رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الخامس والعشرون
بعد مرور ليلتان، باليوم الثالث
صباح
بمنزل القدوسي
إستقبلت صفيه يسريه إستقبال هادئ
جلسن سويا، تنحنحت يسريه: أنا جايه النهارده عشان أجولك تچي إمعانا قراية فاتحة زاهر وكمان كتب كتابه الليله عشيه في دار أبو العروسه.
تفاجئت صفية قائله بأستغراب: وجه فجأه إكده، طقت براس زاهر مره واحد يقرى الفاتحه وكمان كتب كتاب، ومين صاحبة النصيب من إهنه من البلد ولا واحده بندريه لافت عليه هو كمان.
فهمت يسريه تلميح صفيه وقالت بهدوء: كل شئ نصيب، والنصيب بينادم على صاحبه، العروسه من الأقصر بس مش من البلد.
تهكمت صفيه سأله: وعرفها منين دى بجي، ولا تكون رمت شباكها عليه، ماهو رجالة الأشرف طبعهم إكده.
ردت يسريه بهدوء: عرفها بالصدفه، وعجبته وجالي عليها وسألت عنيها هي وأهلها وطلعوا ناس طيبين، والجسمه والنصيب، أنا هجوم عشان لازمن أكمل تحضير مستلزمات كتب الكتاب مش معقول هنخش عالناس بيدنا فاضيه، صحيح كتب الكتاب هيبجي عالضيق، بس زاهر برضك ولد الأشرف ولازمن نرفع براسه جدام عروسته وأهلها
تهكمت صفيه قائله: أومال لازمن نرفع براس زاهر جدام نسايب الهنا، المسا هكون في دار الأشرف وأروح إمعاكم.
أمائت لها يسريه ببسمه وهي تغادر بحجة أنها مشغوله ببقية تحضيرات عقد القران...
قبل أن تخرج يسريه تقابلت، ب مسك أمام باب الغرفه تبسمت مسك لها بترحاب قائله: أهلا يا مرات خالي، نورت الدار.
تبسمت لها يسريه قائله: الدار منوره بأهلها، همشي أنا بجي عجبالك.
إستغربت مسك وكادت تسألها ماذا تقصد لكن غادرت يسريه، نظرت مسك ل صفيه سأله بإستفسار: مرات خالى جصدها أيه ب عجبالك دي.
تهكمت صفيه مجاوبه: زاهر هيقرى فاتحته الليله عشيه.
ذهلت مسك قائله: زاهر، متأكده يا ماما.
ردت صفيه بسخريه: أيوه متوكده، ومش بس هيقري الفاتحه لاه كمان كتب كتاب، وطبعا يسريه لازمن تكون الريسه وتبان إنها أم قلب كبير.
ذهلت مسك أكثر، وشردت قليلا تفكر كيف ومتى حدث هذا زاهر قبل أيام قليله كان يتودد لها وهي مازالت تنفره كالعاده، كيف فجأه قرر الزواج بأخري لابد أن هنالك خطب ما حدث.
نغزت صفية مسك قائله: سرحت في أيه، بحديتك مش بتردي عليا.
ردت مسك: مش في شئ غريب فجأه كده زاهر قرر يكتب كتابه.
تنهدت صفية بتهكم قائله: قلبى بيجولى إن كله من الحربايه يسريه، هي اللى سعت له وزنت على ودانه، تلاجي البت من ألاضيشها وحبت توجب إمعاهم.
نظرت مسك ل صفيه قائله: معتقدش مرات خالي تعمل إكده طب ما عينديها جواد، لاه حاسه إن وراء كتب كتاب زاهر قصه، أو يمكن...
توقفت مسك قليلا، مما أثار فضول صفيه سأله: يمكن أيه؟
ردت مسك: أنا فاكره مره من زمان خالي صالح كان بيقول ل جدي أنه إتجوز أم زاهر غصب عنيه وهو بيكرهها ومش متحمل عيشرتها بس جدي كان بيغصب عليه عشان زاهر، حتى سمعت جدي قاله وقتها، قذارتك مع الحريم هي اللى ورطتك في الجواز منيها، مفهمتش قصد جدي وقتها بس لما كبرت عرفت إن خالى صالح عنده هوس بالستات، يمكن زاهر ورث نفس الطبع منيه.
ردت صفيه: لاه زاهر تربية يسريه ومتوكده إن هي اللى إختارت له العروسه، هي عارفه أنه عاشقك ومش طايقه نفسها، طول عمرها كانت بتحض مني، بالك أنا حاسه إنها هي اللى شجعت جاويد عالجواز من اللى ما تتسمي سلوان، محاسن زمان كانت صاحبة عمتك مسك الروح بالروح، وهي اللى ساعدتها تهرب يوم كتب كتابها من صالح، يسريه مش بنت خالتي، بس طول عمرها إكده تساعد الغريب عني.
صمتت صفيه قليلا، وتذكرت أن بسبب هروب مسك تلك الليله تم زواجها من محمود غصبا كنوع من وئد فضيحة هرب مسك، شعرت بغصه قويه في قلبها كم تمنت أن تحصل يوم على قلب محمود الذي وافق والده مرغم مرت سنوات أنجبت له وعاشت معه مجرد زيجه ناجحه أمام الناس لكن لم يراها هو كزوجه سوا في الفراش الذي جمعهم أحيانا كثيره كانت تشعر أنه معها مثل الآله بلا إحساس.
بشقة ليالي
عصرا.
دخل محمود الى تلك الشرفه التي تفضل الجلوس بها، رغم أنها شعرت به لكن لم تتحدث، الإ حين وضع يداه فوق عينيها، وشعرت بأنفاسه قريبه من عنقها، حتى قبل وجنتها، تبسمت قائله: ليه دايما بتعاملني على إن عينيا بتشوف، أنا بشوفك بقلبي يا محمود.
إبتسم وجلس جوارها على مسند المقعد وضمها لصدره يشعر بغصة ندم هو كان السبب في ضياع بصرها، عينان زرقاوان تشبهان صفاء السماء لكن مثل الزجاج المعتم لم يندم يوم على عشقها تهاونت في حقها أن تكون زوجته أمام الناس، لكن يعترف من دون وجودها بحياته ما كان إستطاع أن يكمل زواجه مع صفيه صاحبة القلب الأسود التي واجهها يوم أن قلبه مغرم بآخري لكن هي لم تهتم ولم تهدأ حتى بعد زواجه منها مرغم بآمر من والده حتى لا يصبح علكه بفم الناس، بعد هروب مسك كل ما حدث وقتها هو.
تبدل العروسان
من مسك وصالح
ل محمود وصفيه.
خطأ مسك هو من دفع ثمنه وذهبت مسك خلف حبيبها بعيدا بأمر من والده، يعترف أنه لا يحمل في قلبه ضغينه ل مسك أخته والا ما كان سمح لوالده بتسمية إبنته على إسمها، فقط كان يحمل عتاب لها كيف طاوعها قلبها على عدم السؤال عنه لسنوات ربما كان أصبح حلقة الوصل بينها وبين والداهم وسامحها، مسك لم تكن أخته الوحيده بل كانت مدللته الصغيره التي كان يحامي عنها، كانت قطعه من قلب والداتهم التي ماتت بحسرتها بعد وفاة مسك ب أشهر معدوه رقدت جوارها بنفس القبر كآنهن روحهن كانت مرتبطه ببعضهن، تركناه هو وأبيه يعيشان بحسرات فقد الأحبه.
تعجبت ليالي من صمت محمود، لكن شعرت بسخونة أنفاسه القريبه من وجنتها، فتحدثت بمرح: إتأخرت فكرتك مش جاي النهارده.
تنهد محمود ونهض واقف يجذب يد ليالى قائلا: على فكره الطقس بقى برد وقعدتك كده في البلكونة المفروض تقل الهوا ممكن يمرضك.
تبسمت ليالي ونهضت معه بترحاب تقول: مع إنى مش حاسه بالبرد بس خلينا ندخل، زمان زاهيه حضرت الغدا.
جلسا الإثنين على طاولة الطعام تبسمت ليالي سأله: محمود كنت قولت لى إن أمجد هيسافر.
تنهد محمود قائلا: فعلا هي بعثه تبع الجامعه مش هيغيب كتير.
تبسمت ليالى قائله: قولتلى شكله ندمان على إن البنت اللى كان خاطبها سابته.
رد محمود: فعلا أنا حسيت بكده، بس هو حر في حياته، أنا نصحته قبل ما صفيه تخطبها له، لو معندكش ليها مشاعر بلاش تورط نفسك، هو مشي ورا حديت صفيه وأها حفصه قبل كتب الكتاب بيومين فسخت الخطوبه، بس أنا بجول دلوك أفضل من بعدين.
تسألت ليالى بإستفهام: مش فاهمه قصدك أيه؟
رد محمود بتفسير: رأيي إن حفصه صدمته في الوجت المناسب، قبل ما يتجوزوا ويعيش في ملل وحياه رتيبه إكده في فرصه جدامه يحدد مشاعره ولو بيحبها وقلبه رايدها يبجي على نور مش عشان طمع صفيه في نسب عيلة الأشرف العظيم.
بالمشفى
رب ضرة نافعه.
بغرفة جواد تبسم لدخول إيلاف التي أصبحت تتعامل معه بطريقه مقربه أكثر بعد ليلة مرضه، تسأل جواد: هطلب قهوه تشربي معايا.
ردت عليه بتلميح: لاء أنا بعد اللى حصلك من يومين بقيت أفكر كتير قبل ما أطلب أى مشروب من البوفيه.
تبسم جواد قائلا: لازم يكون عندك ثقه أكتر بالناس يا دكتوره، الحذر لا يمنع قدر، ومتأكد إن كان في مؤامره بس ليه، أنا مدي ل فتحه الأمان لغاية دلوقتي لهدف لكن قريب هفاجئك يا دكتوره، بالذات بعد ما إتشاع في المستشفى إن اللى حصلي كان إرهاق من كتر الشغل بعد ما إتفقت مع دكتور التحليل هو كمان يقول كده، لازم أدي الأمان عشان أقدر أسيبها توقع في الغلط لوحدها ووقتها بسهوله هي هتقر ليه عملت كده ومين اللى حرضها، رغم إنى عندي شبه يقين إن اللى حرضها واحد من الإتنين، بس أنا واخد حذري كويس يا دكتوره، وهنشرب قهوه مع بعض ومتخافيش دى مضمونه.
كادت تتسأل إيلاف، لكن تفاجئت ب جواد نهض وفتح إحدي ضلف المعلقه بالغرفه وأخرج إيناء زجاجي مستطيل الشكل صغير أخرجه جواد وجذب معاه كوبان من الفخار قائلا: قهوه مضمونه مفيهاش أى منشطات من أى نوع صناعة الحجه يسريه، بالك الحجه يسريه دى عليها صناعة بن محوج مزاجه عال.
تبسمت إيلاف قائله: تمام طالما القهوه مضمونه وصناعة الحجه يسريه معنديش مانع أشربها معاك كمان عندى سؤال من أول ما جيت ونفسى أساله ليك، بس متردده تفهمني غلط.
صب جواد فنجان الفهوه ومد يده به ل إيلاف قائلا: .
ومتردده ليه، إسألى.
أخذت إيلاف فنجان القهوه منه قائله: بصراحه أنا لما قابلتك أول مره يوم ما وصلت لل الاقصر، إستغربت أنك المدير حتى لو بالإنابه، إنت واضح إن سنك صغير يمكن مكملتش التلاتين سنه كمان في في المستشفى دكاتره أكبر منك سنا، إزاي تبقى مدير وإنت في السن ده.
ضحك جواد قائلا بإختصار: أنا عندى تسعه وعشرين سنه، وبقيت مدير بالواسطه.
إستغربت إيلاف سأله: مش فاهمه قصدك، يعنى أيه بالواسطه.
ضحك على ملامح إيلاف المندهشه قائلا: يعنى أنا خدت مكان غيرى كان أحق بيه بالواسطه إستخدمت سطوة إسم عيلة الأشرف.
أنا لما أخدت مدير المستشفى بالإنابه، كان في كذا دكتور يقدروا ياخدوها، بس البعض إشترى دماغه وفكر في مصلحته، هيكسب أيه لما يبقى مدير مستشفى حكومى غير إنه هيبقى مقيد بتواجد عالأقل لوقت طويل، الوقت ده يقدر يستغله سواء في عيادته الخاصه أو المستشفيات الخاصه أو يعطله عن حضور بعض المؤتمرات الهامه اللى بتحصل وبياخد منها خبره غير شهره طبعا، يبقى إدارة المستشفى ملهاش لازمه، وفي كمان كان مستنظر إنه ياخد إدارة المستشفى لأن عارف إن مفيش حد قدامه أجدر بيه ومستتني ياخدها بالتزكيه أو بالمحايله وكان هيقبلها بتفضيل منه وطبعا كان هيديرها على هواه، بس أنا بقى ليا غرض تالت هو صحة المرضى المحتاجين عن حق.
إبتسمت إيلاف قائله: وإنت ليه مش زى نوع من الإتنين اللى قولت عليهم.
جاء خاطر ل جواد وهو طفل بالعاشره من عمره يخلع كنزته يضعها على صدر جاويد يحاول كتم سيل الدماء منه لكن لا جدوي وجاويد بدأ يضعف ويغمض عيناه مستسلما لغيوبه ظل بها لأيام، كان ذالك الضعف هو المحفز له لأن يصبح طبيبا يساعد من يحتاج إليه، بلحظه لا مال ولا سيط عائلة الأشرف كان لهم أهميه حين كان يصارع جاويد الموت وموت جلال، أين كان المال والسيط.
لم يكن لهم وجود بل كان الإحتياج ل معجزه كى ينجو جاويد ولا يلحق بأخيهم الأكبر اللذان كان لفقدانه آثر كبير في تغير مصائر حياتهم.
إستغربت إيلاف صمت جواد، لكن قبل أن تسأله سمعا طرقا على باب الغرفه، ودخول أحدى الممرضات بلهفه قائله: .
دكتور جواد المريض اللى الدكتوره إيلاف كانت مسؤوله عن حالته من شويه جاله كريزه ضيق تنفس ودخلناه الإنعاش، وحالته سيئه جدا.
نهض جواد وإيلاف سريعا يهرولان نحو غرفة الإنعاش، دخلا الى غرفة الإنعاش يسمعان صفير مدوى، سريعا طلب جواد الصاعق الطبي، حاول تنسيط القلب بصعقه إثنان ثلاثه، لكن لا فائده المريض لا يستجيب وكل مؤشراته الحيويه توقفت.
تنهد جواد بآسى قائلا: البقاء لله، حد يبلغ أهل المريض.
رفع جواد وجهه نظر ل إيلاف التي تقف تدمع عينيها تضع يدها على فمها مندهشه، تسأل جواد بإستغراب: مالك واقفه كده ليه، خلينا نطلع إحنا عملنا اللى علينا وقضاء الله نفذ.
تعلثمت إيلاف قائله: إزاي، أنا كنت متابعه حالته قبل ما أجي لمكتبك وكانت مستقره، إزاي فجأه حصل ده.
شعر جواد بالحزن قائلا: خلينا نروح مكتب.
ذهبت إيلاف مع جواد الى غرفة مكتبه تشعر أن مفاصل جسدها كآنها تفككت من بعضها، جلست على أحد المقاعد، أعطى جواد لها كوب من الماء، مدت يدها كى تأخذ الكوب لكن يدها إرتعشت تمسك جواد بالكوب حتى إرتشفت بعض القطرات قائله: شكرا.
نظر لها جواد قائلا: أيه اللى جرالك فجأه كده.
عاودت إيلاف الرد وهي تشعر بأنها أصبحت أفضل: كان كويس قبل ما أجيلك من شويه، حتى كان بيقولى إن فرح بنت من بناته قريب وهيدعينى، أيه اللى حصله فجأه كده مش عارفه.
تنهد جواد قائلا: التفسير الوحيد، هو سكرة الموت، بس أعتقد دى أول مره تشوفي مريض بيموت قدامك.
أومأت إيلاف رأسها بنعم.
تبسم جواد بغصه قائلا: هي أول مره بتبقى صعبه بس بعد كده قلبك هيتعود ويمكن يحصلك تبلد مشاعر.
قال جواد هذا مواسيا لها، بينما بداخله شك لابد أن يتأكد منه.
بينما خارج الغرفه كان ناصف يقف مع أحد الاطباء يتهامس يروج لشائعه أن المشفى مكان للعمل لا مكان للقاءات العاطفيه.
مساء
بمنزل الأشرف
نظرت يسريه ل حفصه بإستغراب سأله: ليه ملبستيش هدومك عشان تچي إمعانا لكتب كتاب واد عمك.
تنهدت حفصه بضجر قائله: لاء أنا مش هاچي، أنا أتصلت على مسك وهي كمان مش هتروح جولت لها تچي مع عمتى نقعد نتسلى سوا لحد ما ترجعوا، إنت ماليش في الحوارات دى، وبعدين مش بتقولي كتب كتاب عالضيق، يبقى أنا لازمتي أين.
زفرت يسريه نفسها قائله: هو كتب كتاب عالضيق صحيح بس ده واد عمك وفي مجام أخوك والمفروض تتعرفي عاللى هتبجي مرته.
ردت حفصه ببساطه: بكره لما يتجوز وتجي لداره إهنه أبقى اتعرف عليها، . لكن دلوك أنا إتفجت انا ومسك نتسلى سوا.
زفرت يسريه نفسها بضجر قائله: براحتك.
بنفس اللحظه آتت سلوان قائله: أنا جاهزه.
نظرت حفصه ل سلوان لا تنكر لديها ذوق خاص بها يعطيها رونق وآناقه خاصه رغم أنها ترتدي عباءه تشبه الملس الصعيدى لكن بذوق حديث، تمزج بين الشيفون المبطن بالحرير الامع باللون الأسود والرصاص.
بينما قالت لها يسريه: تمام طالما جاهزه خلينا نطلع نقابل زاهر بره.
قبل أن تخرج يسريه وسلوان من المنازل تقابلن مع مسك التي ألقت نظرة نفور ل سلوان بينما تبسمت ل يسريه التي رحبت بها وغادرن، تنظر في آثرهن بإشمئزاز.
بعد قليل
بمنزل والد حسني.
رحبت ثريا ب يسريه ونظرت بإنبهار ل سلوان ورحبت كذالك صفيه التي نظرت لها بدونيه، كما توقعت زاهر هنالك متسلقه أخرى لافت عليه، تركتهن ثريا وذهبت الى حسنى متحججه انه عروس وتخجل، تهكمت صفيه من ذالك
عادت ثريا بعد لحظات ب حسني كى ترحب بهن، تبسمت حسنى بخجل وهي تستقبلهن، لكن إنبهرت من ذوق وطريقة سلوان الرقيقه والراقيه، إنشرح قلبها لها كذالك سلوان، شعرت ببعض من عدم الألفه مع صفيه.
جلسن سلوان وحسنى الإثنين جوار بعضهن يتجاذبن الحديث، وإن كانت حسني هي التي تتحدث طوال الوقت وسلوان ترد عليها بقليل من الكلام، بينما جلست ثريا بين الحين والآخر ترحب ب صفيه الضاجره، ويسريه التي نظرت لهاتان الفتاتان وتبسمت من ألفتهن تبدوان متفقتان.
بينما بغرفة أخرى جلس صالح وصلاح ومعهم جواد وزاهر الذي يود أن يذهب الى تلك الآفاقه الكاذبه ويصفعها وينهي تلك المهزله بنظره، لكن هيهات فهو وقع بفخ نساء محكم بينهم، بعد قليل آتى المأذون
تحدث صلاح: جوم يا زاهر إجعد جار المأذون عشان كتب الكتاب.
نهض زاهر وهو ينظر نحو باب الغرفه للحظه شار عليه عقله، فر أيها الآبله ولا تدع تلك الثرثاره تفوز بكذبتها لكن قبل أن يفعل ذالك تهكم صالح بغلاظه مبطنه قائلا: أومال في العروسه مش كانت تجي تسلم على حتى أشوف ذوق ولدي الوحيد، مع إنى عارف ذوقه كويس.
نظر له زاهر بكراهيه وجلس بلا إهتمام، بدأ المأذون بعقد القران شفويا ثم وبدأ بتسجيل البيانات، حتى أن إنتهى منها أيضا وطلب من زاهر التوقيع ثم طلب توقيع العروس، نادي إبراهيم على زوجته حين أتت أخبرها أن تآتى ب حسني.
علي إستحياء منها دخلت حسنى الى الغرفه
حاد زاهر بنظره عنها لكن للحظه وكزه جواد وكاد ينظر له لكن وقع بصره على حسني، للحظه شعر بشئ يقول له أنظر لها
نظر لها.
كانت بريئه ملامحها هادئه عكس ما يشعر به من ضجر كلما رأها، بها اليوم شئ مميز، ربما بسبب مساحيق التجميل البسيطه التي تضعها، والتي لا بنتبه لها غير الذي يتأملها فقط كحل برز عينيها الواسعه كذالك بعض من الحمره الطفيفه سواء على وجنتيها أو شفاها، آه شفاها تبدوا ورديه للحظة ود الشعور برحيقها، لكن نهر نفسه لائما: لا تنخدع ببراءة ملامح تلك الآفاقه الكاذبه هي تظن انها وصلت لمآربها لكن هذا ليس صحيح، مازال هنالك وقت قبل إتمام الزفاف.
بينما قال المأذون: أين الشهود؟
نظر زاهر نحوه قائلا: الشهود عمي صلاح وجواد.
نظر له صالح بسحق بينما تغاضي زاهر عن النظر إليه لا يعلم سبب لذالك، أو ربما هنالك سبب لا يريد أن يضع ذالك الدنيئ توقيعه على شئ خاص به، حتى أنه شعر بالبغض من نظراته ل حسنى ومن الجيد أنها لم تنتظر كثيرا بالغرفه، بالكاد وضعت إمضائها وغادرت عيناها لم ترى أحد فقد كانت تود الإختفاء بتلك اللحظه، لكن أصبح هنالك واقع أنها أصبحت شبه زوجة صاحب الخلق الضيق والعصبي.
بمنزل صلاح الاشرف.
ترجل جاويد من السياره يشعر بشوق لرؤية سلوان، التي لم يراها منذ أكثر يومان ولم يحدثها أيضا فبعد أن قام بالإتصال عليها ووجد هاتفها مشغول تراجع عن مهاتفتها، ود ترك فراغ لها لكن بالنهايه إشتاق لها يتمنى رؤية ملامحها حين تراه أمامها الآن.
تقابل مع توحيده التي تبسمت له، أعطاها تلك الحقيبه الصغيره سألا: سلوان فين.
ردت توحيده: الست سلوان راحت مع الحجه يسريه كتب الكتاب، اللى هنا حفصه ومعاها الابلة مسك.
تبسم جاويد على لهجة توحيده الساخره وهي تنطق إسم مسك.
عاودت توحيده السؤال: تحب أحضرلك العشا، من شويه حفصه والمقصوفه إتعشوا.
ضحك جاويد قائلا: لاء كتر خيرك أنا كلت في الطريق، هطلع جناحى أستحمي على ما يرجعوا من كتب الكتاب.
تبسمت له توحيده قائله بموده: عجبال عوضك إنت وست الستات سلوان ويكونوا صبيان.
تبسم لها جاويد، وذهب أمامها لكن.
قبل لحظات بغرفة حفصه سمعن صوت بوق سياره، نهضت مسك ونظرت من خلف زجاج الشرفه رف قلبها حين رأت جاويد يترجل من السياره، نظرت ل حفصه قائله: ده جاويد رجع، مش كنت بتقولى متعرفيش هيرجع إمتى من اسوان
تبسمت حفصه قائله: مكنتش أعرف، بس كويس إنه رجع دلوقتي.
إستغربت مسك سأله: كويس ليه.
نهضت حفصه قائله: سلوان مش هنا في الدار أهى فرصه نقعد انا وإنت شويه مع جاويد، أهى فرصه يعرف الفرق بينك وبينها إنت معندكيش نفس غرورها ودلعها.
تهكمت مسك بتكرار قائله: غرورها ودلعها دول عجبوه وخلوه إتجوزها وهو ميعرفش عنها حاجه واصل.
ردت حفصه بتأكيد: أهو إنت قولتيها ميعرفش عنها حاجه واصل، بس أكيد بدأ يعرف، بلاش تقفلى وشك، أفرديه وخلينا ننزل نستقبل جاويد ونقعد معاه شويه.
لم تعترض مسك بل رحبت بذالك...
قبل صعود جاويد على درج السلم سمع حفصه تقول: حمدلله عالسلامه يا جاويد.
رفع بصره ونظر لها مبتسما، سألا: مروحتش معاهم كتب الكتاب ليه؟
ردت حفصه وهي تترجل على السلم: إنت عارف أنا ماليش في حوارات النسوان دى، ومسك كمان زيي، إنما سلوان هي اللى طلبت من ماما أنها تاخدها معاها، مش المفروض كانت تفضل في الدار تستقبل جوزها.
رد جاويد: سلوان متعرفش إنى راجع النهاردة.
شعرت مسك بالضيق من دفاع جاويد، لكن أخفت ذالك ببسمه رسمتها: أزيك يا جاويد.
رد جاويد: كويس الحمد لله، يلا هسيبكم وأطلع أخد دش على ماما ما ترجع هي وسلوان.
قبل أن يصعد جاويد جذبت حفصه يده بدلال أخوي قائله: دش أيه، انا بقيت مش بعرف اقعد معاك بسبب سلوان زى ما تكون بتغير لما تشوفنى قاعده معاك، خلينا نقعد ندردش سوا في المندره.
كاد جاويد ان يعترض لكن حفصه ألحت عليه بدلال فوافق على مضض، وجلس معهن حفصه ومسك يتجاذبن الحديث معه بينما هو عقله شارد ب سلوان.
بعد وقت قليل
دخلتا سلوان ويسريه الى المنزل، سرعان ما سمعن صوت ضحكات آتيه من نحو المندره، فسرت سلوان ضحكة جاويد، خفق قلبها، لكن بنفس اللحظه تسأل عقلها عن سبب تلك الضحكات، بفضول ذهبت خلف يسريه الى المندره.
تبسم جاويد حين رأي يسريه ونهض واقفا وتوجه إليها وإنحني يقبل يدها، تبسمت يسريه وهي تمسد على راسه قائله: حمدلله عالسلامه، لما إتأخرت في الوصول قولت يمكن هتحصلنا على دار أبو عروسة زاهر واد عمك المفروض كنت تبجى جاره.
رد جاويد: معليشي ملحوقه في فرحه، وجواد قام بالواجب مكاني.
تبسمت يسريه قائله: محدش بياخد مكان حد، شايفه إنكم جاعدين ممزوجين جوي.
نظرت حفصه نحو سلوان بكيد قائله: مبسوطين جوي جوي، مسك كانت بتحدت عن العفريت اللى ساكن المدرسه، وجاويد بيقول لها إنه مش مصدق التخاريف دي، رغم اصحاب البيوت اللى حوالين المدرسه أكدوا سماعهم لأصوات مخيفه وكمان الحجر اللى قدام المدرسه اللى كل ما يفكروها يهدوها عشان يبنوا مدرسه جديده يحصل مصيبه.
كانت عين سلوان تنظر ل جاويد الذي حاد بنظره وعنها وإبتسم ل حفصه، لكن هي ظنت أنه ينظر ل مسك، شعرت بالغيره قائله: المثل بيقول ما عفريت الأ بنى آدم كل دي تخاريف ممكن يكون حد له مصلحه وبيستفيد من تخويف الناس.
تهكمت مسك قائله: وأيه مصلحته من المدرسه، عالعموم براحتك.
عاودت حفصه ومسك المزاح مع جاويد بعد أن تركتهن يسريه وذهبت الى غرفتها تود الراحه، شعرت سلوان بالضجر وهي ترى حفصه تتعمد المرح مع جاويد وتزج ب مسك بالمنتصف، ومسك مستلذه من ذالك.
بينما جاويد يود أن ينهض ويجذب سلوان معه ويذهب معها الى غرفتهم يحتضنها، لكن رسم البرود، تضايقت سلوان من ذالك ونهضت قائله: أنا نسيت أحط للقط أكل في الجنينه هاخد له أكل.
تهكمت حفصه قائله: فين القط ده، ماما مانعه اى قطط يدخل البيت، عندي حساسيه منهم وبكرههم عشان غدارين وبيخطفوا ويجروا.
ردت سلوان ببراءه: بالعكس دول لذاذ جدا، انا بحب الحيوانات الأليفه من صغري، هقوم اخد أكل من المطبخ وأحطه له.
غادرت سلوان الغرفه تشعر بغضب من تجاهل جاويد لها ومزاحه مع مسك.
بينما نظرن مسك وحفصه لبعضهن بنظره ذو مغزي، أن حفصه لديها حق جاويد لا يعطي إهتمام ل سلوان، إنشرح قلب مسك وعاود الامل بقلبها.
بعد قليل نهض جاويد لم يعد يستطيع التحكم بشوقه ل سلوان، تحجج بالإرهاق بسبب قيادته للسياره من الأقصر ل اسوان وغادر صاعدا الى غرفته هو وسلوان.
أخذت سلوان الطعام وذهبت الى الحديقه تنتظر ذالك القط، لكن لم يإتى الليله عكس الليالى الماضيه، شعرت بالغضب وتوجهت الى غرفتها، بدلت ثيابها بمنامه قطيفه باللون النبيذى الداكن، لكن بنفس الوقت سمعت صوت فتح باب الغرفه، لم تنظر نحوه وإدعت عدم الاهتمام وبدأت بتصفيف خصلات شعرها.
كذالك جاويد مازال يتعمد تجاهل سلوان، دخل دون حديث، وضع هاتفه وسلسلة المفاتيح وبعض أغراضه الخاصه على طاوله جوار الفراش وتوجه ناحية الحمام، خرج بعد قليل، تبسم حين رأى سلوان تتسطح فوق الفراش، ولم تبالى به، أغمضت عينيها، توجه جاويد الى الفراش وتمدد عليه، إستغربت سلوان عدم مشاغبته لها كالعاده، لكن فعلت مثله وتجاهلته، حتى إنه لم يقترب منها لكن وجوده معها بالغرفه أعطاها شعور بالآمان عكس الثلاث ليالى المنصرمه كانت تشعر بخوف كآن أحدا يراقبها، أغمضت عينيها سرعان ما ذهبت للنوم، بينما جاويد فتح عيناه وأقترب منها ولثم شفاها بقبله ناعمه منتشيا من نفسها جواره.
صباح
إستيقظت سلوان من النوم تمطئت بيديها ونظرت لجوارها على ذالك الضوء المتسرب، شعرت بغصه من تجاهل جاويد لها لكن قررت ستفعل مثله.
نهضت من جواره وذهبت نحو الحمام عادت بعد قليل نظرت نحو ق كان جاويد مازال نائما أو هكذا تظن، ذهبت نحو ستائر الشرفه وقامت بفتحها ل ضوء النهار، نظرت نحو الفراش كان جاويد يعطيها ظهره، رأت ذالك الوشم الذي كلما راته يثير الفضول برأسها، ظلت تنظر قليلا الى أن.
تحكم الفضول بها وهي تتمعن النظر الى ذالك الوشم الذي على كتف جاويد، لديها شعور أن لهذا الوشم معني، فكرت قليلا ثم جذبت هاتفها وفتحت الكاميرا وإقتربت من الفراش وسلطت كاميرا الهاتف فوق الوشم وإلتقطت له صوره وكادت تلتقط صوره أخري لكن شهقت بخضه حين جذبها جاويد على غفله وأصبح جسدها فوق الفراش وإعتلاها ينظر له بمكر قائلا: بتصوريني وأنا نائم ليه، للدرجه دي معحبه بيا.
إلتقطت سلوان نفسها بصعوبه قائله بتهكم: معجبه بيك، قولتلك قبل كده إنك موهوم، كل الحكايه الوشم اللى على كتفك، عندى فضول أعرف له تفسير كنت هاخد صورته وأشوف له تفسير عالنت.
ضحك جاويد وهو يرى علو وهبوط صدر سلوان تحاول التنفس بهدوء قائلا: كان سهل تسألينى وأنا أقولك إن الوشم ده مالوش تفسير عادي، رسمه عجبتني ووشمتها على كتف.
حاولت سلوان تهدئه أنفاسها قائله: تمام، رغم إنى مش مقتنعه بس قوم من فوقي لو سمحت.
ضحك جاويد بمكر، ودفس رأسه بين حنايا عنقها ولثمه بقبلات ناعمه تزداد شوق وتوق.
سرعان ما وضع كف يده على فمها يخشى أن تستفزه وتنطق بأسم جلال، لكن سلوان تشعر بالشوق له، كانت تفتقد لتلك المشاغبات التي أحيانا ما تتذمر منها، لكن الآن كل ما توده هو الشعور ب جاويد قريب منها، رغم أنها بالفعل كادت تهمس لكن...