رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الخمسون
قبل ساعات
بالحفره
شعرت سلوان بالإنهاك من سيرها ذهابا وإيابا عبر ذاك الضوء الضعيف المتسرب من الأعلى تبحث ربما تجد مخرج من تلك الحفره لكن تعتمت الحفره مره أخرى
يآست من ذالك جلست فوق تلك القطعه الخراسانيه وإنزوت على نفسها شعرت بإحتقان فى.
ص درها وضعت ي ديها عليه تشعر بآسى تشتاق الى ضم طفلها صاحب الأيام الى حض نها تعطيه من حنانها سالت دموع عينيها، تبكي بآنين لما حين تعطى لها الحياة شئ سرعان ما تأخذه منها، تيتمت صغيره كانت تشعر بالبؤس حين ترى زملائها يتدللون على أمهاتهم ويحكون عن الهدايا الاتى يأتين بها لهن بالاعياد والمناسبات، حتى حين إهتدى الحال بينها وبين جاويد ورزقت بطفل يكمل سعادتها سرعان ما إقتنصت منها تلك السعادة وهي بجب عميق لا تعرف لما هي هنا بهذا المكان الموحش، ومن الذي إختطفها وما غرضه من ذلك، شعرت بآلم ببطنها أيضا، شعرت بتلك الدماء التي سالت على ساقيها، قوتها بدأت تخور، والبكاء أغلق عينيها غصبا ذهبت الى دوامة النوم ربما الأفضل هذا الآن.
غفت عينيها
شقت بسمه شفتيها وهي تري نور يقترب، تأملت بالنور، إنشرح قلبها حين خرجت والداتها تفتح لها يديها، نهضت سريعا وتوجهت إليها وألقت بنفسها بين يديها، لكن فجأه شعرت بخواء، تلفتت حول نفسها تبحث عن والداتها بهذا النور هي إختفت مره أخري أو ربما لم تأتى من الاساس وهذا أوهام، شعرت بهبوط في قلبها كأن الحياه تنسحب منها تركت جسدها يهوا أرضا على رسغيها تشعر بضنين، لكن هنالك همس إخترق الصمت.
همس تعرفه جيدا، همس جاويد بإسمها، وضحكات صغيره، رفعت رأسها تنظر بكل إتجاه هي بالنور لكن لاترى أحد فقط همسات وضحكات، وهنالك صوت آخر طن في أذنيها يقول: سلوان خليك في النور.
همست سلوان: بابا إنت فين أنا خايفه.
عاد الهمس لها: سلوان النور ده من جواك، متخافيش، قوي إيمانك بالله.
هدأ قلب سلوان قليلا وإستكان جسدها.
بعد وقت قليل.
دخل صالح الى داخل السور متسللا خلثه يراقب المكان بالأخص ناحية غرفة ذالك الحارس الضخم الذي يجلس بغرفه خاصه خصيصا له.
تسلل سريعا يقترب من تلك الحفره وأنزل ذالك السلم ورغم كبر عمره سريعا وضع يديه على مقدمة السلم ونزل عليه بحذر الى أن أصبح بالأسفل، كان الظلام قد حل بالمكان وأعتمه أخرج هاتفه وفتح كشاف الضوء وتسحب بهدوء واخرج قداحه لديه أشعل بها بعض المشاعل للموجوده بالمكان كي تنير له المكان وهو يبحث عن سلوان بداخله، من الجيد أنه يرتدى ذاك الحذاء ذو الرقبه العاليه سهل له السير دون أن تغرس قدميه بالطين، الى أن عثر على مكان سلوان، إقترب منها بخطوات بطيئه مع كل خطوه يخطيها يسيل لعابه على تلك الجميله الغافيه.
يشعر برغبة قوية تغزو جسده، كآن تلك العاهه الذي كانت يشعر بها سابقا إختفت او لم تكن موجوده من الاساس، لم يكن بحاجه لا ل أطباء ولا عطارين ولا لتلك المشعوذه غوايش، لا يحتاج لأمصال ولا ترياق هو كان يحتاج فقط لإمرأة تأجج بداخله تلك الرغبه تداعب مشاعره، ليس هنالك أفضل من تلك الفرسه التي تشبه صورة الماضى التي أقتنصت منه عنوه، لكن الآن لن يمنعه شئ من نيل ما يشتهي، بالفعل بخطوات متلهفه إقترب من مكان إنزوائها لم ينظر الى ساقيها الملوثتان بالطين، ولا حتى لتلك الدماء التي تسيل على ساقيها، فقط ينظر بوجهها الجميل، ورغبه تسوقه، عقله يؤكد له أنه لم يعد يحتاج لذالك الترياق الموجود خلف باب المقبره المغلق، كما أخبرته غوايش، يحتاج فقط للشعور بملمس ونعومة تلك الجميله ليؤكد أنه بكامل رجولته، ساقته رغبة قويه تحسم ما يشتهيه الآن، لينالها حتى لو كان هلاكه بعد ذالك هنا بتلك الحفره، الرغبة ألغت عقله، الأهم لديه الآن نيلها، غير آبه بأي عقاب لاحقا.
لكن لسوء حظه غرست إحدي ساقيه وأخرجها بقوه نظرت إحدي قطع الطين على ملابس سلوان مباشرة، فتحت عينيها في البدايه بغشاوه، أبصرت نورا نظرت نحوه، سرعان ما جحظت عينيها بذهول وشعرت برهبه قويه تجتاح جسدها دائما كانت تكره نظرات ذلك الحقير لها، حاولت النهوض بصعوبه حتى وقفت على ساقيها بوهن وقالت له بغضب: إنت اللى خطفتني لسه في قلبك الإنتقام للماضى، أنا عارفه حكايتك مع ماما وربنا نجاها منك ومن شرك.
رغم غضبه من حديث سلوان، لكن مازالت تلك الرغبه تتحكم به، تغاضى عن حديثها وهو يقترب أكثر لم يبقى سوا خطوه واحده وقف يتنفس يضحك ولمعت عينيه بظفر قائلا بتشفي: نجيت من شري، وماتت في الغربه، رجعت لهنا تاني في صندوق.
سالت دمعة عين سلوان وشعرت بأسى ونظرت له ببغض وإستحقار وظلت صامته، تبتهل بقلبها أن ينجيها من براثن هذا القذر الجاحد القلب، مهلا هو ليس لديه قلب هو إستبدل قلبه، بقطعة فولاذ قاسيه.
إشمئزت من نظرات عيناه التي توحشت وهو يكاد يهجم عليها، بينما هو يبتلع لعابه الذي يسيل برغبه فاجره وكاد يهجم عليها، لكن تصنم جسده فجأة حين شعر بيد قويه تجذبه للخلف، إستدار ينظر له للحظه إرتعب لكن الرغبه بداخله تتأجج وذالك الحارس الأسود الضخم هو المانع، تحير عقله هل كان ذلك الحارس يراه وتركه يتسلل وأتى خلفه كي يمنعه عن ما يريد الظفر به، نظر بسحق له، بينما الحارس قام بجذبه من ع ضده بقوة إنساق صالح معه غصبا، لكن لم يسير خطوتين حتى دوي صوت إطلاق رصاصه بالمكان.
جحظت عين الحارس وج سده الضخم ينهار أرضا مدرج الدماء ينتفض برعشه قويه للحظات قبل أن يسكن ج سده قتيلا...
صرخت سلوان بهلع من قسوة الموقف ترى قتيلا قاتلا عيناه تلمع بنشوه خاصه كأنه لم يقتل بل يستلذ النظر الى القتيل، تخطاه وعاود السير ناحية سلوان التي إنزوت على نفسها تشعر بوهن فى.
ج سدها كآنه هلام، ترتجف من نظرات عين صالح الثاقبه والتي تنضخ برغبة قذرة، شعرت للحظات بيأس فكيف ستنجو الآن من هذا القذر الفاقد للإنسانيه والأخلاق.
بعين لامعه بإشتهاء رفع يديه وجذب سلوان أوقفها عنوة يمسك ع ضديها بين ي ديه يضغط عليهن بقوه ونظرات عيناه تملأها نشوه خاصه وهو ينظر لعينيها التي تسيل منها الدموع، لكن هي لن تستلم حاولت دفعه بقوتها الواهنه، لم يتزحزح بل ضحك عاليا بإستهزاء، وضمها أكثر رغم أنها تدفعه لكن هو يتشبث بع ضديها بقوة هو نفسه لا يعرف كيف تملكت منه تلك القوه.
لكن فجأة شعر بشئ أقوى منه يجذبه للخلف يسحبه بقوه، نظر خلقه، شعر بهلع وهو يري ذالك الحارس الذي قتله قبل قليل، لكن عيناه إستبدلت بعين واحده ناريه وجسده مشتعل يخرج من نير ان
متأججه، ضعفت قبضة ي ديه على ع ضدي سلوان.
فجأة شعر كآن إعصار ساخن ضرب ج سده بقوه أزاحه من مكانه قذفه بعيدا ليصتدم ج سده بحائط ويرتد واقعا بوجهه على الأرض، إنغرس بوجهه في طين الأرض الضحل يشعر كأن الطين يلتصق به، حاول الخلاص من ذالك الوحل الطيني لكن بلا فائده عافر حتى إختنق في الوحل وسكن ج سده...
بينما سلوان رأت هذا ذهلت مما حدث ل صالح، لكن إستغاثت بالإيمان الذي يسكن في قلبها.
ها هو الكابوس يتحقق المارد الذي يخرج من بين النير ان يقترب منها بعين واحده، لهب يسير نحوها وهي لم تعد قادرة حتى على الوقوف على ساقيها، هوت أرضا مره أخري تتكئ على رسغيها
هوي ذالك المارد مثلها و نظر له يمد إحدي ي ديه وكاد يلمس وجهها لكن حين سمع همس منها جعله يتلاشى غاضبا، بينما هي ظلت تردد آيات قرآنيه من.
سورة الواقعه بصوت مسموع تتذكر والداتها وهي كانت تجلس معها تحفظها تلك السوره ودائما كانت تذكرها بها أن تقرأها كثيرا، وتذكرها بتلاوة القرآن الكريم بصفه يوميه، كذالك همست بآيات سورة الناس، وسورة الفلق، وآيه الكرسي وآيات أخري من سورة البقرة والقرآن الكريم.
شعرت بالإطمئنان قليلا وإستكانت وغفت عينيها، ليست نائمه، بل يسكن خيالها صورة والداتها وهي جالسه معها ترتل معها آيات القرآن الكريم لكن هي لم تكن تلك الطفله الصغيره بل مثلما هي الآن.
بمنزل القدوسي.
نير ان ساحقه تشعر بها صفيه لم تهتم ل مسك التي دخلت عليها الغرفه وأخبرتها بفرحة عارمه: يظهر غوايش هتصدق المره دى، وسلوان هتختفى نهائيا، بعد كده مفيش حاجه هتبعدنى عن جاويد هو بنفسه اللى هيجي يترجاني، انا لازمن أروح دار خالى صلاح لازمن أكون قدام عين جاويد عشان يعرف الفرق بيني وبين الحقيره سلوان
أهي أختفت ومش هترجع من تانى خلاص.
لم تكترث صفيه لحديث مسك ولا طريقة الهذيان التي كانت تتحدث بها عقلها مشغول لم تنتبه الى مغادرة مسك، بل تذكرت ما حدث قبل ساعات
بشقة تلك اللعينه ليالي.
[فلاش باك]
ذهلت من رؤية ليالي أمامها
كيف مازالت حيه، ألم تموت كما أخبروها بالمشفى ذاك اليوم، كيف نجوت من الموت بعد كل هذا النزيف يومها.
بينما ليالي رغم مرور أكثر من خمس وعشرون عام لم تنسى ذالك الصوت البغيض ولا كلماتها المقيته وقتها وهى.
تأمر إثنين من النساء بضربها دون شفقه ولا هواده وهي حامل برحمها طفل صغير كان أمنيتها أن تحمله بين ي ديها تستنشق رائحته لكن لم يرفقن بها بل وإزدادوا في ويلات الضرب ومنهن من ضربتها بقطعه حديديه فوق رأسها أفقدتها الرؤيه والشعور وذهبت الى إغماءه بعدها ظنن أنهن قتلنها
تبسمن لبعضهن وخرجن من مسكن ليالى وتركناه تنزف بغزارة من رأسها ومن أسفلها، علمت بعدها أن محمود ذهب الى مسكنها ووجدها مدرجه فى.
د مائها، حملها وذهب بها الى المشفى، تأكدت وقتها من موتها ليس فقط من تلك المشفى التي ذهب بها إليها بل أيضا من رؤيتها ل بؤس محمود وقتها تشفت به وبعذابه أمامها، يتعذب مثلما هي تعذبت في حبه حتى بعد أن نالته لم تستحوز على قلبه كما أرادت كان دائما معها خالي المشاعر
[عوده]
مازال عقلها ثائر ماذا لو نهضت وأحرقت المنزل وهي بداخله، هل تستريح من ذالك الغضب الجائح.
بينما بشقة ليالي.
ذهبت ليالى الى غفوه وهي تحتضن محمود الذي يضمها الى ص دره بحمايه
تذكر قبل ساعات
[فلاش باك]
إستقبلته ليالي ببسمتها التي تخفف عنه المتاعب وتطفئ شوقه لقربها منه دائما
كعادته يضع رأسه على ص درها كآنه يلقى بكل المتاعب عن عاتقه، لكن سرعان ما صدح قرع جرس باب الشقه، بتذمر رفع محمود رأسه عن ص درها، تبسمت ليالي بعد أن شعرت بأنفاسه الغاضبه، تسأل محمود: مين اللى جاي دلوك.
تبسمت ليالى وأجابته: زاهيه بنتها هتتخطب بكره، ومش جايه النهارده ومن شويه كنت طلبت من البواب يجيب لى شوية طلبات تلاقي ورقة الطلبات وقعت منه زي العادة وراجع يسألني تانى خليك إنت وأنا هفتحله.
ظل محمود جالسا وتوجهت ليالى نحو باب الشقة وقامت بفتحه وإبتسمت كعادتها، لكن سآم وجهها وشعرت بدوارن حين سمعت صوت صفيه التي لم تنساه، ومرت أمام عينيها ذكريات مريره خاضتها.
بدايتا من فقدان طفلها وليس هذا فقط بل فقدان قدرتها على الإنجاب مره أخرى، نهايتا بأنها ستكمل حياتها في ظلام العينين، إرتجف جسدها ظلت صامته، لولا تهجم صفيه عليها بغضب وقاما بدفعها بقوه كادت تقع أرضا، لكن محمود تلقاها.
بص دره، ونظر الى صفيه التي شعرت بهيجان وغضب وهي ترى محمود يحتضن ليالي بحمايه، ونظر لها بإستهجان قائلا بغضب: إنت أيه عرفك مكان الشقه دي، أيه باعته ورايا اللى يراقبني، لسه فيك نفس العاده زي زمان.
حملقت صفيه فيه بغضب ثم عاودت التهجم مره أخرى على ليالي، لكن محمود كان الدرع الحامي لها، لم يهتم ل سباب صفيه ولا لصوتها العالي المستهجن، بل جذب ليالى بحمايه وذهب بها الى غرفة النوم وضعها بالفراش وتركها وخرج ل صفيه التي تشعر، أنها بكابوس، لا ليس كابوس بل أفظع من الكابوس فكرت ماذا لو قتلت الإثنين الآن.
بالفعل أقبلت على فعل ذالك وذهبت تبحب عن المطبخ بالمكان وجدت ضالتها، سك ين جذبتها وخرجت تتوجه نحو تلك الغرفه لكن بنفس الوقت كان يخرج محمود وبسبب عدم إنتباهه كادت صفيه أن تطعنه في مقتل، لكن هو تفادي الطعنه على آخر لحظه لكن أصابت ي ده بجرح غائر في معصمه قبل أن تتهجم صفيه بطعنه أخري أمسك محمود ي دها وضغط عليها بقوه حتى سقطت الس كين، جذبها من ي دها بغضب وخرج من الشقه لم يحاول السيطره على غضبها بل تركها تبوح بمكنونات قلبها الدامس الذي كان يعرفه، وضعها بالسياره وغادر الى أن وصل الى دار القدوسى ترجل من السياره وسحبها خلفه، من الجيد أن المنزل يبدوا خاليا، ذهب بها مباشرة الى غرفتهم وصفع خلفه الباب ينظر لذالك الثوران التي تفتعله صفيه التي تكاد تجن، أو ربما هي جنت بالفعل، هدأت قليلا بعد أن شعرت بالإنهاك، جلست على إحد المقاعد تحاول إلتقاط نفسها، نظرت نحو محمود الذي يقف ثابتا ولم يحاول السيطرة عليها ويهدئها تركها حتى شعرت بعدم القدره على الحديث، تلاقت عينيها مع عيني محمود الذي قال بإستهجان: منين عرفتي شقة ليالي، لسه فيك عادة أنك تراقبيني.
تهكمت ونظرت له تسخر من نفسها، أى عادة لو كانت فعلا ظلت تراقبه ربما كانت علمت أن غريمتها مازالت حيه ومازالت تحتفظ بعشق محمود لها هي ظنت أنه قد يكون نسيها كانت تتشفى به أحيانا حين تشعر أنه مثلما لا يحبها يتعذب قلبه بحبه لإمرأه أخرى ليست موجوده، لكن كان ذالك واهم منها، ليالي كانت موجوده وهي فقط من تعذب قلبها لسنوات كانت أحيانا، تسمع همسه بإسمها وهو نائم، كانت تشعر بالبغض، لكن الآن تشعر بالغضب الوابل.
تضايق محمود من صمتها وتهجم بزعيق قائلا: قولى عرفتي منين مكان شقة ليالى.
تهجمت عليه بالحديث وقالت بسخريه موجعه: زمان كانت أمى تقول
مفيش سر بيستخبى طول العمر بيطلع شئ من تحت الأرض يفتش السر ده، وهو ده اللى حصل معايا، نفسى أعرف إزاي ليالي لسه عايشه؟
تهكم محمود بإستهجان قائلا: عايشه لآن دى قدرة ربنا، ربنا اللى نستيه وجريتى ورا خزعبلات الدجالين عشان توصلى لهدفك ولما فشل الدجالين لجأت للنسوان المجرمات السوابق وأخدتيهم وروحتى شقة ليالى، عاملتيها بإجرام، بس ربنا كان أقوي منك ورايد لقلبي إنه يحس بالحياه وأنا معاها.
غضب عارم، هذيان، سباب
تشعر كأنها بدوامة نار تجتاح ج سدها
لم يشفق محمود عليها هو على علم بكل خطاياها، جذب شال أبيض وقام بلفه حول ع ضد ي ده.
ثم غادر المنزل، تركها تفعل ما تشاء، بينما إقترب الخادمات من الغرفه وسمعن صراخها وقذقها لكل شئ تطاله
ي ديها لم تتجرأ إحداهن وتقترب الغرفه من خوفا من بطشها.
بالعوده الى أمام أرض الجميزه
ذهل كل من جاويد وهاشم الذي نظر الى المكان حوله شبه خالي عدا ذالك السور حتى الإناره ضعيفه بالكاد نور لمبه بأحد العمدان القريبه وقال بإستغراب: دى سلسلة مسك اللى إديتها ل سلوان، أيه اللى جابها لهنا.
تجول جاويد بعينيه في المكان ثم جاوب: مش عارف، المكان هنا شبه فاضى، حتى معتقدش سلوان وهي جاية لخصرتك الاقصر كانوا ماشين بالعربيه من الطريق ده.
بنفس الوقت دخل الى قلب جاويد شعور غريب بهذا المكان، كآن هنالك شئ يجذبه إليه بتلقائيه سار خلف ذالك الشعور، إقترب من بوابة السور وضع يده عليها إنفتحت البوابه قليلا، إستغرب جاويد من ذالك ودلف بضع خطوات كان المكان مظلم كاد يسير أكثر بداخل المكان يشعر كآن شئ يجذبه، لكن شعر بيد هاشم على كتفه قائلا: المكان هنا ضلمه اوي، مستحيل سلوان تكون هنا، خلينا نرجع للدار يمكن يجينا أى خبر من ناحيتها.
بمضض وافق جاويد هاشم وسار معه للخروج من داخل السور، لكن توقف للحظه كآنه سمع صوت يهمس بأذنه ينادي عليه بإسمه، نظر له هاشم، فعاود السير معه وذهب الإثنان الى السياره وغادرا المكان.
ب دار صلاح
أغلق جواد الهاتف ثم نظر ل صلاح قائلا: سألت عن حالة السواق في المستشفى االدكتور المتابع له قالى إن سبب الجرح اللى في راسه تقريبا إترمى من عربيه ماشيه، وفعلا هما لقوه مرمي قدام المستشفى بعد الفجر.
إستغرب صلاح قائلا: ومسألتوش إن كانت حالته تسمح يتكلم أهو يمكن نعرف منه أى معلومه توصلنا ل سلوان.
تنهد جاويد بآسف قائلا: لاء للآسف حالته خطره لان الوقعه كلها على راسه مباشرة، حتى طلبت من الدكتور يكون معايا على تواصل بتطورات حالته.
تنهد صلاح بنفس الوقت دلف زاهر قائلا: مفيش أخبار يا عمي.
اومأ له صلاح راسه بنفي، زفر زاهر نفسه يشعر بآسى، بينما تسأل صلاح: فين صلاح إختفى من وقت طويل.
تهكم زاهر قائلا: هيكون فين يعني، من أمتى وهو بيهمه مشاعر حد، تلاقيه راح للغوازي اللى بيروح لهم كل ليله.
شعر صلاح بآسف.
بنفس الوقت دخل بليغ ومعه إيلاف التى، رأت صوره أخري ب جاويد
صورة الإنتماء لعائلته، ملامحه تبدوا متهجمه ورغم أنه دائما يسهر بالمشفى لكن كانت عيناه لامعه اليوم تبدوا منطفأه، ليس من قلة النوم بل من الترقب والإنتظار لأي خبر.
بعد قليل
تتبعت ايلاف جواد حين خرج الى حديقة المنزل.
وجلس على أحد المقاعد، يرفع رأسه نحو السماء، زفر نفسه يشعر بآسى على أخيه الذي عاودت له الحياه بظهور سلوان في حياته
تبسم بسخريه وتذكر قبل أشهر حين تركت سلوان المنزل دون علمه كم كان غاضبا وقتها، وعصبيا، حتى معه حين طلب منه الذهاب الى مكان سلوان والتحدث معها، وقتها ربما هنالك ما دفعها لذالك وقتها لاول مره رأى جاويد متعصبا وإحتد عليه بالرد، لكن حالة جاويد الآن أسوء من ذاك الوقت.
تنهد يشهر بغصات، جاويد ليس فقط أخيه بل أحيانا يشعر أنه في منزلة أبيه يعتمد عليه كثيرا ترك زمام العائله له وإتخذ طريق الطب يعلم أن جاويد سنده الدائم، حين رفض جده سابقا أن يدرس الطب، من وقف له جاويد وطلب منه تركه يختار أى طريق يسلك، جاويد سنده ومتكئه الدائم، الآن يشعر أنه ضعيف ومقيد، لا يعلم ماذا يفعل من أجل أن يرد له جزء صغير من أفضاله عليه، شعر بيد توضع على كتفه، رفع رأسه ونظر لها، جلست لجواره تشعر بغصه من نظرة عين جواد المنطفئه على غير العاده، رفع جواد رأسه نظر نحو ذاك القمر الأحدب يزفر أنفاسه، وضعت إيلاف يدها فوق يد جواد قائله: متأكده سلوان هترجع بخير، صحيح إتعرفت عليها من فتره قريبه بس بقت قريبه مني حتى شبه يوميا كنا بنتكلم عالتليفون ونتكلم في حاجات كتير، حتى أحيانا كانت تهزر معايا وتقولى بيقولوا ان السلايف مش بيتفقوا غير في الشر، كنت أقول لها إحنا إتجمعنا عالمحبه، هي أم وأكيد قلبها ملهوف على إبنها، بتمني ترجع بسرعه عشانه.
تنهد جواد قائلا: أنا بتمني ترجع عشان جاويد يستحق السعاده لقلبه دايما برمي الحمل كله عليه حتى حمل نفسي، حاسس إن ورايا سند كبير مش خايف من أى حاجه.
تنهدت إيلاف قائله: اول مره أسمع منك الكلام ده، مكانة جاويد كبيره أوي عندك.
نظر لها جواد قائلا: أنا وجاويد طول عمرنا كنا قريبين من بعض، بس بعد موت جلال حسيت أن جاويد زى اللى فقد روحه فعلا، وحول حياته كلها للشغل وبس، بس لما ظهرت سلوان حسيت أنه بدأ يرجع تانى للحياه وبقى عنده أمل يعيش عشانه، حسيت أنه كان طاير من الفرحه وهو جايلي يطلب مني أسهل له إجراءات الكشف الطبي عشان عاوز يفاجئ سلوان
النهارده حسيت أنه مكسور.
ردت إيلاف: خلي عندك أمل يا جواد، سلوان هترجع وهترجع معاها السعاده تاني.
تنهد جواد، فأكثر شئ يحتاجه الآن ي د إيلاف تربت على ي ده تعطيه أمل.
بغرفة حفصه
كانت تسير ب جلال تحاول تهدئة بكاؤه، شعرت بآسى على ذاك الصغير، جذبت زجاجة الحليب الخاصه بها وضعت نقطه على ظهر يدها، وجدتها مناسبه لإصعامه
جلست به وحاولت معه أن يلتقم الزجاجه لكن كان غاضب
نظرت لها مسك بغيظ من رؤية ذاك الصغير قائله بإستهزاء: اللى يشوفك يقول بيبي سيتر مش حفصه الاشرف.
نظرت حفصه للصغير وتنهدت بإستصعاب قائله: والله جلال صعبان عليا انا نفسى لما ماما بتغيب عني شويه بحس بنقص ما بالك ده طفل أيام.
شعرت مسك بغضب وضجر وإستهزأت قائله: هي مش عارفه إن عندها طفل صغير وسابته ومشيت.
ردت حفصه: والله لما بفتكر منظرها قبل ما تروح ل باباها الاقصر وهي مش هاين عليها تسيب إبنها وتمشى بحس بآسى عليها، زى ما يكون قلبها كان حاسس، لآخر لحظه قبل ما تمشى رجعت وحضنته.
تهكمت مسك وقالت بفجاجه: يمكن كانت بتمثل، عشان لما تسيبه بمزاجها تفكروا أنه غصب عنها، السواق ظهر وهي ليه مظهرتش زيه أكيد زى ما عملت قبل كده وطفشت بمزاجها ولما رجعت من تاني إتقبلتوها بسهوله، الامر بقى عندها عادى طالما عارفه ان في ناس طيبين هيرحبوا بيها مهما عملت.
نظرت لها حفصه بذهول قائله: مستحيل أفكر أن سلوان تكون بالخسه دي، وتفرط في إبنها وتبعد عنه بمزاجها، قلبي حاسس إنها إتخطفت، وبكره لما السواق يفوق هيقول اللى حصل معاهم.
توترت مسك وقالت بتأكيد: بكره نشوف قلبي بيقولى ان سلوان مش راجعه تانى.
للحظه شعرت حفصه بخوف من طريقة حديث مسك وحركات راسها وعينيها المتبرجله بوضوح.
بتلك الزاويه القريبه من منزل مؤنس القدوسى.
عاد مؤنس يحمل تلك القطعه البيضاء، نظر الى يسريه التي كانت تنتظره قائلا: أنا جاهز وكتاب العهد معايا.
رغم رجفة قلبها، لكن أومأت له وقالت بإيمان: ربنا معانا.
كذالك رغم شعور مؤنس بالخوف لكن تمسك بالإيمان هو الآخر وقال لها: بتمني نوصل قبل ما تبدأ المراسم، الليله القمر أحدب، خلينا نسرع، مفيش وجت لازمن نوصل للأرض اللى تم عليها العهد.
بالفعل سار الإثنين يتوجهان نحو أرض الجميزه، لكن توقفت يسريه حين رأت إمراه تقبل عليهم بسرعه علمت هويتها رغم انها تتشح بالسواد، لكن تبسمت لها وقالت: وصيفه!
ردت وصيفه: عارفه إنك مستغربه، بس أنا دفعت التمن غالي وليا تار جديم، ونار لساه ساكنه قلبي مش هتبرد غير لما أكفر عن الخطايا اللى إرتكبتها، خلونا نمشى الوقت إتحسم.
بغرفة نوم جاويد.
عيناه منصبه على ذلك السلسال الخاص ب سلوان عقله حائر كيف سقط هذا السلسال منها بهذا المكان المنعزل، زفر نفسه عقله يجن كل لحظه يشعر بها دهرا، تتراقص أفكار سيئه كثيره برأسه، أغمض عيناه لوهله
ظهر أمامه طيف آخر له ينظر له ومد ي ده على جبينه وهمس: جاويد أرض الجميزه أنا مستنيك هناك ومعايا اللى بدور عليه.
فتح جاويد عيناه سريعا ونظر حوله، هو بغرفة النوم، هل ما رأه كان حلم بغفوه، لكن عاودت نفس الكلمات بأذنيه، نهض سريعا وأبدل ثيابه وخرج من المنزل متوجه الى تلك الأرض يشعر كآن شئ يجذبه للذهاب، بالفعل ذهب سيرا توقف أمام بوابة السور لم يفكر كثيرا وتسلل الى الداخل أشعل ضوء كشاف هاتفه.
تجول جاويد بالمكان للحظه كاد تزلف قدميه ويسقط بالحفره، لكن إنتبه، ونظر الى حجم تلك الحفره بذهول إقترب يسلط ضوء الهاتف على زوايا الحفره حتى عثر على ذالك السلم النازل بقلب الحفره، للحظه لكن تحكم الفضول به، ووضع قدميه عليه وبدأ في النزول.
قبل لحظات بالحفره أمرت غوايش رجلان من أتباعها بحمل سلوان عنوه وهي قوتها بدأت تنتهى تشعر بإنسحاب في روحها تتمسك بالأيمان تشعر بذهول كآنها ترى فيلم خيالي عقلها لا يستوعب تلك الطقوس الماجنه، وضعها الإثنين فوق قطعة خرسانيه وقام بتمديد ساقيها وي ديها وربطهم بأحبال على شكل نجمه، إقتربت غوايش منها وإستلت سك ين صدأه من بين ثيابها وإقتربت من من سلوان وإنحنت تضع السك ين على عنقها، لكن، فجأه إستقامت وضحكت بظفر وهي تشعر بأصوات أقدام تقترب من المكان.
بنفس الوقت بأعلى الحفره توقفت وصيفه ونظرت الى الحفره ثم الى مؤنس ويسريه
يسريه التي مازال لم يندمل وجع قلبها على فتاها الأول، تخشى المواجهه تشعر برهبه كبيره
لكن كما يقولون لا تنتهى معاناة إلا إذا خشيت من معاناة أخري، تشبهها أو قد تضاعفها في الألم.
وجب علبها قبول المجازفة.
إقترب الثلاث من تلك السلالم وتوقفوا
للحظات ينظرون لها ثم نظروا الى بعضهم وتوافقوا، وجذمن أنه لا وقت للإنتظار فالليله هى.
ليلة الحسم.