قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع عشر

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع عشر

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع عشر

بصباح يوم جديد
منزل القدوسي.

إستيقظت صفيه تشعر ببعض الحرقان في إحدي ساقيها، نهضت من فوق الفراش وتوجهت نحو الحمام، كشفت ساقها ذوهلت من تلك البقعه الملتهبه بساقها تشبه الحرق، تحير عقلها متى صابها هذا الحرق، كما أن تلك البقعه صغيره لتسبب ذالك الوجع القوي التي تشعر به كآن جلد ساقها بالكامل مسلوخ، فجأه تذكرت بالامس حين وقع على ثوبها بعض قطرات محتوى الزجاجه، تهكمت قائله: هي غوايش حاطه في الخلطه مية نار ولا أيه، ياريت تحوق في المخفيه سلوان وتحرق جتتها كلها، وجاويد يشوفها قرد مسلوخ، أما أشوف أى مرطب أدهن بيه رجلي عشان النار دي تهدي.

وضعت إحدي المرطبات على مكان الحرق رغم ذالك مازالت تشعر بآلم، كأنه يسرى بعظمة ساقها، لكن تحملت الآلم على أمل أن يبدأ مفعول المرطب بعد قليل ويزول، خرجت من الحمام تفاجئت ب محمود إستيقظ من النوم، ينظر لها بإستغراب قائلا: مالك ماشيه بتعرجي ليه رجلك مالها.
إرتبكت للحظه قبل أن تجاوب عليه: أبدا مفيش، ده رجلي بتوجعني شويه.
تسأل محمود: وأيه السبب في وجع رجلك إمبارح المسا كانت كويسه.

رد صفيه: مفيش وأنا راجعه من فرح الغبره إتزحلقت ويظهر رجلي كانت إنسلخت، بس لما دخلت عند مسك قلبي وجعني عليها ونسيت الوجع شويه، ودهنتها دلوك الوچع هيروح، ما هو معرفش أيه اللى حصل من وجت وش الفقر ما دخلت دارنا، جابت لينا النحس في ديلها.

نهض محمود من فوق الفراش قائلا: أهي مشيت وسابت لك الدار، وبلاش تحطيها في راسك وإهتمي ببتك مسك وخرجي التخاريف اللى كنت بتحطيها في راسها خليها تنسى جاويد ده نهائى، بلاش تعيشيها في وهم صعب يتحقق، خليها تنتبه لمستقبلها هي لسه صبيه ومرغوبه وربنا يرزقها باللى يقدرها مش جاويد اللى عمره ما شافها جدامه، وأول واحده ظهرت جدامه مفكرش وإتجوزها، ومهموش جرح قلب بتك، اللى عيشت نفسها في أوهام، انا مش عاوز سيرة جاويد دى تجي في الدار تانى، وزين كمان إن حفصه فسخت خطوبتها من أمجد بكده يبقى علاقتنا بهم بقت رسميه، زيهم زي صالح أخوك.

تنهدت صفيه قائله: متنساش إن حقي في ورث أبويا لساه تحت يد صلاح، ومتخافيش أنا يهمني مصلحة بت، وقلبها اللى إنكسر ربنا قادر يرد لها حقها وإن شاء الله بكره تجول إنى جولتلك، جواز جاويد من سلوان مش هيعمر كتير، ووجتها هيرچع ندمان ويعرف جيمة بت اللى كسر قلبها.

زفر محمود نفسه بغضب قائلا: برضك لساك عاوزه تعيشي نفسك في أوهام إنت في نفسك، لكن مسك بت ممنوع تملي راسها تانى الحديت الفارغ ده، عشان حتى لو چواز جاويد وسلوان إنتهي ورجع ندمان زى ما بتجولى أنا اللى وجتها مش هقبل بيه، مستحيل بت تتجوز راجل كان متجوز قبلها، وملهاش لازمه وجفتك دي، أنا عيندي شغل كتير النهارده، ياريت تنزلى تشوفي نبيهه جهزت الفطور ولا لسه، على ما أصلي ركعتين وأدعي ل مسك ربنا ياخد بيدها وتشيل الوهم اللى إسمه جاويد من رأسها، وأشقر على أبوي.

سارت صفيه تعرج قائله: حاضر هنزل أشوف نبيهه وكمان هشقر على مسك أشوفها صحيت الدكتور خلاص منع عنيها المخدر اللى كان بينيمها كيف ما طلبت منيه، مفكر إنها لما تفضل نايمه لحد چواز جاويد بعدها هتنسي وجع قلبها اللى إتسببت فيه بت أختك اللئيمه.

تنهد محمود بسأم قائلا: أنا عارف إن نومها مش هينسيها وجع قلبها، بس عالاقل هيدي عقلها فرصه تستوعب وتصحي من الوهم اللى كانت عايشه فيه لما تفوق وتعرف إن خلاص جاويد بجي في واحده تانيه مراته وإن خلاث فرصتها اللى كانت موهومه بيها إنتهت، وقتها أكيد هتعرف إن خلاص مجدمهاش غير إنها تنسي جاويد نهائيا، وكفايه حديت.

زفرت صفيه نفسها بحقد وهي تنظر الى صفع محمود باب الحمام بوجهها قائله بتهكم ووعيد: كأن النسيان بزرار إياك، لو كان بزرار كان زمانك إنت أول واحد نسي، بس بت مش هتورث حظي.

بعد لحظات فتحت صفيه باب غرفة مسك ونظرت نحو الفراش رأت مسك مسطحه فوق الفراش تفتح عينيها تنظر لسقف الغرفه مثل التائهه، غص قلبها ودخلت الى الغرفه وإقتربت من الفراش بخطوات متعرجه كذالك مازال الآلم مستمر، جلست على الفراش جوار مسك ووضعت يدها فوق يدها تشعر ببؤس.
تركت مسك النظر الى سقف الغرفه ونظرت الى صفيه ودموع تفر من عينيها قائله بخفوت: جاويد.

شعرت صفيه بآسى قائله: نزوه وهيفوق منيها وبكره تجولي أمي جالتلى، بس لازمن ترچعي مسك الجميله اللى مش حتة بت تنتصر عليها وتخليها ترقد في السرير، يلا جومي إتحممي إكده، ووحيات رقدتك دي جدامي، لا بكره جاويد هيرجعلك ندمان.
نظرت مسك لها تومئ رأسها، تسأل بعينيها: هل مازال هناك أمل.

وثبت صفيه واقفه جوار الفراش وسارت خطوتين تمد يدها ل مسك قائله: يلا جومي همي إمعاي أنا لازم أحممك بيدي كيف زمان، عاوزاك تظهري إكده إنك مش فارق إمعاك، بالصبر كل شي هيتحقق.
بمنزل صلاح.

إستيقظ هاشم من النوم على صوت رنين هاتقه، نحى الغطاء ومد يده آتى بالهاتف ونظر ل شاشته، وتنهد لائما نفسه: إزاي نسيت دولت، أمبارح طول اليوم مرديتش على مكالماتها لا هي ولا شاديه أختي، أكيد زمانها مضايقه، زفر نفسه وفتح الهاتف يرد على لهفة دولت المصطنعه: هاشم إنت بخير، إمبارح طول اليوم مردتش على مكالماتي، أنا كنت لسه هحجز تذكرة طيران وأجيلك الاقصر.

رد هاشم بهدوء: لاء مالوش لازمه أنا بخير الحمدلله وكمان راجع القاهره في طيارة المسا.
تسرعت دولت سأله: وسلوان بخير، أكيد طبعا هي السبب إنك مرديتش على إتصالاتي عليك إمبارح، طبعا بتحايل فيها عشان ترضى توافق على خطوبتها هي وإيهاب أخويا، بلاش تضغط عليها...
زفر هاشم نفسه وقاطع حديث دولت: لاء مش بحايل سلوان، لآن سلوان خلاص إتجوزت.
ظنت أنها سمعت خطأ وعاودت الأستفسار: بتقول أيه؟

رد هاشم ببساطه: بقولك سلوان خلاص إتجوزت هنا في الاقصر، يعني موضوع إيهاب ده خلاص إتقفل.
إستغربت دولت بتسأول: قصدك أيه بأن سلوان إتجوزت، يعني هي إتجوزت في الأقصر من وراك؟!
رد هاشم: طبعا لاء سلوان برضايا.

إستغربت دولت قائله: أنا مش فاهمه حاجه، وإزاي سلوان تتجوز من غير حضوري أنا وعمتها شاديه، طب هقول أنا برضوا مرات باباها رغم إنت عارف إن كنت بتعامل معاها بطريقه كويسه، بس شاديه تبقى عمتها وعاشت معاها فتره، وتعتبر في مكانة مامتها!؟
زفر هاشم نفسه قائلا: أما ارجع المسا هبقى أوضح أيه اللى حصل بالظبط، ودلوقتي لازم أقفل الموبايل في حد بيخبط على باب الأوضه، بالسلامه أشوفك المسا.

أغلق هاشم الموبايل وتنهد قائلا: دلوقتي دولت تقول ل شاديه وهتسمعني موشح إزاي أعمل كده وأجوز سلوان بدون حضورها، أنا نفسي مش عارف أيه اللى حصل فجأه كده، زي ما حصل معايا أنا ومسك زمان، حصل مع سلوان، بس مسك إتجوزتني برضاها، سلوان هتحس إنها إتخدعت، ومتأكد من رد فعلها مش هتتقبل اللى حصل بسهوله.
بجناح جاويد.

فتحت سلوان عينيها تتنهد تشعر براحه، تمطئت بيديها وهي تظن أن ما أكتشفته بالامس من خداع جلال لم يكن سوا حلم، لكن صدمت يدها بشئ جوارها، أدارت وجهها ونظرت على ضوء ضعيف متسرب من خلف ستائر الغرفه، وعادت للواقع أن ما أكتشفته لم يكن حلم بل كانت حقيقة ذالك المخادع النائم، للحظه فكرت في صفعه إيقاظه بزوبعه لكن تراجعت للحظه تنظر لملامحه وهو نائم تبسمت بتلقائيه لا تعرف سبب لتلك البسمه ولا لذالك الهدوء الذي شعرت به، لكن سرعان ما ذمت نفسها هامسه: هترقي يا سلوان وتنسي خداعه ليك، حتى لما إستنجدتي بيه خذلك ومقالش ليك إنه هو جاويد الاشرف يمكن وقتها كنت إقدرت أتقبله ببساطه، فوقى يا سلوان ده حتى قدر يخدع بابا ومعرفشي إزاي قدر يقنعه ويوافق على جوازه مني، بابا اللى عمره ما غصبني على حاجه، وطول الوقت كان بيحذرني إنى أفكر أسافر لل الأقصر، إزاي قدر يخدعه بسهوله، رغم إن بابا كان متعصب مني، بس فجأه كده وبسهوله يوافق وعلى واحد من عيلة الأشرف اللى بسبب شخص حقير منهم ماما عاشت تحس بوحده بسبب غضب باباها عليها، حاسه إن في سر، او حاجه تانيه إن جلال ده مخادع ماهر.

تنهدت سلوان هامسه: لو فضلت أفكر عقلي هيشيت مني أكتر ما أهو.
نحت غطاء الفراش عنها ونهضت من فوق الفراش.

توجهت نحو تلك الستائر وقامت بفتحه، ليشع نور الشمس بالغرفه، إستدارت تنظر خلفها نحو الفراش النائم عليه جاويد كادت تتغاضي عن النظر إليه وهو نائم ببطنه على الفراش، الغطاء يستر فقط نصف جسده السفلى، وظهره بالكامل عاري، لكن لفت نظرها ذالك الوشم المنقوش على أحد كتفيه، إقتربت بفضول منها ونظرت لذالك الوشم، رغم أنها رأت وشوم غريبه قبل ذالك ببعض صور المجلات كذالك مواقع النت، لكن أثار هذا الوشم فضولها، كان وشم.

ل ثعبان كوبرا برأسين يمتزج ببعض النقوش الفرعونيه، أو ربما أحرف الكتابه الفرعونيه، لا تعلم لكن به تشابه كبير برموز فرعونيه، أثارها الفضول دون أن تدري مدت يدها وكادت تضعها فوق ذالك الوشم لكن.

شهقت بخضه قويه حين فوجئت بجاويد إستدار وأمسك يدها ليس هذا فقط بل جذب جسدها فوق جسده مبتسما على إحمرار وجهها الملحوظ كذالك شفاها التي ترتجف من الخضه أثارته وبدل وضعهم سريعا على الفراش ليصبح يعتلي نصف جسدها العلوي، وبلا إنتظار إنتهز غفوة عقل سلوان بسبب الخضه وأحنى رأسه وإقترب بشفاه من شفاها يشعر بأنفاسها المتسارعه كذالك خفقات قلبها العاليه وخفقاته ليست أقل تسارع منها، وهو يقبلها بإشتهاء للمزيد من القبلات مثل الظمأن الذي لا يشعر بإرتواء، بل يحتاج الى المزيد ويزداد شوقا، صارع تلك الرغبه حتى شعر بتهدج نفسيهما الإثنين.

ترك شفاها ونظر لملامح وجهها الصبوح باسما لها وهي تغمض عينيها يود أن تفتحهما ويري بريقها الذي سحره، رغم أن شفاها كانت أول أمنيه له حين رأها، لكن لا ينكر بريق عينيها له رونق خاص أيضا، تنهد بعشق وهو يرى إحمرار وجنتيها وشفاها بسبب قبلاته الظمأنه، هي حقا تستحق مدح الحج مؤنس وإطراؤه بأنها جد الجميل ذالك الوصف الذي وصفها به بعد أن رأها أول مره، حين سأل جاويد عن مكانها بعد أن غادرت من المقابر.

مازالت سلوان تغمض عبنيها تحت تآثير غفلة قبلات جاويد التي أربكت عقلها وجعلته يتنحي عن التفكير، وتذكر حقيقة جاويد الخادعه، لكن فتحت عينها وهي تشعر بأنفاس جاويد على وجنتها كذالك همسه جوار أذنها: صباح الخير يا خد الجميل.

فتحت سلوان عينيها ونظرت الى وجه جاويد الذي يبتسم، مستمتع بسكونها لديه يقين أن هذا السكون يسبق العاصفه، لكن لا مانع من الإستمتاع بذالك السكون حتى لو كان للحظات قبل أن تعود سلوان وتثور كان يضم شفاها بين شفاه بقبلات شغوفه، لكن سلوان بدأت تذهب عنها الغفله اللذيذه التي كانت بها وتتذكر فقط كيف أورغمت على الزواج من مخادع، بدأت تدفعه بيديها حتى ينهض عنها ويترك شفاها، بالفعل ترك شفاها ونهض وإبتعد عنها وألقى بجسده فوق الفراش للحظات مرغما ليس بسبب دفعها له لكن بسبب ذالك الطرق المستمر على باب الغرفه، نهض واقفا يقول: .

أنا هروح الحمام وإنت أفتحي الباب للى بيخبط، بس متنسيش تقفلى زراير البيجامه وكمان ألبسي طرحه على راسك.

رغم أن سلوان مازالت نائمه بظهرها على الفراش لكن أنفاسها العاليه دليل على عصبيتها، لكن نهضت تغلق أزرار منامتها توبخ نفسها وإستسلامها المخزي ل قبلات جاويد، كذالك وضعت يدها على شفاها تشعر بإشمئزاز من نفسها ومن ذالك الضعف الذي يسيطر عليها، لكن طرق باب الغرفه جعلها تنفض عن رأسها متوعده أن هذا لن يحدث مره أخري، عدلت من منامتها كذالك وضعت وشاح فوق رأسها وتوجهت نحو باب الغرفه وفتحت الباب، وإنصرعت بسبب زراغيط تلك الخادمه التي تحمل صنيه فوق رأسها قائله: صباحيه مباركه يا عروسة الدار، ده الفطور الحجه يسريه جالتلى أجيبه لكم، وكمان آخد صنية العشا.

أومأت سلوان راسها لها بخجل، تبسمت عليه تلك الخادمه وهي تضع صنية الفطور وأخذت الصنيه الأخري ثم وقفت للحظات قائله بمدح: والله ذوق جاويد بيه زين جوي، عروسه ملكة جمال رباني، مش زى الآبله مسك اللى مفكره نفسيها نفرتيتي، والذواق مبتنقلش من على وشها.

كادت سلوان أن تسأل الخادمه عن سر مسك مع جاويد، لكن سمعن صوت فتح باب الحمام إبتسمت الخادمه قائله: الحجه يسريه جالتلى بلاش أغيب عيندكم إنتم عرسان چداد ولازمن تتهنوا مع بعضيكم، أنا أسمي
توحيده أى حاجه تعوزيها بس نادمي على هكون جدامه في التو.
شعرت سلوان بالخجل وأمات لها ببسمه، وهي تغادر من الغرفه وتغلق الباب خلفها، بنفس لحظة خروج جاويد من باب الحمام يلف خصره بمنشفه قائلا: طلعي لى غيار من الدولاب.

نظرت سلوان حولها بإستغراب، بينما تبسم جاويد قائلا: بتتلفتي حوالين نفسك كده ليه.
ردت سلوان بتلقائيه: بشوفك بتكلم مين.
ضحك جاويد وهو يقترب من سلوان قائلا: هو في حد دلوك في المجعد غيري أنا وإنت.
إستعجبت سلوان من لهجة حديث جاويد الصيعديه، قائله بتكرار: دلوك!
مجعد!
غريبه بتعرف حتى تخدع باللهجات قبل كده مفتكرش مره سمعتك بتتكلم صعيدي، عالعموم، فعلا مفيش في المجعد غيري انا وأنت.

إبتسم جاويد قائلا: يبجي حديتي كان موجه ليك، يعني طلعي لى غيار من الدولاب عشان ألبسه، ولا عاچبك إنى أفضل إكده عريان بالفوطه جدامك.
شعرت سلوان بالخجل وأخفضت وجهها لكن قالت بتهكم وسخريه: وإنت مطلعش لنفسك غيار ليه من الدولاب، ولا رجليك هتوجعك من خطوتين لحد الدولاب.

تنهد جاويد مبتسم وجذب يد سلوان وتوجه نحو الدولاب وهي خلفه قائلا: النهارده صباحيتنا وأنا حابب ألبس على ذوقك، غير كمان بعد إكده إنت اللى هتبجي مسؤله عن لبسي.
تهكمت سلوان وهي تنفض يده عنه يدها التي تركها جاويد مبتسم يقول: إنت مراتي والمفروض راحتي عيندك في المرتبه الاولى، عشان تكسبي رضايا.

تهكمت سلوان قائله بإستهجان: راحتك، ورضاك، دول آخر حاجة يهموني لآن الجوازه دي مستحيل تستمر، والدولاب قدامك أهو طلع لنفسك غيار، أو نادي على أى خدامه تتطلع لك غيار.
كادت سلوان أن تبتعد عن جاويد لكن جاويد جذبها من يدها بقوه وحاصر جسدها بين الدولاب خلفها وهو أمامها ويديه تحاوطان جسدها، إنخضت سلوان من ذالك وإرتبكت قائله: إبعد عني يا جلال.
رد جاويد بغيظ: جاويد.

جولت إسمي جاويد، جلال ده إنسيه، ودلوك هتعملي كيف ما جولت لك، طلعي لي غيار، وإلا هيبقى ليا رد فعل تاني يا سلوان.
شعرت سلوان بهزه قويه في جسدها ليس فقط من محاصرة جاويد لها بين يديه، لكن أيضا من نبرة صوته المتحديه، لكن إمتثلت بالقوه أمامه قائله بإستفسار: وأيه رد فعلك بقى، هتضربني مثلا.

تهكم جاويد ضاحكا يقول: انا إتربيت إن الراجل اللى بجد ميمدش يده بالضرب على حرمه، لكن يعرف كيف يخليها تنفذ اللى يجول عليه برضاها، زى دلوك إكده يا سلوان برضاك هتطلعى لى غيار.

كادت سلوان أن تعترض لكن جاويد وضع يده على جانب عنقها وبدأ يسير بآنامل يده برتابه عليه وإقترب بوجهه أيضا يلفح عنقها بأنفاسه، ويده الأخري وضعها حول خصرها وقربها منه ثم ترك خصرها وقام بنزع المنشفه من حول خصره ورفعها بوجه سلوان التي كادت تذوب بين لمسات يده وأنفاسه الحاره، لكن نظرة الخباثه من جاويد بعد أن رأت المنشفه بيده أربكتها وإستدارت سريعا وفتحت باب الدولاب بتوتر جذبت بعض الثياب، بلا وعي منها ومدت يدها بها له.

ضحك جاويد قائلا: الهدوم دي مش بتاعتي، دى مش ضلفة هدومي.
دفعت سلوان جاويد بيدها، وفكت من حصاره وسرعان ما إبتعدت عنه قائله بإرتباك: عندك الدولاب كله شوف أى ضلفه تخصك وطلع لنفسك غيار.
فرت سلوان نحو الحمام تاركه جاويد يضحك على خجل سلوان وهروبها من أمامه، ضحك أكثر وهو يتوجه نحو دولاب الملابس وأخرج لنفسه بعض الثياب.

بينما صفعت سلوان باب الحمام خلفها ووقفت تتتنهد بسرعه وقفت خلف الباب تحاول تهدئة أنفاسها السريعه قائله: المخادع، يارب أنا مش عارفه هخرج من الورطه دى إزاي.

اثناء وقوف سلوان لاحظت ذيل ثوب زفافها التي تركته بالأمس في الحمام، إقتربت منه بإستغراب وأمسكته ونظرت اليه وتسأل ماذا حدث لذيل الفستان الذي شبه مهترئ من يراه يظن أن أطرافه حرقت، كيف حدث هذا بالأمس حين إرتدته كان سليم كذالك حين خلعته أيضا، تحير عقلها أيكون جاويد هو من فعل ذالك باطراف الفستان، لكن لماذا يفعل ذالك ماذا سيكتسب، لم تهتم كثيرا بالأمر وتركت الفستان مكانه ثم نظرت الى المنامه التي ترتديها وأزراها المفتوحه زفرا نفسها بغيظ قائله: قال عاوزني أطلع له غيار، مش بعيد بعد شويه يقولى إغسلى لي رجلي بميه سخنه، إن شاء الله لو قالها هغسلهاله بمية نار أحرقها زي ديل الفستان كده.

بالبازار الخاص ب زاهر ألقى هاتفه بقوه على المكتب أمامه بعصبيه قائلا: برضوا مش بترد على موبايلها حتى والداها هو كمان مش بيرد، في أثناء عصبية زاهر سمع صوت رساله آتيه لهاتفه، جذب الهاتف وفتحه ونظر الى مرسل الرساله تنهد بغضب قائلا: كتر خيره أخيرا بعت رساله، أما أشوف بيقول أيه.
قرأ زاهر الرساله.

معليشي يا إبني بعتذر منك أنا وحسني طرق عليا آمر هام اليومين اللى فاتوا، ولازم نسافر النهارده عند ناس قرايبنا، وحسني مشغوله في تجهيز مستلزمات الزياره، فوت عليا في البيت عشان تاخد مفتاح المخزن هو بقى شبه فاضي بقية المحتويات اللى فيه مش كتير وملهاش لازمه، هبعتلك عنوان البيت في رساله تانيه.

بالفعل قبل أن ينتهي زاهر من قراءة الرساله كان يسمع صوت رساله أخري، فتحها وهو ينهض وغادر البازار متجه الى ذالك العنوان الذي بالرساله.

بعد قليل ترجل من السياره وسأل أحد الماره على إسم والد حسني، أشار له على مكان المنزل، ذهب إليه ونظر على جانبي الباب حتى رأي مكان جرس الباب قام بقرع الجرس، وانتظر لثوانى ينتظر فتح الباب لكن لا احد يفتح الباب، عاود مرارا قرع على الجرس، وكاد يغادر بغضب، لكن سمع صوت تلك الثرثاره التى.

كانت نائمه وآستيقظت بهلع بعد تكرار قرع جرس الباب، نحت عنها الدثار قائله: مين اللى حاطط يده على جرس الباب مش عاوز يشيلها دي، يارب هو أنا الراحه مش مكتوبه علي، بجالي ليلتين مش بنام بسبب جعادي في المستشفى مع أبوي حتى لما مرت أبوي جت الفجر وجالت هتفضب هي مع ابوي للمسا في المستشفى، وأروح انا أستريح، جيت يا دوب غيرت خلجاتي ما بعرف كيف سحبني النوم، ودلوك يادوب الساعه عشره الصبح، أكيد دول العيال اللى بيلعبوا في الشارع مش بعيد تكون مرت ابوي هي اللى محرضاهم يقلقوا منامي، أنا هروح أجيب ميه وأرشها عليهم يحرموا يحطوا إيدهم عالجرس، أو أحسن حل أرش عليهم ميه وافصل صوت جرس الباب نهائي، او أكهربه عشان العيل اللى يتكهرب غيره يخاف يحط يده عالجرس.

قبل أن تفتح حسني باب المنزل ذهبت نحو الثلاجه واخذت زجاجة مياه، ثم توجهت نحو الباب وفتحته بعنف وقامت بإلقاء ليس فقط المياه البارده بل بعض السباب الاذع الذي نال من ملابس ومسمع زاهر الذي تعصب قائلا: يا غبيه، أنا هشرب من دمك، إنت مش شايفه بترمي الميه وبتشتمي مين.
فتحت حسنى عينيها بإتساع وذهول قائله بغباء: مين اللى رمي الميه دي عليك، وأيه اللى چابك إهنه أصلا.

نظر لها بغضب ساحق يود أن يطبق بيديه حول عنقها قائلا بإستهجان وتريقه: أكيد مش جاي أشاهد في جمال سحنتك ولا شعرك المنكوش ده، وإنت معندكيش حيا، وطالعه تفتحي الباب بيبجامة النوم وكمان شعرك مكشوف وياريت كده بس لاء كمان بتشتمني وبترمي عليا ميه متلجه.
نظرت حسنى لزجاجة المياه قائله: الميه على فكره نضيفه، او معرفشى بصراحه بجالى يومين مش في الدار مرت أبوي معندهاش ذمه، لكن كيف بتجول معنديش حيا، أناااا.

توقفت حسني عن الخديث وهي تنظر لثيابها فعلا كما قال هي بمنامه منزليه بنصف كم وبنطال قصير يكشف جزء صغير من ساقيها، رفعت يديها حول شعرها أيضا كما قال منكوش، كادت أن تفر من أمامه لولا أن آتت بنفس اللحظه زوجة أبيها ودفعت زاهر امامها للدخول الى داخل المنزل في لحظات كانت تصرخ بقوه حتى تجمع بعض الأهالى ومنهم من دخل الى المنزل ظنا أن سوء حدث، لكن تسال احد الاهالى: خير يا ست ثريا، الحج إبراهيم جراله حاجه.

ولولت ثريا بعويل وندب قائله: دى هيجراله حاجه لو شاف اللى أنا شوفته، يا مصيبتاااي.
تسأل آخر: إهدي يا ست ثريا خير.

ندبت ثريا وهي تضرب ساقيها بعويل قائله: مقصوفة الرقبه حسني بتستغل غيابي وإنشغالى مع أبوها العيان اللى مرمي في المستشفى بجالي يومين جاعده جاره، وسايبه ليها الدار، ويادوب الدكتور جال حالة ابراهيم اتحسنت جولت أما أروح أغير هدومي وارجع له، أجي أفتح باب الدار الاقيها هي والشاب ده، أستغفر الله، لساني مش جادر ينطقها.

نظر الاهالى ل حسني بإزدراء كذالك ل زاهر الذي دافع عن نفسه قائلا: الست دى كدابه وبالتوكيد ده ملعوب بينها وبين بنت جوزها.
بينما حسني شعرت للحظات أنها مثل التائهه من هول ما قالته زوجة أبيها بالكذب، كذالك قالت بدفاع: ده كدب، أنا كنت سهرانه مع ابوي بجالى يومين وراجعه الفجر وكنت نايمه سمعت جرس الباب فكرت العيال اللى بيلعبوا في الشارع وكنت طالعه أهزأهم.

إستجبرت ثريا بوقاحه وقامت بصفع حسنى قائله: مين اللى كدابه، دى آخرتها أنى كنت هداري على الفضيحه اللى انا شوفتها بعيني، الحمد لله ان ابراهيم مشفهاش كان طب ساكت فيها.
تنرفز زاهر قائلا: الكدبه دي انتم الأتنين مشتركين فيها ومدخلتش عليا، أنا بينى وبين البت دي عقد إيجار ولازمن يتنفذ ومن بكره، لاه من دلوك هروح أكسر باب المخزن وأرمي كل المحتويات اللى فيه في الشارع وماليش صالح بالتمثليه الماسخه دى.

قال زاهر هذا ومر من بين الاهالى اللذين منهم من كاد يتهجم عليه بالضرب لكن هو تصدي لهم وغلبهم بقوته وتركهم بلا إهتمام لكن بداخله يشتعل غضب، بينما ثريا كادت تتهجم على حسني تكمل سبك مخططها الدنئ، الذي رغم مغادرة زاهر لكن بداخلها نشوة ظفر، فهذا كان الجزء الاول من المخطط والأهم، وتبقى الجزء الثاني التي لن تنتظر عليه طويلا
مساء
بمنزل صلاح
بغرفة الصالون المرفقه ب جناح جاويد.

إستقبل جاويد هاشم وصلاح ببسمه وجلس معهم قليلا، كانت عين هاشم تنظر نحو الباب المغلق الفاصل بين الصالون و غرفة النوم ينتظر بلهفه ان تفتحه سلوان وتدخل حتى لو غاضبه، لكن سلوان لم تأتى لاحظ صلاح نظرات هاشم فقال: أمال فين العروسه، لا تكون مكسوفه ولا تكون مانعها تجابل أي حد.
نهض جاويد ضاحك يقول: لاء طبعا، بس يمكن متعرفش إن عمي هاشم هنا، هروح أنادي ليها ثواني وراجع.

فتح جاويد الباب الفاصل ودخل الى غرفة النوم وجد سلوان تجلس على أحد المقاعد وبيدها جهار تحكم عن بعد وتشاهد أحد القنوات، إقترب منها قائلا: إنت مش عارفه إن في ضيوف في الصالون جايين يهنونا بالجواز، والمفروض تستقبيليهم معايا.
تهكمت سلوان قائله: دول ضيوفك، وجايين يهنوك إنت، أنا مالى بيهم.
زفر جاويد نفسه بغضب قائلا: سلوان، بلاش طريقتك دي وقومى تعالى معايا باباك قاعد مستنيك في الصالون.

زفرت سلوان نفسها بسخريه وألقت جهاز التحكن ونهضت قائله: وماله، خليني ألحق أقوله بلاش يستعجل ويسافر لوحده يمكن ياخدني معاه بعد ما نطلق.
تنهد جاويد ومسك إحدي يدي سلوان وضغط عليها بقوه قائلا: قولتلك، مفيش طلاق بينا، وياريت تفردي وشك شويه بدل ما يفكر إنى معذبك معايا.
سارت سلوان خلف جاويد الى أن دخلا الى الصالون إبتسم جاويد قائلا: سلوان أهي يا عمي، بس كانت مكسوفه شويه.

نهض هاشم واقفا يبتسم يعلم أن جاويد يكذب، كيف يتوه عن حقيقة ملامح سلوان التي مازالت غاضبه بوضوح، رغم ذالك إدعي تصديق جاويد مازح: فعلا سلوان وشها أحمر يبقى مكسوفه.
ضحك صلاح قائلا: وهتنكسف من مين مني، لاء خلاص دى بقت عيندي زي حفصه بت، يعنى إنت خلاص تنساها سلوان بقت بت.

رسمت سلوان بسمه على شفاها وحاولت الا تنظر لوجه هاشم، الذي إقترب منها ووضع يده فوق كتفها بشعر بغصه من تجاهلها له، لكن شعر به صلاخ الذي نهض واقفا ينظر ل جاويد قائلا بمغزي فهمه جاويد: جاويد كنت محتاجك في آمر هام خاص بالشغل، تعالى إمعاي خمس دقايق بس.
تفهم جاويد مغزي حديث والده الذي يود ترك سلوان مع هاشم وحدهما، حتى يتحدثا ويطمئن على إبنته.

غادر جاويد مع صلاح، بينما جذب هاشم يد سلوان وجلس لجوارها متسألا: إزيك يا سلوان.
ردت سلوان بإقتضاب: كويسه بخير زي ما إنت شايف.
إبتلع هاشم طريقة رد سلوان الجافه قائلا: جاويد عامل معاك أيه.
ردت سلوان بنزك: وهيعمل معايا أيه، عادي يعني.
تسأل هاشم قائلا: يعني أيه عادي، اللى عرفته عن جاويد أنه شخص متحضر وكمان ثقه.

تهكمت سلوان قائله: ثقه، وعرفتها منين دي بقى عنه، تعرف إنى أنا بستغرب إزاي هو أقنعك توافق على جوازي منه بس بعد ما فكرت في قد ايه قبل كده كنت بتحذرني إنى أجي هنا للأقصر، دلوقتي وصلت لجواب مقنع، طبعا، حضرتك قبل كده مكنتش متجوز وجودي معاك مكنش منه ضرر دلوقتي حضرتك إتجوزت ووجودي بقى مضر عليك طبعا دولت هانم مش عارفه تاخد راحتها بوجود عازول في الشقه معاها، ف في البدايه فكرت تجوزني ايهاب أخوها عشان أخلي لكم الجو وتتهنوا مع بعض، بس ظهر جاويد الأشرف الثقه أكتر بالنسبه لك وفيه ميزه كمان، إنه هبقى هنا في الاقصر بعيده عن القاهره، فمش هسبب لحضرتك إزعاج.

غص قلب هاشم ونظر ل سلوان قائلا: غلطانه في تخميناتك يا سلوان وإفتكري كويس من البدايه مش أنا اللى بعتك لهنا إنت اللى جيتي برجليك، عالعموم أنا أطمنت عليك لآنى راجع القاهره الليله، بس قبل ما أمشي خدي الفلوس دي خليها معاك.

نظرت سلوان لذالك المبلغ الكبير الذي أخرجه هاشم من جيبه وتهكمت قائله: مبقتش خلاص محتاجه لفلوس من حضرتك، كنت قبل كده محتاجاها عشان أقدر أدفع فلوس الاوتيل وأبقى فتره أتفسح هنا دلوقتي خلاص بقيت مقيمه ولقيت بيت أعيش فيه.
وضع هاشم المبلغ بيد سلوان قائلا: بسيطه إعتبريه نقوط مني ليك.

قال هاشم هذا وقبل أن تعترض سلوان ضمها قائلا بعاطفه: سلوان متتردديش للحظه تتصلي عليا لو إحتاجتينى هتلاقيني عندك لو وصل الامر إنى أجي بطياره خاصه زي ما جيت قبل كده.
رق قلب سلوان وكبتت تلك الدمعه وضمته هي الاخري لكن لم ترد عليه، لكن قبل أن يغادر من باب الصالون قالت له بتهكم: إبقى سلملي على مدام دولت، أكيد يا حرام زمانك وحشتها زى ما هي وحشتك ومستعجل على رجوعك للقاهره.

رسم هاشم بسمه وهو يشعر بنبرة سلوان المتهكمه والمتآلمه، تآلم قلبه هو الآخر قائلا: خلي بالك من نفسك يا سلوان متفكريش إنك هنا في الاقصر بعيده عني.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة