولا جواب غير بالتأكيد تلك الصغيره مثله لا تعلم عنه شئ، سوا أنه كان.
ل والداتها أب جحد قلبه عليها، حين خالفت أمره ورفضت الزواج بأكثر شخص كانت تبغضه بحياتها، كما قالت له، لو آخر ربما كانت تخلت عن من هوى قلبها له وإمتثلت لأمره لكن هذا مستحيل أن تقبل الزواج منه لو قتلها في الحال، لكن لم يقتلها كان العقاب أقوى من القتل بالنسبه لها، أن يتبرأ منها كأنها ليست تلك المدلله التي كان لها مكان ومكانه قويه في قلبه حتى أكثر من أخيها، لم يكن عقاب لها وحدها، بل العقاب شمل الجميع، أدمى قلوب مزقها الندم والآسى.
إهتدى قلبه بلحظه لما لا؟
تنحى عقله عن الكبرياء والجحود، وجذب هاتفه المحمول ذو الطراز والإصدار قديم قليلا، وآتى برقم خاص قام بالإتصال عليه.
رد الآخر عليه بترحيب وإحترام.
للحظه تردد في إخبار الآخر لما هاتفه الآن لكن بلحظه حسم أمره قائلا: .
جولي أيه آخر أخبار هاشم خليل و، بنته.
تنحنح الآخر متفاجئا وقال بحرج: آخر حاچه أعرفها عنه كان من ست سنين تجريبا، إنه عايش في السعوديه بيشتغل مهندس إتصالات هناك والبنت كانت معاه.
تنهد مؤنس قائلا: أكيد بينزل مصر عشان أخته، مش كان جوز أخته زميلك في الجيش؟
رد الآخر: .
كان زميلى بس من فتره العلاجه بينا شبه إتجطعت بنتكلم على فترات متباعده، الدنيا تلاهي يا حج مؤنس، بس نمرة تلفونه عندي، لو في حاچه مهمه ممكن أتصل عليه وأسأله بأى حجه؟
شعر مؤنس بغصة ندم قويه في قلبه، فمن يريد أن يسأل عنها كان من المفروض هو من يكون على درايه بأحوالها، إبتلع تلك الحسره في قلبه قائلا: سلوان هاشم خليل
عاوز أعرف أيه آخر أخبارها.
بالفندق.
تستطحت سلوان على الفراش تتنهد بشعور مختلف عليها، تشعر بإنشراح وصفاء غريب يسيطر عليها، جذبت هاتفها وقامت بفتحه على، ملف الصور ترى تلك الصور القليله التي إلتقطتها لنفسها وهي بذالك المنتطاد بعد أن زالت الرهبه عنها وشعرت بصفاء الجو حولها وإستمتعت بتلك الرحله القصيره، أجل كانت قصيره، تصفحت تلك الصور التي إلتقطها لها جلال أيضا، تنهدت بشعور خاص، لا تعلم لما بحثت بين الصور علها تجد له صوره بينهم لكن لا يوجد، ذمت نفسها قائله: مالك يا سلوان أيه الأفعال الطفوليه دى، بدوري على صوره ل شخص إتعرفتى عليه بالصدفه، ومتعرفيش عنه غير إسمه، عقلك جن.
لكن سرعان ما إبتسمت بنشوه خاصه قائله: فعلا عقلى جن، ومعرفشى إزاى وثقت في الشخص ده بالذات، رغم إنى عمري كنت بحاذر من أى شخص غريب عني، حتى كمان في قريبين مني وعارفاهم كويس وبحاذر منهم بعد ما ظهروا على حقيقته الوقحه معايا، بس جلال أيه المختلف فيه، أيه الشئ اللى بيجذبني له جوايا إحساس أوي بالثقه إتجاهه، رغم إننا يادوب تلات مرات اللى إتقابلنا فيهم، لو حد بيحكي لى عن اللى بيحصلي ده كنت هقول فيلم رومانسي خيالي، وصعب يحصل في الواقع.
تنهدت سلوان تزفر نفسها بقوه قائله: ده كأنه شئ من السحر بيجذبني أثق فيه وأتخلى عن التحفظ وأنا ومعاه، أكيد الثقه دى بسبب إنه هو اللى أنقذنى من الموت على محطة القطر.
بغرفة نوم جاويد.
إضجع على أريكه بالغرفه يتنهد يشعر بنشوه ممتعه لاول مره بحياته، يشعر أن شئ غريب يحركه يغزو قلبه شعور جديد لم يكن في حساباته سابقا، أجل حساباته هو دائما كان يحسب قيمة كل خطوه قبل أن يخطيها بعقله، الى أين تذهب به هذه الخطوه، لكن الآن تنحت تلك الحسابات ترك خطاه هي من تسحبه الى أين؟
لا يعلم، لكن يشعر ب حريه كأنه مثل ذالك الطائر الذي يسمعه، يشدوا بصوته الليلي في الأفق الهادئ الآن، هدوء خاص يشعر به، لكن فجأه غص قلبه حين تذكر جوابه حين سألته عن إسمه
جلال
سأل نفسه لما يقول لها ان إسمه جاويد الاشرف؟
جاوب عقله: يمكن عشان إسم جاويد الأشرف مشهور هنا وسهل تعرف عنه أى شئ.
لم يقتنع عقله بهذا الجواب، سهم للحظات وهو يضع يده فوق مكان ذالك الندب الذي بموضع قلبه، وزفر نفسه يشعر بغصه ووخز في قلبه، ربما لآن هذا الأسم لم ينسي صاحبه يوم وتمنى لو كان إنقلب الماضي وكثيرا ما كان يتمنى أن كان هو من رحل بلا عوده.
ب بيت المغتربات.
تقلبت إيلاف بالفراش تشعر بآرق، تذكرت حين كانت بغرفة العمليات تشارك بتلك العمليه الخطيره للحظه أثناء تقطيبها للجرح إرتعشت يديها، لم يلاحظ ذالك سوا جواد الذي نظر لها وأخذ منها الملقط وبدأ يقطب هو مكان الجرح، تحير عقلها لما لم يتفوه لها بكلمه بغرفة العمليات، إهتدى عقلها ربما لم يريد إحراجها أمام الموجودين بالغرفه، لكن كذالك لم يتفوه بشئ بعد خروجهم من غرفة العمليات.
إهتدى عقلها: بس أنا بعد العمليه مفضلتش كتير بالمستشفى وكمان ماما إتصلت عليا بعدها وإتحججت بيها ومشيت من قدام الدكتور جواد، أكيد مستني فرصه أو يمكن بعد كده يقول عليها منفعش دكتورة جراحه.
زفرت نفسها تذم نفسها: أيه اللى كان حصل وخلى إيديك تترعش أول مره تخيطي جرح دى أسهل خطوه في الجراحه كلها، أكيد دلوقتي هيستنى فرصة عمليه تانيه ولو طلبت أشارك فيها ممكن يقولى لاء إيديك بترتعش.
نظرت ليديها بنفس اللحظه شعرت أنهما يرتعشان بالفعل، تذكرت تلك الحاله التي أصابتها فتره من حياتها حين كان أحد ينظر لها ترتعش من داخلها تتمنى الأختفاء عن كل البشر حتى لا تسمع منهم إهانه، بداخلها كثيرا تمنت أن تقول لهم ان تلك أكاذيب وإفتراءات على والداها، فكيف لم كان يقظها بعز أيام الشتاء الأكثر بروده فجرا كى تصلى الفجر وتنتظره مع أختها ووالداتها حتى يعود من صلاة الجماعه بالمسجد، تعلم جيدا أنه لم يكن مرائي، كيف تمتد يديه الى خزينة مال شركة النسيج الذي كان يعمل بها، وكيف يقتل أقرب صديق إليه، لكن القانون والبشر لديهم العداله التي تأخذ بالأدله حتى لو كانت مجرد بصمات الشخص، حتى إن لم تصدق لم تقدر على المواجهه ولا عن الدفاع عنه.
بالمشفى
بغرفة جواد
إضجع بظهره على المقعد خلف المكتب، لكن سرعان ما سمع طرق على باب الغرف، سمح له بالدخول وإبتسم له حين قال: .
الجهوه سكر زيادة يا دكتور كيف ما عتحبها وكمان في الماج اللى جيبته سيادتك، بس حاول يا دكتور تخف من الجهوه شويه مش زينه على صحتك.
إبتسم جواد له قائلا: جهوتك إدمان يا عم خلف، ومتخافيش على صحتي الحمد لله بمب، بس الجهوه بشربها عشان تفوجني شويه وانا سهران إهنه في المستشفى.
إبتسم خلف له قائلا: .
والله يا دكتور لو مش حضرتك في المستشفى دى، كانا بجت مخروبه مفيش فيها دكاتره تشوف العيانين الغلابه اللى إهنه في المنطجه(المنطقه) كل الدكاتره تمضي حضور وبعديها بتهرب على عيادتهم الخاصه ومنهم اللى بجى عنديه مستشفي خاصه، ربنا يرزج الچميع.
رد جواد: تعرف يا عم خلف لو كل دكتور بس فضى نفسه يوم وقال هشتغل اليوم ده زكاه عن نفسي وأكشف عل ناس تستحق العلاج ببلاش ربنا هيرزجهم أكتر ويبارك لهم أكتر.
اومأ له خلف مبتسما يقول: ربنا يزيدك رضا يا دكتور، هسيبك تشرب الجهوه، آه نسيت أجولك إن وأنا بنضف مكتب الدكتوره الچديده اللى جات لأهنه تكليف لجيت الكيس الورج ده، فيه نبق خوفت أسيبه في المكتب يلم نمل وكنت هشيله في التلاچه اللى في عيندي في البوفيه لبكره بس التلاچه بتاعتى إصغيره وفيها حاچات كتير وفي إهنه تلاچه في أوضة المدير خاليه جولت أشيل الكيس فيه لبكره لحد ما تعاود الدكتوره.
إبتسم جواد ومد يده نحو الثلاجه قائلا: .
تمام حطه في التلاچه، بس متنساش تبجى تاخده ليها بكره.
ذهب خلف ووضع الكيس قائلا: لاه مش هنسى، هسيبك تشرب جهوتك، وهروح أنا بجى، معاوزش منى حاجه جبل ما أمشي.
رد جواد: .
لاء متشكر تسلم عالجهوه.
غادر خلف، مد جاويد يده وأخذ كوب القهوه.
من فوق المكتب إرتشف منه بعض القطرات ثم وضعه وأعتدل في المقعد يشعر بفضول إتجاه تلك الطبيبه صاحبة الأسم الغريب إيلاف هي الأخرى تبدوا شخصيه غريبه بالنسبه له، تذكر رعشة يديها أثناء تقطيببها لذالك الجرح، لم يتفوه وقتها بشئ أمام الموجودين بالغرفه حتى لا تتوتر وتشعر بإفتقار أمام زملائها بالغرفه، هو حدث معه ذالك مره لكن وقتها وبخه الطبيب أمام زملاؤه، وحين خرج من غرفة العمليات ذهب الى الطبيب وسأله لما قولت لى ذالك وانت تعلم جيدا مدى مهارتي كطبيب جراح، أجابه الطبيب وقتها كى تتعلم من أخطاء ولا تفعل هذا مره آخرى، كذالك لسبب آخر ستعلمه يوما ما، اليوم علم السبب الآخر لم يفعل مثل ذالك الطبيب ويلفت نظر الآخرون الى إيلاف حتى لا تشعر مثلما هو شعر ذات يوم أنه يفتقر للإجاده التي تؤهله ليكون يوما مسؤل عن حياة شخص ما ربما لو ارتعشت يديه بلحظه أضاع حياته.
.
بعد مرور أسبوع
والشمس بدأت تبدد ذالك الظلام من بعيد
نزلت يسريه على تلك السلالم الجيريه ووضعت حلق تلك الزجاجه البلاستيكيه كى تملأها بالمياه، لكن.
فجأه شعرت كأن شئ بالمياه يسحب منها تلك الزجاجه بقوه وفلتت منها تسمع صوت فقعات المياه وتلك الزجاجه تغرق بالمياه، إستعجبت ذالك كذالك ساد الظلام مره أخرى كأن الشمس التي كانت تستطع توارت خلفه وقفت مخضوضه حين سمعت صوت غليظ من خلفها تقول: جاويد، مهما عملتي المكتوب عليه هيشوفه.
إزدرت يسريه ريقها الجاف ونظرت للسماء، رأت تلك الغربان تحوم وتنعق بصوت مرهب، لكن نظرت الى تلك المرأه قائله بتحدي: وأديك جولتى يا غوايش المكتوب عليه، مش اللى إنت كتبتيه عليه.
تنرفزت غوايش قائله: في الماضي ساعدتى في حرجة(حرقة) جلب عاشج
وجاويد هيتحرج جلبه زيه.
ردت يسريه بثقه: أنا كل اللى عملته وجتها إنى وعيت صبيه وساعدتها تهرب من مصير معتوم مع چبروت عيستناها، وياريت اللى عملته بالماضى يجعد ل جاويد، بعدت ملاك من طريج شيطان.
تنرفزت غوايش أكثر قائله: هتشوفى جاويد وهو بيتعذب جدامك ومش هتجدري وجتها تداوي چرحه كيف ما حصل بالماضي، چرح العشج مالوش دوا.
ردت يسريه بتحدي: وأنا فين هشد عصب جاويد وجتها كيف ما حصل في الماضي هيلاجي يدى تطبطب على ضهره تجويه وصدري يضمه يسليه الضنا، بعدي بشرك عن جاويد يا غوايش.
تهكمت غوايش وهي تنظر نحو السماء شعرت برعب حين إبتعدت تلك الغربان وعاد شعاع الشمس يستطع مره أخري.
شعرت يسريه بأمل حين عاود جزء من نور الشمس ونظرت نحو غوايش بثقه قائله: النار مهما كان وهجها المي والتراب جادرين يطفوا لهيبها، المي والتراب طاهرين مهما كان الدنس حواليهم نور السمس بيطهرهم وجادرين على رجم لهيب نار السموم اللى عتشرك بالله وعتسجدي
ل شيطان عبد مطرود من رحمة الله.
وضعت غوايش ذالك الوشاح الأسود فوق وجهها قائله بغيظ: اللى إنكتب بالدم مش هيمحيه غير الدم يا يسريه، والطريج إبتدى وإتجمع الشتيتين إهنه على نفس أرض البدايه هتكون النهايه.
قالت غوايش هذا وغادرت المكان بخطى مسرعه، بينما نظرت يسريه الى المياه ورأت تلك الزجاجه تطفوا مره أخرى فوق سطح المياه لكن إبتعدت بداخل المجرى المائى عن متناول يديها، شعرت بريبه فظهور غوايش نذير شؤم، تنهدت ونظرت لأعلى وجدت الشمس بدأ نورها يستطع والظلام يتبدد، وتلك الغربان إبتعدت وصمت نعيقها، تنهدت تشعر بتوجس لكن لا فرار من القدر الذي بلحظه قد يتبدد مثل الظلام الذي أباده شعاع شمس بسيط.
بأحد البازارات السياحيه
رد زاهر على من يحدثه قائلا: تمام هستني الشخص اللى چاي من طرفك وهمضي عقد الإيچار وهديه المبلغ اللى إتفجنا عليه.
أغلق زاهر الهاتف وظل لوقت يقرأ تلك الاوراق التي أمامه، قرأ ذالك الأسم الموجود بالطرف الثانى للعقد
حسنى إبراهيم النحاس
بعد وقت سمع صوت طرق على باب غرفة الاداره سمح له بالدخول، دخلت فتاه بطول متوسط يميل قليلا للقصر وجسد صغير أيضا، وجهها ملامحه بريئه وضاحكه بنفس الوقت.
نظر لها بتعجب قائلا: أهلا بحضرتك، تحبي أخدمك بأيه؟
إستغربت منه قائله: أنا أبوي بعتني عشان أجابل الأستاذ زاهر الأشرف.
إستغرب زاهر متسألا: أنا زاهر الأشرف، بس مين والد حضرتك!
ردت عليه: أنا حسنى إبراهيم النحاس.
إستغرب زاهر قائلا: مين سيادتك؟
ردت حسنى بتأكيد: كيف ما جولت لك، أنا حسنى بت الحاح إبراهيم النحاس اللى هتأجر المخزن منيه هو جالي إكده.
تعجب زاهر قائلا: بس الحج إبراهيم جالي هبعت شخص من طرفي و مكتوب بالعقد حسني إبراهيم النحاس 0.
جاوبت حسنى: حسنى، مش حسني، الحاء بالفتحه مش بالضمه، هجولك أنا أمى الله يرحمها لما ولدتنى تانى يوم أبوي راح السجل المدنى عشان يسجلنى في المواليد، جام الموظف بتاع السجل المدنى سأله عن نوع المولود أبوي جاله بنته كيف الجمر(القمر)، جام موظف السجل جاله وهتسمى البنته الجمره دى أيه بحى، ابوي جاله على إسم أمى، جام الموظف جاله وإسم إمك أيه جاله حسنا.
جام الموظف كتب إسمى حسنى، بس بدل في الحروف بجى بدل ما يكتب إسمي (حسنا) بالألف كتبها (حسنى)بالياء ومن يوميها وأنا كل ما حد ينطج إسمي يفتكرني ولد، يعنى غلطة موظف السجل المدني، زى ما بنجول خطأ إرتكبه الآخر اللى هو موظف السجل المدنى.
إرتسمت بسمه على محيا زاهر قائلا: تمام أنا فهمت، خلاص إن اسمك حسنى، بنت مش ولد، إتفضلي إجعدي عشان نتفاهم ونمضى عقد إيجار المخزن زي ما إتفجت مع الحج إبرهيم.
جلست حسنى على مقعد مقابل لمكتب زاهر قائله: لاه إنت لازمن تتفج معايا آني لأني أني صاحبة الدار اللى المخزن واخد الدور الأرضي منيها، هجولك الدار دى كانت بتاعة چدي أبو أمى الله يرحمهم التنين، وجدي جبل مايموت سچل الدار دى بأسمي بس انا كنت قاصر وجتها وأبوي كان الوصي عليا وهو اللى كان بيأجر الشجج الاربعه اللى في الدار دى بس المخزن كان مقفول عشان فيه شوية نحاس من اللى چدي كان بيشتغل فيهم، أصل چدي ده كان بيشتغل مبيض نحاس بس كان عليه جلوه للنحاس مجولكش كان النحاس يطلع من تحت يديه بيلمع كيف الدهب إكده، وأبوى بجى كان بيفاهم مع المستأجرين، بس أنا خلاص كبرت وبلغت سن الرشد من تلات شهور وبجي عندي واحد وعشرين سنه جولت لأبوي انا اللى هدير أملاك بنفسي والدار أنا اللى بجيت بتفاهم مع المستأجرين اللى فيها هقولك في إتنين من المسأجرين نفسي أكرشهم مش بيدفعوا الإيجار بانتظام بس برجع وأجول إنهم غلابه حداهم عيال بلاش يتشردوا، و...
شعر زاهر بالسام من كثرة حديث حسنى قاطعها قائلا: متخافيش أنا هدفع ايجار المخزن كل شهر في ميعاده خلينا نتفج ونمضي العجود.
نظرت حسنى بتمعن حولها للمكان قائله: لاه أنا واثجه إنك مش هتتأخر في دفع الأيجار، صلاة النبي البازار على مساحه واسعه وفي منطقه جريبه من المعبد وأكيد السواح بيچوا لأهنه عشان يشتروا المساخيط هدايا وهما راچعين لبلادهم، بس أنا ليا ملاحظه إكده عالمكان، البايع اللى واجف بره بيبع للسواح لما إتحدت معاك كش فيا، بس لما جولت له إنى جايه من طرف الحج إبراهيم النحاس جالى ادخلك المكتب، إبجى جول له يبتسم شويه، البياع الشاطر يكون مبتسم إكده عشان يقنع الزبون يشتري...
قاطعها زاهر قائلا: تمام هجوله وهلفت نظره خلينا نمضى العجود.
نظرت حسنى ل زاهر وهمست لنفسها قائله: العيب مش في البياع ده العيب في صاحب البازار شكله كشري إكده، وانا مالى فخار يكسر بعضيه، أنا جولت اللى يخلص ضميري.
رأى زاهر شفاه حسنى التي تتحدث بهمس لم يسمعه لكن شعر بضيق ووضع أمامها على المكتب ورقة عقد قائلا: العقد أهو مكتوب عند محامى وناجص بس على الأمضا بتاعتنا.
أخذت حسنى العقد ونظرت ل زاهر قائله: جبل ما أمضى لازمن أقرا العقد، ده حاچه متعزلش.
اومأ لها زاهر راسه ب تمام.
قرأت حسنى العقد ثم نظرت ل زاهر قائله: العقد تمام، أوعاك تكون زعلت مني، المثل عيجول
العقد شريعة المتعاقدين، وكمان ده حقى ولازمن أضمنه.
أومأ لها زاهر رأسه قائلا: تمام إتفضلى إمضي العقد.
نظرت حسنى للعقد ثم ل زاهر قائله: فين القلم اللى همضي بيه.
كبت زاهر ضيقه ومد يده لها بقلم قائلا: إتفضلى القلم أهو.
أخذت القلم من يده ووضعت الورقه على فخذها لكن لم تعرف ان تضع توقيعها نظر ل زاهر قائله: مفيش كراسه أو دفتر أحط الورجه عليه عشان أعرف أمضي.
تنهد زاهر بنرفزه حاول كبتها قائلا إتفضلى دفتر أهو حطيه تحت الورجه، وأمضي عشان نخلص لأنى عندي ميعاد كمان نص ساعه.
أخذت حسنى الدفتر ووضعته أسفل الورقه ووضعت توقيعها وهي تهمس لنفسها: معرفش أيه الراجل اللى خلقه ضيج ده بياع إزاى اكيد بينفخ عالزباين ويطفشهم وانا مالى.
أنهت حسنى توقيعها ومدت يديها بالدفتر والورقه والقلم قائله: . أها أنا مضيت تحت إسمي.
تنهد زاهر وأخذهم من يدها ووضع توقيعه هو الآخر قائلا: تمام إكده، إتفضلى ده العربون اللى إتفجت مع الخج إبراهيم عليه، وياريت تفضوا المخزن من الخرده اللى فيه عشان أبتدي أجدده قبل ما أخزن فيه البضاعه.
أخذت حسنى المبلغ المالي قائله: تمام أنا هجول لأبوي وهو يجيب كم شيال يشيلوا الحاچات اللى في المخزن يطلعوها في الاوضه اللى چنب عشة فراخ إم سندس اللى ساكنه في الدور التانى، عينديها كم فرخه وكم بطه وديك وشوية رومي مربياهم في عشه عالسطوح بتجولى يلموا بجايا الوكل اللى بتفيض منينا وكمان بتسترزج من بيع البيض والفراخ والبط وكمان عنديها حمام، أبوي كان عاوز يطردها بس أنا جولت حرام بتصرف على ولادها تساند چوزها عالمعايش...
قاطعها زاهر ونهض واقفا يقول: . تمام حطي الخرده مكان ما إنت عاوزه أنا اللى يهمني المخزن يفضى.
نهضت حسنى واقفه هي الأخرى قائله: تمام، بس ليا سؤال، هو المبلغ اللى في الظرف ده هو هو المبلغ اللى إتفجت مع أبوى عليه ولا هو هيخنسر كيف عادته إمعاي، ويجولى مبلغ أقل من الإيجار الحقيقي.
نظر لها زاهر بغضب قائلا: .
لاه ده نفس المبلغ اللى إتفجت مع الحج إبراهيم عليه وياريت تستغلى الوجت من دلوك وتبدأى في شيل الخرده من المخزن لأنى محتاجه في أسرع وجت وكمان أنا لازمن أمشى عيندى ميعاد مهم دلوك.
تهكمت حسنى وهمست قائله: صحيح الچواب بيبان من عنوانه البياع إتم ومجابلته ناشفه يبجى صاحب البازار أيه اكيد جلف زيه.
تنهد زاهر الذي لم يسمع همسها وأشار بيده لها نحو الباب قائلا: هستنى تليفون من الحج إبراهيم إن المخزن بجى فاضي.
كبتت حسنى غيظها من جحافة زاهر وسارت نحو باب الغرفه لكن توقفت قبل ان تخرج منها ونظرت ل زاهر قائله: نصيحه منيي إبجى أضحك في وش الزباين دول سواح وضيوف عندينا، بلاش الخلقه الكشره دى، بتقطع الرزق.
قالت حسنى هذا وغادرت
زفر زاهر نفسه بقوه يتنفس قائلا: أيه الرغايه دى، دى لو فضلت كمان دقيقتين كنت هتشل من رغيها ودى زى مدفع وإتفتح عليا.
.
عصرا.
بذالك المحل الخاص بييع الملابس خرجت كل من حفصه ومسك التي نظرت ل حفصه مبتسمه تقول: كويس أهو خلاص كده خلصنا شراء الفساتين الست جابت لينا فستانين زى ما طلبنا منها بالظبط، كانت فكرتى إننا ننزل نلف عالمحلات أولا فكره كويسه، أهو الفساتين حسب ذوقنا.
إبتسمت حفصه قائله بتاكيد: فعلا كانت فكرتك عجبال ما أتعب إمعاك إكده عن قريب، أنت كيف أختي.
إدعت مسك الخجل قائله: ربنا يتمم بخير ويمكن يكون كتب كتابك إنت وأمجد أخوي فال خير وتهل الأفراح من بعديه خلينا نشوف فين السواج راكن العربيه، أها هناك أهى، خلينا نروح عنديه، ونحط الفساتين في العربيه في محل عطور زميله ليا في المدرسه جالت لى عليه عنديهم برفانات ومساحيق تجميل بماركات عالميه.
إبتسمت حفصه قائله: مساحيق تجميل ما إنت عارفه جاويد أخوي مش بيحب المساحيق دى، بيجولى بقرف منيها.
ردت مسك: . وإنت هتحطي الحاجات دى جدام جاويد إنت هتحطيها لعريسك، وكمان خلاص دلوك كل البنات ماشيه بالمكياچ على وشها، وجاويد يمكن كان بيجولك إكده عشان كنت صغيره دلوك بجيتي عروسه، يلا بلاش تفكري كتير دى صاحبتى جالتلى على ماركات أصليه عنديهم وأنت عارفه إنى بحب المكياچ والبرفانات جوي.
وافقت حفصه مسك وتوجه الاثنين الى مكان ركن السياره، لكن.
توقفت مسك فجأه قبل أن تصعد للسياره حين رأت سيارة جاويد تقف بمكان قريب منهن، لكن صعق قلبها حين رأت فتاه تدخل لسيارة جاويد، لم ترى وجهها لكن شعرت بغصه قويه في قلبها، بينما نظرت لها حفصه من السياره قائله: مسك واجفه إكده ليه إركبي خلينا نروح محل العطور الوجت المغربيه قربت وماما منبه علينا منتأخرش.
نظرت مسك ل حفصه قائله: العربيه اللى هناك دى مش عربية جاويد.
نظرت حفصه نحو إشارة يد مسك قائله: أيوا هى.
تسألت مسك: وجاويد بيعمل أيه هنا، وكمان مين اللى راكبه جنبه العربيه دي؟
نظرت حفصه بتمعن لسيارة جاويد قائله بتبرير: معرفش يمكن في له شغل إهنه، واللى راكبه جنبه ممكن تكون واحده بيتعامل معاها في الشغل، إركبي بجى خلينا نلحق نرجع للدار قبل الضلمه، وانا هبجى أسأل جاويد بعدين.
تنهدت مسك تشعر بوخزات قويه في قلبها يكاد يحترق ثم صعدت للسياره جوار حفصه صمتت قليلا الى ان وضعت حفصه يديها تقرص خدود مسك بمزح منها قائله: يا عيني عالغيره، لو جاويد شاف خدودك الحمره اللى كيف جشرة الرومان دى هيجولك بعد إكده وإنت في الشارع تلبسي نقاب يداري خدود الرومان.
نظرت مسك لحفصه قائله تهكم: بتهزري.
ردت حفصه قائله: لاه مش بهزر بس انت وشك قلب من وجت ما شوفنا جاويد ومعاه واحده ست بالعربيه حتى مشفناش وشها والغيره أشتغلت يا بنت نصيحه منى الرچاله مش بتحب الست اللى غيرتها بتظهر على وشها، بيستغلوها نقطة ضعف، خليك زيي إكده حتى لو غيرانه على أمجد بداري غيرتى، خليك تقيله، وأنا متأكده أن جاويد مش من النوع اللى يركب واحده ست معاه في العربيه بدون ما يكون بينه وبينها مصلحه خاصه بشعله.
رسمت مسك بسمه على شفاها لكن تشعر بلهيب حارق يغزوا قلبها وجسدها بأكمله.
بينما بسيارة جاويد
زفرت سلوان نفسها وهي تنظر بضيق وإستغراب الى تلك البطاقه الائتمانيه التي تضعها بداخل حقيبة يدها.
لاحظ جاويد سأم وجه سلوان تسأب قائلا: في أيه، واضح من ملامح وشك إنك مضايقه.
تنهدت سلوان قائلا: لاء مفيش يمكن من الحر الجو النهارده حر شويه.
رد جاويد: بالعكس دى أحسن فتره للجو في السنه هنا الخريف في الأقصر.
ردت سلوان: يمكن بس ده بالنسبه للى عايش هنا في الاقصر انا هنا سياحه ويعتبر الجو ده حر بالنسبه لى، عالعموم ممكن ترجعني للأوتيل.
تعحب جاويد قائلا: بس إحنا قريبين من معبد حتشبسوت مش كنت عاوزه تدخلى تشوفيه.
ردت سلوان: مش النهارده، حاسه بشوية صداع خلينا لبكره الصبح ولو مش فاضي أنا ممكن أجى لوحدى معايا كتالوج خاص بيوضح الاماكن الاثريه هنا خدته من الفندق.
شعر جاويد بأن هنالك شئ ضايق سلوان فجأه ليس صداع مثلما قالت له لكن لم يصر عليها وتوجه بالسياره نحو الفندق، كان يتحدت مع سلوان وهي ترد بإقتضاب عكس عادتها معه الايام السابقه التي كان بمثابة مرشدا سياحي خاص لها يستمتع برفقتها لأكثر وقت، كذالك سلوان كانت تشعر بإزدياد الآلفه إتجاهه وأصبحت تأمن له كثيرا.
بعد قليل ترجلت صابرين من السياره قائله: شكرا يا جلال.
إبتسم جاويد لها وكاد يقول لها أن إسمه جاويد.
وأن أخطأ حين أخبرها بإسم آخر، لكن دخلت سلوان الى الفندق دون إنتظار.
بعد قليل
بغرفة الفندق
نظرت سلوان الى بطاقة الأئتمان قائله: البطاقه حطيتها في مكنة السحب كذا مره من كذا كابينة سحب ونفس الجمله بتظهرلى لا يوجد رصيد، مش معقول يكون ده غلط من كابينة السحب، عالعموم في طريقه أتأكد منها أكلم بابا، بس هيزعقلى زى كل مره بكلمه بس مفيش قدامى غير كده.
فتحت سلوان هاتفها وضغط على رقم والداها الذي رد عليها، تسألت سلوان: بابا أنا بحط الكريديت في مكنة السحب بيقولى لا يوجد رصيد بالبطاقه.
رد هاشم بتعسف: أنا لاغيت ال يزا دى وحولت الرصيد كله لحساب تاني.
شعرت سلوان بالضيق قائله: ليه يا بابا، من فضلك رجع الرصيد تانى لل يزا.
رد هاشم بتعسف: لاء وإرجعي للقاهره فورا، وكمان إيهاب.
إتقدم وطلب إيدك منى وانا وافقت وإعملى حسابك إن كتب الكتاب والجواز هيكونوا في أقرب وقت.
ردت سلوان بعصبيه: بس أنا مش بطيق اللى إسمه إيهاب ده شخص سمج ودمه تقيل على قلبي، ومستحيل أتجوزه، من فضلك يا بابا رجع رصيد ال يزا واوعدك ارجع للقاهره، بس مستحيل هوافق عالجواز من إيهاب.
رد هاشم بتحدي وامر: لاء هتوافقي عالجواز من إيهاب ومش هرجع رصيد ال يزا، إنتهى خلاص ده آخر كلام عندى عشان انا دلعتك كتير وعطيتك ثقه بس إنت مقدرتهاش.
قال هاشم هذا وأغلق الهاتف بوجه سلوان.
التى فرت الدمعه من عينيها لاول مره والداها يحدثها بتلك القسوه، ألقت الهاتف على الفراش بعصبيه كبيره ووضعت وكفيها حول وجهها تتنهد بغضب، لكن سرعان ما قررت موافقة والدها والعوده الى القاهره، لكن قبل العوده عليها زيارة قبر والداتها هنا، لكن هي لا تعرف كيف تصل الى تلك البلده، للحظه فكرت بسؤال عامل الاستقبال في الفندق ربما يدلها على تلك القريه، لكن فجأه تذكرت قائله: مفيش غير جلال هو اللى ممكن يعرفلى قرية الأشرف دى فين، وأهو بالمره أشكره قبل ما أرجع للقاهره تاني، جذبت هاتفها من على الفراش وقامت بطلب رقمه.
بينما جاويد عاد الى أحد المصانع الخاصه به وقبل أن يجلس آتاه إتصال هاتفى قائلا: انا حولت لك عالأيميل ملف خاص عن البنت اللى قولتلى أسألك عليها.
تنهد جاويد قائلا: وأيه اللى في الملف ده، مينفعش تقولى كده شفوي، يعنى مثلا هي مرتبطه أو مخطوبه.
رد الآخر: لاء هي مش مرتبطه ولا مخطوبه وفي في الملف تفاصيل دقيقه عنها.
إنشرح قلب جاويد قائلا: تمام متشكر جدا.
جلس جاويد سريعا وفتح حاسوبه وآتى بذالك الملف المحول له وبدأ بقرائته بتمعن بكل حرف لكن لف نظره
إسم والدة سلوان
همس الاسم: مسك مؤنس القدوسي
إستغرب قائلا بحيره: مش معقول يكون في تشابه أسماء للدرجه دي.
بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه، نظر للشاشة الهاتف ورأى إسم سلوان سرعان ما رد عليها، سمع صوتها الذي شعر كأنه مخنوق قليلا لكن قبل أن يسألها تحدثت سلوان: جلال.
أنا متأسفه إنى بتقل عليك، بس أعتبر ده آخر طلب مني ليك، بس مفيش قدامي غيرك ممكن يفيدني في الطلب ده.
شعر جاويد بغصه قائلا: وأيه هو الطلب ده؟
ردت سلوان: في قريه، او نجع هنا إسمه الأشرف كنت عاوزه أعرف مكانها فين.
لم يستغرب جاويد وسألها بفضول قائلا: والقريه أو النجع ده عاوزه تعرفى مكانها ليه؟
تنهدت سلوان قائله: أمر شخصي، من فضلك لو مش هتعرف مكانها أنا ممكن...
قاطع جاويد حديثها قائلا: لاء ليا صديق من القريه دى، وسهل أسأله على مكانها فين.
تنهدت سلوان براحه قائله بإختصار: تمام هنتظر منك إتصال تقولى مكان البلد دى فين، سلام.
أغلق جاويد الهاتف ووضعه على المكتب الآن تأكد مما هو مذكور بالملف، سلوان لديها نصف ينتمي لهنا بالأقصر، بنفس اللحظه وشعر بحيره، عقله بدأ يفهم معنى قول تلك العرافه التي قالت له قبل أيام: الدايره بدور عشان تلتقى وتنسجم نهاية الماضى مع بداية الحاضر والمستقبل.