رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثامن والعشرون
دكتوره منال كانت لسه واصله المستشفى و شافت مالك اول ما دخلت و لسه هتروح عليه شافت امنيه رايحه عليه و بيتكلموا ف وقفت على جنب بعيد بس متابعه حوارهم ! عايزه تشوف شكل الموقف من برا من ناحية مالك !
مالك بص لأمنيه بملل: عايزه ايه يا امنيه ؟
امنيه إبتسمت بغيظ: عايزاك
مالك لسه هيرد سبقته بغيظ: و قبل ما تتفتح، اقصد عايزاك ف الشغل، فى اخبار جديده عن زفت صفوت و رجالته
مالك إنتبه: عرفتى منين ؟
امنيه: يونس قال لبابا و حاليا بنجهز للعمليه
مالك إستغرب: مقاليش ليه ؟
امنيه بغيظ: عشان سيادتك مش فايق ! قاعد جنب الهانم اللى إستحلت رقدتها و لا الله اعلم إستحلت رقدتك انت جنبها
مالك نفخ و هى إتراجعت: عموما ابويا بلغنا ان فى اجتماع طوارئ كمان ساعتين و قال محدش يقولك عشان الظروف اللى انت فيها و احنا هنقوم بالموضوع بس انا قولت اقولك عشان الليله تخصك و كمان متزعلش..
مالك كتم غضبه: قصدك قال محدش يقولى عشان خايف ! خايف اعك الدنيا عشان مضغوط زى ما كنت مضغوط قبل كده
امنيه كشرت: لو خايف ف خايف عليك على فكره
مالك ضحك بتهكم: لا متشكر، هو اللى جبان لوحده و خوفه ده اللى ضيعنا قبل كده
امنيه بغيظ: ياريتك انت كمان كنت جبان ! اهو ع الاقل مكنتش هتخاطر بنفسك من الاول
مالك رفع حاجبه: انتى عايزانى زى ابوكى ! جبان !
امنيه لسه هتتكلم شاورلها و هو ماشى: هظبط امورى و هكون معاكم ع الاجتماع
سابها و إتصل على يونس اللى اكد ع الاجتماع و قاله إنه هيكلم مارد و مازن و مصطفى و الكل هيجتمع اخر اليوم ..
قفل و طلع عند حلم و مش عارف خطوته المفروض ايه ! مش عارف ليه خايف يسيبها ! ف اللحظه دى بس فكر ازاى هيسيبها خالص و هو مش عارف يسيبها مؤقتا !
فاق على حلم واقفه قدامه و مبتسمه .. مالك إنتبه لوجودها قدامه ف إلتلفّت حواليه بإستغراب يشوفها هى اللى طلعتله من غير ما يحس و لا هو اللى دخلها من غير ما يحس بردوا !
حلم ضحكت غصب عنها بصوت عالى و قلبها بيدق بجنون على فكرة إنه لسه بيتخطف معاها..
مالك كان مخطوف فعلا من التفكير فيها و إتخطف من تانى من الضحكه اللى كان عطشان لها..
بصّلها و رفع حاجبه و اما ضحكها زاد شدها بغيظ عليه: بتضحكى هاا ؟
حلم ضحكتها راقت بصفا اوى: وحشتنى
مالك بلهجه هاديه: بجد ؟
حلم إبتسمت و مسكت وشه بإيديها الاتنين بعشق و هو غمض عيونه و اتهز من جواه على لمستها زى ما اتهز من برا ..
حلم إبتسمت لرد فعله و من إيدها اللى على خده سحبت صوباع واحد و حرّكته ببطئ لحد شفايفه و بتتكلم و هى بتحرّكه مع الكلام على شفايفه: بجد بتسأل ؟ ده اللحظه اللي بتوحشني فيها بحس ان الدنيا بتتشل عن الحركه وقتها من حواليه ! خيالي سارح فيك و فـ تفاصيلك ! نص ضحكتك ! و عيونك لما بتلمع ليا ! انا مش عايزه ابطل توحشني ! علي اد ما هو احساس مـوجع اوي بزياده بأني مش عارفه اطولك و لا اوصلك، علي اد ما هو احساس لذيذ مبشبعش منه و مزود الشغف بينا ..الاحساس الوحيد اللى ملازمنى من اول ما ابتدت علاقتنا ! لاء من قبل البدايه!
اتغيرنا و اتغير فينا الف حاجه و حاجه الا ده ! كنت واحشني من قبل ما اشوفك لاني كان نفسي فـ حد زيك .. و بتوحشني بعد ما جيت حياتي و مش عارفه متوحشنينش، و هتفضل توحشني حتي و انت معايا .. اصلاً انا بحب احساس اني مش عارفه اكتفي منك .. كنت بقول انك بقيت بالنسبالي مرض .. ادمان .. بس المدمن لما بياخد جرعه معينه بيكتفي و يستمتع بيها لحد ما يعوز تاني .. بس مهما بقضي معاك حاجات حلوه مبشبعش منك لانك فيك اكتر من اللي يكفيني ..
مالك عايز بهرب و يلحق الباقى من قلبه قبل ما يتمرد و النتيجه هتبقى وجع هو مش اده اما كل جروحه هتتفتح من تانى من مجرد عتاب العيون الصامت ..
طلعت ابتسامه متمرده على وشه كإنها بتخرس الدوشه دى .. يمكن لاول مره يبتسم او يسيبها تتكلم و يسمع ..
حلم مسكت إيده و بمجرد ما سابها تمسكها تبتت فيها اوى: وحشتنى اوى، مالك ارجوك .. ارجوك متهدش اللى بينا .. اعمل اى حاجه، اى حاجه بس فراق لاء، انا غلطت ف متحطش غلطه قصد غلطه .. مش هيصلّحوا بعض ... انت اللى ف يوم قولتلى كده.
مالك اخد نفس عالى: بلاش نتكلم دلوقت
حلم لسه هتتكلم قاطعها: هنتكلم اكيد .. بس مش دلوقت .. حاليا عندى شغل لازم يخلص بقا عشان يتقفل
حلم قلقت: فى حاجه و لا ايه ؟
مالك: صفوت، شغل تبع قضية زفت..
حلم بصتله بقلق و هو إبتسم غصب عنه: متقلقيش كل حاجه معمول حسابها .. انا عامل حسابى من فتره و شغالين ع القضيه من فتره و تقريبا لامين جوانبها
حلم إبتسمت بحماس و هو محسش بنفسه و هو بيحكيلها كل حاجه و اتكلم كتير عن القضيه و عن شغله عموما و تفاصيله من وقت ما رجعله و ساعة هرب صفوت و ازاى رتبوه و ازاى تابعوه .. حتى القضايا اللى مسكها غير صفوت و اجتماعاته و مكتبه و فريقه و كل حاجه ..
كان بيتكلم بحماس زى اللى ما صدق حد يتكلم معاه او ما صدق يشاركها ف الفرحه اللى إكتشف إنه لاول مره دلوقت بيحسها ..
حلم كانت بتسمعه بإهتمام اوى و بتنفعل لحماسه و من كلامه كل حته من عقلها بتستغبى التانيه و بتستغبى نفسها اوى ازاى فكرت ان حد ف حماس مالك ممكن يتقلب للنقيض ف يوم ! و حته تانيه من قلبها بتلومها ازاى على كل الحب ده لشغله معذرتهوش يوم ما خسره ! محطتلهوش اعذار عشان الخساره مكنتش سهله !
حلم تايهه بين الاتنين و ف نفس الوقت مركزه مع مالك و مخطوفه من تغييره و قلقانه و متطمنه و متلغبطه ..
مالك كان مراقب ملامحها و بيحاول يسكت مش عارف او بيحاول يتكلم اكتر و بردوا مش عارف ! هو بس عايز يهرب من السؤال اللى ف عينيها و اللى معندوش اجابه له حاليا !
مالك سكت و هى سكتت و العيون إتقابلت ف حوارات كتير ..
حلم دمعت: حلم و ياسين وحشونى، وحشونى اوى، و انت كمان، البيت وحشنى، وحشنى اوى يا مالك
مالك اخد نَفس براحه: مستعده نخرج يعنى ؟
حلم إبتسمت بترقب: هنرجع ع البيت صح ؟ مالك انا،، انا مش هقدر ابعد عن ولادى،، انا غلطت هما ملهومش ذنب
مالك هرب من عينيها و دوّر وشه و قام: اذا حاسه إنك محتاجه تفضلى تانى او لسه تعبانه ف
حلم ردت بسرعه: لاء، انا كويسه..
مالك إنسحب بهدوء ع الباب فتحه: هنزل اخلّص اجراءات المستشفى عقبال ما تجهزى
حلم مسكته بسرعه و هو حاول يتجاهل او يلف وشه بس هى ثبتته قدامها و بصت ف عينيه كتير و إبتسمت: على فكره انا اما قولت ولادى مقدرش اعيش من غيرهم و وحشونى كنت اقصدكم انتوا التلاته .. انت و حلم و ياسين .. عشان انا عندى تلات ولاد مش اتنين .. انت اكبرهم البكرى اللى جالى قبلهم و اصغرهم و احبهم و اقربهم و اولهم و اخرهم .. اول العنقود اللى ماسك فروعه كلها و لو فلت كل حاجه هتتفرط و تقع .. و اخر العنقود اللى بيحميه و يسنده..
مالك إبتسم و بتلقائيه باس راسها و خرج .. بمجرد ما قفل الباب سند بضهره ع الباب و اخد نفس عالى كإنه مكنش عارف يتنفس معاها و قبل ما يتحرك سمعها بتسند ع الباب بضهرها و بتاخد نفس النفس براحه .. حس إنه مهدد .. لو مبعدش دلوقت عمره ما هيعرف يبعد و هو حاليا لا مستعد يقرب و لا المفروض يقرب .. ع الاقل عنده شغل لازم يخلص ..مشى بسرعه كإنه بيهرب لحد ما نزل خلص اجراءات المستشفى و طلعلها اخدها و خرج ..
مالك سكت شويه: مش هينفع نروح ع البيت، انا
حلم مسكت إيده بسرعه: مالك
مالك لف صوابعه و شبكهم معاها: عندى اجتماع دلوقت و غالبا طالما طوارئ يبقى العمليه خلال ساعات .. مش هينفع ترجعى لأهلك يا حلم و لا هينفع اسيبك ف البيت كمكان مكشوف لانظار الكل .. هاخدك ع الكامبوند و هسيب معاكى حراسه كافيه .. خدى بالك من حلم و ياسين .. خدى بالك اوى و اى حاجه كلمى الحراسه و مراد هيتابعك و لو حصل اى حاجه هو هيبقى يبلغك و..
حلم صوتها إتهز و إتكلمت كإنها بتطمن نفسها مش هو: مش هيحصل حاجه .. مش هيحصل .. ان شاء الله لا مش هيحصل .. خد بالك انت بس من نفسك .. من نفسك و بس يا مالك .. و البس الواقى ده اللى بتستعملوه بالله عليك و متخاطرش بنفسك عشان حد .. عشان اى حد ايا كان
مالك إبتسم اما فهمها: مبعرفش يا حلم .. اللى معايا بحسهم مسؤولين منى .. و المرادى بالذات .. دول طالعين عشانى .. عشان قضيتى
حلم بصوت مهزوز: حطنا قدام عينيك .. ف حساباتك .. اعمل حسابنا ف كل خطوه بتخطيها .. افتكر دايما إنك عندك تلاته انت اب ليهم مينفعش تسيبهم لحد
مالك إبتسم و حاول يطمنها بس جواه مش متطمن .. حاسس ان السفريه دى هتشقلب حاجات كتير !
راح ع البيت و طلعوا على شقتهم .. حلم بمجرد ما دخلت نزلت ع الارض برجليها قعدت كإنها كانت مهاجره ! ملامح اخر موقف هنا بتروح و تيجى قدام عينيها و تظهر و تختفى و توضح و تشوش لحد ما جمّعت الموقف ! الدكتوره قالتلها إنها كانت ذاكرتها مشوشه او مفقوده شوية وقت .. بس هى مكنتش فاكره شوية الوقت دول حصل فيهم ايه لحد ما رجعت لأرض الموقف و إبتدت تفتكر اللى حصل!
إنتبهت لفكرة ان ممكن مثلا الحاجات اللى كانت بتحصل معاها قبل كده تكون مثلا كانت بتفقد ذاكرتها بشكل مؤقت ف بتنساها! بس لاء لإنها لو كده كانت هتفتكرها بعدين ازاى حصلت ! زى اللبن و العلاج اللى مالك جابهم ! زى البقال اللى طلبت منه حاجات ! و حتى لو كده، ف ع الاقل طب الحاجات اللى كانت بتشوفها وهى مبتحصلش دى ايه !
عيطت اوى ! اوى اوى بإنهزام ! هى لا عمرها كانت بالضعف ده و لا بالإنهزام ده ! عيطت اكتر اما إفتكرت تفاصيل الموقف و اما إتصدمت اما عرفت من مالك هى عملت فيه ايه و ازاى بمجرد ما قالتله امشى قالها امشى ! و مقابلة أمها و ازاى معرفتش تحسهم !
مالك نزل جنبها ع الارض و مسك إيديها و معرفش يقول حاجه محدده ف سكت ..
حلم معرفتش تتكلم .. الموقف مش محتاج كلام .. هو محتاج حضن و بس و هى هتخطفه غصب عن النصيب !
مالك محسش بنفسه و هو بيضمها اوى و هى إتنفست الكلام ف رقبته: ينفع ناخد هدنه ؟ نسمح لقلوبنا تتنفس حتى و بعدها اعمل اللى انت محتاج تعمله عشان تهدى ! ارجوك ! ارجوك و لو لساعه واحده نتنفس هوا مش وجع !
مالك رفع وشها و قبل ما ينطق قربت بشفايفها باست عينيه اللى شافتهم متربسين على دموع عايزه تخرج !
مالك غمض عينيه و ساب جوارحه ترد عليها .. هو كمان محتاج الهدنه دى ! ضمها جامد و إبتدى يهرب منها فيها بشفايفه و يعاتب و يتعاتب بلغة اللهفه !
مارد يونس كلّمه و شرحله ان فى اخبار من المراقبه على صفوت ان فى حركات و تجهيزات غريبه و استعداد للرجاله و هيجتمعوا دلوقت ..
مارد اخد موبايله و خرج لمازن لحد ما خلص المكالمه و مازن متابعُه ..
مارد بصّله بهدوء: لو تعبان
مازن رد بسرعه: لاء كويس، يلا
مارد بقلق: يابنى اسمع، لو..
مازن بضيق: انا محتاج العمليه دى .. محتاج افصل شويه يمكن اهدى .. مش عايز افكر دلوقت او محتاج افكر ف حاجه غير اللى حصل
مارد إبتسم: يبقى يلا .. بس لو حسيت إنك مش مظبوط قولى
مازن: يلا يا عم هيحصل ايه يعنى ! هموت ! و الله اريح
مارد حدفه باللى ف إيده: يخربييت ابوك الملافظ سعد، احنا طالعين فسحه ؟
مازن ضحك و سكت شويه: أبوك هيحضر ؟
مارد: غالبا لاء .. صالح إتولى القضيه من وقت المحاكمه و هو اللى متابع مع مالك .. انا حتى مش هقوله عشان ميقلقوش ف البيت
مازن اخد نفس طويل مره واحده و خرّجه مره واحده ..
مارد: اختك حتى هسيبها تبات هنا و الصبح أبوها يبقى يوصّلها
مهاب اتكلم و هو جاى عليهم: بلاش
مارد فهمه ف ضحك غصب عنه و مهاب ضحك معاه: لا المجنون أبوك يفتكرها مقصوده
مارد حط إيده على وشه بغيظ و غرام كانت لبست ف خرجت عليهم: انتوا بتتعازموا عليا ؟ انت مش جاى معايا و لا ايه ؟
مارد لسه هيرد غرام مسكت إيده: انت هتستهبل و لا ايه ؟ لو بيتّ برا أبوك هيزعل و الزعل بينكم هيبقى بجد .. انت ملكش دعوه بيهم يا مراد .. مهما حصل و بيحصل و لسه هيحصل ف الاول و الاخر ده ابوك .. ابوك اللى كان ف كفه لوحده و الدنيا كلها ف تانى كفه و لازم يفضل كده .. كلمتين و إتحدفوا ف وقت زعل مجراش حاجه يعنى .. لو متفكش معاك انت يروح لمين ف وقت زى ده ؟
مارد إبتسم غصب و مهاب شاورلها بصوباعه لفوق ..
غرام راحت على أبوها و رفعت دراعه و لفّت نفسها بيه: ان جيت للحق انت كمان لازم تيجى معاه .. حتى لو مازن محتاج شوية وقت يهدى ف ع الاقل انت تيجى، انت مسمعتهوش يا بابا
مهاب: حبيبتى انا معنديش مانع، انا روحتله هو قبل اى حاجه و اسألى اخوكى قولتله ايه..
غرام باست إيده بمحايله: الموقف بينه و بين مازن كان وحش .. وحش اوى .. خاصة إنهم محدش فيهم سمع التانى .. وهما عِشرة عُمر يمكن اكتر منك ف كان صعب ع الاتنين يوصلوا لكده و اكيد مكنش قادر يتكلم
مهاب إبتسم: خلاص انا هوصلك دلوقت و اقعد معاه و اما العيال دى ترجع نكون انا و هو حليناها سوا
غرام بصت لمارد و رجعت بصت لأبوها: يرجعوا منين ؟ هما خارجين و لا ايه ؟
مارد إبتسم عشان متقلقش: لسه متصلين بينا ف شغل، و يدوب نتحرك
غرام قلقت: دلوقت ؟
مارد بصلها بهدوء و أبوها بصّله: هتيجى معانا نوصلها و تعرّف أبوك إنك طالع شغل .. متسيبهوش قلقان عليك كده
مارد لسه هيتكلم مهاب سبقه و عاد كلامه: هتيجى معانا و هتطمنه .. هو كده كده هيعرف ده ان مكنش عرف ف متخيل هيفضل عامل ازاى لحد ما انت ترجع؟
مارد حرّك إيده على وشه بلغبطه و بص لمازن اللى إبتسم بالعافيه و هزّله راسه: هسبقك و انت ابقى حصلنى
مارد: بس الاول تعالى هاتلى لبس لاحسن اختك غرغرت بيا و انا دعييف..
مازن ضحك غصب عنه بس ضحكته طلعت موجوعه اما اتخيل ليليان مكان غرام جنبه ف اى لحظه و اى صدمه و مهما يهرب بتحاوطه بإهتمامها !
راح جابله لبس و لبسوا و خرجوا .. ركبوا عربيه واحده لحد ما وصلوا ..
مازن اخد نفس عنيف و إتكلم من غير ما يبص لحد: هنزل اخد تاكسى لحد
غرام إتكلمت بمحايله: مازن انتوا دلوقت اهدى من الصبح، تعالى و
مازن نفخ لفكرة إنه صعبان ع الكل ..
مارد خبط على إيد مازن: بقولك ايه فوق كده احنا ورانا نفخ .. سيبهم يسطفلوا دلوقت مع نفسهم و تعالى نروح ع الشغل نشوف فى ايه و اما نرجع ربنا يحلها
مازن إبتسم بالعافيه: اسبقك و
مارد: لاء، استنانى دقيقتين و طالعلك، مقدمناش وقت اصلا
سابوه ف العربيه و دخل مارد و غرام و معاه مهاب .. همسه نزلت على صوتهم بلهفه و اول ما شافت مارد اخدته ف حضنها و ضمته اوى .. هى اكتر واحده عارفه هو ممكن يكون حاسس بإيه دلوقت .. ذكرى واحده لموقف اكيد شدت وراها ذكريات كتير و فتحت جروح اكتر !
مارد تبّت ف حضنها زى عيل صغير بجد: متقلقيش انا كويس، انا بس محتاج افتكر إنى طلعت من الكابوس ! إنى مش لوحدى !
همسه صوتها إختنق بعياط: يبقى تجى ف حضنى ! ف حضنى يا حبيبى مش تهرب ! الكابوس كان برا حضنى و كان برا حياتنا سوا و مبتداش إلا اما كنا برا البيت ده و حيطانه ف يوم ما تحس إنك محتاج تقنع عقلك إنك برا الكابوس يبقى متخطيش هنا ! متبعدش
مارد دموعه نزلت بصمت على كتفها و هى من غير ما تبصله حست بيها ..
همسه بوجع: الكابوس ده كلنا لسه جواه يا مراد، لسه ! مش لوحدك !
مارد إنسحب من حضنها بقلق و مسك وشها: حبيبتى احنا كويسين .. كلنا كويسين .. صدقينى كلنا كويسين طالما مع بعض،المهم انتى
همسه حاولت تبتسم ف ملامح وشها خانتها و ضمت على بعضها بحزن و رموشها كمان ضمت على بعض و حبست الدموع اللى جواهم ..
مارد مسك إيدها و قعد بيها و هى بتحاول تهدى ..
مارد وقف بسرعه: هطلع اتطمن على ليليان، هى لسه نايمه و لا ايه ؟
همسه: لا هى صحيت و نامت تانى، و اهى بتنام بسرعه و تصحى لوحدها و ترجع تنام
مارد بصّلها بقلق و سابهم و طلع بسرعه ..
فتح اوضتها بسرعه لقاها نايمه ف السرير ف راح جنبها ميل عليها باس راسها بهدوء و قعد يجس فيها يتطمن .. حط إيده على دماغها و على صدرها و بتلقائيه حط راسه على صدرها اما شافها شبه بتنهج ..
مسك كف إيدها و ثبت صوباعه على الوريد و شويه و رفع إيده على رقبتها يجس النبض و رجع باس راسها تانى ..
فضل جنبها شويه اما إتطمن عليها و شافها نايمه و نزلهم تحت ..
قعد جنب أمه و مهاب قعد جنبها بحب: ملكيش دعوه بينا، انا و مراد متعودين على كده .. نتخانق و نتراضى و نشد قصد بعض و نرجع و لا عمرنا هوننا و لا هنهون على بعض .. حتى مازن كمان زينا .. ده مراد اللى مربيه .. لا عمره هيهون عليه و لا التانى هيقدر على زعله !
همسه بصتله بزعل: بأمارة ماهو واقف على باب بيت عمته مش راضى حتى يدخل يتطمن عليها ؟
مارد مسك إيدها: حبييتى هو بس مخنوق من اللى حصل .. شويه و هيهدى و هنقعد اكيد و نتكلم .. بس حاليا كل واحد قافل قلبه ع اللى فيه
همسه سحبت إيدها منه و ميلت راسها بين إيديها و عيطت ..
مهاب بص لمارد: اطلع هات الجزمه اللى برا يراضى عمته الاول
مارد لسه هيتكلم مهاب سبقه: اطلع يا قسما بالله هطلع اجيبه من قفاه و انت معاه .. قوله عمتك تعبانه ادخل اتطمن عليها
مارد ضحك غصب عنه: حلاوتك و انت حمش
مارد طلع لمازن اللى رفض تماما يدخل: انا قولتلك من الاول مينفعش اجى لهنا يا مراد..
مارد إبتسم بهزار: بنت سلطح ملطح صدرت اوامر عسكريه و لو مدخلتلهاش هتخليها ترقع بالبلدى
مازن معرفش يضحك او ضحك غصب ..
همسه جوه مع مهاب بس قزاز الصالون مفتوح ع الجنينه اللى قصادهم الباب و مازن و مارد بعيد قدامها و شايفه شبه الموقف ف وقفت ..
مهاب مسك إيدها و لسه هيتكلم همسه إبتسمت: هطلعله انا..
مهاب إعترض: استنى انا
همسه مشيت و هو وراها: ملكش دعوه يا مهاب .. مازن إبنى زيه زى مراد و لو هتعمل زى المجنون التانى و هتدخل العيال ف حساباتنا يبقى تطلع منها
مهاب إبتسم و راح معاها عليهم و اول ما قربت سمعتهم ..
مازن: انت بجد عايزنى ادخل البيت اللى إتطردت منه يا مراد ؟ اللى آبوك مد إيده عليا فيه ؟ انت متعرفش اللى بينى و بين مراد عشان كده مستسهل الموقف او حاسه هيعدى ! مراد لا كان مجرد قريب و لا مدير ف الشغل و لا حتى جار و لا كل اللى بينا كان نسب ! مراد كان اب و لما الاب يهون عليه إبنه بالشكل ده يبقى خلصت يا مراد و هو اللى قصد يخلّصها و بالشكل ده و هو اللى قفلها ف وشى زى ما قفل بيته ف وشى و انا مدخلش بيت إترميت منه زى الكلب بعد ده كله عشان حاجه ايا كانت !
همسه من وراه حطت دراعه على كتفه: عشان حاجه ؟ اخسس عليك ! و لا حتى عشان عمتك ؟
مازن لف وشه لها و معرفش يرد: عمتو حضرتك عارفه اللى..
همسه ضمته عليها بدراعه اللى على كتفه و مشيت بيه حوالين البيت: انا اللى عارفاه حاجه واحده و هى إنك ابن مهاب و مهاب ده اخويا مش مجرد قريبى و إنك بردوا ابن مراد و مراد ده جوزى .. يعنى ف الحالتين إبنى و مهما يحصل دى حقيقه مش هيقدر خلاف يمحيها ! الحقيقه بقا اللى ممكن اقولك إن فى خلاف يقدر يمحيها و هى إنك جوز بنتى و ساعتها قرار النهايه ف إيدك
مازن إتقبض و وشه إتجمد للحظات رغم إنه جاهد يظهر عكس ده بس فشل !
همسه كانت قاصده تشوف رد فعله و إبتسمت من ملامحه: مازن .. متفكرش ف وقت لا عقلك و لا حتى قلبك يسمحلك فيه بالتفكير .. خد وقتك لحد ما تفوق و تهدى بعدها هتلاقى نفسك
مازن قاطعها بوجع: هلاقى نفسى ايه يا عمتو ؟ هاا ؟ لا بنتك و لا أبوها ناكرين اللى حصل و لا حد فيهم حتى عنده عذر او مبرر واحد
همسه: بردوا خد وقت تهدى فيه عشان محدش فيكم انت و لا هى يرجع يعض إيده من الندم .. صدقنى يا مازن الندم ف اللحظات اللى زى دى بيوجع اكتر من الفراق نفسه ! اكتر من المشكله ! اكتر من اى حاجه ممكن تتخيلها !
مازن دوّر وشه و هى رجّعت وشه لها: عارف يا مازن انا كنت متخيله انى اما ارجع بعد السنين دى هكون مبسوطه اوى و دى الحقيقه الوحيده اللى كنت مسلّمه بيها ! قولت مهما يكون حصل او هيحصل فهيكون يعنى اسوء من عمرى اللى مر قدامى و انا بتفرج عليه ! مهما خسرت او هخسر هيكون اد خسارتى ف سنين عمرى ؟ ممكن ايه تانى ازعل او اندم عليه ؟ بس اما قابلت عيالى بعد الفرقه دى إبتدت الحقيقه دى تتهز جوايا ! إتهزت اما زعلت على حرمانى منهم ! إتهزت اما حسيت ان كان فى حياه تانيه المفروض اعيشها ! إتهزت اما حسيت ان فى وجه تانى للحقيقه مشوفتهوش و محاولتش اشوفه!
و اما رجعت و قابلت مراد عرفت المعنى الحرفى ليعنى ايه واحد يعض إيده من الندم ! عرفت اما شوفته و شوفت اثر بعدى عنه و فراقنا عليه ! عرفت الندم اما شوفت بيتى اول مره دخلته و حسيت الدفا اللى برغم السنين دى كلها مقدرش يروح و بإيدى انا قفلته و خليته زى المهجور ! اما سمعت إنى السبب ف كل ده إتوجعت اوى ! اوى يا مازن ! و ياريت السبب كان حاجه عملتها او حتى بعدت بإيدى ! كنت هقول غلطت و الغلطه كانت كبيره استاهل اتعاقب عليها بالوجع ده كله!
إلا غلطتى كانت ف كلمه ! كلمه كنت هسمعها من مراد يفسرلى و يوضحلى اللى حصل و يشرحلى الموقف من ناحيته ! كلمه مكنتش هتاخد من وقته و لا وقتى غير دقيقتين و عشان عاندت و مسمعتش دفعت قصد الدقيقتين دول عشرين سنه من عمرى و عمره وجع و عذاب و الم ! اوعى تغلط غلطه زى دى ! اوووعى !
مازن ملقاش رد يقوله قدام لمحة الوجع اللى شافها إحتلت كل ملامحها و جسمها و رعشة إيديها اللى لفت نفسها بيهم و هى بتتكلم !
حط إيده على وشه و حس إنه محتاج يخرج من الحوار لحد ما يهدى: انا همشى عشان عندنا شغل و يدوب
همسه تقبلت إنسحابه بإبتسامه لطيفه: انتوا بجد عندكم شغل و لا ايه ! انا بحسب الواد ده بيخلع
مازن بص لمارد و إبتسم بالعافيه: لا طلبونا ف شغل و يدوب نتحرك
همسه اخدته و رجعت بيه لمارد و مهاب و غرام اللى طلعتلهم جنبهم و مارد شاور على ساعته: يلا مصالح هيبتدى إجتماعه و ده مش ميكس و لا هوبا شخلع ده ممكن يشيعنا..
مازن إبتسم ربع إبتسامه باهته و شاور لأبوه و هو رايح ع العربيه: انا همشى بقا
مارد باس همسه و همسلها: خدى بالك من نفسك و ليليان، خدوا بالكم من نفسكم اوى، اووى يا امى
همسه رفعت وشه و قلقت و هو باس راسها: ابقى صالحى مراد اما يجى .. او سيبيه يصالحك .. مش هتفرق انتوا مش هتعرفوا تبعدوا عن بعض
همسه عيونها دمعت و حاولت تتبت ف إيده بس هو سحب ايده بهدوء ..
غرام بصتله بعشق و هو ضمها جامد اوى .. اوى اوى و معرفش يتكلم: انتى عارفه إنى بحبك صح ! اوعى تبطلى تعترفى بحاجه زى دى ! انا بحبك اوى !ّ
لسه هيخرج من حضنها تبّت اكتر و همس ف رقبتها: اه ع فكره انا مبسوط اوى بمجيتك ليا عند ابوكى ! اوى يا غرام ! فوق ما تتخيلى ! الحركه دى قادره تزرع الف حب على حبى ليكى ! اوعى تسيبينى مهما حصل ! و مهما قولت او عدت خليكى جنبى!
و إتأكدى إنى حتى لو بحب اكون مع نفسى اما بكون موجوع من حاجه ف و انا ببقى مع نفسى مبتفرقش عن و انا ببقى معاكى ! عشان انتى لو مكنتيش نفسى ف بتبقى المسكن اللى بيطبطب ع الوجع ده !
غرام عيطت ف حضنه و ضمته اكتر و هو من ورا ضهرها مسح وشه و انسحب من غير ما يبصلها راح ع العربيه ..
قبل ما يدخل بصّ لهمسه و حاول يهزر يكسر قلقهم: اما ابويا يجى ابقى قوليله إنى مش زعلان منه .. مسامحه
همسه غمضت عيونها بسرعه اوى و هو كعمش وشه بهزار و هو بيشاور بإيده بهزار: او زعلان منه حبه صغننين عشان اما ارجع يبقى لسه ليا عنده حق و اعرف اخده
همسه ضحكت غصب عنها و ف حركة وشها من ضحكتها دمعه نزلت منها غصب ..
مارد معرفش يقف تانى و حدفلها بوسه ف الهوا و دخل العربيه ..
بيبص لمازن و هيتكلم قطع كلامه اما شافه عينيه متعلقه بفوق ..
مازن كان بيستعد يتحرك بالعربيه و بيرفع وشه لمح ليليان ف البلكونه خارجه بلغبطه و بتبص حواليها بعشوائيه و زوغان و عيونها و وشها أحمر اوى و بتمسح وشها مره و مناخيرها مره و عيونها مره بإيدها اللى مش ثابته و بتتهز اوى و عيونها بتتلفت حواليها بتوهان ..
مازن عيونه إتعلقت بيها و هى معرفتش تشوفه ف الاول .. مازن هز راسه بتريقه و دوّر العربيه و نوّر كشافاتها كإنه بيقولها عمرك ما شوفتينى حتى لو قريب !
ليليان شافته و بصتله ف نظره طويله و هو هنا دوّر عينيه بعيد و حاول يتحرك بالعربيه كإنه بيوصّلها رساله إنها إتأخرت اوى !
المشهد كان صامت قدام مارد اللى باصصلها و هى شافته ف إبتسمت بدموع و هو حدفلها بوسه و شاورلها بأصابعه عمل قلب على صدره و هى هزت راسها و عملت زيه ..
مشيوا و مهاب اخد همسه و دخلوا ..
مهاب: هستنى مراد اما يجى يا همسه، لازم نتكلم
همسه مسكت إيده برجاء: متضغطش عليه يا مهاب،مراد غلط بس صدقنى احنا كلنا مش .. مش
همسه سكتت معرفتش تتكلم و مهاب مسك إيدها و طبطب عليها: انتى فاكره بجد إنى ممكن ازعل مع مراد ؟
همسه حكتله اللى حصل و اللى سمعته من ليليان و اد ايه حست بالرعب لمجرد خرجت من البيت و رجعت جرى مفزوعه ..
مهاب بيسمعها بحزن: حبيبتى اهدى..
همسه: كلنا لسه ف دايرة الخوف يا مهاب .. لسه محدش فينا خرج منها .. انا اه لومت على مراد و مش ببرر تصرفاته بس الرعب اللى مسكنى اما حسيت المشهد بيكرر نفسه و انا خارجه برا البيت زعلانه خلانى احطله مية عذر و عذر ! انا اما شديت قصاده و كنت عايزه اخرج من البيت و هو شدنى و مرضيش اخرج اه زعلت و بعترف إنى محستش بيه ! محستش بحزنه و رعبه لا المشهد يعيد نفسه ! محستش إلا لما المشهد كمل اعاده من ناحيتى ! حسيت كإن الزمن بيرجع ورا !
مهاب طبطب على إيدها: متقلقيش كل حاجه هتبقى كويسه...
همسه: و خناقته مع مراد كملت الموضوع
مهاب بصّلها و همسه حكتله اللى حصل بينهم ..
مهاب: عشان كده جيبت مارد لهنا قبل ما يمشى .. بحسب هلاقى مراد .. المهم ليليان عامله ايه ؟ ينفع اطلع اتطمن عليها ؟
همسه إبتسمت و هو طلع لاوضة ليليان .. خبط بهدوء و دخل .. شافها نايمه او بتجاهد تنام او تظهر نايمه ف محبش يضغط عليها اما حس إنها مش قادره تتكلم .. ميل على راسها باسها و باس إيدها و شد الغطا عليها و إتحرك يخرج ..
ليليان مسكت إيده بإرهاق و باستها براحه: معلش يا خالو انا
مهاب رجع باس راسها تانى: اهدى انتى دلوقت .. اهم حاجه انتى و انك تبقى كويسه .. صدقينى مفيش اهم من كده و كل حاجه هتتحل متقلقيش و ثقى فيا
ليليان دمعت و هو حط إيده على شعرها لعب فيه بهزار: و لا انتى مبتثقيش ف خالك ؟ لا خدى بالك انا هوبا اه بس ف الشده شديد و ف القوه قوى، اووى اوى
ليليان ضحكت غصب عنها و هو باسها و خرج نزل لهمسه ..
غرام قامت عملتلهم عصير و قعدوا ..
شويه و مراد رجع من برا و شكله مجهد او مرهق .. من وقت ما مارد خرج و هو بيتصل بيه بس موبايله مقفول، كلم مصطفى بس موبايله اتقفل !
رجع ع البيت و بيتمنى او بيدعى يلاقيه .. اول ما دخل شاف مهاب و غرام إلتفت حواليه بس مشافش حد تانى ..
بص لهمسه بحذر: هو مراد مرجعش و لا ايه ؟
همسه هزت راسها و لسه هتتكلم مراد زعق: هو بيستهبل ! بيحاسبنى ! بيعاقبنى مش كده ! عارف إنه إيدى اللى بتوجعنى ف بيلوهالى ؟
همسه راحت عليه و حاولت تتكلم بهدوء: لا بيحاسبك و لا بيلوى دراعك ؟ هيعاقبك على ايه بس ؟
مراد صوته إتهز مخنوق: زعقتله عشان شد هو و اخته قصد بعض ! زعقتله ف سابلى البيت و مشى !
همسه سكتت بقلق و حست إنها لو قالتله طالع شغل هتقلقه اكتر ..
مالك مع حلم ف شقتهم ..
إبتسملها و هو بيضمها: هنزل اجيب الولاد من روفيدا لحد ما تجهزى
حلم إبتسمت مكانها و هو نزل .. قامت و هى حاسه بقلبها بيطبل .. دخلت اوضتهم و اول حاجه عملتها جابت كل الادويه بتاعتها و المهدئات و من غير تفكير حدفتهم ف الذباله بحماس ! الجاى مش عايز ضعفها ! لازم ترجع حلم تانى !
مالك نزل لروفيدا و اول ما فتحت إبتسمت: انت هنا من بدرى و لا ايه ؟
مالك: لا بس كنت عايز حلم و ياسين .. كتر خيرك اوى لحد كده بهدلناكى معانا
روفيدا إبتسمت: لا خالص و الله .. ده حتى مالك مندمج معاهم
مالك إبتسم و هى دخلت جابتهومله و اخدهم .. حضنهم اوى و إستغرب ازاى حتى مجاش على فكر قلبه يشوفهم و لو مره و يجيلهم طول الاسبوعين دول !
روفيدا بقلق: هو فهد لسه شغله مخلصش هناك ؟
مالك إبتسم: فهد ف الاسماعيليه، عنده شغل و انا بتطمن عليه متقلقيش، هيخلص و يرجع
روفيدا بزعل: حساه بيهرب..
مالك: اكيد لاء .. ده ما هيصدق يرجع يلاقيكى هنا .. هو ميعرفش ؟
روفيدا إبتسمت بالعافيه: لاء .. كنت عايزه اعملهاله مفاجأه و يرجع يلاقينا .. بس كلمته يوم ما رجعت من عندك من المستشفى و رد و إتطمنت عليه و بنتكلم بسيط
مالك إتنهد: ربنا ييسرها .. ارجع بس و نظبط الدنيا
روفيدا اتلفتت حواليه: هى حلم خرجت و لا انت اللى هتاخدلها الولاد و
مالك: لا خرجت و فوق هتجيب حاجات ليهم و نمشى
روفيدا: مسافرين ؟
مالك: لا هتقعد ف الكومباوند .. ايه رأيك تروحى تقعدى معاهم لحد ما ارجع .. عندى شغل و هخلصه و يبقى نرجع على هنا لحد ما فهد يرجع
روفيدا لسه هتعترض مالك سبقها: يلا، فهد ف شغل و انا كمان و مينفعش تبقى لوحدك و لا هى اهو ونّسوا بعض
روفيدا إبتسمت و مالك طلع لحلم بالولاد .. اول ما فتح و دخل راحت عليه بلهفه و من غير ما تاخدهم منه حضنته بمسكته لهم و ضمتهم اوى و هما لسه ف حضنه ..
مالك غمض عينيه و لحظات تأنيب غريبه عدت عليه لحد ما فاق: روفيدا هتتنقل معاكم بمالك لحد ما ارجع و فهد يرجع.
حلم إبتسمت و هزت راسها .. دخلت جهزت شنطه و مالك شايل حلم و ياسين و بيغيب و يساعدها لحد ما خلصت و نزلوا ..
روفيدا خلصت و خرجتلهم و هى و حلم سلموا على بعض بتحفز نوعا ما و مالك اخدهم ع الكومباوند و ساب حراسه كتير و اتطمن عليهم و مشى ..
همسه مع مراد متوتره تقوله ان مارد طلع شغل بس لازم تقوله هو كده كده هيعرف: لا صدقنى مش كده، و إلا مكنش جالك قبل ما يمشى
مراد: يمشى فين ؟ هو جه و انا برا ؟
همسه: اه و لسه ماشى من شويه
مراد بترقب: راح فين و مبيردش على الموبايل ليه اما هو جه ؟
همسه بصت لمهاب و مراد بص لمهاب و بصّلها: فى ايه ؟
مهاب راح عليه و حاول يبسّط الكلام عشان عارف شكل مفعوله عليه هيكون ايه: مفيش، طلبوهم ف الشغل، تقريبا تبع قضية مالك و خرجوا
مراد بلع ريقه بالعافيه و معرفش يرد ! مش عارف ليه قلبه إتقبض !
مهاب اخد إيده قعدوا: حتى مازن راح معاه .. ده شغل و ان شاء الله راجعين
مراد إتكلم بلغبطه: زعّلته قبل ما يخرج ! زعلته يا مهاب
مهاب ضغط على إيده كإنه بيشده من دوامه: عادى ده شغلهم يا مراد فى ايه ؟ اما يرجع هتتراضوا انتوا من امتى بتزعلوا يعنى ! و على فكره قالى و انا غلّطته و جيبتهولك..
همسه ردت من غير ما تقصد: ده حتى قال قولوا لابويا إنى مش زعلان منه
مراد بصّلها قوى و عينيه زاغت بتعب ..
غرام بصتلها و عضت شفايفها و بصت لمراد حاولت تهزر: لا اكسكيوز مى بقا، هو قال قولوله إنى زعلانه حبه اد كدهوو عشان اجى اخد حقهم
مراد معرفش حتى يبتسم .. ساكت تماما و عقله عمال يرسمله لقطات غريبه !
مهاب سكت شويه: حتى مازن جه معاه ! و لولا شغلهم كان زمانكم إتراضيتوا
مراد حس إنه مش قابل اى كلام ف وقف: انا محتاج افصل شويه يا مهاب
مهاب وقف و مسك إيده: مراد
مراد ضغط على إيد مهاب قبل ما يسحب إيده: مش دلوقت يا مهاب .. دلوقت محتاج ارتاح شويه
همسه بصت لمهاب بأسف و هو باس على راسها: يلا وراه .. متسيبهوش كده خليكى جنبه
همسه شاورتله براحه: مرضيش يا مهاب و..
غرام راحت جنبها بهزار و قعدت على حرف كرسيها و حطت دراعها على كتفها: يلا يا سوووسوو بلاش تعملى بالنصايح الكارثيه اللي دايماً بنسمعها إنه في حالة خناقه بين الاتنين "خدوا بريك و إبعدوا عن بعض علشان تهدوا شويه"
فالواحده تقفل على نفسها باب اوضتها و الراجل ينزل القهوه يعط..
همسه ضحكت على لهجتها و مراد ضحك غصب عنه و غرام راحت جنب مراد بضحك: يعنى و الله معرفش مين الغبي اللي تخيل في يوم من الأيام إن الست لما تسيبها شويه لوحدها وهي زعلانه هتهدا بقى وتراجع نفسها بعقلانيه و منطق وكدا .. بالعكس دي هتفضل تهري في نفسها و تفتكرلك القديم والجديد وهتفضل تعد للمعركه و تحفظ الكلام اللي هتقولهولك لما ترجع وتذاكر ردودك في خناقات سابقه وتحضر لسيناريوهات التصعيد وما إلى ذلك من تكتيكات حروب الجيل الخامس و طبقاً لبروتوكولات حكماء الحروب الدوليه ...فيما يكون الراجل اللي على القهوه او بيعط نسي أساساً هما إتخانقوا ليه بمنتهى السذاجه و البرود اللي في الدنيا .. نتيجة لكل دا طبعاً الخناقه الحقيقية بتبدأ بعد الهدنه دي وكل دا و عداد النكد بيعد عليكم ..
فالحل بإختصار إنكم اتخانقتوا يبقى تكملوا خناقتكم اللي هي غالباً بتكون عياط الست و بعدين من هنا الراجل بيعرف يلم الدور إزاي .. و كل راجل و له أسلوبه وبكدا يبقى نزلنا بزمن النكد والمشكلة من يومين و ليلة لنص ساعة على الأكثر ..والموضوع إنتهى على خير بدون تطبيق النصيحة الزبالة المذكوره أعلاه دي اشطااا
مراد ضحك غصب عنه و مهاب وقف بضحك: هروح دلوقت و الصبح هعدى عليك
مشى و غرام بصتلهم و هى طالعه: هطلع انام جنب باربى انهارده بقا..
مراد طلع بصمت غريب اوضته اخد حمام و همسه متابعاه بعينيها لحد ما دخل ف السرير و هى رقدت جنبه و من غير كلام رايحه على حضنه لم دراعه عليه بهدوء ..
همسه كشرت و لسه هتبعد راح شاددها عليه و حط راسه هو على صدرها و إنكمش برجليه و ضم جسمه ف حضنها زى العيل الصغير !
همسه إبتسمت و شددت على ضمته اوى بس جواها مدربك اوى ! قلبها مهزوز ! مراد من بين لحظه و التانيه بيغمض عينيه الشارده اوى او بيشدد على مسكته لها اوى كإنه ف زمن غير الزمن و بيحاول يرجع بمسكته لها !
خناقته مع همسه عشان ليليان ! خروج همسه زعلانه لولا إنه منعها ! خناقته مع إبنه عشان اخته ! حتى وجعه لليليان عشان خوفه عليها زى وجعه لها يوم ما إتخانق مع أمها و إتعورت بسببهم عشان بردوا كان خايف عليها !
الليله كلها على بعضها بملامحها كانت قابضه للارواح ! ف مواقفها و احداثها شبه ليله مشئومه ملعونه ف تاريخ علاقاتهم كلهم !
مالك بعد ما وصّل حلم و روفيدا بولادهم ع الكومباوند سابهم و مشى .. مسك موبايله كلم الحراسه اللى سايبها على فهد إتطمن عليه و شدد عليهم يفضلوا معاه خطوه خطوه و قفل .. حس إنه مش كفايه او مقبوض او محتاج يكلم فهد نفسه ف اتصل بيه ..
فهد اول ما شاف موبايله إبتسم غصب عنه رغم إنه زعلان من اخر مقابله اما شافهم هو و روفيدا و محدش فيهم طمنه هما كانوا بيتكلموا ف ايه .. خاصة و بعدها روفيدا بِعدت ف إختنق من فكرة إن مالك يكون إتدخل بينهم رغم إنه مش مقتنع بده !
فاق من شروده على موبايله اللى فصل رن ف نفخ بضيق إنه ملحقهوش و قبل ما يرن هو موبايله رن تانى من مالك ف فتح بسرعه ..
مالك بغيظ: ايه يا عم المهم مبتردش ليه ؟
فهد برخامه: ع اساس إنك انت اللى بتكلمنى ومبعبركش ؟
مالك رفع حاجبه رغم إنه فهم: انا لسه رانن عليك
فهد بغلاسه: و انا برن عليك من كام شهر و مبتردش، دى تشيل دى و تبقى إتعشت يا باشا، ها خالصين !
مالك إبتسم غصب بصوت و سكت كتير و فهد منتظر اى كلمه: خد بالك من نفسك يا فهد
فهد إتوتر من لهجته و حاول يهزر: لاء انت تاخد بالك منى، ده شغلك
مالك رفع حاجبه بغيظ: هو انا كل ما اقول لحد خد بالك من نفسك يقولى لا انت تاخد بالك منى ! لاء انا مش داده حضرتك ! بطلت رضاعه من زمان انا
فهد معرفش يضحك و معرفش ميضحكش ف طلعت ضحكه ملغبطه: و انت قولت لمين غيرى خد بالك من نفسك ؟ و ليه بتقولنا خدوا بالكوا من نفسكوا ؟ و انت رايح فين ؟ و اشمعنى دلوقت ؟
مالك خرج من سلسلة الاسئله اللى جات جرى ورا بعض بنَفس طويل: و لا حاجه،انا بس
فهد بجديه: فى ايه يا مالك ؟ فى حاجه و لا ايه ؟ انت كنت تقصد حلم اللى قولتلها كده صح ؟ انت مش معاهم و لا ايه ؟
مالك سكت شويه: اه، لا بس مسافر شغل و مش عارف راجع امتى او راجع و لا
فهد قاطعه بفزع: لا بعد الشر ان شاء الله راجع سالم غانم، ان شاء الله
مالك سكت شويه و فهد إتكلم بتلقائيه او يمكن قصد عشان يحيى حته من اللى بينهم: ربنا يكفيك شر اللى متطيقش شره
مالك اتنفس بصوت عالى: طب هقفل دلوقت، لازم امشى
فهد بسرعه: مالك خد بالك منى هاا..
مالك رفع حاجبه و فهد شد ف الملاغيه: لا ماهو انت تاخد بالك من نفسك عشان تعرف ترجع و كده كإنك اخدت بالك مننا كلنا .. و الله احنا من غيرك و لا حاجه ف حط ده قدام عينيك و ارجع بسرعه عشاننا
مالك سكت كتير: لا اله الا الله
فهد سكت و رد براحه: محمد رسول الله
الاتنين بيقفلوا و الاتنين إفتكروا و إتكلموا ف نفس اللحظه ..
مالك بسرعه: فهد انا اخدت روفيدا و إبنها عندى ع البيت..
ف نفس اللحظه اللى فهد إتكلم بسرعه: مالك انا هارجع و هنقل العيال مع بعض لحد ما ترجع
الاتنين سكتوا و الاتنين إستوعبوا إنهم قالوا نفس الكلام .. مالك إبتسم بتلقائيه و فهد ضحك: انا قصدى إنى خلاص بشطب هنا و هسيب للواد عدى الباقى و انزل
مالك: خلّص براحتك انا نقلتهم الكومباوند بالعيال و دلوقت لازم اقفل خلاص وصلت
فهد: هى السفريه دى تبع قضية صفوت صح ؟
مالك محبش يتكلم ف تفاصيل ف إختصر: ربنا يسهل المهم حاليا خد بالك من نفسك و متسيبش الحراسه و اما ترجع خد بالك من الولاد يا فهد
فهد سكت بقلق و قفلوا و مالك كمل طريقه لشغله ..
ف الاجتماع اللوا صالح قاعد و يونس و مصطفى و مارد و مازن و اللوا ثروت و كذا رتبه و كذا قياده و الكل ما بين متحمس و مترقب ..
رئيس الجهاز دخل و الكل إنتبه و قبل اى كلام كان الباب خبط و مالك إستأذن بهدوء و دخل ..
امنيه إبتسمت بحماس و غمزتله و هو إبتسم بالعافيه و قعد ..
اللوا صالح بصّلها بعتاب: ده اتفاقنا ؟
امنيه ببرود: احنا اتفقنا على ايه ؟ اتفقنا فى اجتماع للقضيه و الكل يجى و جيت
ابوها كتم غيظه و همسلها: جاتلنا تعليمات مباشره بمشاركة اكتر من قياده ف العمليه عشان الاستاذ بقاله اسبوعين مختفى، ده غير الليله كبيره و محتاجه تركيز
امنيه ببرود: و مين قالك إنه مش مركز ؟
مالك كان متابعهم بغيظ و متجاهلهم ببرود ف نفس الوقت ..
اللوا صالح بصّله بغيظ و مالك كعمش وشه و هو بيرفع إيده بالقلم كإنه بيحيّه ..
قاطعهم صوت رئيس الجهاز اللى إبتدى يعرض الموضوع بشكل مفصّل قدام الكل و فتح باب النقاش عشان يدى الكل عِلم بكل تفاصيل الموضوع ..
مديرالمخابرات: طبعا احنا كنا سايبين صفوت عشان يجى المرادى و يجيب اللى وراه .. عشان لو صفوت وقع لوحده هيبقى عامل زى الفرع اللى قطعناه و سيبنا الجدر يطرح و ينبّت من تانى !
رئيس الجهاز: الوضع غامض لسه و مش عارفين دى عمليه و لا مجرد تحركات للرجاله و بس و نوعية العمليه اصلا .. و عشان كده انا لجأت لاكتر من قياده و اكتر من مسئول و كل واحد بفريقه .. و عشان مالك مكنش كمل عمليته مع صفوت و حادثته فصلته ف النص ف ملحقناش نحط إيدنا على مركز شغله تحديدا و ده اللى مخلينا بنلف معاه و وراه لحد ما يقع مش مجرد منظمه و هنقتحمها و نقضى عليه .. بس لو صفوت لوحده يبقى خطوه ورا و خلوا عينيكم عليه و.تابعوا تحركاته .. مش مهربينه لوحده عشان يقع لوحده ! يلا ورونى بقا كفائتكم ..
مالك بص ف الملف قدامه و بصّلهم ..
رئيس الجهاز: مفيش وقت .. المعلومات اللى قدامك بتقول ان فى رجاله بتستعد تتحرك ف لازم حد يكون وراهم بشكل متمرس و خفى لحد ما يشوف مرساهم و يدى إشاره للكل يخطوا ناحيته
مالك بثبات: الجبل
اللوا صالح بقلق: بس
مالك بهدوء: الجبل ! تحركاتهم بشكل مؤكد هتبقى للجبل سواء عمليه او تجهيز..
يونس إتدخل بقلق: هما متحركين من ساعات قليله و رجالتنا متابعاهم بس غالبا مينفعش هما يكملوا و إلا هيتكشفوا .. لازم احنا او حد منا يبقى مع الرجاله
مالك بثقه: انا هتواصل مع الراجل لحد ما اوصلهم
مارد: و انا معاك لحد ما نشوف هيستقروا على ايه و نبعت إشاره
يونس: يبقى نتحرك من دلوقت
مالك بصّله بقلق و يونس سبقه: مصطفى و مازن و امنيه هيجهزوا القوات و يتابعوا معاهم لحد ما توصلهم إشاره مننا، خلينا نتحرك
فهد بعد ما قفل مع مالك فرح من فكرة إنه بالنسبه لمالك لسه الاخ و الإبن الصغير كمان و مهما حصل لسه فى بينهم كتير متمحاش !
حاول يكلم روفيدا كتير بس مبتردش ..
روفيدا مع حلم و مالك سابهم و سافر .. بيحاولوا يتخطوا الحجوزات اللى بينهم او يتجاهلوها بس كلامهم و معاملتهم فيها تحفظ !
روفيدا موبايلها رن ف بصت فيه و إبتسمت بلهفه و رجعت حطته بإحباط .. حلم متابعاها بصمت و مش عايزه تتدخل او مش حابه تفتح حوارات هتفتح معاها جروح كتير توجع !
قامت بهدوء راحت المطبخ و حاولت تشغل نفسها بأى حاجه و بمجرد ما دخلت دموعها نزلت بصمت ورا بعضها بألم لدرجة محستش بالسكينه بتدوس ف صوباعها .. شافت فهد ف مكانها و لأول مره تتعاطف معاه او تحس بالوجع اللى ممكن يكون حاسُه !
ليه مش عايزين يفهموا ! ليه مش حاسين ان اللى بيحب حد بيشوفه فوق ! فوق قوى لدرجة مبيعرفش ف لحظه يشوفه تحت ! مبيتقبلش ده ! بيتصدم !
روفيدا برا موبايلها رن مره بعد مره بس مش عارفه ترد و مش عارفه تقفل و مش عارفه تعمل ايه بالظبط ! محتاجه تسمع فهد و مش قادره تسمعه ! او بشكل اخر محتاجه تسمع حد يعرف يفتح باب عقلها و مفيش انسب من حلم !
مسكت موبايلها بتردد و دخلتلها و شافتها سرحانه بشكل تايه و هى بتقطع عيش شرايح و صوباعها إتعور و الدم تقريبا غرق إيدها و العيش قدامها و هى مش حاسه !
روفيدا إتخضت و راحت عليها: حلم..
حلم مردتش او مسمعتش اصلا و روفيدا كررت تانى بصوت اعلى و هى بتهزها: حلم، حلم حاسبى إيدك
حلم مش بترد بس دموعها نزلت بشكل اسرع و روفيدا هزتها قوى كذا مره عشان تنتبه !
حلم لفّت وشها لها بنظره زايغه و مش محدده: انتى ليه مش عايزه ترجعى لفهد ؟ ليه متسامحهوش !
روفيدا هربت من إجابة السؤال اللى هتوجع الاتنين و سحبت السكينه من إيدها و العيش و سحبتها هى كلها من إيدها و راحت ع الحمام و جابت علبة الاسعافات و إبتدت تمسحلها الدم ..
روفيدا: جرح سطحى و بسيط و اعتقد مش محتاج خياطه، هيلم بسرعه
حلم ردت بصوت ملغبط: لا هو سطحى و لا بسيط و لا هيلم بسرعه و لا هيلم اصلا ! مش هيلم !
روفيدا سكتت و مش عارفه تقول ايه: هياخد وقت بسيط و يلم ! بيوجعك !
حلم ضمت ملامحها بشكل موجع و عيطت: اووى ! بيوجعنى اوى
روفيدا سكتت و للحظه دى حلم صعبت عليها ! منظرها و حالتها و كلامها و شكلها الدبلان وجعوها و وجعوها اكتر اما تخيلت فهد !
حلم خرجت بتعب: انا اللى جرحت نفسى ! مكنتش شايفه ف جرحت نفسى !
خرجت و روفيدا حاولت تفتح اى حوار بينهم ف إبتسمت: كنتى هتعملى ايه كده ؟
حلم بخمول: كنت هعمل حاجه ناكلها، ساندوتشات او اى حاجه
روفيدا راحت لمت الحاجه و طلعت عيش تانى و حاجات من التلاجه و إبتدت تجهز: خلاص انا هعمل انا جعانه اصلا
حلم قعدت ع الكرسى قصادها على ترابيزة المطبخ و الاتنين ساكتين من برا و مدوشين اوى من جوه !
حلم شدت من جنبها حاجة السلطه و إبتدت تعمل و إتكلمت من غير ما تبصلها: لسه بتحبيه ؟
روفيدا بصوت ضعيف: اوووى..
حلم إبتسمت بتلقائيه و تخيلت لو دى اجابة مالك ! ياه لو إجابته دى ساعتها ممكن تهد الدنيا و تبنيها من تانى لاجل ترضيه !
روفيدا إلتفتت لها اما توقعت تتكلم و لقتها سكتت و شافتها سرحانه مبتسمه ف فهمتها و إتكلمت من غير ما تحس: اللى بيحب مبيكرهش على فكره يا حلم .. مبيعرفش يكره حتى لو حاول .. بيتصدم .. بيتوجع .. بيضعف .. لكن ميكرهش .. حتى لو كره ف بيكره ضعفه و حالته اللى بقا فيها لكن الطرف التانى لاء
حلم بصتلها بأمل بسيط بينور قدامها: تفتكرى ؟
روفيدا كانت هتقول حاجه و سكتت عنها و نظرة الضعف او الامل اللى شافتها ف عيونها خلوها ردت بهزار: ده كلام مالك على فكره مش كلامى .. صح بقا او غلط الله اعلم
حلم بلعت ريقها بأمل: مالك ؟ مالك قالك كده ؟ امتى ؟ قبل و لا بعد ...
سكتت و معرفتش تكمل و تقول بعد اللى عملته او حتى الحادثه و روفيدا إتخطت وقفتها و كملت بشكل يجاوبها إنه قال كده حتى بعد الحادثه: من قريب .. كان بيحاول يصالحنا على بعض انا و فهد و اما قولتله مبقتش عايزه اشوفه .. مبقتش احس معاه بالامان و خايفه اكون كرهته و رجوعنا يبقى غلط ف قالى انتى حبتيه و اللى يحب مبيكرهش مهما حصل
حلم إبتسمت بعيون لمعت ببريق غريب من زمان مطفى ..
روفيدا بحزن: اللى بيحب مبيعرفش يكره فعلا دى حقيقه ! ياريته كمان مبيعرفش يقسى!
حلم دموعها نزلت بصمت و روفيدا بصتلها بتصحيح: مش انتى بس اللى قسيتى ! و لا حتى فهد ! كلنا يا حلم ! كلنا قسينا على بعض
حلم ردت بصوت موجوع: هقولك حاجه مش هتحسيها غير منى: اللي بيفيض بيه و يجيب اخره ممكن يقول للى معاه لو روحي معاك انا مش عايزها خدها و امشى..
متتعوديش تجيبى اخر اللى قدامك و تقعدى تشد الحبل اللى رابط بينكم ..كل واحد و ليه طاقه، ممكن اللى قدامك ف لحظه طاقته تخلص و انتى عمال تشدى و ضامنه وجوده .. يقوم يصدمك و يتعب و يسبلك الحبل خالص .. و تقومى واقعه ع جدور رقبتك و ده تخليص ربك مش اكتر .. خاصة لو ملهوش غيرك: بس ساعات القسوه بتعلّم..
حلم إفتكرت قسوتها على مالك يوم ما سابته و بعدت عشان يتكلم ! عشان لو غلط زى ما كانت شاكه يرجع ! يرجع حتى لو متكلمش: كترتها غلط و عدمها بردوا غلط و بين الغلط و الصح خيط رفيع لو اتقطع كله ببسيح على بعضه
روفيدا بصتلها بنظره مختلفه كإنها بتبص لنفسها قدام شويه و للحظه خافت ! هل ممكن فعلا مع قسوتها على فهد بدل ما تعلمه تخسره !
حلم: عارفه ايه مشكلتنا الحقيقيه اللى وصلتنا للنقطه دى انا و مالك ؟ الحادثه الحقيقيه كانت ايه ؟
روفيدا بصتلها بفضول و حلم هزت راسها بوجع: انا احنا الاتنين كان عندنا اماكن كتير جوانا فاضيه و فراغات محتاجه تتسد و مش قابلين بأى حد و خلاص .. لاء كل واحد فينا كان محتاج حد بمواصفات معينه و كل واحد فينا لقى المواصفات دى ف التانى و بمجرد ما لقاها حس بالإرتواء ! و ساعتها إتملّكه خوف مريب من إنه يفقده و يرجع لفراغاته و كرمشة روحه من تانى ! ف قرّبنا ! قرّبنا اووى اووى بشكل خلانا اصطدمنا ببعض !
روفيدا: القرب مش غلطه، ده
حلم قاطعتها: لا غلطه ! اما بيزيد عن حده بيبقى غلطه ! اما بيجر وراه عشم مالهوش اول من اخر غلطه ! اما بيلازمه خوف هيستيرى من إنك تفقدى غلطه ! غلطه و غلطه كبيره كمان ! حفظ المسافة في العلاقات زى حفظ المسافة بين العربيات و هى ماشيه ! بتبقى الوقاية الضرورية من المصادمات اللى ف اغلب الاوقات بتبقى مُهلكة للاتنين !
روفيدا قعدت جنبها: قبل ما توصلوا لكده ليه متكلمتوش ! ليه متعاتبتوش مثلا على احساسك إنه مخبى حاجه ! ليه متعاتبتوش على رد فعلك و بُعدك !
حلم عدّت من قدام عينيها بسرعه غريبه لقطات كتير لمالك يوم ما راحلها الشركه و قالها هتندمى و قالها انا متلصم فيكى !
غمضت عيونها اوى كإنها بتحجب الرؤيه او كإنها كانت شايفه المشهد من تانى قدامها بجد ..
روفيدا وقفت: انا هحمر البطاطس و...
حلم صوتها إتهز: إتعاتبنا .. إتعاتبنا بس كل واحد كان عتابه فرصه اخيره التانى معرفش يستغلها ! إترجيته الف مره يشاركنى و يفتحلى قلبه و هساعده و عمرى ما هحاسبه و هقف جنبه بس مسمعش ! و إترجانى بدل المره عشره ارجع و افضل جنبه بس انا كمان مسمعتش ! هو خاف ف الاول يسمعلى و انا خوفت ف الاخر و كانت النتيجه اننا لأول مره سككنا تفترق ! معرفناش نتقابل تانى ف نقطه بعد العتاب الاخير ! مرحلة العتاب دي بتكون المرحله قبل الاخيره فـ العلاقة .. الي هو انت وصّلتني لإني اعاتبك و ده طبيعي جداً بس الغلطة الي بعد العتاب دي بتكون أخر غلطه و بعدها كل حاجة بتنتهي ! و احنا إتقابلنا ف النقطه دى من قبل الحادثه يا روفيدا ! إتقابلنا عندها و إفترقنا عندها !
روفيدا بصتلها بصعبانيه و للحظه إفتكرت فهد و هو بيتحايل عليها ترجعله !
قلبها إتقبض: الحقيقه ساعات بتصدم .. بتفصلك عن الواقع .. لكن ده ف الصدمه .. بس الصدمه احيانا بنبقى متوقعينها ف
حلم غمضت عيونها بتعب: الحقيقه اما بنسمع عنها او نتخيلها غير ما بنقرب و نعيشها و نتعامل معاها ! صعب !
روفيدا دمعت و حست الكلام اوى او شافته على نفسها: احساس صعب اوى لما تبقى متعلق بحاجه و الف حاجه واقفه بينك و بينها .. بتبقى واقف فى النص ﻻ عارف ترجع زى الاول وتعيش من غيرها وﻻ عارف توصلها !
حلم بصوت مهزوز: عارفه انا ليه سيبت مالك حتى قبل الحادثه ! عشان اهم حاجه ف اى علاقه إنك تفهم كويس اووى الطرف التانى عايزك انت بالذات و ﻻ عايز اى حد و خلاص ! اى حد يملى اماكن فاضيه و يشغل وحده و خلاص ! و انا ف لحظه خانى عقلى و شوفت مالك عايز اى حد و خلاص ! محتاج حد يملى وحدته ! يشغل الفراغ اللى سابه فراق أمه و أبوه و خطيبته و حتى فهد ! شوفته كده اما حسيته بعيد و مصمم يخبى عنى ! اللى بيختار وسط الزحمه غير اللى بياخدك اما مبيلاقيش قدامه غيرك .. لقاك ف طريقه و خلاص و هو خلانى اشوفه كده اما حط بينا حواجز كتير و اسوار و يوم عن يوم كان بيعليها !
كنت عارفه من الاول ان فى حاجه غامضه اه بس كنت متخيله اما نقرب هيدينى ثقته ! هيشاركنى ! مكنتش متخيله ان السور هيبقى و هيعلى كمان و لا كنت متخيلاها بالبشاعه دى و لا هعرفها بالطريقه دى ! و اما حصل حسيت إنه محبنيش ! موثقش فيا ! إنه كان عايز يمتلك حاجه و خلاص تحسسه إنه لسه قادر يكسب ! حتى اما رجع شاف إنى بس عايزه امتلكه و خلاص ! معرفش يشوفه حب او حتى ندم او اعتذار ! شافه امتلاك !
روفيدا إفتكرت كلام مالك و حست إنها محتاجه طاقه عشان تكمل و مفيش غير مالك نفسه اللى ممكن يديها الطاقه دى خاصة اما حست من كلامه وقتها إنه لسه بيحبها بس مجروح ف عادتهولها: و حتى لو امتلاك يا حلم ! ايه المشكله إنه عايز يمتلكك ؟ او هو شايفك عايزه تملكيه ! مش يمكن دى ميزه عندك و هو حاسسها بس كبرياءه مانعه يعترف بيها ! هو حب الامتلاك غلط ؟
عارفه ان مالك قالى ان الحب ايه غير إنك تبقى عايزه تتملّكى من الشخص اللى معاكى جوه العلاقه و تبقى عايزاه ليكى لوحدك ؟ و تحاربى اى حد و اى حاجه ممكن تاخده منك حتى لو كان هو نفسه ! لو سيبتيه لنفسه او غيره حتى لو من باب الثقه يبقى ده مش حب، او ممكن مرحله منه لكن مش قمته و لا جنونه
حلم مسحت دموعها براحه و بصتلها بشئ من اللهفه و عينيها بتنطق بإستفهام و إتمنت لو فعلا مالك شايف حبها له كده !
روفيدا هزت راسها: المشكله مش اكتر من عزة نفس و كرامه و كبرياء .. حاجه خارج نطاق الحب على ما اعتقد .. و دى ف إيدك
حلم سكتت ببصيص امل خافت نوّر قدامها السكه و رجعت للى بتعمله و روفيدا رجعت للى بتعمله و الاتنين غرقوا ف دوامة افكار غريبه !
ف الجهاز الكل وقف و الاجتماع إتفض بعد ما إتفقوا و مالك و مارد إتحركوا ..
دقايق كانوا جهزوا و تابعوا لحد ما وصلوا للرجاله اللى إستقرت فعلا ف الجبل ..
مالك إدى مصطفى اشاره و فعلا كل قياده جهزت بالفريق بتاعها و إتجمّعوا و بالفعل اتجهوا للجبل مكان العمليه و رصدوا المكان اللى انتشرت فيه الرجاله و وزعوا نفسهم و اللى يعتبر مدخل لجوه الجبل و ده معناه هيستلموا حاجه ايا كانت ايه هى بس الوضع و الترقب و كمية الرجاله بتقول انها كتيره و غالبا ف نفس العمليه هيتهرّب حاجه بردوا و غالبا ده صفوت و معاه هامر و لو خرج برا البلد يبقى صعب يقع !
مالك و مارد و يونس إدوا اشاره لرجالتهم اللى كانت متابعه الرجاله من الاول ياخدوا خطوات لورا و وزعوهم و
استخدموا كاميرات مكبِّره عشان تقرب الرؤيه بالظبط و ابتدوا يستعدوا للمداهمه اللى هتقلب حياة الكل و تبقى نقطة تحول مريبه لكل واحد منهم !