رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني والخمسون
بالمشفى
هرول هاشم الى جواد الذي يخرج من إحدى الغرف، وقف أمامه يلهث سألا بترقب: سلوان؟
رد جواد بعمليه: سلوان في أوضه تانيه ومعاها إيلاف، بس أعتقد حالتها مش خطر إطمن.
بلهفه أيضا سأل هاشم: وجاويد؟
شعر جواد بغصه وهو يقول: جاويد عنده شوية رضوض في جسمه وكمان إيده الشمال مكسوره وجروح مش خطيره وأنا عطيته مخدر عشان جسمه محتاج لراحه حتى لو لوقت قصير، للصبح، لانه لو فاق مش هيمتثل.
تنهد هاشم براحه قليلا، وذهب نحو إيلاف التي خرجت من غرفه مجاوره، نظرت له بشفقه وقالت: إطمن حضرتك، سلوان هتبقى بخير إن شاء الله.
تلهف هاشم بالرد: يارب، عاوز أشوفها.
نظرت إيلاف ل جواد الذي أومأ لها راسه بموافقه، يعلم مدى تعلق هاشم بإبنته الوحيده، وافقت إيلاف قائله: تمام، إتفضل إدخل لها.
سريعا دلف هاشم وخلفه إيلاف، وتبقى جواد بالخارج ليرد على رنين هاتفه، قائلا: لاء إطمني يا خالتي، سلوان وجاويد الإتنين بخير بس مين اللى وصلك الخبر إنت وعم هاشم كده بسرعه.
تعلثمت محاسن وتحججت قائله: الخبر الرضي مش بيستني يا ولدي، هتصل عليك مره تانيه، بس عشان جلال بيعيط.
أغلق جواد الهاتف تنهد يشعر براحه جروح جاويد وسلوان ليست خطيره يكفي عودتهما وتلك الجروح سهل مداواتها وستندمل مع الوقت.
بينما دلف هاشم الى غرفة سلوان توجه مباشرة الى الى الفراش التي تمكث عليه سلوان
سأم وجهه وشعر بوخزات قويه في قلبه، حين رأى ملامح سلوان الباهته، كذالك ذاك الضماد الذي يلف عنقها وبعض الضمادات حول يديها دمعه غصبا فرت من بين أهدابه سقطت على يد سلوان الذي إنحني وقبل جبهتها، رغم وجع قلبه على رؤيتها بهذا الشكل لكن شكر الله على نجاتها من تلك البراثن.
الشيطانيه، من الجيد أنه علم بها بعد أن نجت سلوان منها ما كان سيتحمل أكثر مما تحمل منذ إختفائها، تنهد وجلس جوارها على طرف الفراش يضم يدها بين يديه، نظرت له إيلاف بشفقه وقالت برأفه: سلوان نايمه بسبب المخدر وإن شاء الله عالصبح هتفوق، حضرتك بلاش تتعب نفسك، و...
قاطعها هاشم بإصرار قائلا: أنا هفضل جنبها هنا لحد ما تفوق، قلبي مش هيطمن لو غابت عن عنيا مره تانيه.
رأفت إيلاف به وقالت: تمام، أنا هفضل هنا في المستشفى، وكمان جواد، لو أحتاجت أى حاجه.
قاطعها هاشم قائلا بشكر: كتر خيرك يا بنت، معايا رقم موبايل جواد.
أومأت له وخرجت من الغرفه وتركته مع سلوان، إنسابت دموع عيناه للحظه شعر بالندم، سبق وأن حذرته وصيفه بمصير إبنته لو عادت لهنا بالأقصر لكن إيمانه جعله يتهاون وإيمانه أيضا هو من أنجى سلوان وزال ذاك الغدر الذي كان بإنتظارها، عكس ما حدث بالماضي حين فرت مسك معه ونجيت من صالح الوغد، عادت سلوان لهنا وجاويد أنجاها بوعد عشق كان محتوم.
بأرض الجميزه
خلف ذلك السور.
دبر زاهر رافعه عملاقه بوقت قياسى بعد أن عاد لآعلى مره أخري بعد نزل الى الحفره كى يطمئن على
يسريه ومؤنس ومعهم تلك الثالثه الذي عرف هويتها أنها إحدي المجاذيب التي رأها ذات مره تجلس على مصطبه أمام المقابر، ولم يبالى، كذالك شعر بصدمه حين تفاجئ ب جثمان صالح المردي، شعر بغصات قويه في قلبه.
رغم أنه كان يعتقد أنه لو رأه مذبوح أمامه لن يتحرك له جفن لكن ذلك الشعور غريب، حقا لم يحزن عليه لكن غص قلبه ربما كان يود له نهايه أخري ليته كان تاب عن سواد قلبه، سيطر على مشاعره أمامهم، رغم شعوره بإنهيار داخلي، هنالك لغز حدث هنا، لكن وجب عليه مساعدة زوجة عمه التي كانت دائما تبحث له عن الخير، والدليل هو حسني الذى ظن أنه تورط بالزواج منها لكن هي كانت له طوق نجاة.
بدأت تلك الرافعه العملاقه بالنزول الى عمق قريب من الحفره، صعد عليها مؤنس ووصيفه، ترددت يسريه للحظات قلبها يشعر بالبؤس هنا تلاقت روح جلال بجسده الهائم وإختفى هنا عثر على خلاص روحه، بالمكان التي فاضت به روحه سابقا، تسارعت الدموع من عينيها خلفه، مد مؤنس يده لها يشعر بقلبها هو الآخر ذاق مرارة فقد الأحبه، لا آلم أقسى من هذا الآلم لكن هنالك الصبر هو ما يسلي القلب عن ذلك الفراق المرير، كذالك وصيفه عانت من ذلك الفقد، تشارك الثلاث نفس الإحساس بذاك الآلم.
تنهدت يسريه وذهبت نحو يد مؤنس يكفي الليله لم تفقد جاويد بسبب جلال الذى أنقذه.
بعد قليل كانت الشرطه بداخل السور مع بداية إختفاء عتمة الليل وبزوغ نهار جديد.
بمنزل القدوسي.
لم تتذوق مسك النوم، عقلها يثور بهزيان كلما آتى أمام عينيها منظر حمل جاويد، ل سلوان، هو أنقذها وعادت له، ضاعت آخر فرصه لها، تقرض اظافرها بتوحش وعينيها تجحظ بغليل تزفر نفسها تشعر كأنها تنفث لهب من بين انفاسها، لكن نهضت فجأه وتملك منها شيطانها، خرجت من غرفتها غادرت المنزل لا تدري انها بلا غطاء
ل رأسها.
بدقائق كانت تدخل الى دار الأشرف، قابلتها توحيده ونظرت لها بذهول من منظرها المخيف، كذالك مجيئها بوقت باكر هكذا، إعترضت طريقها وقالت لها بإحترام: أبله مسك...
لم تكمل بقية حديثها حين دفعتها مسك بقوه في صدرها وتخطتها ودلفت توجهت نحو سلم المنزل الداخلى صعدته بسرعه كانت تفتح باب غرفة حفصه، لكن وجدت الغرفه خاويه، هزت بجنون وبدأت بفتح أبواب الغرف تهزى بوعيد سافر.
هبطت مره أخرى الى أسفل لحسن حظها سمعت بكاء ذلك البغيض الذي آتت من أجله، تتبعت صوته ودلفت الى تلك الغرفه
نظرت لها كل من حفصه ومحاسن التي تجلس على ساقيها جلال كى تقوم بإطعامه حتى يهدأ بكاؤه
نظرن لها بذهول من منظرها وكذالك لهاثها، وهي تدلف عليهن تتجه بعينيها وجسدها مباشرة نحو ذلك الصغير كآن عينيها تضخ له شرارا
حاولت التهجم على جلال، لكن محاسن التي نهضت بسرعه وإستدارت بظهرها لها تحميه منها.
ذهلت حفصه من ذالك وإقتربت من مسك حاولت إمساكها تشعر كآن مسك فقدت عقلها، لكن تغلبت عليها مسك وفلتت منها وعاودت التهجم على محاسن، لكن حفصه صرخت وهي تحاول جذب مسك بعيد عن محاسن، آتت توحيده ومعها خادمه أخرى الى الغرفه وتشاركن بإبعاد مسك عن محاسن وجلال، قيدنها بين أيديهن، حاولت التغلب عليهن لكن أحكمن قيدها إستسلمت لقيدهن، لكن هزت بجنون تبوح ببعض أفعالها الشيطانيه ولجؤها الى الشعوذه بمصاحبة صفيه ومشاركتها بأذى سلوان وكذالك تدبير خطفها.
ذهلن كلهن من حديث مسك في البدايه ظنوه هلوسه، لكن الدلائل أكدت الحقيقه.
نظرت محاسن ل حفصه المذهوله، نظرة معناها هل صدقت الآن لما لم أكن أشعر معها بالراحه، هي وأمها، الإثنين أعوان للشيطان.
حاولت مسك بإستماته أن تفك قيدهن لها، بصعوبه فلتت يد إحداهن، دفعتها مسك بقوه، فإبتعدت عنها أصبح سهل عليها فك قيد الأخري بالفعل دفعتها بقوه هي الأخرى سقطت أرضا، لم تنتظر هرولت مسرعه تخرج من المنزل، بينما جلست محاسن على أحد المقاعد تلتقط أنفاسها تضم جلال الذي يبكى كآنه إنصرع، حاولت تهدهده الى أن هدأ بكاؤه وحاولت إطعامه بصعوبه، بينما جلست حفصه عقلها كآنه شارد كيف خدعت ب مسك وكانت تريدها زوجه لأخيها وهي تضمر كل هذا الشر بقلبها، لكن لامت نفسها وتذكرت حين أخبرتها مسك عن إختطافها وهي كذبت وقتها وقالت لها أنها هي من أخبرتها بذالك، الآن تيقنت أن مسك كانت خلف خطفها هي الاخري لكن ماذا كان هدفها من ذالك.
جلست على أحد المقاعد تشعر بندم وتذكرت معاملتها الجافه مع سلوان في بداية زواجها من جاويد كانت تبغضها بسبب ميلها ناحية مسك تلك صاحبة القلب الجاحد.
بينما بجنون عادت مسك الى دار القدوسي، دلفت الى المطبخ مباشرة لم تجد أحدا من الخادمات تلفتت حولها بجنون وهلوسه حتى وقعت عينيها على قنينة كيروسين بشعله صغيره، قديمه مازال جدها يأخذها معه من حين لآخر وهو ذاهب الى الحقل، يفعل عليها شاي أو قهوه وأخذته كذالك وقعت عينيها على قداحه قريبه من الموقد أخذتها هي الأخرى وصعدت الى غرفتها صفعت الباب خلفها بقوه إرتج مفتوح ذهبت نحوه أوصدته من الداخل بالمفتاح وأخرجت المفتاح وألقته على طول ذراعها ذهبت نحو خزانة ملابسها فتحت إحد الضلف، لمعت عينيها وبدأت بجذب تلك الملابس الأنيقه وعبوات العطور بماركاتها العالميه وكذالك أدوات الزينه وملابس ناعمه خاصه بالنوم، بعثرتها بالغرفه تنظر لهاوهى تضحك بهستريا، تلك الأشياء كانت تبتاعها من أجل أن تظهر بها أمام نضر جاويد، كانت تود الظهور أمامه في أبهى صوره، لكن هو لم يراها من الأساس، صرخت بحده وتهجمت على نفسها بالقول بيقين: لاء جاويد بيحبني، بس هي سلوان اللى ضحكت عليه وخدعته، هي حقيره وهيفوق من كدبها ويرجعلى.
بنفس الوقت تعود لليأس وتهزي بحده: جاويد خلاص ضاع مني، هو كان طول عمره بيتهرب منى، أنا كنت موهومه.
تعود للوهم وتنهر عقلها.
بين اليأس والهزيان نظرت الى تلك الأغراض شعرت أنها مبعثره مثلها، حسمت أمرها قامت بتجميعها بمكان قريب من فراشها، فتحت قنينة الكيروسين وقامت بسكب محتواها على تلك الأغراض وأضرمت النار فيها نظرت لها تتراقص عينيها مع ألسنة النار، لم تبالى وذهبت نحو الفراش وتمددت عليه تنظر لسقف الغرفه ترى إنعكاس النيران عقلها شبه مغيب أو ربما مغيب بالكامل لم تشعر أن النيران إشتبكت بطرف ملآة الفراش وبدأت تشتعل هي الآخرى حتى وصلت النار الى أعلى الفراش شعرت بلسعتها لجسدها، نهضت من فوق الفراش وحاولت تبتعد لكن النيران إشتبكت في ملابسها وببعض أغراض الغرفه أيضا، بدأت تصرخ تضحك تهزي، كآن النيران بجسدها مثل لسعات الكرباج، ذهبت نحو باب الغرفه تفتحه لكن كان موصدا بحثت بعينيها عن مفتاح الغرفه لم تعثر عليه والنيران أصبحت تشتد، بينما عقلها يذهب أكثر لا تبالى بقسوة لسعاتها على جسدها فقط تهزي بجمر قاسى وضياع عقلها.
بينما بغرفة صفيه التي تلتزمها منذ الأمس، لا تعلم كيف نعست وهي جالسه، فتحت عينيها بفزع بسبب صوت صرخة مسك، نهضت واقفه تسير بترنح تشعر أنها مثل الخاويه، عقلها هي الاخري أصبح يطن به منظر
ليالى وحماية محمود لها، محمود الذي عشقته منذ أن وعت على الحياه، لكن هو لم يراها حتى بعد زواجه بها، تعلم حقيقة سبب موافقته على الزواج بها كان إنقذا لسمعة والده كى يداري على فضيحة هرب.
مسك ليلة عقد قرانها على صالح، وافق محمود وأصبح هو المنقذ لسمعة أبيه من فضيحه كانت كفيله بؤد قيمته وهيبته الكبيرة والغاليه.
صعقت حين رأت ألسنة النيران تخرج من أسفل عقب الباب، صرخت وهرولت نحو باب الغرفه وضعت يدها على المقبض لكن كان نحاسى ساخن بسبب حرارة النار، صرخت بقوة تحاول دفع الباب حتى ينفتح، إبتعدت للخلف خطوه حين بدأت النيران تشتعل في الباب، بنفس الوقت آتت إحدى الخادمات فزعت هي الأخرى من رويتها لباب الغرفه الذي يحترق للحظه ترددت وهي تنظر الى صفيه التي تتبدل ملامحها كإنها تفقد عقلها، تشجعت دفعت الباب بقدمها بالفعل سقط الباب رأين الإثنتين جسد مسك التي يحترق، إرتجف قلب الخادمه وخشيت أن تنالها النيران هرولت تآتى.
بمطفأة الحريق المنزليه كذالك تطلب المساعدة والدعم، كذالك إتصلت ب هاتف محمود الذي رد عليها، أخبرته عن الحريق، وأخبرها أنه سيأتى سريعا...
بينما صفية رغم أنها إبتعدت عن باب الغرفه لكن عقلها كآنه زهد، لا تشعر بشئ جثت على رسغيها كآنها ترى عرض تلفزيونى لا حقيقه مفجعه، النار كآنها إنحصرت بداخل الغرفه حتى عاودت الخادمه ومعها شخص آخر وقام الإثنين بإطفاء النار بطفيات منزليه، حتى إنخمدت النيران إقتربت الخادمه من جسد مسك التي أصبح بالي، شعرت بالرهبه المخيفه من منظرها كذالك بعض الآسى عليها.
بالمشفى.
أصرت يسريه على الذهاب الى المشفى من أجل الإطمئنان على جاويد
بمكتب جواد أعطت إيلاف حقنه مهدئه ل يسريه، حتى تشعر بالإسترخاء بعد أن أطمئنت على جاويد، ثم نظرت الى جواد الذي تحدث لها بسؤال: جاويد وسلوان بخير يا ماما، أنا مش فاهم حاجه من اللى حصل، وأيه سبب وجود حضرتك في أرض الجميزه.
مازالت يسريه تشعر بالآلم مما حدث لكن قالت: أنا مرهقه يا جواد.
نظرت إيلاف ل جواد نظرة تحذير الا يضغط عليها، بينما قالت ل يسريه: أنا عارفه إنك مش هتطمني غير لما جاويد وسلوان يعودوا للوعى، ومش هتقبلي ترجعى للبيت، بس
فى هنا في الاوضه سرير حضرتك تقدرى تريحي جسمك عليه ساعتين.
أومأت يسريه لها بموافقه، بينما إمتثل جواد ولم يضغط عليها.
بمنزل القدوسى
عاد محمود بعد فوات الآوان
إحترق جسد مسك.
كانت كتلة جسد م هترئ وقف للحظه مصعوق القلب منظر تلك الملآه التي تغطي جسدها لم يظهر سوا وجهها الذي إختفت معالمه، بينما هي گآنها فصلت عن الحياه، إقترب منها بتك الزخات التي تتساقط من أهدابه، بحسره كانت تلتقط أنفاسها الآخيره، بدموع مضنيه جثى جوار جثمانها أرضا همس جوار أذنها لقنها الشهاده يحاول السيطره على نفسه حتى لايصرخ متألما، يشعر بندم يذم نفسه هو ساهم في وصول مسك الى تلك الحاله الميؤس منها، ربما حاول وتمني كثيرا أن تفوق مسك من وهم عشقها ل جاويد، لكن تأخر بأخذ موقف حاسم...
بنفس الوقت كان يدلف مؤنس منهك من تلك المواجهه، لكن سمع صراخ إحدي الخادمات
بآرهاق صعد الى مكان الصراخ
نظر الى صفيه التي تجثو أمام باب غرفة مسك صامته لا تعطي أى رد فعل رأى أثر حريق باب الغرفه دلف سريعا، إنشطر قلبه وهو يرى محمود يضم جسد مسك لم يرا سوا وجهها وضع
يديه على موضع قلبه يحاول أن يسيطر على فاجعة قلبه الذي يآن بدمويه لم يستطع التحمل ترنح جسده قبل أن يسقط أرضا فاقدا للوعى.
بالمشفى.
بدأ جاويد يهزى بإسم سلوان قبل أن يفتح عينيه
تنهد جواد الذي كان يرافقه بالغرفه ببسمه قائلا: حتى من قبل ما تفوق بتهزي بإسمها يا إبن الأشرف.
فتح جاويد عيناه يرا بغشاوة أغمض عيناه ثم فتحهما مره أخرى شبه تلاشت الغشاوة، نظر ل جواد الذي يقف جوار الفراش وسأله: سلوان؟
إبتسم جواد وجاوبه: سلوان بخير، إطمن.
تنهد جاويد براحه قليلا رغم شعور الآلم بجسده وسأله بترقب: كانت بتنزف أيه السبب، وكمان جرح رقابتها.
جاوبه جواد بتوضيح: متخافش الجرح اللى كان في رقابتها مكنش غميق بس الحركه الكتير زودت إندفاع الدم
وكمان النزيف التانى طبيعي، ناسى إنها والده مكملتش عشر أيام، بس يمكن برضوا الحركه الكتير زودت طبيعة النزيف مش أكتر، إطمن.
أغمض جاويد عينيه يتنهد براحه، لكن سرعان ما حاول النهوض من فوق الفراش.
لكن حاول جواد منعه من النهوض قائلا بنهي: جسمك كله رضوض يا جاويد ولازم تفضل ممدد عالسرير، مش لازم تتحرك.
شعر جاويد بآلم وقال بإصرار: ساعدنى ألبس هدومى لازمن أطمن على سلوان بنفسي.
زفر جواد نفسه بقلة حيله قائلا: سلوان زمانها نايمه تحت تآثير المخدر، بلاش تعاند.
أصر جاويد على طلبه قائلا: بلاش مناهده يا جواد ساعدنى لازمن أشوف سلوان، كمان نسيت أسألك عن ماما والحج مؤنس.
إستسلم جواد لرغبته وقال ببساطه: .
تمام خلينى أساعدك، بس لازم تاخد حقنه مسكنه الأول، وإطمن ماما بخير وهي هنا كمان في المستشفى، وعاندت زيك كده ومرضتش ترجع الدار، نايمه في مكتب إيلاف إديتها حقنه مهدئه، والحج مؤنس معرفش، بس يمكن روح داره، بس قولى أيه اللى حصل؟
آن جاويد بآلم قائلا: بعدين أحكيلك اللى حصل، بس دلوك إديني أى حقنه مسكنه، وبعدها أشوف سلوان.
بقلة حيله إمتثل جواد وأعطى جاويد حقنه مسكنه وساعده على إرتداء ملابسه.
بغرفة سلوان.
بدأت هي الأخرى تعود للوعى تدريجيا فتحت عينيها إنصدمت بنور الغرفه فأغلقتها مره أخرى، لكن قالت بهمس مسموع: جاويد.
سمع هاشم همسها ونهض من على تلك الأريكه وذهب الى الفراش جلس على الطرف وأمسك يدها ونظر لها تبسم حين فتحت عينيها مره أخري، لكن سلوان عاودت السؤال: جاويد.
إبتسم هاشم وأخبرها: جاويد بخير.
أغمضت سلوان عينيها تشعر براحه، بينما رجف قلب هاشم وقبل أن يتحدث سمع صوت فتح مقبض باب الغرفه، تبسم حين رأى جاويد يدلف الى الغرفه يستند على جواد، كذالك هنالك حامل طبي موضوع حول عنقه يضع ذراعه بداخله، تبسم له قائلا: حمدالله على سلامتك يا جاويد.
أومأ له جاويد برأسه وسأله: سلوان؟
رد هاشم ببسمه طفيفه: سلوان كانت صحيت من ثوانى وسألت عليك ورجعت نامت تانى، أكيد من تأثير العلاج.
غص قلب جاويد وهو ينظر لوجه سلوان كذالك الى ذاك الضماد حول عنقها وبعض الجروح الظاهره
بيديها، مر أمامه ما حدث قبل ساعات بتلك الحفره، وتذكر ضعفه الذي كاد يودي بحياة سلوان أمام عيناه لولا تدخل طيف توأمه هنا تذكر تلك الآيه القرآنيه
سنشد عضدك بأخيك.
حقا رغم أنه كان طيفا، لكن أنقذه من براثن آثم مجهول بقوة جبارة، الآن فقط تيقن لما كان يبغض عمه، كان شعوره صحيحا، طوال الوقت كان يكرهه حتى من قبل مقتل جلال الذي قتله بدم بارد ونسي صلة الدم والرحم، دمعه ترغرغت بعينيه آبت الخروج من بين أهدابه حين شعر بيد توضع على كتفه تؤازه بقوه قائلا: قولت لك سلوان بخير، إنت كمان لازمك راحه يا جاويد.
نظر له ببسمه وأخوه قائلا: بصفتك مدير المستشفى أعتقد مش صعب عليك تجيب لى سرير هنا في نفس الاوضه مع سلوان.
نظر له جواد وحاول تخفيف الموقف قائلا بمرح: كله بتمنه يا ريس وعشان الأخوه متنازل عن تعبي معاك، لكن حق المستشفى لاء، هتتحول للقسم الإقتصادي إنت ومراتك، ومتقلقش هجيبلك هنا سرير تاني وستاره كمان عشان الإحراج.
بآلم تبسم جاويد وحاول المزح: راحت فين رساله الطب الساميه، هتاخد من أخوك مقابل لخدماتك.
تبسم جواد قائلا: أهو إنت قولتها فاكر، إنت وساميه مكنش في بينكم إتفاق يبقى هتدفع يا ولد الأشرف.
تبسم هاشم على مزحهم، بينما دلفت يسريه الى الغرفه تستند على إيلاف وسمعت مزح جواد وجاويد، رغم بؤس قلبها على جلال لكن تبسمت على مزحهم زال البؤس من قلبها، أبنائها كما ربتهم
يشدون عضد بعضهم بوقت الحاجه.
علمت من إيلاف إهتمام جواد ب جاويد بالأمس وسهره جواره بالغرفه كان يرافقه معظم الوقت ليس ك طبيب، بل طغت الأخوه، كانت دائما تزرع فيهم أن الأخ هو عضد أخيه عليه أن يشد عصبه وقت الحاجه يكون الداعم الأول له.
ظهرا
بقسم الشرطه
خرج كل من صلاح وزاهر الغير مصدوم بمساوئ والده، لكن يحاول التماسك، خرجا من غرفة النائب العام الذي حقق معهم في سر تلك الحفره بهذا المكان خلف ذاك السور، كانت إجابتهم مختصره
لا نعلم شئ.
صاحب السر إنتهت حياته بهذه الحفره.
شعر صلاح ب زاهر البائس الوجه كذالك التائه، وضع يده على كتفه قائلا: جثة صالح إتحولت للمشرحه عشان يعرفوا سبب وفاته.
نظر زاهر ل صلاح بداخله يتهكم بمراره، فسبب وفاته واضحه، الطمع الذي كان يسير خلفه دائما، هو رأى ذلك الباب الآثري بأسفل الحفره، لكن لم يفهم سبب وجود سلوان وجاويد، كذالك مؤنس ويسريه وتلك المرأه الثالثه وهنالك جثث أخرى كانت بالحفره، هنالك سر، ربما بداخله يخشى معرفته، يزداد بغضه لأبيه، لكن لا مفر من ذالك.
بالمشفى
بقلب يآن بضنين.
كان محمود يقف أمام غرفة الرعايه المركزه، يسمع حديث الطبيب الذي خرج من الغرفه يخبره: للآسف دى مضعافات جلطه في القلب، وحالة المريض مش مستقره.
لما لم يكن هو الآن ممدد على هذا الفراش مكان مؤنس، ألا يكفي ضنين قلبه على إبنته التي فارقت الحياة بطريقه بشعه، لم يكن ظالما ليستحق هذا العذاب الذي يشعر به، لكن الإيمان الذي زرعه مؤنس في قلبه كفيل أن يجعله يتقبل القدر مهما كانت قسوته بلحظة.
مساء
بالمشفى
ب مكتب جواد.
نظر نحو باب المكتب الذي إنفتح، رسم بسمه ل إيلاف التي دلفت تحمل بيدها بعض ألاكياس قائله: إنت طول اليوم مأكلتش وكمان بقالك كم يوم شبه مبتنامش.
نظر جواد الى تلك الأكياس الذي علم محتواها ونهض من خلف مكتبه وتوجه الى مقعد أمامه جلس بالمقابل ل إيلاف، تنهد وهو يضع يديه على وجهه يحاول نفض الإرهاق عنه قائلا بحزن: والله بسبب اليومين اللى فاتوا وكم الكوارث اللى حصلت فيهم، كل ده كفيل إنى أفكر في أجازة طويله، بس للآسف الأجازه مجرد فكره، يعنى يادوب إطمنت على حالة جاويد وسلوان.
إتصدمت بحالة الحج مؤنس، والله الراجل ده طول عمره كان طيب هو عم محمود، كمان إتفجعت لما عرفت إن مسك ماتت محروقه، يمكن كان عندها صفات سيئه بس عم محمود والحج مؤنس مكنوش يستاهلوا يعيشوا العذاب ده كتير عليهم، بالاخص عم محمود
بين نارين
حالة الحج مؤنس وكمان وفاة مسك، غير كمان وفاة
عم صالح.
وضعت إيلاف يدها بحياء على يد جواد وقالت بتهوين: كله هيمر يا جواد، يمكن القدر بيختبرنا عشان يشوف مدى قوتنا، الحج مؤنس الحمدلله بدأ يعدي مرحلة الخطر، وكمان لازم تحاول تفصل شويه وتريح جسمك، إن لبدنك عليك حق، أنا جيبت لك أكل من المطعم اللى قريب من المستشفى رغم إنى عارفه إن طنط يسريه دايما بتحذرك من الأكل بتاع الشارع.
تنهد جواد ببسمه وهو ينظر الى يد إيلاف، شعر بهدوء نفسي كذالك إنشرح قلبه، كان إختياره صحيحا، أراد إمرأه قويه تعاونه على تقبل مصاعب الحياة، إيلاف تبدلت بآخرى غير تلك الهشه الذي عشقها منذ أول لقاء، كانت رقيقه هشه، مازالت رقيقه لكن إكتسبت الصلابه من المحن الأخيره اللذان مرا بها.
بعرفة سلوان.
رغم وجع عنقها، لكن نظرت الى الفراش الممدد عليه جاويد تنهدت بإرتياح بصوت مسموع، لاحظه هاشم كذالك لاحظ نظرها نحو جاويد نهض من فوق تلك الاريكه وإقترب من فراشها قائلا بحنان: سلوان حاسه بأى ألم أطلب ممرضه تجي تديك مسكن.
لم تحتمل سلوان هز رأسها وقالت بخفوت: لاء يا بابا أنا كويسه.
بينما جاويد الذي كان غافيا بسبب تلك المسكنات سمع حديث هاشم مع سلوان فتح عينيه سريعا ونظر نحو فراش سلوان بقلق هو الآخر حتى أنه تحامل على آلمه ونهض من فوق فراشه وإقترب من فراشها بلهفه سألا: سلوان إنت بخير.
نظرة عين سلوان له كانت كفيله ببث الإطمئنان في قلبه قبل قولها بخفوت: أنا بخير يا جاويد، بابا هو اللى قلقان شويه.
تبسم هاشم وإنشرح قلبه، من إهتمام جاويد ب سلوان
سلوان التي إنشرح قلبها هي الأخرى.
هنالك رجلان يهتمان بها
رجلان هما حياتها كلا منهم له مكانه وقيمه في قلبها ليست أول مره تشعر بإهتمامهم بها لكن بعد ما مرت به مؤخرا كانت على شفى لحظه واحده.
وتذبح لولا وجود جاويد الذي جازف ولم يهتم بقوة هؤلاء الاوغاد التي كانت تفوقه قوه كما أنها رأت ما حدث بالحفره، حقا كانت منهكه، لكن ما رأته كان جزء حقيقيا يترجم كوابيسها التي كانت دائما ما تراها، كانت تظن أن تلك الكوابيس فظيعه لكن الحقيقه كانت أفظع، بينما جاويد لفتح سلوان عينيها ونظرها له سحر خاص أعطاه هدوء نفسي بعد ما مر به الإثنين مؤخرا.
ليلا
منزل زاهر.
بظلام غرفته القديمه جلس على فراشه متكئا ساهدا، عينيه يشعر كآنهن مثل الجمر، يشعر ببؤس.
يعرف سببه جيدا، منذ أن رأى جثمان والده بالحفره، ليس بؤس موته بل بؤس قدره أن جعل له أب جاحد مثل هذا القاسى الطامع، ليس طامع فقط بل قاتل، تذكر أيضا إخبار النائب العام له عن مقتل إحدى الراقصات التي وجدوا جثتها ملقاه بمكان قريب من أحد أقسام الشرطه وتبين في التحقيقات أنها قتلت بالرصاص، وبسبب الكاميرات الموجوده بالمكان إلتقطت السياره التي تم إلقاء الراقصه منها وعلم أن صاحبها هو.
صالح الأشرف كذالك السلاح نوع الرصاصه كان من سلاح مرخص بأسمه أيضا، آثام والده كانت كثيره، حتى كلمة الرحمه كثيره عليه لا يستحقها
زفر نفسه بعمق يحاول أن ينفض عن رأسه ذلك الغضب، منذ أن عاد للمنزل توارى من عيني حسني، حتى لا يتعرى أمامها ويظهر كم هو بائس بسبب أب وضيع، إتخذ من الشيطان رفيق لرغباته الدنيئه الذي كان يبحث عنها، كذالك الأموال لم يهتم إن كانت من حلال أو غير ذالك.
الاهم لديه كان الحصول على ما يبغي، تذكر والداته وسماعه لها ليالى كانت تسهر تصل وتدعى له بالهدايه وكلماتها له
لا تكن مثله وتدع الشيطان يتملك من قلبك، ربما بسبب دعائها إحتفظ بتلك القطعه اللينه في قلبه كما أخبرته أن تلك القطعه هي من ستنير لك الدرب.
علي ذكر القطعه اللينه في قلبه ها هي آتت.
حين رفع بصره ونظر نحو باب الغرفه الذي إنفتح وسرب ضوء خافت للغرفه، أخفض وجهه مره أخره قبل أن يسود الضوء الغرفه بعد أن أشعلت حسني الضوء.
شعرت بآسى حين نظرت الى جلوس زاهر منكفيا بوجهه متكئا بجسده على الفراش بهذه الطريقه، لديها حدس يخبرها أن زاهر ليس حزين على وفاة والده، من رؤيتها لطريقة الحديث الفاتره والمتوتره كذالك المتهجمه معظم الآحيان بينهم، لكن لما يقصد أن يتواري بعيدا، منذ أن عادت من منزل صلاح مساءا، لكن داخلها هاجس آخر، بعد أن علمت بوفاة مسك.
هى علمت صدفه أنه كان يكن لها مشاعر، أيكون حزين بسبب هذا ولهذه الدرجه الذي تجعله يتواري بداخل غرفته القديمه، شعرت بغيره وآسف غصبا، رغم أنها شعرت بشبه حزن على طريقة وفاة مسك لكن لو كان سبب البؤس الظاهر على وجه زاهر هذا، إذن هي ليست لها قيمه لديه، دلفت الى الغرفه وأقتربت من الفراش بكل خطوه بداخلها حرب طاحنه بين تفسير الأسباب، لكن إبتلعت ريقها وقالت بتهدج وترقب: .
زاهر، إنت قاعد هنا في الضلمه ليه.
رفع زاهر وجهه ونظر لها صامتا ماذا يقول، أيصرخ ويبيح لها كم هو مصدوم ومكدوم بائس، ليس حزنا بل خجلا من أفعال أبيه الجاحد الوضيع.
بخطوات رتيبه سارت حسني حتى توقفت جوار الفراش.
للحظه قبل أن تجلس على طرف الفراش تزدرد حلقها تشعر ببروده غريبه، ربما منبعها الخوف، أن يكون سبب بؤس زاهر لهذا الشكل هو موت مسك، بتردد منها رفعت يدها وضعتها على فخذ زاهر وقبل أن تتحدث، جذبها زاهر لتعتدل في جلستها على الفراش وبتلقائيه منه وضع رأسه على فخذها ثم تنهد يزفر ذلك النفس البائس.
إستغربت حسني ذالك لكن بتلقائيه منها شفقت عليه وقامت بوضع يدها تمسد بها على رأسه بحنان صامته.
بينما زاهر شعر بيدها على خصلات شعره أغمض عينيه يترك تلك الدمعه تخرج من بين أهدابه، ثم تنهد قائلا بآسف: عمره ما كان إنسان، قلبه هو اللى نزعه بإيديه، وزرع مكانه حجر، حتى الحجر يمكن بيلين، لكن هو كان بيستلذ بتعذيب أمي، هو اللى قتلها، كان نفسى يبقالى.
أب أفتخر بيه وأحكى لولادي عنه مش شخص مجرم نهايته كانت في حفره هو اللى حفرها عشان طمع، أنا مش قادر أبص في وش حد حاسس إنى عريان، وخايف من نظرات عيونهم ليا، تتهمني إنى إبنه، أنا عمري ما حسيت منه بحنيه، زى اللى كنت بشوفها من عم صلاح لولاده، حتى ليا كمان رغم إنه عم بس كان أحن منه، حتى لما كنت بغلط كان بيصحح لى غلط من غير ما يحسسني إنى ضعيف، كنت بسمع حديته عشان بحبه كان نفسى يبقى أبويا، حتى أمى إستخسرها فيا وقتلها بدم بارد، ولا كآنه عمل حاجه، كنت بخاف أبقى زيه في يوم، وقلبى يجحد، وده اللى حصل معاك في البدايه بس خوفت أبقى زيه وأبقى قاتل، قاومت كتير وظلمتك معايا.
ربتت حسني على خصلات شعره وتفوهت بحنان: مفيش إنسان زى التاني يا زاهر، كمان الأخلاق والطباع مش وراثه، ربنا بيحط قدامنا إختيارات، عشان نبقى إحنا اللى مسؤولين عن جزائنا بعد كده، بلاش تحمل نفسك فوق طاقتها، لازمن تكون أقوى من إكده، ناسي قدامك لسه مشوار طويل مش لازم تنهزم وتحس أنك كنت ضعيف أو محتاج، قدامك فرض تقوى وتعوض النقص اللى كنت محتاج له.
ضم زاهر نفسه ل حسني شعر براحه يحتاجها، أغمض عينيه، يطبق على تلك الدمعه حتى لا تفيض من عينيه، نادم، لكن نهض عن فخذ حسني ونظر لها بآسف نادم سرعان ما ضمها بين يديه بقوه قائلا: قد ما كنت كاره نفسى وقت ما مرات عم ما غصبت عليا أتجوزك، قد ما أنا حاسس بأمل دلوقتي، إنت كنت ليا طوق نجاة يا حسني، سامحيني.
نظرت له حسني وتلألأت دمعه بعنيها ليست دمعة حزن أو عتاب بل فرح، خاب ظنها لم يكن حزين بسبب مسك هو لم يذكرها حتى، ضمته قائله: إنسى يا زاهر أنا نسيت.
نظر لها وغصب إبتسم قائلا: أنا بعترف يا حسني، زاهر الأشرف مكنش ينفعه غيرك.
لمعت عينيها ببسمه، كذالك لمعت عين زاهر ضمها يشعر بأمل هي كانت طوق النجاة الذي لم يبحث عنها بل فرض عليه.
بعد مرور ثلاث أيام
بالمشفى.
سار جاويد مع أحد المحققين بممر المشفى، وقف المحقق ومد يده، لمصافحة جاويد قائلا: بقدم لك التعازى في وفاة السيد صالح، الطب الشرعي سمح إمبارح بخروج جثمانه بعد ما إتقيد سبب وفاته إختناق.
أوما جاويد رأسه لا يشعر الآن بأى إحساس ناحية صالح، كآنه شخص غريب حتى أن الغريب قد يحزن عليه، لكن صالح بعدما تأكد أنه كان خلف قتل توأمه
فقد كل المشاعر ناحيته، لكن تسأل بفضول: والباب الأثري اللى كان في الحفره.
رد الضابط بتفسير: ده باب وهمي، مش أثري، حتى النقوش الفرعونيه اللى عليه تقليد.
قطب جاويد حاجبيه بعدم فهم.
عاود المحقق التفسير: في لجنة من الخبراء العاملين في الآثار جت ونزلت للحفره، وتم سحب الباب الآثري، وكان خلفه قطعة أرض وراها النيل مباشرة، واضح جدا إن الباب ده ممكن يكون كاهن من كهنة الفراعنه دفنه هنا تمويه للصوص المقابر، كمان اللجنه بتاع الخبراء كان معاها مجثات حديثه وأكدت إن الارض مفيش تحتها أى أثار، يعنى الأرض مش هتتصادر وهتفضل ملكيتها لعيلة الأشرف.
تبسم جاويد وصافح المحقق الذي غادر، تنهد جاويد فكر للحظه ثم تبسم وهو يعود الى الغرفه التي تجمعه بسلوان هنا.