رواية زين للكاتبة سحر فرج الفصل الخامس عشر
ليل كانت خارجه من الحمام وكانت طالعه زى القمر وشعرها اسود و طويل جدا ومفرود على ضهرها ولابسه بيجامه رقيه كان عمر جبها ليها هى وكام واحده تانيه بعد الحادثه بيومين .
ليل اتفاجأت بزين لما فتح الباب ودخل وفى نفس التوقيت ده بالتحديد هى كانت خارجه من الحمام وعيونهم اتقابلت لى لحظات وعرف اد ايه هى جميله اوى لحد ما زين فاق من شروده واتنحنح واتأسف ليها وخرج بسرعه وقفل الباب وراه .
ليل المفاجأه اثرت عليها ووقفت مكانها مش قادره تتحرك خطوة لحد ما خدت نفس كبييير وبسرعه كانت رافعه شعرها بالتوكه وشدت طرحه حطتها على شعرها وقربت من الباب وفتحت وبكل خجل بصت لزين اللى كان واقف متوتر وخجلان انه دخل وشافها كده وبصوت شبه طالع ليل ابتسمت بكل خجل وقالت .. اتفضل يا استاذ زين.
زين ابتسم وقال .. انا اسف بجد على اللى حصل منى وانى دخلت الاوضه من غير ما تسمحيلى .. بس انا هنا من بدرى وقولت اجى اطمن عليكى قبل ما اروح على الشركه وخبطت مرة واتنين واستنيت انك تفتحى مفتحتيش وتوقعت انك ممكن تكونى بتصلى ولما استنيت شويه وانتى مفتحتيش قلقت عليكى لا تكونى تعبانه ولا حاجه او مغمى عليكى ودخلت على طول .. ياريت تقبلى اسفى .
ليل وشها كان احمر جدا من كتر الخجل اللى كانت حاسه بيه وده كان مزود جمالها اكتر واكتر وابتسمت وقالت .. حصل خير يا استاذ زين وانا عارفه طبعا انك قلقت لما انا مفتحتش على العمود ولا يمهمك .
زين ابتسم وقال .. المهم صحتك عامله ايه دلوقتى انا بطمن اول باول عليكى من حسام وقولت اجى النهارده واتأكد بنفسى .
ليل بخجل ردت وقالت.. انا الحمد لله كويسه وكله بفضل الدكتور حسام .. وكمان فضلك انت وعمر ووقفتكم جنبى .. انا عمرى ما هاقدر ارد الجميل بتاعكم ده .
زين بص لى ليل اوى و حس ان ده وقت مناسب انه يتكلم فقال .. وانا فعلا محتاج منك انك تردى الجميل ده وفى اقرب وقت ايه رايك ؟!
ليل باستغراب بصتله وقالت .. مش فاهمه تقصد ايه حضرتك .. لو حضرتك تقصد وبتتكلم عن فلوس وحساب المستشفى هنا انا مستعده اكتب لحضرتك وصل بالمبلغ كله اللى حضرتك او الدكتور حسام عاوزينه ولما اشتغل واقبض اقسم بالله هادفع كل الفلوس دى.
زين بصدمه من الكلام اللى ليل قالته ضحك اوى من قلبه وبصلها وقال .. يا بنتى فلوس ايه ووصل ايه وحساب مستشفى ايه اللى بتتكلمى عنه ده .. انا اقصد اقولك انى محتاج بنت شاطرة زيك كده تمسك الشغل بتاعى فى الشركه وتكون مديره مكتبى وتخلى بالها من كل شىء يخصنى وانا مش موجود .. ادى كل الحكايه .
ليل خدت نفس كبير وابتسمت وقالت .. اعذرنى يا استاذ زين والله انى فهمت طلب حضرتك غلط .. بس برضه لما اشتغل ويبقى معايا فلوس لازم اسدد ليكم كل قرش دفعتوه ليا انت ودكتور حسام وانا تعبانه .
زين ابتسم وقال.. يا ستى اقبلى الاول بس انك تشتغلى معايا ولما يبقى معاكى فلوس ساعتها نبقى نشوف الموضوع ده .. المهم انتى موافقه انك تشتغلى معايا فى الشركه ولا لا ؟
ليل بتفكر وردت وقالت .. اصل الصراحه دكتور حسام كان واعدنى انه يشوف ليا شغل هنا فى المستشفى وبالمرة علشان اضمن اقعد وانام فى سكن الممرضات علشان مش هاقدر اجيب شقه اعيش فيها لو جيت اشتغلت مع حضرتك فى الشركه .
زين ابتسم وقال .. يا ستى وافقى انتى بس انك تشتغلى معايا وسيبك من موضوع الممرضه والمستشفى ده ومالكيش دعوة بالسكن بتاع الممرضات .. وياريت تقبلى انك تيجى وتعيشى معانا فى الفيلا انا وعمر اخويا ووالدتى .. ماما ست كبيرة وعايشين لوحدنا وطول ما انا وعمر فى الشغل بنبقى قلقانين عليها وهى نفسها بتزهق من القاعده لوحدها .
ليل اتكسفت جدا من العروض اللى بيعرضها زين عليها .. بس فعلا هى محتاجه لشغل ضرورى علشان تقدر تصرف على نفسها وكمان محتاجه لسكن تعيش فيه بس استحاله تروح تعيش معاهم فى مكان واحد .
زين باستغراب بصلها وقال .. نحن هنا روحتى فين وسرحتى فى ايه يا ليل ؟
ليل فاقت من سرحانها على صوت زين وهو بيتكلم وقالت .. ابدا انا مع حضرتك .. كل الحكايه انى بفكر مش اكتر .. بس خدت قرار وانا موافقه على موضوع الشغل ده .. بس للاسف مش هاقدر اعيش معاكم فى الفيلا .. كتر خيركم اوى لحد هنا ومش عاوزة احس انى حمل تقيل على حد فاعذرنى يا استاذ زين .
زين عيونه مركزه على عيون ليل وهى بتتكلم وفى حاجه غريبه شداه ليها مش عارف هى ايه فانتبه لكلامها وبص فى ساعته وقام وقف وقال .. على العموم انا عارف مين هايقدر يقنعك كويس بكلامى ده .. وسامحينى انا لازم استأذن دلوقتى علشان عندى شغل كتير وهابقى اعدى عليكى بالليل واخد قرارك النهائى .
ليل ابتسمت لزين وشكرته جدا على مجيه وتعبه معاها رغم شغله ووقته الديق ده وكمان على عرض الشغل وبعدها زين خد بعضه ونزل على مكتب حسام .
واول لما دخل حسان فرح بيه وقال .. اهلاااا زين الجبالى .. وحشنى يا صاحبى والله اتفضل اقعد .
زين باستعجال رد وقال .. اهلا بيك يا حسام واعذرني مش هاقدر اقعد معاك لانى هنا من بدرى و كنت عند ليل وعرضت عليها موضوع الشغل عندى فى الشركه وكمان انها تيجى وتعيش معانا انا وماما وعمر فى الفيلا .. لان زى ما انت عارف الفيلا كبيرة وفيها أوضتين مفروشين للضيوف فى الجنينه علشان لو هى مرديتش تقعد معانا فى الفيلا نفسها .. المهم انا جيتلك دلوقتى علشان تقدر يا حسام تقنعها انها تيجى الفيلا .. وبخصوص الشغل هى موافقه عليه ومش معترضه .
حسام بفرحه رد وقال .. طب كويس اوى انها وافقت على موضوع الشغل واذا كان على السكن فده سهل اوى وانا شويه وهاطلع عندها واحاول اقنعها متقلقش .
زين اطمن وشكر حسام وبلغه انه هايبقى يرجع تانى بعد الشغل ويشوف قرارها الاخير
وباذن الله هتوافق .
واستأذن ونزل من المستشفى وركب عربيته وراح على الشركه .
وطول الطريق صوره ليل لما شافها وهى خارجه من الحمام بشعرها مرحتش من باله وفضل بالمنظر ده لحد ما وصل عند الشركه وركن وطلع على فوق .
وعند الاسطى حسن اللى كان قرر انه يروح اسكندريه ويدور على جد ليل برهان السيوفى او يحاول انه يوصل لاى حد من اهل ليل على امل انه ممكن تكون ليل عارفه اى شىء عنهم وسابت البلد وراحت ليهم .
وصل الاسطى حسن اسكندريه وحس انه هايدور على ابرة فى كوم قش .. ومع كل ده قرر انه هايفضل يدور ويدور لحد ما يوصل لاهل ليل .
ولانه كان عارف من صاحب عمره عبد الرحمن ان القصر بتاع هدى مراته كان على البحر .. قرر انه يفضل ماشى قرب البحر ويفضل يسأل عن كل القصور اللى موجوده على بحر اسكندريه كله.
وفضل ماشى ساعه واتنين وتلاته على رجليه فى عز الشمس يسأل كل اللى يقابله عن قصر واحد اسمه برهان السيوفى بقاله سنين طويله هنا فى اسكندريه .. لحد ما تعب من كتر المشى وقرر انه يقعد عند كشك قريب من البحر ويستريح شويه وبعدها يقوم ويكمل لف عن اهل ليل .
قرب من الكشك الصغير اللى على البحر وقعد على صخره صغيره يستريح وطلع منديل بمسح بيه وشه من العرق .
صاحب الكشك بص شافه وكان باين عليه التعب والارهاق .. فخرج من الكشك وبصله بكل طيبه وقال .. تعال يا حاج اقعد على الكرسى فى الضله جنب الكشك .. شكلك تعبان وبيقول انك بقالك كتير بتلف فى الشمس المولعه دى .
الاسطى حسن بتعب رفع راسه وبص على الشخص اللى بيكلمه وابتسم وقال .. كتر خيرك يا ابنى انا قاعد استريح شويه صغيرين وهاقوم على طول متقلقش .
صاحب الكشك رد وقال .. يا حاج حضرتك زى ابويا الله يرحمه وشايفك قاعد فى الشمس وزمانك تعبان من شده الحر .. تعال يا حاج اتفضل على الكرسى اللى هناك ده فى الضله واقعد زى ما انت عاوز ده انا اشيلك جوا عيونى .
الاسطى حسن ابتسم وقال .. ربنا يكرمك يا ابنى وكتر خيرك شكلك ابن اصول فعلا .
انا بقالى اكتر من تلت ساعات بلف على رجلى والله يا ابنى لحد ما تعبت .
صاحب الكشك باستغراب بصله وقال .. يااااه تلت ساعات بحالهم ليه كل ده وفى عز الحر ده .. كنت اصبر اخر النهار ولف براحتك يا حاج .
الاسطى حسن رد وقال .. يا ابنى انا مش من هنا انا من محافظه تانيه وجاى بعربيتى وركنتها بعيد عن هنا علشان ادور براحتى قرب البحر اسال على الناس والمكان اللى بدور عليهم علشان الحق ارجع لبلدى قبل ما الدنيا تليل عليا وانا فى الطريق .
صاحب الكشك باستغراب رد وقال .. ويا ترى بتدور على مين يا حاج جايز ادلك .
الاسطى حسن بتعب رفع راسه وبص ليه وقال.
انا يا ابنى بدور على قصر كبير على البحر صاحبه واحد اسمه برهان السيوفى من الصعيد وكان تاجر كبير هنا فى اسكندريه وكان الكلام ده من حوالى تلاتين سنه.
صاحب الكشك رد وقال .. ياااااه يا حاج تلاتين سنه بحالهم .. دى اسكندريه اتغيرت خالص طول السنين الطويله دى وممكن بكون القصر ده اتهد .
على العموم استنى هاروح اسأل الغفير بتاع الشاليه ده هو هنا بقاله كتير جدا واياك يعرف القصر ده فين بالضبط .
الاسطى حسن قام وقف وحس ان فيه امل يقدر يوصل بيه لاهل ليل وقال .. تعال نروح انا وانت يا ابنى ويارب يقدر يدلنى عليه .
وفعلا راحوا هما الاتنين عند الغفير.
وصاحب الكشك سلم عليه وعرفه على الاسطى حسن وقاله انه بيدور على قصر قديم لواحد اسمه برهان السيوفى والقصر ده كان موجود من اكتر من تلاتين سنه .
الغفير رحب بيهم وفضل يفكر ويفكر ويتأكد من اسم برهان السيوفى لحد ما قال .. يااااااه قصر برهان السيوفى اللى فى المعمورة .. ده من زمان اوى يا ابنى ولسه لحد دلوقتى موجود انا عارفه وكنت شغال زمان قريب منه وساعات لعدى من هناك واشوفه بس الله يرحمه الحاج برهان مات من زمان ومش عارف مين عايش بعد فى القصر او اتباع الله اعلم .
الاسطى حسن فرح واتصدم فى نفس اللحظه اول لما عرف ان برهان السيوفى ده مات من زمان وميعرفش مين ممكن يكون عايش فى القصر بعد ما هو مات .
وبص للغفير ده وقاله .. طيب ممكن تودينى لو سمحت او تقولى العنوان بالضبط وانا هاروح وأسأل هناك بنفسى .
الغفير بص لصاحب الكشك وقال .. انا هاروح اوصله وخلى بالك عقبال لما ارجع و عينك على الشاليه وانت واقف فى الكشك عقبال لما اوديه وارجع بدل ما الحاج يتوه لان شكله مش من اسكندريه .
صاحب الكشك على طول وافق والاسطى حسن شكره جدا جدا وخدوا بعضهم هما الاتنين وراحوا على المعمورة عند قصر برهان السيوفى جد ليل .
سميحه وسماح وشاهندا كانوا لابسين وجاهزين وعمر راح خدهم بالعربيه وراح بيهم على النادى زى ما زين قالهم انه هايعزمهم على الغدا وشويه ووصلوا النادى وراحوا قعدوا فى انتظار وصول زين .
عمر طلب من شاهندا انهم يقوموا يتمشوا شويه عقبال ما زين يجى من الشركه ومامته تطلب الغداء .. فقامت شوشو معاه وراحوا يتمشوا هما الاتنين .
وشويه وزين وصل وسلم على مامته وعلى خالته سماح .. وسال عن عمر وشاهندا وبلغوه انهم بيتمشوا وفرصه عقبال لما الغداء يجهز .
سميحه بصتله وقالت .. طمنى يا زين يا ابنى اخبار البنت بتاعه الحادثه ايه روحت اطمنت عليها النهارده .
زين استغل فرصه سؤال امه عن ليل وقال اهى فرصه كويسه انه يبلغها بالقرار اللى هو وصله واتفق عليه مع حسام فرد وقال .. اه يا امى روحت واطمنت عليها وبكرة او بعد بالكتير وهاتخرج من المستشفى .
سميحه ردت وقالت .. طيب الحمد لله يا ابنى وكويس انها هاتخرج ده زمان اهلها متبهدلين معاها الفترة اللى فاتت دى كلها وهى فى المستشفى .
سماح ردت وقالت .. فعلا عندك حق يا سميحه زمان اهلها تعبوا الفترة اللى عدت دى ربنا يشفيها ويشفى كل مريض وتخلى بالها بقى المرة الجايه وهى بتعدى الطريق .
زين فى اللحظه دى قرر انه بحكى لوالدته ولخالته حكايه ليل علشان يقدى يقنعهم انها تيجى وتعيش معاهم .. وبصلهم وقال .. للاسف ليل بنت يتيمه وملهاش حد خالص ووو...
بدا زين يحكى لامه ولخالته حكايه ليل كلها زى ما حسام حكاها بالضبط وموت امها وابوها وعيشيتها مع مرات ابوها واخوها وكمان الاسطى حسن وصعبت عليهم جدا وزعلوا عليها وعلى الظروف اللى هى مرت بيها .
وفى اللحظه دى كان رجع عمر وشوشو واستغربوا من الحزن اللى على وشهم كلهم .
زين كمل كلامه وقال المهم يا امى انا هاخليها تشتغل معايا فى الشركه وتكون مسؤوله عن مكتبى وشغلى ومواعيدى .. وكمان قررت وده بعد اذن حضرتك طبعا انى اجيبها تعيش معانا فى الاوضتين اللى فى الجنينه .
سميحه بصدمه بصتله وقالت .. معقول يا زين .. معقول تجيب واحده من الشارع ومنعرفش عنها اى شىء تعيش معانا فى الفيلا .. هى اه بنت ويتيمه ومسكينه وصعبت عليا جدا بس ده مش مبرر اننا نجيبها تعيش فى وسطنا .
زين غمز لعمر اللى فهمه على طول وقال .. يا ماما دى بنت كويسه جدا ومحترمه ومؤدبه ومش هاتسبب لينا اى مشاكل ونحمد ربنا انها ما بلغتش عنى الشرطه ودخلت فى س و ج وكانت هاتبقى فضيحه كبيرة عنى وعن الشركه .. والله يا ماما دى بنت غلبانه خالص حتى اسألى عمر .
عمر فرح جدا من كلام زين وقال .. فعلا يا ماما ليل بنت محترمه جدا ومؤدبه وبتصلى وعارفه ربنا كويس اوى والاهم زى ما زين بيقول كده ان ملهاش حد خالص واول ما تشوفيها يا ماما هاتحبيها اوى اوى وغمز لشاهندا اللى كانت قاعد مستمعه ليهم وفى نفس الوقت متغاظه من كلام زين عنها
فابصت لخالتها سميحه وقالت على فكرة بقى خالتو عندها حق ازاى عاوزين تجيبوا بنت من الشارع ومنعرفش عنها اى شىء وتعيش معاكم فى الفيلا وكمان تشغلها فى الشركه معاك يا استاذ زين زى ما حضرتك قررت كده مش يمكن بنت مش...
وقبل ما تكمل كلامها سماح ردت وقالت .. عيب يا شوشو متغلطيش فى اى حد وهو مش موجود وبعدين متحكميش على حد من غير ما تشوفيه وتقعدى وتتكلمى معاه . ما يمكن فعلا هى بنت غلبانه وملهاش حد ولا لاقيه مكان تعيش فيه .. نقوم نسيبها احنا فى الشارع ونقولها روحى وابعدى عننا وعيشى فى الشارع واغلطى .. حرام يا بنتى ربنا رؤوف رحيم .
زين فرح جدا من كلام خالته سماح وشكرها وبص لامه اللى كانت محتارة تاخد اى قرار وقالت .. خلاص سيبنى افكر وابقى ارد عليك يا زين .. وبطلوا رغى بقى الغدا وصل اهو خلينا ناكل لاننا جوعنا جدا .
عمر بخفه دم قال .. ده انا مش جعان بس ده انا ميت من الجووووع اكلونى بسرعه يا جدعااان بدل ما اروح ارمى نفسى فى البسين اللى هناك ده .
الكل فضل يضحك على كلام عمر وبدؤوا يكلوا وهما بيهزروا وكان الاكل فعلا منظره يفتح النفس .
وفى الاسكندريه وبالتحديد فى المعمورة اجمل شواطىء اسكندريه كان وصل الغفير ومعاه الاسطى حسن اودام قصر كبير على البحر وحواليه سور عالى وضخم وأشجار كبيره ونخل عالى بيدل على وجوده من سنين طويله .
الغفير بص للاسطى حسن وقال .. ادى يا سيدى قصر برهان السيوفى وانا لحد هنا ولازم امشى علشان زى ما انت عارف سيبت الشاليه لوحده من غير حد واخاف اى حد من صحابه يجوا وميلقونيش قاعد قدامه .
الاسطى حسن فضل يشكر الغفير كتير جدا جدا وحاول انه يطلع فلوس من جيبه ويديله بس الغفير رفض وشكره وقاله ان الناس لبعضها وهو مهما كان واحد غريب عن اسكندريه ولازم يساعده ويقف جنبه .
الاسطى حسن شكره مرة تانيه والغفير خد بعضه ومشى .. والاسطى حسن فضل يقرب ناحيه سور القصر لحد ما شاف يافطه صغيره على بوابه القصر ومكتوب عليها: قصر برهان السيوفى
وفى اللحظه دى الدنيا مكنتش سعياه من كتر الفرحه وانه اخيرا بعد اكتر من اربع ساعات بيلف فى عز الحر على رجليه قدر يوصل لقصر اهل ليل وجايز يعرف عنها اى شىء يوصله ليها .
بص حواليه لحد ما شاف جنب البوابه جرس فقرب منه وداس عليه مرة واتنين لحد ما حس ان فى حد بيقرب من البوابه وهو بيقول ميييين اللى بره وفتح البوابه الضخمه وبص باستغراب للاسطى حسن وقاله .. خير يا حاج عاوز مين هنا ؟
الاسطى حسن ابتسم وقال .. السلام عليكم الاول .
البواب رد عليه السلام وقال .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أؤمرنى يا حاج حضرتك عاوز مين ؟
الاسطى حسن ابتسم وقال .. الامر لله يا ابنى .. انا كنت بسأل على حد اسمه برهان السيوفى او سميحه بنته .
البواب باستغراب بصله وقال .. يا حاج اللى بتسأل عليه ده مات وشبع موت من اكتر من ثلاتين سنه هو والست بتاعته الله يرحمها وست سميحه هانم مش عايشه هنا هى كمان من زمان .
الاسطى حسن اتصدم وقال .. انت بتقول ايه طيب سميحه الاقيها فين و مين عايش هنا فى القصر طيب ؟!
البواب رد وقال .. يا حاج الست سميحه هانم عايشه فى القاهرة من زمان اوى وبتيجى هنا ساعات كل فترة و اللى عايش هنا الست سماح هانم اختها هى وبنتها شاهندا .
الاسطى حسن مش عارف يعمل ايه او يتصرف ازاى حس انه زى الطفل الصغير اللى تايه ومش قادر يتصرف فابص للبواب وقال .. طيب لو سمحت انا عايز الست سميحه دى فى موضوع ضرورى اعمل ايه علشان اقابلها واقدر اوصل لها باى طريقه ارجوك لو سمحت .
البواب بأسف رد وقال .. اعذرنى يا حاج مع انى المفروض مقولش حاجه زى كده بس شكلك راجل طيب وغريب ومش من اسكندريه وصعبت عليا .. استنى ثوانى هاجبلك العنوان بتاع الست سميحه فى القاهرة وامرى لله .
الاسطى حسن فرح جدا وحس بشعاع امل بدا يظهر ليه وانه اخيرا هايقدر يوصل لاهل ليل ويبلغهم بالسر اللى مخبيه بقاله سنين جواه حتى عن مراته وبناته وعن ليل نفسها صاحبه الحكايه زى ما وعد ابوها من سنين طويله انه يفضل سر بينهم .
وكمان الحقيقه اللى هما ميعرفوهاش بقالهم سنين طويله لما افتكروا ان اختهم ماتت وغرقت فى البحر .
وخلال دقايق كان وصل البواب ومعاه ورقه صغيرة مكتوب فيها عنوان سميحه فى القاهرة .
خدها الاسطى حسن منه وطلع المحفظه بتاعته وشالها جواها وطلع مبلغ صغير اداه للبواب وشكرة جدا ورغم معارضه البواب الا ان الاسطى حسن صمم انه ياخد الفلوس منه وسلم عليه وخد بعضه ورجع زى ما كان وقت ما وصل الصبح بدرى وراح عند عربيته اللى كان راكنها قريب من البحر اول لما جه اسكندريه وركبها وهو فرحان جدا رغم التعب والارهاق اللى كان حاسس بيهم انه قدر يوصل لاهل ليل وربنا وفقه فاحمد ربنا وشكره وطلع بالعربيه على طول فى طريقه على القاهرة .
وعند ليل فى المستشفى حسام كان قاعد معاها وبيحاول انه يقنعها بفكرة زين اللى وصل لها .. ورغم اعتراض ليل وعدم موافقتها انها تروح تعيش معاهم فى الفيلا الا ان حسام قدر يقنعها بعد ما فضل يشكر فى زين وفى عيلته جدا وبالذات والدته الست سميحه .
حسام عيونه عليها وبيقول .. والله ياليل زين ووالدته وحتى اخوه عمر ناس محترمه جدا وطيبين وهاتحبيهم .. وبعدين شغلك مع زين فى الشركه هاتحبيه جدا وهاتتعرفى على ناس كتير وتتعلمى منهم حاجات اكتر ومن خلاله يا ستى ممكن تقدرى تكملى دراستك فى الجامعه زى ما كنتى عاوزة .. زين بيدى محاضرات هناك لطلبه كليه اعلام والكل بيحبه وهايقدر يساعدك وتكملى دراستك و تحققى احلامك وليكى عليا يا ستى انا اللى هابقى افتح معاه الموضوع ده قولتى ايه.
ليل محتارة ومحرجه جدا ومش قادره توصل لقرار وحسام حس بيها وبالحيرة اللى هى فيها وبصلها وقال .. يا ليل والله انا مش هاقولك على حاجه غير لما اكون متأكد منها وواثق فيها مليون الميه انها فى مصلحتك .. وزين ده صاحب عمرى من ايام ثانوى ومش لسه هاعرفه يعنى دلوقتى وهاعرف عيلته .. توكلى على الله ووافقى وهاتصل بزين وابلغه بموافقتك ومن بكره ان شاء الله تقدرى تخرجى من المستشفى وتعيشى معاهم وتبدأى الشغل على طول .. ويا ستى انا معاكى خطوه بخطوة ومش هاسيبك ابدا وهاطمن عليكى على طول من زين اول باول .
ليل ابتسمت وقالت .. موافقه بس بشرط .. استاذ زين قالى ان فى اوضتين فى الجنينه عندهم انا هاعيش فيهم واكل واشرب مع نفسى مش عاوزة ابقى عاله على حد فيهم .
حسام ضحك وقال .. مفيش مشكله ده انتى دماغك ناشفه اوى وغلبتينى يا شيخه ولا الصاعيده .. اهم حاجه تكملى علاجك ومتهمليش فيه بدل ما ارجعك هنا تانى المستشفى والمهم دلوقتى تجهزى نفسك وتستعدى وانا هاروح اتصل بزين وابلغه بموافقتك واشوف هايجى هو يخدك ولا هايبعت عمر .
وفعلا خرج حسام ونزل على مكتبه ومسك موبيله وبلغ زين بكل اللى حصل معاه هو وليل وانها اخيرا وافقت انها تخرج من المستشفى وتعيش معاهم وتشتغل كمان معاه وبالشرط اللى هى قالت عليه .
زين ابتسم لا اراديا لما حسام بلغه على شرطها وفرح من جواه وبلغ حسام انه هايجى هو وعمر ياخدوها بالعربيه كمان نصف ساعه علشان عندهم شغل مهم الصبح بدرى وده الوقت المناسب ليهم حاليا .
وفعلا خلال نصف ساعه كان حسام خلص كل ورق المستشفى بتاع ليل وكتب لها على الخروج وخد بعضه وراح لها تانى على اوضتها وبلغها باللى زين قاله كله وهى جهزت نفسها وكانت فى انتظارهم .
تفكيرها كان مشوش وكانت حاسه انها راحه على المجهول .
وفى وسط تفكيرها ده زين وعمر كانوا وصلوا ودخلوا اوضتها وسلموا عليها .
وفى طريق اسكندريه الصحراوى المؤدى على القاهرة كان الاسطى حسن راكب عربيته بيفكر فى كل اللى حصل معاه ورجع بزكرياته لعبد الرحمن صاحب عمره والمواقف الجميله اللى كانت بينهم من ساعه ما شافه بعض وحتى ولاده ليل ومراحل طفولتها حتى لما كبرت وبقت عروسه وللاسف كان بدأ يتعب جدا من اليوم الطويل اللى هو مر بيه ده وغصب عنه عيونه كانت بدات تغمض وتفتح من الارهاق وقله النوم وللاسف...