رواية زين للكاتبة سحر فرج الفصل السادس عشر
ومن شده السرعه والارهاق العربيه طلعت على الرصيف وعدت للطريق المعاكس وفى ثانيه كان فى اتوبيس سريع ماشى بسرعه جنونيه خبط فى عربيه الاسطى حسن لدرجه ان العربيه اتقلبت بالاسطى حسن اكتر من مرة .
ناس كتير نزلت من عربياتها بسرعه وجريت و اتلمت حوالين عربيه الاسطى حسن والاتوبيس كمان اللى واجهته اتدمرت بس السواق كان سليم ونزل من الاتوبيس وقف فى الشارع .
ناس كتير حاولوا انهم ينقذوا الاسطى حسن ويطلعوه من العربيه المقلوبه بس للاسف مقدروش وكان غرقان فى دمه وجروح كبيرة وكتيرة فى اماكن مختلفه وراسه بالذات وشكله فاقد الوعى .
زين وعمر وكان معاهم حسام دخلوا لى ليل اوضتها وسلموا عليها وليل كانت محرجه زى عاويدها من زين بالذات متعرفش ايه السبب .. فاعمر كان واخد باله منها فابصلها وقال .. يااااه انا مش مصدق والله يا ليل انك هاتيجى وتعيشى معانا .. يا لهوووى ده احنا هانعمل عمايل .. وهناكل اكل على حسك فى البيت ده اااااااااد كده .
حسام بضحك بصله وقال .. والله يا عمر انا نفسى اعرف انت عايش فى الدنيا دى لازمتك ايه بالضبط .. شغل وبتشتغل بالعافيه .. سهر ومقضيها مع صحابك دايما .. اكل ومخلص خزين البيت دايما اول باول .. يا عم انت انا احترت معاك .. انت ايه فايدتك فى الدنيا دى قولى ورسينى معاك..
زين بيحاول يكون لطيف علشان خاطر الخوف والخجل اللى كان شايفه فى عيون ليل ومركز معاها ومع كل نظره ليها من غير ما يلفت نظر اللى حواليه .. فارد وقال .. وانا كمان والله يا حسام انا مش عارف الواد ده لزمته ايه فى الدنيا .
عمر قعد وحط رجل على رجل وسند ضهره على الكرسى وبكل ثقه بصلهم وقال .. انا هاقولك انت وهو لزمتى ايه .. انا اللى بضحكم يا استاذ منك ليه ولا هاتنكروا ده كمان .. هو بالساهل ان الواحد يضحك من قلبه فى الزمن اللى احنا فيه ده ؟
ما تردوا ؟!
ليل بتضك على كلام عمر وطريقته وزين واخد باله فابصلها وقال .. بدام ليل بتضحك يبقى هى اللى هاترد عليك يا استاذ عمر .
مش كده يا ليل
ليل بصت لزين وعيونهم اتلاقت فى نظره غريبه محدش قدر فيهم يعرف تفسيرها ايه وبطلت ضحك وبصت لعمر وقالت، الصراحه انا عمرى ما عرفت معنى الضحكه اللى من القلب دى غير من عمر من ساعه لما شوفته وبشكره وبحيه جدا على كده .
حسام رد وقال .. من ناحيه كده فافعلا عمر بيضحكنا كلنا من قلوبنا .. شكرا ليك يا عمر باشا .
عمر بكل فخر وثقه رد وقال .. عد الجمايل منك له لها بقى من هنا ورايح .
زين بص فى ساعته وبص لى ليل وقال .. مش يالا بينا بقى زمان الجماعه مستنينا .
عمر قام وقف وقال .. فعلا يالا بينا لانى ميت من الجوع وقرب من السرير اللى كان عليه شنطه تخص ليل ومسكها وقال .. يالا بينا يا ليل .
ليل قلبها كان بيدق بسرعه اول ما زين طلب انهم يمشوا وكانت متوترة ومحرجه فى نفس الوقت فقربت من حسام ومدت ايديها وسلمت عليه وقالت .. انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاى يا دكتور حسام ومهما اقول مش هاقدر اوافيك حقك انت فعلا انسان محترم ونبيل وبتساعد كل الناس ربنا يخليك يارب ويديك على اد نيتك الطيبه دى.
حسام ابتسم وقال .. يا ليل ملوش لازمه الكلام ده خالص ده شغلى واى حد محتاج اى شىء لازم اساعده واقف معاه علشان ربنا يوفقنى فى حياتى .. وبعدين عاوزك تطمنى وتعرفى انى جنبك دايما ومتقلقيش من اى شىء .
زين مد ايده وسلم على حسام وشكره وبعدها خدوا بعضهم كلهم ونزلوا على تحت .
وخرجوا من المستشفى وركبوا العربيه عمر جنب زين وليل قاعده ورا فى الكنبه وجنبها الشنطه بتاعتها.
وطول الطريق عمر كان مش مبطل هزار وضحك لكن ليل كانت بتتأمل الشوراع والمحلات الكبيرة اللى كانت شيفاها واول مرة تشوفها لحد ما وصلوا اودام بوابه كبيرة ووقفوا بالعربيه بعد ما زين ضرب كلاكس وفى ثوانى كان البواب فاتح الباب ودخل زين بالعربيه وراح ركن على جنب ونزل وعمر كمان نزل وفتح باب العربيه لى ليل اللى نزلت وهى متوترة وقلقانه ودقات قلبها سريعه وعيونها جت على الفيلا الضخمه الجميله وعمر مد ايده وشال شنتطها وقال اتفضلى يا ليل هانم .
هيصه وناس كتير وعربيه شرطه وعربيه اسعاف جت بعد عشر دقايق وخدوا الاسطى حسن وراحوا بيه على المستشفى على طول لان حالته كانت خطيرة .
واول لما وصلوا المستشفى دخلوا على الاستقبال على طول والمسعفين بلغوا انها حادثه على الطريق وانهم حاولوا يوقفوا النزيف بس للاسف كان شديد فاجه اكتر من دكتور بسرعه وبعد ما كشفوا عليه عملوا تحاليل و اشاعه بعدها دخلوه على العمليات على طول لا حالته حرجه .
وفى بيت الاسطى حسن كانت مراته قاعده بتصلى العشاء وقلبها مقبوض وقلقانه على جوزها اللى خرج من الصبح بدرى وكانت اخر مكالمه منه كانت بعد العصر .. فخلصت الصلاه ودعت ربنا انه يسترها معاه ويستر طريقه ويرجع بالسلامه ونادت على ايه بنتها .
ام ايه قامت وقفت بعد الصلاه وشالت المصليه من على الارض وقالت .. يا أيه .. ياااا ايه .
أيه جت على صوت مامتها من اوضتها وقالت .. نعم يا ست الكل اؤمرينى يا قمر .
ام أيه اتنهدت وقالت .. الامر لله يا حبيبتى .. اتصلى يا بنتى على ابوكى شوفيه فين كل ده لان قلبى متوغوش عليه من ساعه ما راح اسكندريه الصبح وطمنينى دم مكلمنيش غير مرة واحده كده على السريع وصوته كان تعبان .
أيه حاولت تطمن امها فقالت .. يا ماما ما انتى عارفه بابا بدام رايح مشوار بخصوص شغل بينسى نفسه وكل شىء وزمانه على وصول.
ام أيه ردت وقالت .. علشان خاطرى يا بنتى طمنينى واتصلى بيه .. انا حاسه انه سافر علشان حاجه تانيه خالص مش زى ما قالنا بخصوص شغل .. ابوكى نفسيته مش عجبانى من ساعه ما ليل مشيت ومش لاقيها .. ولا بياكل ولا بيشرب من كتر زعله عليها وكأنها حته منه .
أيه بزعل ردت وقالت .. حاضر يا ماما انا هاتصل عليه واطمنك يا حبببتى وللاسف فى اللحظه دى موبيل ايه رن فأيه ضحكت وبصت لامها اول لما شافت اسم بابا على شاشه الموبيل وقالت .. اهو يا ستى جبنا فى سيرة القط جه عم حسن ينط ومسكت الموبيل وردت وقالت .. ايوا يا سى بابا فينك يا حاج كل ده قلقتنا عليك .
موظف من استقبال المستشفى رد عليها وقال .. مساء الخير.
أيه بصدمه وخوف وقلق اول لما ما سمعتش صوت باباها وسمعت صوت شخص تانى ردت وقالت .. مين معايا .
الموظف رد وقال .. انا اسف يا افندم بس صاحب الموبيل ده وبص فى الورق اللى اودامه وقال اللى اسمه حسن محمود عثمان عمل حادثه ونقلوه على المستشفى .
أيه صرخت من الصدمه وردت وقالت .. انت بتقول ايه .. بابا عمل حادثه .. ارجوك طمنى هو عامل ايه .. وانتم فى مستشفى ايه .
موظف الاستقبال ايداها العنوان وحاول يطمنها ان باباها بخير وقفل معاها .
ايه دموعها مغراقاها وامها كانت واقفه هاتتجنن لما عرفت ان جوزها عمل حادثه واعصابهم باظت وعبير جت على صريخ أيه وبصت لايه وقالت .. فى أيه بابا ماله انطقى .
ايه بحزن ووجع ودموع ردت وقالت .. بابا عمل حادثه يا عبير بالعربيه ونقلوه على المستشفى .. بسرعه البسوا وتعالوا نروحله بسرعه .
أم ايه بكل حزن ودموع بصت لفوق و رددت وقالت .. استرها معاه يارب .. استرها معاه يارب .. يارب احنا مالناش غيره فى الدنيا دى .. وبسرعه جريت على اوضتها ولبسوا على طول كلهم وايه كانت اتصلت بخالها وبلغته باللى حصل علشان يكون معاهم وهو على طول جالهم بالعربيه وخدهم وطلع على عنوان المستشفى اللى ايدوه لايه .
زين دخل ووراه عمر وليل من خجلها كانت فى الاخر فاعمر بهزار بصلها وقال .. يا بنتى ادخلى خايفه كده ليه متخافيش محدش هنا هايعضك تعالى تعالى ... واول لما دخلوا شافوا سميحه وسماح قاعدين فقربوا منهم .. وزين ابتسم و قال .. مساء الخير عليكم جميعا .
سميحه انتبهت لزين وبصتله وقالت .. مساء النور يا حبيبى .. يا اهلا يا اهلا انتم جيتوا وقامت وقفت علشان تستقبل البنت اللى زين قالها عليها وقربت من زين واول ما عيونها جت على ليل اتفاجأت بيها واتصدمت وحست ان الدنيا بتلف بيها والارض مش شيلاها فسندت على اقرب حاجه ليها .
زين حس ان مامته دايخه او مش قادرة تقف فقرب بسرعه منها بسرعه ومسك ايديها وقال .. خير يا حبيبتى انتى دوختى ولا ايه .
سماح جريت على اختها هى كمان وحاولت تسندها وقعدوها على اقرب كرسى واطمنوا عليها ولسه هاترفع عيونها على ليل علشان تسلم عليها اتفاجأت هى كمان بالشبه الكبير اللى بين ليل واختهم هدى وفى اللحظة دى عرفت ايه سبب دوخه اختها سميحه .
ابتسمت وقربت من ليل ومدت ايديها وبكل حنيه قالت .. اهلا بيكى يا حبيبتى اتفضلى وغصب عنها ضمتها لحضنها وباستها .
حضن كأنه لاختها هدى اللى اتحرمت منها سنين طويله وده اللى خلى ليل تستغرب جدا لانها عمرها ما حست بالحنيه والطيبه دى كلها من ساعه موت امها .
وبعدها مسكت ايد ليل وقربت من سميحه اللى كانت قاعده مصدومه من الشبه ده وليل بكل خجل مدت ايديها لسميحه وقالت .. اهلا بحضرتك يا افندم وانا اسفه انى ازعجتكم وتعبتك معايا .
سميحه بعيون كلها دموع مدت ايديها لى ليل وقالت .. اهلا بيكى يا قلبى .. متقوليش كده البيت بيتك تعالى فى حضنى يا حبيبتى تعااااالى
عمر باستغراب بصلهم وقال .. ايه نظام العشق الممنوع ده.
زين هو كمان استغرب والدته واللى حصلها وكمان استغرب الدموع اللى فى عيونها ونظرات سماح لى ليل كمان كانت غريبه وحط علامه استفهام كبيرة مقدرش يفسرها .
سميحه عيونها منزلتش من على ليل ولا هى ولا سماح اللى خلتها تقعد جنبها وابتسمت وبصت لها وقالت .. اسمك ايه يا حبيبتى .
ليل بخجل واستغراب من اللى بيحصل ده وبالذات الدموع اللى شافتها فى عيونهم ردت وقالت اسمى ليل .
عمر جرى قعد على حرف الكرسى اللى مامته كانت قاعده عليه وقال .. وانا احب اعرفك بست الكل .. والدتى سميحه هانم السيوفى .. وشاور على سماح وقال ودى خالتو سماح الموزة بتاعه العيله .. ولسه عيونه بتدور على شاهندا شافها نازله من فوق وقربت منهم وعيونها على ليل بالتحديد وقال .. ودى بقى الليدى شاهندا بنت خالتو ملكه جمال البحر الابيض المتوسط .
ليل ابتسمت وردت وقالت .. اهلا وسهلا بيكم .
شاهندا بنظرات كلها غيظ اول لما شافت ليل وشافت جمالها وحلاوتها وعيونها الملونه ردت وقالت برخامه من تحت الضرس .. اهلاااا.
عمر علشان يدارى طريقه بنت خالته الرخمه اللى حس بيها وشاف نظراتها قال .. ايه يا جدعان احنا هانقضيها سلامات وقبلات واحضان ولا ايه فى ليليتنا دى .. وبصوت عالى قال يا دادة زينب يا داااادة عاوز اتعشى هاتعشينا امتى يا حاجه .
الكل فضل يضحك عليه الا سميحه اللى عيونها منزلتش من على ليل وبالذات لما شافت نفس ضحكه اختها هدى فى ضحكه ليل .
دادة زينب كانت جهزت السفرة هى وميرفت والكل قعد يتعشى بعد محايلات كبيرة على ليل لانها كانت رافضه انها تاكل معاهم .
بس فى الاخر قدروا يقنعوها وطول الوقت عيون سميحه وسماح منزلتش من عليها .
حتى شاهندا عيونها ما نزلتش من عليها وكانت مراقبه كل نظره وحركه ليها .
وكمان كل نظرات زين لى ليل اللى كانت بتدل على اعجابه بيها.
وفى الاخر وبعد الاكل على طول من كتر احراجها وكسوفها طلبت ليل انها تروح الاوضه اللى فى الجنينه اللى هاتقعد فيها بحجه انها حست انها تعبانه وعاوزة تستريح وتاخد علاجها .
وفعلا سميحه راحت بنفسها معاها لما حست بكسوفها وخجلها ده مع ان من جواها كانت بتتمنى انها تفضل جنبها على طول وضمها لحضنه .
دخلتها وورتها الاوضتين اللى كانوا مفروشين حلو جدا زى الفيلا بالضبط .. وكانت عبارة عن اوضه نوم بحمام وبره صالون كبير وسفره صغيره .. وعلى طول ليل شكرتها جدا وقالت .. الصراحه مش عارفه اسكر حضرتك ازاى .. انتم ناس طيبه جدا وعمرى ما هاقدر اوفى جميلكم ده ابدا .
شكرا ليكى بجد يا سميحه هانم .
سميحه بكل حب وحنيه ردت وقالت .. ليل حبيبتى مفيش شكر بينا انتى زى بنتى .. وربنا يعلم اول لما شوفتك حبيتك اد ايه .. ومن هنا ورايح مفيش سميحه هانم دى .. انا كنت من زمان بتنمنى يكون ليا بنت تقولى يا ماما ولو مش قادرة تقولى يا ماما وهاتتكسفى قوليلى يا خالتو زى شاهندا بنت سماح اختى بالضبط ما بتقولى .. اتفقنا يا حبيبتى؟
ليل بكل راحه وحب ردت وقالت .. اتفقنا ياااااا .
سميحه بزعل بصتلها وقالت .. قوليلها يا حبيبتى متتكسفيش .. قولى يا خالتو حتى .
ليل بابتسامه جميله وعيون زى عيون مامتها بالضبط ونفس لونها بصت لسميحه وقالت .. اتفقنا يا خالتو ☺
سميحه فرحت جدا بيها واستأذنت منها علشان هى تستريح وتاخد راحتها وقالت لها لو عازت اى شىء تضغط على الجرس اللى هناك ده .. ميرفت هاتجلها على طول وتشوف طلباتها .
وسابتها سميحه وقفلت وراها الباب ورجعت على الفيلا .
وفى المستشفى اللى كان فيها الاسطى حسن بعد الحادثه .. أيه بمامتها وخالها وكمان اختها عبير كانوا وصلوا وبعد ما دخلوا بسرعه وسألوا طلعوا على عنده فوق عند اوضه العمليات وكانوا مش مبطلين عياط وخوف عليه .. وفضلوا لاكتر من ساعتين وقفين على اعصابهم لحد ما باب العمليات اتفتح والكل جرى عليه اول لما شافوا الدكتور خارج من جوه .
خال أيه قرب من الدكتور وقال .. طمنى والنبى يا دكتور حسن اخباره ايه وعامل ايه دلوقتى احنا هانتجنن عليه وبناته ومراته هايموته من كتر الخوف عليه .
أيه بكل حزن وخوف ودموعها مغرقاها قربت من الدكتور وقالت .. لو سمحت يا دكتور طمنى على بابا اخباره ايه وفى ايه بالضبط .
ومن حسن الحظ دكتور حسام رد وقال .. اطمنوا يا جماعه وادعوله يقوم بالسلامه ومش هاخبى عليكم .. الحاله حرجه جدا ويمكن يدخل فى غيبوبه .. فياريت تدعوله .. وانا عن نفسى انا وكل زمايلى الداكترة عملنا كل اللى علينا فى العمليه والباقى على ربنا ودعواتكم ليه .
أيه بصدمه ودموع مغرقاها .. يعنى ايه .. يعنى بابا ممكن يضيع مننا .. ارجوك يا دكتور .. ارجوك مش عاوزة بابا يروح منى .. ابوس ايدك خد روحى خد قلبى وخد حياتى كلها بس هو يعيش ابوس ايدك يا دكتووووور .
دكتور حسام اتاثر من كلام أيه جدا وقال .. ارجوكى انتى متعمليش فى نفسك كده وبدل العياط ده روحى أتوضى وصلى وادعيله انه يقوم بالسلامه .. هو محتاج لده منك دلوقتى واحنا شويه كده وهاننقله على الرعايه المركزه ووقفتكم هنا ملهاش تى لازمه لانه مش هايفوق خالص دلوقتى بعد اذنكم .
ومشى حسام وراح على مكتبه علشان يغير لبسه ويستريح من العمليه الكبيرة دى .. وايه خدت بعضها هى وامها وخالها واختها وراحوا يتوضوا ويصلوا ويدعوا ربنا ان ابوهم يقوم لهم بالسلامه .. على اد كل الخير اللى كان بيعمله طول حياته ليهم وللناس كلها الكبير والصغير منهم .
سميحه اول لما رجعت على الفيلا قعدت جنب سماح وسألتها على زين وعمر وكمان شاهندا .
سماح ردت وبلغتها ان زين طلع على اوضته وعمر خد شاهندا وهايتمشوا شويه بالعربيه فى وسط البلد .
سميحه بصت لاختها وقالت .. شوفتى يا سماح اللى انا شوفته وحسيت بيه اول لما شوفت ليل !
سماح اتنهدت وبصت لاختها وقالت .. شوفت يا حبيبتى وحسيت بالشبه الكبير اللى بينها وبين هدى الله يرحمها .. مكنتش اتخيل ابدا ان فى حد ممكن يشبه حد بالمنظر ده .. وعرفت ايه اللى حصلك اول ما عيونك جت عليها وشوفتيها .
سميحه ردت وقالت .. نفس الشكل ونفس العيون ونفس الضحكه ونفس الروح انا مش مصدقه نفسى معقول فى كده ! معقول فى حد يشبه حد للدرجه دى .. انا لولا انى عارفه ومتأكده ان هدى ماتت من سنييييين طويله انا كنت قولت ان دى بنتها .
سماح ردت وقالت .. فعلا يا سميحه لو هدى كانت لسه عايشه فى وسطنا واتجوزت وخلفت بنت كانت هاتبقى شبه ليل دى اوى اوى سبحان الله .. وتحسى ان الواحد قلبه اتفتح لها وحبها من غير حتى ما يعرفها كويس او يعرف حكايتها ايه .
سميحه فعلا عندك حق .. بس حرام بلاش تقلبى عليها المواجع واللى زين حكاه لينا عنها كفايه علينا دلوقتى لحد ما تاخد علينا وتقرب مننا اكتر .
سماح ردت وقالت .. اللى تشوفيه يا حبيبتى .. المهم سيبك بقى من ليل وخلينى دلوقتى فى زين .. عاوزين نبدا نستعد علشان عيد ميلاده اللى بكرة ده .. عاوزين نصحى من بدرى ونجهز كل شىء .. وادينا اتصلنا بمحل الحلويات واتفقنا معاه على الحاجات اللى عاوزينها والتورته كمان وعلى الميعاد اللى هايبعت عليه الحاجه .. وعاوزة عمر بكرة بأى طريقه يتحجج لزين انه تعبان اوى ومش هايقدر يروح الشغل .. علشان يساعدنا هو وشاهندا زى كل سنه ونعلق الزينه فى كل حته فى الفيلا والجنينه .. وكمان علشان لو احتجنا اى شىء يروح يجيبه لينا .. بحيث لما الضيوف تيجى يكون كل شىء جاهز .
سميحه .. ان شاء الله هايكون يوم حلو ليه وعقبال مليون سنه ويارب افرح بيه قريب بقى واشوف احفادى .
سماح .. ان شاء الله يا حبيبتى
وفوق عند زين اللى كان يادوبك خارج من الحمام بعد ما خد شور ولبس سرح شعره وراح اترمى على سريره على طول .
وابتسم اول لما افتكر ليل وسر عيونها اللى بتجذبه ليه وجمالها ورقتها واحساسه انها بنت مختلفه عن البنات كلها .
كفايه خجلها وعزة نفسها اللى بيشوفهم دايما منها فى كل تصرفاتها .
وفضل يفكر كتير فى ليل لحد ما راح فى النوم من كتر التفكير .
اما عند ليل فى اوضتها فكانت فتحت الشنطه الصغيرة اللى كان يا دوبك فيهم كام حاجه قليله ليها واللى كان جبهم عمر ليعا فى المستشفى .. فطلعتهم وحطتهم فى الدولاب وخدت بيجامه منهم ودخلت على الحمام علشان تلبسها بعد ما تاخد شور .
وبعدها على طول خرجت وسرحت شعرها الطويل ولمته بالتوكه وفردت المصليه على الارض وبدات تصلى ركعتين تشكر ربنا فيهم وتدعيه بكل اللى هى بتنمناه .
وبعدها خدت علاجها ونامت على سريرها وغصب عنها بدأت تفتكر كل نظرات زين لها اللى كانت بتستغربها ومتعرفش معناهم ايه .
ومقدرتش تفسرهم .
وكمان جه على بالها الاسطى حسن وابتسمت وقالت .. وحشتنى اوى .. بس كده افضل ليك انى اكون بعيده عنك علشان ما اسببش ليك اى مشكله .. سامحنى يا راجل يا طيب .
وفى مول كبير اوى كان عمر وشاهندا بيتفرجوا على المحلات وفجاه وقفوا اودام محل حلو جدا وعجبه كام حاجه كده فاستغربت شاهندا وقالت .. ايه عجبوك اوى كده ليه يا ابنى انت.
عمر شدها من ايديها وقال تعالى بس ودخلوا على جوا .. واول لما دخلوا طلب منهم كذا حاجه من اللى عجبوه وفعلا جابهم وكمان اختار فستان حلو ورقيق جدا ومعاه الطرحه بتاعته والجزمه والشنطه كمان وكل ده وشاهندا واقفه هاتتجنن من اللى عمر بيعمله .. وبعد ما خدهم وحاسب على كل حاجه .. وقفته شاهندا وقالت .. تسمح تقولى كل الحاجات دى لمين..
عمر يا بنتى تعالى بس هاتفضحينا الله يخرب بيتك الناس بتتفرج علينا .. يا ستى انا جايبهم لى ليل .. البنت لسه طالعه من المستشفى ومعندهاش لبس خالص زى ما انتى شايفه فقولت اجبلها كام حاجه كده ويارب تعجبها وبالمرة بدام عيد ميلاد زين بكرة قولت اجبلها الفستان الحلو ده ويارب يعجبها علشان تلبسه بكرة .
شاهندا بنظرات كلها غيظ وغل وقفت بعيد عنه وحطت ايديها فى وسطها وقالت .. انت اكيد اتجننت يا عمر .. تجيب وتدفع كل الفلوس دى علشان خاطر واحده منعرفهاش جايبنها من الشارع وكمان بتلففنى معاك بقالك اكتر من ساعتين وفى الاخر علشان ترضى ست هانم بتاعتك دى .
عمر بتريقه بصلها و قال .. ايه بتاعتك دى يا بت انتى انتى بتغيرى عليا ولا ايه يا قطه ؟
شاهندا خبطته فى كتفه وقالت.. اغير عليك ايه يا اهبل انت كل وما فيها انى مستغربه معاملتكم مع واحده منعرفش عنها اى شىء
وخصوصا انت وسى زين اخوك .
عمر بصلها وقال .. يا شوشو يا حبيبتى .. دى بنت يتيمه ومسكينه وملهاش حد خالص فى الدنيا دى .. فيها ايه لما نحاول نسعدها ونفرحها .. انا اللى هاقولك يعنى ايه شخص يتيم يا شوشو .. ما انتى عارفه وانا عارف واحنا الاتنين ايتام الاب .. ما بالك بقى هى ولا ام ولا اب ولا حتى اخوات جنبها .
شاهندا اتأثرت من كلام عمر ووجعها اوى لانها فعلا يتيمه واتحرمت من حنان ابوها فابتسمت لعمر وقالت .. عندك حق .. انا غلطانه .. بس اعذرنى مش قادرة ابلعها من زورى يا عمر .. مش طيقاها خالص وعاوزة اولع فيها .
عمر بصلها بذهول وقال .. نههههار اسوح .. امشى يا بت امشى اودامى ربنا يهديكى .. خلينى اكمل بقيت الحاجات اللى عاوز اشتريها .
شاهندا زغدته فى صدره وقالت .. اودامى يا اهبل لما اشوف اخرتها معاكم ايه يا بتاع ست ليل .
وفعلا راحوا كملوا الشوبنج بتاعهم وعمر وقف اودام محل مجوهرات وعجبه سلسله صغيرة ورقيقه جدا فدخل وشد ايد شوشو معاه اللى كانت مش طيقاه وطلب السلسله وصاحب المحل جبهاله وعجبته جدا ووراها لشاهندا وقالها ايه رايك .
شاهندا عجبتها السلسله اوى وبصتله وقالت .. حلوة اوى مبروكه على ست ليل .
عمر ضحك وحاسب عليها وخدها حطها فى جيبه وخرجوا بره المحل ونزلوا على العربيه بتاعتهم وحطوا كل الشنط اللى كانت معاهم
ورجعوا على الفيلا .
وفى المستشفى وبالتحديد اودام باب العنايه المركزه الكل كان واقف حزين على الاسطى حسن واللى جراله وبالذات مراته وأيه بنته .
كانوا واقفين بيدعوا انه يقوم بالسلامه ليهم .
دكتور حسام جه وكان داخله علشان يطمن على حالته وشافهم واقفين بالمنظر ده على رجليهم بقالهم كذا ساعه .. فقرب منهم وقال.. يا جماعه وقفتكم دى ملهاش أى لازمه خالص هو مش هايفوق دلوقتى روحوا بيتكم وبكرة الصبح ابقوا تعالوا واطمنوا عليه .
خال أيه رد وقال .. يا دكتور بالله عليك تدخل وطمنا .. البنات هايتجننوا على ابوهم . وبعدين احنا مش عايشين هنا اساسا .. احنا من محافظه تانيه ومش معقول نروح ونرجع تانى الصبح .
دكتور حسام فكر شويه و رد وقال .. انا هادخل واطمنكم بنفسى عليه بس بعدها ياريت تروحوا تقعدوا حتى فى اوضه المريض لحد ما يفوق .. مش معقول يعنى تفضلوا كده .
الكل وافق ودخل دكتور حسام للاسطى حسن وبدا يطمن عليه .. ولان الحاله لسه حرجه حاول يخرج لهم على طول ويطمنهم علشان صعب عليه وقفتهم دى .