رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثاني والثلاثون
مالك ف المستشفى اللوا صالح راحله و بلّغه باللى حصل .. مالك بغضب مسك موبايله قلّب فيه و شاف حاجات خلته كز على سنانه و خرج بإندفاع !
اللوا صالح راح وراه و وصلوا الجهاز و مالك دخل قاعة التحقيقات و دقايق و كان اللوا صالح مجهز اجتماع من كذا قياده منهم اللى تمموا العمليه و مدير المخابرات و الجهاز يحضروا التحقيق مع مالك !
المحقق: مالك محتاجك تسمع اقوال المتهمين لكن حاليا خلينى اسمع اقوالك ف الاول
مالك اخد نَفس طويل و اللوا صالح اتكلم بتحذير للكل: مالك مش متهم و لا بيتحقق معاه
اللوا ثروت هز راسه و ضحك ضحكه من غير صوت بتريقه.
اللوا صالح بصّله بحده: مالك هنا عشان يوضح امور كتيره للكل و انا اولهم لإنى انا و اى حد اشتغل مع مالك عارف انه دايما ف كل مشوار بيحتفظ بخطوات لنفسه متداريه عن الكل يمكن حتى عليا انا نفسى
مالك بهدوء: انت اخر حد ممكن يكون ميعرفش حاجه عن اى مشوار نمشيه! لان ببساطه لو حد لازم يبقا عارف هيبقا انت لانى المفروض تربيتك مش بس تعليمك و لا ايه ؟
مدير المخابرات: بس بردوا ايه اللى حصل ؟! انا اول ما بدأنا نتابعهم قولت ع الاقل معظمنا هيندفن هنا و هتتقلب مقبره بعد ما هتبقا مجزره و الدم هيغرق الدنيا
مالك بثقه: و انا لو كنت بخاطر بحياة حد معايا مكنش ده بقا حالى و لا ايه ! انا مبخاطرش بحياه حد معايا .. و قبل ما اجى وعدت انى هخلصها ب اقل الخساير و انا مبوعدش بحاجه الا اذا كنت قدها و اعتقد انى وفيت..
الكل بصّله بانتباه و ثروت متابع الموقف كله من غير ما يتدخل بس من ثقة مالك حس إنه هيضطر يلجأ للكارت التانى يلعب بيه و هو حلم !
مالك ابتدى يشرح الوضع: انا لما روحت المكان هناك إستطلعه إكتشفت إنه فيه خيم و كهوف بعدد مفزع فيها سلاح بغباء و ده لرجالتهم هناك لاستعمالهم الشخصى ..
تقدر تقول كده اللى بيحموا بيه نفسهم او بيستخدموه ف المواقف اللى زى اللى اتحطينا فيها دى ! و بالتالى عدد الاسلحه ده مع عدد رجالتهم ده مع المكان اللى مهما كنت مسيطر عليه ف هو بتاعهم و مسكنهم كانت هتبقا حرب مش عمليه !
اللوا صالح بصّله بتركيز لانه فهم دماغه ..
و هو ابتسم: هنا طلبت من صالح باشا القنابل و المتفجرات و زرعناها ف الاماكن اللى فيها اسلحتهم اللى هيستخدموها ف اى لحظه نهجم فيها !
فجّرنا الخيم و الكهوف دى بالاسلحه اللى فيها و اللى هى بعيده عنهم اصلا .. و ادناهم فرصه و هما ابتدوا يستخدموا اسلحتهم اللى كانت ف ايديهم و اللى من اول ما انتهت ابتدوا يفهموا الوضع .. ساعتها احنا هجمنا و وقتها لا كان في اسلحه معاهم لانها خلصت و لا عرفوا يلجأوا للكهوف دى لانها اتحرقت..
و اعتقد اننا بكده نكون حجِّمنا الخساير اللى كانت ممكن توصل لان كل اللى هنا سواء من عندنا او عندهم كان هيتنسف ! فهمتنى
الكل بصّله بفهم و استغراب انه قدر يحتوى الموقف بالسرعه دى و هو بصّلهم و سكت ..
المحقق: هامر بيقول
مالك قاطعه: مش محتاج اسمع اللى قاله، عارف هو قال ايه..
ثروت إتريق بسخريه: و عرفت منين بقا ؟ ذكائك بردوا ؟
مالك رد بنفس لهجته: طبعا
وقف بثبات و وصّل موبايله بالشاشه اللى قدامهم و شّغلها و بصّلهم: من اول الحكايه و انا كنت شاكك ان لهم يد جوا المكان هنا و الايد بتتحرك لصالحهم ! عارفين منافذنا و مداخلنا و ازاى يوقعوا حد مننا و ازاى بردوا يلقفوه ! و إتأكدت من ده بعد ما كشفوا الرائد محمد بسهوله إنه فتح قضيه ليا رغم إنها كانت سريه !
الكل إنتبه و مالك سكت شويه يلعب على الاعصاب لحد ما رجع يكمل كلامه: و ايدهم دى اللى دايما بتساعدهم هى بردوا اللى عرّفتهم ان مفيش قضيه اتفتحت للباخره اللى إتحرقت و خلتهم شكوا فيا مع انهم كان ممكن يخمنوا ان فى تحقيق فعلا بس بسريه كالمعتاد، لكن دول كانوا متأكدين ان مفيش و ده معناه ان اللى نقلهم حد من جوه !
مالك اتحرك من جنب الشاشه و رجع وسطهم و ربع إيده بثقه و الايد التانيه ضغط بيها شغل الشاشه: و عشان غلطة الشاطر بألف غلط الغلطه اللى وقّعته، كنت عارف انه هيرجع لهم بمجرد ما يقعوا عشان يتفقوا من تانى و عشان كده سيبتلهم هديه صغيره ف المستشفى ! تقدر تقول مصيده و جابتهم
الشاشه اشتغلت و عرضت تسجيل فيديو صوت و صوره لكل الكلام اللى دار بين هامر و ثروت و اتفاقهم و تعليمات ثروت يقولوا ايه ف التحقيق !
الكل بيسمع بذهول و مالك حط إيديه ف جيوبه و هو واقف ع جنب الشاشه .. وقف بعقله عند إسم حلم اللى إتذكر و رفض هامر يدخّلها ف اللعبه ! بس مجمعش اوى خاصة ان كلامهم مكنش مباشر ! خمن إنه قصد ساعدتهم بوقوفها قصاده و ده إداهم فرصه وقتها يخرجوا برا البلد خاصة إنهم وضحوا ان ده كان قصد هامر اما قاله تنكر ان لولاها مكنتش هتعرف تفلت من إيده ! فهم ده بس اللى مقدرش يفهمه كانوا يقصدوا ايه ب " نسيبها تكمل هى " و تفكيره رجّح إنهم مثلا يقصدوا اما يشيلوه الليله هتقف قصاده تانى خاصة إنهم طلعوا اهو مرتبين يشيلوه الليله !
اللوا ثروت وقف و زعق: ايه الهبل ده ؟ انت فاكر ان حتة عيل زيك رد سجون هيعرف يوسّخ معايا و لا ايه ؟ ده انا افرمك من غير ما اسمّى عليك لو مبعدتش عنى
مدير المخابرات وقف بغضب: تهديد ده و لا ايه ؟
اللوا ثروت بغضب: مش حتة عيل محروق من الخلاف اللى حصل بينا اثناء العمليه ف هيلعب لعبه وسخه زى دى !
اللوا صالح بقرف: اتفاقكم متسجل صوت و صوره
ثروت زعق: التسجيل ده تبله و تشرب مايته ! انا هطعن فيه و هثبتلك إنه افترا و ساعتها هقلبها عليه
اللوا صالح: قصدك عليا مش عليه لإنى انا اللى اخدت الخطوه دى
ثروت تهته بعنف: عليك عليه على اى حد يجيب سيرتى ف الهبل ده ! ثم ان التسجيلات دى من غير تصريح نيابه و لا يُعترف بها و لا هتطبّخوها زى محاكمته ؟
مدير المخابرات هنا اللى رد: انا اللى مطلّع تصريح الموافقه بالتسجيل و ماضى عليه
ثروت مش عارف يقول ايه بس لازم يتكلم ! لازم يعمل حاجه ! راح على مالك بهجوم مسكه من هدومه و رزعه ع الحيطه وراه بعنف و بيرفع إيده يضربه على وشه مالك مسك قبضة إيده بعنف فركها ف إيده: مش مالك الهجام اللى يتعلّم عليه و من مَره..
الكل هاج على خناقهم و الاصوات عليت و رئيس الجهاز صدر قرار بحبس اللوا ثروت على ذمة التحقيق و فتح تحقيق معاه و متابعة مسار القضيه ! و قفل التحقيق بالنسبه لمالك اللى خرج لعدم إدانته بأى ادله !
اللوا ثروت إتاخد على حبسه و هو خارج بص لمالك بغل و الاتنين إتقابلوا ف تحدى كإن التراك لسه مخلصش بيهم !
غرام ف المستشفى بعد ما سابتهم قدام العمليات و نزلت فضلت واقفه دقايق قدام الاسانصير لحد ما قرّب عليها من بعيد دكتور ..
غرام جسمها إترعش جامد بقبضه لدرجة لفّت دراعاتها حوالين نفسها و معرفتش تتكلم ..
الدكتور إبتسم بهدوء: مدام غرام، انتى كويسه ؟
غرام دموعها نزلت بصمت و معرفتش تتكلم ف هزّت راسها لاء ..
الدكتور بتفهّم: انا جيت اول ما كلمتينى و قدرت فعلا ادخل العمليات لدكتور عمر و شوفت الحاله و حضرت بالفعل العمليه
غرام بتسمعه بوجع و بتهز راسها..
الدكتور: احنا عملنا اللى علينا صدقينى و الباقى بقا على ربنا .. لكن فعلا زى ما دكتور عمر بلغكم مكنش لها حل تانى
غرام غمضت عيونها و هو هز راسه بتفهم لحالتها: هتبقى تيجى و
غرام فتحت عيونها بالعافيه و عينيها مشوشه من الدموع و قاطعت كلامه و مشيت بعيد من غير ما تنطق ..
حلم ف المستشفى كانت اخدت ولادها ف غرفه مالك حجزها و غيرتلهم و نيّمتهم و سايبه روفيدا مع فهد ف غرفته و مالك برا ..
خرجت تشوفهم بس ملقتش مالك ! دخلت لروفيدا شافتها قاعده ف الارض جنب سرير فهد و رافضه تماما تخرج !
إتلفتت حواليها بس ملمحتهوش ! قلبها إتقبض ! رجعت جابت موبايلها رنت عليه بس مبيردش !
نزلت تسأل عنه ف الريسيبشن شافت مازن ف راحت عليه بسرعه: مشوفتش مالك ؟
مازن قلق: فهد كويس ؟ فيه حاجه ؟
حلم: لا كويس بس مالك إختفى فجأه
مازن: شوفته كان خارج من شويه مع صالح، اكيد فى شغل و لا حاجه خاصة القضيه لسه بتتقفّل و التحقيقات شغاله مع صفوت و اللى معاه
حلم إتقبضت و عقلها هيألها إنهم مثلا ممكن جابوا رجله او ورّطوه من تانى ! للحظه إفتكرت اما وصلت المستشفى و حالة مالك اللى شافته عليها و ازاى قالها مكتوب عليا الخساره ! و الظابط اللى كان جايله المستشفى ! مش عارفه تلضم حاجه ف التانيه بس القلق إتملك منها !
خرجت من المستشفى بسرعه اخدت عربيتها و راحتله على شغله! وقفت و نزلت بقلق و بتحاول تتصرف او ازاى ممكن توصله لحد ما شافته خارج مع يونس و امنيه و حازم و اللوا صالح و كذا حد ! بتلقائيه راحت بلهفه عليه و إترمت ف حضنه و عيطت ! عيطت كتير اوى !
مالك كان هيخرّجها من حضنه بهدوء عشان وجود الكل بس معرفش غير إنه يضمها اكتر: ششش اهدى، اهدى انا كويس..
حلم رفعت وشها بالعافيه و عيطت: انا إترعبت اما ملقتكش ! متخيلتش افتّح عينى ملقكش من تانى ! معرفتش استحمل مجرد التفكير ف الكابوس من تانى
مالك مسح وشها بكفوفه كلها و للحظه سكت شويه و هو بيبصلها بحذر: واضح ان الكابوس لسه مخلصش يا حلم
حلم بإيديها الاتنين مسكت إيديه الاتنين اللى مسحوا وشها و غصب عنها إترعشت: المهم إنك موجود
مالك لسه هيتكلم هى اتكلمت: اى حاجه تهون قدام مسكة إيدك دى ! المهم إنك موجود..
مالك بترقب: عمك متهمنى إنى متورط لسه معاهم و بشهادتهم و بالدليل و إستخدموا حادثة فهد عشان يثبتوا إنى قلبت عليهم اما حبوا يضمنوا وجودى معاهم بفهد
حلم مسكت وشه و حاولت تبتسم: المهم إنك بخير، هتعرف تخرج منها و ربنا هيغيثك منهم زى ما نجدك مية مره قبل كده
مالك بص ف عينيها مباشرة: و لو قولتلك ان ف المقابل عمك متورط معاهم و إنه بيشد رجلى معاه مش اكتر !
حلم ردت بسرعه: مصدقاك! و الله مصدقاك و ان شاء الله ربنا هيحلها .. ربنا قال ان مع العسر يسرا.. مع العسر يسران مش عسران و لا حتى يسر واحد و لا حتى قال بعد العسر ! ده قال معاه ! ثق ف الله و هو هيكون جنبك و هيحلها و انا جنبك متقلقش..
مالك بتلقائيه اخد نفس طويل اووى اوى و هو بيرفع وشه للسما و مسح وشه و رجع بصّلها و إبتسم بنظرة حب من كتير مكتومه ف عينيه و لاول مره تظهر بإرادته: طيب خلينى اقولك ان الحمد لله حلها مش لسه هيحلها
حلم صوتها إتهز مع إبتسامه حلوه على وشها: بجد ؟ يعنى .. يعنى
مالك هز راسه و رجع حضنها من تانى: الحمد لله عدت، عدت على خير..
امنيه واقفه متابعاهم و عيونها بتطق غيظ و بتتمنى لو تعرف تجرجرها من حضنه او هتموت و تبوظ اللحظه مثلا ف إتدخلت بإستفزاز: غريبه ! شكلك مكنتيش عارفه
حلم إتجاهلتها و عينيها متعلقه بمالك بتحاول تشبع من حضنه .. مبقتش ضامنه الظروف و لا القدر هيسمحلها بالحضن ده امتى تانى !
امنيه إتغاظت من تجاهلها و زادت العيار حبه: عمك بيقول إنك ساعدتيهم و لولاكى مكنش حاجه من ده كله تمت..
حلم معرفتش تتجاهل الكلام و رفعت وشها بإستفهام بس لمالك ..
مالك للحظه إفتكر الفيديو و إستغرابه لهامر و موقفه من حلم و دفاعه عنها او رفضه اى خطر لها و كان عايز يسألها بس حس إن مش وقته ! او مش قدام الكل كده !
كان لافف دراعه حواليها ف إتحرك بيها و سابهم: لازم ارجع المستشفى دلوقت انا سايب فهد لواحده
مشى من غير ما يستنى اى رد و امنيه كانت هتندفع بقوة غيظها بس نظره من أبوها وقّفتها ..
غرام سابت الدكتور و نزلت زى الآله اللى مفهاش روح ! راحت اتوضت و قعدت تصلى ! بتصلى و تصلى و تصلى و كل ما تخلص تصلى تانى ! قلبها مقبوض اوى ! اوى ! محتاجه لحد يضمها دلوقت ! تجيب منين الحضن اللى كان بيحتويها دلوقت !
مسكت موبايلها تكلم أمها اللى اول ما فتحت عيطت ..
امها بدموع: اخس عليكى يا غرام، كل ده مسمعش صوتك ؟
غرام كتمت عياطها و أمها كملت بعفويه: افرضى تعبانه ! بموت ! محتاجالك ! ملاقكيش جنبى ؟
غرام مش بتنطق و امها حاولت تهدى من عتابها: حبييتى انتى كويسه ؟ انا بس صعب عليا انى كنت عيانه و معايا دور برد جامد و مكنتش قادره اقوم ! كنت محتاجالك بس !
غرام بصوت مخنوق: متزعليش منى
امها إبتسمت: ليا مين غيرك عشان ازعل منك ؟ ده انتى بنتى و حبيبتى و نور عينى و غصب عنى بستغيبك و احتاجلك !
غرام عيطت اوى ع الكلام اللى بدل ما يهديها اتحدف زى الملح على جرحها و بدون وعى قفلت !
صعب عليها نفسها اما شافت احتياج امها لها و سندها، هى هتحتاج لمين ؟ عيطت اوى بوجع !
و ف لحظه إفتكرت نفسها طول عمرها ايه بالنسبه لابوها و ان ساعات الخلفه مبيبقاش لها لازمه ف مسحت دموعها بأمل !
و رجعت إفتكرت مراد و حياته كانت مخوخه ازاى من غير عياله و ازاى كان آله بتتحرك وسطهم من غير روح ف عيطت من تانى بوجع !
و رجعت إفتكرت عمتها و ازاى الخلفه اللى ف يوم فرّحتها وجعتها و اد ما دوت جرح عملت جرح جديد ! داوت جرح ساعه و عملت جرح سنين ! ف مسحت دموعها بأمل من تانى !
و فضلت تمسح دمعه و تتجدد وراها دمعه زى ما تخلق امل و يتبدد معاه امل تانى و هى موجوعه بينهم !
عقلها بيعيد عليها كل ذكريات بينها و بين مارد تخص الحمل او الخلفه ! كل كلمه قالتهاله و كل موقف حصل و انها عرّت احتياجها قدامه ! عارفه مارد و شخصيته اللى ف يوم قالها اعملى حسابك تقنعى اهلك بيا عشان لو محصلش مش هاخدك غصب عنهم و احرمك منهم و مش هدوقك مرار انا عيشته مش هبقى انانى ! و هو عارف مشاعرها و احتياجها للخلفه اللى كتير قالتهوله !
و خايفه من معرفتها زائد معرفته ممكن يساووا ايه ! موضوع الخلفه له مية حل لكن مراد لاء ! لازم تلقاله حل ! ازاى هتقنعه إنها مش عايزه حاجه ف يوم عيطت قدامه عليها ؟ مش هيفهم و لا هيقتنع ! يبقى لا تتنازل عنها و لا عنه ! تتبنى مثلا ! تتبنى عيل ! لاء اتنين ! و يبقوا مراد و همسه زى ما حلموا بيهم سوا !
قفلت مع أمها و رجعت تصلى من تانى ..
عيطت اوى اوى بين إيدين ربنا اللى الوحيد اللى يقدر يرأف بيها ف وقت زى ده !
مالك اخد حلم عربيتها اللى كانت جايه بيها و مشيوا ع المستشفى ..
حلم بصتله بإستغراب: قالك ايه عمى ؟
مالك إتضايق و سكت كتير و حب يهرب من الحوار اللى هى بنفسها هتزعل إنه اتفتح و هو حاليا مش قابل اى زعل: مش وقته
حلم بلعت ريقها بإصرار مهزوز: قالك ايه ؟ انا لا شوفته و لا قابلته من يوم ..
سكتت بصوت مخنوق قبل ما تقول يوم حادثتك و مالك فهم ان ده بقية الجمله ف هز راسه: ما ده اللى كان يقصده ! قصده إنه استغل ده ف هروبهم قبل كده ! لإنه معنى انه معاهم يبقى هو اللى خرّجهم برا البلد..
حلم دمعت و بالفعل زعلت من غبائها اللى فتح السيره و هو بتلقائيه مسك إيدها: المهم حاليا الحمد لله كل ده عدّى،، عدّى يا حلم،، الكابوس خلص و اخيرا نتنفس
حلم بصتله و قبل ما يطلع منها كلام شافت ف عيونه نظره صافيه اوى مكنتش عارفه تصدقها ف فضلت معلقه عيونها بعينيه تشبع منها !
مالك كان فاهم شكل احساسها و فتح دراعه و هى اترمت ف حضنه ف ضمها عليه اوى ف حضن طويل !
مراد و همسه و مهاب و ليليان و مازن منتظرين قدام غرفة مارد
ليليان إستغيبت غرام و إستغربت إنها إختفت بعد كلام الدكتور ف بصت لهمسه: حد شاف غرام ؟
همسه بصتلها بتعب و سكتت ..
مهاب اتلفت حواليه بغضب اما فعلا ملقهاش و وقف ..
مراد مسكه: اكيد بترتاح شويه، احنا طول اليوم كده
مهاب بغضب: ده وقت زفت ؟
ليليان: كانت بتتكلم ف الموبايل من شويه و مارد جوه قبل العمليه
مهاب نزل و سابهم يشوفها و ليليان بصت لأبوها بذهول: هى تقريبا من ساعه ما الدكتور خرج من العمليات و قال،، قال..
همسه قاطعتها: جنبه
ليليان استغربت: لا هى مش عنده
همسه بإصرار: مش لازم تبقى جنبه ف المكان، يا تعبانه انه مش جنبها يا بتدعيله يطلع من محنته و يبقى جنبها و بردوا كده تبقى جنبه، مش غرام اللى تتخلى عنه..
مارد كان جوه و إبتدى يفوق .. حاسس بتعب جامد و جسمه كله محلول و مكسر .. إتصاب قبل كده بس اول مره يبقى كده .. حاول يتعدل بس بمجرد ما سند إيده ع السرير و حاول يقعد حس بجسمه مولع ! اتحسس جسمه و مواضع إصابته بحذر و نوعا ما فهم ان فى حاجه مش مظبوطه !
كان فى ممرضه داخله تغيرله المحاليل و شافته ف إبتسمت: حمد الله ع السلامه
مارد بتوتر: هو فى ايه بالظبط ؟ ايه اللى حصل ؟
الممرضه: حضرتك اتنقلت هنا متصاب بضرب نار ف بطنك و منطقة الحوض و كنت بتنزف اوى و عملت كذا عمليه لإصابتك و كذا عمليه عشان نوقف النزيف و الحمد لله بقيت تمام
مارد حس إنه لا كويس و لا تمام و جسمه بيتألم بشكل لا يطاق ! ده مش عارف يقعد حتى !
بص للممرضه: انا،، انا حاسس..
الممرضه كملت: تعبان و ده طبيعى متقلقش ! حتى حركتك هتبقى محدوده و صعبه لحد ما الجرح ينشف شويه
مارد بتعب شبه فهم من شكل تعبه او جرحه ف بص للممرضه بترقب: عمليات ايه !
الممرضه: اضطرينا نستأصل جزء من الامعاء لوقف النزيف و كذا حاجه يمكن الاستغناء عنها للحد من النزيف !
مارد بلع ريقه بلغبطه: كذا حاجه !
الممرضه: الدكتور اضطر يستأصل الخصيتين لان رصاصه اصابت منطقه الحوض و ده كان مزود النزيف او بمعنى اصح مزوده ف كان لازم يستأصل مكان الاصابه عشان يوقف النزف ده
مارد غمض عينيه اوى بعنف و مره واحده فجأه حصلت دوشه جوه دماغه و دربكه و فلاشات غريبه للقطات عدت لا وقتها و لا مكانها ظهرت قدامه و فلاشات للقطات ممكن تيجى !
الممرضه: ده انت كنت هتموت من شدة النزيف و كان لازم حل و ده كان اسرع حل قدامنا و المتاح
مارد إتسند يقف بمنتهى التعب و الممرضه حاولت تمنعه ف زقها بعنف لدرجه خبطت ف المحاليل جنبه وقعت !
وقفت بسرعه حاولت تساعده ف زقها من تانى و هو بيقف و بمجرد ما داس ع الارض صرخ بأعلى صوته صرخه هزت المستشفى تقريبا كلها !
مراد كان برا و بمجرد ما سمع الصوت دخل جرى و همسه وراه و ليليان و مازن ..
مراد راح عليه بلهفه و بمجرد ما شاف عينيه عرف ان الصرخه طالعه بسبب جرح ف قلبه مش ف جسمه !
ضمه عليه بحنيه لحد ما قعد بيه على حرف السرير و رفع إيده على راسه وسط شعره: ششش اهدى، اهدى انت كويس
مارد كان هيبعده بس لقى نفسه ف حضنه دموعه بتنزل غصب عنه ف مرضيش يرفع وشه و تبت فيه اكتر ..
همسه قربت منهم و نزلت ع الارض و رفعت وشها له: حبيبى..
صوتها مرضيش يكمل بقية الكلام و عيطت ..
مارد إتوجع اوى لشكلها ده ..
ليليان قربت و سندته من ضهره من وراه و هى بتحاول تعدله: اتعدل مراد، كده جرحك هيوجعك اكتر، القعده مش كويسه، مش كويس على جرحك كده، كده بتضغط ع الجرح و هتأذيه و لو نزف تانى هيبقى صعب الموضوع يتلم
مارد متكلمش و ماسك ف حضن أبوه زى العيل الصغير ! وجع ايه اللى بتتكلم عنه ! هو حاسس زى المتخدر !
ليليان لفت دراعاتها حواليه و مازن قرب ساعدها و كل ما بيعدلوه مراد بيتبّت ف أبوه اكتر ..
مراد كان زى ما يكون مش إبنه اللى متبت ف صدره ! ده وجع الدنيا اللى محبوس ف صدره دلوقت ! عايز يصرخ ! بيتمنى لو يشيل اللى فيه حتى لو هيحطه ف نفسه !
كان حاسس إنهم جسم واحد ! او هو الجسم اللى لاممهم كلهم ! و زى اللى ف إيده حرق ف الجسم كله بيصرخ وجع اكتر من الايد نفسها !
بص لهمسه و إتردد قدامه كلامها انه لو وقع كلهم هيقعوا ! حس إنه لازم يبقى اقوى !
رفع وشه و سحب مارد من حضنه بالعافيه و مسك وشه بضعف مغلف بقوه: حبيبى لازم ترتاح، لازم، اهم حاجه دلوقت انت ! انت و بس ! سامعنى ! انت و بس !
مارد ملامحه ضمت على بعضها بشكل يوحى ان فى صريخ محبوس و عينيه بتلقائيه لفت حواليه ! شاف كل الوشوش حواليه حزينه او نظراتها موجعه و ده خلى نفسه تصعب عليه اكتر ! بس مش ده حاليا المهم و لا ده الوجع ! الوجع إنه مشافش الوش اللى كان مستنيه ! الايد اللى بتمسك إيده كل ازمه ! الايد اللى يوم ما مسكها مسابتهوش ! فين ! معقوله ...!
مالك وصل بحلم المستشفى و طلع عند فهد ..
الدكتور قابله خارج متضايق و مالك راح عليه بقلق: فى ايه ؟
الدكتور بضيق: لازم المدام تخرج، مش وكاله هى
مالك إتنفس بصوت عالى و حط إيده على وشه و هو بيرجع لورا ! كان عنده إيحاء من شكل الدكتور هيسمع حاجه تانيه !
حلم مسكت دراعه شددت عليه كإنها بتقويه و بصت للدكتور: معلش سيبك منها حاليا،المهم هو حالته وصلت لفين ؟
الدكتور: اشارات المخ و انضباط ضربات القلب مؤشر كويس لإنه حالته بتاخد مسار يطمنا
مالك بضعف: هيفوق امتى ؟ امتى بس !
الدكتور: حالته مكنتش بسيطه للدرجه اللى تخليه اول ما يخرج من العمليات يفوق ! سايبنله وقت مساحه يفوق فيها ! مش اقل من 24 ساعه و ده طبيعى ! المهم ان اعضاء جسمه حيويه و ابتدت تمارس مهامها بشكل طبيعى نوعا ما و ده اللى كنت حابب اطمنك عليه حاليا
مالك اتطمن بس هو مش قابل بأقل من إنه يشوفه بيتحرك قدامه ! يكلمه مثلا ! يسمعه حتى ! او يفتح عينيه و يشوفه !
الدكتور انسحب بهدوء و سابهم و مالك فتح الغرفه و دخل إتطمن عليه و باس راسه بضعف اوى بوسة أب بتضم ضنا !
حلم جنبه مسكت إيد فهد و ضغطت عليها بخفه و حاولت تكسر الموقف: فوفا كاات بقا لحد كده، هاايل يا فنان، ميكى عفا الله عما سلف مفيش داعى لاكتر من كده، انزل من ع المسرح لا ازقك و الله..
مالك معرفش يضحك و معرفش لاء ف ضحك و دمعه بتنزل مسحتها هى بإيدها: يلا ياض لا يرجع ف كلامه و انت عارف اخوك بيموت ف دور الضحيه و متقمص الدور و هيموت و يعشش على خشبة المسرح، انزل يلا مش طالبه نكد تانى يا اولعلكوا ف نفسى يا ولاد الهجام و ف المسرح ده و ف الجمهور و ف كريمه السكرتيره
مالك بصلها بغيظ و شد إيده ضربها بهزار على قفاها: لا و انتى ما شاء الله الدور ده بالذات محترفه فيه !
حلم رفعت وشها و جريت لبعيد و هو شدها عليه ف بصتله و حاولت تكمل مسار هزاره تكسر الذكرى: الله يا لمبى، مش عشان تحسوا بالدفا، ذنبى يعنى ؟ مش انت اللى قولتلى حسيت معاكى بالدفا و بيتنا حبيته و مش عايز اخسره عشان دافى !
مالك برّق قدامه من غير ما يبصلها و رجع بصلها و رفع حاجبه بغيظ و صرخ: مش ده،، مش دددة،، مش الدفا ده يا فوزيه
حلم ضحكت جامد اوى و هو رجع ضربها بخفه من تانى على راسها: لاء انتى فاهمه غلط ! انا اقصد الدفا التانى، ابو احضان و بوس، مش بتاع الغاز و الولعه يا فوزيه
روفيدا ضحكت غصب عنها و بصت على فهد: ربنا يقومك بالسلامه
حلم بصتلها: يلا نستنى برا، الدكتور اكتر من كده هيجى يدينا دفا جماعى
مالك كان إبتدى يهدى و ميل على راس فهد باسه تانى: يلا ياض بقا انت هتثبت انك فوفا بجد و لا ايه ؟
حلم إبتسمت لفكرة إنها حاولت تخرّجه و لو شويه من حالته و هو كان مستجيب نوعا ما عشان اتطمن من كلام الدكتور ..
روفيدا بصتلهم بدموع: لالا انا مش
مالك: مش هينفع، الدكتور بيقول
حلم ضغطت على إيده و هو اخدها و خرج و بص لروفيدا: حاولى متجهدهوش بس
خرجوا على الغرفه اللى مالك كان حاجزها و قعدوا على الكنبه قصد ولادهم ع السرير ..
حلم بصتله و مالك سكت: انا كنت عايزُه فعلا لواحده ع الاقل لحد ما يفوق زى ما الدكتور قال
حلم ضغطت على إيده اللى ماسكاها: محدش بيفوق لواحده يا مالك، مهما قاوح بيفضل يخبّط لحد ما يستسلم للإيد اللى محاوطاه تمسكه و ساعتها مسكتها بتفوقه
مالك ضم راسها على صدره: عندك حق، هو حاليا محتاج وجودها اكتر من راحته نفسها..
حلم كانت هتتكلم بس شافت ف عيونه احتياج لمع فجأه و حست ان الرساله مغلفه بفهد او عايز يقولها إنى و انا كنت زيه كده كنت محتاجلك برغم كل اللى كان و هو حاليا محتاجلها برغم كل اللى حصل بينهم !
رجّعت راسها على صدره من تانى و اتمنت لو ده بس ترجمة احساسه !
مهاب نزل يدوّر على غرام بس ملقهاش،خرج بغضب بس قبل ما يمشى شاف عربيتها برا، يعنى لسه هنا، امال فين ! رجع تانى بضيق و مسك موبايله رن عليها كتير و هو بيتحرك يمين و شمال بس مبتردش لحد ما سمع موبايل بيرن قريب منه و راح ناحية الصوت لحد ما دخل المسجد و كانت غرفه صغيره كده للصلاه ..
اول ما شافها كانت ساجده إتنرفز: ده وقته ؟ سايبه حماكى و عمتك و جوزك و حضرتك
قطع كلامه و هى بترفع وشها و شافها شبه منهاره و وشها بمناخيرها بعيونها شبه الدم !
سكت بحزن او ترقب و اما طوّلت قعد جنبها لحد ما خلصت ..
من غير كلام اول ما سلّمت بصتله بضعف و رمت نفسها ف حضنه و عيطت بصمت ..
مهاب رفع وشها بتردد: غرام انتى زعلتى من كلام الدكتور ؟ إنه اضطر يلجأ للحل ده عشان ينقذه ؟
غرام غمضت عينيها و دموعها زادت اوى ..
مهاب: لو معملش كده مكنش هيعرف ينقذه، كان هيتأذى ! حتى لو كانوا استنوا و النزيف وقف بعدها كان هيتضرر و يا قلبه يا المخ هيتأذوا ! كان هيخسر نفسه و شغله ! كان هيبقى اشبه بالآله اللى بتتحرك بريموت! يرضيكى يبقى كدهّ ! كنتى هتبقى مبسوطه بالخلفه وقتها ! هو كان هيموت ألف مره و هو شايف نفسه كده !
غرام تبتت ف حضنه و هو ضمها عليه بحب: حبيبتى الحاجه اللى تتعوض ميتقالش عنها خساره و الخلفه دى ممكن تتعوض ب اى حاجه، بيه و بيكى و بحياتكم سوا و حبكم..
غرام رفعت وشها له بصوت بينهج من العياط: اقنعه ازاى بده ؟
مهاب مفهمش و هى مسكت إيده و كلامها طلع مرعوش بصوت مشحتف: قولى يا بابا، انت راجل قولى ازاى راجل يقتنع انه اهم حاجه ف حياة ست ! إنه اغلى حاجه تملكها مراته ! انها مش عايزه غيره !
مهاب إبتسم لإنه فهمها دلوقت ان ضعفها ده مش قدام الخلف قد ماهو ضعف قدام خوفها من اللى جاى !
غرام إفتكرت كل كلامها معاه عن الخلفه قبل كده و عيطت: ازاى واحده تقنع واحد انها استغنت عن حاجه هى فى يوم عيطت قدامه عشانها ؟ ازاى تفهّمه انها مش عايزه حاجه هى كشفتله احتياجها لها ! بابا،، بابا انا كنت كل شهر بعمل خمسين اختبار حمل و قدامه و اعيط عشان مفيش ! كنت برفض نسافر او حتى نخرج كتير ف اخر شهرى عشان خايفه اكون حامل ! ده انا كنت اما اخر الانتظار ده كله ...
سكتت و معرفتش تقوله اما دورتى بتنزل كنت بموت قدامه او هى افتكرت اللحظات دى ف صوتها اتخنق بعياط ..
مهاب من نبرة العشق اللى ف صوتها لام نفسه ازاى فكر إنها سابت جوزها مثلا و اتمنى لو كان من الاول قريب منها كان هيبقى محتويها و فاهمها اكتر ..
غرام بصتله بضعف: ازاى هقنعه إنى شيلت الموضوع من جوايا من بين يوم و ليله !
مهاب حاول يبتسم يطمنها و ضمها لحضنه تانى: لازم انتى تبقى الاول مقتنعه بده من جواكى عشان هو يعرف يقتنع ! لان دى حاجات مبتتقالش يا غرام، دى بتتحس ف لازم تطلع من جواكى عشان توصل جواه و بشكل مظبوط
غرام: يعنى ايه بشكل مظبوط ؟
مهاب إبتسم: يعنى إستغنيت عن جزء من احلامى عشان يفضل حلمى فيه هو و افضل جوه الحلم ده طول عمرى مش عشان صعبان عليا او ملهاش حل تانى او مش عارفه مثلا احسم الموضوع بين عقلى و قلبى
غرام مسحت وشها بسرعه: لاء طبعا، انا لا يمكن افكر كده،بابا انا بعشق مراد و انت عارف و هو عارف و الدنيا بحالها عارفه
أبوها إبتسم و مسك وشها بحب: يبقى توصليله ده و براحه..
غرام بخوف: هعرف ؟
أبوها ضمها و هو بيقف بيها: متهيألى اللى عرفت توصّله انه فى حاجه تستاهل يتنازل عن حزنه و وحدته عشانها هتعرف تعمل توصّله انها بتحبه .. و اللى عرفت تداوى جرح اتحفر ف جسمه قبل ذاكرته سنين هتعرف تداوى جرح زى ده و تعرف تعمل اى حاجه، هما مش بيقولوا الحب بيعمل معجزات و لا ايه ؟
غرام ابتسمت بأمل انتعش جواها و أبوها اخدها و طلع: و حاليا يلا عشان محدش يستغيبك و محدش يفهم غلط
غرام بصتله بزعل: هو انتوا بجد فاكرينى انى ممكن استغنى عن مراد ؟ اعرف اعيش من غيره ؟
أبوها إبتسم و هى بصتله بلهفه: ده انا من خوفى من رد فعلى دماغى عماله تشيل و تحط ف مية حل و حل قدامى لدرجه فكرت نتبنى بدل العيل اتنين اول مايخرج
مهاب بسرعه: لاء، بلاش دلوقت،مش هيفهم إنك بتعملى ده عشانه
وصلوا قدام غرفة مارد و ملقوش حد و غرام بصت لأبوها بقلق: فى ايه ؟ هما فين ؟ انتوا مشيتوا من هنا قبل ما تيجى ؟
مهاب قلق: لاء انا سايبهم هنا و نزلت اشوفك اما عمتك إستغيبتك
غرام بلعت ريقها بخوف قدام احتمالين مش عارفه تحدد مين فيهم الاسوء ! يا مراد تعب فجأه تانى ! يا اما فاق و اكيد هيستغيبها ! ده اذا كان ابوها فهمها غلط !
ممرضه معديه و مهاب سألها: فين مراد ؟
الممرضه: الباشا الكبير جوه ف الغرفه و التانى فاق من شويه و الكل عنده
غرام بصت لأبوها و قلبها بيتهز من قلقه و هو مسك إيدها يطمنها و اخدها و دخل ..
اول ما دخلت كان مراد و ليليان بيعدلوا مارد ع السرير و هو عينيه بتلف الغرفه ببطئ مميت مش عارف يتقبل انها مش هنا ! مش جمبه !
اول ما الباب إتفتح بص ناحيته بلهفه و هى بصتله بعيون مليانه توتر يكون فهمها غلط و حضنوا بعض ف نظره شبه الإحتضار !
مالك مع حلم قاعدين ع الكنبه قصد بعض و رغم ان كل ما عيونهم بتتقابل بترجع تهرب بسرعه إلا ان جواها كلام كتير .. كتير اوى ماليها و فايض حواليها مغرقهم توتر !
حلم سندت بكفوفها ع الكنبه قدامه و سحبت نفسها ناحيته لحد ما بقت ف حضنه و رفعت دراعه و استخبت فيه او بمعنى اقرب استخبت جواه !
مالك كان مستسلم بشكل لا إرادى قدام قلبه او بشكل ارادى قدام موافقته ! مش عارف ! هو بس اللى عارفُه انه محتاج للضمه دى دلوقت !
الجو حواليهم بقا بيطلّع شرار من كهربته او الحضن اللى ضاممهم .. لحظات و العيون نامت على دفا كانت مفتقداه من كتير و سابت القلوب المحبه تتعاتب بصفا !
غرام دخلت عند مراد مع أبوها و هو شافها ماسكه ف إيد أبوها او شاف ابوها اللى ماسكها ف دوّر وشه بعيد !
غرام قربت مدت إيدها بلهفه و قبل ما تمسكه سحب إيده و اتكلم من غير ما يبص لحد: برا
غرام غمضت عيونها بخيبه مش عارفه على غبائها اللى خلاها قعدت مع نفسها حبه و لا من غبائه اللى خلاه فهمها غلط !
مراد أبوه حاول يقرب منه و يتكلم: مراد حبيبى آ
مارد بنفاذ صبر ع المهاوده و الطبطبه اللى مش عارف يقبلهم: قولت برااا
غرام قعدت على حرف السرير قصاده و صوتها غلب عليه العياط: مراد انا كنت
مارد زعق و هو بيحدف عليها الغطا اللى كان مغطيه: قولت برااا، ايه اللى ف الجمله مش واضح !
غرام مسكت إيده و مهما بيحاول يشدها بتبت اكتر: طب ممكن تهدى ! انت لسه تعبان و
مارد بص لأبوه: خلصناا بقا ! برااا..
مراد بص لغرام بس وشه متضايق منها: لازم يرتاح شويه ! اطلعى مع عمتك و انا هفضل جنبه
غرام بصتله بذهول: انا مش هسيبه ! انا مسيبتهوش اصلا انا كنت محتاجه ابقى
مارد دور وشه بغضب بيكتمه و مراد ملاحظ حالته ف زعق فيها: خلصنا بقا، هو عايز يبقى لواحده و اى حاجه غير كده ضغط على اعصابه هو مش هيستحمله، انتى مش شايفه حالته ؟
غرام زعقت بصوت مرعوش اوى: ضغط على اعصابه ؟ انا وجودى جنبه ضغط عليه ! انا يا عمى ؟
بصت لمارد و دموعها نزلت بألم: انا يا مراد ؟ غرام ؟ غرام ضغط عليك ؟
ابوه بصلها و لهجته هديت نوعا ما: طب خليه يرتاح دلوقت و..
غرام زعقت من سكوت مارد بالشكل ده اللى خلاها تقرب من التفكير اللى كانت خايفه منه: لا معلش بقا، انا عمرى ما كنت ضغط عليه ! انا اول واحده جنبه و هفضل اخر واحده جنبه حتى لو مفضلش جنبه غيرى و حتى لو الدنيا كلها اتخلت عنه ! مش انا اللى هبعد عشان حاجه تافهه زى دى ! حاجه احنا مرينا باكتر منها و اتخطناه !
مراد: و لا حد هيتخلى عنه، بس هو حاليا..
مارد كان خلاص مش قادر يسمعهم تانى و لا يشوف محاولاتهم بالتمسك دى اللى شايفها طبطبه ف شاور بإيده خبط الكومدو جنبه وقعه باللى عليه و زق العامود اللى عليه المحاليل و بيخبط ف اى حاجه إيده تطولها و هو بيزعق: بس بقاا،، بس بقا كفاايه،، براااا،، قولت برا انتوا ايه مبتفهموش ؟
مراد ابوه لسه هيتكلم مارد زعق: كلكوا ! كلكوا برا
مهاب قرب منه بحزن: طب هى خليها ممكن تحتاج حاجه او.
مارد بنفاذ صبر: يا تاخدها دلوقت يا قسما بالله هتاخدها خالص بلا رجعه، قولت ايه !
مهاب بص لمراد ابوه اللى شاورله على غرام: طب تعالوا دلوقت لحد ما يفوق، هو لسه مدروخ من اثر البنج و المنوم
مهاب قرب من غرام اللى زقت إيده بتوهان: بيحلف على مين ده !
مراد حاول يضمها عليه و هى عيطت و زقته: إبنك بيحلف على مين و مين دى اللى تروح خالص بلا رجعه ! اناا !
مراد اخدها ضمها عليه بالعافيه و هى باصه لمارد بزوغان: انا مش هسمحله اصلا ! انت فاكرنى هسمحله و لا ايه ! انا لو كنت سمحتله من اول مره صدنى فيها او حاول يبعدنى بعدها مكناش هنبقى مع بعض دلوقت ! مكنش هيبقى فى حاجه إسمها مراد و غرام ! ابنك كل مطب يقابلنا بيسيب ايدى قبل حتى ما نخبط فيه ! و قال ايه خايف عليا من الخبطه ! ميعرفش إنى بتخبطها بردوا بس لواحدى ! و لا انا حاولت اعرّفه ان اللى يسيب ايدى ف الزنقه مينفعش امسكها بعد ما نطلع منها !
غرام بتتكلم و عيونها متعلقه بمارد و مراد ضاممها عليه و بيتحرك بيها لبرا لحد ما فتح الباب و خرج بيها و خرّج الكل و ساب مارد زى ما طلب !
مالك مع حلم نايمين و فتّح على زقزقه شبه الزن و إبتسم بنوم اما رفع وشه نص واحده ناحية السرير و شاف حلم و ياسين ! شافهم بيبتسموا بملاغيه ف إبتسملهم بحب..
بيلف وشه لقى حلم مرفوعه عنه شويه لفوق و لقى نفسه نايم جوه حضنها و إيدها لافه ضهره و إيدها التانيه ضامه صدره و هى ممده رجليها و هو قدامها و راسه على صدرها ! إستغرب الوضع كله على بعضه ! امتى بقوا كده ده اخر حاجه فاكرها ان هى اللى إتحركت جنبه حضنته و فضلوا ساكتين لحد ما النوم خطفهم ! كان عايز يتكلم او اتكلم بعينيه و شاف ف عينيها كتير ندم و عتاب و عشق و زعل و الم و توهه و حب و مشاعر كتير متلغبطه!
و ساب عينيه لتلقائيتها اللى زى ما ظهرت العتاب ظهرت ندم غريب او غامض ! بس امتى استخبى ف حضنها كده ! معقوله ده اخرة عتاب القلوب ! العيون نامت بالدفا ده بعد ما اتصافوا ! و استخبى ف حضنها !
فضل باصصلها كتير و بتلقائيه رفع نفسه عنها سقطت هى ف حضنه ..
فضل مراقب ملامحها بلهفه لحد ما إبتسمت و هى نايمه إبتسامه بتوسع حبه حبه لحد ما عملت صوت رقيق: صباح الفل من الحلم اللى مستنى نور وشك عشان يطلع عليه النهار..
مالك بتلقائيه رجّع راسها تانى على صدره لحد ما ياسين زن تانى ف شاورلها بعينيه عليه: غلس زى أمه
حلم رفعت حاجبها قبل ما ترفع وشها له و نطحته براسها بغلاسه: لا زى أبوه
مالك قلد ريأكشن وشها و فرد كف إيده بصوابعه على وشها و زقها بغيظ: لا زى أمه..
حلم رجعت عليه برخامه و قبل ما تتكلم شال مخده من جنبه زقها بيها و حدفها ف وشها ..
حلم لقفت المخده و قربت منه حطتها على وشه و ركزت نفسها فوقه و هى سانده بكفوفها على وشه بالمخده ..
الاتنين كانوا بيسرقوا لحظات عبريه او لحظيه من الزمن كإنهم مبقوش ضامنينه او خوفهم منه غلب ع خلافهم !
حلم قامت اخدت ولادها بحماس و غيرتلهم و رضعتهم و مالك متابعها من بعيد و بيقدم خطوه يشاركها و يرجع يأخّر خطوه بمشاعر ملغبطه .. حلم متابعاه بشكل مفهوم بالنسبالها و فاهمه توتره اللى ملغبط ريأكشاناته و متقبلاه و كل ما بيأخر خطواته بتشده ناحيتها و تتحجج بأى حاجه يساعدها او تشاركه هى صمته !
الدكتور اخر اليوم طلب مالك، مالك واقف فى البلكونه بتوتر و مولع سيجاره ورا التانيه و إيده بتتحرك بيها و بيهز رجله مع حركة إيده بعصبيه ..
حلم سابت ياسين ع السرير و راحت جنبه، سحبت السيجاره من إيده طفتها جنبها و مسكت إيده الاتنين ضمتهم اوى: إن شاء الله خير
مالك بتوتر: نتيجه الكشف بتاع فهد و
حلم حاولت تطمنه: ان شاء الله هيطلع خير و مفهوش حاجه تقلق، مش الدكتور طمنك !
مالك دوّر وشه و اخد نَفس طويل: يارب
حلم بتلقائيه لفت دراعها ع رقبته اجبرته يبصلها و من غير تمهيد ضمته لحضنها و هو كإنه ما صدق ف لف دراعاته حواليها و شدد اوى ..
مالك إبتسم بالعافيه و اخدها و خرج و هو طالع قابل اللوا مدحت بيتلفت حواليه و روفيدا راحت عليه و اخدها ف حضنه و عيطت ..
اول ما شاف مالك اخدها و راحله بقلق: ايه يا مالك فهد ماله حصل ايه ؟
مالك صوته إتهز بكسره: ادعيله الموضوع يعدى معاه على خير
اللوا مدحت قلق: حصله ايه بالظبط ؟
روفيدا عيطت و مسكت إيد مالك: ليه خرّجونى من عنده ؟
مالك: متقلقيش الدكتور بس كان بيتطمن عليه
اللوا مدحت: قالك ايه الدكتور ؟
مالك بتردد: هدخله اهو المفروض نتيجة الكشف و الاشعه بانت
اللوا مدحت بص لروفيدا بقلق: طيب تستنينا مع حلم هنا و
روفيدا بدموع: لا انا عايزه اسمع الدكتور، عايزه اتطمن منه
نزلوا للدكتور و مالك قعد بتوتر: اذا فى حاجه مش حلوه بالله عليك متقولش
الدكتور سكت شويه: فى حاجات كويسه و حاجات لاء بس هتعدى او جسمه هيتقبلها نوعا ما
مالك بلع ريقه بحذر و الدكتور بصّله و كمل: هو اصابته كانت ف الشريان السباتى زى ما بلغتك و ده عمله درجه من درجات السكته الدماغيه .. و الحمد لله كانت اقلها ..
يعنى فى سكته دماغيه بتؤدى للموت فورا لإنها عموما بتيجى نتيجة نقص وصول الدم و الاكسجين للمخ ف بيؤدى ده لموت بعض خلايا المخ و ده إسمه سكته دماغيه بس فى منها اللى بتبقى نتيجتها فوريه و حتميه للموت و ده اما بيبقى الخلايا اللى ماتت اساسيه و ملهاش بديل لوظايفها .. لكن فى خلايا بتبقى لها تعويض .. يعنى فى مناطق ف الدماغ بيبقى عندها القدره على التعويض عن المهام المتضرره ف المنطاق المجاوره
مالك بصّله بعيون دمعت لوحدها: طب و حالته ؟
الدكتور: الحمد لله الجزء اللى إتضرر يمكن تعويض مهمامه بس طبعا ده بالمتابعه و العلاج بإستمراريه و مع الوقت
مالك: وقت اد ايه ؟
الدكتور بتفكير: ده العلاج بس اللى يحدده لإنها هتتوقف على مدى إستجابته للعلاج و نفسيته و الراحه الجسديه و يبعد عن اى مجهود بدنى و عوامل كتير هتتدخل عشان نتفادى اى اثار جانبيه ممكن تتساب
مالك بلع ريقه بالعافيه: ممكن حتى بعد العلاج يبقى فى اى اثار او ضرر ؟
الدكتور: بردوا ده العلاج اللى هيحدده لإنه هيتابع بشكل استمرارى و هنشوف مع رسم المخ بشكل متكرر هل الموضوع بيتلم مننا و لا بيوسع !
مالك وقف بتعب و معرفش يتكلم تانى و بص للوا مدحت اللى هز راسه بزعل و وقف معاه..
الدكتور وقف قصادهم: المهم حاليا زى ما قولت يبعد عن اى مجهود بدنى او ارهاق لان حاليا ده ممكن يوسّع الموضوع مننا
حلم: اذا محتاج دكتور نفسى يكون افضل صح ؟
الدكتور: بالظبط .. بس ف البدايه خلوه يتابعه من بعيد و بمجرد ما يفقد طاقته على تحمل الألم او حتى نتايجه يتدخل الدكتور بشكل نفسى
مالك هز راسه إتحرك يمشى و الدكتور إبتسم: على فكره ممكن تروح تطمن عليه دلوقت
روفيدا بحماس: فاق صح ؟
الدكتور هز راسه: اه و انا بنفسى إتطمنت عليه ف تقدروا تدخلوا بس بلاش ضغط من اى نوع حتى لو بالكلام..
خرجوا كلهم، مالك حلم معاه و خطواته بطيئه و هى مسكت موبايلها: هكلم دكتوره منال استشيرها و اذا كان ممكن تشوفه
مالك إبتسم على اهتمامها و محاولتها بأقصى طاقتها تدعمه: ماشى
حلم كلمتها شرحتلها بسرعه حالته و إتفقت معاها تجيله و مالك متابعها بإهتمام..
حلم خلصت و لفت دراعها حوالين ضهره و شددت عليه: المهم إنه فاق و الأهم ان فى أمل، بعد كده اى حاجه هتيجى حتى لو براحتها
مالك تمتم بخفوت: ربنا يرزقنا بالحاجه اللى تيجى براحتنا احنا يا حلم
حلم إبتسمتله: ان شاء الله .. طالما فى امل يبقى كل حاجه هتيجى .. الامل بيجيب اى حاجه مهما كانت بعيده او صعبه
مالك بِعد عنهم خطوات و ولع سيجاره و وقف ضهره لهم ..
اللوا مدحت قرب منه: مش مهم اى حاجه دلوقت،المهم هو
مالك بحزن: طبعا، هو اهم من اى حاجه، ياريت هو يتقبل ده او يفهمه
اللوا مدحت بحده: لازم يفهمه مش بمزاجه .. لازم يفهم ان قومته بالسلامه تستاهل الف حمد .. اى حاجه تتعوض
مالك بخفوت: اى حاجه تغور
روفيدا قربت عليهم بعدم فهم: حاجة ايه ! مش الدكتور قال إنه كويس و ان المسأله مسألة وقت و كل حاجه هترجع لطبيعتها تانى ؟
مالك اخد نَفس عالى و سكت و اللوا مدحت بصّله و سكت ..
روفيدا عادت سؤالها بحذر: فى ايه ؟ حد يفهمنا فى ايه اكتر من كده !
اللوا مدحت حاول يبسّطهالها: مفيش حبيبتى،زى ما الدكتور قال شوية وقت لحد ما يبقى تمام و الامور مش هترجع لطبيعتها مره واحده و لا بسهوله، واحده واحده
روفيدا بصّاله و مستنيه لكلامه بقيه و حلم بحكم شغلها و إحتكاكها بالقانون فهمت ف حطت إيدها على راسها بزعل: ان شاء الله هيبقى وقت بسيط مش هيطوّل و لا العلاج هيطوّل و هيستجيب له ان شاء الله و كل حاجه هترجع لطبيعتها و هو كمان يرجع لشغله و حياته..
روفيدا بصتلها بشكل تايه: ايه علاقة شغله ؟ الدكتور قال فاق و قال يقدر خلال ايام يخرج بس جرحه يلم .. و اذا كان ع العلاج هيستمر يقدر يتابع عادى جنب حياته و شغله
سكتوا و هى بصتلهم بحذر: الدكتور بيقول كورسات العلاج هتاخد شهور لحد ما تعوض الاثار اللى اتسببتها الحادثه
اللوا مدحت بحزن: و لحد ما تعوض هيرتاح من الشغل .. اهو ياستى يغير جو و يتفرغ للعلاج عشان يقوم اسرع منها
روفيدا صوتها إتهز: هيقعد من الشغل ؟ طب ليه ؟ هو مش هيرضى اصلا !
اللوا مدحت: للأسف مش بإيده
روفيدا بخوف: يعنى ايه ؟
اللوا مدحت: يعنى عمرك شوفتى ظابط ممنوع عنه المجهود ؟ الحركه ؟ الاجهاد ؟ عمرك شوفتى ظابط مشكوك حتى ان عنده مشكله صحيه و ف منطقه حساسه زى دى !
روفيدا دموعها نزلت: بس هو
مالك: مش لازم يعرف حاجه .. محدش يكلمه ف حاجه تخص الشغل و انا هتصرف .. المهم دلوقت يتخطى رقدته دى و يقوم بالسلامه و العلاج انا بنفسى اللى هباشره معاه..
روفيدا عيطت: الدكتور قال ممكن يجيب نتيجه و ممكن لاء .. ممكن ياخد شهور و ممكن سنين و ممكن يفضل ملازم للعلاج عشان يبقى كويس و ساعتها
مالك بإصرار: انا اللى همشى معاه خطوه خطوه .. هاخده و نسافر برا .. هنروح مراكز متخصصه .. هنشوف حد بيفهم و مختص .. هنشوف اذا فى تدخل جراحى او جلسات او اى علاج ايا كان .. اى حاجه .. اى حاجه المهم يبقى كويس..
انا عارف ان فهد مش هيتقبل اثر الموضوع ده ع شغله اكتر ماهو مش هيتقبله على صحته عشان كده مش هسمح لحاجه تكسره .. انا ف ضهره مش هيقع
حلم غمضت عينيها و عيطت .. عيطت اوى لدرجة دموعها بقت بصوت بيعلى و يعلى لحد ما قعدت ع الارض ..
مالك برغم إنه إستغرب رد فعلها إلا إنه حس ان فى حاجه ورا انهيارها بالشكل ده من عينيها اللى فتّحت و باصه قدامها بزوغان ف الولا حاجه !
مالك ميل لف دراعه حواليها سندها وقّفها و هى بصتله بنظره بعيده اوى كإنها مش شايفاه قدامها و بتتكلم بصوت ملغبط: لازم تساعده .. تقف جنبه .. اقف جنبه متسيبهوش .. مفيش اخ بيسيب اخوه .. اوعى تسيبه هيضيع زى ما غيره ضاع و كانت النتيجه الكل بيضيع
مالك ف الاول فهم إنها تقصده بس قعد للحظات يشقلب جملتها ف دماغه و حس ان فى مجهول ورا عقلها اللى بيتكلم او جواه!
وقف للحظات بيبصلها و مره واحده شدها و...