رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني عشر
بظهيرة اليوم التالى
فى حوالى الواحده والنصف
ب أحد الكافيهات
نظر لساعة يده ثم زفر نفسه بضجر فلقد طال وقت إنتظاره، لكن تفاجئ بمن تقف أمامه مبتسمه تتسأل بتخمين: أمجد القدوسى؟
نظر لها شعر بخفقان في قلبه ونهض واقفا يقول: أيوه.
إبتسمت له قائله: إنت مش فاكرني، أنا إيمان المحمدي، كنا سوا في الجامعه، حتى كنا في نفس سكشن العملي دايما سوا.
إزدرد ريقه يشعر بزياده خفقان كيف ينسى حبه الأول لكن إدعى التذكر: آه بصراحه آسف مخدتش بالي، فعلا إفتكرتك، إزيك يا إيمان، أخبارك أيه؟
سئم وجهها وقالت بإختصار: الحمد لله كويسه وإنت أخبارك أيه كنت من المتفوقين بتوع الدفعه.
إبتسم لها قائلا: الحمد لله بعد التخرج إتعينت معيد في كلية الزراعه ودلوقتي بقيت دكتور.
إبتسمت له قائله: تستحق، إنت متفوق وكان عندك طموح كبير فاكره لما كنا يوقف قدامنا نقطه صعبه في المنهج كنت بتشرحها لينا بطريقه مبسطه، بس أيه آخر أحوالك الشخصيه، إتجوزت ولا لسه؟
قبل أن يرد أمجد ردت من آتت وشعرت بضيق قائله: لسه، بس كتب كتابنا بعد بكره والجواز في أجازة آخر السنه.
إبتسمت إيمان لها قائله: ربنا يتمم بخير، أكيد إنت العروسه، بصراحه أمجد طول عمره ذوقه حلو.
نظرت حفصه لها ثم ل أمجد سأله بغرور: طبعا عندك حق، بس أنا معرفش مين حضرتك.
شعر أمجد بالإحراج قائلا: أستاذه إيمان المحمدي كنا زمايل في الجامعه، الآنسه حفصه...
سبقت حفصه بتعريف نفسها: حفصه صلاح الأشرف أبجى بنت خال أمجد وكمان خطيبته.
إبتسمت إيمان قائله: يعنى أهالى خطوبتكم بجى حب من الطفوله.
ردت حفصه بثقه وهي تنظر ل أمجد: أيوه.
صمت أمجد بينما شعرت إيمان بالإحراج من نبرة حفصه الجافه قائله: واضح فعلا، عالعموم مبروك، وآسفه إن كنت أزعجتكم عن إذنكم.
أمائت حفصه برأسها دون رد، بينما قال أمجد بتبرير: لأء أبدا مفيش إزعاج.
إبتسمت إيمان قائله: تمام عن أذنكم.
غادرت إيمان وتركت حفصه تشعر بضيق وغيره من نظر أمجد الذي مازال مسلط على تلك الدخيله بنظرها تحدثت بإستهجان: خلاص مشيت، مين دي يا أمجد؟
إنتبه أمجد قائلا: زى ما جالت، كانت زميلتي في الجامعه.
تهكمت حفصه بسخريه قائله: آه كانت زميلتك ولسه فاكراك، وعينك منزلتش عنها.
إزدرد أمجد ريقه بإحراج قائلا: قصدك أيه، دي صدفه غير مقصوده، أنا مشوفتهاش من وجت ما إتخرجنا من الجامعه.
لا تعرف حفصه لما شعرت بضيق من ذالك الموقف او ربما أحي لديها شعور تحاول التغافل عنه أن أمجد ليس مرغوم على القبول بها ك زوجه ولابد من إيضاح لهذا وهذا هو الوقت المناسب لمعرفة حقيقة مشاعر أمجد تسألت بمفاجأه: أمجد إنت مشاعرك أيه ناحيتي؟
تعجب أمجد قائلا: مش فاهم جصدك أيه!؟
وضحت حفصه سؤالها: يعني إنت اللى إختارت تتجوزني، ولا كانت رغبة عمتي؟
إرتبك أمجد وشعر بتوتر وصمت قليلا، زفرت حفصه نفسها بإستعلام قائله: زي ما كنت متوقعه، خطوبتنا من البدايه كانت رغبة عمتي، بص يا أمجد إن كنت مفكرنى معدومة الشخصيه ومش بعترض تبقى غلطان أنا بس بحب أريح نفسي من المجادلات، متفكرش إني ساذجه زي ما واضح عليا بقبل كلام مسك أنا صحيح بهاودها يمكن في كل حاجه بس لآنى عارفه إن الحاجات ده مش هتضرني، لكن في جوازي أنا وانت بس المسؤلين عنه، لآن إحنا مع الوقت هيجمعنا طريق واحد وهدف واحد إن جوازنا يكون حقيقي ناجح ومستقر، مش هقبل بالمنظر الخارجي ولا هقبل عمتي أو مسك يدخلوا في حياتنا لو كان نصيبنا مع بعض، ودلوك بجولها لك صريحه وعاوزه منك رد مباشر وسكوتك هعتبره نهاية خطوبتنا، إنت بتحبني وعاوز تتجوزني ونكمل طريجنا سوا، ولا بتنفذ رغبة عمتي صفيه؟
صمت أمجد للحظات كادت حفصه أن ترد على سؤالها لكن رد باللحظه الأخيره: الإتنين يا حفصه.
إستغربت حفصه رده قائله: جصدك أيه بالأتنين!
فسر أمجد جوابه: جصدي أن خطوبتنا مش بس قرار أمي، أنا كنت أقدر أرفض، لو مكنتش حاسس إنك مناسبه لى.
تهكمت حفصه بغرور تعيد كلمته الآخيره: مناسبه لك، معناها أيه الكلمه دى بقى، هوفر عليك واقولك أنا معناها أيه، طبعا نسب عيلة الاشرف وكمان بنتهم الوحيده، يعنى مفيش إمتيازات أكتر من كده.
نهضت حفصه واقفه وقامت بخلع ذالك الخاتم من إصبعها قائله بثبات قوي: أنا مقبلش أكون مجرد زوجه لشخص معندوش مشاعر قويه ليا، شخص سلبي، وأعتقد ده الأفضل دلوك قبل ما نتكتب الكتاب ويتحسب على جوازه فاشله، عالعموم هتفضل على وضعك الطبيعي بالنسبه لي إبن عمتي.
وضعت حفصه الخاتم على الطاوله أمام أمجد وغادرت تكبت دمعتها وغصة قلبها القويه، هي لديها مشاعر أخرى إتجاهه، لكن لا تريد أن تجد نفسها مقيده بزواج من شخص سلبي هي بالنسبه له فقط مجرد زوجه مناسبه لطموحات والداته.
بينما إستغرب أمجد فعلة حفصه ومد يده واخذ الخاتم يديره بين إصابعه، للغرابه شعر بغصه قويه لم يكن يتوقع ان يشعر بها إتجاه حفصه، حقا لم يختارها من البدايه، لكن بعد هذا الموقف منها إستغرب تغير شعوره هذا نحوها، ربما أعجبته الصوره التي كانت عليها قبل قليل، صوره أخرى قويه صاحبة قرار، عكس ما كان يظن سابقا، أنها بلا قرار مثله، لكن هي أثبتت أنها ربما تساير من أمامها لكن ليس على حساب نفسها، لكن تحير ماذا سيفعل الآن وماذا سيقول لعائلته، وعقد القران باقى عليه يومين فقط.
أمام ذالك المنزل المملوك ل حسنى
ترجل زاهر من السياره وتوجه الى باب ذالك المخزن المفتوح على مصراعيه يخرج منه بعض العمال يحملون بعض الأغراض القديمه، لكن ربما لسوء حظه أنه آتى الآن وسمع حديث حسنى لأحد العمال بطريقه بسيطه تتجاذب معه الحديث وتقوم بالمريسه على العمال الآخرون بين لحظه وأخري قائله: الهمه يا رچاله، عاوزين ننتهى ونفضي المخزن.
تقول لهم هذا وتعاود الحديث لذالك العامل الذي يبدوا رئيسهم، إستغفر ربه ثم دخل الى المخزن ملقيا السلام.
تركت حسنى رئيس العمال وتوجهت نحوه ترحب به قائله: أهلا يا استاذ زاهر، أهو كيف ما جولت لك عشيه، انا على راس العمال من صباحية ربنا حتى مدوجتش الفطور ولا الزاد لحد دلوك، عشان نفضي المخزن، معرفش إنت ليه مستعجل إكده، مع إن لسه كام يوم على اول الشهر.
تنهد زاهر بضيق قائلا: والله إمعاك العجد إبجي إقريه، أنا دافع الإيجار من يوم ما مضينا العجد، ومحتاج للمخزن بأسرع وجت وقبلها كمان قبل ما دخل البضاعه فيه لازمه شوية تعديلات وتشطيب.
ردت حسنى: خلاص أها العمال قربوا يفضوا نص المخزن واللى مش هينتهي النهارده بكره بالكتير المخزن هيكون فاضي وتستلمه، والمخزن چدي كان مبيضه قبل ما يموت بشويه صغيرين، صحيح البويه بهتت، بس أقل تعديلات هتخلي المخزن زين، و.
قاطعها زاهر بحسم قائلا: أنا عاوز المخزن يفضى النهارده حتى لو العمال سهروا يطلعوا الحاجات اللى فيه، وانا اللى هدفع لهم الأجره متخافيش.
نظرت له حسنى قائله: الحكايه مش حكاية أچره، الحكايه إن العمال دول لهم طاقة تحمل، يعنى يرضيك يفرهدوا، ومچتش من يوم يعني و...
قاطعها هذه المره دخول إمرأه تحمل على رأسها سبت خوص قائله: غدا العمال أها يا ست حسنى هانم كيف ما طلبت.
إقتربت حسنى من تلك المرأه واخذت منها السبت.
ووضعته أرضا ونظرت بداخله وذمت شفتيها بضيق تقول: تسلم يدك يا مرت أبوي، بس اللحمه مش قليله شوي، أنا كنت چايبه أكتر من إكده، هي اللحمه صحيخ بتكش في السوا، بس مش بتنسخط إكده.
ردت المرأه: أنا مأخدتش منيها حاچه ليا، كل اللى خدته حتتين لابوك وخواتك، ولا هما العمال ياكلوا وخواتك وبوك يجعوا.
زفرت حسنى قائله: لاه ميرضنيش يچعوا، بس اللحمه دى كنت چيباها عشان العمال الغلابه دول، وأبوي وخواتي كنت چايبه لهم لوحدهم، كمان الطبيخ قليل عالعمال.
زفرت زوجة أبيها بسام قائله: أنا معرفش ليه كلفتينا وكل العمال...
هما مش هياخدوا أچره، إحنا مش ملزمين بوكلهم، دى حاچه ذوقيه منينا، والجوده بالموجود.
ردت حسنى: أها جولتي حاچه ذوقيه منينا، يعنى المفروض كنت تزودوا أشوي، هما أچرتهم فيها قد أيه عشان يضيعوها عالوكل، وأحنا هنكسب فيهم ثواب.
مصمصت زوجة أبيها شفاها بسخريه قائله: وماله هما يستحقوا الوكل ده برضك هنكسب فيهم ثواب
قالت هذا ونظرت الى زاهر الواقف قريب من حسنى قائله: ثواب أيه اللى يستحقوه العمال، ما باين أها من رئيس العمال مش شايفه ده لابس جميص ومنطلون بالشئ الفلاني.
نظرت حسنى ل زاهر ثم لزوجة أبيها قائله: ده مش رئيس العمال ده الأستاذ زاهر اللى أچر المخزن يا مرت أبوي.
زاغت عين زوجة أبيها تنظر ل زاهر بتمعن شديد، يبدوا عليه الثراء، للحظه جاء لها خيال وحسنى تقف جواره وهما عروسان، لمع الطمع بعينيها فزواج حسنى من شخص ثري كهذا قد يكون له فائده كبيره عليها، ولما لا، لكن فجأه عبس وجهها وعقلها يقول: إفرضي إنه متجوز يا عواطف، واه هتخسري ايه إسأليه.
بالفعل رسمت الخزي ومدت يدها لمصافحة زاهر قائله: معليشى، متأخذنيش فكرتك رئيس العمال، أهلا وسهلا بيك، المخزن نور، لاه البيت كله والمنطجه نورت.
نظر زاهر ل يد عواطف للحظه ثم مد يده وصافحها، لكن تعجب حين رفعت عواطف يده تنظر لها وهمست بشئ لم يسمعه.
بينما تنهدت عواطف براحه قليلا وهي تنظر ليده الأخري وجدتها خاليه من أى إثبات زواج، لكن ليس هذا ألاثبات الوحيد، لم تستحي وهي تسأله: هو سيادتك متجوز.
نظرت لها حسني بإستغراب قائله: واه يا مرت أبوي وإنت مالك متچوز او لاه، عيندك له عروسه.
نظرت عواطف له قائله: هو بس يأشر.
رغم تعجب وإشمئزاز زاهر من عواطف لكن جاوبها قائلا: لاه مش متچوز، وشاكر أفضالك، أنا مش بفكر في ألچواز دلوك، وكمان أنا كنت چاي أشوف المخزن إن كان فضي أو لاه، ودلوك عيندى ميعاد مهم في البازار ولازمن أرجع له، بس ياريت العمال يشهلوا شوي، وبلاش لكاعه، عشان أنا خلاص إتفجت مع الصنيعيه اللى هيعدلوا ويشطبوا المخزن.
ردت حسنى: لاه متخافيش إن شاء الله على بكره المسا بالكتير هيكونوا خلصوا، وتستلم مفتاح المخزن.
رد زاهر: تمام، بكره المسا هفوت إهنه عشان أخد مفاتيح المخزن، يلا سلاموا عليكم.
ردت السلام عليه حسنى وعواطف التي تلمع عينيها بطمع وجشع، بينما زامت حسنى معها بالحديث قليلا لم تنتبه له عقلها يمني لها ويزين لها فرصة وضرورة زواج حسني من ذالك الثري حتى لو كان غصبا بفكره شيطانيه.
مساء قبل المغرب
بالقاهره.
بشقة هاشم، زفر نفسه بضيق وهو يضع هاتفه فوق الطاوله قائلا: برضوا سلوان مش بترد على إتصالى ودلوقتي بيقولى خارج نطاق الخدمه، مع إن كان المفروض دلوقتي تكون وصلت محطة رمسيس عالأقل يعنى وصلت القاهره.
تهكمت دولت تقول بتوريه: يمكن القطر إتأخر في الطريق، وموبايلها فصل شحن، أو يمكن غيرت رأيها والجو في الأقصر عجبها وقررت.
قاطع حديث دولن نهوض هاشم واقفا يشعر بضيق قائلا بتعسف: قررت أيه، هي إمبارح اكدت لى إنها جايه لأن الفلوس اللى كانت معاها تقريبا خلصت.
تنهدت دولت قائله: طالما هي قالت لك كده يبقى أطمن يمكن زي ما قولت موبايلها فصل شحن، وبعدين انا مستعجبه إنت أيه اللى معصبك كده من وقت ما عرفت إن سلوان في الاقصر، عادي يعني اللى أعرفه أنها سافرت كتير قبل كده لوحدها، تفرق أيه الاقصر عن أى مكان سافرت له قبل كده؟!
نظر هاشم لها قائلا: الأقصر تفرق عن اى مكان سافرت له قبل كده، عارفه ليه عشان الأقصر بلد أمها، يعنى أهل أمها هناك، وخايف سلوان تكون راحت لهم.
إستعجبت دولت قائله: أول أعرف إن مراتك الاولانيه من الاقصر اللى أعرفه أنها كانت من الصعيد وبس، وبعدين فيها ايه لو راحت لأهل أمها عادي.
جعد هاشم بين حاجبيه بضيق قائلا: لاء مش عادي، ومن فضلك سيبني لوحدي دلوقتي.
شعرت دولت بالحقد لكن أخفته قائله: تمام، بس ياريت تهدي أعصابك مش بعيد نلاقى سلوان بتفتح باب الشقه دلوقتي، هروح أتصل على
مدحت أطمن على أبني انا كمان.
غادرت دولت وتركت هاشم الذي جذب هاتفه وعاود الإتصال على هاتف سلوان لكن نفس الرد غير متاح بالخدمه، زفر نفسه يشعر بشعور سئ، وهو يتذكر قول العرافه، ماذا لو فعلا سلوان ذهبت إليهم، لن يستطيع تحمل خسارة سلوان.
.
بنفس الوقت بمنزل القدوسي.
دخل مؤنس الى المنزل نادي على الخادمه التي لبت نداؤه سريعا تقول: نورت يا حچ مؤنس تؤمرني بأيه.
إبتسم لها مؤنس قائلا: الامر لله يا بت، الضيفه فين.
ردت الخادمه: الضيفه من وجت ما سيادتك سيبتها في المجعد وهي مخرجتش منيه واصل، حتى خبطت عليها ومردتش عليا.
تعجب مؤنس قائلا: طيب روحى إنت حضرى صنية وكل وهاتيها لى عند اوضة الضيفه.
ردت الخادمه: حاضر من عنيا.
تنهد مؤنس براحه وذهب نحو تلك الغرفه وطرق على الباب أكثر من مره لكن لم يأتيه رد، فتح باب الغرفه شعر بوخزات قويه تصعق قلبه، هذه الغرفه كانت مغلقه لسنوات طويله، تقابل بظلام الغرفه إزدادت الوخزات الغرفه كانت قديما دائما بها نور حتى ليلا.
أشعل ضوء الغرفه وجالت عينيه بها إبتسم حين وقعت عينيه على الفراش ورأي تلك النائمه، إقترب من الفراش ينظر لها لكن زالت تلك الوخزات حل محلها إنشراح قليلا، وهو يتأمل تلك الغافيه التي تنام مثل الملاك تشبه والداتها مسك
حقا يليق بها لقب خد الچميل بوجهها الملائكي الجميل وتلك الخصلات المتمرده فوق جبهتها مثل خصلات والداتها كانت متمرده هكذا، ظل يتأملها
لبعض الوقت.
بينما بالمطبخ.
دخلت صفيه ورأت تلك الصنيه الموضوعه والخادمه تضع فوقها بعض الاطباق المليئه بالطعام، سألتها بإستفسار: صنية الوكل دي لمين؟
ردت الخادمه: دى للضيفه اللى جات الفچريه مع الحچ مؤنس هو اللى جالي من هبابه، أحضر صنية وكل واخدها لحديها بالمجعد.
تهكمت صفيه بضيق وغل قائله: وهي الضيفه على رچليها نقش الحنه إياك ما تچي لإهنه تاكل، ولا حتى تستني شويه كلها كام ساعه ونتعشى بالسفره.
ردت الخادمه: الحچ مؤنس هو اللى جالي.
تهكمت صفيه بإستهزاء: الحچ مؤنس هو اللى جالك طب يا أختي شيلي الصنيه وروحي بيها لمجعد السنيوره، كيف ما جالك.
حملت الخادمه الصنيه وغادرت المطبخ بينما قطبت صفيه حاجبيها بضيق قائله بحقد: شكلها بت حربايه وسهنه ومسهوكه كيف أمها وعرفت تتلاعب بعقل الراچل الخرفان وچري وراها وچابها لإهنه، بس بعينها توصل للى هي عاوزاه وقبل بس ما تفكر تضحك على عقله لازمن أخليها تغور من إهنه مطروده وملعونه كيف أمها قبل إكده.
بينما بغرفة سلوان
كانت نائمه ترى نفسها طفله للتو عادت من المدرسه، ألقت حقيبتها أرضا بمجرد أن دخلت الى الشقه وجلست على أحد مقاعد الردهه بإرهاق، رأتها والداتها إبتسمت لها وإنحنت تحمل تلك الحقيبه قائله: كده بترمي شنطتك عالارض مش دي المدرسه اللى كان نفسك تروحيها.
ردت بتذمر طفولي: لاء يا ماما انا خلاص رجعت في كلامي مش عاوزه أروح للمدرسه تاني، أنا بكره الصحيان بدري، كمان المدرسين اللى في المدرسه بيقعدوا يزعقوا لينا طول الوقت.
ضحكت والداتها قائله: طب يلا قومى أدخلى الحمام أتوضي عشان تصلى زمان بابا راچع عشان نتغدا مع بعض.
إبتسمت سلوان ونهضت لكن خلعت حذائها أثناء سيرها وتركته قائله: . أنا هقول لبابا إنى مبقتش أحب المدرسه وعاوزه أروح اشتغل معاه.
إبتسمت والداتها.
وهى تنحنى تحمل حذائها تجري خلفها قائله: وانا هقول ل بابا
سلوان بتزهق وبتمل بسرعه، واخده عالانتخه والدلع، وعاوزه تنام طول الوجت كيف الدبه.
تبسمت سلوان بخيالها الذي عاد بها لذكريات الطفوله القليله والبعيده.
بينما مؤنس ظل يتأملها بشوق وضنين، لكن يبدوا أن الضوء بدأ يزعج سلوان او ربما حان وقت إستيقاظها، تمطئت بيديها قبل ان تفتح عينيها، إبتسم مؤنس فعلا سلوان ورثت الكثير من مسك.
حتى بعض الأفعال البسيطه بسمة مسك وهي نائمه، كذالك كانت تفعل ذالك سابقا حين كانت تصحوا من النوم وبالأخص بأيام الدراسه كانت لا تود النهوض من النوم ولا الذهاب الى المدرسه، فتحت سلوان عينيها حين سمعت صوت مؤنس يقول بموده: مساء الخير يا خد الچميل السمس خلاص غابت.
للحظه شعرت سلوان بالتوجس ونهضت جالسه على الفراش تنظر نحو باب الغرفه ثم الى تلك الخادمه التي بالغرفه ثم قالت: إنت إزاي دخلت للاوضه؟
إبتسم مؤنس ونظر للخادمه قائلا: .
حطي الصنيه اللى بيدك عيندك وروحي شوفى شغلك.
فعلت الخادمه مثلما أمرها مؤنس وتوجهت نحو باب الغرفه، لكن فعلت مثلما قال لها مؤنس: إقفلي باب الاوضه وراك.
نظرت سلوان الى باب الغرفه الذي أغلقته الخادمه ثم الى مؤنس الذي جلس على طرف الفراش قريب منها يبتسم على ذالك التوجس الواضح على وجهها، قائلا: الدار فيها رچاله وميصحش تشوف شعر خد الجميل الغجري.
وضعت سلوان يديها على رأسها تضم خصلات شعرها بين يديها وقامت ببرمها ولفها كعكه عشوائيه.
إبتسم مؤنس قائلا: نورت دار چدك يا خد الچميل، كنت في إنتظارك.
إستغربت سلوان قائله: مش فاهمه قصدك يعنى ايه كنت في إنتظاري.
برر مؤنس قوله: كان جلبي حاسس إنك هتچي لإهنه، وهشوفك قبل ما أسلم أمانتي، وأرحل وألحق باللى سبقوني.
تهكمت سلوان قائله: بجد!
كنت حاسس إنك هتشوفنى غريبه مع أن مفيش مره سألت عني، مش يمكن كنت موتت زى ماما، وخاب إحساسك ده.
رد مؤنس سريعا بلهفه: بعيد الشر عنك ربنا يطول بعمرك، أنا عارف إنك واخده على خاطرك ميني، بس يمكن كنت غفلان وربنا رايد قبل ما ارحل يزيح عني الغفله دي.
تهكمت سلوان قائله باستغراب: كنت غفلان لاكتر من تلاتين سنه، تعرف أنا ليه جيت لهنا دلوقتي، أنا صحيح كنت جايه عشان ازور قبر ماما، بس كمان كان في عندي سؤال نفسي تجاوبني عليه.
شعر مؤنس بندم قائلا: وأيه هو سؤالك يا خد الچميل.
تهكمت سلوان قائله: برضوا بتقول خد الچميل
إسمي سلوان.
إبتسم مؤنس. بينما أكملت سلوان حديثها بسؤال: ليه وافقت بابا زمان لما طلب منك إن ماما تندفن هنا مع إنك كنت غضبان عليها وعمرك ما رديت على رساله بعتتها لك، حتى يمكن مقريتش الرسايل دى وقطعتها أو حتى حرقتها.
شعر مؤنس كأن سلوان بيدها سكين وقطعت قلبه هو مازال حيا، تدمعت عينيه وصمت.
إستغربت سلوان تلك الدموع التي رأتها بعين مؤنس، ثم قالت: ليه مش بترد عليا، ليه سمحت إن ماما تندفن هنا.
رد مؤنس سريعا وأخفى أنه وافق على إستقبال جثمان مسك حتى دون ان يعرف أن هذه وصيتها، أنه اراد إستردادها وبقاؤها جواره حتى لو كانت متوفاه رغم أن ذالك آخر ما أراده، لم، حتى لم يكن يريده نهائيا لكن يود أن يشعر بها عادت قريبه منه لكن قال: عشان دى كانت أمنيتها الأخيره مني، والمثل بيجول
القبر مش بيرد حد.
سالت دموع سلوان هي الأخري وندمت لما سألته وسخرت من جواب.
مؤنس القاسي بنظرها قائله: فعلا القبر مش بيرد حد، هو ده جوابك، بكده يبقى وجودي هنا إنتهي يا، يا حج مؤنس كويس إنى لحقت أبدل تذكرة القطر بغيرها، شكرا على إستضافتك ليا الكام ساعه اللى فاتوا هنا في دارك.
قالت سلوان هذا ونهضت من فوق الفراش.
وأخذت ذالك الوشاح الذي كان على أحد المقاعد وقامت بلفه حول رأسها وبحثت بعينها بأرضية الغرفه حتى عثرت على مكان حذائها، ذهبت بإتجاهه، وكادت تضع قدميها به، لكن نهض مؤنس سريعا وتوجه نحوها، وجذبها بقوه عليه يضمها بين يديه بشوق وحنين وضنين
كل تلك المشاعر بقلبه.
يديه كانت قويه رغم كبر عمره، شعرت سلوان بأنه يكاد يكسر عظامها، حتى حين ضعفت يديه حولها شعرت كأنه يستند عليها عادت برأسها للخلف ونظرت لوجهه رات خطوط تلك الدموع التي تسيل بين تجاعيد وجهه، رجف قلبها بلا شعور منها رفعت يديها وضعتهم على وجنتيه تزيل تلك الدموع، إبتسم لها مؤنس وضمها مره أخري لكن بحنان، كذالك هي لفت يديها وعانقته ثم قبلت إحدى وجنتيه قائله: ماما زمان قالتلى إنك كنت حنين عليها، ليه قلبك قسي عليها.
رد مؤنس بلوعة قلب: كان قدر مرسوم عالجبين.
ليلا بالمشفى
بإلأستقبال
كان هنالك زحام وشجار قوي
وصل صوته الى غرفة جواد
نهض سريعا وتوجه ناحية الإستقبال
تفاجئ بوقوف إيلاف بالمكان
لكن توجه ناحية أحد اللذين يفتعلون الشجار وتحدث معه بجسار: في أيه، المفروض دى مشتشفى مش شارع عشان تتخانقوا بالشكل ده.
رد أحد الشباب ينظر له بإستعطاف ثم قال: أمي عيانه والدكتور اللى كشف عليها جال لازمها جلسات إستنشاق أكسچين وجينا هنا الإستقبال بيجول لينا، مفيش ليها مكان، وإحنا منجدرش على مصاريف مستشفى خاصه، نسيبها تموت.
رد جواد قائلا: لاء، بس لو إنت هدفك صحة والداتك بصحيح مكنتش هتفتعل الشر وتعمل الجلبه دى كلها وفين الست والداتك دي.
رد الشباب: أمى أهى جاعده عالكرسي مش جادره تاخد نفسها.
نظر جواد نحو مكان إشارة الشاب ورأى سيده تقترب من الخمسون فعلا تبدوا مريضه، فنظر الى موظف الاستقبال قائلا: بسرعه الحجه تدخل الأستقبال وتعملوا لها جلسة إستنشاق.
اومأ له الموظف رأسه بخزي، بينما إبتسم الفتى لجواد وذهب يساعد والداته على النهوض، ثم ذهب معها، وإنفض التجمع لكن ما هي الأ ثوانى قبل ان
يدخل شاب آخر يبدوا عليه أنه متكسع وهو يشهر سلاح أبيض كبير.
يسب بألفاظ سوقيه بذيئه وتهجم على أحد الموظفين وكاد يضربه بالسلاح الذي بيده لولا ان عاد للخلف قبل ان يصيبه السلاح، لكن ذالك المتسكع لم يهاب وشعر بإنشراح وهو يري تجنب الجميع من أمامه، ثم نظر الى جواد قائلا: . إنت يا حلو يا ابو بلطوا أبيض، جولي
فين أجزخانة المستشفى، معايا روشته وعاوز أصرفها حالا.
رد جواد بجساره: نزل السافوريا اللى في إيدك دي، وروشتة أيه اللى معاك دي، وبعدين.
صيدلية المستشفى قافله، روح إصرف الروشته من أى صيدليه بره.
نظر المتسكع ل جواد بغضب وأقترب منه يهدده بالسلاح، لكن جواد أبدى الجساره مما جعل المتسكع يهابه، فنظر ناحية إيلاف كاد يقترب منها وهو يقرب السكين من وجهها قائلا بتهديد: إفتحلى أجزخانة المستشفى أخد منها الدوا الل. في الروشته ولا هفسخ لك الحلوه دى نصين؟
تعصب جواد وإقترب منه قائلا: زى ما توقعت إنت شارب مخدرات ومش في وعييك بلاش تضر نفسك أكتر من إكده ونزل السافوريا اللى معاك، بدل ما تزود جرايمك.
بينما إيلاف شعرت برعب بسبب إقتراب ذالك المتسكع منها وهو يشهر سلاحه وكاد ينفذ تهديده ويضربها بالسلاح لولا أن تلقى الضربه عنها جواد الذي طعنه المتسكع بالسلاح بمعصم يده لكن جواد كان اقوى منه وقام بوضع يده وضغط على العرق النابض بعنقه بقوه افقدته وعيه بلحظه، تردى أرضا وسقط من يده السلاح امام أقدام إيلاف التي ترتجف رعبا.
نظر لها جواد ثم نظر الى أحد العاملين بالمشفى قائلا بحسم: شيلوا الحيوان ده قيدوه في سرير وأطلبلى البوليس وكمان عاوز أفراد امن المستشفى عندي في مكتب حالا، بسبب التسيب كان ممكن يحصل مجزره في المستشفى، إزاي يسمحوا لمتسكع زى ده يدخل اساسا من باب المستشفى، ولا دخل هما نايمين.
أوما له الموظف برأسه، بينما إيلاف مازالت تقف مكانها متسمره، لاول مره بحياتها تشعر أنها كانت أمام موت محقق على يد متكسع يتهجم على المشفى، إقترب منها جواد سائلا: إيلاف إنت بخير؟
هزت إيلاف راسها ب لا صامته ثم نظرت الى يده الذي يضعها فوق معصم يده الذي ينزف بغزاره فاقت من ذالك الذهول وقالت بلهفه: إيدك بتنزف خليني أخيطلك الجرح.
إبتسم جواد قائلا: تمام، بس أتمني إيدك مترتعش وإنت بتخيطى لى الجرح.
شعرت إيلاف بحرج وفهمت تلميحه ثم قالت: لو معندكش ثقه فيا تقدر تخلي أى دكتور تانى في المستشفى يخيط إيدك.
إبتسم جواد قائلا: أنا واثق فيك يا إيلاف، خلينا نروح مكتب.
بعد قليل إنتهت إيلاف من تقطيب يد جواد، الذي إبتسم قائلا: ممتاز، شوفتى إيدك مرتعشتش.
قبل أن ترد إيلاف دخل ناصف بلهفه مصطنعه: . أيه اللى حصل يا دكاتره، انا كنت بمر على بعض المرضى و...
قاطعه جواد قائلا بسخريه: اللى حصل حصل يا دكتور، عالعموم انا بلغت البوليس يحقق في اللى حصل وكل اللى إتسبب في التسيب ده هيتحول للتحقيق من أول أمن المستشفى لحد المتسكع اللى إتهجم عالمستشفى.
توتر ناصف قائلا: بس دى مش اول مره يحصل الهجوم ده على مستشفيات الحكومه، وحذرنا منه قبل كده، وفرد الامن ماله هو كمان إنسان وعنده مسؤليات وخايف على عمره، إنت قولت متسكع يعنى مش واعي هو بيعمل أيه.
ردت إيلاف: لاء النوعيه دى لازم التعامل معاها بشده وكمان الامن مسؤول، مفيش حاجه إسمها خايف على عمره، العمر واحد والرب واحد، وأمن المستشفيات لازم يكون أقوى من كده، إحنا هنا أرواح ناس، كان ممكن بسهوله المتسكع ده بدل ما يطعن الدكتور جواد في إيده يطعنه في مكان تانى طعنه خطيره والامن واقف يتفرج.
رد ناصف بحرج: فعلا لازم عقاب للأمن، هروح أنا كنت بعاين مريض وسيبته لما سمعت إن الدكتور جواد إتصاب، بس الحمد لله عدت على خير.
تهكم جواد قائلا بمغزى: فعلا عدت على خير، لكن واضح إن البوليس وصل يحقق في اللى حصل كله.
إزدرد ناصف ريقه قائلا: المفروض اللى زي المتسكع ده يتعدموا فورا، هستأذن انا.
غادر ناصف، بينما نظرت إيلاف ل جواد قائله: ليا عندك سؤال: ليه لما أيدي إرتعشت يوم العمليه ما تكلمتش والليله...
لم تكمل إيلاف سؤالها حين دخل أحد افراد الشرطه، نظر لها جواد قائلا: الشرطه وصلت نتكلم في الموضوع ده بعدين.