رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثاني والعشرون
مالك فتح باب الشقه بسرعه و دخل: حلم، ياسين
حلم جوه كانت لسه ع السرير اول ما سمعت الصوت إستغرابها زاد ..
مالك فتح الباب بسرعه و اول ما شافهم اخد نَفس جامد براحه: الحمد لله
حلم بتلقائيه إنكمشت على نفسها و ضمت نفسها بنفسها و صوتها طلع مرعوش: انت مين ؟
مالك رفع حاجبه و هى عينيها بتلف حواليها ببطئ غريب: انا فين ؟ فى ايه ؟
مالك نفخ بضيق: حلم
حلم إتهزت بخضه ع الصوت: لا مش حلم، انا .. انا مش، مش بحلم، انا انا فين ؟
مالك قرّب منها و مسك دراعها حسها بتترعش و متلجه ف سكت و هو بيبصلها: ايه يا حلم ؟ انتى
حلم قاطعته: انا مين ؟
مالك بعد ما كان هيسيب دراعها شدد على مسكته لها كإنه بيقويها: فى ايه ؟
حلم حاولت تفصل بجسمها عنه و تفلفص دراعها من إيده: انت مين ؟
مالك بص ف عينيها قوى .. حاول يقراهم يمكن يفهم رد فعلها الغريب ده بس مقدرش يفهم حاجه .. مقدرش يشوفها بتمثل حتى !
حلم وقفت زى اللى اخده بنج و ما بين الفوقان و التوهه ! كانت هتقع بس مالك ف حركه سريعه ميّل لقفها بدراعه رفعها و بتلقائيه اخدها ع صدره ع السرير تانى ..
حلم صوتها إترعش بدموع: انت مين ؟
مالك كشر بضيق: حلم
حلم صوتها بيتحاش و يظهر بالعافيه: حلم مين ؟
مالك نفخ بصوت عالى بشكل خضها خلاها انكمشت على نفسها بفزع..
مالك إستغرب رد فعلها ف حاول يهدى ف اخد نَفس براحه و كتمه و قعد جنبها على حرف السرير: فى ايه ؟ مالك ؟
حلم بتتلفت حواليها ف الاوضه بس الرؤيه قدامها مشوشه و بتبيض و تسوّد و تقرب و تبعد ! حاولت تقنع نفسها ف الاول إنه ارهاق او تعب بس بمجرد ما فاقت إتفزعت!
مالك مستنيها تفوق بس شايفها قدامه مش بتفوق و عيونها زى الغريقه !
وقف و مد إيده لها و هى ف وسط لغبطتها دى شافت إيده ممدوده لها ف بصتلها كتير و سكتت بحذر !
مالك رفع حاجب بغيظ: تعالى
حلم بصوت مهزوز: على فين ؟
مالك إتريق بغيظ لمجرد إنه مش عارف يتقبل لغبطتها او حالتها: هنتفسح شويه
حلم سكتت بس دمعه غريبه جريت على خدها ..
مالك مش قادر يتقبل ردود افعالها عليه و على كلامه ف كشر: تعالى خدى حمام و انتى هتفوقى
حلم وقفت بالعافيه و إتحركت خطوتين و وقفت ببراءه غريبه: فين الحمام ؟
مالك رفع حاجبه: نعمم ؟
حلم عيطت لمجرد مش عارفه تستوعب اللى هى فيه: طب ممكن تيجى معايا ؟
صوت ياسين عيط ع السرير و هى كإنها بتنتبه بس دلوقت لهم ف بصتله بذهول و رجعت بعينيها لمالك: مين ده ؟
مالك زعق بنفاذ صبر: حلممم، انجزى بقا عشان انا اتخنقت من الحوار ده .. قولتلك مية مره فوقى لنفسك و لعيالك عشان مش دى الطريقه اللى هتجيبينى بيها .. مش التمثيل و العياط ده اللى هيرجّعنى..
حلم بصتله بهزيان: تمثيل ؟ و اجيبك منين ؟ انت، انت
مالك صوته عِلى بزعيق: مش ده و لا غيره و لا اى حاجه تانيه ف فوقى بقاا و بطلى اسلوبك ده
حلم اتهزت على صوته اللى عِلى .. رجعت بتلقائيه خطوات ملغبطه لورا و لفّت الاوضه حواليها بعينيها و بتلف جسمها مع لفات عينيها لحد ما نزلت ع الارض مغمى عليها قدام مالك اللى إبتدى يحس ان الموضوع بجد !
غرام خرجت من العمليات ع غرفه عاديه و مارد بعد ما إتطمن من الدكتور دخل جنبها مستنيها تفوق ..
غرام فتّحت عينيها بضعف: مراد
مارد كان جنبها ع السرير قرّب جنبها لحد ما بقى وشه فوق وشها و حاول يبتسم بس عيونه كاتمه حزن غريب على بساطة الحادثه بالنسبالها...
غرام حاولت تهزر: فى ايه ؟ انا كويسه ع فكره انت افتكرتنى موت و لا ايه ؟
مارد مبتسمش حتى و رد بسرعه: بعد الشر،بعد الشر انا مقدرش استغنى عنك .. و الله ما اقدر على اى خساره تانيه
غرام حست ان الرد مش راكب على هزارها و لا سؤالها ف حاولت تتعدل: فى ايه يا مراد ؟ حصل ايه لكل ده انا كويسه، ده مجرد
وقفت بالكلام فجأه بعد ما قعدت و هى بتحاول تستوعب حالتها .. حست إنها بتنزف ف بصتله بترقب ..
مراد فهم ف سكت شويه بحزن: مفيش حاجه إهدى، انتى كويسه الحمد لله
غرام مش عارف او مش راضيه تفهم التفسير اللى المفروض صح ف بصتله بحذر: فى ايه ؟
مارد بهدوء: مفيش، انتى بس
غرام عادت سؤالها بهزه ف صوتها: فى ايه ؟
مارد إتنفس بصوت و مد إيده مسك إيدها باسها اووى: ربنا كان مدينا هديه و ملناش نصيب فيها
غرام غمضت عينيها اللى دمعت بسرعه اوى: قصدك معرفتش احافظ عليها
مارد لف قعد جنبها: حبيبتى احنا ملناش نصيب كنتى هتعملى ايه طيب ؟
غرام إتعصبت برعشه ف صوتها: كنت احافظ ! اقولك لاء ع السفر
مارد سكت و هى بصتله بعتاب و هى مفتحه اوى: مانا فعلا قولتلك لاء انت صممت
مارد اخد راسها على صدره باسها: بكره ان شاء الله ربنا يعوضنا عيل و اتنين و عشره بدل الاتنين دول
غرام غمضت اوى ع صدره و عيطت: هما كانوا اتنين ؟ اتنين ؟
مارد ضمها اكتر و معرفش يسكّتها لمجرد عيونه اللى إتعودت تشاركها ف الفهم و النظرات و الفرح و دلوقت بتشاركها ف الدموع ..
مراد مع ليليان ف المستشفى واقفين مع الدكتور بتاعها ..
الدكتور: اكيد مش كل مره هتحمل هتنزّله .. مش ده الحل الوحيد ف حالتها .. الدكتوره لها كلام تانى و كمان لو عملت برنامج استعداد معاها من قبل ما يحصل حاجه هيكون افضل .. حتى لو حصل حمل تانى نكون على استعداد
مراد سكت بس حاسس إنه مخنوق لاول مره يحس بالعجز لدرجة خطواته ملغبطه و مش موزونه: طيب هنقابل الدكتوره امتى ؟
الدكتور: هى حاليا تلقائي مش هيحصل حمل دلوقت ع الاقل لحد ما الدم يترفع ف ممكن تاخد فترة راحه لحد ما تستقر و تبقى تيجى للدكتوره و انا هشرحلها حالتها من ناحية القلب
مراد إتنهد و بيبص ل ليليان و قبل ما يتكلم عينيه راحت وراها شاف مازن جاى عليهم ..
مازن جاى عليهم: فى ايه ؟
ليليان لفّت وشها بسرعه وراها و من الارهاق و الدوخه معرفتش تتحرك ناحيته بسرعه ..
الدكتور بصّلهم: اه جوزك لسه كان سائلنى عنك تحت
ليليان إتلغبطت و بصت لأبوها بقلق و للحظه دى حست هى عملت ايه !
مراد شاور للدكتور يمشى و بصّله بغموض و هو ماشى و لف دراعه حوالين ليليان و اخدها و راح على مازن ..
مازن بصّلها بقلق: حبيبتى فى ايه ؟ انتى تعبانه و لا ايه ؟
ليليان هزت راسها اه و بسرعه هزتها لاء و ما بين هزات راسها عيونها دمعت ..
مازن بص لمراد بقلق بجد: فى ايه مالها ؟ انا سألت عنها تحت قالوا جات بس منزلتش شغل، هى تعبت و لا ايه ؟ و انت هنا ليه ؟ و هى مروحتش ليه اما تعبانه كده ؟
مراد اخد نَفس براحه اما فهم من كلامه إنه مفهمش حاجه ف رد بهدوء: ايه ايه ؟ كل دى اسئله يالا انت بتحقق معانا و لا ايه ؟
مازن معرفش يبتسم: طب ما تجاوبنى، فى ايه ؟
مراد حاول يرتب جمله بس إندفع: مفيش، مارد لسه مكلمنى من شويه و صوته مش مطمئن و اما كلمت الحراسه عرفت إنه العربيه خبطت منه ف مطب و غرام كانت معاه و تقريبا عشان كده اخدها المستشفى يتطمن عليها ف قلقنا عليهم
ليليان بعفويه شهقت و معرفتش تدارى مفاجئتها: ده امتى ده ؟ و ازاى مقولتليش يا بابا ؟ هما هنا ؟
مراد حط إيده على وشه بخنقه و مازن برغم إنه حس ان مش ده اجابة سؤاله اللى سأله و ان سؤاله لسه متعلق إلا إنه إتخض: مراد ؟ ده لسه مكلمنى من شويه
مراد بقلق مهزوز صوته كإنه عايز يعيط: و كلمنى و صوته رعبنى عليه و قفلت معاه و كلمت الحراسه فهمت منهم إنه خبط بالعربيه ف مطب بس تقريبا جامد
ليليان بزعل: طب يلا نروحلهم..
مراد: لا هو قال راجع ع البيت، تقريبا غرام معاه معرفش كانوا فين
مازن: كلمنى و قالى هيسافر و
مراد إستغرب: يسافر ؟ يسافر فين ؟
مازن سكت شويه: كلمنى قالى هسافر بدالك و اخد غرام معاه و
مراد إتعصب لمجرد إنه حس ف اللحظه دى كإنه كان نايم و صحى على حاجه حواليه فاجئته مش هو ابدا اللى عملها: و لا انت اللى كلمته اما قولتلك بلاش ليليان معاك عشان رايح شغل ؟ عِند يعنى ؟
مازن بصّله بذهول: انا من امتى بتعامل معاك بالعِند ؟ معاك او معاها امتى بعاند او حتى بزعلكم ؟
مراد كان سبب غضبه خفى و من نفسه بس بينفّس الغضب ده ف اى حد او اى حاجه تخليه يعرف يتنفس: امال ده ايه ؟ سافر ليه ؟ و فجأه كده و من غير ما يقولى ؟
مازن كتم زعله: و هو انا لو قولتله و لا متفق معاه و لا عامل حسابى ع كده كنت لبست و خرجت و انا مجهز نفسى و اخدت شنطتى ؟ انا خارج الصبح ع سفر و هو اللى كلمنى و قالى و اما حاولت اعترض قالى انا خرجت و ع الطريق اصلا..
مراد حط إيده على وشه بتراجع و خرّج موبايله إتصل ع مارد ..
حلم لمجرد ما اغمى عليها و وقعت مالك جرى عليها شالها و رقدها ع السرير ..
جاب مايه رش على وشها بس مش بتفوق .. جاب برفان بس مش جايب معاها .. ميل عليها شالها و دخل بيها الحمام قلّعها هدومها و حطها ف البانيو و فتح عليها الدش ببطئ واحده واحده لحد ما إبتدت تفوق شويه شويه ..
لحد ما فتّحت عيونها و شافت نفسها عريانه خالص بين إيديه و هو بيحميها معتقد كده هتفوق ..
انكمشت على نفسها بسرعه و بشكل غريب و إتكومت ف ناحيه من البانيو و لفت دراعاتها الاتنين حوالين صدرها و رجليها الاتنين حوالين جسمها من تحت ضمتهم كإنه بتخفى نفسها..
مالك معدش قادر يستحمل رد فعلها ف وقف بنرفزه: فى ايه ؟
حلم جسمها بيترعش ف المايه و بتهز راسها و هو سكت حاول يهدى ف مد إيده يوقفها: طب قومى، انا لقيتك مش عارفه تفوقى
حلم رجعت مكانها بخوف حقيقى: اخرج برا
مالك بذهول: نعمم
حلم صرخت بصوت مهزوز: انت مين ؟ و عملت ايه يا حيوان انت ؟ اطلع برا..
مالك زعق و هو بيقرب منها و لسه هيشدها قبل ما يلمسها انكمشت لبعيد و فضلت تصرخ و تصرخ و تخبط ف كل حاجه حواليها !
مالك وقف مكانه مش عارف يعمل ايه لمجرد إنه الوضع قدامه بالنسباله غير مقبول بالمره !
لسه هينطق زعقت و هى بتقوم: برااا بقاا
مالك خرج و قبل ما يتحرك من قدام الباب هى وقفت بسرعه راحت ع الباب قفلت على نفسها ..
بمجرد ما سمع تكة المفتاح بص للباب بغيظ و وقف .. عقله بيحلل بس مش عارف .. هو شايفها من فتره ملغبطه بس بيقول من ضغط وضعهم بس متخيلش الامور توصل لكده ابدا !
راح ع الباب يخبط سمع صوتها بتعيط جوه ..
رفع إيده من ع الباب حطها ع وشه و حرّكها بعصبيه ..
خبط ع الباب بهدوء: حلم
حلم إتنفضت ع الصوت و قامت مسحت وشها و لفت نفسها بكذا فوطه بشكل غريب مبينش منها سانتى و فتحت الباب خرجت بتوهان ..
مالك حاول اد ما يقدر يبقى هادى: انتى كويسه ؟
حلم هزت راسها لاء و قعدت ع اقرب كرسى قابلها بتعب..
مالك قعد قصادها ع حرف السرير: معاكى رقم الدكتوره بتاعتك ؟
حلم بذهول: دكتورة مين ؟
مالك: الدكتوره اللى انتى بتروحيلها يا حلم، فى ايه ؟
حلم عيطت و هى بتهتهه و إيديها بتفرك ف دماغها: براحه، ارجوك براحه، انا،، انا
مالك قرّب قعد جنبها بحنيه: مالك فيكى ايه ؟
حلم بصوت ملغبط: مش .. مش عارفه .. مش فاكره .. مش فاكره ..
مالك للحظه وشه إتغير: مش فاكره ايه ؟
حلم صوتها تاه بعياط و هى بتلف عينيها بهزيان حواليها: مش فاكره،، بقولك مش فاكره .. مش فاكره حاجه،، مش فاكره حد، مش فاكره انت، مش فاكره ايه اللى جابنى هنا،،
مالك بصّلها قوى و مش عارف يكدّبها، شكلها و دموعها و لغبطتها بيحاربوا شكوكه !
حلم شاورت بعينيها ع ولادها ع السرير: مش فاكره دول، مش فاكره انا، انا .. انا
مالك بيقرب منها و هو هيتكلم رجعت هى لورا بخوف مخضوضه !
مالك وقف بذهول للحظات، مسك موبايله كلّم حد و قفل ..
حلم بضعف: انا .. انا .. فى ايه ؟ انت اكيد تعرفنى صح ؟ انت اللى جيبتنى هنا ؟ انا هنا فين اصلا !
مالك بلع ريقه بالعافيه: مش عارف،، انا لا بقيت عارف اللى انتى فيه و لا اللى انا حتى فيه ! حلم فوقى بقا عشان انا كنت فاكر إنك كده بتجيبى اخر طاقتى بس من الواضح إنك بتجيبى اخر طاقتك انتى كمان و الوضع بقا واقف علينا بخساره احنا الاتنين ! ارجوكى كفايه بقا و اذا كان ع الولاد انا..
حلم قاطعته بشكل منهار: ولاد مين ؟ و انت مين ؟ و وضع ايه ؟ انا وضعى ايه معاك ؟ فهمنى
مالك سكت مخنوق و بيتمنى لو يخبطها قلم يمكن تفوق و بيتمنى بردوا لو ياخدها ف حضنه ممكن تهدى و اهى كلها امانى مش مسموحاله لا من قلبه و لا عقله !
حلم عيطت: خدنى مستشفى
مالك إتريق لمجرد مش عارف يقنع نفسه ان الموضوع جد: و هنروح نقولهم ايه بقا ان شاء الله ؟ حلم لو بتهزرى..
حلم صرخت ف وشه بشكل خوّفه بجد: بقولك عايزه اروح زفت ! عايزه اروح لدكتور ! اروح مستشفى ! حد يفهمنى انا تعبانه اوى مش عارفه افوق و لا عارفه افهم
مالك سكت شويه: متأكده إنك عايزه تروحى مستشفى ؟
حلم بصتله قوى و هو بصّلها بغيظ: طب خدى بالك بقا عشان مش هروح ع الفصيحه بتاعتك و هروح مستشفى تانيه
حلم بصتله بذهول و هو بصّلها شويه بعد ما صعبت عليه: طب غيرى هدومك و يلا هننزل مستشفى..
حلم: فهمنى
مالك زعق بضيق: مش اما افهم انا الاول
دخلت جابت لبس و دخلت الحمام تلبس و قفلت الباب ع نفسها بالمفتاح !
مالك برا مش عارف نفسه مش مصدق و لا مش متقبل و لا مش عايز الاتنين !
حلم دخلت الحمام فكت الفوط من على نفسها و إبتدت تلبس و خرجت ..
مالك كان شال ولاده و باصصلهم بقلق او حزن بيحاول يبتسم بالعافيه ..
اول ما خرجت راح بيهم عليها: يلا غيرليهم لو قادره عشان ننزل
حلم رجعت كذا خطوه لورا و هزت راسها لاء بملامح باهته بغرابه !
مالك سكت شويه مش عارف المفروض يعمل ايه بس لازم يتصرف ..
اخد ياسين الحمام شطفه و خرج حطه ع السرير و بصلها و هو رايح بحلم: خدى بالك منه لحد ما اطلع
شويه و خرج بحلم و قبل ما يروح عليها شافها بتبوس ياسين من خده و نزلت بوشها على صدره و ركنت راسها ف حضنه و فضلت تعيط !
مالك للحظه احساس غريب اتملك منه ! احساس إسمه التأنيب و مش عارف من قلبه و لا من ضميره !
راح عليها و حط حلم جنبهم و هى بسرعه رفعت وشها مخضوضه و إبتدى يغيرلهم ..
حلم بتراقبه بعينيها و برغم إنها مش عارفه تستوعب اللى بيحصل فيها و لا من حواليها إلا انها إبتسمت بتلقائيه غريبه .. شافتهم تلات اطفال ف برائتهم زى بعض مش اتنين !
مالك خلص و شال ولاده و اخدها و نزل .. حاول يروح ع مستشفى تانيه فعلا غير اللى هو قابل فيها الدكتوره بتاعتها قبل كده ..
بيحاول يقنع نفسه بحاجه لا قلبه و لا عقله قابلينها و هى ان كل ده حوار مش اكتر ! بس ف الاخر قلبه غلب و وقف بالعربيه و بصلها: فين الدكتوره بتاعتك ؟
حلم عيطت: انت مبتفهمش ؟ قولتلك معرفش..
مالك إتعصب مش من كلامها قد ماهو من حالتها اللى مش عارف يشوفها بالضعف و الانهزام ده: امال هوصلها ازاى و هى اللى
حلم قاطعته بحماس و هى بتمسح وشها: انت بتقول دكتوره بتاعتى ! يعنى اكيد روحتلها قبل كده ؟
مالك رفع حاجبه: يا سلام ع الفصاحه
حلم كملت كإنها غرقانه و بتتلفت على قشه تخرّجها: يبقى اكيد رقمها على موبايلى
مالك إنتبه للفكره: فين موبايلك ؟
حلم مسكت دماغها: معرفش
مالك كز ع سنانه و اخد شنطتها فضل يدوّر عليه لحد ما لقاه .. فتحه و فضل يقلّب فيه .. لقى رقمه متسجل ب إسم مالكى و مملوكى إتجاهل ضعفه او لجّمه قبل ما يطلع منه و كمل تقليب لحد ما فعلا لقى رقم بإسم دكتوره منال ..
لف الموبايل لحلم: دى ؟
حلم بصتله بقلة حيله او إنهزام و هو نفخ: ما تفوووقى بقااا
كلمها كذا مره بس مردتش .. نفخ بضيق و اخد طريقه ع المستشفى اللى كانت هى فيها ع امل يقابل الدكتوره تانى اللى هو حتى مش فاكر إسمها ..
حاول يسأل عنها بس حقيقى مش عارف بص لحلم بإحباط: الدكتوره بتاعتك هنا، لازم تكونى عارفاها عشان تدخليلها او تعرف تشوفك
حلم سكتت بتوهه و ضعف و هو أخد نَفس بصوت عالى و راح ع الريسيبشن: عايز دكتور نفسى،اى دكتور نفسى هنا او حتى مخ و اعصاب..
حلم وراه واقفه و عينيها عماله تزوغ و تثبت .. و تشوش و تهدى و بتحاول تقاوم هجوم حاد على اعصابها لحد ما فقدت قدرتها دى ..
الممرضه شاورت لمالك و هو راح على حلم ياخدها لقاها إبتدت تنسحب للاوعى و بتقع !
ف لحظه مد إيده للممرضه بعياله اخدتهم بسرعه منه و هو نزل ع الارض اللى كانت إتحدفت عليها شالها و إتحرك بيها لجوه !
شاور للممرضه و هى مشيت قدامه لحد ما دخّلتها الطوارئ و إدته حلم و ياسين...
الممرضه لسه هتطلع: انا هشوف دكتور و
مالك وقّفها: فى دكتوره نفسيه هنا إسمها منال، بس للاسف مش عارف إسمها بالكامل، تقدرى توصلينى بيها ؟
الممرضه: اه قصدك دكتور منال اسعد ؟ طب ثوانى هبلغها ان فى حاله تبعها هنا و لا تحب حضرتك تطلعلها ؟
مالك: لا اطلعى اديها خبر خليها تنزل
شويه و الدكتوره نزلت عليهم مبتسمه و من شكل مالك قلقت: خير ؟ مدام حلم فين و ليه مع الولاد لوحدك كده ؟
مالك إتريق: بنشم هوا ! هى جوه ف الطوارئ و انا باعتلك يبقى واقف ليه ؟ طالع استقبلك مثلا ؟
الدكتوره معجبهاش إسلوبه بس معلقتش .. دخلت عند حلم كشفت عليها قدام مالك اللى لحد دلوقت بيقنع نفسه ان الحوار هيخلص اهو ..
الدكتوره شاورت للممرضه: حضريلى غرفة الاشعه و رسم المخ عقبال ما اكلم حد من الاعصاب يطلع معاها
مالك بصّلها بحذر: فى ايه ؟
الدكتوره: ده اللى محتاجه اسمعه منك .. اعصابها مهزوزه بشكل غريب و مبالغ و بتترعش و تشنجات .. ده جسمها من جوه بيترعش كمان، ايه اللى حصل ؟
مالك لمجرد إنه معرفش يقول ايه زعق: هو انتى اللى بتسألينى ؟ ما تخلصى تقولى فى ايه !
الدكتوره: مانا لازم افهم..
مالك سكت بعصبيه و حاول يرتب جمله ينفع تتقال: معرفش، صحيت من النوم بتقولى انت مين و انا فين و مين انا و مين دول و كلام غريب كده معرفش ايه
الدكتوره: هى نفسيتها تعبانه فعلا بس ده مش كفايه يدخّلها ف الحاله دى او يعمل معاها المضاعفات دى كلها ! طب حصل اى شد بينكم مثلا قبل ما تنام او اول ما صحيت ؟
مالك نفخ: لاء، ممكن تنجزى بقا يا مش عارفه اروح بيها لمستشفى تانيه
حلم فاقت ع صوتهم و حاولت تتعدل ..
الدكتوره راحت عليها بقلق: مدام حلم انتى كويسه ؟
حلم هزت راسها لاء ..
الدكتوره: طيب ممكن تقوليلى اللى حصل ؟
حلم بردوا هزت راسها لاء ..
الدكتوره: طب انتى مش عارفه و لا مش فاكره و لا تعبانه مش قادره و لا ايه بالظبط ؟
حلم مسكت دماغها بصداع إبتدى يقفل عينيها و هى بتحاول تفتّحها بالعافيه: مش عارفه، مش فاكره
الدكتوره ميلت عليها و حاولت تتكلم براحه: انتى اخدتى اى ادويه قبل ما تنامى ؟
حلم هزت راسها لاء ..
الدكتوره: و لا اول ما صحيتى ؟
حلم مسكت دماغها بإرهاق و حست إنها بتدخل ف دوامه لا النفسيه محتوياها و لا الصحه مستحملاها !
الدكتوره شاورتلها على مالك: جوزك اللى مزعّلك صح ؟
مالك دوّر وشه و نفخ و حلم بصتله بغرابه و مش عارفه تنطق، بتهز راسها و بس !
الدكتوره سكتت شويه و مالك بصّلها و كان بيجيب اخر صبره: ما تنطقى فى ايه ؟
الدكتوره شاورتله برا و هو خرج و هى خرجت وراه: مدام حلم اعصابها تعبانه
مالك بنفاذ صبر: انجزى
الدكتوره: و اللى هى فيه ده غالبا حاجه من الاتنين يا فقدان ذاكره نتيجة ضغط عصبى و نفسى يا مجرد تشويش
مالك صوته عِلى: نعمم ؟
الدكتوره اكدت ع كلامها: زى ما قولت .. مدام حلم اعصابها تعبانه و من شهور كتيره .. من وقت الحادثه و رجوعك زادها..
مالك إتريق: اه طب الحق انا امشى يدوب عشان اعصابها ترتاح .. ما تتظبطى يا اخدها اى زفت تانيه
الدكتوره حاولت ترد بهدوء اد ما تقدر: مش ده قصدى .. قصدى رجوعك و اللغبطه اللى حصلت و ضغطك عليها و على اعصابها و المشادات بينكم و فوق ده كله تعبها و لسه طالعه من ولاده و قبلها حمل و بعدها رضاعه و سهر و قلة نوم، كل ده خلاها تدخل ف الحاله دى
مالك مش عارف يقتنع: و الحركه بقا المرادى منك و لا منها ؟
الدكتوره بصتله بذهول: انا بقولك مراتك تعبانه و محتاجه راحه نفسيه و جسديه و شوية هدوء و عدم ضغط ع اعصابها
مالك زعق: و انا بقولك إنى مش مصدقك
الدكتوره بصتله: كل اللى هى فيه ده هو اللى وصلها للصداع المستمر و للى هى فيه و اللى بنسبه اكيده ده فقدان ذاكره .. يعنى مبقاش مجرد الم نفسى .. ده اتقلب لجسدى .. يعنى معرضه لمضاعفات اكتر من دى .. و عشان تخرج من حالتها دى محتاجه..
مالك قاطعها بتريقه: ايووه، عشان تخرج من ده كله محتاجه ايه بقا ؟ هدوء نفسى، اللى هو اخدها ف حضنى و انيمها ع صدرى و نقفل الصفحه بقا بلاوجع قلب ؟ مش ده اللى عايزه تقوليه ؟
الدكتوره بصتله بذهول على مبالغة رد فعله و للحظه حست ان مهمتها مع حلم مش سهله،لا علاجها و لا مصالحتها مع نفسها و لا مصالحتها له سهله و لا حاجه سهله ابدا !
مالك ميل ع ولاده عدلهم ف العربيه و قبل ما يتحرك بص للدكتوره: انا قولتلها قبل كده ولادى هما الخيط اللى لحد دلوقت لسه رابط بينا حاولى تاخدى بالك من الخيط ده بس هى اللى مصممه و انا مش هستنى اما تقطعه
حلم جوه فتّحت بفزع ع صوتهم و قامت تقف وقعت بإرهاق .. إتسندت وقفت و راحت ع الباب فتحته و سمعت اخر جمله لمالك ..
مالك بصّلها بجمود: انا بردوا كنت عارف ان الفيلم الهندى ده هتنزل ستارته و عليها الجمله دى " خد بالك منها و خلي نفسيتها ترتاح و متضغطش ع اعصابها و خليك جنبها و هى محتاجالك "..
الدكتوره خرجت عن هدوئها من إستفزاز لهجته: و انا بقولك مراتك تحت ضغط نفسى و للاسف إبتدى يقلب معاها بشكل جسدى
مالك كعمش وشه: و انا بردوا قولتلك انى مش مصدقك .. و لو هى فضلت ماشيه وراكى و حياة عيالى لا اخدهم و ما هتعرف تشوفهم مره تانيه ف عمرها كله
حلم للحظه إتجمدت مكانها و قبل ما تنطق غمضت عينيها بزوغان و فضلت تغمض و تفتح بعشوائيه و كإنها مالهاش اراده عليهم !
مالك لسه هيتحرك عينيها فتّحت اوى و راحت عليه بإندفاع مسكت دراعه اوى شدته: عيال ايه اللى تاخدهم ؟ و تاخدهم و تروح فين ؟ انت إتجننت ؟
مالك وقف و بصّلها بترقب و رجع بص للدكتوره و رجع بعينيه لحلم: انا بنتى تعبانه و ضعيفه و مش هسيبها مع ام مش عارفه تاخد بالها من نفسها عشان تعرف تاخد بالها منها، ميرنا بنتى..
الدكتوره لسه هتنطق مالك شاورلها تسكت و بص لحلم اوى: ميرنا بنتك عيانه و لا دى كمان نسيتيها ؟
حلم كشرت بهجوم: ميرنا مين ؟ مين قالك إنى هسمى زفته ؟ ده انت بتحلم ! حتى لو مش عايز تسميها ع إسمى ف مش هيبقى ع اسم المايصه دى، دى ع جثتى
الدكتوره بصتلها شويه و بتحاول تحلل الموقف مع ردود حلم ف عقلها ..
مالك بصّ للدكتوره بتريقه: هاا ؟ لسه عند كلامك ؟
إتحرك بالعجله بتاع ولاده يمشى و كلم حلم من غير ما يبصلها: و حياة ولادى الحركه دى لو إتكررت ما هتشوفيهم تانى
مراد كان مع ليليان و مازن ف المستشفى و اتصل ع مارد اللى كان محتاج مجهود نفسى عشان بس يرد ..
مراد إتعصب: ايه يا بنى مبتردش ليه ؟ رعبتنى انا دماغى عماله تضرب اخماس ف اسداس من ساعة ما كلمتنى
مارد صوته مخنوق: مفيش،انا كويس بس
مراد قاطعه: لا مش كويس، من صوتك ده مش كويس ابدا، فيك ايه ؟ انتوا ف المستشفى ليه انت و مراتك ؟
مارد سكت: انت عرفت منين ؟
مراد إتخنق: مش مهم اتنيلت منين .. من الحراسه ارتاحت كده ؟ فى ايه ايه اللى حصل و ايه اللى وداك هنا و مراتك معاك ليه ؟
مارد اخد نَفس عالى و بص لغرام جنبه اللى مش مبطله عياط: صدقنى خير، خير خير، انا راجع ع البيت اهو اما اشوفك
مراد لسه هيتكلم سمع صوت غرام بتعيط جنبه ف إتخض: لالا مش خير، مش خير ابدا، غرام بتعيط ليه لو انت كويس؟ انطق
مارد بضعف: هى اللى مش كويسه، انا طالع ع البيت اهو
قفل معاه و مراد قفل و بص لمازن زى التايه: غرام جنبه بتعيط و هو صوته مخنوق
مازن قلق: مقالكش ف انهى مستشفى و لا الحراسه قالتلك ؟
مراد: بيقول راجع ع البيت
مازن اخد ليليان و مسك إيد مراد: طب يلا و اما نشوفه هناك هنفهم او ع الاقل هتطمن انه كويس
مراد سكت و مازن لاحظ إيده بتترعش و بعد ما كان هيسحب إيده ضغط اكتر و تبت فيه كإنه بيشدده و اخده و نزلوا ..
مالك رجع بحلم ع البيت و اول ما دخلت وقفت ع الباب و اخدت نَفس مريح اوى بعمق...
مالك بصّلها بتريقه و هى بتلقائيه إبتسمت بشئ من اللغبطه: انا مش عارفه ليه حاسه إنى كنت ف سفر
مالك إتريق بغيظ: و رجعتى ؟ طب حمد لله عالسلامه..
حلم مسكت إيده بعد ما دخّل الولاد و كان خارج: مالك،مالك صدقنى الموضوع مش زى ما انت فاهم، و الله ما زى ما انت فاهم
مالك كز ع اسنانه: خدى بالك من العيال يا حلم، متصمميش تجييى اخرى عشان انتى مش قده
حلم صوتها إتهز بعياط محبوس: صدقنى و الله انا
مالك شاورلها تسكت و سابها و خرج و رزع الباب وراه ..
حلم قعدت جنب ولادها بلغبطه ...مش عارفه ايه اللى حصل ! ده حتى الكام ساعه اللى فاتوا من اول ما صحيت لحد ما خرجت لمالك مع الدكتوره برا مش فاكره ملامحهم واضحه غير لقطات بسيطه و مش عارفه تفهم ايه اللى حصل !
اخدت ولادها ف حضن غريب اوى كإنه غياب سنين !
مارد اخد غرام و رجعوا ع البيت .. بيركن عربيته كان مراد بيدخل .. معندوش صبر ف نزل من العربيه ع الباب و راح عليهم ..
مارد شاورله و دخل بالعربيه لحد ما وقف و مراد بيجيب اخر صبره: فى ايه يا حبيبى ؟
مارد نزل بإرهاق و حاول يبتسم بس معرفش: مفيش، حادثه بسيطه و الحمد لله
مراد بص لغرام اللى عيطت و رجع بص لمارد: مراتك مالها ؟
مارد لف دراعه ع كتفها و باس راسها و ضمها عليه: معلش هى من الخضه اعصابها تعبت
مراد مش مقتنع: الحمد لله إنها عدت ع خير و إنكم كويسين
غرام ردت بحزن: لا مش كويسين يا بابا و لا معدّتش على خير
مراد قلبه وقع و بص لمارد اللى ميل راسه و حط إيده ع وشه ..
غرام عيطت: عدت بس مش ع خير ! عدت على ولادنا
مراد إتجمد بفزع و غصب عنه عينيه راحت على ليليان اللى غمضت عينيها و عيطت بصمت ..
مراد بضعف: ولادكم ؟ ولاد مين؟ انتى كنتى ...
مازن بص ل ليليان و شاف نظراتها مع أبوها اللى معرفش يفهمها بس بمجرد ما عيطت ضمها عليه يهديها ..
غرام هزت راسها و عيطت: كنت حامل و منعرفش
مراد زعق بهجوم غريب: و اما كنتى حامل ايه اللى خرّجك ؟ ايه اللى سفّرك معاه ؟
غرام عيطت: مكنتش اعرف اصلا،و بعدين هو مرضيش، انا كنت شاكه بس لكن معرفش
مراد بص لمارد و زعق بشكل غير مبرر لمجرد إنه للحظه دى حس إنه بيفوق كإنه مع ليليان كان ف دوامه مش فايق او بيتحرك تايه: و انت ايه اللى سفّرك ؟ اما مراتك كانت تعبانه و شاكه ف حمل تخاطر بيها ليه ؟ تخاطر باحفادى ليه انت غبى ؟
مارد تهته: الشغل و
مراد زعق: ملعون ابوك على ابو الشغل و اما كان يجرالك حاجه زى عيالك كنت هتسند انا ع شغلك !
مارد حاول يقرب منه يهديه بس مراد زقّه بفزع و بيتكلم و هو بيلف حوالين نفسه و بيشاور بإيديه: مين كان هيعوضنى عنك ؟ مين كان هيبقى جنبى ؟ يسندنى ؟ يدفنى حتى !
ليليان بصتله قوى و للحظه عرفت ان أبوها متلجم بخوفه عليهم و المفروض تظبط حركته مش تسايرها !
مازن بصلها و هى بتبص لأبوها اللى بيبص لمارد اللى كان عينيه على غرام اللى ف حضنه بيسكتها و كل واحد فيهم نظرته وجعها زى الحرق ..
دخلوا و همسه نزلت ع صوتهم و إتوترت من منظهرهم: فى ايه ؟
محدش رد ف راحت ع مارد قعدت جنب غرام اللى ع صدره و شكلها مرهق ..
مارد رد عليها قبل ما تسأل: مفيش حاجه، كنا ع الطريق و خبطت ف مطب و كانت حامل و منعرفش
همسه بلعت ريقها بحذر: كانت ؟
غرام عيطت و إتنقلت عليها حضنتها و همسه بصت لمارد اللى هز راسه: مفيش نصيب
همسه غمضت عينيها بدموع و سكتت .. الصمت غطى ع الموقف بيقطعه من لحظه للتانيه عياط غرام اللى شاركه ليليان اللى عيطت اوى بشكل غريب !
مازن ضمها اكتر عليه و همسه بصتلها: حبيبتى هى كويسه .. ملهومش نصيب و ان شاء الله ربنا هيعوضهم .. هى يعنى كانت نزّلته بمزاجها ؟ ده غصب عنها و عشان كده ربنا هيعوضها..
ليليان عيطت اكتر بشهقه و مراد للحظه إستوعب او هو الوحيد اللى إستوعب ف قعد جنبها قصد مازن و باس راسها و معرفش ينطق ..
مارد وقف بغرام: هنطلع ترتاح شويه
همسه وقفت معاهم: عايزنى معاك ؟
مارد باس إيدها: لا حبيبتى تسلمى، هى بس محتاجه تنام لو احتجنا حاجه هناديكى .. خليكى بس قريبه..
اخد غرام و طلع و همسه راحت على مراد اللى حس إنه بياخد قلم ع وشه عشان يفوق ف تاه اكتر ..
همسه مسكت إيده بحب: حبيبى اهدى، اهدى مفيش داعى لكل ده
مراد بصوت مبحوح: مفيش داعى ؟ مفيش داعى لايه يا همسه دول احفادى و خسرتهم ف يوم واحد
همسه مفهمتش: يوم واحد ؟ و احفادك ؟
بصت على ليليان و لسه هتتكلم مراد إستوعب ف إستغل حالة غرام و حاول يصلح بيها الجمله: قصدى ان غرام كانت حامل ف تؤم و الاتنين نزلوا
همسه بزعل: لا اله الا الله .. و الله ما عارفه اقوله متزعلش ..
مراد زعلان اوى بس بيحاول يكتم عشان غرام شكلها منهار، دى من اول اسبوع بتعد و بتحاول متشيلش تقيل و بتعمل اختبارات تقريبا كل اسبوع
مراد هز راسه بحزن و همسه ضغطت ع إيده: صدقنى خير، مين عارف كانوا هيجوا ايه و لا ازاى ! بكره ربنا يديها تانى
ليليان كانت بتعيط و همسه بصتلها و إبتسمت: و يديكى انتى كمان حبيبتى، زعلانه ليه كده !
مازن ملاحظ نظراتها هى و مراد لبعض و مستغربها و مش فاهمها بس ساكت ..
همسه شدت مراد و وقفت: يلا إرتاح شويه، انت كنت معاه صح ؟
مراد سكت و مازن رد: لاء احنا كنا ف المستشفى عند ليليان .. اما مارد كلمنى و قالى ارجع هسافر انا روحت عديت ع ليليان اقولها و انا هناك و مراد مارد كلمنا
همسه إستغربت و بصت لمراد: انت كنت لسه عند ليليان و لا ايه من الصبح ؟ بتعمل ايه ده كله ؟
مازن بصّله و بص ل ليليان اللى وشها إتلغبط و حس إن الرد ممكن يفهمه نظراتهم او حالة ليليان دى ..
مراد ساب سؤالها متعلق و إتخطاه: يلا إرتاحوا انتوا كمان اليوم كان صعب
مازن إتضايق من تجاهله للسؤال اللى معرفش يكرره عليه ف وقف: طب هنمشى بقا انا و ليليان و نبقى نعدى نشوف غرام نتطمن عليها
مراد رد بسرعه: خد بالك منها يا مازن، عشان خاطرى انا
مازن معرفش يستغرب لهجته عشان عارف خوفه عليها و حاليا اللى حصل مع مارد مأثر عليه !
ليليان فركت إيديها: خلينا نبات هنا انهارده
مازن رد بضيق لمجرد ان طلبها المرادى منها ! يمكن اما كان تدخّل من مراد كان بيعذرها لمجرد مش عايزها تزعل ابوها !
مازن بعتاب: مفيش داعى هما كده كده هيناموا و لو فى حاجه لا قدر الله مراد يكلمنى اجيله
مراد عايزهم يباتوا اما شاف ليليان مهزوزه بس مش عارف يجبهاله ازاى: ليليان عايزه تبات
مازن بص ل ليليان اللى حست ان مازن ف عينيه مية سؤال لا هو هيعرف يسألهم و لا هى هتعرف تجاوبهم ..حست إنها مش عارفه تبص ف عينيه ف قررت تنسحب لحد ما تبقى كويسه: مازن خلينى انهارده معاهم ارجوك
مازن شافها متضايقه و حس بضيقها ده عشان مثلا رجع عن السفر و ده ضايقُه اكتر من قعدتها !
ليليان مش عارفه توصلهاله: انا بس تعبانه شويه
مازن إتنهد بضيق و لاول مره ميشوفش إرهاقها يمكن عشان إتعود ع ردها ده او متوقعه ف إنسحب: انا هروح و لو إحتاجتوا حاجه كلمونى
سابهم و خرج و ليليان بصت لأبوها بإستنجاد ..
مراد طبطب ع كتفها و باس راسها: اطلعى إرتاحى شويه و سيبيها على الله
عدّى يومين على حلم ف اللغبطه دى ! لا فاهمه و لا قادره تفهم اللى حصل ده حصل ازاى ! يعنى ايه ساعات كامله متفتكرش فيهم حاجه و بعدها متفتكرش عنهم حاجه !
مالك بيراقبها من بعيد لبعيد و يهتم شويه و يتجاهل شويه .. و مره يقنع عقله يتجاهلها و مره عقله اللى يقنعه لاء !
حلم ف شقتها قاعده ف ركن الكنبه قصد السرير و منكمشه على نفسها و محاوطه نفسها بدراعاتها و بتعيط ..حلم و ياسين قصادها ع السرير ف نفس الحاله كإنهم التلاته جسد واحد بإحساس واحد !
مالك رن الجرس زى عادته و إستنى ع الباب بتردد .. حلم جوه اول ما الباب رن جسمها إتهز تلقائى و ضمت على نفسها اكتر !
وقفت بإنكسار راحت ع الباب و حاولت تستنجد بصوتها بس طلع مرعوش: مين ؟
مالك إتنقس بصوت عالى متغاظ: بتاع الذباله، ما تفتحى يا حلم
حلم ردت ببراءه غريبه: مفيش ذباله لو سمحت امشى
مالك رفع حاجبه: افتحى يا حلم
حلم صوتها إتهز: حلم مين ؟
مالك عض شفايفه بغيظ: ما تفتحى يا جزمه
حلم إيديها راحت برعشه ع الباب تفتحه و فتحته نص واحده و بصتله بشكل و نظرات غير مألوفه: حضرتك عايز حاجه ؟
مالك رفع حاجبه بيحاول يسيطر على اعصابه: حلمم
حلم خافت من رد فعله لدرجة شددت ع مسكتها للباب و ضمته اكتر تقفله: فى ايه ؟ مين انت عايز ايه ؟
مالك اخد نَفس عالى ورا نَفس: حلممم
حلم زعقت بس صوتها مش ثابت: حلم حلم حلم، حلم ايه يا بنى ادم انت ما تغور تحلم ف حته تانيه
بتقفل الباب مالك لحقه بإيده ثبّته و دخل و زقّه وراه قفله بشكل خضها ..
دخل بيقرب و هى بتبعد لورا و وشها له: انت مين ؟ تعرفنى او تعرف حد من هنا ؟
مالك حط إيده على وشه و حرّكها بعصبيه: قسما بالله شوية الطاقه اللى عندى ما يخلصوا لا تشوفى وش لا عمرك شوفتيه عليا و لا على غيرى
حلم لفت نفسها بدراعاتها و هو إتخطاها و دخل الاوضه لولاده ..
بمجرد ما شافهم بيعيطوا ع السرير إختنق و عايز يضربها قلم و يضرب نفسه التانى !
خرج عليها بإندفاع شدها لجوه: سايبه عيالك كده ازاى ؟
حلم نقلت عينيها بينه و بينهم بزوغان كذا مره: عيالى ؟
مالك زعق: ما تفوقى بقا
حلم رجعت بضهرها لحد الحيطه سندت عليها و غمضت عينيها و هى رافعه راسها لفوق و دموعها نزلت بصمت ..
مالك هرب بعينيه بعيد .. مش عارف بيهرب منها و لا من نفسه و لا من العذاب اللى كان له فيه نصيب !
ميل شال ولاده و إبتدى يسكتهم و هى فضلت مكانها لحد ما نزلت برجلها ع الارض ع نفس وضعها ..
للحظه صُعبت عليه و لعن نفسه ف سره ! ليه مش عارف يتجاهل صريخها ده ! ليه ماهى إتجاهلت صرخاته قبل كده ! ليه مش عارف يقول تخبط دماغها ف الحيط ! السكه البديله واضحه قدامه ليه مش عايز يمشيها !..
من وسط افكاره إتكلم من غير ما يحس او تقريبا احساسه إتترجم على صوته من غير ما يبصلها: ادخلى اغسلى وشك و خدى حمام دافى و اطلعى كلى اى حاجه شكلك مرهق
حلم تقريبا مسمعتهوش و هو إضطر يبصّلها و للحظه الكلام وقف ع لسانه او عاده بس بعينيه و هى تقريبا عادت كلامها بعينيها و إتقابلت نظراتهم ف منطقه محظوره و مهدده ..
مالك بهدوء: قومى شكلك منمتيش .. اما تخدى حمام هتهدى
حلم وقفت و قبل ما تخطى بصتله ببراءه: الحمام من فين ؟
مالك حط إيده على وشه و غصب عنه ضحك: حلمم
حلم إتنرفزت بعياط محبوس: بقولك الحمام فين ؟ انا كل ما اسألك سؤال تقول حلم حلم ؟ حلم ده مين ؟ عفريت راكبك ؟
مالك برّق بضحكه غريبه على وشه طلعت غصب و وقف وراح عليها بغيظ و صبره بيخلص: مشكلتى إنى عارف أولك فين و أخرك فين و سكك ايه ف اقسم بالله لو ما إتعدلتى لا اجيب وشك مكان قفاكى، اجرى يابت ع الحمام
حلم كشرت و زقته بإيدها بشكل خلاه رفع حاجبه: ما تتكلم عدل
مالك بص لإيدها و رجع بصّلها: اعدلى انتى افعالك بدل ما اخلى انا ردود افعالى تعدلك
حلم بصت حواليها كإنها بتدوّر على حاجه بعدها مشيت من قدامه و خرجت !
مالك برّق و عض بوقه بغُلب: اما اشوف اخرك
حلم طلعت برا بتفتح اى حاجه تقابلها و تدخلها و تخرج و هو ع باب الاوضه متابعها بعينيه و افكاره كلها إتجمعت ف نقطه لو رزعها قلم دلوقت هتفوق و لا هتدوخ !
حلم حتى المطبخ دخلته و خرجت .. فتحت غرفه ف مدخل الشقه لوحدها بطرقه مقفوله و بتخرج شافت باب على جانبها فتحته و إتنفست بصوت: الحمام ! حد يحط الحمام ف قلب الاوضه ؟ حزن ايه ده ؟
مالك برّق بغيظ و هز راسه بغُلب ..
حلم دخلت الحمام و قفلت ع نفسها و وقفت قدام الحوض غسلت وشها .. غسلته مره و مره و مره يمكن تفوق بس مش عارفه ! بتبص لكل حاجه حواليها بتكتشف ان عينيها بتشوفها لاول مره و احساسها بردوا مألوف ناحيتها !
بتلف وشها عينيها جات على نفسها ف المرايه .. بصت قوى و كإنها بتشوف واحده تانيه لاول مره او يمكن نفسها بس لاول مره !
ف لحظه غريبه ظهرت فلاشات بسرعه قدام عينيها و اختفت بنفس السرعه من غير حتى ما تفهمها او تربطها بحاجه ! غمضت عينيها و قبل ما تفتحهم شافت ومضات تانيه بس المرادى بصوت حد شافته مشوش قدامها كإنه بعيد او بينهم تراب و عفره حاجزين بينهم: انتى عشوائيه يا حلم .. و عشوائيه قوى كمان .. حلولك كلها عشوائيه .. بتحلّى اى مشكله بمشكله مش بحل .. بتضربى سالب ف سالب عشان يديكى موجب .. بتحطى قدام اى مشكله مشكله تانيه و تضربيهم ف بعض و المشكله إنك متصوره انهم بكده هيدوكى حل ..
قبل ما تفتح دموعها منعتها او يمكن الفلاش اللى نوّر قدامها بس المرادى بصوتها .. صوتها بتقول لحد انا محتاجالك يا مالك .. كنت غبيه و غلطت و المفروض اما اغلط تصلّحلى غلطى قبل ما تعاقبنى .. ضعفت للحظه اما فكرت بالشكل ده و المفروض اما اضعف اخد قوتى منك مش اضعف على إيدك و تبعد
فتحت عينيها بسرعه كإنها مستنيه تشوفه قدامها و إتفاجأت بمالك فاتح الباب و واقف بيبصلها بترقب ..
حلم غمضت بسرعه كإنها عايزه تشوف هو نفس اللى شافته و لا لاء بس معرفتش ف فتحت بضعف و راحت عليه و عقلها بيعيد نفس كلام الفلاشات بس بلسانها: انا محتاجالك يا مالك .. كنت غبيه و غلطت و المفروض اما اغلط تصلّحلى غلطى قبل ما تعاقبنى .. ضعفت للحظه اما فكرت بالشكل ده و المفروض اما اضعف اخد قوتى منك مش اضعف على إيدك و تبعد...