رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثالث
( صغير يا هذا القلب وكبرت من الألم)
تحدث بسام بصوت جهوري:
-ماهي كوسة هنا في الكافيه.
جعلها تنتفض مذعورة تاركة ماتفعله.
التفتت له متسائلة بضيق:
-خير يابسام، حدثت نفسها متمتمة، هو اليوم باين من أوله، الهمني الصبر يارب.
رد عليها بتهكم:
-كل خير طبعا.
ردت عليه بحدة:
-خلاص مادام كل خير، أمشي من هنا عشان أشوف شغلي.
بسام بسخريه:
-ده أحنا طلع لينا صوت وبقينا نتكلم بثقة، أوعىي تكوني فاكرة إللي شوفتيه هيخليكي تلوي دراعي.
أصابها التعب مما يحدث معاها فقالت ببرود:
-أنا مش هتكلم وأقول حاجة، إللي بيحصل بينكم شئ ميخصنيش وانتو إللي هتشيلو ذنبه مش أنا، أنا علطول ماشية جنب الحيط ومش بتاعت، مشاكل فخليك متأكد إني عمري ما هتكلم خالص ولا أقول لحد من أهلها.
بسام نظر لها بقسوة:
-وإنتي تعرفي أهلها منين؟
ردت زهرة بترددة:
-اخواتها شوفتهم كام مرة هنا في الكافيه، مش هتكلم خالص صدقني و شيلني من دماغك بقا.
بسام ضحك بسخرية:
-ماأنا متأكد إنك مش هتفتحي بؤك خالص بعد اللي هقوله ليكي.
عقدت بين حاجبيها بعبوس:
-تقصد إيه بكلامك؟
أجابها بنبرة غليظة:
-قصدي أنا إللي بقيت لوي دراعك، لو مسمعتيش كلامي هفضحك.
زهرة تشنج جسدها بانفعال، عندما سمعت كلامه، سألته بقلق:
-أيه الكلام اللي بتقوله ده؟ وفضيحة أيه إللي بتتكلم عليه؟
أخرج بسام من جيبه عدة أوراق ووضعها أمام عينيها ضاحكًا بسخرية:
-بصي كويس عارفة دول يبقوا أيه.
سألت بعدم فهم:
-عارفة طبعًا، ودول أيه علاقتهم بالكلام إللي بتقوله.
ابتسم بسام بشماته:
-ما الكام ورقة دول إللي هلوي بيهم دراعك.
تنهدت بارتياح لوهلة، أعتقدت أن سرها انكشف ثم تملكها القلق مرة أخرى قائلة له:
-جيب من الأخر يابسام تقصد أيه بكلامك؟
بسام بابتسامة خبيثة:
-دول فواتير إنتي مضيتي عليهم.
سألت زهرة بحيرة:
-وهما بيعلمو معاك أيه أصل، مش المفروض يكونو في مكتب مدام شهيرة.
تحدث بسام ببطء شديد:
-اه ما أنا هحطهم بس بعدين.
زهرة بضيق من تلاعبه معها:
-هات من الآخر.
رد عليها بهدوء:
-بص ياأخ زهرة الفواتير دي مضروبة.
زهرة بصدمة:
-فواتير أيه اللي مضروبة، أمسكت الفواتير من يده ونظرت فيها بتمعن قائلة الفواتير سليمة.
رد عليها بابتسامة صفراء:
-مضروبة عشان أًصل الأسعار معايا، عندك البن اليمنى العشرين كيلو مكتوب عندك في الفاتورة تلات تلاف وفي الأصل من المصنع بألفين ونص بس وعندك كل الأنواع متزود عليها في الفلوس من خمساية ل ألف والفواتير بأمضتك.
زهرة نظرت له بصدمة:
-إزاي؟
-أزاي دي سر المهنة، يعني بؤك ده هيتقفل نهائي.
زهرة بانفعال:
-دي سرقة بأسمي، أنا هقول لمدام شهيرة ثم تحركت ناحية الخارج،
وقبل خروجها أمسكها بسام بعنف ..قائلا ببرود:
-وإنتي متوقعة إنها هتصدقك، لما تكتشف أن السرقة دي بقالها شهور أول ما أديت لكي الأمان وخلتك المسئولة عن إستلام أي طلبية بخصوص الكافية وأقل حاجة تعملها إنها تبلغ عنك.
نظرت له مذهولة هل السيدة شهيرة من الممكن تصديق هذا وتقوم بالتبليغ عنها، لما لا فالفواتير بإمضائها، سألته وهي تشعر بالإنهيار، أنت ليه بتعمل معايا كده، أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا كده.
رد عليهابحقد:
-هو حظك إللي خلاكي تشتغلي هنا في الكافيه، بعد ماكنت الكل في الكل جيت واحدة زيك ولا تسوى تشد البساط من تحت رجلي.
قالت وعيناها لمعت بدموع الظلم:
-بس ده مش ذنبي.
رد عليها ببرود:
-ذنبك عشان اخدتي مكاني.
-ليه دلوقتي جاي تقولي والسرقة بقالها شهور بأسمي.
هو أنا مكنتش ناوي أقول وقلت إنتي ونصيبك تكتشف المدام السرقة وتتحاسبي و يبقا أنا خسرت الواجهة إللي بسرق بأسمها أو تفضل على عماها... بس إللي خلاني أقولك إللي حصل امبارح واتأكد أن بؤك ده مش هيتفتح تاني، سلااااام يا أخ وقبل خروجه، اه نسيت أقولك نصيبك هيبقا محفوظ في الطلبية الجايه.
بمجرد خروجه انهارت جالسة على الأرض، تخفي وجهها بكلتا يديها متمتمه ببكاء: يالهوي أروح أقولها ولا مش أروح، أعمل أيه في المصيبة دي، أهدي كده يا زهرة وفكري بالعقل، لو رحتي تقولي لمدام شهيرة على إللي بيحصل ممكن مش تصدقك وممكن تصدقك، بس مفيش مجال إنها تتهمك عشان إنتي مش لوحدك إللي هتروح في الرجلان، نهضت من على الأرض وعينيها لمعت بالعزيمة فهي ستحاول إيجاد حل لتخرج نفسها من هذه الورطة.
تقصد أيه بأنك عايزها، دي مش من نوعك خالص، فرق السما والأرض بين البنات اللي تعرفهم.
قطب بين عينيه قائلا بهدوء:
-مش ده إللي أقصده.
رده أثار فضوله:
-اومال أيه إللي أنت عايزه منها.
هكون عايز أيه من واحدة زي دي يازكي.
ماهو أنا لو عارف مكنتش سألت.
نظر أكنان إلى فنجان القهوة ومرر ابهامه على حوافه بهدوء مستفز.
هتف زاهر مستوعبًا:
-عايزها تعملك القهوة صح الكلام.
نظر إليه قائلا بلهجة حازمة:
-صح الكلام أنا عايز البنت دي تعملي قهوتي أول ما اصحى من نومي وكمان في الشركة.
بس أنت عندك طقم طباخين على أعلى مستوى وبشهادات خبرة على مستوى عالمي، ليه البنت دي بالذات.
رد عليه أكنان بحدة:
-قهوتها عاجبتني، روح يلا كلمها وأعرض عليها أضعاف أضعاف إللي بتاخده هنا، أنت لسه قاعد، يلا يا زاهر روح اتفق معاها دلوقتي.
قام زاهر من مجلسه وتوجه إلى حيث توجد زهرة.
زاهر مناديا اياها عندما لم ترد عليه من أول مرة
-يا أنسة.
زهرة ردت بشرود:
-نعم حضرتك.
تحدث زاهر بلهجة عملية:
-عايزك في شغل.
زهرة بعبوس:
-شغل أيه إللي عايزني فيه؟
رد عليها بلهجة عملية:
-هو عرض شغل مغري عند أكنان بيه.
زهرة باستفسار:
-عرض ايه ؟
تحدث زاهر:
-هتسيبي المكان هنا وهتشتغلي عند أكنان بيه هتعملى ليه القهوة بتاعته ثم قال لها رقم مرتب خيالي لم تكن تحلم بيه.
عينيها لمعت عندما قال المرتب، حدثت نفسها بأن هذا المرتب سيغير حياتها للأحسن ولن تقلق بعد اليوم عن كيفية سد احتياجات المنزل كل شهر لكنها لا تستطيع القبول بهذا العرض وترك المقهى وهي عرضة في أي وقت للحبس بسبب التلاعب في الحسابات.
عليها أن تظل في الكافيه حتى تستطيع إثبات برأتها، فهي قررت إقناع بسام إنها تريد المشاركة معاه في سرقة المحل حتى تستطيع إثبات تورطه.
تحدث زاهر بثقة:
-موافقة طبعا، ثم أخرج من جيبه كارت، الكارت ده فيه عنوان الشركة إللي هتيجي فيها بكرا الصبح عشان تمضي العقد.
تفاجأت زهرة بالكارت موضوع في يديها، رفعت رأسها و نظرت له بضيق من ثقة أمثاله:
-أنا مش موافقه.
ردد كلامها مذهول:
-مش موافقة إزاي مفيش حد يرفض عرض زي ده.
أجابته زهرة ببرود:
-ليه بقى هو الناس اللي زينا مش من حقهم يرفضو.
ليرد عليها زاهر بنبرة أشد برودة:
-على فكرة إنتي الخسرانة برفضك العرض إللي عمره ما يتعوض طول حياتك، في زيك بآلاف يتمنو الشغل عنده، ثم تحرك ناحية الباب.
زهرة مناديه:
-نسيت الكارت بتاعك.
رد بلامبالاة:
-خليهولك.
وصل زاهر عند الطاولة ثم جلس في مقابلة أكنان
سأله أكنان:
-البنت قولتلها تيجي أمتى.
تردد زاهر في الرد عليه:
-البنت مش هتيجي، رافضة الشغل.
أكنان بانفعال:
-رفضت أزاي أزاي ترفض من الأساس.
في محاولة لتلطيف الجو قال:
-عادي دي بنت اصلا متلقش تيجي تشتغل عندك .
تحدث أكنان بغضب:
-هي تطول، هي متعرفش هتشتغل عند مين.
رد زاهر بهدوء:
-وهعترف إزاي، هي أخر معلوماتها أكيد المكان إللي عايشة فيه.
ضرب أكنان بقبضة يده على الطاولة بغضب:
-أزاي تتجرأ وترفض عرض من عروض القاسي، آلاف يتمنو يشتغلو عندي أي حاجة، متجيش حتت بنت ولا تسوى تقول لا.
زاهر بلهجة مهدئة:
-زي مابتقول في منها كتير يتمنو يكونو مكانها.
أكنان بقسوة:
-وانا بقى مش عايز غير البنت دي.
قال زاهر:
-سيبك منها في غيرها كتير.
رد أكنان بغضب:
-لأ وهتيجي تشتغل عندي وكمان تطلب الشغل وهي مذلولة.
أمتلك زاهر أحساس بالعطف تجاه الفتاة، فأكنان لا يعرف كلمة لا في قاموس ومن يحاول الوقوف أمامه يدمره تماما، قال له: البنت غلبانة سيبها في حالها.
أغتاظ منه أكنان فقال بغضب:
-أخرج برا الموضوع يازاهر وملكش فيه.
زاهر حرك يديه في الهواء بيأس ثم قال:
-أنت حر أعمل اللي يريحك، أنا خارج أستناك فى العربية.
تحدثت بضيق:
-بردو صممت على إللي في دماغك وقولتلها على موضوع الفواتير والسرقه اللي بتحصل بإسمها، البت دي مش سهلة وممكن تقول لمدام شهيرة.
بسام رد بلامبالاة:
-هتقولها أنا بسرقك بس مش أنا إللي بسرقك، مستحيل طبعا هتصدقها، وتودى نفسها في داهيه كل حاجة بإسمها، والراجل مندوب المصنع لما اتفقت معاه كنت بداري وشي كل مرة بقابله ومفهمه أن كل إللي بيحصل هي إللي مخططه ليه ومفهمه أنها عايزه كل ما يقابلها يتعامل معاها عادي والكلام في الفلوس معايا انا ومستحيل تثبت أن ليا علاقة بالسرقة.
سألته بحيرة:
-أيه بس إللي خلاك تتكلم دلوقتى.
رد بسام:
-بسبب موضوع أمبارح وكمان الراجل مندوب الشركة شكله طمع في فلوس أكتر وباين عليه هيعمل شوشرة، فأنا قررت أضرب عصفورين بحجر واحد وأبلغ عنهم وعن السرقة إللي بتحصل والشاطر فيهم يقدر يثبت إني متورط وهقول برئ يابيه.
تحدثت بخوف:
-ما هي هتتكلم وتفضحني لو اتحبست واخواتي هيدبحوني.
رد بابتسامة مطمئنة:
-متخافيش يا سوسو، لما أعمل كده هنكون اتجوزنا.
سماح بفرحة:
-بجد خلاص ناوي تيجي تتقدم ليا.
بسام بابتسامة صفراء:
-طبعا ياسوسو ده إنتي روحي.
بعد فترة كان زاهر يقود السيارة في طريقه إلى الشركة ومن خلال المرأة كان يرى شتى الإنفعالات على وجه أكنان ما بين الغضب والعبوس، ألتزم زاهر الصمت وظل الصمت سيد الموقف حتى وصولهم أمام باب الشركة.
وفي داخل مكتب أكنان
قال زاهر:
-أنا هخرج أشوف أحوال الأمن في الشركة.
ملامح أكنان مبهمة عندما تحدث:
-أستنى يازاهر.
-نعم يا أكنان
-عايزك تشتري الكافيه.
نظر زاهر له بدهشة:
-عايز تشتري كافيه الزنبقة السوداء.
هز أكنان رأسه قائلا بلهجة قاسية:
-أيوه يازاهر، أشتريه بأي طريقة وبأي ثمن.
تحدث زاهر بلهجة عملية:
-أعتبر نفسك من النهاردة صاحب الكافيه.
قال أكنان بهدوء:
-هو ده الكلام النهاردة يكون الكافية بأسمي.
هز زاهر رأسه بالإيجاب.
نظر لها أكنان قائلا:
-أشوفك بالليل على خبر أني بقيت صاحب الكافيه.
ثم أشار له بلإنصراف وبمجرد خروج زاهر، قام بالاتصال بدينا، فهو التقاها في آخر سهرة له وشعر بانجذاب تجاهها، إزيك يا ددين
دينا بلهجة سعيدة:
-كويسة، أخيرًا أتصلت أنا كنت بحسبك نسيتنى.
-لا طبعا إنتي على بالي من أول مرة أتقابلنا فيها.
-لو كنت على بالك كنت رديت على مكالمتي ليا.
تحدث أكنان بحدة خفيفة:
-كنت مشغول.
عندما لحظت حدة رده قالت بدلع:
-بس أنت وحشتني اوي.
قال أكنان: أنا عندي عشاء عمل النهاردة، عايزك معايا النهاردة فاضية.
ردت عليه بضحكة خفيفة:
-لو مش فاضية أفضى ليك مخصوص.
أخذ ينقر بخفة فوق طاولة مكتبه:
-هبعت ليكى السواق على تسعة بالليل تكوني جاهزة في الميعاد.
ردت دينا بدلع:
-وقبل الميعاد كمان.
أكنان بصوت عميق أجش:
-سلام.
دينا بضحكة خفيفة:
-باي باي ثم وضعت الهاتف على الطاولة وانفرجت أساريرها عن ضحكة خفيفة.
روجينا بفضول:
-شكلك كأنك وقعتي على كنز.
دنيا بابتسامة:
-ده أنا الدنيا ضحكت ليا ...مش وقعت على كنز انا وقعت على اللي اكبر من الكنز.
روجينا بحب استطلاع:
-شوقتيني أعرف أيه إللي فرحك كده وكنتي بتكلمي مين؟
ردت بابتسامة:
-كنت بكلم أكنان.
روجينا بصدمة:
-أكنان تقصدي أكنان بتاع مجموعة شركات القاسي.
هزت دينا رأسها:
-أيوه هو.
روجينا سألتها بلهجة حاسدة:
-واتقابلتو إزاي، وامتى، مقولتليش يعنى ياسوسة إنك قابلتيه قبل كده.
ردت دينا بابتسامة:
-اتقابلنا في حفلة خاصة كنت بغني فيها، وطول السهرة كنا مع بعض.
تحدثت روجينا بغيرة:
-يابختك، بقولك ديدي عايزه منك خدمة صغيرة أوي.
دينا بسؤال:
-خدمة إيه إللي عايزها، إنتي عارفني مش بعمل حاجة ببلاش.
روجينا قالت:
-عارفة وخدمتك مردودالك.
دينا باستفهام:
-قوليلي بقا عايزه أيه؟
روجينا برجاء:
-عايزاكي تعرفيني على المز اللي مع أكنان علطول.
تقصدي زاهر
ايوه هو مفيش غيره بصراحة انا معجبة بيه من زمان بشوف صوره علطول مع أكنان، سرحت روجينا في هيئته وهمست حالمة ده احلى من نجوم هوليود وبوليود، إنتي تعرفي أن اللي لون عينيهم عسلي قلبهم طيب اوي وهو طيب بس مش مبين.
دينا بفضول:
-ما دام ليكي في ألوان العيون لون عينين أكنان الاسود بيحكي بيقول إيه.
عدت روجينا على اصابعها وهي تقول:
-عصبي، غير صبور ثم ضحكت وكمان بيتميزو بقوة العاطفة.
دينا ببتسامة:
-خلاص انا هتصرف وهخليكي تقابليه، المقابلة عليا والباقي عليكي وانتي وشطارتك وحقك محفوظ deal.
روجينا بابتسامة ماكرة:
deal-
ذهب زاهر إلى مكتبه وقام باتصالاته، وعرف أن المقهي معرض أن يحجز عليه البنك في أي وقت وأنه عليه ديون كثيرة، أرتسمت على وجهه ابتسامة ظافرة، فعمليه الشراء نتيجة هذه المعلومات لن تستغرق عدة ساعات، فقرر الذهاب الآن إلى السيدة شهيرة وأن يعرض عليها شراء الكافيه في مقابل تسديد ديونها وأيضا حصولها على شيك بالملايين، وهو في طريقه للخروج من بوابة الشركة، وجدها أمامها تتبختر في مشيتها بأناقة، مرتدية بدلة كريمية اللون مبرزة جمالها أكثر، تسمر في مكانه للحظات شاردا متأملا أيها باشتياق، وفجأة يتحول وجهه لنيران مشتعلة عند ظهور كريم وقيامه بإمساك يدها والضغط عليها.
تحدثت بيسان بدلع:
-يلا بينا يا كيمو.
غضب بلا حدود سيطر عليه عند سماعه نطقها لفظ التحبب خارج من شفتيها.
بيسان نظرت إلى زاهر الذي مازال واقف مكانه تحدثت ببرود:
-وسع الطريق عشان نعرف نعدي.
زاهر جز على اسنانه بغضب:
-اتفضلي يا هانم.
ثم خرج من بوابة الشركة هو يدق على الأرض بغضب.
نظر كريم خلفه وعند تأكده من تمام رحيله، ضحك بنبرة عالية:
-ههههه شوفتي منظره الغيرة كانت هتنط من عينيه، ده كان عامل زي القنبلة الموقوتة لما شافني ماسك ايدك.
سألت بأمل:
-بجد ياكريم هو شكله غيران عليا.
اجابها كريم بجدية:
-ايوه يا بنتي دي نظرة دنجوان قديم.
ضحكت بيسان على رده:
-طيب ياحضرة الدنجوان بالنسبة لنظرة حضرتك الخبرة، ممكن تجاوبني على سؤالي هو منظره دلوقتي بيقولك إيه؟
تصنع كريم نظرة التفكير العميقة:
-بالنسبة لنظرة خبير زي متمرس في أمور الحب اقدر اتكلم واقولك.
نغزته بيسان بحدة في صدره قائلة بغيظ:
-هات من الاخر يا بارد.
كريم بزعل مصطنع:
-اااه ياقلبي، القلب اللي كله حيوية وحب يتقال عليه بارد.
كلامه أثار سخطها:
-هات من الاخر بيحبني ولا لأ.
الهزل اختفى ليتكلم بجدية:
-بيحبك.
بجد ياكريم بيحبني.
ايوه بجد وانا متأكد من كلامي هندرد برسنت.
تمتمت بيسان بحزن:
-بس هو قالي زمان إنه بيحبني زي أخته وعمره ماهيفكر فيا كحبيبه وهو اصلا السبب في سفري واني اكمل دراستي برا.
تكلم كريم بحب:
-كل ده عارفة انتي قولتيه ليا، بصراحة يابسبوسة انا مش جيت مخصوص عن الصفقة الجديدة كان ممكن اي حد غيري يجي مكاني.
سألت بيسان:
-أمال جيت ليه؟
نظر لها بحنو:
-عشانك إنتي يا بيسان، عشان طول السنين اللي كنتي عايشة فيهم معانا نظرة الحزن مكنتش بتفارق وشك، فأنا قررت أشوف البني أدم السبب المسئول عن حزنك، عشان اخلص عليه وانتقم منه.
قالت بذعر:
-لا مش عايزاك تخلص عليه.
نظر لها بابتسامة ماكرة:
-مادام مش عايزني أخلص عليه، يبقا تخليني افكر إزاي أخليه يعترف بحبه ليكي.
تمتمت بيسان:
-أنت بتقول أيه ياكريم.
رد كريم:
-اللي سمعته، بس انتي تسمعي كلامي في إللي هقوله ليكي، هخليه يطلب منك العفو والسماح على اللي عمله معاكي زمان، وانتي بقا وقتها تعملي إللي تحبيه.
قالت بعدم تصديق:
-بجد ممكن زاهر يقولي بحبك، ممكن يقولي عايز اتجوزك.
رد كريم بثقة:
-متأكد أوي، إنتي إزاي مأخدتيش بالك من نظراته ليكي، سهل أوي تخليه يرفع الرايا البيضا ويعترف ليكي، زمان كنتي صغيرة دلوقتي لا وتقدري تخليه يقولك تتجوزيني مش يقولك بحبك، بس إنتي اسمعي كلامي.
قطبت بين حاجبيها بتركيز عميق ثم قالت:
-وانا معاك في اي حاجة، خلينا ورا الفشار لحد باب الدار.
كريم بابتسامة:
-ألفاظ بيئة بيئة.
انتظرت زهرة ميعاد انصرافهم وتحدثت مع بسام بخصوص نسبتها.
قالت زهرة بإصرار:
-نسبة الاتنين في الميه قليل اوي،أنا عايزه خمسة في الميه، بصراحة كلامك معايا جاه في وقته وبعد ما فكرت كويس لقيت المثل والمبادئ مش بتأكل عيش ولا هضمن اجيب بيهم علاج أمي.
رد عليها بسام:
-تمام وأنا موافق، الطلبيه الجديدة هتكون ليكي نسبة العشرة في المية.
نظرت له ببرود:
-تمام ثم أنصرفت بعدها مباشرة، حاملة ماشا بين ذراعيه، عائده لمنزلها.
وبعد مرور عدة أيام، عملت بيسان في الشركة تحت إلحاح منها، حتى يكون زاهر أمام عينيها لتستطيع تنفيذ خطتها وأكنان أستمر بالخروج مع دينا بصفة يومية.
تفاجأة زهرة بطلب مادام شهيرة لها وأنها تريد الكلام معاها في أمر هام.
تحدثت شهيرة بأعصاب ثابته:
-بصي يا زهرة أنا المفروض كنت قولتلك الكلام ده من كام يوم، بس مكنتش فاضية بصفي وببيع كل إللي ورايا عشان خلاص ناوية اسافر أعيش مع إختي في إيطاليا.
نظرت لها مصدومة:
-مسافرة طب والكافيه.
ردت شهيرة بهدوء:
-بعته من كام يوم، الكافيه كان عليه ديون كتير وبصراحة جالي في عرض مغري فما صدقت ووافقت على البيع.
زهرة تأثرت بشدة بخبر البيع:
-طب وأنا.
أجابتها شهيرة بتوتر:
-بصراحة يا زهرة الكافية المالك الجديد قرر يقفله وبيقول هيفتح حاجة تانية، وعشان كده كل اللي شغالين في الكافيه معايا، كل واحد هياخد شهر مكافأة، ثم أخرجت من درج مكتبها مبلغ مالي، خدي يازهرة ده شهر مكافأة ومع مرتب الشهر ده كمان.
نظرت زهرة للمبلغ الموضوع على سطح المكتب بكأبه وقالت:
خلاص يا مدام الكافية هيتقفل.
ايوه يازهرة خلاص كل الحسابات اتصفت والمالك ناوي يقفله.
والمفروض هتمشي أمتى.
من بكرا يا زهرة، الكافيه هيتقفل من بكرا.
ردت زهرة مذهولة:
-بكرا بكرا، حدثت نفسها بهمس، أعمل إيه دلوقتي مع بسام والفواتير يا مصيبتك يازهرة.
سألت شهيرة:
بتقولي حاجة يازهرة؟
زهرة بغم:
-مش بقول حاجة يامدام.
تحدثت شهيرة قائلة:
-أنا عارفة اللي حصل صدمك، بس العرض كان مغري وكل حاجة جيت مرة واحدة وكنت مشغولة، متزعليش مني يا زهرة عشان لسه قايلة ليكي دلوقتي، كله جاه ورا بعض مرة واحد ة معرفتش اخد نفسي.
زهرة تنفست بعمق في محاولة لتقبل كلامها بهدوء، السيدة شهيرة من حقها التصرف في المقهى كما تريد دون أخبارها بشيء، ردت عليها بهدوء:
-مش زعلانة، أنا عايزه ليكي كل خير، بعد إذن حضرتك هروح افضي مكان شغلي مادام الكافية صاحبه هيقفله.
قالت شهيرة بنبرة شجيه:
-مع السلامة يازهرة.
ردت زهرة بحزن:
-مع السلامة يامدام.
خرجت من المكتب تكاد لا ترى أمامها فعقلها لم يتوقف عن التفكير حتى لمعت صدمة المعرفة بأن البيع أتى في صالحها، توقفت مرة واحدة لتصطدم بآخر شخص تتوقع رؤيته وقبل أن تقع قام بلف إحدى ذراعيه بقسوة على خصرها الغض وضغط اكثر حتى أخرجت تأوه خافتا.. أااه
رمقته بنظرة مرعوبة فبادلها أخرى تنذر بغضبه ولكن سرعان ما تحولت إلى نظرة إنتصار تبعتها إبتسامة ماكرة ثم قال بصوت ثلجي مميت:
-أنا محدش يقولي لأ.