قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سهرة منتصف الليل للكاتبة يارا رشدي الفصل الثامن والعشرون

رواية سهرة منتصف الليل للكاتبة يارا رشدي الفصل الثامن والعشرون

رواية سهرة منتصف الليل للكاتبة يارا رشدي الفصل الثامن والعشرون

ارتدت احدي الثياب التي قامت بشرائها وحرصت ان يكونوا جميعآ ذات اكمام طويله حتي تخفي الحرق الذي في ذراعيها، وقفت امام المراه وقامت بوضع بعض مستحضرات التجميل في وجهها ثم قامت بتمشيط شعرها ابتسمت وهي تنظر الي هيائتها تلك تشعر بالتغير والتجدد
خرجت من غرفتها ثم توجهت ناحيت المكان الذي يجلسوا به جميعآ هتفت الي شاهيناز:
انا خارجه تيجي معايا يا شاهي؟!
حركت الصغيره كتفيها بالموافقه قائله:
ماشي.

لتقول والدتها:
هتاخديها معاكي فين وايه منظر شعرك ده
تجاهلت فريده كلماته الاخيره وقالت ;
رايحه اشتري موبيل جديد قولت اهي تيجي معايا مش عايزه عادي براحتك خليها جمبك
جبتي الفلوس دي كلها منين قصيتي شعرك ولبس جديد وكمان موبيل
زفرت فريده بقوه ثم قالت:
كل حاجه من فلوس ابويا الدهب الي هو كان جيبهولي بعته اطمني مخدتش حاجه منك ممكن بقي تبطلي تدخلي في الي يخصني
ثم اكملت وهي تشير ناحيه شاهيناز:
هتجبيها معايا ولا لا.

هتفت تهاني بعناد:
لا بنتي متنزلش معاكي عايزه تروحي اتفضلي لوحدك ملكيش دعوه بشاهي
بــــركه
قالتها فريده ورحلت لتقول الصغيره:
انا كنت عايزه اروح معاها يا ماما
مره تانيه يا حبيبتي
واياد يتابع ما يحدث من البدايه بصمت وضع الهاتف علي اذنيه عندما جات اليه مكالمه ما ثم قال:
طيب انا هاجيلك دلوقتي.

نهض من مكانه وهو يتحدث في الهاتف ثم خرج من الفيلا باكملها ووضع الهاتف في سترته وبحث بعينيه عنها وجدها تخرج من البوابه نادها قائلا ;
استني يا فريده
التفت اليه قائله باستغراب:
نعم في حاجه؟!
وصل اليها ثم هتف:
كويس اني لحقتك عايزه نوع معين من الموبيل اروح انا اجبهولك بدل ما تروحي مشوار
انا معايا فلوس وهشتريه شكرا
ليقول اياد:
يا بنتي انا هاخد الفلوس منك واجبهولك مش هجبهولك علي حسابي فاهمه.

حركت راسها بفهم قائلا:
شكرا انا هروح اجيبه بنفسي
استدارت لترحل ليوقفها صوته:
طيب استني اوصلك
لا شكرا
ليقول هو باصرار ;
لا والله ما ينفع لازم اوصلك كفايه انك كسفتيني قبل كده ومرضتيش تقبلي موبيل الي جبتهولك هديه عيد ميلادك بلاش تكسفيني كمان في طلب توصيلك
استسلمت لطلبه واستقلت السياره معه في الخلف وبدا اياد يقودها.

وقف فارس بسيارته بعدما عاد من عمله وشاهد فريده وهي تستقل سياره اياد هبط من سيارته ثم قام باغلاق الباب بقوه وغضب مكتوم...
اما في سياره ايــــاد
هتف وهو يقود السياره:
انتي مش كنتي رافضه تمسكي موبيل غيرتي رايك ليه؟!
الفاينل بتاعي باقي عليه شهر محتاجه اوصل لجروب الدفعه عشان اعرف اشوف الي فاتني واذاكرو
انتي في كليه ايه صحيح؟!
صيدله
صمت كلاهما وظل الصمت سيد الموقف طوال الطريق..

وصل اليها صوته وهو يتحدث مع عمر بالهاتف ويتفق معه علي موعد لمقابله سويآ انتظرت حتي انتهاء المكالمه ثم راحت اليه وهتفت بعصبيه:
لو رجعت تشتغل مع عمر تاني يا سيف يبقي تعمل حسابك انك هتطلقني
تحبي ارمي عليكي اليمين دلوقتي ولا بعد ما ارجع من عند عمر؟!
قالها ببرود تام لتقول هي:
عندك استعداد تطلقني بسهوله دي يا سيف؟!
امال اخليكي تعيشي معايا غصب عنك؟

تمام طلقني دلوقتي يا سيف وروح ارجع لعمر وشغلك الزباله معاه
قالتها بعصبيه ليقول هو:
حاضر بس قبل الطلاق هقولك حاجه زي ما انتي شايفاني مش راجل عشان كنت خايف عليكي من عمر انا كمان شايفك واحده شمال ماهو مفيش واحده محترمه هتقبل علي نفسها تبعت صورها بمنظر الي انتي بعتيه ده غير الي كان بيحصل بينا علي موبيل
وعندما راي الدموع تلمع في عينيها هتف:
انتي طالق يا ليلي
ضيقت بين حاجبيه بصدمه وعدم استيعاب ليكمل هو:.

انا هسبلك الشقه تعيشي فيها عشان عارف ظروفك وعمك اعتبري الشقه ملكك وكام يوم ورقه طلاقك هتوصلك
انهي كلماته الاخيره ثم خرج من الشقه لم يهتم حتي يثيابه ولا اي شئ يخصه ترك كل شئ وغادر
اما ليلي مازالت تقف في مكانها بصدمه ولا تصدق ما حدث..

انتهت من شراء الهاتف وفي طريق عودتهم هتفت هي:
انت وفارس طايقني ازاي؟! معاملتكم دي معايا ليه مفروض اني بنت مرات ابوكم يعني تبقوا مش طايقني مش اخوك يعالجني ويسهر جمبي وانت توصلني
فارس عالجك وسهر جمبك عشان هو دكتور وده واجبه وبنسبه لاننا نكرهك بسبب انك بنت مرات بابا فانتي ملكيش ذنب للكراهيه دي بيني وبينك يا فريده ومتزعليش احنا بنكرهه والدتك لانها خدت بابا من ماما.

وازعل ليه عادي انا بردو بكرهه ابوك عادي يعني
طب ده كويس اووي في حاجات مشتركه بينا اهو
هو فارس لو اي حد غيري يعني كان هيعمل معاها الي عملوا معايا؟!
تسائلت ذلك السؤال بعد تردد كبير ليقول هو ;
اه طبـعا اكيد
شعرت بضيق بداخلها من اجابته تلك ليس تلك الاجابه التي كانت تريد سماعها...
توقفت السياره امام الفيلا هبطت هي منها بعدما شكرت اياد علي تلك التوصيله...

دلف الي داخل الفيلا لتجد والدتها وزوجها والصغيره علي مائده لتناول العشاء بحثت بعينيها عن فارس ولكنها لم تجده لوت شفيتها بضيق ثم رحلت الي اعلي وصلت الي غرفته لتجد الاضاءه مضاءه بها اقتربت منها ثم طرقت الباب بلطف اذن هو بالدخول للطارق ادرات مقبض الباب لتظهر هي امامه نهض من مكانه باستغراب وهو يقول:
فـريده؟!
اه كنت عايزه اسالك علي حاجه، هو العمليه بتاعه ايدي ينفع اعملها بعد الامتحانات؟
مش عارف.

مش انت دكتور ازاي مش عارف يعني؟!
جايه ليه يا فريده؟! واوعي تقولي عشان تسالي عن العمليه دي تلاكيك واضحه
ضمت حقيبه الهاتف التي في يديها ثم قالت:
انا اسفه علي كل حاجه حصلت مني من اول مره اتقابلنا في القاهره واسفه اني قولتلك متدخلش في حياتي عادي عايز تتدخل ادخل
رفع حاجبيه بدهشه مصطنعه وهو يقول:.

وادخل ليه؟ كل واحد في البيت ده حر ومع نفسه انتي عايزه ايه يا فريده من الاخر تصرفاتك دي وراها ايه؟ من شويه كنتي خارجه مع اياد ودلوقتي جاي تخترعي سبب عشان تكلمي معايا في ايه؟
انا مخرجتش مع اياد، انا كنت رايحه اشتري موبيل جديد وهو قال انه هيوصلني
ميخصنيش سؤالي واضح عايزه ايه؟
حركت كتفيها وهي تقول:
مش عارفه بس انت بتيجي في تفكيري دايما وببقي عايزه اتكلم معاك واشوفك.

ولا تدري كيف نطقت تلك الكلمات اختفت من امامه في نفس اللحظه التي قالت كلماتها تلك..
وفارس يقف مصدومآ ولا يستطيع فهمها اطلاقآ...
وعلي بعد كان اياد مختبئ ويستمع الي الحديث الذي دار بينهما
راح الي فارس بغضب واضح وهو يقول:
بتيجي في تفكيرها دايما؟! وده اسمه ايه ان شالله
في ايه يا اياد انت كمان؟!

ولا حاجه الحكايه انكشفت خلاص انت بتحبها وهي بتحبك وشويه وتروح تطلب ايديها وتجوزوا وامنا الي ماتت دي ملهاش اي اعتبار
بغض النظر عن كلامك الي ملهوش اي لازمه ده وبتحكي في قصص مش هتحصل بس هعرفك حاجه فريده زيها زينا امها خانت ابوها زي ما ابونا خان امنا وبعدين لما انت مش طايقها كده واخدها معاك توصلها ليه؟!
ليقول اياد:.

كنت عايز اخليها توقع فيا وتحبني بس لاسف وقعت فيك انت بس مش مهم احنا الاتنين اخوات والي انا كنت هعمله وبجهزهله من اول يوم فريده دخلت فيه بيتنا اعمله انت واتجوزها بس مش جواز بجد يعني
وعندما لمح علي وجه فارس تعبيرات عدم الفهم والاستغراب هتف اياد ;.

اكتب عليها قبل فرحكم بكام شهر واضحك عليها بكلمتين انها مراتك وكده لحد ما تسلمك نفسها وبعد حفله الفرح الكبيره اول ما يتقفل عليكم باب واحد طلعها انها مش بنت وتوريني بقي هتقدر تثبت ازاي انك انت لمستها قبل الفرح مش هتعرف متقلقش وبكده هتوقع في فضحيه كبيره وسيرتها هتبقي علي كل لسان لمده عشر سنين قدام وننبقي انتقمنا لماما
وفارس كان يقف مزهولآ تماما لم يتوقع ابدا ان اخيه التؤام يخطط لكل ذلك!

انت بتكلم بجد ولا بتهزر؟ عايز تدمر سمعه بنت عشان تنتقم! ونتتقم من ايه اصلا ان ابوك راح اتجوزها علي ماما طب ما هي امها كانت بتروح تقابل ابوك وهي علي ذمه راجل تاني احنا التلاته يا اياد في نفس المركب احنا قلبنا محروق علي ماما وهي قلبها محروق علي ابوها وفي حاجه مهمه وقعت منك وانت بتخطط الخطه العظيمه دي اختها هي اختنا يعني الفضحيه الي حضرتك عايز تعملها لفريده وسيرتها تبقي علي كل اللسان هتلزق في اختك بردو استهدي بالله يا اياد وطلع الافكار دي من دماغك مش احنا الي يطلع مننا حاجه زي كده وندمر شرف بنت.

مش قادر اشوف تهاني قدامي عايشه في مكان ماما مبسوطه ومرتاحه
مين قالك انها مبسوطه ومرتاحه كفايه معامله فريده ليها واحده بنتها بتغلط فيها وتقولها انتي رخيصه في ايه اكتر من كده؟! اوعدني يا اياد تطلع الافكار دي من دماغك
الاول اعرف انت هتعمل ايه مع فريده بعد كلام الي قالتهولك
ليجيبه فارس:
مش هعمل معاها حاجه اطمن انا مش بحبها اصلا
انت كداب بس ماشي نعتبر انك مش بتحبها بنسبه ان هي بتحبك
تنهد فارس بقوه ثم قال:.

فريده حالتها النفسيه مش مستقره فريده الي قدامك دلوقتي والي كانت قدامك من كام يوم مش هما فريده الي انا قابلتها اول مره في القاهره
يفرقوا ايه عن بتاعه القاهره يعني
الي شوفتها في القاهره كانت واحده مستقره نفسيآ لكن دول واحده نفسيتها تعبانه بتحاول تهرب من حاجه معينه،
انا مش فاهم اي حاجه منك
ليقول فارس:
مش مهم تفهم اوعدني انك هتخرج افكار الانتقام دي من دماغك
اوعـــدك يا فارس.

وعند فريده قامت بوضع لاصق علي الكاميرا الاماميه والخلفيه علي هاتفها ثم قامت بالعبث في هاتفها الجديد ومازال تفكيرها معلق بفارس حتي في احلامها المزعجه يظهر فارس لها ويخلصها من عمر...

اووووه طلقتها ليه كده ده انتو مكملتوش كام شهر علي بعض متجوزين
زفر سيف بنفاذ صبر قائلا:
عمر انا مش جايلك عشان تفضل تعيد وتزيد عندك مكان ليا في الشقه ولا انزل اشوفلي اي مخروبه اقعد فيها
لا ليك مكان يا سيف الشقه بتاعتنا سوا من زمان بس في حاجه عايز اتفق معاك عليها
حاجه ايه؟!
انا اتجوزت واحده عرفي بتجيلي كل يوم لما تيجي اقعد في الاوضه كام ساعه لحد ما تمشي بلاش تشوفك عشان الموضوع ميبوظش يعني.

اتجوزت عرفي مره واحده جديده عليك دي من امته وانت ماشي في جواز عرفي؟!
كنت عايز اشغل نفسي بـ اي حاجه عشان انسي فريده، البت قفلت كل الطرق الي اقدر اوصلها بيها هموت يا سيف واوصلها
كفايه الي عملتوا فيها عايز تعملها ايه تاني؟
حاجات كتير بس اوصلها الاول واتفرج علي الي هعمله فيها.

منذ ان تركها وغادر وهي لم تتوقف عن البكاء كيف استطاع الاستغناء والابتعاد عنها بهذه السهوله...
تمسكت بهاتفها ثم قامت بالاتصال به لم يجيب في المره الاولي وفي المره الثانيه اجابها قائلا باقتصاب:
نعم
متسبنيش يا سيف انا مليش غيرك في الدنيا دي
اجابها بجمود وبرود:
ميخصنيش سلام
وانهي مكالمه معها في نفس اللحظه ليقول عمر:
طبعا متصله تلعب عليك شويه قولتلك قبل كده ليلي دي مش سهله واحده ــ
قاطعه سيف وهو يقول:.

عمر من فضلك متنساش انها كانت مراتي
انا هثبتلك يا سيف انها واحده شمال ومتساهلش الي انت عامله في نفسك عشانها ده يا جدع ده انت ماسك نفسك بالعافيه عشان متعيطش ده ايه رجاله الخرعه دي
يووووووووه يا عمر.

قالها سيف بنفاذ صبر ثم نهض من مكانه وتارك عمر دلف الي دوره المياه واغلق الباب خلفه ثم جلس علي طرف مغطس ثم اخرج هاتفه وقام بفتح صورتها ونظر اليها ثم اغمض عينيه واصبح يبكي مثل الطفل الصغير، تمني لو كان بامكانه ان يقضي حياته معاها ولكن ليلي قطعت كل شئ بينهما بكلماتها التي اخبرت رفيقتها بها...

وفي يوم ما
اصبحت تتعمد الجلوس في اي مكان يجلس به فارس وتننظر ان يوجه اليه اي كلمات ولكنه لم يفعل بل يتجاهلها باستمرار
هتفت بصوت مرتفع وملحوظ الي الصغيره:
شاهينار هاتيلي المرهم بتاعي من الاوضه الجرح واجعني اووي
قالت كلمتها الاخيره وهي تنظر الي فارس ولكنها وجدته لم ينظر اليها من الاساس وكانه لم يسمع شئ نفخت بقوه وهي تهز جسدها بعصبيه
همس اياد الي اخيه:
لا البت واقعه فيك علي الاخر يعني.

اجابه فارس بالهمس ذاته دون ان يرفع عينيه عن الهاتف:
ولا كانك شايف حاجه
احضرت الصغيره العقار الي فريده تناولته فريده منها ثم نظرت الي فارس مره اخري وفي نفس اللحظه قامت برمي انبوبه مرهم عليه لتصيب راسه رفع عينيه فارس وهو يضيق بين حاجبيه بضيق لتقول هي:
ليه كده يا شاهي ترميها علي فارس مش عيب تعملي حركات دي
حركت الصغيره راسها بنفي قائله:
مش انـ
قاطعتها فريده وهي تضع يديها علي فمها:.

معلش يا فارس انا اسفه نيابه عنها بت صغيره مش فاهمه حاجه
تمام عادي
قالها فارس ثم نظر الي هاتفه مره اخري لعنته فريده بداخلها ثم ابعدت يديها عن الصغيره قائله بهمس:
ولا نص كلمه عشان اجبلك حاجه حلوه شاطره
هتجبيلي ايه؟!
لتقول فريده:
حاجه حلووه اوووي يلا روحي العبي دلوقتي
حاضر بس متنسيش تجبيلي حاجه حلوه
قالتها الصغيره ورحلت اما فريده وجهت عينيها علي فارس الذي غير مهتم اطلاقآ..

نهض فارس من مكانه وتوجه الي الطابق الاعلي وفريده تتابعه بغيظ واضح هتف اياد وهو يكتم ضحكته:
ثواني يا فارس عايزاك في حاجه
لحقه اياد اما فريده ضربت قدميها في الارضيه بغيظ...

حرام عليك عبرها شويه
نظر فارس الي اخيه وهو يقول:
اعملها ايه يعني شويه وهتبطل جنان ده
- هي بتحبك وانت بتحبها خلاص موضوع خرج عن اراداتكم
هتف فارس بجديه:
احبها ايه انت كمان هنرجع لكلام ده تاني يا اياد؟
ليقول اخيه باصرار:
والله بتحبها مهمها حاولت تنكر عينك فضحاك اووي
ثم تابع بتنهيده:.

هي شكلها كويسه مش زي امها يعني وبتحبك ومحتاجه لوجودك جمبها ومتقوليش كلامك خم دي مش القاهره ودي خ نفسيتها تعبانه وبتاع لانه مش صح علي اقل اديها فرصه بلاش تسيبها متعلقه كده
اياد بيقول الحكم دي قولها؟! من امته ده انت من يومين كنت عايز تلبسها فضيحه
حسبتها مع نفسي يا فارس ولقيت اننا فعلا احنا تلاته في نفس المركب.

نهضت من مكانها ثم احضرت ورقه وقلم ثم كتبت شئ ما بورقه ثم قامت بـ طي الورقه ونادت شاهيناز قائله:
روحي ودي الورقه دي لفارس بس اوعي انتي تفتحيها او تخلي حد يشوفها اتفقنا يا شاهي؟ عشان اجبلك الحاجه الحلوه الي وعدتك بيها
اومات الصغيره راسها بالايجاب ثم ركضت الي فارس وقالت:
فريده باعتالك الورقه دي
تناولها فارس منها باستغراب وقام بفتحها ليجد مكتوب بها:
انا بحبك...
وقف بجانبه اياد وهو يقول:.

مكتوب ايه في جواب؟
قرا اياد المكتوب والورقه في بين يد فارس ثم قال وهو يضحك:
اهي جبتهالك وش وريحت نفسها
وفارس صامت ويقرا المكتوب بالورقه اكثر من مره وعقله يفكر..

يسرا معلش مش هينفع نتقابل النهارده خلينا مع بعض فيديو كام يوم كده
هتفت يسرا بضيق:
انا بقالي اكتر من اسبوع مشوفتكش
ليقول هو:
معلش يا روحي غصب عني انتي وحشاني اووي يـ
توقف عن نطق عبارته عندما ظهر امامه علي الحاسوب رساله ما كان ينتظرها منذ ايام لاحت علي شفتيه ابتسامه لتقول يسرا:
عمر انت معايا
انتبه الي صوتها وهو يقول:
اه اه معلش يا قلبي سلام دلوقتي شويه وهكلمك.

لم ينتظر منها رد وقام بانهاء المكالمه ثم قرا الرساله الموجوده امامه
مين؟!
قام بالرد عليها وهو يقول:
بقالي سنين بحاول اوصلك وانتي بعيده اوووي
وعندما وصل اليها تلك الرساله هتفت:
توصلي ليه انت مين اصلا؟!

انا ماجد يا ليلي معاكي في الكليه بس اكبر منك بسنه واتخرجت سنه الي فاتت عايز اقولك اني بحبك من اول مره شوفتك فيها لما كنتي في سنه اولي من وقتها وانا قلبي متعلق بيكي ونفسي تحسي بيا بس مبقتش قادر اتحمل اكتر من كده وقولت لازم اعترفلك بمشاعري ناحيتك
ارسل عبارته تلك ثم قام بارسال الرساله واغلق الحاسوب وهو يضحك..
علي الجانب الاخر.

قرات رسالته تلك اكثر من مره باستغراب واضح ثم اتجهت ناحيه الصفحه الخاصه به وقامت بمشاهده صور الخاصه به ملامحه جديده عليها لاول مره تراها حاولت تتذكر اذا كانت راته من قبل في الجامعه؟!
انا مشوفتكش قبل كده في كليه ابدا؟!
ارسلت اليه تلك العباره ثم قامت بتصفح الصفحه الخاصه به...

التفكير بفريده سوف يفقده عقله تذكر كل شئ حدث بينهما منذ اول مره راها بها الي الوقت الحالي لاحت علي شفتيه ابتسامه وهو يتذكر ما كانت تفعله حتي تلفت انتباهه تنهد بتفكير ثم هتف قبل ان يغمض عينيه:
وانا كمان بحبك يا فريده..

وفي منتصف الليل
تتحرك في الغرفه بضيق واضح لم ينجح ذلك الجواب الذي ارسلته له مازال يتجاهلها وكانها غير موجوده
هتفت بتوعد:
لا ما هو انا مش هفضل احرق في دمي كده كتير
قالت جملتها تلك ثم توجهت الي الخارج وقدميها توقفت عند غرفه فارس دلفت الي الغرفه ثم اضاءت الضوء لتجده يغفو في النوم
اقتربت منه وهي تقول:
اصحي عايزه اتكلم معاك قوم
استيقظ علي صوتها واعتدل في نومته قائلا باستغراب:
فريده؟! في حاجه ولا ايه.

ايوه في حاجه ليه بقيت تتجاهلني ومش بتهتم بيا زي الاول كل ده عشان قولتلك متدخلش في حياتي؟! مكنش قصدي اقول كده كلام طلع غصب عني واعتذرتلك كتير واهو بعتزرلك دلوقتي انا اسفه
طيب روحي نامي دلوقتي ونتكلم في الموضوع ده بكرا سوا
حركت راسها بالنفي قائله:
مفيش بكره انا عايزه اتكلم دلوقتي
تنهد بنفاذ صبر وهو يقول:
ايه يا فريده في ايه؟
هتفضل تتجاهلني لحد امته؟!

مش بتجاهلك ولا حاجه انا مشغول شويه الايام دي مش اكتر وانتي اهو الحمدالله بقيتي كويسه
لا مش كويسه تعبانه ايدي كل شويه بتوجعني
لان حضرتك مش بتاخدي الادويه ولا بتهتمي اصلا حتي المرهم رمتيه عليا تقريبا
شاهي الي عملت كده مش انا وبعدين انت فكرني بيهم وانا هاخدهم
اوما راسه بالايجاب وهو يقول:
حاضر يا ستي هفكرك
جلست بجانبه علي الفراش قائله:
انا مش جايلي نوم تعال ندردش شويه.

ندردش ايه ساعه تلاته وش الصبح انتي عارفه لو حد صحي وشافك في اوضتي في وقت ده هيحصل ايه؟! قومي يا فريده نامي ربنا يهديكي
مش هيحصل حاجه عادي وبعدين بقولك مش جايلي نوم
نهض من الفراش وهو يجذبها من يديها برفق قائلا:
ندردش تحت في الصاله قومي يلا قعدتنا هنا غلط ومتنفعش
تحركت خلفه وهو يجذبها وصل كلاهما الي الصاله جلس وهو يقول:
دردشي اهو اتفضلي
جلست هي قائله :.

علي فكره بردو قعدتنا كده بردو غلط واحنا قاعدين لوحدينا كده
اهي ارحم من اوضه نومي ولا ايه؟!
لم تجييه ليقول هو:
هسال سؤال وتجاوبي بصراحه الشهر الي غبتيه كنتي فين؟
تحولت ملامحها الي ضيق وهي تقول:
نتكلم في اي حاجه الا موضوع ده
هتف هو بعناد:
وانا مش هتكلم الا في موضوع ده كنتي فين والحرق حصلك ازاي؟
اغمضت عينيها بنفاذ صبر وتحاول ايجاد اجابه ما ليقول فارس:
سمعتي سؤالي ولا اعيده تاني؟!
تنهدت بقوه وهي تقول:.

هحكيلك كل حاجه بس موضوع ده سر بينا متقولهوش لحد وخصوصآ تهاني
حاضر
روحت عند واحده صحبتي اقعد عندها كام يوم وبعدين رجعت اخد هدومي المره الي اتخانقت فيها معاك
ايووه ايه سبب لهفتك انك تروحي لصحبتك بشكل ده؟
انت حبستني وملقتش طريقه اهرب بيها ومعني كده اني كنت هسافر غصب عني عشان كده عورت نفسي، قولت اكيد تهاني لما تشوفني كده هتخرجني وتصدقني لما اقولها هروح لصحبتي ضروري وارجعلك تاني.

دماغك بسم الله ما شالله عليها سم كملي وبعدين روحتي لصحبتك قعدتي شهر رجعتي بقي حالتك غريبه والحرق الي في ايدك ده حصل ازاي
ضغطت علي يديها بقوه قائله:.

صحبتي اهلها اتوفوا في حادثه وهي صغيره ملهاش حد غير اخوها بيشتغل في مكان كده مش فاكراه وبينزل اجازه مرتين في الاسبوع كل مره كان بينزل فيها كان بيبصلي بطريقه مش كويسه نظرته كده تخوف انا كنت بتجنبه خالص واقعد في اوضه واقفل عليا لحد اجازته ما تخلص ويمشي وفي مره صحيت من نوم ملقتش صحبتي ولقيته قاعد في الصاله
ثم تابعت بتلعثم وجسدها ينكمش بقوه ويمر امام عينيها مشهد تلك الليله وما فعله بها عمر.

حاول يقرب مني غصب عني حاولت اهرب لقيته قافل باب الشقه معرفتش اهرب حاولت، حاولت مقدرتش كل حاجه كان قافلها روحت المطبخ ومسكت عود الكباريت ولعته وولعت في ورقه كبيره لقيتها قدامي في مطبخ مسكتها في ايدي وهددته لو قرب مني هولع فيه بس هو مهتمش وجه ناحيتي وكتف ايدي مقدرتش احركها رميت الورقه وانا ببعده عني وقعت علي دراعي هو لما شاف نار ماسكه فيا خاف وفضل يطفيها وبعدين اخته جات وخدوني علي مستشفي ولما فوقت هناك هربت واتصلت بماما تيجي تاخدني من عند كورنيش لما كنت تعبانه.

ظلت تتفس بقوه وصدرها يعلو ويهبط جلس بجانبها وهو يقول:
خدي نفسك براحه بهدوء اتنفسي براحه ايوه ايوه كده
هدات انفاسها قليلآ ليقول هو:
دماغك المتخلفه دي كانت هتوديكي في داهيه لولا ستر ربنا عنوانه ايه الواد ده؟!
لمعت عينيها برعب وهي تقول:
لا متفتحش موضوع تاني خلاص انا مش عايزه مشاكل ومش عايزه افتكر حكايه دي تاني ونبي يا فارس
ماشي يا فريده
قالها بقله حيله اما هي تنهدت بارتياح صدق تلك القصه التي قامت بتالفيها.

بس انتي غلطانه كان مفروض تروحي تبلغي عنه
ممكن نقفل سيره دي؟! انا حكتلك عشان تبطل كل شويه تسالني احكي في اي موضوع تاني
هتف هو بتفكير:
اممممم اي موضوع تاني زي ايه مثلا؟! اممم زي مثلا اني باجي في بالك وتفكيرك وايه كمان فكريني كده؟ وجوابات الي بتبعتهالي مع شاهي؟
مش فاكره كلام الي بتقوله ده
قالتها بتوتر واضح ليقول هو:
اه اكيد
اه اكيد متركزش علي كلامي كتير انا ساعات بقول كلام ملهوش لازمه
ايوه عارف عارف.

علي فكره هو كان جواب واحد مش جوابات
قالتها وهي تلتفت لناحيه الاخري
طيب يا ستي جواب واحد متعصبيش نفسك كده
ثم تابع وهو يوجه وجهها ناحيته بطرف اصابعه قائلا ;
من يوم ما شوفتك وانتي محيراني معاكي يا فريده مش عارف افهمك ولا افهم نفسي
تامل ملامحها وهو يقول:
كل الي حواليا شايفين اني بحبك
حاولت نهوض من مكانها ولكن منعها هو قائلا:
مش هتمشي من هنا غير لما اخلص كل كلامي يا فريده
لتقول هي بتوتر ;.

انا نعست ولازم انام تصبح علي خير
متهربيش مني
قالها وهو يمنعها من النهوض مره اخري
مش بهرب منك انت بتقول كل الي حواليك شايفين انك بتحبني طب وانت شايف ايه؟! مش حاسس بـ اي حاجه ناحيتي تجاوبك وتقولك اذا كنت بتحبني ولا لا
ابتسم وهو يهتف:
كل الي حاسه ناحيتك بيقولي حاجه واحده بس
اقترب منها وهتف بهمس:
اني بحبك
انهي جملته وطبع قبله علي شفتيها ثم اكمل:.

ومقدرش اعيش من غيرك مع انك لسانك طويل ودماغك طقاه وصعب حد يعيش معاكي
نهضت من جانبه واختفت من امامه في غمضه عين ركضت الي غرفتها ثم القت بجسدها علي الفراش وتشعر ان قلبها سيخرج من بين ضلوعها
ابتسمت وهي تتذكر همسه له وهو يخبرها بحبه لها..
اغمضت عينيها وهي تضع اناملها علي شفيتها بخجل ولكن لا تدري لما ظهرت امامها صوره عمر عندما قام بتقبيلها رغمآ عنها من قبل.

اغمضت عينيها وهي تحرك راسها بقوه حتي تتطرد صورته تلك هاتفه:
يااخي انت ايه ما تسيبني في حالي بقي بتطلعي في كل لحظه مبسوطه فيها زي عفريت العلبه كده ليه؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة