رواية زينة الجزء الثاني للكاتبة أسماء سليمان الفصل الثامن عشر
في مقر المخابرات الساعة 15 . 5 صباحا
حسن وهو يغلق الهاتف: انا كلمت اللواء فهمي وعرفته كل الوضع بالتفاصيل
نبيل مقدما له فنجان من القهوة: هو فين يا حسن
حسن ملتقط فنجان القهوة: مش عارف - مقلش – بس قال انه جاي – ولازم ننتظره
مصطفي: اسمع يا حسن – مكتب أمجد في بيته – مش يمكن لو بحثنا فيه نلاقي حاجة
زين بلهفة: ممكن بردوا.
حسن: طيب يله – انا هروح حالا ومش---
نبيل مقاطعا: استني يا حسن – هتقول لعيله أمجد ايه – علشان تدخل مكتبه – وكمان احنا الفجر يا معلم
زين: ازاي نسينا حاجة زي دي – المفروض انهم اخر مرة شافوا أمجد وهو رايح فرح ابن اللواء فهمي وعدي اكتر من 15 ساعة – محدش فيهم اتصل او بلغ عن مشكله – معني كدا انهم مش قلقانين وان اللي شبه امجد دا قال ليهم حاجة مطمناهم عليه - خاصة انهم عرفوا منه ان المهمة خلصت – انا سمعته بيقولهم كدا.
حسن: كلامك عين العقل يا زين – فعلا طنط فاطمة لما بتقلق علي امجد بتتصل عليا – بس لحد دلوقتي متصلتش
نبيل: حسن روح انت ومصطفي – مصطفي يدور في المكتب وانت تشغلهم وتحاول تعرف اخر الاخبار منهم
مصطفي: فكرة حلوة – يله بينا
في الفندق بامريكا 12.30 صباحا
زينة معلقة في الهواء صارخة باعلي صوت لديها – فروحها وحياتها مرهونه بطرف الفوطة الممسكة بها بكلتا يداها -- تتمايل ارجلها في كلا الاتجاهات – تحاول ان ترفع قدميها علي الرف دون فائدة او تثبت قدمها علي الجدار ولكن تتزحلق مرارا وتكرار
طارق يحاول جاهدا ان لا يفلت طرف الفرطة من يده – ولكن مساحة الرف ذات 30 سم ليست بكبيرة تسمح له بحريه الحركة او الانحناء للامام ليلتقط يدها او يعطيها يده الاخري لتتمسك بها.
طارق يصرخ عاليا قائلا: اخرسي مسمعش صوتك – هننكشف الله يخربيتك
فصمتت زينة مجبرة - رغم ان كل انواع الخوف قد تجمعت في قلبها – الخوف من الموت – الخوف علي زوجها – الخوف علي نفسها وعلي جنين رحمها – الخوف من المجهول الذي تواجهه – الخوف من طارق – فاكتفت باغلاق عينها ومستسلمه ومرددة قائله اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله.
اما طارق فظل يجاهد حتي يرفعها ولكن دون فائدة – واي محاولة منه للانحناء للامام فسوف يعرضهما معا للسقوط -- واذا به يسمعها تردد اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله – وعلي الرغم من بكاؤها الذي ادي الي خروج الكلمات بشكل غير صحيح -- في هذه اللحظة تذكر اخر تدريباته في رفع الاثقال – حيث كان يتدرب علي كيفية حمل وزن 100 كيلو بيد واحدة وهو يسير – وهنا غير من وقفته ليعطي جانبة للحائط وامسك بيده ماسورة المياه – وعافر بكل جهدة قائلا يارب حتي رفعها بيده الاخري قليلا قائلا: امسكي الرف بايدك وسيبي الفوطة – مش هقدر اكمل.
زينة بخوف: مش هعرف – انا خايفة
طارق بتعب: علشان خاطر امجد – امسكي الرف بايدك – انا معاكي ومش هسيبك
زينة بعد ذكر خاطر امجد قامت بامساك الرف بيدها وعندما احست باحكامها امساك الرف – تركت الفوطه ومسكت باليد الاخري -
طارق بتعب والم في ذراعة: حاولي تنقلي ايدك لحد ما توصلي للشباك – المسافة قربت خالص
زينة بدموع وانهيار كامل: لا – لا
قام طارق بالسير علي الرف بعد ان اعطي ظهرة للجدار حتي وصل الي شباك الغرفة وقفز بها – ثم مد يده الي زينة طالبا منها ان تمسك يده – فخافت ان تفلت يدها ورفضت.
فقام طارق بامساك يدها عنوة قائلا اسف ثم جذبها بعنف حتي وصلت الي الشباك ورفعها حتي لمست قدماها حافته وقفزت منه الي الدخل متطقعة الانفاس – اما طارق فمسك ذراعة من الالم لحدوث تمزق بالكتف او بالعضلات نتيجة رفعها
زينة شاكرة ربها: الحمد لله – الحمد لله - هنعمل ايه بعد كدا
طارق يلتقط انفاسة الضائعة: البسي البروكة دي
زينة وصوت انفاسها عاليه الي اقصي مدي: نعم.
طارق بتعب وتعجب: مفيش حل تاني – مش هيفع تخرجي بالحجاب وبعدين كل الهدوم اللي هنا مقطعة وملزقة مش هتعجبك – البسي الباروكة علي شعرك -- وبكدا شعرك مش هيبان -- بس يله بسرعة الله يخليكي – قبل صاحبه الاوضة ما تطلع
زينة دخلت الحمام الملحق بالغرفة -- وخلعت حجابها ولفته علي شعرها بطريقة اسبانش --- وارتدت الباروكه علي شعرها المغطي بالحجاب - وانزلت الشعر علي رقبتها – وخرجت من الغرفة وجدت طارق غير من تنكرة بالمكياج واستبدل ملابسة حيث عثر علي ملابس رجالي في الدلفة الاخري من الدولاب.
وبخروج زينة من الغرفة القي اليها طارق نظاره تستخدم للقراءة كبيرة الحجم لترتديها - ووجدت شال خفيف وطويل موجود بين الملابس – فامسكته وضعته علي كتفها الايمن من منتصفه – ثم جذبت طرفيه من الامام والخلف الي اسفل كتفها الايسر وثبتته بدبوس بحيت يظهر كتفها وذراعها الايمن مغطي بالشال والكتف والذراع الايسر غير مغطي ويبرز منه القميص الذي ترتديه
طارق: حلوة فكرة الشال – مخبية كتير من هدومك - هنخرج دلوقتي عايزك تبصي ادامك ولو حد نادي عليكي مترديش وتسبيني انا اتصرف
زينة بتردد: ماشي
في فيلا أمجد 6,30 صباحا
حسن بتردد يحاول ان يداريه: انا اسف يا يحيي اني صحيتك وكمان جاي في وقت زي دا
يحيي بابتسامة: البيت بيتك يا حسن -- وتيجي في اي وقت - اشرب قهوتك – ملف ايه اللي عايزة من مكتب أمجد
حسن وهيا يرتشف القهوة وفي محاولة ليبدوا طبيعا: اصل بتصل علي أمجد مش بيرد وتليفونه مقفول – ودا ملف مهم جدا واللواء فهمي عايزة حالا
فاطمة بتعجب: عجيبه -- بس أمجد بلغني انه مسافر في مهمة شغل واللواء فهمي عارف هو فين.
حسن شرق وهو يرتشف القهوة وسعل كثير قائلا: انا عارف انه في مهمة شغل – بس فيه ملف مهم مع أمجد وبتصل عليه مش بيرد واحنا محتاجين الملف ضروي – ودورنا في مكتبة بالقطاع مش موجود – قلنا اكيد في البيت – لان مش هنقدر ننتظر امجد علي ما يفتح التليفون
وهنا ظهر مصطفي واعطي اشارة لحسن بعدم وجود اي شيئ قد يفيدهم – وكما دخل خرج فارغ اليدين
حسن: طيب سلام بقه يا يحيي – شكرا يا طنط علي القهوة
يحيي باستغراب: والملف.
حسن نظر الي مصطفي ولم يجد اي كلام ليتفوه به فقال مصطفي: اللواء فهمي اتصل عليا حالا وقال لقيناه الحمد لله في الشغل – السلام عليكم
نظرت فاطمة الي يحيي قائله: انا حاسة ان حسن بيداري حاجة علينا
يحيي مطمئنا لفاطمة ولكنة هو الاخر قد تسرب القلق اليه: عادي يا ماما مفيش حاجة - يله اوصلك اوضتك تكملي نوم
فاطمة: هصلي الضحي الاول وبعدين استريح - وانت روح ريح شوية قبل ما تروح الشغل
يحيي: حاضر.
وبعد ان انطلق حسن ومصطفي بسيارته قال لمصطفي: مكنتش عارف تمسك اي ملف وتخرج بيه بدل الربكة اللي كنا فيها – وكانت هتكشفنا
مصطفي: معلش يا حسن نسيت
حسن: حصل خير – يارب يكون اللواء فهمي وصل
مصطفي: يارب
في الفندق 1,30 صباحا
خرج طارق وزينة من الغرفة متجهين منها الي الدور السفلي ومنها الي خارج الفندق دون ان يقابلهم احد او يثيروا الانتباه او الشك
زينة بفرحة بمجرد خروجها من بوابة الفندق الخارجية: الحمد لله هنعمل ايه دلوقتي
طارق ينظر في كافة الاتجاهات: ----
زينة بتفكير: نشارو لاي عربية مين اللي علي الطريق السريع – ونطلع علي السفارة المصرية
طارق بتفكير: بعد شوية هيكتشفوا انك مش موجوده – ومش هينفع الطريق السريع لانهم اكيد هيفكروا زي ما انت فكرتي وهيكونوا منتظرينك عند السفارة – هنمشي في الغابة ومنها نوصل لمكتب تابع للمخابرات هنا – بس باسم مستعار طبعا.
زينة بخوف: هتعرف توصلنا عن طريق الغابة
طارق وهو يخرج هاتفة من جيب بنطلونه: طبعا هستخدم JPS ثم اردف قائلا شكلي نسيت التليفون في الاوضة او وقع مني
زينة بحسرة: وانا تليفوني اتكسر
وقبل ان يجيب طارق لمح ظهور اكثر من سيارة علي الطريق السريع متجهة الي الفندق فجذب زينة الي طريق الغابة مسرعا في خطاه
في بيت الحاج سالم 7 صباحا
بعد صلاة الفجر – حاول الحاج سالم وأمينة النوم – ولم يحالفهم الحظ – وفي نهاية المطاف غلب النوم امينة بعد فترة طويله من الجفاء - وبعد اقل من نصف ساعة قامت تصرخ قائله زينة – زينة -- انت فين يا بنتي
ويترك الحاج سالم المصحف حيث كان يقرا في اياته منذ مكالمة زين في ال 3 صباحا الي بعد ال 7 صباحا -- واقترب منها يهدي من روعها محتضن اياها
الحاج سالم: اهدي يا ام زين – دا حلم.
أمينة لاهثة انفاسها: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الحاج سالم يناولها كوب الماء من مومود بجوار السرير: اشربي واستعيذي بالله
أمينة بعد ان شربت: اعوذ بالله – انا قلبي وجعني علي زينة – اتصل علي زين يا حاج الله يخليك
الحاج سالم بقلق: بتصل من قبل ما تصحي -- تليفونه مغلق واول ما توصلني رساله انه فتح هكلمة تاني
أمينة بهلع: يارب استر
في الغابة الساعة 2.30 صباحا
في الغابة الممتدة المساحة باشجارها العتيقة الكثيفة والشاهقة الارتفاع وتكاد تقارب ناطحات السحاب والتي ربما يمتد عمرها الزمني الي قرابه المائة عام
يجري طارق باقصي سرعة يحاول الابتعاد قدر الامكان عن الفندق --لانهم سوف يرسلون من يفتش ايضا الغابة حيث ان كل الاحتمالات متاحة - -
وتبعه زينة التي لا تعلم الي اين ياخذها طريقها – اياخذها الي الامان مع من اهانها وضربها – ام ربما ياخذها الي زوجها الحبيب الغائب – ام الي مجهول اخر مازال في انتظارها.
ففي كل طريق تسير بيه تجد مخاطر كثير والان المخاطر اكبر واعظم فزوجها ليس معاها وتجري الان مع غريمة الذي يبدوا انه منقذها الان - فماذا تفعل الا الدعاء قائله اللهم اجرني من حولي وقوتي الي حولك وقوتك.
طارق يجري كالحصان ولا يقف في طريقة شيء – ونظر خلفه ليجدها بعيدة عنه واقفة من التعب تلتقط انفاسها المتسارعة مع دقات قلبها النابض بضربات متسارعة ادي تسارع تدفق الدم الي جميع اعضائها وتورد وجهها بكامله ضاغطة علي شفايها بقوة عندما تشعر بالخوف فيظهر وجهها بحمرة طبيعية تذيدها جمالا فوق الجمال
طارق عاد اليها وتأمل منظرها – فهو نفس المنظر الذي كانت عليه عندما كانت في مكتبة – خائفة وضعيفه وجميله - وقد ذادها الضعف جمالا فوق الجمال – ولكن عقله وقلبه الان ليسوا كما كانوا – فقديما كان يتمني ان يكون معها ويعيش لحظاته وحقد كل الحقد علي امجد – والان وجد نفسه يقاوم شيطانه ويدير وجهه عنها وغض بصره -- ربما لان تغير جديا قلبا وقالبا – او ربما لان كلام اللواء فهمي قد اثر عليه وبريد ان يثبت ان ما زال به جزء منير – او ربما لانه شعر ان هذه المخلوقة تفوق الاحترام مهابه فربما خاف منها لخوفها من الله– كيف لها في هذه الظروف تخاف الله وتحترم زوجها الغائب.
طارق عاد الي الواقع علي اصوات نفسها المضطرب قائلا: يله بسرعة
زينة بتعب: احنا بقالنا ساعة بنجري -- خلاص مش قادرة -- وكمان انا حامل
طارق بشد شعرة بقوة محاولا ان يهدأ: يادي الخيبة – طيب احملك – انا بحمل وزن اكتر من 100 كيلو وبجري بيه
زينة بتاكد: لا طبعا – انا هجري -- اهو يله بينا
طارق وكأنه سمع صوتا او همسا قريبا منهم قائلا بهمس: صه - مسمعش صوت
زينة: في ايه
طارق بهمس مقتربا منها: في حد معانا
في امريكا في مكان مجهول الساعة 2.45 صباحا
مجهول رجل: هربت ازاي
مجهول سيده: في ايه
مجهول رجل بعد ان اغلق الهاتف: البهايم اللي كانوا واقفين علي باب زينة بيقولوا ان فيه شخص من خدمة الغرف ضربهم ورماهم في حمام ولما فاقوا رجعوا الاوضة ملقوش حد – شافوا كرسي جنب الشباك طلعت منه للاوضة التانية – اكيد غيرت هدومها وخرجت عادي من غيرما حد يشك فيها.
مجهول سيده لكوبي امجد: انت ازاي تسبها لوحدها وتيجي هنا
كوبي أمجد مشيرا الي الرجل: تعليماته كانت صريحة – اكسر تليفون امجد وزينة علشان محدش يقدر يوصل لينا اول ما اوصل - اسيب زينة للبودي جارد تحرسها
مجهول سيده: بردوا ليه جيت هنا
كوبي امجد: لما كلمته من تليفون الفندق – اديله التمام – امرني اجيلكم هنا – وانا جيت
مجهول سيدة: دا فيها موتكم انتم الاتنين – يله علي الفندق.
في مقر المخابرات 8 صباحا
نبيل بلهفة: عملتوا ايه
مصطفي وحسن في نفس واحد: ولا حاجة - ثم اكمل حسن: البيه قايل لامه واخوه انه مسافر في مهمة شغل
زين: سالوا علي زينة
مصطفي بنفي: لا
زين: يبقوا كدا فاكرين انها عندنا - ولو كلموا ماما - هتقول ليهم انها معايا وامجد في مهمة شغل - كدا تمام الكلام واحد للعلتين
نبيل: انا وزين قعدنا فكرنا في حاجة كدا -- عايزين نقولكم عليها.
حسن بعد ان جلس: خير
زين: شبية أمجد دا كان داخل هنا لمهمة معينة
نبيل بيكمل: الباحث رقم 5 – اكيد اعداء بلدنا -- عايزين يعرفوا ليه الباحثين دخلوا هيئة الطاقة
مصطفي بتوضيح اكثر للاحداث: يعني أمجد الحقيقي هنقول انه اتخطف – وواحد شبه أمجد دخل مكانه – وسرق جهاز حسن بالمرة – بس الهدف الاساسي انهم يعرفوا ليه الباحثين جايين مصر وبيعملوا ايه – واكيد هو عرف كل حاجة دلوقتي – ولا كمان أمجد او شبيه هو اللي ساعده في الدخول والخروج والخروج للبلد عامة وهيئة الطاقة بشكل خاص.
وهنا دخل اللواء فهمي قائلا: حسن اتصل برجالتنا في امريكا وعرفوهم كل التفاصيل -- وابعت ليهم صورزينة يقلبوا الدنيا عليها -- وكمان عرفوهم ان أمجد مش موجود علشان يخدوا بالهم
حسن مسرعا: تمام انا هكلمهم بنفسي
اللواء فهمي: لسه مفيش اخبار عن طارق
مصطفي بحزم: لا لسه
نبيل: هو حضرتك كنت فين.
في الغابه الساعة 3 صباحا
طارق يشاور لزينة بالصمت وان تختبيء وراء احد الاشجار – ثم رفع يده بسرعة ليتلاشي يد اخري تريد ضربه بقوة - طارق بعد فترة صمت والتقاء العيون معا في ذهول قائلا: أمجد
أمجد بذهول: ------
طارق وأمجد بعد فترة من نظراتهم الي بعضهم البعض -- نزلوا ايدهم مبتعدين مسافة ليست ببعيدة – وبنظرات ريبة من طارق الي الواقف امامه الذي اطلق عليه امجد للوهله الاولي قائلا هل هو امجد ام احد الاشباه – ولكن هذا الواقف امامه يبدوا ضعيفا للغاية وشاحب اللون وذات شعرة منكوش --ولحيته طويله وصلت الي منتصف صدرة -- فظ الرائحة ممزق الملابس.
زينة من وراء الشجرة بذهول ولا تصدق عيناها: ------
أمجد او شبيه امجد وضع يده علي قلبه الذي دق بعنف واذا به ينظر الي الاتجاه الاخر حيث تقف زينة ناظرة اليه بذهول ودموع تابي التوقف فقال بفرحة: زينة انت هنا يا حبيتي -- وحشتيني انت بخير
هرولت زينة مسرعة – ليفتح لها ذاك الناطق باسمها قلبه قبل ذراعيه – واذا به يتفاجئ بوقوفها وراء طارق ممسكة بياقة قميصة في خوف
أمجد بغضب ولكن الضعف قد تمكن منه: انت خايفة مني وكمان بتستخبي وراء طارق اللي ضربك – ثم اتجه اليها مقتربا في بطيء
قام طارق بضربه -- فوقع علي الارض – فقام أمجد ليرد له الضربه بضربات رغم ضعفة – ولكن بعد ثواني قليله تمكن منه طارق وضربه بعنف
طارق بتاكيد: انت مش أمجد – انت ضعيف قوي – مش معني انك قريب منه في الشبه تبقي هو
أمجد علي الارض: حظك اني بقالي فترة محبوس -- ويدوب باكل اكل يعيشني ومش متدرب.
زينة باكية: انت مين
أمجد بكسرة نفس وحسرة: انا مجنو يا زينة -- انت ازاي مش عارفاني – ردي عليا
طارق بعصبية: مش هترد عليك لانك لازم تثبت انك أمجد يا معلم – فيه منك تلاته دلوقتي
أمجد وهو يقوم من علي الارض ولم ينتبه الي اخر كلمات طارق: ماشي يا طارق حسابنا لسه منتهاش – بس نخرج من اللي احنا فيه
أمجد توجه بعيونه الي زوجته الباكية وقلبه يتمزق عليها: انا قلبي بيتقطع من دموعك دي اكتر من اللي جري ليا الفترة الي فاتت – ابوس ايدك بلاش عياط
زينة بدموع: لو انت امجد -- قولي حاجة محدش يعرفها غيري انا وأمجد.
أمجد بسرعة: انا بقولك يا زينتي
زينة بغضب: كل الناس عارفة انك بتقول يا زينتي
أمجد بتفكير: ----
زينة بنرفزة: انت مش أمجد -- انت لسه بتفكر – مش عارف اي حاجة حصلت بينا ومحدش غيري وغيرك يعرفها.