رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الحادي عشر
فهد مع روفيدا إتجاهل وجع كلامها و حاول يرجع لسؤاله: و انا بقولك ان الموضوع مش شك و انتى برغم كل كلامك ده عارفه، بس بردوا انا لسه عند كلامى، انتى متفاجئتيش بوجود مالك و ده ملهوش غير معنى واحد بس
روفيدا: و اللى هو إنى كنت عارفه صح ؟
فهد بصّلها قوى و هى هزت راسها: اه كنت عارفه يا فهد
فهد بتلقائيه ساب دراعها بصدمه: انتى كنتى عارفه ان اخويا الوحيد عايش و سيبانى موهوم بموته ؟ كنت بموت و بحيا قدامك الف مره و مره ف اليوم و انتى شايفه وجعى و بتتفرجى عليه، بتنتقمى صح ؟
روفيدا صوته وجعها ف لهجتها إتغيرت: لاء مش كده، مسمهوش انتقام،انا..
فهد زعق: امال ده يبقى إسمه ايه ؟ اما يبقى هو ابويا و اخويا و كل اللى باقيلى من اهلى و اتطعن بموته بالوجع ده و شهور و انا مبتنقلش من قدام قبر الله اعلم فاضى و لا فيه غيره و انتى بتتفرجى على كل ده من بعيد و عارفه اللى فيها و بإيدك تبرّدى قلبى، يبقى ده إسمه ايه ؟ اما ابقى مولّع قدامك و روحى و قلبى بيحترقوا و انتى تقفى تتفرجى ده يبقى ايييه ؟
روفيدا غمضت عينيها بضيق: الموضوع مش كده يا فهد، انا بس
فهد بصّلها بوجع و سابها و مشى و هى فضلت مكانها شويه عينيها متعلقه بيه لحد ما خرج و الاخر مشيت ..
مالك بعد ما ساب احلام راح وقف مع يونس و صحابه إتلموا حواليه و الكل بيضحك بفرحه ..
اللوا صالح راح عليهم و مالك إبتسم قوى بحب و فتح دراعاته و إتقابلوا ف حضن طويل قووى ..
اللوا صالح بحب: كان عندى حق ان اللى يبقى مالك مينففعش يبقى حد غيره
مالك رفع وشه بحب: انت اللى علّمتنا الدرس يا باشا، الفضل بعد ربنا ليك..
اللوا صالح طبطب على كتفه: لاء انت صاحب الفضل الوحيد على نفسك، انت اللى طبّقت الدرس كويس يا مالك، انت فاكر ان التدريبات اللى بتاخدوها دى بس عشان المعركه ؟ و المعركه بس هى وقفتك بسلاحك وش عميل مطلوب تجيبه او حتى تخلص عليه او حاجه مطلوب تجيبها ؟ لاء لو تدريباتك مش هتفيدك ف حياتك قبل شغلك يبقى ملهاش لازمه .. و لو مش هتعرف تطبق اللى اتعلمته ع نفسك قبل شغلك يبقى متعلمتش حاجه من اصله..
مالك إبتسم بحب: و عشان كده بقولك ان الفضل بعد ربنا يرجعلك
اللوا صالح إبتسم: و بردوا عشان كده انا قولتلك انت اللى ليك فضل على نفسك
مالك إبتسم قوى و رجع حضنه تانى و اللوا صالح شدد عليه: عارف ان لو حد المفروض ياخد خطوة مراد ف كان لازم يبقى انا
مالك رفع وشه بتقدير: كفايه إنك احترمتنى و قدرتنى و فضلت محافظ على صورة تلميذك قدامك..
اللوا صالح إبتسم: كنت واثق إنك قد ثقتى
مالك إبتسم لذكرياتهم سوا و ضحك ليونس جنبه بغيظ: ايوه نشرة المقدمه هتبتدى، مبيتغيرش ابدا
يونس بغيظ: ابدااا
اللوا صالح: و كنت عارف إنك هترجع و اقوى من الاول كمان
مالك عض بوقه بغيظ و همس ليونس: ده انا استنى خوفو يزهق من الجيزه و يغيّر مكانه و ده لاء
يونس رفع حاجبه: خوفو مين ؟
مالك رفع نفس الحاجب: جوز امك
اللوا صالح: عشان كده شديت عليك و انا متطمن ان الشده هتقويك مش هتكسرك..
مالك زغد يونس: ايوه ايوه عارفها انا الماسوره دى بتودّى لحد فين
يونس كتم ضحكته: ده صرف صحى بعيد عنك
اللوا صالح: هو انا سميّتك الملك من شويه ؟
مالك عض شفايفه: ما تجيب م الاخر يا مصالح
يونس ضحك بصوت عالى قوى و اللوا صالح بص لمالك ف رفع إيد و حط التانيه على بوقه ..
اللوا صالح: مبسوط برجوعك لشغلك يمكن اكتر من رجوعك للحياه نفسها .. رجوعك لشغلك معناه رجوعك لنفسك و لمكانك اللى محدش هيعرف يبقى اده غيرك خاصة القضيه لسه متقفّلتش و لسه اللى ورا زفت صفوت برا
مالك هنا علّى صوته بضحك قوى: حبيييب قلبى، ايووه كده انا كنت هقلق عليك و ربنا
امنيه راحت عليهم شبه اللى بتجرى: ملّووكه
مالك رفع حاجبه: بردوا ؟
امنيه ضحكت بهيستريا و كعمشت وشها بمناغشه: بردوا يا لوكاا..
مالك عمل نفسه هيضربها و هى رفعت إيدها بضحك و جريت و هو عمل نفسه بيتف عليها .. امنيه ضحكت و هى بتتعمد تتزق عليه و هو زقها بغيظ ..
حلم لسه متابعاهم من بعيد و عينيها بتطق شر و بتتمنى لو بس مسموحلها تروح تجيبها من شعرها يمكن النار اللى جواها دى منها و من اللى قبلها تهدى ..
مالك مكنش باصصلها بس عارف بوجودها او حاسس .. شامم انفاسها السريعه حواليه و يمكن سامع صوتهم .. إتعمد ميبصش بس ف لحظة تمرد عينيه خانته و راحت لعينيها و الاتنين اتقابلوا ف نظره زى المعركه و الاتنين لفّوا وشهم بعيد ..
امنيه بتتكلم و تضحك مع مالك و لاحظت نظراته بعيد ف راحت مع عينيه لحد ما وصلت لحلم و إتقابلوا التلاته ف نظره غريبه شبه التحدى و كل واحد له تحدى خاص بيه !
امنيه فهمت ان حلم مركزه معاهم و شبه واصلها حوارهم و نظراتها بتقول ان ده اول لقا بينهم ف إتعمدت كلامها لمالك و بصوت عالى: انا بقا مش هباركلك على البراءه قد ما هبارك لنفسى على ثقتك فيا و إنك مستخسرتش فيا تطمنى عليك..
حلم محودتش عينيها من عيون مالك بس جسمها إتهز بطريقه ملحوظه قوى على جملة امنيه، شددت على نظرتها مالك و قصدت تسيب الدمعه المحبوسه ف عينيها تخرج قدامه يمكن توصّله رسالتها اللى مش عارفه تنطقها .. مهمهاش ضعفها قدام امنيه رغم التحدى المغطى ع الموقف اد ما همها تبعتله ترجمة اللى عمله عليها ..
مالك حس ف عينيها عتاب غريب .. غريب على جارح مش مجروح .. قطع نظرتهم التلاته ميرنا اللى جات عليهم ..
ميرنا إتخطت امنيه و قرّبت من مالك و إبتسمت: مبروك يا باشا
مالك بالعافيه قدر يتحكم ف نظراته او يحكم على عينيه تحود عنها ف إتنفس بضيق من نفسه لإنه ف اللحظه دى بس حس إنه مهدد و الحرب بينهم هتبقى شرسه بشكل متبادل ..
ميرنا لاحظت إنه مش واخد باله ف مسكت دقنه بإيدها لفّت وشه لها و إتعمدت تفضل ماسكه وشه ..
مالك نزّل إيدها بهدوء و حاول يبتسم: ميرنا
ميرنا كشرت بهزار: لاء ده انت مش بس مش واخد بالك من كلامى، ده انت مش واخدبالك منى اصلا
مالك إبتسم ربع إبتسامه طلعت بالعافيه: معلش مخدتش بالى
ميرنا إبتسمت برقه: من الكلام اسامحك، لكن متاخدش بالك منى دى تؤتؤ مفهاش سماح
مالك هزر و هو مش عارف قاصد و لا متجاهل: طيب مفيش عفاف ؟
ميرنا ضحكت قوى على إستجابته و حسبتها نقطه لها و متعرفش إنها عليها: لا مفيش
امنيه إتدخلت بإبتسامه مصطنعه: طب بالمره مفيش استظراف ؟
ميرنا إتجاهلتها بنظره بارده و رجعت بصت لمالك: مفيش حد خالص، بس لعيونك نفكر، و لو بقى فى يبقى ميرنا و بس
مالك ضحك بصوت عالى و كل ما ضحكته تخلص تتجدد من تانى..
حلم عينيها متعلقه عليهم و عايزه لو تعرف تروح تفركش الواقفه دى بمفجّر نووى و تخطفه و تجرى ..
ميرنا برقه: انا متشكره جدا يا مالك على وقفتك جنبى
مالك بجديه: متشكره على ايه انا معلمتش حاجه، و لو فى حد بشكر التانى يبقى انا
ميرنا: لا ازاى ده لولا شهادتك ف المحكمه انى برا الموضوع كان زمانى ضيعت
مالك إبتسم: و لولا بردوا وقفتك معايا كان زمانى انا كمان ضيعت
ميرنا بدلع: يعنى اعتبر ان كده احنا الاتنين لقينا بعض بدل ما نضيع ؟
مالك حس ان الحوار بياخد سكه غصب عنه مش متقبل حتى الكلا عنها ف حاول يخرج من الحوار و عمل نفسه بيتابع كلام صحابه مع بعض ..
ميرنا رجّعت وشه لها و إبتسمت: ع الاقل ينفع نبقى صحاب ؟
مالك هز راسه و لسه هيرد شاف حلم بتبصلهم و نظراتها إتحولت لشراسه ف ضحك بصوت عالى ..
ميرنا ترجمت الضحكه على اد سؤالها ف مدت إيدها بسلام بهزار: يبقى اتفقنا، انا مش بضغط عليك على فكره، انا هسيبك لحد ما تهدى و تبقى تمام و بعدها نتكلم، متفقين يا ميكى ؟
مالك وشه إتجمد للحظه و ملامحه إتغيرت ..
حلم كانت متابعاهم و بمجرد رد فعله على إسمه عندها إبتسمت قوى، مش متقبله من غيرها و ده معناه انه حتى لو مش متقبلها ف مكانها ف بردوا مش هيتقبّل حد مكانها،ده مش متقبل الاسم بس !
ضحكته لميرنا هى الوحيده اللى فهمتها .. ده قلم بيدهولها على وشها و بغض النظر عن وجعه بس عشان هى مجربه ان اللى بيحب قوى بينتقم قوى، بياخد حقه بالقوى، لكن لو مش فارق معاه هيبعد من غير رد فعل، من غير حتى زعل !
مالك شاف شرودها من بين نظراته اللى بيخطفها سريعه و من عينيها قدر يقرا تفكيرها ده بسهوله و ده ضايقُه جدا ف دوّر وشه ..
امنيه إتدخلت ف الحوار مع مالك: احلى حاجه إنك رجعت لشغلك تانى،رجعت يا مالك لمكانك اللى محدش عارف و لا هيعرف يملاه غيرك
مالك بهدوء: انا لسه موافقتش على انى ارجع الشغل
امنيه إستغربت: بس هما صدروا حكم بالموافقه على رجوعك
مالك: هما وافقوا بس انا لسه موافقتش
امنيه بذهول: طب ليه ؟
مالك: معرفش، بس حاسس إنى محتاج افكر، كل اللى حصل و بيحصل و هيحصل كان بسبب شغلى و مش عارف هعرف اتقبل ده بسرعه و لا لاء، مش عارف،محتاج شويه وقت
امنيه إبتسمت: خد وقتك و فكر كويس ارجوك بلاش خساير تانيه و لا تهور تانى بقا .. و عموما خد وقتك و اى وقت تلاقى نفسك هديت و بقيت احسن و تقرر ترجع هتلاقينى مستنياك..
مالك بصّلها بشرود و سكت .. الكل بيقوله هنستناك لحد ما تهدى، لحد ما تبقى احسن، هو ده حب ! هو الحب إنك تفضل جمبى لما اهدى و لا تجيلى لما اهدى ! منطق غريب !
نظراته لحلم كانت بتجى بتلقائيه كل ما تفكيره يروح عندها عينيه تروح معاه لها ! ياترى هتبقى نفس المنطق !
حلم حست إنها محاصره، حست إنها خصم و بدون سلاح، بتتلفت لقت احلام لسه مكانها و كإنها بتقوله مستنياك ..
نفخت بعنف .. دى حرب .. ازاى هتقدر تواجهها بالضعف ده و بدون سلاح ..
سلاح ؟ طب و هى معهاش سلاح فعلا ؟
ف وسط دوشة افكارها و زحمة مشاعرها دى إفتكرت كلام مراد و ان " حلم و ياسين هيبقوا كارت كسبان قوى " ف ليه متلعبش بيه ؟ ليه متستغلهوش ؟
إنتبهت لنفسها و إتحركت بسرعه لمروه صاحبتها برا تجيبهم منها ..
مالك خرج مع يونس و صحابه و هو خارج شاف صاحبتها بالولاد و دماغه راحت لإنهم تبعها ف هز راسه بخيبة امل رسم وجع ف عينيه و هو بيبصلهم كإنهم بيفتحوا جواه جرح قديم .. ميعرفش إنهم دوا للجرح ده !
مشى مع يونس و بمجرد ما إتحركوا و إختفوا حلم كانت نزلت لصاحبتها ..
حلم بلهوجه: انتى ايه اللى خرّجك برا انا قلبت المكان جوه عليكى ؟
مروه: اعمل ايه جوزك إتحوّل لبطل شعبى و الدنيا مقلوبه جوه و برا عشانه و زحمة قوى
حلم إبتسمت بحماس و عيونها دمّعت: شوفتى الناس عملت ايه عشانه ؟ صحابه و مديرينه و زمايله و كل حد يعرفه و فرحتهم كانت ازاى ؟
مروه: ده الناس كانت شغاله و لا تكبيرات العيد، ده صحابه كانوا بيرقصوا، بس ايه العدد ده كله ؟ المفروض المحاكمه تبقى عسكريه !
حلم بحماس: مالك اما إتظلم إتظلم قدام الدنيا كلها و الكل داس عليه و إتخلى عنه ف لازم برائته تبقى قدام الكل، اولا كرد اعتبار له، ثانيا عشان ده ظابط و لازم ثقة الكل فيه ترجع من تانى و ده مش هيحصل الا اما الكل يشوف دفاعه بنفسه، ماهو مش هيلف بعد المحاكمه على كل واحد يشرح كل حاجه بنفسه، و عشان محدش يقول عشان ظابط إتطبّخت..
مروه: لو هتتطّبخ كانت اتعملت كده من الاول
حلم: بردوا عشان محدش يقول الموضوع فيه كوسه، مراد اللى إتوسّطله و خلى المحاكمه مفتوحه عشان مكانته، لازم الكل يعرف الحقيقه بعد ما الكل شافه وحش
مروه ردت بتلقائيه من غير ما تفكر: صح، ع رأيك، ده الكل إتخلى عنه و داس عليه، محدش إداله فرصه و لا حتى للكلام و هو يا حرام كان محطوطله جهاز تجسس و مش عارف حتى ينطق، ده معرفش حتى يبلغ او يستنجد بحد، و الكل إستغبى و داس عليه حتى انتى يا حلم، ده انتى..
مروه وقفت بالكلام فجأه بعد ما إستوعبت ردها وصل لفين بس كان خلاص الكلام عمل مفعوله على حلم اللى عقلها بشكل مفاجئ رسم قدامها اخر مقابله بينهم و اد ايه إتحايل عليها تسمعه و هى حكمت و بس !
حلم كانت خدت ولادها منها ف نزلت برجليها و سندت ع العربيه جنبها لحد ما نزلت ع الارض و إبتدت تعيط بصوت إتنبح كإنه بيستنجد بأخر طاقتها عشان بس يطلع !
مروه نزلت برجليها جنبها و حاولت تهديها: حبيبتى معلش، اسفه و الله انا مكنتش اقصد، اسفه..
حلم بوجع: اسفه على ايه انتى قولتى ايه غلط ؟ انا اللى عملت ف نفسى كده
مروه: حبيبتى بكره كل حاجه تتصلح بس واحده واحده
حلم عيطت بمنتهى الوجع: انتى متخيله إنى وصّلت نفسى لمرحلة إنى ابقى غريبه لاقرب حد ليا ؟ ابقى ابعد حد عنه ف الوقت اللى المفروض ابقى فيه اول و اقرب حد جنبه ؟
متخيله إنى بإيدى حرمت نفسى من كل حقوقى ؟ هو حرمنى من حق واحد ليا و هو إنه اشاركه و اعرف كل حاجه عنه و انا بغبائى ف المقابل حرمت نفسى من كل حقوقى ! عاقبته على حرمانه ليا من حق واحد بالبشاعه دى اعاقب نفسى دلوقت بإيه و ازاى على كل الحرمان اللى انا فيه دلوقت ؟ حرمت نفسى من فرحتى بيه ف يوم زى انهارده ! حرمت نفسى من انى اعرف حتى بوجوده ! حرمت نفسى من حضن و لو صغير من كل الاحضان اللى خدها و إداها دى انهارده ! حرمت نفسى حتى من حقى ف غيرتى على حبيبى و انا شايفه كل عين بتلمع بعشق له حواليه !
مروه حاولت تطبطب عليها و هى ماسكها توقّفها: حبيبتى اهدى، كل ده هيتصلح و الله و بكره تشوفى
حلم كإنها مش سامعاها بتتكلم بشبه هزيان: انتى متخيله إنى شيفاهم حواليه و كل واحده عيونها بتلمع بحبه و بتناغش قلبه و مش من حقى حتى اغير ! مش من حقى يا مروه ! مش من حقى مانا اللى ضيّعته من إيدى، انا اللى ضيعته..
مروه مسكتها جامد: لاء مضيعتهوش و لا ضيعتى حقك فيه، لسه فى فرصه، ( شاورت على ولادها ) طول ما فى دول يبقى فى فرصه، طول ما له دول معاكى يبقى لسه لكى فرصه معاه و مش بمزاجه فرصتك عنده زى ما هو مكنش بمزاجك فرصته ف ولاده عندك، المهم بقا انتى هتسيبه لهم ؟
حلم دموعها بتنزل بدون هدنه و مروه عادت سؤالها تانى اعلى كإنها بتفوّقها: انتى هتسبيه لهم ؟ هتسيبيه يا حلم ؟
حلم بتوهان: مش هقدر، مش هقدر صدقينى، انتى متعرفيش مالك، ده انا نفسى طلعت بعد كل الحب ده معرفهوش
مروه بإصرار: بردوا مجاوبتنيش، هتسيبيه يا حلم ؟ هتسيبه لهم ؟ حلم اللى اعرفها متعرفش يأس و لا استسلام و مدخلتش معركه مهما كانت و انهزمت ف مش يوم ما هتستسلم هتستسلم ف معركه بينها و بين الموت ! مش يوم ما هتنهزم هتنهزم ف معركة حياتها و الخساره فيها مش مجرد اى خساره و السلام، ده حياتها هتبقى خسارتها عشان اللى هتخسره مش راجل و هيتعوض، ده روحها و محدش بيعيش جسم بس من غير روح من غير نَفس..
حلم عيطت: و هو معلمنيش ازاى اعيش من غير ما اتنفس، عرفت معاه و على إيده ازاى يكون الحب و يعنى ايه تضحيه و الحنيه و الطيبه، عرّفنى كل ده و نسى يعرّفنى اظاى اعيش من غير نَفس
مروه: و هتسيبه بعد كل ده ؟
حلم مسحت دموعها بضهر ايدها و هزت راسها بهيستريا: لاء، لاء مستحيل، لاء
مروه شاورتلها بعينيها على ولادها: طب اييه ؟
حلم كإنها إنتبهت هى جايه ليه ف خدت و لادها بسرعه و هى بتتحرك لجوه: مالك، ده مشافش ولادنا لحد دلوقت، انا رايحاله، لازم يشوفهم..
حلم اخدت ولادها و دخلت بس إتفاجئت ان مالك مش جوه، فضلت تتلفّت بس مفيش و لا حد خالص تقريبا، هى مختش بالها من غياب الكل غير غيابه هو .. مينفعش يغيب .. مينفعش يمشى .. مينفعش تانى .. لازم يرجع .. لازم يبقى موجود عشان تعرف تتنفس دى محستش إنها عايشه غير بوجوده .. محستش إنها مش عاميه و بتشوف غير اما عيونها شافته .. لازم يرجع !
خرجت بتتحرك بعشوائيه و عينيها بتلف المكان كلها بتوهان لحد برا خالص ..
مروه راحت عليها بحذر من حالتها: فى ايه ؟ انتى عامله ليه كده ؟ هو قالك حاجه و لا
حلم بصوت تايه: كان هنا، و الله العظيم كان هنا، انا شوفته، حسيته و سمعته، كلمته
مروه لسه هتتكلم حلم زعقت: بقولك كان هنا، فااهمه، انا مش متهيئلى، بقولك كان هنا و شوفته و كلمته..
مروه حاولت تهديها و اما معرفتش حاولت تاخد ولادها من على دراعها: حبيبتى اهدى انا عارفه انه كان هنا، بس تلاقيه مشى او راح ف حته و راجع
حلم عيطت بضعف: راح ؟ راح فين ؟ لازم يرجع ! لازم يرجع انا ملحقتش ابرّد قلبى ! ملحقتش اقنع نفسى إنه هنا ! ملحقتش افرح يا مروه ! ملحقتش اخده ف حضنى
مروه خدت ولادها منها عشان حلم بتتكلم بهيستريا غريبه، مره تتعصّب و جسمها يتشد بعنف و مره تضعف و جسمها يتهز بضعف و تنزل ع الارض: مش هيرجع، بالشكل اللى انتى فيه ده لاء، لازم تبقى اقوى عشان تعرفى ترجّعيه..
حلم شدت ولادها منها بحده و بصتلها بنظره شبه التوهان و بتتكلم بهزيان: مش هيرجع ؟ انتى مالك انتى ؟ انتى عايزه منه ايه ؟ مش عايزاه يرجع ليه ؟ اه بقا قولى إنك عايزانى افضل قاعده جنبك
مروه بصتلها بصعبانيه و حاولت تحضنها: حبييتى مش قصدى، بس
حلم خطفت نفسها منها بحده: و لا تلاقيكى عينك عليه، زيهم يعنى، انتى زيهم، عايزاه، انتى زيهم
مروه حاولت تحضنها او حتى تتكلم بس حلم سابتها و إتحركت بعيد: امشى من هنا، ابعدى عنى، ملكيش دعوه بيا فاهمه و لا لاء ؟
مروه عيونها دمعت من منظرها و كل ما تحاول تقرّب منها حلم تتبت على حضن ولادها و تبعد !
مروه: طيب يلا ارجّعك ع البيت تانى ؟ لازم تمشى
حلم زقتها قوى: مش بقولك انتى زيهم، انا مش همشى و اسيبه، مش هرجع للبيت تانى و هو مش فيه، مش هدخله تانى من غيره
مروه حاولت تقرّب بس حلم مشيت بعيد بشكل غريب و فضلت تتلفّت ع الطريق لحد ما عدّى تاكسى شاورتله و ركبت و مشيت ..
راحت ع البيت و بمجرد ما وصلت فتحت باب التاكسى و نزلت زى التايهه، دخلت البيت و طلعت شقتها شبه بتجرى، بتحرى خطوه و تقع عشره لحد ما طلعت ..
مروه كانت وراها بعربيتها اما شافتها كده، نزلت حاسبت التاكسى و مشى و هى وقفت رنت على مراد اللى كان سايبلها رقمها عشان كانت بتقعد معاها كتير ف الحمل و لو إحتاجت حلم حاجه او تعبت تكلمه ..
مروه كلمته قالتله بسرعه ع اللى حصل و مراد قالها تسيبها لوحدها هى حاليا محتاجه تفضل لوحدها عشان تعرف تهدى و تعرف هى هتعمل ايه ..
حلم دخلت شقتها زى التايهه بتنده بصوت مبحوح: ماالك،مالك انت فين ؟ انا رجعتلك اهو، انا رجعت يا حبيبى، غصب عنى، و الله كان غصب عنى
جريت ع البلكونه بتوهان و فتحتها و فضلت تفتح ف الشبابيك و تشد الستاير تقطّعها بعنف: يلا حبيبى، يلا معايا، يلا انا رجعتلك، قووم، تعالى يا مالك..
عماله تصرخ بصوت عالى .. بتتحرك زى التايهه بعشوائيه ف الشقه، زى الأله، مره تروح ع المطبخ و بمجرد ما توصل تجرى ع البوفيه، شويه و تجرى تجرى ع البلكونه و قبل ما توصل تروح جرى ع الباب تفتحه على اخره ..
شدت المفتاح حدفته رمته ع السلم و بتنزل حست انها شامه ريحة غاز ماليه الشقه !
رجعت تانى للشقه جرى .. راحت ع البلكونه قفلتها بهزيان و ثوانى و بعد ما إتحركت للمطبخ رجعت جرى ع البلكونه فتحتها: لالا، انا مش هغلط، مش هغلط مرتين، مش هضيّعك من إيدى تانى يا حبيبى، يلا يا مالك، يلاا ارجع، يلاااا
ريحة الغاز بتزيد حواليها و بتخنقها !
صرخت قوى و فضلت تخبط بكفوفها ع البلكونه ..
مروه تحت كانت يدوب بتقفل مع مراد شافتها ف البلكونه ف دخلت جرى ..
بصتلها فوق: حلم، حبييتى اهدى، اهدى و ارجعى، انا طالعالك اوعى تعملى ف نفسك حاجه انا جنبك، معاكى هخدك و نمشى
حلم نزلت ع الارض بصوت مبحوح: و هو كان مين جمبه ؟ مين كان معاه و ساعده ؟
حلم قامت اما سمعت مروه ع السلم و جريت ع الباب و مروه حضنتها: لاء انتى مينفعش تتسابى لوحدك، يلا معايا
مروه ميلت على ولادها اللى كانت سيباهم قدام الباب خدتهم و خدتها و نزلت بيها ..
حلم بتشاور ع الباب بتوهه: م .. مالك .. مالك جوه، مش هسيبه، انا شامه ريحته، ريحة الغاز كمان، سيباه جوه
مروه نزّلتها ركّبتها عربيتها هى و ولادها و خدتهم و راحت لمراد ..
اول ما وصلوا حلم سابتهم و نزلت زى التايهه و جريت لجوه ..
مروه اتصلت بمراد حكتله بسرعه اللى حصل و مراد خرج بسرعه كانت حلم بتتخانق مع الامن ع الباب ..
مراد راح عليهم بسرعه زعّق للامن: انت يا بنى ادم انت مدخّلتهاش ليه اول ما جات ؟
الامن: يافندم دى واحده مجنونه، شايف منظرها عامل ازاى ؟ دى من اول ما جات داخله جرى على جوه و عماله تهبّش فينا و تقول مالك فين ودّتوه فين يا ولاد الكل، و عمال افهّمها ان مفيش حد هنا إسمه مالك و مش موجود و ان دى فيلا مراد باشا و
حلم زعّقت بشكل هجومى عليه: قولتلك متقولش مفيش حد إسمه مالك ! مالك موجود ! هنا و انا شوفته ! فاهم و لا لاء !
مراد قبل ما يتكلم مروه راحت عليها حاولت تهدّيهل و بصت لمراد و هزت راسها ..
مراد غمض عينيه بزعل و شاور للامن: طب امشى انت
حلم شدته بحده: يمشى يروح فين ؟ مش هيمشى من هنا إلا اما يودينى لمالك، انا هدخله، انت مش هتمنعه عنى فاهم و لا لاء ؟
مراد سلّك بتاع الامن من إيديها بالعافيه و شاورلها يدخل و مسكها بالعافيه حاول يهدّيها: اهدى يا حلم، مش كده، كده مش هينفع
مروه بحزن: انا قولتلها الكلام ده، بس هى بمجرد ما إختفى عملت زى ما انت شايفها كده
مراد هز راسه بحزن و حلم نقلت عينيها بينهم و هى بتهز راسها بهيستريا: فى ايه ؟ انتوا بتعملوا كده ليه ؟ و مين ده اللى إختفى ؟ مالك ؟ مالك مختفاش ! فاهمين ؟ مختفاش !
مراد بحزن: حبيبتى هو بس تلاقيه راح
حلم زعّقت: بقولك مراحش انت ايه مبتفهمش ؟ مراحش
مراد حط إيده على وشه بحزن علي حالتها دى و حلم نزلت ع الارض بوجع: مراحش، مينفعش يروح، مينفعش، انا بموت من غيره، انا كل يوم و كل ساعه و كل دقيقه و ثانيه بستناه، بعدّ الوقت عشان يرجع ف مينفعش اما يرجع يروح بالسرعه دى و لا بالبساطه دى
مراد بألم شدها وقّفها: هيرجع..
حلم صوتها إتموّج بنبحه تظهره و تخفيه: لازم يرجع، طب ع الاقل عشان ياخد حقه منى، يرجع عشان يحاسبنى، يعاقبنى، ان شالله يقتلنى بس يرجع
مراد بعفويه عينيه دمعت و حلم بصتله بهزيان: طب عشان ولاده، ده مشافهومش
مراد إبتسم بتلقائيه و بص عليهم ..
حلم تهتهت ف الكلام: مش انت قولتلى انهم كارت كسبان معايا ؟ انت اللى قولتلى كده، يبقى لازم هيرجع صح ؟ هيرجع عشانهم، هما ملهومش ذنب
مراد حاول يتكلم ف وسط كلامها: يا حلم، حلم، حلم، افهمى..
حلم شدت إيديها منه بجنون: لا مش حلم، انا شوفته، مش حلم زى كل مره، انا شوفته بجد، كلمته، حضنته، شميت ريحته
مراد بص لمروه اللى عيطت ..
حلم بصوت مبحوح: لا محضنتهوش، محضنتهوش انا شميت ريحته بس، محضنتهوش
مراد حاول يقرّب منها يمسكها و حلم إستسلمت بتعب له: تخيّل محضنيش، مالك محضنيش، غاب الغيبه دى كلها و اما رجع محضنيش، ده كان اما بيغيب نص ساعه برا بيرجع اول ما يدخل البيت يجرى على حضنى
مراد لف دراعه حوالين كتفها و هزّها بهدوء: طب اهدى..
حلم ف وسط دموعها و تعبها ضحكت بهزيان: محضنيش متخيل ! مالك محضنيش ! اللى حضنى وسط النار و العربيه بتنفجر بينا و خدنى ف حضنه و جرى بعيد رجع بعد الغيبه دى محضنيش .. اللى حضنى و انا مكلبشه معاه و مكنش يعرفنى و خدنى ف حضنه ف عز الليل و البرد و الجبل رجع بعد الغيبه دى محضنيش .. اللى حضنى و انا ف اوضته و فضل الليل كله جنبى و بيسكّن وجعى و انا و هو لوحدنا و اهلى دخلوا علينا و محاولش حتى يسيب حضنى رجع من غيابه ده كله. و محضنيش ..
اللى حضنى و انا بيتضرب عليا نار قدام المحكمه و لو كان بإيده كان إتضرب بدالى و خدنى ف حضنه للمستشفى رجع و محضنيش .. انت متخيل ؟
اللى حضنى وسط المايه ف عز الليل و التلج و فضل شايلنى على صدره و ف حضنه طول الليل و كان زعلان منى وقتها عشان خايفه اجيب عيال دلوقت و انا ام عياله محضنيش، اللى مد إيده ليا و هو بيموت عشان احضنه رجع من الموت و محضنيش..
مراد عينيه دمّعت بألم: مالك حب حلم القويه، اللى حاربت الدنيا كلها و وقفت قصد العالم كله عشانه، و انا قولتلهالك قبل كده
حلم بتعب: و هى حلم هتفضل تحارب لامتى ؟ انا تعبت و الله تعبت
مراد شدها وقفها: مينفعش تتعبى دلوقت .. تستحملى كل ده و تجى دلوقت و تتعبى .. لازم تكملى الحرب بتاعتك .. مينفعش تقفى ف النص لا انتى اللى كسبتى و لا انت اللى خسرتى !
حلم بوجع: مش هقدر
مراد بإصرار: قولتلك قبل كده هتقدرى ...هتقدرى لو انتى عايزه تقدرى .. إلا بقا لو انتى مش عايزه !
حلم بتوهان: مش عايزه ؟ مش عايزه ايه ؟ مش عايزه اعيش ! مش عايزه اتنفس ؟ مش عايزه احس ؟
مراد بإصرار: يبقى هتقدرى، هتقدرى ع الحرب اللى بإرادته او غصب عنه هتطلعى منها بيه، زى ما طلعتى منها بيه قبل كده ! ده انتى حاربتى الكل عشانه و كسبتى، ده انتى حاربتيه هو نفسه ف جنونه و رفضه لوجود حد جنبه و خدتيه من نفسه و كسبتى .. و حاربتى الظروف اللى خلته و اجبرته يتجوزك و هو ف عز النار و دى حركه ميعملهاش عاقل و بردوا كسبتى .. حاربتى عقله و جنونه و ف كل الاحوال و الظروف كسبتيه هتيجى دلوقت و تخافى من الخساره ؟
حلم سكتت بس ملامحها عماله تبتسم مره و تعيط مره و وشها ينوّر بالامل مره و يرجع يضلم بخيبه مره كإنها بتحاول ترضى قلبها بالكلمتين دول او تقنع عقلها او توفّق ف الحرب بينهم بس مش عارفه !
مراد شاور لمروه تمشى: مش هينفع تبقى لوحدها و هى كده
مروه: انا مش هسيبها
مراد: لالا انا هخدها عندى اليومين دول لحد ما اعرف اوصله..
مروه سلمت عليها و حضنتها: انا هجى اشوفها كل يوم، خد بالك منها
مراد هز راسه و هى مشيت و خد حلم بولادها و دخل ..
همسه قابلتهم و قبل ما تسأل مراد غمزلها بعينيه و هى شبه فهمت ف سكتت ..
حلم بإحراج: انا همشى و
همسه راحت عليها حضنتها: حبيبتى ده بيتك، و بعدين احنا داخلين على فرح و اكيد انتى محتاجه الجو ده، ع الاقل تغيرى جو و تجددى طاقتك..
حلم عيونها دمّعت و مراد حب يهزر يفك الجو ف ضحكلها: يلا ادخلى قبل ما ترجع ف كلامها، دى مجنونه مع إيقاف التنفيذ، مشوفتهاش ف عزها دى
حلم ضحكت غصب عنها و هى بتعيط و مراد شاورلها على جوه ف هى سبقته بالكلام: هو مالك كان عندك هنا صح ؟
مراد: صدقينى مقعدش اكتر من اسبوعين بعدها سافر لمهمته و رجع ع الجهاز للتحقيق
حلم صوتها إترعش: كان بيبات فين ؟
مراد فهم إنها محتاجه وجوده بأى شكل حتى لو هوا إتنفسه او ريحته ف شاورلها ع الاستراحه: روحى إرتاحى شويه انتى محتاجه ده اليوم كان طويل و صعب
حلم بوجع: انت هتعرف توصله صح ؟
مراد إبتسم: زى ما جيبته قبل كده هجيبه .. ده انا رجّعته من طريق الهلاك اللى كان ماشى فيه .. رجّعته من الموت نفسه مش هعرف ارجّعهولك، بس لازم تستعدى نفسيا لخطوه زى دى و ده دورك..
همسه إتدخلت ف حوارهم: حبيبتى هقولك حاجه يمكن ف الظاهر صعب تسمعيها منى انا بالذات لكن ف الحقيقه مش هتعرفى تحسيها غير من حد زيى .. حد عاش و شاف و اتحط جوه القالب اللى اتخرطت منه تجربتك .. كل العلاقات ف الدنيا مهما كانت صعوبتها هتفضل لو قلبك مع قلب نفسه يكمل .. لو قلبه محتاجلك و لسه بيتهز ف وجودك صدقينى لو هو نفسه خنق قلبه وقّفه هيموّته و لا هيعرف يموت الحب اللى جواه ليكى، ف شغلتك قلبه .. جددى الحب جواه .. هو موجود بس محتاج يتلمّع .. ينوّر الضلمه اللى بينكم دى .. قلب مالك اهم من مالك نفسه، فاهماانى ؟
مراد ضحك بهزار: اييه ده ؟ يسلملى العاقل و ربنا، ما تجيبى بوسه
همسه زقته بغيظ: اعقل بقا، انت بتتحول ف لحظه ازاى ؟
حلم إبتسمت على مناغشتهم و غصب عنها دموعها نزلت بكسره اما إفتكرت الحلم اللى إنتهى قبل ما يبتدى و هو قد ايه إتمنت هى و مالك يعدى بيهم العمر و يبقوا ف سنهم ده و هما بنفس جنونهم !
راحت ع الاستراحه وقفت لحظات ع الباب و بصت لمراد بصوت مهزوز: انا شوفت مالك انهارده بجد صح ؟
مراد غمض عينيه لإنه اكتر حد حاسس بوجعها ف اللحظه دى بالذات و همسه غمزتلها و عشان مراد متوقع حالتها قرب منها خد الولاد: هاتى الحلويات دول دلوقت عشان تعرفى تنامى و ترتاحى و متقلقيش عليهم و اما تصحى هبعتهوملك
حلم إدتهومله و دخلت الاستراحه ..
همسه بصت لمراد: ربنا يعينها..
حلم بمجرد ما دخلت و قفلت الباب سندت عليه و غمضت عينيها و نزلت ع الارض و رجعت لدوامتها اللى إفتكرت بمجرد ما شافت مالك ف المحكمه إنها خرجت منها بس بمجرد ما راح جنون لهفة اللحظه عرفت إنها لسه بتدخل الدوامه مش بتخرج منها !
قامت وقفت بإصرار غريب ! معقوله هتخسر مالك تانى ! هتسمح بده ! لا لا مش هتعرف تتقبله مهما كان التمن !
خرجت راحت على مستشفى مصر للحروق ! مكان ما إبتدى الحلم ! او نقول اللقا لإن لولا موت أبوه و امه مكنش هيبقى فى لقا ! مكان ما إبتدى يصارحها و يفتحلها قلبه !
وصلت و قابلت المسئوله اللى اول ما شافتها إبتسمت: مدام حلم، هتتبرعى بردوا على روح جوزك ؟
حلم دموعها نزلت بسرعه و مسحتها بنفس السرعه: لالا، بعد الشر، ده شكر ربنا عشان رجعهولى
المسئوله بصتلها بإستغراب و حلم صوتها ضعف: لا مرجعش ! لاا لا رجع ! لا رجع ! لازم يرجع ! لا رجع بس مرجعليش
المسئوله ضيقت عينيها و حاولت تبتسم مجامله لها ..
حلم مسحت دموعها بضهر إيدها بلهفه غريبه: لالا بس هيرجع، هيرجع، ان شاء الله هيرجع
( سابت دموعها تترجم ضعفها ) ماهو لازم يرجع، ملهاش حل تانى
المسئوله هزت راسها مش عارفه تقول ايه: ربنا ... ربنا ... ربنا يراضيكى
المسئوله مش عارفه تفهمها و حلم صوتها إترعش بعياط: ان شاء الله .. ان شاء الله هيرجع
المسئوله حاولت تتكلم و حلم طلعت شيك من شنطتها إدتهولها ..
المسئوله بصت فيه بذهول و حلم إبتسمت بالعافيه: ادعيلى، خليهم يدعولى، خلى الكل يدعيلى
سابتها و مشيت و إتجددت جواها طاقه غريبه شحنتها كإنها إتطمنت اما لجأت لربنا يحلهالها من عنده و جواها يقين إنه هيحلها
مشيت راحت مشوار تانى و عملت حاجه و رجعت عند مراد تستنى اللى جاى
عدّى اسبوع على يوم محاكمة مالك ..
مالك إختفى تماما، موبايله مقفول و محدش يعرف عنه حاجه ..
فهد لف عليه كل مكان ممكن يبقى فيه بس مفيش، راحله حتى المقابر يمكن يلاقيه زى الاول بس مفيش، راح لمراد و قاله إنه ميعرفش فعلا هو فين !
لحد يوم فرح مارد، كل حاجه جهزت و الكل استعد للفرح بحماس لحد ما جاه يومه...