رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثلاثون
قبل قليل بالمشفى
إستأذن جواد من بليغ وخرج من الغرفه للرد على هاتفه
وضع الهاتف على أذنه مبتسما يقول بمرح: أحلى صباح لما أسمع صوت الحجه يسريه، ويا سلام كمان لو تطل بطلعتها البهيه، بس يا خساره أنا بايت في المستشفى.
تبسمت يسريه قائله: بكاش، بتسبق قبل ما أسألك إنت مرجعتش للدار ليه.
ضحك جواد وهو يضع يده الأخرى على عنقه يتمايل برقابته بسبب ذالك الآلم الطفيف قائلا: والله أنا محتاج أخد دوش دافى وبعدها أحط راسي على حجر الحجه يسريه وأنام إن شاله أسبوع.
تبسمت يسريه قائله: ماشي با بكاش مش إنت اللى دورت عالمنصب العالي.
تبسم جواد وهو يمسد بين حاجبيه بإرهاق قائلا: والله يا ماما عندك حق، الطب مهنه مرهقه ياريتني سمعت نصيحة جدي وعملت زى جاويد وزاهر وإشتغلت في صناعة الفخار أهم بقوا لهم إسم كبير.
تبسمت يسريه قائله: وإنت كمان يا حبيبي متفرقش عنهم بقيت مدير مشتشفي وإنت لسه مكملتش تلاتين سنه، وكويس إنك فكرتني ب زاهر يلا أنا أطمنت إنك بخير، هتصل على زاهر عشان أتفق معاه على تحديد ميعاد الفرح، يلا مبجاش في غيرك بس قلبي حاسس إنك هتحصلهم قريب.
تنهد جواد قائلا بأمنيه: إن شاء الله ياماما أدعيلي وإنت ساجده بتصلي.
تبسمت يسريه قائله: بدعيلكم كلكم، ربنا يرزجكم الخير دايما.
أغلق جواد الهاتف وتنهد بستنشق هواء الصباح، لكن تغيرت ملامحه حين رأى من تدخل من باب دخول المشفى، فكر قليلا وحسم أمره.
عاد الى الغرفه الموجوده بها إيلاف
دخل ينظر الى الفراش الراقده عليه إيلاف مازالت نائمه، نهض بليغ الذي كان يجلس على مقعد جوار الفراش، سألا بقلق: ليه إيلاف لغاية دلوقتي مفاقتش، مش قولت عالصبح هتفوق.
زفر جواد نفسه قائلا: ممكن يكون عقلها له رد فعل ومحتاج يغيب شويه بس هتفوق بأي لحظه.
تنهد بليغ بأمل قائلا: إن شاء الله، جواد عاوز منك وعد، السر اللى بوحت لك بيه مش عاوز إيلاف تعرف بيه دلوقتي، أنا اللى هقول لها أنا مين في الوقت المناسب.
تسأل جواد بإستفهام يشوبه نبرة غيره: وإمتى الوقت المناسب ده، لما تقولك إنها بتحبك، أنا شايف نظرات إيلاف ليك وفاهم معناها كويس، هي عندها مشاعر قويه ليك.
تبسم بليغ من نبرة الغيره الواضحه بحديث جواد قائلا بتوضيح وتلاعب ب مشاعر جواد: قولتلك حقيقة المشاعر دي ومتأكد من مشاعر إيلاف ناحيتي إنها إحتياج ل أبوه مش أكتر، إنما مشاعر قلبها دي مقدرش أتحكم فيها قدامك الفرصه، حاول تكسب قلبها.
تنهد جواد بحنين قائلا: والله أنا بعد ما عرفت حكاية حضرتك عيندى ليك سؤال، هو إنت متأكد إن حضرتك مكنش لك جذور من الصعيد، إيلاف دماغها ناشفه جووووي.
ضحك بليغ قائلا: بالعكس، إيلاف بتحب الخط المستقيم والواضح والدوغري يا دكتور، وأعتقد هي ممكن تكون عندها مشاعر بتحاول تتجنبها بسبب إن في دماغها وجودها هنا في الاقصر أمر طارئ ومع الوقت هينتهي بنهاية مدة التكليف ومش عاوزه تتعلق بشئ وفي الآخر تسيبه وتمشي، عارف هتقولى تعلقها بيا، قولتلك قبل كده الدم بيحن.
بمنزل والد حسني
إستيقظت حسني بفزع على صوت زوجة أبيها.
نهضت تجذب دثار الفراش معها قائله: في أيه يا مرت أبوي، أبوي جاله أزمة صدره مره تانيه.
ردت ثريا بنفي: بعيد الشر، لاه ده الحجه يسريه إتصلت من شويه وجالتلى إن زاهر مستعجل عالجواز ولازمن نبدأ بتحضيرات الجهاز.
فزعت حسني أكثر قائله: مستعچل على أيه، وأيه هي التحضيرات دي بجي؟!
ردت ثريا: أنا جولت للحجه ثريا إننا محتاجين وجت عشان ندبر مصاريف الچهاز، جالتلى دار زاهر كبيره واسعه جاهزه ومش لازم نكلفوا نفسينا هو فرش أوضة النوم بس.
إستغربت حسني سأله: أيه فرش أوضة النوم وبس ده؟
لمعت عين ثريا قائله: يعني شوية مفارش وملايات وفرش للسرير، شوفتي ربنا عارف إننا على قد حالنا آخر دعايا ليك ربنا رزجك باللى مش هيكلفنا كتير، هاتي بجي فلوس من اللى في البنك بإسمك، عشان نشتري الفرش وكمان نشتري ليك شوية خلجات جديده للعرايس كام فستان ومعاهم كم قميص نوم عالموضه.
شعرت حسني بخجل لكن نفضته عن رأسها قائله: منين يا مرت أبوي، الفلوس أنا حطاها وديعه مينفعش أكسرها هخسر الأرباح بتاعتها، أجولك هاتي إنت من إمعاك وأما أخد أرباح الوديعه أبجي أعطيهم لك.
كادت ثريا أن ترفض لكن تخابثت حسني قائله: ده ربنا رزجني بالچوازه دى ببركة تخطيطك، قصدي بركة دعاك ليا، كملي البركه بجي، وإنت جولتيها، شويه فرش وخلجات جديده يعني مش هيتكلفوا كتير.
ترددت ثريا لكن أغشي الطمع عينيها وقلبها وهي تنظر الى المستقبل حين تصبح حسني زوجة زاهر وبمنزله لابد أنه سيغدقها في ثراؤه، إذن لا مانع الآن من قليل من التضحية من أجل الظفر بالمستقبل.
بمنزل صالح.
نفض زاهر دثار الفراش عنه بغضب ونهض من على الفراش قائلا: يارب هو أنا مش هتخلص من البلوه دي، إمبارح چيبت لها الشبكه اللى ما توعي تلبسها، والصبح اصحى على تليفون مرت عمي، تجولى إن أبو العروسه مستعجل عالچواز، وإنى مش ناجصني حاجه هو عفش أوضة النوم بس اللى هيتغير وده سهل، كانت شورة المخزن دى سوده ورطتني في بلوة معندهاش لاهي ولا حد من عيلتها أخلاق، لاء واللى يشوف ملامحها وهي واقفه مع البت في الشارع يقول دي ملاك، أنا مكنش في تخطيطي أتجوز دلوك.
توقف زاهر عن الحديث ثم تذكر لقاؤه مع مسك قبل أيام وهي تتهكم عليه، شعر بغصه قويه في قلبه
ماذا كان يظن أن تظهر مسك غيرتها أو تبدل مشاعرها وتشفق على قلبه، ربما لو شعر منها بذالك كان أنهي ذالك الهراء مهما كلفه طلاقه من تلك الآفاقه وما أهتم بما تفعله من ضغوطات لإتمام هذا الزواج المقيت الذي لو تم لن يستمر.
بالمطار.
بأقدام مرتعشه صعدت سلوان الى الطائره وتوجهت نحو المقعد الخاص بها وجلست عليه، حقا ليست هذه المره الاولى التي تسافر بالطائره لكن مازال ذالك الرهاب يسيطر عليها مثل كل مره وإن كان أكثر هذه المره، تذكرت آخر رحلة سفر لها كانت مع جاويد وقتها لم تشعر بذالك الرهاب، تبسمت للحظه ووضعت يدها على شفاها تغمض عينيها تشعر بمذاق قبلات جاويد لها قبل ساعات، تنهدت بإنشراح، فتحت عينيها وكادت تنهض وتهبط من الطائره وتعود ل جاويد ترتمي بحضنه وتخبره أنها عشقته منذ أول لقاء لهم بمحطة القطار، لكن نفذ الوقت الطائره أقلعت من المطار وهي بلحظة غفوه، ندمت كثيرا وهي تنظر من شباك الطائره تري أنها بدأت تعلو في الجو والبيوت أصبحت تتقلص أحجامها، تذكرت أول رحله بالمنتطاد مع جاويد وقلبها يدق بآلم وندم، لأول مره تشعر أنها تسرعت في رد فعلها، لكن تسأل عقلها، ماذا سيكون رد فعل جاويد، هل سيذهب خلفها ويبرهن أنه يحبها كما أخبرها قبل ساعات.
بمنزل صلاح
خرج جاويد من الجناح ونادي على توحيده بعصبيه حتى أنها تقابلت معه على درجات السلم سألها بإندفاع: دورتي على سلوان كويس.
إستغربت توحيده من عصبية جاويد التي تراه بهذا الشكل لاول مره وردت: ايوه، دورت في الجنينه وكمان انا لسه منضفه المندره مكنتش فيها ولا في المطبخ.
زفر جاويد نفسه بغضب قائلا: تمام روحي إنت.
بنفس الوقت آتي كل من صلاح ويسريه الى مكان جاويد وتسألت يسريه بإستفسار. : في أيه يا جاويد، بتزعق كده ليه؟
ردت حفصه من أعلى السلم قائله: بيزعق عشان سلوان مش موجوده في الدار مش عارف هي فين، بس أنا عارفه؟
نظر جاويد لها سألا بلهفة أمل وتسرع: إنت شوفتيها هي فين؟
تهكمت حفصه على لهفة جاويد وقالت بإدعاء: لاء مشوفتهاش النهارده، بس متوقعه أنها تكون غفلتك وسابت الدار.
نظر صلاح ل حفصه قائلا بغضب: حفصه بلاش طريجتك دي عيندك كلمه حلوه قوليها معندكيش يبجي تسكت.
تعصبت حفصه قائله: حتى إنت يا بابا دخل عليك خداعها ووشها البرئ وإنها طيبه، أنا الوحيده اللى شايفه حقيقتها من الأول دى واحده دلوعه وبتحب تتلاعب باللى حواليها.
نظر جاويد ل حفصه بغضب وتركها وغادر المكان
بينما نظر صلاح ل يسريه وظهر الخوف على وجه الإثنين، أن تكون اللعنه تحققت.
بينما جاويد توجه الى غرفه جوار بوابة المنزل الخارجيه وبدأ يتفحص تسجيل تلك الكاميرات المحيطه وكذالك الكاميرا الموضوعه على البوابه، رأي خروج سلوان من المنزل بوقت باكر تتسحب مثل الذي يخشى أن يراه أحدا، نظرت خلفها أكثر من مره كمن يترقب، إزداد الغضب بقلبه، خرج من المنزل بغضب لم يبالى بنداء صلاح عليه.
بعد خروج جاويد بهذا الشكل الغاضب، تبسمت حفصه وذهبت الى غرفتها سريعا فتحت هاتفها وقامت بالإتصال ب مسك بمجرد أن ردت عليها لم ترد حتى السلام وتسألت: .
سلوان وصلت عندكم ولا لسه.
إستغربت مسك قائله بعضب: وسلوان أيه اللى هيجيبها هنا عالصبح كده، أنت بتتصلي عشان تحرقى دمى عالصبح.
بررت حفصه سؤالها سريعا: لاء طبعا إنت فهمتيني غلط، إحنا صحينا الصبح ملقناش سلوان هنا في الدار أنا توقعت إنها ممكن تكون جت لل الدار عندكم لل الحج مؤنس.
إستغربت مسك وسألت بتعجب: . وأيه اللى هيجيبها ل جدي عالصبح بدري كده.
لم تدري حفصه ماذا تقول، لكن خمنت قائله: معرفشي، جاويد متعصب أوي وخرج من الدار.
إستغربت مسك بإستفهام سائله بترقب: قصدك أيه، يعني يكون هو وهي إتخانقوا وسابت الدار.
ردت حفصه: لاء معتقدش، شكل سلوان خرجت من دون إذن أو سبب، وجاويد متعصب وعلى آخره حتى بابا نادي عليه وهو مردش عليه وخرج من الدار وأعتقد هو في السكه لداركم، سلوان متعرفش هنا غير جدك.
شعرت مسك بإنشراح وأمل وقالت: لاء كمان تعرف بيت خالتك محاسن وهي بتحبها وبدلعها يمكن راحت عينديها.
ردت حفصه بنفي: معتقدش، لو كانت راحت عند خالتي كانت إتصلت على ماما، وقالت لها، أقولك أنا هتصل على خالتي وهعرف بطريقتي هي عندها ولا لاء مع إني متوقعه إنها مش عينديها، يلا سلام، هرجع أكلمك.
أغلقت مسك الهاتف، تشعر بإنشراح وصفاء كآنها تطفوا فوق سحاب بنسمه ربيعيه، سرعان ما خرجت من غرفتها وتوجهت تبحث عن صفيه كي تبشرها بما قالته لها حفصه، لكن حين عثرت على صفيه تفاجئت بدخول جاويد الى المنزل يسأل على مؤنس، إستغربت صفيه مجئ جاويد واستغربت أكثر ملامح وجهه المتهجمه والمتحفزه، ورحبت به، تغاضى جاويد عن ترحيبها ينظر بترقب قائلا: الحج مؤنس فين؟
نظرت له مسك تخفي شمتاتها وقالت ببراءه: أنا لسه شايفه جدي داخل للمندره هو بابا.
ذهب جاويد الى المندره وتركهن دون مبالاه، بينما إستغربت صفيه قائله: هو في أيه عالصبح، جاويد عاوز جدك في أيه، روحوا أقفي جنب الباب وإتسمعي عليهم.
تبسمت مسك بزهو قائله: مش محتاجه أتصنت علشان أعرف جاويد عاوز جدي في أيه.
نظرت صفيه لها بإستغراب قائله: قصدك أيه؟، إنت عارفه هو عاوز جدك في أيه؟
أومأت مسك برأسها قائله: أيوه.
صفعت صفيه يد مسك بخفه قائله بلوم: عارفه أيه وساكته عالصبح؟
تبسمت مسك بإنشراح قائله: جاويد جاي يسأل جدي على سلوان؟
ضيقت صفيه حاجبيها بإستغراب قائله: ويسألها على مجصوفة الرجبه دي ليه بجي؟
تبسمت مسك قائله: واضح إن سلوان طفشت وسابت الدار من وراء جاويد، صحيوا من النوم ملقوهاش في الدار.
إستغربت صفيه سأله: وإنت عرفتي منين؟
جاوبت مسك: حفصه لسه قافله معايا الموبايل، وكنت نازله أقولك بس جاويد وصل.
إنشرح قلب صفيه قائله: الحديت ده لو بجد يبجي العمل اللى عملته غوايش أخيرا جاب نتيجه.
تبسمت مسك تومئ برأسها قائله: يظهر أخيرا، هنرتاح من سلوان بس لو مكنتش راحت عند محاسن.
فكرت صفيه قائله: صح لو الحديت ده حصل وسلوان طفشت جاويد أكيد مش هيتساهل معاها، ومش بعيد يطلقها، بس الخوف تكون عند محاسن الحربايه دي مش بستريح ليها، لو جاويد لقى سلوان عيندها هي ناعمه وهتقدر تهديه.
شعرت مسك لوهله بالغضب لكن خروج جاويد من الغرفه بغضب بالتأكيد علم أن سلوان ليست هنا، جعلها تنظر له بشمت أخفته، لكن صفيه إقتربت من جاويد بخباثه سأله: جاويد ماشي بسرعه إكده ليه خلينا نفطروا مع بعض.
لم يرد جاويد وغادر، بينما نظرن مسك وصفيه لبعضهن وتبسمن بخفاء، لكن سألت مسك محمود الذي خرج خلف جاويد: بابا هو جاويد كان جاي عاوز أيه من جدي بدري أوي كده.
نظر محمود ل صفيه ثم رد ببساطه: كان عاوزه في شغل مالكيش فيه، أنا خارج.
شعرت صفيه بهدوء وقالت بخباثه: خارج إكده من غير ما تفطر، الفطور جاهز.
نظر لها محمود بغضب قائلا: لاه، عيندي شغل مهم.
خرج محمود خلف جاويد نظرن مسك وصفيه لبعضهن يبتسمان، وقالت صفيه: إتصلى على حفصه إسأليها إكده إن كانت سلوان راحت ل محاسن أو لاه.
وافقت مسك صفيه وقامت بالإتصال على مسك، حدثتها لدقيقه ثم أغلقت الهاتف تنظر ل صفيه ببسمه منشرحه وهي تنظر لملامح صفيه المترقبه بلهفه قائله: حفصه بتقول إنها سألت محاسن وقالت لها أنها مشافتش سلوان من يومين.
شعرن الإثنين بفرحه عارمه وزهو كبير مصحوب بشمت حين قالت مسك: خلي جاويد يجرب حرق القلب وسوء إختياره اللى فضلها عليا، بلحظه طفشت منه ومفرقش معاها منظره قدامنا.
بالمندره.
وضع مؤنس يده فوق قلبه يشعر بآسي وآلم قوي وهو يتذكر سؤال جاويد عن سلوان، هل آتت لهنا، لا ينكر إستغرابه لشك جاويد، لكن شعر بوخزات قويه تضرب قلبه مباشرة، حماقة سلوان أعادت أمام عيناه ذكري رحيل مسك خلف هاشم وتدمعت عيناه خشية أن تواجه سلوان ما كادت تواجهه مسك سابقا، بسبب لعنة العشق التي تبدوا مازالت مستمره وتلاحق ذويها من جيل لآخر، بسبب وعد قديم برم بالدماء بين والد.
جد جاويد وأحد الجان مقابل أن يفتح له خزائن من ذهب كانت مدفونه، لكن هو بعد حصوله على الذهب خان العهد مع الجني، كذالك تسبب بفقع إحدي عيناه، وكان لابد من تقديم قربان لذالك الجني حتى يصفح عن تلك اللعنه الذي ألحقها بهم، والقربان إمرأة فهل تنتهي اللعنه كما قيل بالسلف الثالث، والقربان سلوان.
بعد قليل.
لم يبالي جاويد ل نداء محاسن عليه وهو يخرج بغضب من منزلها بعدما تأكد من عدم وجود سلوان بمنزلها، صعد الى السياره وقادها بغضب، يشعر بضياع يكاد عقله يذهب، لما فعلت سلوان هذا، في نفس اللحظه صدح هاتفه، نظر للشاشه بأمل، لكن سرعان ما إختفى حين رأي إسم صلاح، لم يرد عليه وقام بالإتصال على هاتف سلوان، مازال يعطي أنه خارج نطاق الخدمه، أغلق الرنين وفتح أحد البرامج على هاتفه يبحث عليه عن آخر إشاره وصلت من هاتف سلوان، صعق...
الإشاره كانت من مطار الأقصر، توجه بالسياره الى هناك سريعا.
بعد قليل
بإحدي غرف المطار، جاء إليه أحد المسؤلين مرحبا به يقول: أنا بحثت بنفسي عن الإسم اللى إنت قولتلى عليه بين قوائم المسافرين، هي فعلا سافرت في الطيارة اللى رايحه البحر الأحمر.
نهض جاويد واقفا يقول بذهول وغضب: متأكد إنها سافرت في طيارة البحر الأحمر.
رد المسؤول: أيوا انا شوفت إسمها في الكشف بنفسي.
لم ينتظر جاويد وترك غرفة المسؤول يشعر بغضب عارم.
بالمشفى
بمكتب جواد
دخلت تلك العامله تشعر برهبه
تبسم جواد حين رأها تدخل وهي تخفض رأسها ونهض واقفا، يقول: مالك واقفه موطيه وشك كده ليه، بعد اللى عملتيه إمبارح المفروض ترفعي وشك عالأقل في وشي، عالعموم أنا بعت أستدعيك عشان أقولك، إن خلاص أنا لاغيت العقد بتاعك اللى كنت بتشتغلي بيه في المستشفى، وبلغت الإداره بكده، يعني بعد كده ممنوع تشتغلي في المستشفى.
ذهلت العامله ونظرت ل جواد بتصعب قائله بإستفهام: جصدك أيه يا دكتور، حرام عليك أنا أرمله بشتغل علشان أصرف على ولادي من حلال.
عاود جواد الجلوس على مقعده خلف المكتب قائلا بهدوء وضع يده على ذقنه قائلا بتفكير وتهكم: أرمله وبتشتغلى عشان تصرفي على ولادك من حرام وكدب وإفتراء غير المنشط اللى كنت حطاه ليا في القهوه من كام يوم، فعلا ده حلال جدا.
إرتبكت العامله وإرتعشت تقول بتعلثم: منشط أيه...
قاطعها جواد بغضب قائلا: تعرفي انا كان ممكن قبل ما أمضي على قرار الأستغناء عنك، كان ممكن أحولك للتحقيق زى ما حولت الممرضه بتهمة السب والقصف، قولى مين اللى حرضك تفتري عليا انا والدكتوره إيلاف.
توترت العامله وتلجلجت بالرد قائله: محدش أنا جولت اللى شوفته.
تهكم جواد قائلا: وأيه اللى شوفتيه، بس تمام كده أنا هقدم فيك شكوي إنك كنت عاوزه تقتليني بوضع منشط في القهوه، ومعايا التحليل اللى يثبت ده يومها لو مش الدكتوره ايلاف سعفتني كنت موتت بكل سهوله، وهي ودكتور التحاليل هيشهدوا بكده.
إرتجفت العامله وذهبت الى مكان جلوس جواد وكادت تنحني على يده تستعطفه، لكن نهض جواد بغضب وتعسف قائلا: قولى الحقيقه يمكن وقتها أصفح عنك وأكتفي بفسخ العقد بتاعك.
إرتعشت العامله قائله: اللى حرضني هي الممرضه، وهي كمان اللى عطتني المنشط والله ما كنت أعرف هو بيسبب أيه غير أنه بس...
توقفت العامله تشعر بحياء، تسأل جواد بإستفسار: بس أيه كملي.
شعرت العامله بحياء قائله: هي قالتلى إنه بس هيخلي حضرتك تحس بسخونه وشوية إثاره وهتحاول تتحرش بيا وأنا وقتها كنت هصرخ وأعمل فضيحه في المستشفى إنك يعني عاوز...
توقفت العامله، نظر لها جواد بذهول سائلا: عاوز أيه، وأيه الهدف اللى كنتم عاوزين توصلوا ليه؟
ردت العامله: الهدف إن يوصل للإداره الصحيه إن حضرتك يعني دكتور وبتستغل منصبك ك مدير المستشفى وبتحاول تتحرش ببعض الممرضات وكمان حاولت تعتدي عليا وبعدها الإداره الصحيه بتاع المحافظه تشيلك من إدارة المستشفى.
ذهل جواد قائلا: تعرفي مين اللى حرض الممرضه دي؟
ردت العامله: والله ما أعرف، أنا كنت بنفذ لها بعد ما قالتلى أنها عينديها واسطه ممكن تخليهم يثبتونى وأبقى موظفه رسمى بدل ما بشتغل هنا بعقد عامله في المستشفى وممكن يستغنوا عني في أى وجت.
نظر لها جواد بسخريه وتهكم قائلا: .
أهو إنت خسرتى حتى شغلك هنا بعقد، وإتفضلي وبعد كده ممنوع أشوفك هنا تاني، وإحمدي ربنا إن راعيت حالتك ومحولتكيش للتحقيق زى الممرضه اللى هتحصلك في أقرب وقت.
بغرفة إيلاف
بدأت تفتح عينيها، شعرت بثقل على يدها، حاولت سحب يدها، شعر بليغ الذي كان يضع رأسه فوق يدها بحركة يدها، رفع رأسه ونظر لوجهها إنشرح قلبه حين رأي إيلاف تفتح عينيها تبسم بلهفة قائلا: إيلاف أخيرا فوجتي(فوقتي)!
نظرت له إيلاف بوهن سأله: أيه اللى جرالي أنا فين آخر حاجه فكراها...
توقفت إيلاف عن الحديث بعد أن كادت تقول أن آخر شئ طن بأذنيها هو صوت والداها وبعدها فقدت الإدراك.
ضم بليغ يد إيلاف بين يديه وتبسم بحنان قائلا: الدكتور جواد طول الليل هو اللى كان يباشر حالتك حتى بات هنا في المستشفى.
شعرت إيلاف بغصه قائله: إنت جيت إمتي لهنا؟
تبسم بليغ رغم أنه لم يعاشر إيلاف كثيرا لكن يعلم بعض من خصال طفلته حين كانت تود تغيير دفة الحديث، وقال بمراوغه: جيت بعد الدكتور جواد ما فض المشكله وأعلن إن إنت وهو مخطوبين وقريب جدا هتكتبوا كتابكم، ليا عتاب عينديك، مش كنت تجوليلي إكده أعرف بالصدفه.
إرتسمت المفاجأه على وجه إيلاف ونهضت بوهن بنصف جسدها قائله: محصلش الكلام ده.
أخفي بليغ بسمته قائلا: أنا بنفسي سمعت جواد بيجول إكده، حتى باركت له، بس يظهر إنك كنت عاوزه تفضلى مخليه الأمر سر بيناتكم.
تعجبت إيلاف قائله: سر أيه، بقولك والله ما حصل، هي العامله اللى إدعت علينا بالكدب معرفشي ليه.
تبسم بليغ قائلا: رب ضرة نافعه، أهى العامله خلتني إنبسطت جوي، بصراحه إنت والدكتور جواد لايجين على بعض جوي، من أول مره شوفتكم جولت إنكم لبعض.
شعرت إيلاف ببداية غضب قائله: ده شئ مستحيل، أنا الدكتور جواد بالنسبه ليا مش أكتر من زميل، أو صديق، لكن جواز ومشاعر ده مش موجود، أنا...
توقفت إيلاف تنظر ل بليغ بنظره لا تفهم هي نفسها مغزاها، أحيانا تراه بصورة حبيب لكن عقلها يرفض ذالك كذالك قلبها، وأحيانا أخري تتمناه أب لها يحمل خصال كانت تود أن تعيش بها بكنف والداها، ذالك ما يتمناه قلبها، وبين مشاعر متحيره، لا تعرف غير أنها تشعر بسعاده وهي برفقته.
بالبحر الأحمر
ترجلت سلوان من سيارة الأجره أمام تلك ال يلا
نظرت لها من الخارج تشعر بوخزات قويه في قلبها، ذهبت نحو البوابه وقامت بفتحها ثم دخلت عبر ذالك الممر توقفت أمام الباب الداخلي وأخرجت تلك المفاتيح من حقيبتها وضعتها بمقبض الباب، فتحته ودخلت الى ردهة ال يلا، تشعر بإرهاق.
جلست على أحد المقاعد، إتكئت برأسها للخلف تشعر بندم، وضعت يدها على ذالك السلسال الذي برقبتها تنهدت بدمعة ندم شقت وجنتيها، تسأل عقلها
ماذا فعلت، ولما فعلت ذالك؟
تشوقت العوده مره أخري الى حضن جاويد، أغمضت عينيها تتذكر قبلاته ولمساته، سحبتها غفوه لبضع ساعات.
مساء.
سمعت سلوان همس كأن أحد ينادي عليها بإسمها، فتحت عينيها وضعت يديها حول عنقها تشعر ببعض التيبس بسبب نومها على ذالك المقعد، نظرت حولها كان الظلام قد حل، فتحت حقيبتها وسحبت الهاتف، نظرت له قائله: نسيت أفتح الموبايل بعد ما نزلت من الطياره
فتحت سلوان الهاتف وإنتظرت قليلا، حتى عاد يعمل.
نظرت للشاشه إستغربت، هي نامت وقت طويل، كادت تبحث عن الرسائل أو إتصال بوقت سابق، لكن في نفس الوقت إنخضت حين صدح رنين الهاتف بيدها لوهله توقعت أن يكون جاويد ونظرت للشاشه خاب ظنها، من يتصل هو والداها، حاولت التماسك، وفتحت الخط وقامت بالرد
علي هاشم الذي قال لها بتسرع: سلوان إتصلت عليك كم مره ليه مش بتردي وموبايلك بيدي خارج نطاق الخدمه كنت لسه هتصل على جاويد وأسأله.
رجف قلب سلوان بندم حين سمعت إسم جاويد وظلت للحظه صامته، قبل أن يسأل هاشم: سلوان إنت كويسه، ليه مش بتردي عليا.
ردت سلوان بإرهاق: أنا في البحر الأحمر يا بابا.
تبسم هاشم ظنا منه أنها مع جاويد قائلا: وليه مقولتيش ليا قبل ما تسافر إنت وجاويد البحر الأحمر كنت جبت دولت وإتقابلنا هناك.
تنهدت سلوان بندم قائله: أنا في البحر الأحمر لوحدي يا بابا جاويد مش معايا.
إستغرب هاشم سألا: يعني أيه جاويد مش معاك.
ردت سلوان بتوضيح قائله: يعني سافرت لوحدي من دون جاويد.
تضايق هاشم سألا: وجاويد طبعا ميعرفش إنك مسافره البحر الاحمر، زي ما عملتي قبل كده وسافرتي لل الأقصر من دون معرفتي، بس جاويد مش زيي يا سلوان.
إرتبكت سلوان قائله: قصدك أيه يا بابا.
رد هاشم بغضب: قصدي إن جاويد مش هيتقبل سفرك بدون إذنه، كمان عوايد الصعيد إن الست اللى تسيب بيت جوزها بدون سبب أو إذن منه سهل يتخلي عنها ومش بالطلاق بس كمان ممكن توصل إنه يسفك دمها.
ردت سلوان بتفاجؤ: أكيد جاويد مستحيل يعمل كده، دى عادات قديمه وخلاص بطلت والدليل ماما لما جدي سابها تتجوز حضرتك.
إستغفر هاشم وشعر بفزع قائلا: سلوان أنا جاي بكره البحر الأحمر.
أغلق هاشم الهاتف، وقام بإتصال آخر.
فى نفس الوقت جاءت دولت وسمعت جزء من حديث هاشم، على الهاتف مع سلوان، وإنتظرت حتى أنهي الإتصال الآخر، نظر لها هاشم قائلا: إحنا هنسافر بكره المسا لل البحر الاحمر.
تسألت دولت بخباثه: مش فاهمه، أيه سبب إننا هنسافر البحر الأحمر دلوقتي.
رد هاشم بعصبيه: هنسافر وخلاص.
ترك هاشم دولت يشعر بغضب من حماقة سلوان التي تتصرف بلا تفكير فيما يحدث لاحقا.
بينما تبسمت دولت بمكر ونظرت الى هاشم الى أن دخل الى الغرفه، فتحت هاتفها وقامت بالإتصال على إيهاب وإنتظرت حتى رد عليها، وقالت له بهمس: إسمعني كويس يا إيهاب، أنا عرفت إن سلوان سافرت لل البحر الاحمر شكلها طفشانه من جوزها، عازاك تروح تطمن عليها في ال يلا، وتستقبلها قبل أنا وهاشم ما نوصل بكره المسا.
بمكتب جاويد بالمصنع.
كان يجلس يسند رأسه على مسند المقعد خلف مكتبه يشعر بضياع وهو يتذكر سلوان وهي بين يديه قبل ساعات مستمثله له تبادله الغرام، شت عقله وهو يتذكر ما فعلته لاحقا، لما غادرت بعد ذالك مباشرة، أثناء ذالك سمع صوت صدوح هاتفه برساله، إعتدل بالجلوس وجذب الهاتف من على المكتب ونظر له، قرأ الرساله التي تخبره أن الهاتف الذي كان يتصل عليه قبل ساعات قد عاد بنطاق الخدمه، تلهف سريعا ونهض واقفا وكاد يتصل على سلوان لكن تمهل للحظه وآتى بذالك التطبيق، وبحث عن مكان الإشاره التي أظهرت مكان سلوان...
البحر الأحمر
تمعن جاويد جيدا بشاشة الهاتف يتأكد مره أخرى
مسد جبهته بآنامله بغضب عقله غير مستوعب
ما يشعر به قلبه من إعصار غضب كفيل بسحق ذالك الهاتف الذي يضعط عليه بيده، جهاز التتبع الذي وضعه سابقا بهاتف سلوان يؤكد ما قاله له مسؤل المطار قبل ساعات
سلوان ذهبت الى البحر الأحمر!
إذن لا داعي لذالك الشعور بالأمل الواهي ان يكون مسؤول المطار أخطأ...
إتقدت عينا جاويد لهبا، ليست فقط عيناه بل قلبه يتقد بلهيب أقوي يشعر بغضب عارم، وعقله يثور مثل البركان يتهكم على لعب سلوان به، سلوان من كانت تخشي المرتفعات تجرأت فجأه وسافرت بالطائره والى أين، الى
البحر الأحمر...
رنين ضحكة دولت يطن برأسه وهي تخبر ذالك البغيض إيهاب عن سعادتها بمفاجأتها أنه جاء من البحر الأحمر...
طوفان غضب، جعله يلقي الهاتف على طول ذراعه ليصتدم بالحائط ويتناثر على الأرض حطام، نظر لتلك القطع تمني لو كانت سلوان أمامه الآن لكانت أصبحت مثل حطام ذالك الهاتف قطعا متفرقه.