رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع والثلاثون
بمنزل صلاح
جذب صلاح السائق من تلابيب ثيابه بغضب قائلا: أيه اللى حصل ل حفصه رد عليا.
إرتجف السائق وسرد له ماحدث، ثم قال: أنا كنت هبلغ الشرطه لما فوقت، بس خوفت يكون اللى قطع الطريق خطف الاستاذه حفصه، ويأذيها جولت أجي عشان أجولك، بس قربت من إهنه شوفت من بعيد ضرب النار عالدار، ونفس الوقت مراتي إتصلت عليا وقالتلى إن إبني هو كمان وقع وأتعور في المدرسه روحت أشوفه وخدته للمستشفى خيطوا له جرح كبير في دراعه، وكمان خيطت راسى كم غرزه مكان ضربة الشومه، يادوب روحت ولدي الدار وجيت لهنا طوالي وعرفت إن الأستاذه حفصه رجعت.
دفعه صلاح بغضب، بنفس اللحظه صدح هاتف السائق، أخرجه من جيبه بيد مرتعشه ونظر للشاشه، ثم ل صلاح قائلا: ده الدكتور جواد.
خفق قلب صلاح للحظه بقلق قائلا: رد عليه.
إمتثل السائق لأمر صلاح وقام بالرد على جواد الى أن أنتهى الإتصال، نظر ل صلاح المترقب قائلا: الدكتور جواد وصل مصر وكان بيقولى قدامه نص ساعه ويركب طيارة الأقصر وكان عاوزنى أروح أجيبه من مطار الأقصر.
تنهد صلاح للحظه براحه قائلا: تمام، روح إنت دارك إرتاح بس إبعت سواق تانى المطار يستني جواد بس حذر عليه ممنوع يقول له أى حاجه حصلت هنا أو اللى حصل مع حفصه.
أومأ له السائق رأسه وغادر
زفر صلاح نفسه يشعر بتشتت في عقله من كل إتجاه
بنفس اللحظه دخلت صفيه بلهفه مصطنعه وخلفها مسك كذالك، إقتربت صفيه تحتضن صلاح.
حاولت إخفاء شماتتها خلف الرياء والكذب وإدعاء اللهفه والخوف ورسمت دمعه زائفه وتسألت: أيه اللى حصل البلد كلياتها بتتحدت باللى حصل، طمن قلبى وقولى محدش حصل له سوء، مين اللى إستجرأ وعمل إكده.
بينما مسك نظرت ل صلاح بترقب لرده: إطمني إحنا الحمد لله بخير، صالح إتصاب في كتفه وكمان جاويد وسلوان...
إنخضت مسك حين ذكر أن جاويد مصاب قائله بلهفه: أيه اللى جرا ل جاويد، هو فين قولى يا خالى أنا لازم أطمن عليه.
شعر صلاح بآسي على مسك التي مازالت تتعلق بالوهم، جاويد لن ينتبه لها، قلبه معلق ب سلوان، هوا القلب ليس عليه وصايه، ولا يعشق غصبا، تنهد قائلا: جاويد بخير الحمد لله يسريه إتصلت عليا من شويه وقالتلى إصابته بسيطه، سلوان هي اللى...
قاطعته صفيه بغيظ قائله بذم: سلوان هي وش النحس من وقت ما حطت قدمها هنا وزرعت الخراب معاها، كانت غارت معرفشى أيه اللى رجعها، بس معرفش بتعرف تضحك على عقل جاويد إزاي، أكيد سحراله وارثه من جدتها أم أمها مش كانت مصاحبه وصيفه وفاتحه لها دارها، أنا شوفتهم بعنينا كانت بيوقفوا يتكلموا مع القمر في السما، يمكن وصيفه إدتها سرها، وأكيد كانت قايله السر لبنتها وبنتها بالتبعيه ورثته ل سلوان اللى جت هنا في مفيش سحرت جاويد.
تنهد صلاح هو غير قادر على المجادله. هز رأسه بآسف على عقلية صفيه، قائلا: صفيه مش فايق، كفايه...
قبل أن يكمل صلاح حديثه آتت حسني تقول بإستحياء: عم صلاح، أنا عرفت إن خالتي محاسن عندها السكر ودايخه شويه، قالتلى أجيب ليها كوباية ميه وفيها شوية سكر.
تبسم لها صلاح قائلا بود: أكيد عارفه مكان المطبخ روحي هاتي منه، الشغالين كلهم روحوا بيوتهم، الحمد لله قدر ولطف، وكتر خيرك يا بت.
تبسمت له حسني له قائله: بتشكرني على أيه يا عم أنا قولت ل خالتي محاسن تمدد جتتها شويه جنب حفصه على ما أجيب لها الميه، هروح أجيبها وأرجعلها عشان دايخه أوى الميه بسكر ترد روحها شويه.
اومأ لها صلاح ببسمه، بينما مسك إندهشت وتسألت بفضول وغل: هي حفصه كمان كانت هنا في الدار وقت ضرب النار.
رد صلاح: لاء، بس تعبانه شويه.
تسالت مسك وهي تنظر ل صفيه قائله بلهفه مصطنعه: أكيد لما عرفت اللى حصل إهنه تعبت نفسيا.
تنهد صلاح بآسي قائلا: كلنا تعبانين نفسيا، أنا نفسي مش عارف إزاى لحد دلوك قادر أقف على رجليا.
رسمت مسك اللهفه قائله: ربنا يديك الصحه يا خالى، هروح أطمن على حفصه.
أومأ لها صلاح، رأسه، بينما نظرت صفيه له بشمت تخفيه وربتت على كتفه تشد من أذره برياء قائله: خليك قوى إكده يا أخوي، هطلع أنا كمان أطمن على حفصه وأرجعالك تانى.
زفر صلاح نفسه يحاول الثبات بعد كل ما حدث، يكفي أن القدر اليوم كان به رآفه عن الماضي الذي فقد به أحد أبناؤه، اليوم كانت إصابات سهل مداواتها.
بغرفة حفصه.
دخلت حسني بتلك الصنيه وتوجهت بها نحو محاسن التي جلست على الفراش جوار حفصه تسند بظهر على خلفية الفراش تغمض عينيها تشعر بوهن...
شعرت حسني بغصه وكادت تضع تلك الصنيه الصغيره على طاوله جوار الفراش، لكن فتحت محاسن عينيها قائله: أنا صاحيه يا حسني هاتى الميه.
قربت حسني الصنيه ووضعتها أمام محاسن قائله: جيبت لك كم صحن شوربه لازمن تاكلي عشان مريض السكر مالوش الجوع وإنت جاعده جار حفصه من وقت طويل.
تنهدت محاسن بغصه قائله: ومين له نفس يا بت للوكل، بعد اللى حصل، الحمد لله قدر ولطف، بس اللى صعبان عليا هي سلوان، ناوليني يا بت الميه بسكر.
ناولت حسني كوب المياه ل محاسن بفضول سأله: خير إن شاء الله يا خالتي، سلوان قلبها طيب.
تنهدت محاسن بآسى قائله: قلبها طيب والله، يا عيني عليها لما تفوق وتعرف إنها سقطت.
وضعت حسني يدها على فمها بإنزعاج قائله: عرفت منين.
ردت محاسن: لسه قافله الموبايل مع يسريه كان معاها موبايل جاويد وردت عليا...
قبل أن تكمل محاسن حديثها، سمعت مسك قول محاسن شعرت بفرحه غامره، لكن لم تنتظر قليلا قبل أن تدخل تخفي فرحتها وإدعت اللهفه قائله: حفصه مالها ياخالتي.
نظرت محاسن ل مسك ببغض لا تعلم له سبب أو ربما تستشعر سبب لذالك أن مسك منافقه تخفي الخبث في قلبها وتظهر عكس ذالك، ردت بكيد: حفصه بخير الحمد لله.
تنهدت مسك براحه قائله: الحمد لله، بس أيه اللى حصلها خالي قال إنها مكنتش هنا في الدار وقت ضرب النار.
كادت حسني أن تجيب على مسك وتخبرها ب نيه طيبه لكن سبقتها محاسن قائله: الحمد لله بخير.
جالت عين مسك بنظره شيطانيه على حفصه، رأت ضماد حول معصم إحدى يديها تصنعت اللهفه سأله: مالها أيد حفصه، أنا لازم أفضل جنبها دى مش بس خطيبة أخويا ولا بنت خالى دى أختى الصغيره.
تهكمت محاسن ونظرت ليد حفصه وجذبت دثار الفراش عليها قائله: إيدها بخير، بس مجروحه جرح صغير، كتر خيرك، مالوش لازمه تتعبي نفسك إهنه، حفصه نايمه وأنا جارها ومعايا حسني، ربنا يسعد قلبها.
شعرت مسك بكره يزداد ل محاسن وطريقتها الجافه في الرد عليها التي شبه طردتها، لكن دخلت بنفس اللحظه صفيه تدعى النفاق هي الأخري، لكن قالت محاسن بتعسف: الدكتور اللى كشف على حفصه قال لازمها راحه وبلاش النفس الكتير في المجعد جارها، النفس الكتير بيشفط الهوا، ويسممه، والمثل بيجول، يا بخت من زار وخفف، وزيارة المريض لازمن تكون قصيره.
تحكم الغضب ب صفيه ومسك وشعرن بالغيظ من رد محاسن البغيض، وكادت مسك أن تتحدث، حاولت حسني كتم بسمتها من لهجة محاسن الواضحه ولطفت الحديث قائله: والله خالتي محاسن بجالها ساعه بتجولى أسيبها مع حفصه لوحدها، هي كيف أمها وخايفه عليها.
نظرن مسك وصفيه ل تلك البلهاء في نظرهن وقالت صفيه بغيظ وشبه معايره: آه ما هي ربنا مأردش ليها يبقى ليها ذريه بس ربنا عادل وبتحس إن ولاد أختها زى ولادها.
رغم غصة قلب محاسن من فحوى حديث صفيه لكن قالت بيقين: ولاد يسريه يبقوا ولادي وليا فيهم زييها كمان، وياما ربنا عطي ناس نعم متستهلهاش وربنا هيجازيها حسب نيتها، وكفايه حديت ماسخ وصلي عمتك وبتها يا حسني وإبقى أرجعى خدي الصنيه أكون شربت الشوربه أهى تبل ريقي بعد النفس الكتير في المجعد شفط الهوا.
وضعت حسني يدها فوق فمها تخفي بسمتها، بينما نظرت لها صفيه بغضب قائله: إنت بتطرديني أنا وبت يا محاسن دى دار أبوي ليا حق فيها وأنا اللى...
قاطعتها حسني بتلطيف قائله: لاه يا عمتي، إهدي، هي خالتى محاسن بس مش عاوزه نفس كتير جار حفصه، أنا سبق وقولتلك كانت من شويه بتجولى أعاود لدار زاهر.
نظرت مسك وصفيه ل حسني بإزدراء، وسحبت مسك يد صفيه وغادرن يشعرن بالغضب والغيظ ظهر أكثر حين صفعت صفيه باب الغرفه بقوه، إرتجت لها حسني التي نظرت ل محاسن ولم تخفى بسمتها، تبسمت لها محاسن قائله: تعرفي يا بت يا حسني، أنا قلبى إنشرح ليك أول ما شوفتك يوم كتب كتابك إنت وزاهر، وجولت هي دى الصبيه اللى تستاهل الواد زاهر، رغم أن الواد زاهر يبان قاسى كده ووشه عابس دايما بس جواه قلب طيب، وقلبي بيقولى ربنا نجاه من الخيه مسك اللى كان بيفكر فيها.
إستغربت حسني الجمله الأخيره ل محاسن وسألت بإستفسار: قصدك أيه ب الخيه مسك، هو زاهر كان عاوز يتجوز مسك.
إرتبكت محاسن وصمتت لدقيقه ثم قالت بنفي: لاه، هي مسك دى حد يفكر يتجوزها، زاهر ربنا بيحبه وبعت له اللى تطيب قلبه.
بالمشفى الخاص
حاول جاويد نفض تلك الذكري الأليمه عن رأسه ونظر نحو هاشم الذي قال له: فين سلوان لازم أطمن عليها بنفسي.
أشار جاويد بيده على غرفة سلوان، تركهم هاشم وتوجه الى غرفة سلوان، لم يتفاجئ بوجود يسريه التي نهضت قائله: إطمن هتبقى بخير.
نظر هاشم لوجه سلوان الباهت وتلك الأنابيب المعلقه الموصوله بيديها، تغذي ج سدها بدماء ومحاليل طبيه، شعر بقهر في قلبه.
بينما بخارج الغرفه حاول جاويد عدم الإنتباه لهراء صالح وإلقاؤه الإتهام على المرشح المنافس له لكن.
آتى أحد رجال الشرطه بمكان وقوف جاويد وعرف نفسه له ثم قال له: الحمد لله وحدة الشرطه اللى كانت بتطارد العربيه النقل اللى كان المجرمين بيضربوا رصاص منها قدرت تتغلب عليهم وحاصرتهم في مكان قريب قبل ما يدخلوا طريق الجبل وفي عناصر منهم إتصفت وقبضنا على رجلين، وأعتقد العربيه مسروقه لآن معلهاش أرقام، بس طبعا هنتأكد من الرقم المدموغ عالشاسيه بتاع العربيه، بس أنا سألت الحج صلاح إن كان عندكم أعداء أو شاكك في حد معين.
قبل أن يرد جاويد رد صالح: آه انا مش عندي شك لاه أنا متوكد إن اللى عمل إكده هو المرشح المنافس ليا على عضوية البرلمان.
تسأل الضابط: عندك دليل يأكد إتهامك ده.
رد صالح ببلاهه: الدليل موجود، مين من مصلحته يصفى عيلة الاشرف، هو عارف إنى بسهوله هكسب الإنتخابات بفضل إسم عيلة الاشرف، وهو معندوش شرف المنافسه، ومن كام يوم زار جاويد في المصنع وبالتوكيد حس إن جاويد هيدعم عمه، قام الشيطان وزه وفكر يتخلص مني...
قاطع جاويد إتهام صالح ونظر له بغضب يتأكد بيقين من حدسه أنه هو من خلف ذالك الهجوم، ولم يستغرب أن صالح علم بزيارة المرشح المنافس له بالتأكيد لديه بعض الأعوان بالمصانع، لكن قال بنفي: الحديت ده مش صح، والمرشح فعلا زارني في المصنع بس حتى متكلمش معايا في سيرة الانتخابات، كانت زياره خاصه بشغل هو محتاجه.
شعر صالح ببغض يزداد وحاول بإصرار تأكيد التهمه بينما جاويد أكد براءة المرشح الآخر.
تفهم الضابط ذالك قائلا: تمام، التحريات مستمره، وأكيد أى معلومه هنوصل ليها هيكون عندكم بها خبر، بس ليا رجاء، إنتم عارفين إن الأقصر عايشه على السياحه، ولو إنتشر خبر ضرب النار ده مش ممكن لاء بالتأكيد هيكون له تأثير سلبي عالسياحه.
تفهم جاويد مقصد الضابط قائلا: تمام لاء إطمن أنا كمان مصلحتي مع السياح وأى ضرر يصبني مباشرة.
غادر الضابط، نظر صالح بغضب ل جاويد بداخله كان يتمنى أن كانت تلك الرصاصه التي أصابت كتفه أصابته بمقتل، لكن قال له بلوم وإصرار أكثر: لساتك بدافع عن المجرم، ومخدوع في حديته الناعم.
رد جاويد بحسم: عم أنا دماغي فيه اللى مكفيه، أنا بجول طالما إنت زين مالوش لازمه تبجى إهنه في المستشفى.
قال جاويد هذا ونظر ل زاهر الذي يجلس صامتا: خد عم وصله الدار يا زاهر، أكيد مش هيقدر يسوق وكتفه متصاب.
شعر صالح بغيظ وغضب قائلا: خليك إكده عيش مخدوع أنا ماشي.
سار صالح بعض خطوات ونظر خلفه رأى وقوف زاهر مع جاويد يتحدثان بوفاق إزداد غضبه قائلا بصوت عال: واه هتوقف تتحدت مع جاويد ومش هتوصلنى.
تهكم زاهر قائلا: لاه هوصلك طبعا.
نظر زاهر ل قائلا بأخوه: تمام متقلقش وأي حاجه إتصل عليا بدون تردد.
تبسم جاويد وربت بيده السليمه على كتف زاهر بأخوه: .
تمام يا زاهر وتسلم على وقفتك هنا معايا في المستشفى.
تبسم زاهر قائلا: إحنا أخوات يا جاويد ياما كلنا من صحن واحد وإنضربنا من جدي وهربنا سوا من بطشه.
تبسم جاويد يشعر بندم حين ظن أن زاهر نسخه أخرى من فسق صالح لكن زاهر أثبت أنه نبته طيبه هجرها شيطان لتحتفظ بإنسانيتها.
بمنزل القدوسى.
صفعت مسك باب غرفتها بغضب وقوه إرتج الباب رغم ذالك لم يغلق، جذبت هاتفها تقوم بإتصال، تسمع رنين ولا يأتها جواب، ألقت الهاتف بعصبيه بالحائط تهشم لقطع، نظرت لأظافر يدها التي أصبحت شبه مبريه، عادت تقرض بهم بغضب مستعر بنفس الوقت دخلت صفيه رأت هاتف مسك المهشم، شعرت الاخري بنيران الحقد قائله: الشيطانه محاسن كان نفسي أجيبها من شعرها أمسح بيها أرضية البلد كلها، معرفناش أيه اللى حصل ل حفصه.
بصقت مسك قائله بتهكم وغيظ: هيكون حصلها أيه كانت مرميه عالسرير شكلها بخير، يمكن لما سمعت باللى حصل عندهم جالها فزع وأغمي عليها.
ردت صفيه قائله: لاه مش قلبي حاسس إن حاجه تانيه حصلت لها وصلاح لما حاولت أقرره إتهرب مني، كمان شوفتي السواق كان رابط راسه، وكمان جرح إيد حفصه في سر.
نظرت مسك ل صفيه بإستوعاب قائله: قصدك إن ممكن يكون المجرم نفذ اللى قولت له عليه، بس إزاي سابها بالسرعه دي، والشيطانه محاسن قالت إن اللى في إيدها جرح صغير، معتقدش، وكمان المجرم ده بتصل عليه مش بيرد، إحنا لازم نروح ل غوايش دى في أقرب وقت أنا خلاص عقلي قرب يشت سلوان دى زي ما تكون ساحره.
تهكمت صفيه قائله: ولا ساحره ولا حاجه إنت صدقتي الكلمتين اللى قولتهم لخالك ولا أيه، حماتي الله يرحمها كان قلبها رهيف وبتعطف عالغلبانه وصيفه فقدت بنتها كانت صبيه في عمر المرحومه عمتك مسك أو أصغر منها، هي كانت بتواسيها في بؤسها، بجولك إنت مش جولتى إنك سمعت محاسن بتقول إن سلوان سقطت.
لمعت عيون بنظره ناريه وهسهست بفحيج وعيد: أنا كان قلبي إنشرح وقت ما سمعت محاسن، بس لما فكرت، هي سقطت بس مماتتش، أنا مش عارفه مفيش طريقه أتخلص بيها من سلوان، كآنها لعنه ولزقت ومش هتتمحي، أنا خلاص مبقتش قادره أتحمل وجودها في الحياه، أكيد دلوقتي بعد ما سقطت هتستغل الحكايه وتستعطف قلب جاويد وهو طبعا هيواسيها، دى لو سحراله بصحيج كان زمان سحرها زال، أنا خلاص مبقاش قدامي غير موت سلوان هو الحل اللى هيرجع جاويد لعقله ويفوق من سطوتها عليه.
للحظه إرتجف قلب صفيه من نظرة عيون وحديث مسك التي من يراها يظن أن عقلها قد ذهب، أو تلبستها روح شريره.
بالمشفى
دخل جاويد الى الغرفه الموجود بها سلوان، نظر لتلك الأريكه التي تجلس عليها يسريه، ثم نظر الى هاشم الذي يجلس على مقعد قريب من فراش سلوان.
شعر بلوعه في قلبه حين نظر ل سلوان جميلته النائمه، تذكر بندم قبل ساعات كيف تحكم به الغضب وجعلها تشعر بالمهانه وقررت الرحيل، لحظة كبر كانت كفيله بؤد قلبها، لكن لا يعلم ما حدث كان لطفا من الله على قلبه المتيم، أم عقاب قاسي على كبره فقد أحد جنينيه والآخر بعلم الغيب كذالك لوعة قلبه وهو يري سلوان نائمه هكذا.
قطع ذالك الصمت يسريه تنظر بشفقه ل جاويد: سلوان الدكتوره جت من شويه وقالت الحمد لله لغاية دلوقتي الوضع مستقر، أنت يا بشمهندس مرهق من السفر، وكمان جاويد أنا هبات هنا مع سلوان، وأنتم لازمكم راحه.
نظر هاشم ل سلوان بلوعه قائلا: تسلمي، بس لاء أنا اللى هبات هنا مع سلوان، قلبي مش هيطمن غير لما تفتح عينيها.
حاولت يسريه إقناع هاشم بالذهاب مع جاويد، لكن أصر هاشم على البقاء معها.
تنهد جاويد قائلا: أنا كمان هفضل هنا، أنا هتصل على السواق يجي يرجعك للدار يا ماما.
شفقت يسريه على حال جاويد ولم تضغط عليه تعلم أنه لن يوافق على ترك سلوان بالمشفى، إستسلمت لرغبتهم وغادرت المشفى
بعد قليل.
نهض هاشم وتمدد بج سده على تلك الآريكه يشعر ببعض الآلم في ظهره، وضع يديه فوق عينيه لكن لم يكن نائما، بينما جاويد يجلس على أحد المقاعد يتكئ برأسه للخلف على رأس المقعد يجلد نفسه بلوم.
بتلك اللحظه سمع الإثنين همس سلوان حين قالت
ماما
نهض هاشم كذالك جاويد وإقتربا من فراش سلوان ظنا أنها عادت للوعي لكن تفاجئ الإثنين أنها مازالت غافيه، نظر لبعضهما، تحدث هاشم بإستفسار: أنا سمعت صوت سلوان.
وافق جاويد هاشم أنه أيضا سمعها، تنهد هاشم بغصه لابد أن سلوان همست ب ماما إحتياجا لها.
بينما سلوان السابحه بملكوت خاص بها، ترى نفسها طفله بعمر التانيه عشر تجلس أمام باب إحدي المدارس الخاصه ب الإمارات تنظر للماره بالشارع ترى أطفال زملائها يذهبون مع ذويهم وهي تنتظر حتى أصبح المكان شبه شاغرا فقط الماره العاديون، وضعت حقيبتها من على ضهرها جوارها على تلك الآريكه عينيها تجوب الشارع من الجهتين إنتظارا لرؤية قدوم والداها لكن سمعت صوت دافئ تفتقد حنانه: سلوان.
نظرت سلوان جوارها على الآريكه إنشرح قلبها وقالت بشوق طفله: ماما...
إنت رجعتي تاني، أنت جايه تاخديني، بابا هو اللى بعتك.
وضعت والداتها يدها على خصلات شعرها تمسد عليهم بحنان.
تبسمت سلوان قائله: شوفي يا ماما بقيت بعرف أسرح شعري، حتى بقيت بعرف أضفره كمان، صحيح الضفيره بتفك بسرعه بس مع الوقت بتعلم، إرجعي بقى ومش هغلبك تاني وإنت بتسرحلي شعري.
تبسمت لها والداتها، شعرت سلوان بحزن من عدم ردها عليها وقالت لها: ماما إنت مش بتردي عليا ليه، بابا هو اللى قالك تجي تاخديني من المدرسه عشان هو بيتأخر في شغله وأنا بفضل أستناه هنا، ومش بتشاقى والله زى ما عمتى كانت بتكدب على بابا وتقوله إنى شقيه وبغلبها والله يا ماما، حتى هي قالتلى إنك سيبتينى عشان أنا بتشاقى، إرجعي تانى وأنا أوعدك مش هتشاقى وهبقى هاديه.
إنحنت والداتها تقبلها بحنان، بكت سلوان لها وقالت بشكوي: إنت مش بتردي عليا ليه، إنت هتمشي وتسيبني تاني، خديني معاك يا ماما ومش هتشاقى، عمتى دايما كانت تقولى إنى عبء كبير على بابا وهو هيضع حياته بسبب مفيش ست هترضى تتجوزه وهو معاه بنت شقيه ودلوعه زيي، إنت مش هتسيبنى تانى وهتاخديني معاك صح إنت بتحبيني مش زى ما هي كانت بتقولي إنك إرتاحتي مني.
تبسمت والداتها على شكواها تهز رأسها بنفي، ورفعت يديها تجفف دموعها ثم ضمتها لحضنها بحنان.
ضمتها سلوان قويا تقول لها برجاء: خديني معاك ياماما أنا محدش بيحبيني غير بابا، ولو بعدت عنه هو هيرتاح ويلاقى سعادته.
تبسمت لها والداتها قائله: في غيري بيحبوك يا سلوان ونفسهم ترجعي لهم، بابا أهو وصل وكمان شوفي مين التاني اللى جاي معاه.
نظرت سلوان ناحية إشارة يد والداتها رأت والداها وصل كذالك معه جاويد يقتربان منها، تبسمت بتلقائيه، وعادت تنظر ناحية والداتها كادت تتحدث لكن تفاجئت بمكانها خالي، شعرت بغصه قويه لكن عادت تنظر ناحية هاشم وجاويد سرعان ما تبدلت دموعها ببسمة أمل.
أمام مطار الأقصر ترجل ذالك السائق من السياره وتقابل مع جواد ورحب به وأخذ من يده حقيبة الملابس الخاصه به، تبسم له جواد، وصعد الى السياره يسأله عن حال الجميع كان السائق يرد عليه بإقتضاب، لاحظ ذالك جواد لكن ظن أن السائق يحذر معه بالحديث لا أكثر.
لكن طلب جواد من السائق توصيله الى المشفى، يود معرفة رد فعل إيلاف حين تراه أمامها بعد أن أخبرها أنه عائد بالغد وجه السائق قائلا: لو سمحت وصلني للمستشفى.
إرتبك السائق للحظه سألا: أي مستشفى حضرتك.
رد جواد ببساطة: أى مستشفى، أكيد المستشفى اللى بشتغل فيها.
أومأ له السائق وتوجه نحو المشفى
بعد دقائق
دخل جواد للمشفى توجه مباشرة الى غرفة المكتب الخاص به
فتح جواد الباب مباشرة، تفاجئ للحظه بجلوس ناصف، خرج يقرأ تلك اللوحه الموضوعه على باب الغرفه، ثم عاد ينظر له قائلا: دي أوضة المدير.
تفاجئ ناصف هو الآخر ونهض يشعر ببغض قائلا: أيوا دي أوضة المدير، وأنا نائب المدير في غيابك، حمدالله عالسلامه، أنا فكرت إن بسبب طول المده اللى فاتت إن التقدم الطبي اللى هناك غواك.
رد جواد: لاء، أنا غوايتي هنا مكاني في بلدي، أفيد الناس اللى عايش وسطهم.
تبسم له ناصف وكاد يمد يده يأخذ ذالك الملف الموضوع على المكتب لكن أمسك يده جواد قائلا: أكيد المستشفى في غيابي كانت كل إهتمامك، عارف قلبك الرحيم.
رسم ناصف الرياء قائلا: أكيد الدكتوره إيلاف كانت معاك على تواصل بكل أخبار المستشفى، حاولت أمشيها بنفس النظام اللى كانت عليه وإنت موجود، على فكره الدكتوره إيلاف مش موجوده النهارده يوم الراحه الراحه بتاعها.
تبسم جواد له قائلا: تمام، بشكرك إنك حليت مكاني الفتره اللى فاتت.
أومأ ناصف رأسه، وكاد يأخذ الملف لكن جواد وضع يده على الملف وجلس خلف المكتب قائلا: مهمتك خلصت وأنا هستلم الإداره مره تانيه، أكيد الفتره اللى فاتت كانت تعب جامد عليك، طبعا.
نظر ناصف لذالك الملف ثم نظر ل جواد قائلا: فعلا مهام منصب مدير المستشفى صعبه، ربنا يوفقك.
تهكم جواد قائلا: فعلا مهام منصب المدير صعبه بالذات على شخص زيك يعتبر كنت بدير مستشفيتين في وقت واحد، المستشفى دى والمستشفى الخاصه بتاعتك، مجهود مضاعف، ربنا يعجله في ميزان حسانتك، بس خلاص أنا رجعت وهخفف من عليك.
شعر ناصف بحقيقة فحوي حديث جواد لكن تجاهله قائلا: ربنا يوفقنا كلنا، هستأذن أنا عندي مرور على مريض متابع حالته.
أومأ له جواد، إنصرف ناصف من الغرفه، بينما زفر جواد نفسه وشعر بسأم كان يود لقاء إيلاف، لكن لا بأس ظل لدقائق ثم خرج من المشفى، في ذالك الوقت رآه ناصف وذالك الطبيب الآخر الذي قال له: كارثه رجوع جواد في الوقت ده.
زفر ناصف نفسه بغضب قائلا: هو رجوعه فعلا كارثه، بس هيعمل ايه يعني الدكتوره هي اللى غلطت وهو مكنش موجود، أنا اللى كنت مسؤول عن المستشفى.
تبسم الطبيب الآخر له باسم يقول: طول عمرك خبيث يا ناصف.
تبسم ناصف بزهو قائلا: سبق وقولت لك لازم نفكر بهدوء ونتأنى عشان تبقى الضربه متمكنه، وأكيد الدكتور جواد هيتفاجئ بتقرير الطبيب الشرعي زيه زي الدكتوره بالظبط.
بعد قليل بمنزل صلاح
ترجل جواد من سيارة الأجره، رغم أن المساء والظلام شبه حل لكن أثار الرصاص على حوائط المنزل كذالك وجود بعض من أفراد الأمن لفت إنتباهه رجف قلبه ودخل الى المنزل بلهفه، سمع صوت يآتى من المندره توجه لها مباشرة.
حين دخل تفاجئ، ب إيلاف وبقية عائلتها، يجلسون مع والده، ألقى عليهم السلام ثم سأل بإستخبار ولهفه: أيه اللى حصل ماما فين وحفصه وجاويد ومراته.
نهض صلاح وإقترب منه يضمه قائلا: حمدالله عالسلامه، إطمن كلنا بخير.
تنهد جواد براحه سألا: أيه اللى حصل يا بابا، دلوقتي فهمت ليه السواق كان بيرد عليا بإختصار.
تبسم بليغ الذي وقف يستقبل جواد قائلا: خير إطمن ربنا لطف.
سرد صلاح ما حدث ل جواد الذي ربما رحمه عليه أنه لم يكن موجود ربما ما كان أخذ الموضوع بهدوء نهض قائلا: أنا هروح أطمن على جاويد ومراته.
ردت يسريه التي دخلت الى الغرفه واضح على وجهها الإرهاق: حمدالله على سلامتك، إطمن جاويد وسلوان بخير، إرتاح إنت والصبح نبقى نروح لهم سوا.
تبسم جواد وتوجه ناخية يسريه وإنحنى يقبل يدها، مسدت على رأسه بحنان ثم ضمته...
لفت ذالك نظر إيلاف وشعرت بإعجاب زائد ل جواد الذي لم يخجل أن ينحني على يد والداته أمام آخرين
بعد قليل
بغرفة حفصه
نظرت لها يسريه وتدمعت عينيها وهي تنظر ل محاسن قائله: قلبي كان حاسس والله.
تنهدت محاسن قائله: قدر ولطف يا يسريه إحمدي ربنا مرت على خير جروح سهل تتداوي أنا أطمنت على حفصه بنفسي الحمد لله مفيش فيها إصابه غير الجرح اللى في إيدها، الدكتور إداها حقنه تنيمها عشان كان عندها هلع، وعلى بكره إن شاء تصحي بخير، أنا صعبان عليا سلوان هي كمان هتزعل لما تعرف إنها سقطت في جنين من الإتنين اللى كانوا في بطنها.
تنهدت يسريه قائله: الدكتوره قالت التانى هيبقى بخير لو النزيف مرجعش تانى، وأدعي ليها.
تبسمت محاسن قائله: إن شاء مش هيرجع وهتجيب لى حفيد صغير ويتربى على إيدي وهبقى أحكي له إنى كنت الصدر الحنين لأبوه وأخواته وأمهم كانت مستقويه.
تهكمت يسريه بغصه قائله: مستقويه والله أنا حاسه إنى خلاص قربت أنهار، والله لو مش وجودي جانبي بيقويني يمكن كنت أنهارت من زمان.
تبسمت محاسن لها قائله: حاسه قد ربنا ما وجعنا هيفرح قلبنا قريب، أنا هنام الليله جنب حفصه وروحي إنت صلاح محتاجلك جاره كتير خيره اللى حصل النهارده مش سهل ولا منظر حفصه كان سهل عليه، يلا قومى روحي شوفى جوزك.
تبسمت يسريه قائله: لو حفصه صحيت قبلي إبقى تعالي قوليلى.
تبسمت لها محاسن قائله: لاه إطمني حفصه بالذات بترتاح معايا عنك مش بقولك طول عمرك مستقويه عالعيال.
بسمه بنهاية اليوم قد تكون رحمه للقلب المجروح.
ليلا ب عشة غوايش
صفعه قويه إرتج صوت صداها بتلك العشه أتبعها قولها بغضب: حتة بت معرفتش تتخلص منيها خلاص كبرت والأجرام إتخلى عنك يا شعلان أدور على غيرك.
رد شعلان بهلع: لاه لسانى كيف ما أنى قلبي كيف الصخر بس، بس، بس.
تكلمت غوايش بضجر: بس أيه، حتة مهمه صغيره فشلت فيها، شكلك كبرت وجلبك بجى رهيف، معرفتش تدبح البت كيف ما جولتلك.
رد شعلان: أنا كنت خطفت البت وكنت هعمل كيف ما جولتيلى أخدها المقابر وأى تربه مفتوحه أدخلها فيها وأدبحها وأقفل عليها التربه بس. بس...
بغضب سألته غوايش: بس أيه خوفت وقلبك أترعب.
رد شعلان: فعلا قلبى إترعب من اللى شوفته.
سالت غوايش بإستفسار: جصدك أيه باللى شوفته.
فسر شعلان لها: .
انا لما خدت البت وحطيتها عالعربيه الكارو وغطيتها بالشكاير، وقربت العربيه من القبر اللى كنت شوفته مفتوح وراقبت السكه والجو كان هادي شيلت البت ودخلت المقابر بس كل ما كنت أحاول أدخل البت القبر كأن كان في حد واقف قدام التربه وسادد الفتحه بتاعتها، آخر ما زهقت جولت أدبحها وأسيبها مرميه في وسط المقابر، بس كل ما أحط السكينة على رقابتها كنت بحس بأيد بتمسك إيدي وتضغط قوى عليها والسكينه توقع من إيدي، حتى في مره السكينه وقعت على إيد البت عورتها جرح صغير في ايدها، بس فكرت ولفيت منديل كان في جيبى وجيبت شوية دم منها فيه، وكنت لسه هرجع أدبح البت بس سمعت همس كآن أصوات ماشيه في المقابر قريبه منى، غير كمان إلايد اللى بتمسك إيديا، خوفت وجريت بس وأنا طالع من المقابر إتكعبلت والمنديل طار في الهوا، حتى لو مش مصدقانى في أثار زرقا على معصم أيديا أهى.
شمر شعلان يديه وأظهرهما ل غوايش التي دب الخوف بقلبها من تلك الآثار الزرقاء حول معصمي يديه والتي تشبه كف يد طفل.
اليوم التالى
مع الضوء الأول للشمس
بالمقابر.
سقت يسريه تلك المزارع الصغيره الموضوعه أمام تلك المقبره، ثم رفعت يديها تقرأ الفاتحه جلست على تلك الكتله الحجريه الموجوده جوار المقبره وإتكئت بظهرها على جدار المقبره إنسابت دموع عينيها تشعر بآلم لم يندمل جزء واحد منه رغم مرور ما يقرب على عشرين عام على الرحيل، تنهدت ببكاء قائله: حاسه بيك يا روح قلبي وشيفاك قدامي روحك هايمه متعذبه نفسى أعرف أعمل أيه عشان روحك ترتاح يا ولدي، عارفه إن إنت اللى أنقذت جاويد يوم كتب كتاب حفصه، وكمان إنت اللى أنقذت حفصه إمبارح، قلبي عليك موجوع بنار مش بتهدى.
داعبت الشمس عيني يسريه نهضت واقفه وقرأت الفاتحه مره أخري، وإنحنت تأخذ تلك الزجاجه وسارت حتى كادت تخرج من المقابر، لكن تقابلت مع وصيفه التي تجلس أمام أحد القبور تدمع عينيها هي الأخري، لكن دموعها كانت دموع ندم وحسره على خطأ إرتكبته ودفعت ثمنه فادح، نظرت لها يسريه، وجلست جوارها أمام تلك المقبره التي يوضع عليها شهادة وفاة تحمل إسم جدة سلوان وبالمقابل للمقبره مقبره أخري عليها شهادة تحمل إسم فتاه تدعى سلوان.
ربتت يسريه على كتف وصيفه، نظرت لها وصيفه بتهكم فمن يواسي من، هما ذاقا نفس الآلم بنفس الفقد فقد الولد، لكن هنالك إختلاف يسريه كانت أفضل منها إبنها قتل غدرا، بينما هي دفعت ثمن خطاياها قلب إبنتها الذي قدم غصب قربان حين خالفت عهدها بعد أن تراجعت وعادت لإنسانيتها، لكن كان فات الوقت، لا تلاعب مع الشياطين، كان لابد أن تحذر من خادمة المارد التي تنفذ له كل ما يطلب دون جدال تود السطوه بيديها قتلت إنسانيتها تحكمت بها رغبة الجشع والبغض أصبحت بلا رحمه لا يرجف قلبها لشيئ، حتى لو قدمت إبنة أختها الوحيده قربان لن تهتم، ولم يرآف قلبها لأختها التي عانت من العذاب رغم أنها.
مازالت تمتلك ملكه خفيه تستطيع قرأة بعض ما يحدث بالمستقبل لكن إختارت أن تعيش زاهده أفضل من حاقده.
نظرت يسريه ل وصيفه برجاء: قولتلي مكتوب الأخ بيفدي أخوه، يعني جلال فدي جاويد
يعنى اللعنه إتفكت.
هزت وصيفه رأسها بنفي: لاه الحبل لساه متقطعش، اللعنه لساها مستمره، بس المواجهه الأخيره قربت، والقربان المره دي لازمن يكون ج سم بشري
غير طاهر.
بالمشفى.
خرج الطبيب من غرفة سلوان نظر ل هاشم وجاويد المتلهفان مبتسم يقول: الحمد لله المدام رجعت للوعي وكمان شبه تخطت مرحلة القلق، الدكتوره النسائيه معاها جوه وأكيد هتقول لكم تطورات حالتها بالتفصيل.
بعد قليل خرجت الطبيبه
تبسمت قائله: الحمدلله نقدر نقول عدينا مرحلة الخطر على الجنين التاني، بس لازم نحافظ على نفسية المريضه، نفسيتها أهم من العلاج دلوقتى.
إنشرح قلب الإثنين، دخل هاشم أولا، بينما جاويد قبل أن يدخل صدح هاتفه، نظر له ثم ل هاشم قائلا: دي ماما هطمنها وأدخل وراك.
بعد قليل دخل جاويد للغرفه كان وجه سلوان مجهد كذالك أثار دموع واضحه، شعر بغصه تلاقت عيناهم، لكن سرعان ما حادت سلوان عينيها وأغمضت عينيها كآنها لا تود رؤية جاويد شعر بوخز قوي ينخر قلبه، لكن الأهم أنها فتحت عينيها.
بمنزل صالح
ليلا.
كانت حسني تتكئ على الفراش تبحث بين قنوات التلفاز بسأم، أغلقت التلفاز ووضعت جهاز التحكم جوارها تزفر نفسها، للحظه تذكرت نظرات زاهر لها وقت إطلاق الرصاص، كذالك نظره لها حين عاد بالأمس، تبسم لها، تنهدت ببسمه لكن سرعان ما تذكرت خطأ محاسن بالأمس، وذكرها مسك، تحير عقلها بالتفكير ولم تصل سوا أن ربما زاهر كان يود الزواج بها وهي رفضت ذالك فواضح هيامها ب جاويد.
زفرت نفسها بغصه، لكن شعرت بجوع قائله: أنا طول اليوم كنت في دار عم صلاح، الإ الوليه السو مرت أبوي معرفتش باللى حصل ولا سألت عني، رغم انى بقالى يومين متصلتش على أبوي، ربنا يهدها، أحسن اما أقوم أنزل المطبخ أشوف أى وكل أكله
بعد دقائق.
كانت تقف بالمطبخ تنظر أمامها لتلك الأطعمه التي حضرتها بإشتهاء كى تتناولها بمزاج خاص تتذوق منها القليل بإستطعام خاص، مدحت نفسها قائله: والله يا بت يا حسنى نفسك في الوكل زين، هو ده الوكل مش وكل مرت أبوي الماسخ، تسلم يدك يا بت يا حسنا، أما أجعد بجى أكل قبل ما زاهر يعاود من بره.
جلست حسنى على أحد المقاعد وجذبت ملعقه وضعتها بطبق الطعام، لكن فجأه قبل أن تضع المعلقه بفمها سمعت صوت سعال تعرفت على صاحبه سريعا، إنتفضت واقفه ترجف تحيرت ماذا تفعل بالمعلقه التي بيدها، سريعا دست محتواها بفمها، لكن شعرت ليس فقط بسخونه الطعام كذالك حشر بحلقها كادت تسكب مياه بكوب كى تشربها تهدأ سخونة الطعام، لكن إقترب صوت السعال من المطبخ جدا، خشيت من أن يوبخها زاهر إذا رأها، إتجهت خلف باب المطبح وتوارت خلفه تضع يدها فوق فمها تحاول بلع ذالك الطعام لكن فجأه شعرت.
بحازوقه، وضعت يدها الإثنين فوق فمها خشيه ان يخرج من فمها صوت وبخت نفسها: يعنى الزغطه مش لاقيه غير دلوك، زاهر لو شافني هيوبخنى كيف العاده، يارب ما يدخل للمطبخ.
لكن خاب دعائها ودخل زاهر الى المطبخ، إستغرب من ذالك الطعام الموضوع على المائده، التي لمعت عينيه بإشتهاء، إقترب منه وجلس على أحد مقاعد الطاولة، يعطي ظهره للباب وبدأ بتناول الطعام مستلذا طعمه.
الى أن شعر بالشبع نهض واقفا يربت على بطنه قائلا: من زمان مأكلتش وكل طعمه لذيذ إكده لو فضلت جاعد كمان طعامة الوكل هتغرينى وهاكل وبطني هتتملى ومش هعرف أنام.
بينما حسنى الواقفه خلف باب المطبخ تضع يديها الإثنين فوق شفاها تكتم تلك الحازوقه حتى لا يكتشف زاهر وجودها، تشعر كآن حلقها يكاد ينفجر لكن شعرت براحه حين نهض زاهر لم تدوم تلك الفرحه.
حين عاود زاهر النظر للطعام وسال لعابه، وقام بمد يده وإلتقم قطعه منه ودسها بفمه مازال يشير عليه عقله العوده للجلوس والإستمتاع بباقى الطعام، لكن سيطر على تلك الرغبه قائلا: لو فضلت واجف إكده هعاود للوكل، لاه انا تعبان وعاوز أنام، والوكل مش هيطير.
إرتشف بعض المياه وخرج من المطبخ.
ظلت للحظات تكتم فمها الى أن أيقنت بأن زاهر قد إبتعد، رفعت يديها من فوق فمها تستنشق الهواء وسريعا ذهبت الى طاوله الطعام وجذبت دورق المياه وشربت منه مباشرة تقول: ثانيه كمان وكنت هفطس من الزغطه، أما أشرب تلات مرات عشان تروح.
شربت مره والثانيه ولكن الثالثه ملأت فمها بالمياه أكثر، لكن قبل أن تبتلع المياه سمعت صوت جوهري منها يقول بتعسف: أنا مش قايل...
لم يكمل حديثه حين إنخضت حسنى وفتحت فمها لتضخ تلك المياه التي كانت بفمها بوجهه وعلى صدره
وقف زاهر ينظر لها متفاجئ، بينما حسني كاد قلبها أن يتوقف وأصبحت تنفخ بشفاها وبحركات طفوليه تحاول الإعتذار لكن صوتها حشر، بينما زاهر نظر الى حركة وجنتيها وشفاها
لم يشعر بنفسه وهو يجذبها من عنقها يقربها منه يلتقط قبله من شفاه، لم يشعر بالإرتواء وأراد المزيد.
بالمشفى
بعرفة سلوان.
إنتهز هاشم غفوة سلوان بسبب بعض الادويه وذهب لتبديل ثيابه وسيعود مره أخرى
ظل جاويد وحده بالغرفه مع سلوان
شعر بآلم طفيف بظهره، نهض واقفا وذهب نحو شرفة الغرفه فتح الستاره قليلا ينظر الى الخارج، نظر نحو السماء رأي أكثر من منتطاد يطوف بها، تبسم وتذكر خوف سلوان حين كانت معه برحلات المنتطاد، لكن ترك الستاره وعاد بنظره الى الغرفه مبتسم على صوت سلوان التي حين.
إستيقظت سلوان نظرت حولها بالغرفه لم تجد سوا جاويد يقف خلف شرفة الغرفه، غص قلبها وهي تراه يرفق يده لصدره بحامل طبي، شعرت بوخز قوى مازالت تشعر بآلم في قلبها منذ أن علمت بفقدان أحد جنينيها، ربما إرتضت بقسمة الله، لكن هنالك آلم آخر بقلبها...
تحدثت بآلم: زمان كنت بستني بابا بالساعات قدام المدرسه على ما يخلص شغله ويجي ياخدنى ونرجع للشقه، كنت بحس بوحده، لما كانوا في المدرسه يعملوا حفلة عيد الام كنت بتحجج أنى عيانه عشان مروحش المدرسه وأشوف أمهات زمايلى معاهم وأنا لوحدي، معرفتش إن ماما ماتت غير لما عمتي صدمتني، بعد سفر بابا وقالتلى كان بعد وفاة ماما بحوالي شهر كنت مفكره أنها عايشه في الامارات ولما هرجع هلاقيها بتبتسم لى، رغم ده فضل في قلبي هاجس إنى لما هرجع للإمارات هلاقيها بس كان وهم طفله، عشت بعدها.
طول عمري كنت لوحدي، كنت بحس إنى ماليش مكان أنتمي إليه، كنت عايشه مع بابا من مكان لمكان، حتى الجامعه خدتها هنا في مصر كنت عايشه مع عمتي في شقتها كنت بحس إنى تقيله عليها وبحس أنها بتخاف من نظر جوزها ليا، رغم أنه كان شخص محترم وعمره ما بص لى بنظره مش محترمه، بس هي كان عندها وسواس، متأكده لو مش المرتب الكبير اللى بابا كان بيبعته لها كل شهر كانت طلبت منه إنى أعيش في أى دار مغتربات أو المدينه الجامعيه، عشان خايفه على جوزها مني، بس المرتب كان بيديها طاقة تحمل، حاولت تشغل عقلي كذا مره بإيهاب وغيره وأنه معجب بيا عشان أتشغل بأي راجل، ويمكن أتجوز وأبعد من قدام عين جوزها، لحد ما خلصت جامعه رجعت أعيش مع بابا في السعوديه فرحت لما قالى هنرجع نعيش في مصر، بس الفرحه مستمرتش لما عمتي قالتلى إن بابا هيتجوز ولازم اوافق والا هبقى آنانيه وبحرمه من السعاده، وافقت رغم إنى كنت معترضه على طنط دولت لان عارفه انها نسخه تانيه طماعه زي عمتي، بس بترسم الموده ليا قدام بابا، كنت بحس أنها مش طيقانى، ولمحت لى كتير إن وجودي معاهم في نفس الشقه بيسبب إزعاج لها طبعا مش على حريتها مع بابا مش قادره تدلع ولا تلبس هدوم مناسبه ليها، بسبب تحذير بابا ليها خايف عليا من الإحراج، فكرت برحلة الأقصر.
جيت لهنا من ورا بابا وقابلتك فاكر لما سألتني ليه ببعد عن الناس وقولت لى يمكن عشان جميله، قولت لك لاء عشان وحيده
نفس الوحده حاسه بيها دلوقتي يا جاويد ونفس الشعور اللى دايما ملازمني إن ماليش مكان أنتمى ليه، عشان كده أنا قررت أرجع للقاهره مع بابا في أقرب وقت، مش بلومك يا جاويد أنا ده كان قدري، الوحده دايما رفقيتي.