رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثامن والثلاثون
مارد نزل بخنقه اما مراد راح بمالك ع الباب و فتحله ف اضطر ينزلهم ..
مارد بحده: طبعا جايبك عشان تطبطبله ع العيل اللى هو مخلّفه و يقوله كلمتين، مش كده ؟
مالك إبتسم بهزار: و الله هو المفروض كده .. بس واحد زيى يتكسف من نفسه يقولك الكلمتين دول
مراد متابعهم و قبل ما يتكلم موبايله رن ف بصله و إبتسم و شاور لمالك بيه: دى حلم
مالك غصب عنه بصّله بلهفه تلقائيه اما ظهرت غصب عنه و اما فشل يداريها غصب عنه دوّر وشه بعيد ..
مراد كان هيفتح بس حس انه لو عمل كده هيقفل الحوار بين إبنه و مالك قبل ما يبتدى ف قفل ..
مالك بصّله بإستغراب او نوع من الاحباط مش عارف و مارد بتريقه ضحك ضحكه خفيفه بدوب حرّكت وشه: لا عادى متستغربش هو بس عنده مشكله تانيه ! امال جايبك هنا ليه ؟
مالك حس بنبرة صوته و ضعفها اللى اول مره يشوفه عليه ف رد بجديه: لا و الله خالص ! هو فعلا مجابنيش يا مراد انا اللى رجعتله ! حسيت إنى محتاجله او عشان اكون صادق محتاج لحد ! حد حتى لو هيشاركنى الصمت ! لوحدى مقدرتش و لا قادر ! ف فتره من حياتى اختارت الوحده بس بغض النظر عن ان النتيجه كانت سيئه إلا إن المحصله إنى مقدرتش اتحمل الوحده دى.
مارد اخد نَفس عنيف و ضحك نفس ضحكة التريقه كإنه عايز يقوله كلامك بيدل على مضمون مجيك !
مالك طلّع سيجاره ولّعها و قبل ما يدهاله مارد سحبها منه و اخد نَفس ورا نفس ورا كذا نفس و بيكتمهم جواه..
مراد بص لمالك بحزن و اما لقى عيونه دمعت دارى وشه ف اى حاجه حواليه لحد ما لمح مازن بيدخل من البوابه ..
مارد مكنش باصصله بس متابعُه و ده خلاه إتخنق بزياده ف انسحب يمشى ..
مراد شاف مازن جاى عليهم بس بيقدّم رجل و يأخر التانيه بتردد .. مراد بصّله كتير و مازن اما شاف مراد شافه وقف مكانه و إتقابلوا ف نظره من كتير مكنتش بالصفا ده ! فضلوا كتير لحد ما مراد شاورله و مازن دخل ..
مالك شد من مارد السيجاره برخامه و هو بيضحك بغيظ: ابو بلاش كتّر منه و لا ايه ؟ انت متعمد تخلصها يعنى ف نفس واحد عشان مش بتاعتك !
مارد معرفش يبتسم و قبل ما يسبهاله راح شاددها منه و بالعِند اخد نفس و نفس و نفس و اخر نفس كان طويل اووى و هو شايف مالك هيشدها ..
مالك زقه برخامه: عيب عليك ده الكيف مناوله
مازن من وراهم سحب السيجاره من بين شدتهم الاتنين لها و اخد نفس طويل: لا عيب عليكوا و الله انتوا الاتنين ! اييه ده ! حشيش ! اهو ده بقا الكيف بصحيح
مارد بص لمراد لقاه بيبتسم إبتسامه غايبه من كتير ف إبتسم غصب عنه: عيب عليك كيف ايه ده انت ف بيت مولانا الشيخ !
مالك بص لمراد و سند كوعه بدراعه على كتف مارد و ضم بوقه على بعضه بضحكه مكتومه بغلاسه: مولانا الشيخ ايه ! ده مولانا العاشق
مازن فك سندتهم على بعض و دخل وسطهم و الاتنين حطوا كوعهم عليه فبصّلهم و رفع حاجبه: لا ده مولانا النحنوح
مالك بص لمراد و رفع نفس الحاجب و بص لمارد: انا بقول نعمله زار هنا و اللى عنده مشكله عاطفيه يجى و يقطع كشف.
مازن ضحك جامد: لا انا بقول نعمله مقام هناك كده عند النافوره دى و اللى يجى يدوب لفتين حواليها و الله حى مولانا جاى و عقدته هتتحل على طول
مراد رفع حاجبه لمارد و حاسس قلبه بيتهز من فرحته إنه حتى بيتكلم ..
مارد ضحك غصب عنه: اه و متنساش ياخد روشته ببوسه و حضن و ادينى حنان م اللى انا محتاجُه بقالى زمان
مراد رفع حاجبه: حنان مين ؟
مالك رفع إيده: و ربنا ما اعرفها إبنك اللى قال
مارد رفع لمراد نفس الحاجب بنفس الريآكشن: متنساش تبقى تجيبها ف الليله السوده دى و تتكتب ع الروشته لكل واحد
مراد برّق: مين دى ؟
مارد ببراءه مصطنعه: حنان
مراد برّق بضحك و عمل نفسه هيضربه و مارد رجع لورا بضحكه خفيفه ..
مالك ضحك غصب عنه بالعافيه: لا كده بقت دعاره مش زار محترم
مراد كعمش وشه بضحك: و بنت سلطح ملطح تيجى ترقعلى بالصوت بالبلدى و اشيل انا
مارد وقف من ضحكُه رافع حاجبه: تشيل مين ؟
مالك انفجر ف الضحك: حنان
مارد بصّله و فضل بنفس الريأكشن و مالك هز راسه اه: ما تركز ياض ده انت ابوك و امك هيفتحوا مشروع اهو هيجيب دهب
مارد رفع حاجبه: امى ؟
مالك ف وسط ضحكُه هز راسه اه: ماهى هتعمل هى كمان
مراد رفع حاجبه من ضحكُه: تعمل ايه ؟
مالك ضحك جامد: تعمل سيدة القصر و نخليها للحريم
مازن ضحك جامد اوى بشكل هيسترى: اه و متنساش شهادة الوفاه و حياة والدك، هنوزع على كل اللى يجى شهاده له و واحده هديه.
مراد ضحك جامد و مالك ضحك معاه بشكل اجمد و مارد ضحك معاهم اجمد و اجمد و ضحكتهم زى ضحكة السُكر او الهزيان لحد ما كلهم سكتوا ف نفس اللحظه و بصوا لبعض و رجعوا ضحكوا من تانى جامد ..
مالك اتنهد: انا مخنوق
مارد نفس التنهيد بنفس لهجته: و انا كمان
مازن بنفس الريأكشن: و انا كمان
مالك سكت شويه: انا نفسى اهج، اروح مكان مفهوش حد.
مارد: و انا كمان
مازن: و انا كمان
مالك بزهق: انا عايز اسيب الدنيا بحالها و الله
مارد لاحظ مسار الحوار ف رد المرادى بقصد: و انا كمان
مازن ببراءه ملاحظش بس رد بتلقائيه: و انا كمان.
مالك كان هيتكلم بس للحظه وقف بالكلام و برّق و غيّر اللى هيقوله بغيظ: انا عايز حاجه من الاتنين .. يا الاقى كل اللى انا فيه ده حلم ! انام و اصحى الاقى نفسى كنت بحلم مثلا و ابتدى الحكايه من اولها ! و كل ده يطلع حلم و محصلش ! يا انام و مصحاش و افضل ف حلم كده يفصلنى عن كل اللى حصل ! مش عايز اكتر من حلم !
مارد ضحك غصب عنه: و انا كمان
مازن فهم و لسه هيرد مالك مسك مارد من لياقة التيشرت و شد مازن بإيده التانيه: جرا يا ابن المتضايقه منك له ! احنا ف مسابقه اكتر واحد قرفان و هتاخد هديه ! حلم ايه ياض اللى عايزها منك له ؟
مارد ضحك غصب عنه و مازن ضحك معاه و مراد وراه انفجر ف الضحك ..
مارد فك إيده بضحك: يا شيخ اتلهى.
حلم ف شقتها فضلت تلف فيها بتعب لحد ما قعدت .. فقدت الامل تلاقى حاجه ! تفهم حاجه ! فقدت الامل حتى ف اى حاجه !
للحظه إفتكرت الكاميرا اللى كانت حطاها راحت بلهفه و جابتها و وصّلتها باللاب لكن إتفاجئت إنها مفهاش حاجه ! شافت نفسها نايمه و بس ! و صحيت مخضوضه و فضلت تتلفّت حواليها و فتحت الباب و نزلت و رجعت تلف و مسكت موبايلها و قعدت !
غمضت عيونها بإحباط و قبل ما تقفل رجعت بتوقيت الكاميرا لورا و فضلت ترجع لحد ما وقفت عند موقفها هى و مالك قبل ما ياخدها للجهاز !
شافت نفسها اول ما دخلت و كانت بتكلم أمها و قالتلها ان أبوها إتقبض عليه مع عمها ! شافت نفسها يدوب بتحط الشنطه تاخد حاجات لمالك اللى جايه مخصوص عشانه و ساعتها دخل مالك اللى جاى مخصوص عشانها و إتقابلوا ف مشهد لو إتسمى هيتسمى لعنة القدر ..
حلم غمضت عيونها بآلم و دموعها نزلت .. معرفتش تشوفه غير اخر مشهد بينهم قبل الحادثه و كانت هى الجانى ! معقوله الزمن يلعبها بغدر كده ! وقفت لحد ما اخدها و نزل و فضلت تشب براسها و تتلفّت كإنها هتشوف نفسها ف الباقى ! إتمنت لو الكاميرا جواها هى و توريها باقى الحكايه ! اه لو كان كده كانت هترتاح من الوجع ده!
قامت بحماس غريب و قوه اغرب و مسحت عينيها و لبست و اخدت ولادها و نزلت ..
كانت هتسيبهم مع روفيدا بس وقفت بتراجع ! افتكرت قرارها انها هتستقوى بيهم مش هتسيبهم !
مشيت راحت ع الدكتوره بتاعتها و بمجرد ما دخلت كل قوتها المزيفه وقعت مع وقعتها ع الكرسى و حكتلها كل اللى حصل !
الدكتوره إبتسمت بهدوء: كويس
حلم رفعت وشها بذهول: ايه اللى كويس بالظبط ؟ انتى فهمتى انا قولتلك ايه ؟ ده ... ده ...
الدكتوره قاطعتها اما معرفتش تكمل: اه طبعا كويس .. كويس إنه انفعل و بالشكل ده .. اولا اتحط مكانك مهما كانت اللحظه صعبه و قدر يفهم ان فى حاجه اسمها صدمه و ممكن تعمل صاحبها زى الريبوت قدامها و تبقى هى زى الريموت تحرّكه بدون ارادته بعد ما تجرده من عقله !
حلم بتسمعها بذهول و هى إبتسمت سبقتها بالكلام تمنعها تتكلم: زى بردوا ما صدمته حطته مكان فهد ! خلته يعرضك للتحقيق و يسمع اقوالك و يصر ان يتحقق فيها و ان مفيش حد فوق القانون !
حلم إفتكرت لحظاتها و دموعها نزلت ..
الدكتوره: و فوق ده كله خرّج الطاقه السلبيه اللى كانت مدفونه جواه ! مش بس من يوم الحادثه ! لاء ! مالك مضغوط من يوم وفاة والده و والدته و كل حاجه حواليه كانت بتضغطه تفرّغ طاقته و تشحنه مكانها طاقه سلبيه ف كان لازم عشان يرجعلك و يرجع مالك من تانى الطاقه السلبيه دى تتفرغ نهائيا عشان يعرف يستقبل منك اى حاجه و يبقى جواه مكان فاضى ! و ساعتها انتى تبتدى تشحنيه بحبك اللى كان دايما بيديه طاقه ! لكن كان هيستقبل منك اى حاجه ازاى و هو مليان و معبى ؟
مالك مكنش متقبل منك اى حب او اعذار او اعتذارات او حتى كلام مش عشان مسامحش ! لاء ! هو بس مكنش جواه مكان يستقبل ! بدليل إنه معرفش حتى يستقبل ولاده منك ! قعد يقاوم يصدقك اول ماشافهم و بمجرد ما جاتله فرصه شككت فيهم عقله استقبلها بسرعه لمجرد إنه معندوش جواه طاقه ليهم ! يبقى الموضوع مش كره لإنه مش هيكره ولاده اد ماهو قلة طاقه و قلة حيله قدام عقله !
حلم بصدمه: حتى لو فرّغ طاقته بالشكل ده ! انتى مش فاهمه عمل ايه !
الدكتوره: انتى اللى مش فاهمه !
حلم إندفعت بالكلام و هى بتقف: لو انتى فاكره إنى جيالك زى كل مره عشان ارجّعه تبقى غلطانه و مفهمتنيش ! انا مش جيالك عشانه ! جيالك عشانى انا ! لاول مره احس انى بعمل حاجه ليا انا و لو لازم ابقى كويسه يبقى لنفسى ! انما هو خلاص ميلزمنيش ! مش عايزاه ! الراجل اللى يسمح لمراته تبقى فريسه متهانه زى الحيوانه بالشكل ده لا ينفع يتعاشر و لا يتسامح !
الدكتوره وقفت و راحت قصادها و قعدت و قعدتها: عشان كده بقولك مش فاهمه ! انتى بجد فاكره ان مالك سمح ان يتعمل فيكى كده ! ف مراته ! ام عياله !
حلم زعقت: مكنش فاكر انهم عياله ! مالك.
الدكتوره قاطعتها: مالك اللى مسمحش لمرات واحد قتل ابوه و امه ان حد يلمسها و دافع عنها و عن شرفها و مسمحش لكلب يلمسها حتى و هو ف موقف ميسمحلهوش بده عمره ما هيسمح لمراته ان حد حتى يفكر يهوب ناحيتها ! مالك اللى مسمحش لمرات اخوه ان حد يكون اتعرضلها و اتخض اما شافها قالعه الجاكت بتاعها و هى مخطوفه و اما اتطمن منها قلع هدومه و لبّسهالها عمره ما يسمح لمراته ان حد يلمسها و هى مقبوض عليها او يعريها !
حتى معاكى انتى نفسك ! مالك اللى مسمحش لإبن عمك حتى يلمس إيدك و يمسك دراعك و انتى فاقده الذاكره مش هيسمح لإيد غيره تلمسك ! و اللى مسحملهوش بردوا يميل يسندك و انتى ف المستشفى منهاره هيسمح لحد غريب يلمسك ! ده انتى بتقولى مخلاش صاحبه حتى يشوف شعرك او يخطى بيته غير اما تلبسى ! ده مالك اللى يخلى حد يعتدى عليكى !
حلم ميلت راسها و الدكتوره مدت إيدها رفعت وشها: ارفعى وشك و ردى عليا ! قوليله اه هو ده مالك و إنه يعمل كده و انا هصدقك و مش بس هصدقك لاء ده انا هجيبلك حقك كمان ! بس قوليلى اه و قوليلى إنك مقتنعه و مصدقه ! ماهو انا مش هعرفه اكتر منك !
حلم هتتكلم هى سبقتها بإصرار: حتى لو هو اللى قال بنفسه كده
حلم انتبهت لكلامها و إبتدت تحلله ف عقلها اللى بيصدقه و يدعمه كمان و معرفتش حتى تواجه عقلها بحيله واحده تنكره !
الدكتوره إبتسمت اما شافت تفكيرها و سكوتها ..
حلم بتوهان: امال .. امال ايه اللى حصل ! انا .. انا كنت .. انتى اقنعتينى مره ان ممكن يكون متهيئلى وجوده معايا حتى ف السرير .. لكن المرادى لاء .. مكنش متهيئلى .. جسمى .. جسمى كان .. انا دخلت الحمام و
الدكتوره سكتت كتير بتفكير: انتى متأكده ان حصل حاجه صح ؟
حلم بصتلها بذهول و لسه هتزعق الدكتوره وقفت و سحبتها معاها: طب تعالى معايا
شاورت للممرضه برا: ادخلى جوه مع الولاد و خلى بالك منهم لحد ما نطلع
حلم مشيت وراها بتعب و الدكتوره نزلت بيها كذا دور لحد ما وقفت قدام مكتب و دخلت و إبتسمت لدكتوره: فاضيه ؟
دكتوره نورا: اه اكيد تعالى و
دكتوره منال قعدت بحلم: عايزه كشف كامل لمدام حلم.
الدكتوره هتتكلم و حلم كانت هتتكلم ف نفس اللحظه بس دكتوره منال سبقتهم: شرعى ! كشف شرعى ! عايزه كشف نسا عليها و نشوف اخر علاقه كانت من امتى
دكتوره نورا بتفكير: بس لو العلاقه عدى عليها اكتر من اسبوع منقدرش نحدد من مين تحديدا او حتى نحسمها بالظبط
دكتوره منال بإصرار: حاولى بس و نشوف
شاورت لحلم اللى معرفتش تعترض و اخدتها على سرير الكشف و إبتدت تكشف عليها و عملتلها اشعه و بصت للدكتوره و شرحتلها هى و حلم اللى بتسمعها بصدمه و ذهول !
فهد بعد ما خرج من المستشفى مشى مع روفيدا لحد ما راحت على عربيتها فتحتها و حطت مالك إبنهم و بتحط الشنط بترقب و توتر و هو ملاحظها .. كإنها مستنيه تشوف رد فعله مثلا او مستنياه هو ياخد خطوه ..
فهد برغم كل حاجه إبتسم و لف دراعه حوالين وسطها و دخل بيها العربيه لجوه: ادخلى انتى لملوكه و انا هظبط الدنيا
روفيدا إبتسمت بتوتر: انا خلصت حط الحاجه خلينى انا اسوق و.
فهد كان قعدها و قعد ف إبتسم: متقلقيش انا كويس مش هسوّحك يعنى
ساق و للحظه إستوعب هيروح بيها على بيتهم و لا هيرجّعها بيت أبوها و ف لحظه لعن غبائه اللى لولاه كان سابها تسوق و ساعتها هيشوف قرارها بدون تدخل !
وصل بيتهم و ركن و هى إبتسمت بهدوء و نزلت بتشيل مالك و الحاجه و طلعوا ..
بمجرد ما دخلوا الاتنين زعلوا من منظر الشقه .. اه كل حاجه زى ماهى بس بارده .. مهجوره ! مفهاش الدفا اللى إتعودوه !
فهد غمض عينيه و قبل ما يتحرك شافها دخلت اوضة مالك الصغير و بترقده ف سريره .. قبل ما ترفع بجسمها عن السرير كان وصلها و لف دراعها حواليها و ضمها بتملك ..
روفيدا رفعت نفسها بالعافيه بس لسه ضهرها له و هو ميل راسه على كتفها و اخد نَفس طويل و همس ف رقبتها: وحشتينى
روفيدا لفت وشها له و عيونها دمعت: بجد ؟
فهد سند راسه على راسها و و وطى صوته اكتر: انتى مش عارفه ده و لا ايه ؟
روفيدا صوتها تاه: عارفه بس مش عارفه اد ايه
فهد رفع وشه بالعافيه عنها و إتنفس بصوت عالى و رجع لحضن وشها تانى: اد ايه ؟ اد قسوتك اللى جوه حنيتك و طيبتك ! اد قوتك اللى معجونه بضعفك ! اد عنفك اللى برغم رقتك و هدوئك !
روفيدا ميلت راسها و سكتت و هو للحظه سكت و حس ان لا ده وقت عتاب و لا مكانه ! اللحظه مش محتاجه عتاب ! مش محتاجه حتى كلام ! هى محتاجه حضن و بس و تسكت شهرزاد عن الكلام المباح ..
فهد رفع وشها و مسك دقنها اللى حسهم بيتهزوا بدموع مهدداها تبوظ اللحظه بس مش هيسمحلها: معجبتكيش الاجابه ! طب انا ممكن اغيرها على فكره
روفيدا الدمعه خانتها و نزلت و هو إبتسم بهزار: لاء انا فهد اه بس برجع ف كلمتى عادى جدا
روفيدا ضحكت غصب عنها و هو تاه ف ضحكتها اللى كانت من كتر ماهى وحشاه هتجننه و محسش بنفسه غير و هو بيضمها و بيضحك معاها بس بطريقته هو .. دموعها بتغيب و تنزل و هو بيغيب و يمسحهم بردوا بطريقته لحد ما الاتنين ناموا على دفا كانوا مفتقدينه من زمان اوى ..
صحى الصبح على صوت برا و بيحسس بإيده حواليه ملقهاش ف إبتسم و قام و يدوب بيفتح الباب سمعها هى و أبوها ..
روفيدا بتوتر: انا مخنوقه اوى يا بابا .. مش هعرف اقوله متضغطش عليا تجبرنى
أبوها مسك إيدها بحب: حبييتى انتى اقوى من كده و محدش بيجبرك على حاجه انا بس عايزُه يعرف منك انتى .. صدقينى كده احسن
روفيدا هزت راسها: لاء.
أبوها: انا قولت اما مشيتوا امبارح من المستشفى إنك قولتيله او حتى جيتى بيه على هنا عشان تقوليله و متضغطهوش قدامنا و تعرفوا تتكلموا براحتكم
روفيدا فركت إيدها: لا و الله يا بابا هو اللى صمم يخرج و هو بردوا اللى جابنا ! انا ! انا ان كان عليا مكنتش اجى و الا اتحط ف موقف زى ده ابدا.
فهد جوه غمض عينيه و ضغط على قبضة الباب جامد كإنه بيشاركها ضغط اعصابه و دخل فتح الدولاب و طلّع لبس يلبس ..
روفيدا برا مع أبوها: ما تدخله انت.. انا هدخل اصحيه و نفطر سوا و اقعدوا اتكلموا .. انت قبل ما تكون حماه انت مديرُه ف الشغل و هتعرفوا تتفاهموا ف نقطه زى دى و تتكلموا بالعقل و تفهمه الظروف
أبوها سكت شويه: انا اقدر بس هو ف الوقت ده محتاجلك انتى .. محتاجك تحتويه .. مش محتاج عقل ابدا.
روفيدا سكتت و ابوها وقف: انا هنزل.. انا بس جيت اتطمن عليكوا اما روحتلكم المستشفى امبارح و لقيتكم خرجتوا .. كنت هجيلك على هنا بس أمك منعتنى و قالتلى خليهم ياخدوا راحتهم بقالهم كتير بعيد عن بعض .. حتى قولت اسيبكم فعلا براحتكم و انتى هتتكلمى معاه ف نقطة الشغل دى بس اول ما صحيت مقدرتش غير انى اجى اتطمن عليكوا.
روفيدا إبتسمت بكسوف: ملحقتش و الله .. احنا بس كنا راجعين مضغوطين و يدوب نيمت مالك و كده
أبوها إبتسم و باس راسها اللى مميلاها و خرج: اما يصحى سلميلى عليه و انا هبقى اتطمن عليه تانى
مشى و سابها و هى فضلت مكانها شويه و بعدها عدلت لبسها ف المرايه قصادها و جربت إبتسامه على وشها و دخلت ..
شافته اخد حمام و خرج و بيلبس ..
روفيدا إستغربت بقلق: انت رايح فين ع الصبح كده ؟
فهد كشر و هرب بعينيه بعيد: خارج
روفيدا بترقب: ايوه خارج فين يعنى ؟
فهد اخد الجاكيت بتاعه بيلبسه و هو خارج: الشغل .. عندك مانع ؟
روفيدا قلقت و للحظه اتوترت و حاولت تقول اى حاجه: بابا كان لسه هنا .. كان .. كان جاى يتطمن عليك .. بيقول لو لسه تعبان ارتاح شويه .. المفروض ترتاح و كده و
فهد بضيق: و انا مسألتكيش
روفيدا مسكت إيده و هو خارج و قابلت وشوشهم ببعض و معرفتش تتكلم ..
فهد بصّلها و سكت و نزل بسرعه ..
حلم مع الدكتوره كشفت عليها و عملتلها سونار و بصت لدكتوره منال: حاليا فى علاقه فعلا تمت و من قريب !
حلم بلعت ريقها بحذر: انهارده ؟
دكتوره نورا بصت للجهاز و بصتلها: لاء انهارده لاء ! مفيش عينة سائل ف الرحم !
حلم غمضت عيونها اوى و دكتوره منال بصت للدكتوره: طب العلاقه دى من امتى بالظبط ؟ تقدرى تعرفى و تقدرى تعرفى من مين ؟
دكتوره نورا: لا مش اوى كده... انا يدوب اعرف استنتج اذا كام فى علاقه من قريب و لا لاء او اخر علاقه كانت امتى .. حتى ممكن معرفش امتى بالوقت لكن اقدر اعرف مثلا من شهور الرحم ده محصلش انقباض لعضلاته و لا من ايام و لا من اسابيع ! حتى كمان مش بالسائل المنوى لانه اكيد مش هيبقى لسه موجود ! لكن من خلال الرحم و انقباضاته
دكتوره منال: طب ايه اللى عرفتيه بالظبط ؟
دكتوره نورا: ان اخر علاقه مش من شهور زى ما شرحتيلى او سنه تقريبا ! لاء فى علاقه قريبه ممكن اسابيع او ايام !
حلم غمضت عينيها و دكتوره منال بصت للدكتوره: طب تقدرى تستنتجى طبيعة العلاقه ؟
دكتوره نورا بصت للجهاز قدامها كتير بحيره قبل ما تتكلم: فى اضطرابات ف الرحم و تشنجات ادت لنزيف و فى جروح سطحيه او خفيفه و ده نقدر نستنتج منه ان فى علاقه عنيفه حصلت و نوع من الضرب
دكتوره منال بحذر: ضرب !
دكتوره نورا: اه .. مش لازم الضرب يكون جسمى عشان يبقى ضرب .. ساعات الضرب نفسى بيبقى ابشع .. نوع من العنف المقصود و المبتذل و مبالغ فيه كمان و ده اللى قصدته
دكتوره منال بصت لحلم اللى دموعها نزلت و قامت بسرعه خرجت.. طلعت اخدت ولادها و ضمتهم لحضنها اوى و جريت مشيت ..
فهد راح على شغله و بمجرد ما دخل عدى كان اول واحد يروح عليه ..
فهد إبتسم و سلم عليه بحضن حسّه متوتر ..
فهد رفع وشه بإستغراب و عدى ارتبك: انت ايه اللى جابك دلوقت بس ؟
فهد رفع حاجبه: يعنى ايه ايه اللى جابنى ! هو انا جاى بيت خالتك ؟
عدى ضحك بلغبطه: لا و الله مش قصدى .. مش قصدى يا ابنى .. بس يعنى شكلك تعبان
فهد رفع حاجبه تانى: لا مش تعبان
عدى: قصدى يعنى محتاج اجازه ترتاح شويه
فهد بنفس لهجته: لا مش محتاج ارتاح..
عدى كان بيرد بجديه فهد مستغربها: قصدى إنك يدوب لسه خارج و اكيد عايز تأجّز .. بعدين يعنى انت واحد مراتك لسه مروحه معاك من فتره طويله ف اكيد مش هتسيبها و تيجى من اول يوم ترجعوا لبعض !
فهد بصّله قوى و هو كمان لهجته إتقلبت لجديه: و انت عرفت منين بقا ان مراتى روحت معايا ؟
عدى اتوتر: لا مش قصدى .. قصدى لا معرفش.. انا بس خمنت مش اكتر بما انها كانت قاعده معاك طول فترة المستشفى مش بتسيبك ف مش هتبقى معاك و انت مدشدش و هتخرج انت ف هتسيبك
قال اخر جمله بهزار بس الجمله طلعت مهزوزه و فهد فضل باصصله ..
عدى حاول يكمل بس اندفع: و بعدين حماك قال انكوا خرجتوا امبارح من المستشفى و روحتوا ع البيت ف عشان كده قولت هتأجز شويه بقا
فهد بصّله كتير بضيق اما حس بعينيه بتحوّر: و انت عرفت ان مراتى روحت معايا ع البيت من حمايا اللى قالك و لا خمنت ؟
عدى بصّله و اخد نفس جامد و إيده بتتحرك على وشه ..
قبل ما يتكلم فهد سبقه: و حمايا يقولك مراتى روحت معايا بخصوص ايه اصلا ؟
عدى لسه مردش فهد سابه و مشى .. حس ان فى حاجه مش مظبوطه .. كل حد بيقابله بيسلم عليه بنوع من الحزازيه ..
راح على مكتبه و قبل ما يدخل لقاه مقفول .. طلع مفتاحه بيفتح مفتحش معاه بعد ما حاول كتير ..
راح على مكتب مجمع لهم كلهم بيجتمعوا فيه اما يبقى فى شغل مشترك بس بمجرد ما دخل لقى حد على مكتبه !
فهد وقف للحظات مش عارف يفهم و رجع على مكتبه حاول تانى يفتحه بس المرادى بعصبيه مش عارف ..
نادى على عسكرى و زعق: انت يا زفت افتح الزفت ده
العسكرى: مقفول يا باشا
فهد نفخ بغيظ: شكرا ع الاضافه .. مانا عارف يا زفت امال انا نادهلك تفتحه ليه ؟ اتشليت مثلا ؟
العسكرى سكت و فهد زعق: بقولك اتفضل اتزفت افتحه
العسكرى: مينفعش يا باشا
فهد بغضب: نعمم ؟
العسكرى: يا باشا دى اوامر
فهد مسكه من هدومه و زعق: اوامر من مين يا حيوان انت ؟ ده مكتبى و اوامر بقفله و فتحه ليك تبقى منى انا.
باسم صاحبه رد من وراه بتريقه: كان
فهد لف وشه على صوته و شافه واقف و حاطط إيده ف جيوبه بغرور ..
فهد إتجاهله و ماشى بس بعد ما اتخطاه وقف على كلامه ..
باسم: كان مكتبك ! كان و مبقاش ! ده قبل ما يصدر قرار بفصلك من هنا ! هو القرار موصلكش و لا ايه يا حضرة الظابط !
فهد لف وشه له بصدمه و قبل ما ينطق باسم كعمش وشه بتريقه: و لا ظابط ايه بقا انا هغلط زيك و احطك ف مكانه مش بتاعتك زى ما انت جاى مكان مبقاش بتاعك !
فهد بغضب راح عليه مسكه جامد من هدومه: انت بتقول ايه يا حيوان انت ؟
عدى كان متابع فهد من بعيد و مش عايز يقرب عشان ميضطرش يقوله بس اما شافهم كده قرب بسرعه فصلهم عن بعض و بِعد بفهد بعيد: فهد اهدى
فهد زعق لمجرد انه ابتدى يفهم و ف نفس الوقت مش فاهم: اهدى ايه و زفت ايه ؟ بيقول ايه الحيوان ده ؟ مكان ايه اللى مش بتاعى و مين ده اللى مبقاش ظابط ؟
اللوا مدحت كان بلغهم ف الاجتماع ان صدر قرار بفصل فهد لظروف صحيه و بعد الاجتماع عدى سأله اذا كان فهد يعرف و لا لاء فقاله غالبا بنتى هتقوله ..
باسم كان سمعهم ف رد بضحك و هو ماشى: هو سيادة اللوا مبلغكش بقرار فصلك و لا ايه ؟ ده انا قولت انك هتعرف قبلنا منه ! طب المدام اما راحت معاك مقالتلكش ؟
فهد هيتحرك وراه عدى وقّفه بالعافيه و فهد بصّله بصدمه: مين ده اللى اتفصل يا عدى ؟ و مدام مين اللى مقالتليش ! مراتى ! احنا بقينا لبانه ف بوقكوا و لا ايه ؟
سابهم و مشى راح على مكتب اللوا مدحت و فتح الباب بعنف و دخل ..
اللوا مدحت كان بيقفل التليفون مع روفيدا ف متفاجئش اوى بوجوده ..
فهد لاحظ التليفون ف إيده و نظراته اللى مش متفاجئه و كلها عطف ف زعق: طبعا بنتك بلغتك إنى نزلت ف مش متفاجئ يعنى ! بس الغريبه بقا ليه هى مبلغتنيش انا!
اللوا مدحت وقف و راح عليه اخده و حاول يقعده: فهد اقعد عايز اتكلم معاك شويه
فهد شد إيده منه جامد: مش انت باعتها عشان كده ؟ مش الهانم عاصره على نفسها شوال لمون طول الفتره اللى فاتت و بتتعامل معايا عشان كده ؟ مش روحت معايا عشام كده ؟
اللوا مدحت: فهد اهدى مش كده .. فى ايه ؟ انا لا بعتها و لا هى
فهد بيزعق و بس لمجرد انه مخنوق: امال قالتلك ليه هو اللى صمم يخرج و هو بردوا اللى جابنا ! انا ان كان عليا مكنتش اجى و الا اتحط ف موقف زى ده ابدا ! هاا !
اللوا مدحت حاول يتكلم و فهد صوته اتهز بضعف: انا بردوا قولت فى حاجه مش مظبوطه ! انت ! مالك ! هى ! كلامكم ! حركاتكم ! وجودكم اصلا ! فى حاجه غلط ! بس مكنتش فاهم ! او لسه مش فاهم ! فى اييه !
اللوا مدحت اخد نفس طويل و مالك اللى رد من وراه: حبيبى اهدى .. دى فتره و هتعدى .. مجرد فتره هتاخد وقتها و ظروفها و تعدى
فهد بص وراه و شاف مالك و بتلقائيه انفاسه هديت ! لمجرد ما شافه جنبه و ف لحظه زى دى و موقف زى ده هِدى !
مالك مستناش يروح عليه و راحله لف دراعه حوالين كتفه و شده عليه ضمّه جامد: شش اهدى ...زى ما قولتلك فتره و هتعدى .. انا اللى بوعدك بده .. بوعدك انها هتعدى و انا اللى هعمل المستحيل عشان تعدى و من غير خساره.
فهد عينيه اتعلقت بيه و مالك سكت كتير و إبتدى يفهمه و يشرحله حالته الصحيه اللى متسمحش بشغله حاليا .. مفيش ظابط ممنوع عليه الاجهاد او المجهود البدنى و مفيش ظابط مشكوك انه عنده مشكله ف المخ حتى لو مؤقته او هتعدى ف لازم يرتاح مؤقتا لحد ما يتشاف تقارير مسار علاجه و هى اللى تحدد !
فهد عينيه اللى لسه متعلقه بيه دمعت اوى و مالك نزل دراعه من عليه و مسك وشه بحب ابوى مش اخوى حتى: فهد .. احنا اتفقنا ان الازمه اللى مش هتموتنا هتقوينا و احنا لسه عايشين بعد كل الازمات دى .. ف مش هنسمحلها حتى تكسرنا مش تموتنا.. مش هنسمحلها غير انها تقوينا.
فهد مازال باصصله و الدموع اللى ف عينيه نزلت اوى بحزن ..
مالك حرّك إيديه اللى ماسكه وشه لحد ما جابها على خدوده و مسح دموعه و عاد على كلامه بتأكيد: مش هنسمحلها يا فهد .. فااهم .. مش هنسمح لحاجه تكسرك كده .. و لو انت سمحت انا لاء .. لو انت ضعفت حتى انا لاء .. استقوى بيا عشان تقوى و عشان انا كمان اعرف ساعتها استقوى بقوتك دى
فهد بصوت مبحوح: انا مش عايز اخسر شغلى يا مالك .. انا بحبه اوى .. هو اللى فاضلى و بيفضلى مع كل ازمه !
مالك إبتسم بحب: و انا مش هسمح بخساره تانيه يا فهد .. انت خسرت مره بسببى و برغم ان الخساره كانت كبيره ف ابويا و امى إلا انى عملت المستحيل عشان اعوضك ..لكن المرادى لاء .. مش هتخسر بسببى .. انا بقيتلك اب لكن مش هبقالك شغل.
فهد كشر: يعنى هتبقى جنبى بس عشان حاسس إنه بسببك ؟ طب انا بعفيك من المسئوليه يا عم و ان الحكايه لا بسببك و لا حاجه ! ده ظروف يا مالك ! ظروف اللى خلتك سافرت لشغل و ظروف اللى خلتنى رجعت للبيت عشان عيالنا و ظروف اللى خلتنى مكننش مركز ف اتصابت .. ظروف ! و اهى بردوا الظروف اللى خلتنى خسرت شغلى دلوقت !
مالك رفع حاجبه بهزار اما افتكر جملة فهد فعادهاله: لا لمؤاخذه الظروف دى للحريم بس !
فهد بدل ما يضحك عينيه دمعت و هرب بوشه بعيد ..
مالك ضربه بخفه على قورته: دلوقت بس اللى عرفت ان فى حاجه اسمها ظروف يا حمار ؟
فهد بلع ريقه بزعل و مالك لف وشه له: بس لعلمك هى مسمهاش ظروف ! هى اسمها نصيب ! قدر ! قدر و اتكتب من قبل ما ننزل ع الارض و محدش بيغير قدره يا فهد ! مفيش حاجه على وش الارض ممكن تغير القدر غير الدعاء ! بس فى حاجات بتهوّنه زى الاراده ! الحب ! الصبر ! و الرضا ! القدر مش بإيدينا لكن فى حاجات كتير اوى بإيدينا يا فهد.
فهد سكت تماما و مالك رجع شده عليه و ضمّه بدراعه و بتلقائيه باس راسه و خرحوا ..
رجعوا ع البيت و مالك اول ما ركن نزل و فتحلها الباب و إبتسم: يلا
فهد سكت كتير: مش عايز دلوقت .. خلينى معاك شويه
مالك فضل مادد إيده و فهد اضطر ينزل و الاتنين وقفوا قدام البيت ..
مالك فضل محافظ على إبتسامته اللى لاول مره من كتير تطلع تلقائيه قدام البيت ده ..
بص لفهد: نقرالهم الفاتحه ؟
فهد هز راسه و رفع إيده و الاتنين قروا الفاتحه و دخلوا ..
طلعوا و اول ما وصلوا اول دور قدام شقة أبوهم مالك وقف و طلّع المفتاح و فتح و ركن على جنب و شاور لفهد يدخل ..
دخل و مالك دخل وراه و إتفاجئ ان مالك رجّع البيت زى ما كان زمان ! اه عمره ما هيبقى ببهجة زمان بس كل حاجه قصد يجبها بنفس اماكنها ! اوضهم زى ما كانت جنب بعض !
مالك إبتسم: انا جعان ! تجهز معايا حاجه و لا هتستندل كالعاده ؟
فهد إبتسم بعيون بتلمع بدموع: لا خليك انت انا هعم
مالك زقه برخامه: يلا انت هتمثل ! روح غيّر عقبال ما اعمل حاجه
اليوم رغم إنه كان تلقائى و بيتعاملوا فيه بتلقائيه إلا إنه عدّى بطعم زمان .. بطعم العيله و الونس ..
مراد بعد مالك سابهم و مشى اما روفيدا كلمته بلغته ان فهد نزل سابه هو و مارد و مازن و مشى بسرعه ..
مراد بص للاتنين و رفع حاجبه: هاا ؟
مازن انسحب بهدوء و بيتحرك يمشى شاف همسه خارجه من البيت بلهفه و موبايلها ف إيدها بتتكلم و ليليان داخله مع صاحبتها فقفلت و راحت عليهم ..
مراد بقلق راح عليهم: فى ايه ؟
مارد راح وراه و بعد ما إتحرك خطوتين رجع شد مازن و مشى عليهم من غير ما يتكلم ..
همسه كانت اخدت ليليان من صاحبتها و ضمتها عليها و داخله ..
مراد جه ياخدها منها ليليان تبتت ف حضن أمها و إبتسمتله بالعافيه: انا كويسه حبيبى متقلقش
مارد راح عليها اخدها من همسه و رفع وشها ف وشه بحب: حبيبتى فى حاجه و لا ايه ؟ وشك اصفر ليه كده ؟
ليليان بصتله و لمحت مازن وراه ف إتكلمت و عينيها متعلقه بيه: شوية دوخه و معدتى وجعانى اوى بس ف حسيت إنى مش هقدر اكمل اليوم
مازن هرب بعينيه بعيد و هى إبتسمت بلهفه و قدام إبتسامتها و إتلاقوا ف نظرة أمل غريبه خلقتها اللحظه دى بينهم ..
مراد متابع نظراتهم بهدوء لحد ما مازن هو اللى شافه ف إنسحب بهدوء ..
ليليان قدمت خطوه ناحيته و هو اخد الخطوه دى لورا و إتكلم من غير ما يبصلها: الف سلامه
مشى و ليليان بصت لأمها بضعف و راحت عليها و عيونها دمعت ..
مراد بغيظ: ممكن اعرف بتعيطى ليه دلوقت ؟ سايبك براحتك تسوّى امورك زى ما عايزه بس سيادته اللى مش عايز
همسه بصتله و هتتكلم مراد سبقها بغيظ: اييه ؟ مش واخده بالك ؟
همسه بصت لليليان و رفعت وشها بحب: بصى يا ليليان هقولك حاجه .. محاولة إنك تعيدى إحياء علاقة بعد ما ماتت دي فكره محتاجه نفس طويل، مجرد قرار الفكره محتاجه مجهود، عشان مش مضمونه تنجح او طاقتك متعملش معاكى الدنيئه ف نص الطريق و تقف بيكى ف النص .. ف يا يكون نَفسك طويل يا تسيبيها تموت بسلام..
مراد بغيظ بصّلها و بص لمارد: يا سلام ع العظمه .. ده مش سيدة القصر ده سيدة الزار نفسه
مارد إبتسم بصوت غصب عنه و ليليان إبتسمت بالعافيه لأمها و ردت بزعل: مش هيدينى فرصه ! مجرد الكلام معاه محتاج فرصه هو مش راضى يدهالى
همسه مسكت إيدها بإصرار: فى حاجات كده يا ليليان لا ينفع فيها إستئذان و لا فرص نستناها .. لازم تيجى كده .. خطف
ليليان همست: خطف !
همسه إبتسمت بحب: اه خطف .. اخطفيه .. اه مش عيب .. اخطفيه .. الخطف مش للرجاله بس على فكره ..
احنا اشطر و اذكى و بنعرف نخطف كويس اوى ..
انما ماتوقفيش تتفرجى عليه من بعيد و تعيطى و تسحى !
يا تخطفيه يا تزهدى فيه و تشيليه من دماغك و تكملى حياتك .. انما متبقيش لا طايله محبوبه و لا مكروهه ! معاه و لا بعيده ! متجوزه و لا متطلقه ! متطلقه جسديا و لا طلاق عاطفى ! ماتعيشيش متعلقه بين السما و اﻻرض
بين السما و اﻻرض مكان حلو اوى نتوه و نحلم فيه ..
لكن ف الجواز مينفعش ! ف الحب مرفوض نهائى ! مكان ملعون ف تاريخ العلاقات ! احنا بنتجوز عشان نقف على ارض صلبه و نحس بالثبات، و لو بصينا للسما يبقى بس عشان نسهر ف ليله هاديه مع القمر ! ف الجواز يا سما يا ارض .. بين البينين ده اسمه لعنه ! مرض ! خيبه !
ف حتى لو غلطانه متبقيش بئا غلطانه و كمان خايبه ..
مراد شدها بغيظ و مشى بيها على جوه: تعالى اما نشوف حكايتك انهارده انتى كمان يا سيده
همسه برّفت: سيده مين ؟
مراد ببراءه: سيدة القصر
مارد علّى صوته من بعيد: حنااان .. حنان يا ابو مراد حناان اوعى تنسى حنان
مازن كان بعد ما خرج من عندهم رجع على البيت .. بس لأول مره يحس إنه مش عارف يفكر و لا بقلبه حتى.. نظرات ليليان كلها ضعف .. ترجى .. لاول مره يشوف عيونها من الضعف بتستقوى بيه !
من بين تفكيره إفتكر تعبها .. الجمله اللى قالتها " شوية دوخه و معدتى وجعانى اوى " .. معقوله !
خرج راح للدكتور بتاعها بتردد ..
الدكتور سكت شويه: لسه منقدرش نعرف حاجه زى دى دلوقت !
مازن سكت شويه: انا بس قصدى إنها تعبانه و حالتها يعنى
الدكتور كمل: بتدوخ و ترجّع و جسمها مهمد .. عارف .. هى جاتلى قبل ما تروّح .. و كشفت عليها و فعلا دى اعراض ممكن توحى ان يكون فى حمل خاصة انها معندهاش مشكله تمنع الحمل و خاصة إنها حملت بعد الفرح مباشرة برغم ادوية منع الحمل سواء لغبطت او مخدتهاش من الاول .. هى حصل علاقه بعد الاجهاض ؟
مازن غمض عينيه لمجرد إنه افتكر: اه تقريبا مرتين تلاته ورا بعض..
الدكتور إبتسم: و هى قالت مأخدتش اى منع بعد الاجهاض يبقى الاحتمال موجود و بنسبه كبيره
مازن إبتسم اوى بلهفه مش عارف عشان قاله انها مخدتش بعد الاجهاض و لا عشان قاله فى احتمال تكون حامل .. الاتنين عنده كانوا زى جرعة الاكسجين اللى إتحطت لمريض إستسلم للحظاته الاخيره من الاختناق ..
الدكتور لاحظه ف إبتسم: بس زى ما قولتلك منقدرش نحدد دلوقت
مازن بضيق: ليه بقا ؟
الدكتور: عشان لسه مجاتش اول بريود بعد الاجهاض خاصة ده اجهاض مش سقط .. ع الاقل يعدى اربعين يوم و لو منزلش دم الاربعين تجى و نعمل فحص و تحليل و نتأكد
مازن هز راسه على كلام الدكتور مش عارف بآمل و لا احباط بس نظرته اللى اتكلم بيها هو كانت منتهى الامل: هى اللى قالتلك إنها مخدتش منع الحمل من بعد الاجهاض ؟
الدكتور: اه و ماشيه مع دكتورة النسا من يومها ف كورس مكثّف لعلاج الانيميا زى ما قالتلها ساعة الاجهاض و ده مجرد تهيئ جسدى لها
مازن إبتسم و مشى .. طول الطريق مبطلش تفكير و مش عارف يفكر .. ليليان كانت المره اللى فاتت تايهه و ملغبطه و مجرد خوفها و ضعفها لعبوا بيها .. لجأت لأبوها اللى كان زيها ف ضعفه و دوامته .. يمكن لو كانت لجأتله كان هيبقى النتيجه غير .. حتى لو نتيجة الحمل واحده لكن الضعف لاء .. علاقتهم لاء ..
فجأه رنت ف دماغه كلمة أبوه " مش يمكن انت اللى مش عارف تحتويها ! تخليها تلجألك ! او مش عارف تحتوى خوفها و ضعفها ده " طب حاليا ايه ! هو مش بس مش عارف لا ده مش موجود !
للحظه إفتكر ليليان و هى ف حضن أمها و اما أبوها قرب فضلت بردوا ف حضن امها ! مش عارف ده قرار و اترجم و لا محتاجه قوه مش ضعف !
عايز يقرب و يحتويها لمجرد يشوف العيب كان في مين .. ف انه فعلا مش محتويها و محتوى ضعفها و لا حقبقى هى اللى مش عايزاه .. لكن خايف من النتيجه .. و فوقهم مش عايز خطوتهم الاولى دى تيجى منه !
من بين افكاره اللى بتخانق نفسها محسش بنفسه غير بصوتها بيرن ف ودنه و موبايله على ودنه !
مازن إتخض كإنه إتخطف من تفكيره و للحظه معرفش يستوعب مين فيهم كلّم التانى ! هى و لا هو ! و لو حتى هى ف مين فتح و مين رفع موبايله على ودنه !
مكنش محتاج يتأكد و برغم كده بص ف موبايله و شاف إنه طلبها من غير ما يحس !
ليليان صوتها إتهز بلهفه: مزّ..
مازن إبتسم بقلة حيله و حط إيده على وشه و مش عارف حتى يرتب جمله على بعضها ..
ليليان مسابتلهوش فرصه و وقفت بحماس كإنها عايزه تقول اى حاجه: انت مشيت ليه يا مازن ؟
مازن اخد نَفس طويل: انا ممشيتش انا بس كملت طريقى
ليليان دمعت و سكتت و هو كمل بإختصار: انا كنت رايح ع الشغل و ف طريقى قولت اعدى على مارد اتطمن عليه و خلصت و كملت طريقى
ليليان هتتكلم هو سبقها و بيحاول يختصر اد ما يقدر: انتى كويسه ؟
ليليان هزت راسها لاء و نطقت بالعافيه: لاء
مازن: انا قولت اتطمن عليكى عشان كنتى تعبانه .. عموما خدى بالك من نفسك و لو إحتاجتى حاجه كلمينى
قال اخر جمله بسرعه قبل ما يقفل كإنه بيكسر حجة القدر عشان ميغدرش بيه و يجيبه سبب ..
ليليان يدوب بتستوعب كلامه كان قفل ف بصت لموبايلها كتير و قلبها بيدق..
مالك فضل مع فهد طول اليوم كإنه بيهرب بيه .. بكره ننيجة التحاليل الجنائيه لحلم .. للحظه معرفش يفكر هو عمل كده ازاى ! امتى !
ناموا من غير ما يحسوا ف الصاله قدام التليفزيون .. فهد بصّله كتير و برغم كل اللى فات إلا إنه محسش ببشاعة موقفه مع اخوه غير دلوقت و بس .. اما شافه جنبه .. كان دايما بيلوم مالك و حجته الوحيده قدامه هو انه فاكر ان مالك كان لازم يرجعله .. يحكيله .. يشرحله و يتكلم معاه و انه طول الوقت كان مستنيه ياخد الخطوه دى و بيتحجج انه مخدش خطوه عليه و بقى جنبه بمجرد هو مبدأش الاول .. لكن هنا بس حس ان الخطوه الاولى اللى كان مستنيها دى كانت من عنده هو و الغباء مكنش ف خطوته الغلط اخدها اد ما كان ف خطوته الصح اللى ما اخدهاش !
افتكر روفيدا و للحظه إتحولت مشاعرها للنقيض لمجرد ما شافته محتاجلها .. حتى لو رجعت بس عشان تبقى جمبه ف ازمته .. ليه لاء ! ليه غلط ! الحب ايه غير تقوينى و اقويك ف مفترقات ف حياتنا زى دى و قدامها نركن خلافتنا على جنب قدام !
شاف نفسه و قهرته و هو بيفتح مكتبه و هو بيشوف حد مكانه و وجعه و ضعفه وقت معايرة صاحبه ! و شاف قوته اول ما لمح مالك جنبه و ازاى حالته إتبدلت ..
دلوقت بس عرف الفرق ! شاف قوته جات منين و ضعفه كان منين و حس بمواقف مالك من كل زواياه ..
قام بهدوء اما حس ان افكاره بتتلم حواليه و بتخنقه .. لبس و خرج بهدوء و ساب لمالك رساله بعد ما كان هيكتبها ع ااموبايل اتراجع بإبتسامة حنين و راج جاب قلم جاف و مسك كف إيده و كتب عليه " حبيبى انا نزلت شويه محتاج اخد نَفسى و راجع "
مالك صحى الصبح و إتلفت عليه و قبل ما يقوم بيرفع إيده يمسح وشه شاف الرساله و إبتسم اوى على ذكرياتهم سوا .. كانوا دايما بيعملوا كده من و هما عيال ..
قام لبس و بيفتح الباب شاف روفيدا نازله بلهفه عليه ف إبتسم ..
روفيدا بصوت مهزوز بعياط: فهد فين ؟
مالك هيرد روفيدا دمعت: بعتلى رساله امبارح قالى مش جاى محتاج ارتاح شويه بس انا متأكده إنه جه .. متأكده إنه كان هنا .. انا حسيت بيه ف الشقه بس مصحتش غير على تكة الباب و ملحقتهوش .. و اما كلمته فون مردش .. بس هو كان هنا
مالك إبتسم بحزن و واحده بس اللى جات ف باله او تقريبا سمع الجمله بصوتها هى .. حالة روفيدا من مجرد شكها ان فهد كان جنبها و مشى رسمت جواه إحساس بيوجع اوى .. عينيه بتلقائيه راحت على فوق و اتعلقت ..
انتبه على روفيدا اللى اتخطته و دخلت ف بصلها بهدوء: اتطمنى هو كويس
روفيدا: فين ؟
مالك: بيتنا مع بعض امبارح هنا و هو صحى قبلى نزل شويه و راجع
روفيدا إبتسمت بنفس طويل و طلعت ..
مالك فضل لحظات مكانه .. شاف روفيدا جنب جوزها .. ف عز محنته سابت كل حاجه حتى زعلها منه و راحت جنبه ..
بس بردوا شافها عارفه بكل تفاصيله و ظروفه .. يمكن قبل ما هو يعرف .. و لو مكنتش تعرف كانت هتفضل بعيد ! حتى نفسه .. شاف نفسه مبقاش جنب أخوه إلا ما عرف .. إلا اما وقع .. حتى مارحلهوش الشغل إلا اما عرف من روفيدا إنه نزل ع الشغل .. عرف الاول بعدها حدد خطواته .. محدش بيمشى مغمض او ف حته مش عارفها إلا و بيخبّط .. لاول مره يشوفهم بعين تانيه ..
كان شايف اخوه ف المستشفى ازاى و بعد ما رجع بيته و لو ليله واحده بقى ازاى ! عرف ان القوه بالسند و السند بالحب و المصارحه و الثقه ..
افتكر انه من اول ما صحى لقى ايوب اتصل بيه اكتر من مره .. بيهرب من الموبايل مش عارف و لا من حزنه ..متوتر بشكل غريب ..
طلع على شقته و رن الجرس بس محدش بيرد .. رن مره ورا مره بس مفيش ..
بيطلع المفتاح يفتح و إتصدم...!