رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل الثامن
((لاتتهم الدنيا بأنها ظلمتك، أنت تظلم الدنيا بهذا الاتهام، أنت الذي ظلمت نفسك، أنت الذي أدخلت الخناجر في جسمك باهمالك و باستهتارك وبطيشك ورعونتك))
تحرك بسيارته، ظهرت أمامه من العدم، أوقف سيارته فجأة محاولا تجنب الأصطدام بيه، فلم يستطيع تفادي الأصطدام بها، سقطت أمام السيارة، تأفف بضيق، فهي ليست المرة الاولى تقوم فتاة بالقاء نفسها أمام سيارته في سبيل التعرف اليه...
نزل من السيارة، فوجد الفتاة قد نهضت من على الارض تمسك رأسها بكلتا يديهاوقد أرتسمت على ملامحها الألم الشديد...
كانت ترتدي فستان عاري الكتفين مظهر لمعان بشرتها النقية، تأملها ببطء من رأسها حتى أخمص قدميها، ثم ظهرت أبتسامة متلاعبة على شفتيه، محدثا نفسه، أنها تبدو كأحدى فتيات البار بزيها العاري الذي كان متواجد فيه منذ قليل، مجرد فتاة تبيع نفسها ليلة واحدة، هز رأسه بخفة والأبتسامة مازالت على وجهه متمتا، لما لا...
غمز لها ثم قال: عايزه توصيلة
أومأت رأسها بخنوع وسارت خلفه مشوشة الرؤية وهي تصدر أنينا مكتوم، وهي تتلوى سارت خلفه ببطء، وركبت بجواره، ودون أن تدري ذهبت في طريق لا عودة فيه، وضعت يدها الرقيقة على مقبض باب السيارة من الداخل كدعامة أمان لضعفها، أغمضت عينيها وهي جالسة بجواره، أنطلق بالسيارة...
وهو ناظر للطريق أمامه قال بابتسامة متلاعبة: أسمك أيه
سمعت صوت يناديها، ظلت صامتة للحظات قبل الرد، فقالت بصوت مبحوح: زوزو، ثم همست بشرود، أنا زوزو، كل أحبابي تاركوني، أبي مات وحبيبي هو الأخر، أنا زوزو، شعرت بدوار شديد يجتاحها وألما مبرحا بداخلها، الالم زاد أكثر وأكثر...
لم يكن واعي لعذابها، فهو كان في عالمه الخاص، ومشاهد خاصة تجمعهم...
مد يده نحوها، لمس كتفها العاري، وعندما ظلت ساكنة، تجرأت أصابعه أكثر...
زهرة بفطرتها، أدركت وجود خطأ ما، هي لا تحب ماتشعر، أنتفضت مكانها، فتحت عينيها المغمضتين مذعورة، الرؤية كانت مشوشة أمامها، تراجعت للخلف خائفة، حاول لمسها مرة أخرى...
بصوت أجش من الرغبة: بتبعدي ليه، تعالي قربي جنبي...
هتفت مذعورة، وهي تشعر بالرعب، فطرتها تخبرها بأنها في خطر ولابد أن تفوق لأنقاذ نفسها: أبعد عني، فجأة أصبحت الرؤية ضابيبة أمامها، فأخذت تغلق عينيها وتفتحهما، لكنها لم تستطع رؤية وجهه جيدا فقد كانت مشوشة الذهن...
أوقف السيارة ثم قال بلهجة يشوبها الرغبة: قال أبعد، أنا عارف أشكالك كويس عايزين أيه...
فتحت الباب.. ثم ركضت والدموع تغشى عينيها، ركض ورائها، أنقض عليها مسيطرا بقوة على جسدها وأخذ يلهث بعنف نتيجة ركضه ورائها...
لم يبال بصراخها وبكائها ومحاولاتها للهروب من بين يديه وهو يرفعها لأكمال أنتهاك جسدها، شعر بدموعها تلامس وجنته ولكنه لم يبالي، فهو كان مغيب العقل نتيجة رغبة محرمة...
خرجت منها صرخة مدوية شقت سكون الليل...
بعد فعلته القى جسده على الارض مستغرقا في النوم
أخذ يشهق بعنف عندما رجع من ذكرياته المؤلمة، فهو عندما فاق تذكر كل شيء، كل شيء، لم يكتب له النسيان بالرغم من سكره، بحث عنها كالمجنون لكنها أختفت تماما كأنها شبح لم يكن له وجود...
نهض من على الارض، ثم مسح دموعه، لمعت عينيه بنظرة عزم، ثم خرج من الغرفة
بمجرد دخول زهرة الى شقتها وأغلاق الباب خلفها، القت نفسها على أقرب كرسي وأنهارت...
رن جرس الباب، حاولت زهرة تجاهل الرنين فهي لا تشعر بأنها بخير ولا تريد رؤية أحد، لكن الشخض الموجود في الخارج مصمم على مواصلة الرنيين...
قامت من مكانها بخطى متثاقلة، وفتحت الباب، ومن مكانها دون أن تتحرك، قالت بلهجة خالية تماما من الحياة: نعم ياضحى
ضحى لم تلاحظ برودة ردها، ردت بابتسامة: كريم هيجي يخطبني بكرا، أيه مش هتقوليلي أدخل..
_ أدخلي ياضحي
_ أيه مفيش مبروك
_ مبروك على أيه؟
ضحى أبتسامتها تلاشت عندما شعرت بأنها ليست على مايرام: مالك في أيه؟
ردت زهرة: مليش، أنا كويسة
ضحى بتمعن: ومادام كويسة ومفيش حاجة، ماخدتيش بالك من كلامي ليه، ده أنتي بتسألني مبروك على أيه، مع أني لسه قايللك، مالك يازهرة
زهرة بحدة: بقولك مليش ياضحى، لو سمحتي خلي الكلام ده بعدين، عشان مش فايقة دلوقتي للكلام..
ردت ضحى: خلاص اللي يريحك، خلينا في الكلمتين اللي كنت عايزه أقولهم ليكي، كريم هيجي يخطبني بكرا
قالت زهرة بابتسامة خفيفة: مبرووك ياضحى، أنا مش قولتلك قبل كده ربنا هيعوضك...
ردت عليها مبتسمة: وأهو ربنا عوضني بابن الاصول المحترم، ومش أي حد ده يبقا كريم قريب أكنان
أختفت أبتسامتها عندما ذكرت أسمه.. سألت بعدم تصديق: أنتي بتقولي كريم، كريم اللي أنا أعرفه..
هزت رأسها بالأيجاب: أيوه هو، شوفتي الحظ، أنا مبسوطة أوي أوووي يازهرة، كلام في سرك، من اليوم اللي أنقذني فيه وهو مش بيفارق خيالي، وكنت بقول لنفسي هو فين وأنتي فين، قفزت على قدميها من الفرحة، أنا مش مصدقه نفسي، وهتفت في سرور، وأخيرا اتكتبلي أفرح تاني...
شردت زهرة بحزن، محدثة نفسها، مستحيل أن تخبرها ماحدث له بعد معرفتها بالخطوبة، أخفت حزنها وقالت بابتسامة: مبروك ياضحى...
ضحى بابتسامة مرحة: على فكرة أنتي اللي هتعملي الميك اب بتاعي ومفيش حد غيرك فاهمة، ده أنتي عليكي تزويق، كنتي أشطر واحدة فينا بتزوق وتعمل أحلى ميك اب
زهرة بلهجة رافضة: يااااه ياضحى أنتي لسه فاكرة، ده كان زمان، دلوقتي طلعت موضات جديدة، والواحد محتاج يتعلم عشان يعمل حاجة حلوة
ضحى بأًصرار: مليش فيه قديم مش قديم مفيش غيرك هيزوقني...
هزت زهرة كتفيها وقالت بلهجة مستسلمة: حاضرياضحى، مادام هتكوني مبسوطة
ضحى بصوت مرح: طبعا هكون مبسوطة ومبسوطة أوي...
في غرفة الصالون
قالت أبتسام بحزن: أنت بتقول أيه ياكارم، مش معقول
كارم بلهجة مؤكدة: للاسف يابتسام، نسبة أنه يكسب حضانة البنات كبيرة، بعد الاوراق اللي قدمه، اللي بتثبت عدم أهليتها أنها تربي البنات
كانت رشا واقفه خلف الباب تتصنت عليهم، دمعت عيناها، ثم رفعت كفها لتجفف عبراتها، لمعت عينيها بنظرة غريبة، تركت مكانها وسارت تجاه غرفة بناتها وأغلقت الباب خلفها بهدوء...
أبتسام برجاء: أتصرف ياكارم، دي رشا ممكن يجرالها حاجة لو أخد البنات منها، ده أنا مصدقت حالتها أستقرت ورجعت طبيعية...
رد كارم بتفكير: هشوف كده وححاول أتكلم معاه في مصلحة البنات
أبتسام برجاء: حاول معاه..
كارم بهدوء: هكلمه النهاردة وأحاول أوصل معاه على أتفاق يرضي جميع الاطراف.
أنتهزت سعدة خروج زاهر من المنزل، لتذهب الى غرفته، طرقت على الباب حتى فتحت لها بيسان
رأت سعدة ممسكة صينية عليه طبق طعام غريب الشكل
سعدة بابتسامة: دي أكلة عملتها مخصوص ليكي
سألت بيسان بفضول: هو أيه ده
ردت بابتسامة مصطنعة: دي أسمها عصيدة، أكله مشهورة هنا...
بيسان باستفسار: عصيدة أول مرة أسمع الاسم ده، ودي بقا مكوناتها أيه.
قالت سعدة: لبن ودقيق ومية وحاجات تانية، بس هتعجبك أوي
حاولت بيسان الرفض فهي لا تهوى اللبن: معلش ياسعدة..
سعدة لم تيأس حتى أقنعت بيسان بتناول عدة ملاعق منها
_ كفاية كده ياسعدة وتسلمي أنك فكرتي تدوقيني منها
_ العفو ياهانم، ثم أنصرفت، لتذهب مباشرة الى غرفة صفية...
أول مادلفت سعدة للداخل سألتها بسرعة: أكلت من العصيدة ياسعدة...
سعدة بابستامة منتصرة: أيوه ياستي...
تنهدت براحة.. وهي تأخذ وضع أكثر راحه على مقعدها: أمتى بقا هيطلقها
_ الشيخ فرحات قال في أقرب، وأنا أهو بنفذ كل اللي بيقول عليه وحطيت ليها العمل في العصيدة وأكلته
_ ياريت عشان أنام وأعرف أرتاح
ذهبت زهرة الى غرفتها وألقت نفسها فوق الفراش.. أغمضت عينيها بتعب، وانفجرت في بكاء صامت، الى متى ستدفع ثمن خطيئة لا ذنب لها فيه، تأوهت بألم، الى متى؟
مر شريط ذكرياتها أمام عينيها بتناغم، رأت نفسها طفلة مع والد يدللها بالحب، رأت نفسها عروسا تزف لأكثر الشباب وسامة وشجاعة، وأنجبت منه عشرات الاولاد، وفجاة تحولت ذكرياتها البرئية الى كابوس، الى هذا اليوم الذي سيظل عالقا بداخل عقلها، وجدت نفسها تصرخ وتصرخ، أخذت تجري دون هوادة، والدموع تغشى عينيها، متعثرة الخطى، تكاد لا ترى أمامها، حتى كادت تدهسها سيارة..
ترجل السائق من سيارته، أخذ يسب محدثا نفسه أمتى الواحد ربنا يعفيه من الاشكال الضالة دي، فهذا الطريق قابل فيه هذه النوعية كثيرا، لكن مكان عمله كطبيب يجبره الى خوض هذا الطريق، توقف سبابه عندما رأى أمامه طفلة شبه عارية ممزقة الثياب والدماء مغطية قدميها وجسدها مغطي بالكدمات، شهق بعنف، توقف لسانه عن الكلام من صدمة ما رأى وجد نفسه يقول: أنتي بخير يابنتي..
نظرت زهرة له بصمت، كلامه أعطى لها الاشارة لكي تفقد نفسها وتدخل في حالة من الصراخ الهستيري، لتسقط فاقدة الوعي أسفل قدميه
هتف بصدمة: أسترها من عندك يارب وعدي الليلة دي على خير، قام بحملها، عندما لم تستجيب لمحاولة أفاقتها، وأتجه بها الى المستشفي...
دلف الى المستشفى وذهب بها الى غرفة الطوارىء، سألته ندى بفضول: مين دي
قال أديب: بنت أغمى عليها قصاد عربيتي، وأشك أنها أتعرضت لمحاولة أغتصاب، بعد الكشف كله هيبان...
ندى شهقت: بس دي باين عليها لسه عيلة...
تم الكشف عليها ونقلها الى غرفة خاصة، وعندما أستيقظت، للحظات، سألتها الممرضة عن أسمها.. لتفقد الوعي مرة أخرى، ومن خلال الاسم توصلت الشرطة الى العنوان، وتم أبلاغ أهلها عن توجدها في مستشفى الهلال، ذهبت هدى الى المستشفى وقلبها يتأكله الخوف على أبنتها الوحيدة، فهي أختفت فجأة ولم تعلم أين ذهبت...
هدى بلهجة مرعوبة: بنتي مالها يادكتور..
تردد أديب بأخبارها..
كررت هدى كلامها: بقولك بنتي مالها...
أديب بلهجة مواسية: كل شيء مقدر ومكتوب واللي حصل لبنتك مقدر ليها تعيشه
هدى بصراخ: بنتي ماتت
أديب هز رأسه نافيا: لا مش ماتت
هتفت بانفعال: أومال مالها.
رد عليها قائلا: بنتك أتعرضت لحالة أغتصاب، ودلوقتي في غيبوبة
لطمت هدى على وجهها وهي تصرخ: أاااااه يابنتي أااااه، لم تتحمل هدى الصدمة، فسقطت فاقدة الوعي...
تقيد الحادثة ضد مجهول وتخرج زهرة من المستشفى مغتصبة مع أم مشلولة...
ذهبت الى شقتها، لكن نظرات الناس لم ترحمها، عندما علموا ماحدث لها، فهي في نظرهم خاطئة، عندما علمت بحملها حاولت أجهاض نفسها لكن حملها كان متقدم فهي أكتشفته متأخرة، باعت الشقة، وتركت المنطقة وسافرت الى مصر هي ووالدتها، غيرت من شكلها منتحلة هوية زهرة الدميمة...
في يوم أتاها أتصال من ضحى، فهي الوحيدة التي كانت تتصل بيها، هي الوحيدة التي تعلم بمكانها...
زهرة ببكاء: أنا تعبت أوي ياضحى، وخلاص مش قادرة أستحمل
ضحى بقلق: حصل أيه...
زهرة من بين دموعها: صاحب البيت استغلالي وغلى عليا الايجار، وأنا الفلوس اللي بتطلعي من الشغل مش مقضيه المصاريف...
فكرت ضحى للحظات في مشكلتها.. هتفت قائلة: أنا عندي حل...
قالت بسرعة: قوليلي عليه
ضحى بهدوء: في شقة عندنا في الدور الارضي أيجارها مش كبير، وأنا هكلم بابا أنه يقلل الايجار شوية كمان لما أقوله أنك بنت وأمها مريضة ومقطوعين من شجرة...
زهرة بلجلجلة: بس خايفة حد يعرفنا
ردت ضحى بلهجة واثقة: ومين هيعرفك بشكلك ده، ده أنا معرفتكيش من الصورة اللي بعتيه ليا...
زهرة بتردد: خايفة حد يعرف ماما
_ ومين هيشوفها من الاساس وهي مش بتعرف تتحرك، ومفيش حد من أهلي شاف حتى والدتك...
_ سيبني أفكر شوية
_ في الوقت اللي هتفكري فيه أكون كلمت بابا عن الشقة، سلاااام
عادت من ذكرياتها على صوت مواء ماشا وصغارها..
زهرة بلهجة متألمة وهي تحتضنها: أاااه ياماشا، كله سابني ومبقاش ليا غيرك أنتي وولادك، همست بشرود، فاكرة ياماشا أول ماشوفتك، قطة صغيرة تعبانة وكنتي حامل، فكرتيني بنفسي، لما كنت لوحدي وفي نفس وضعك وفي أيام كنت بحس أني خلاص هموت، لما بصيتي ليا وجمسك كان بيرتعش من البرد صعبتي عليا ولما شيلتك وعرفت أنك حامل مقدرتش أسيبك، لمعت عينيها بالدموع وهي تتذكر، ولما تعبتي وعرفت انك حامل في أتنين، شوفت نفسي فيكي، حاولت أعوض حرماني عن طريقك...
زاد مواء ماشا، ضحكت زهرة بألم: أنا نسيت خالص العشا بتاعك، هقوم أحضرلك الاكل...
طرقت أبتسام على باب غرفة أبنتها، لتخبرها بوقت العشاء..
عندما لم تأذن له بالدخول، شعرت بالقلق.. فقامت بفتح الباب ودلفت الى الداخل، لم تجد أبنتها في الغرفة، لفت نظرها منظر خزينة الملابس مفتوحة وخالية...
أبتسام بهلع: روحتي فين يارشا، ثم جريت مسرعة باتجاه غرفة البنات، فلم تجدهم وأيضا خزينة ملابسهم فارغة، أمسكت هاتفها وأتصلت برقم أبنتها، سمعت جرس هاتفها أتي من غرفتها، ذهبت الى غرفتها مسرعة، فرأت الهاتف ملقي على السرير
صاحت بانفعال: معتزز
دلف معتز الى الغرفة مذعورا: في أيه تاني
_ أختك والبنات مش موجودين، ودولايب هدومهم فاضية، وتليفونها هنا
_ تلاقيها راحت شقتها..
ابتسام بلهجة يشوبها القلق: طب روح شوفها هناك ولا لأ، وعندما رأته مازال واقفا في مكانه، روح يابني الله يخليك، أنا قلبي مش مطمن...
رد معتز: حاضر، هلبس وهنزل أروح أشوفها
أبتسام بقلق: أول ما توصل هناك طمني
رد قائلا: هتصل علطول
عندما وصل معتز الى شقة أخته، رن على جرس الباب وتفاجىء باأحمد أمامه وهو يتثائب
معتز بارتباك: هي رشا والبنات جوا.
أختفى نعاسه فجأة ثم قال: مين اللي جوا، مفيش حد جوا
معتز همس قائلا: أومال هتكون راحت فين بالبنات دلوقتي...
تحدث أحمد بغضب: مين دي اللي أختفت، فين بناتي يامعتز
معتز بتوتر: معرفش فين، مرة واحدة أختفت من الشقة ومعاها البنات وسابت تليفونها في الشقة...
سمع أحمد رنين هاتفه.. الرنين مازال لم يتوقف...
رد أحمد بضيق: وعالله تطلع تمثيلية، رأى رقم غريب
_ ألو..
سمع صوت ضحك.. ثم قالت: واحشتك صح
أحمد بغضب: فين البنات يارشا
هتفت بانفعال: بناتك مش هتشوفهم خالص يااحمد، بتحلم لو أخدتهم مني، ثم أغلقت الهاتف
سأل معتز: رشا اللي كانت بتكلمك، مقلتيش ليك هيا فين
أمسك أحمد في ملابس معتز، قال بغضب: دي تمثلية طبخنها سوا عشان تختفي بالبنات، دي بتقول عمرك ماهتشوف البنات
نزع يديه بعنف من ملابسه، وهتف في وجهه: مفيش تمثيلية، أحنا منعرفش هي فين، ثم قال عدي الليلة دي على خير...
هتف فيه أحمد: تقصد أيه بكلامك
تجاهل معتز الرد عليه، ثم خرج مسرعا من الشقة
أتعلم يا حبيبي
إني لأحسد نفسي عليك بأن أصبحت من نصيبي
عندما تبتسم أشعر بأن الكون بأسره هو ملكي
أنت عالماً لم أرى له مثيل
وفي داخل غرفة عروستنا
سألت زهرة ضحى بلطف وهي تقوم بوضع الميك أب على وجهها: بتحبيه..
بدون أن تنظر لها قامت ضحى من مكانها وتحركت مبتعدة عنها، لتقترب من الشباك، ونظرت الى السماء تتأمل لمعان النجوم فيها، بعد أن أخذت نفس عميق غمغمت: هتصدقيني لو قولتلك أه بحبه، وخايفة أوي من الحب ده
تركت زهرة ملمع الشفاه الممسكة بيه بيدها على الطاولة، وأقتربت منها، أخذت تنظر الى وجهها الذي شحب مرة واحدة
سألتها زهرة: أيه اللي خلاكي تقولي كده..
ضحى بتردد: حساه كتير عليا، حسه أني مستاهلش واحد زيه، هو أبن مين وأنا بنت مين، خايفة مكنش مناسبة ليه، خايفة حبه ليا يروح ويجي عليه وقت ويعايرني...
هزتها زهرة بعنف، ثم قالت بغضب: أنتي مش ضعيفة فاهمة، خليكي واثقة في نفسك، لو هتفكري من دلوقتي أنه أحسن منك، يبقا بلاش الجوازة دي، بطلي ضعف.. أنتي اللي أحسن منه، مش هو، حطي ده في دماغك...