رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثامن عشر
مارد كاتم ضحكته بالعافيه قدام غرام اللى ماسكه العلبه ف إيديها و حطتها بتوتر ع حرف حوض الحمام ..
غرام نكزته بإيديها بغيظ: بتضحك على ايه انت دلوقت ؟
مارد ضحكته طلعت عاليه: اصلك شبه تلميذ الثانويه اللى مستنى النتيجه، على ايه كل ده بس يا حبيبتى ؟
غرام بصتله و كشرت: على ايه كل ده ؟ هموت و ابقى ام يا مراد، نفسى اوى، عارف الحلم ده جوايا من امتى ؟
مارد رفع حاجبه: امتى ايه ده احنا متجوزين من اسبوعين تلاته يا روما، امال لو بقالنا سنه و لا اتنين كنتى قولتى ايه ؟
غرام اتخضت: بعد الشر، سنه ايه و اتنين ايه ؟ ده انا كنت موتت ! و اه الحلم ده جوايا من زمان، و زمان اوى على فكره و بغض النظر عن تريقتك و عن ان كل بنت جواها حتة امومه كده مولوده بيها و بتكبر معاها كل ما تكبر لحد ما يجيلها الوقت و تخرج برا تتنطط ع الارض قدامها، ف انا غير بقا كل البنات، انا اتولدت لوحدى، عيشت و اتربيت و اتعلمت و اشتغلت لوحدى، الوحيده اللى شاركتنى ف كل ده امى عشان كده اللى اتمنى تشاركنى ف كل اللى جاى بنتى، حساها .. حساها كده، حاجه كده زى اللمعه اللى بتنضاف للوحه بعد ما تترسم و تكمل
مارد إبتسم لكلامها و رفع إيديها باسها اوى: بنتك اللى هتكمّلك بردوا يا روما ؟
غرام سحبت إيديها و لفت وسطه بيها و إبتسمت بعشق: انا مقولتش هتكملنى، انا قولت هتضيف لينا مش هتكمّلنا، انت اللى كملتنى و من غيرك كان ناقصنى كتير و كتير اوى كمان و اكتملت بيك، هى بقا اللى هتنوّر الكمال ده و تديله طعم، عشان كده نفسى فيها اوى يا مراد، مش فيها هى بس، انا نفسى ف عيال كتير و كتير اوى كمان منك..
مارد إبتسم و عينيه راحت على شريط الاختبار ورا ضهرها و قلبه على ضهره و شدها عليه حضنها ..
غرام شافته بيقلبه ف وشها كشر و هو ضمها اكتر: بقا انتى حلمك هو العيال ها ؟ و كتير كمان ؟ طب تعالى بقا عشان شكلنا كده كنا مقصرين ف حق الحلم بتاعك الفتره اللى فاتت..
غرام لفت وشها للشريط و بصتله و دمعت و مارد لف وشه لها و سند على راسها: محصلش الشهر ده، يبقى الشهر الجاى، اللى بعده، احنا ورانا حاجه
غرام دمعت بضيق: انا بس اما تعبت قولت إنه من
مارد باسها برقه هاديه شبه الهدوء اللى بيسبق العاصفه: لا التعب ده انا عارف من ايه كويس، بتتمسكنى هاا
غرام ضحكت من بين دموعها و هو باس عيونها: طب كلاكيت و نعيد و المرادى هنجيب مرادين تلاته مش واحد..
غرام ضحكت اوى و هو شدها حضنها بحب: انا بعشقك اوى، اوعى تزعلى كده ف يوم من حاجه و انا موجود
مالك صحى الصبح بالعافيه ف شقة أبوه .. قام دخل الحمام و قبل ما ياخد حمام وقف قدام المرايا كتير ..
دماغه بتترجم كتير و لأول مره يحس ان الخناقه جواه بتهدى بس بتتحسم لصالح مين مش عارف !
اخد حمام و خرج .. مسك موبايله فضل يقلّب فيه بتركيز لدرجة محسش بالوقت ..بيعيد و يزيد ف حاجات كإنه بيشوفها لأول مره ..
قام لبس و بيخرج وقف شويه مكانه .. فضل واقف بتردد ع باب الشقه و عينيه راحت على فوق ..
اخد خطوات من غير ما يحس لحد ما إتفاجئ بنفسه ف نص السلم كإنه مسلوب الاراده !
إنتبه و بيلف يرجع حلم فتحت الباب و إبتسمت: مش محتاجه كل ده على فكره، هو الجرس بيعض ؟ و لا الباب اللى مكهرب
مالك وشه إتغيّر لمجرد حس إنه شفاف او هو شافها متحاصر ..
حلم: انت كنت فين امبارح ؟
مالك رفع حاجبه: انا، انا
حلم إتوترت بلغبطه: اوعى تقول إننا مكناش مع بعض و إنى.
مالك اخد نَفس عالى و هى بصتله بترقّب: انت بيتت امبارح فين ؟
مالك لف ينزل: ملكيش فيه
حلم مسكت دراعه: انا قولت إنك
مالك لف وشه ببرود لها: إنى ايه ؟ هرجع اقضّى الليل ف حضنك و اقفل اليوم و تبقى كده خلصت ؟ لا للاسف بتحلمى
حلم إتعصبت: اليوم ده انت اللى إبتديته و انت اللى إختارت نبقى معاك و
مالك شاورلها بإيده تسكت: نبقى معاك ؟ لاء سورى إسمها يبقوا معايا ! ولادى اللى انا بعتلهم و انتى اللى فرضتى نفسك علينا و فرضتى وجودك، كالعاده يعنى
حلم ربّعت إيديها و بتتنفس زى اللى بتنهج: يااه فرضت نفسى عليكوا ؟
مالك ببرود: امال ايه اللى جابك ؟
حلم هزت راسها بحزن: عشان جوزى، و حبيبى،و ابو ولادى، عشان محتاجالك، عشان انت اللى ف يوم من الايام قولتلى خايف من الفجوه بينا و خايف و انا شايفها وخدانا ف سكه تانيه غير سكتنا او ع الاقل سكتى اللى حلمت بيها معاكى
مالك هرب بعينيه بعيد اوى: اعتقد دول كانوا اتنين غير الاتنين اللى واقفين مع بعض دلوقت ! اتنين مبقوش موجودين ! كنت فاكر إنى لوحدى اللى مبقتش موجود بس واضح اننا الاتنين القدام مبقناش موجودين..
حلم دمعت و بتحاول تقول اى حاجه: بس ولادنا موجودين ! بيتنا موجود ! و انت اللى ف يوم قولتلى خايف اخسر البيت اللى ما صدقت فتحته .. انت اللى قولت انى اكبر من إنى ابقى طرف ف حكايه و تخلص مع مشكله و ان اللى بينا اكبر من كده، انت اللى قولت
مالك كعمش وشه: البيت اللى ما صدقت فتحته ده انتى اللى قفلتيه..
حلم لسه هتتكلم هو قاطعها: قصدى حرقتيه، بس عارفه كويس إن ده كان جزء من رد فعلك عشان تحرقى معاه كل الخيوط اللى بينا
حلم حاولت تثبت اول ما سمعت زن ولادها كإنهم فكّروها بخيطهم: اللى بينا مكنش خيط عشان يتحرق .. ده بيت و زوجه و عيال و اسره و مسئوليه و عيله .. يعنى سكن و دم و ده عمره لا يتقطع و لا يخلص..
مالك زعق بغضب لمجرد كلامها صح: متخلطيش الاوراق، انا قولتلك قبل كده انتى ف حته و عيالى ف حته تانيه خالص
حلم صوتها إتهز: يعنى ايه ؟ و اللى حصل بينا امبارح ؟
مالك رفع حاجبه: هو ايه اللى كان حصل بينا امبارح ؟ كنت عازم صحابى و حبوا يشوفوا ولادى و بعتلهم و انتى اللى كنتى مصرّه تحطى نفسك ف كفتهم و تفرضى علينا وجودك، بس..
حلم هزت راسها بإستنكار: بس ؟ افرض وجودى على مين بالظبط ؟ عليك انت و عيالك اللى هما عيالى ؟ و لا على حريم الصياد اللى كنت لاممهم حواليك تضربنى بيهم، على اد ما كنت مبسوطه على اد ما لحقت صورتك بالعافيه و هى بتقع من نظرى ! معرفتش اشوفك الراجل اللى يضرب مَره بمَره و لا يلم الزباين حواليه و يسيبهم يبيعوا و يشتروا فيه..
مالك هز راسه و إبتسم إبتسامه مستفزه ثارت اعصابها بزياده و إتخطاها ميّل على ولاده الراقدين على كنبة الانتريه ف الصاله باسهم و فضل يبوس فيهم كتير و رجع بنفس التجاهل إتخطاها و نزل ..
حلم فضلت واقفه مكانها و عينيها مفتّحه فيه اوى و بتتحرك مع حركته و هى واقفه لحد ما نزل ..
معرفتش تشوفه بيلعب بمشاعرها .. يقرّب و يبعد يشحتفها، او يلعب على اعصابها ..
هى اه كانت عارفه إن هدوئه المفاجئ ده وراه حاجه و مش هيدوم بس إتقبلتها على إنها هدنه ..
بس ف اللحظه دى حست إن اللحظه اللى كانت شايفاها هدنه تاخد فيها نَفسها كانت زى المخده اللى بتتحط على وشها تكتم نَفسها .. او زى الاكسجين اللى بيتركبلها ف وقت كانت فيه بتختنق و للحظه حستها هيساعدها تتنفس و هى ف اساس قناع بيخنقها ..
محستش بنفسها و هى بتنزل برجلها ع الارض قعدت و دفنت راسها بين رجليها بتعب ..
قامت بسرعه مريبه دخلت و رزعت باب الشقه.. دخلت اوضتها جابت الادويه بتاعتها المهدئه و فتحتها و اخدت منها بهيستريا و هى مفتحه اوى بهزيان و ف نفس الوقت مش شايفه حاجه و الاخر حدفت علبة الدوا ف المرايا قصادها، و سندت راسها ع السرير و هى ع الارض بنوم او اغماء مش عارفه !
ليليان بتفتّح الصبح لقيت نفسها متحاوطه بمازن و تقريبا جواه .. محاوطها بدراعاته و حضنه و لاففها برجله كمان ..
ليليان إبتسمت اوى بنوم: ايه ده هتخطف و لا ايه ؟
مازن وشه إتخض بتلقائيه زى كلامه: بعد الشر، الف بعد الشر يا ليليان، تتخطفى تانى و اعيش من غيرك ؟ طب الاول عرفت اعيش عشان كنت عيل دلوقت لاء، معرفش و الله ما اعرف
ليليان إستغربت جدية رده و حاولت تتعدل و هو ضمها عليه اكتر: ايه كل ده ؟ انا هتخطف بجد و لا ايه ؟ انا كنت بهزر.
مازن ميّل على وشها باسها بهدوء مخدر: انتى لو هتتخطفى ف لا ينفع تتخطفى من حد غيرى و لا لحته غير هنا
ليليان لسه هتتكلم كانت إتخطفت بجد منه ..
لحد ما قامت بكسل ع الحمام: المفروض بدل ما تنشطنى بتمرين صباحى يا سيادة المقدم بتكسّلنى، ظابط فاشل انت ها
مازن قام عليها و هى ضحكت بغيظ: بقيت بتسحب من لسانى كتير انا صح ؟
مازن ضحك اوى و زنقها ف الحيطه و هى غصب عنها من الضحك رفعت إيديها لفوق ..
مازن عجبه شكلها او جننه: ده بقا عشان حفظتى و لا إستسلمتى ؟
ليليان نزلت إيديها بسرعه و زغزغته من جنبه و هى بتجرى: لاء عشان اعرف اخد حمام و ننزل
مازن برّق ع اللحظه اللى إتشقلبت و هى ضحكت اوى ف الحمام: هتفضل فاتح بوقك كتير كده ؟ يلا عشان نلحق الفطار
مازن رفع حاجبه بغيظ: طب ما تقولى احسن نلحق أبوكى.
ليليان صوتها كشّر: قولنا ايه ؟ ده ميتغارش منه و بعدين لو خلصت قبلك همشى و نفطر و اخليه ياخدنى ف سكته لوحده و ده ما هيصدق
مازن راح ع الحمام بغيظ: انتى بتقولي فيها ؟ ده انا بقيت بحس إنه بيتعمد يغرزنى ف اى شغله عشان يعطلنى عنك.
ليليان ضحكت اوى و هو ضحك بغيظ: اعملى حسابك انهارده رايح المعسكر للتدريب .. يعنى الحمد لله فالت من تحت إيده، فهخلع و اعدّى عليكى نتغدا سوا برا
ليليان: ماشى و نجيب حاجات للبيت معانا و احنا راجعين.
حلم صحيت الصبح بإرهاق من النوم المتقاطع مع حلم و ياسين ..
إبتسمت اول ما سمعت ملاغيتهم: انتوا مش ناويين تتظبطوا بقا و لا ايه ؟ مسيبتوش من مالكنا حاجه، حتى النوم الخفيف ده
قامت اخدت حمام و خرجتلهم .. مسكت علبة اللبن اللى بقالها اسبوع كل ما تجى تديهم منها قلبها يوجعها بس هى حاليا ف هدنه مع كرامتها .. لازم تتجاهلها شويه لحد ما ترجّع كل حاجه اتلغبطت مكانها ..
على اخر اليوم جرس الباب رن فتحت لقيت عامل السوبر ماركت اللى تحت البيت مطلّعلها شنط ..
حلم إستغربت: مالك اللى طالب الحاجات دى ؟
العامل: لاء
حلم احتارت: يبقى ممكن فهد تحت، بس مراته و إبنه مش هنا، انا مطلبتش حاجه
العامل: حضرتك يا فندم كلمتينى و قولتى عايزه الحاجات دى، حتى طلبتى بامبرز اجيبهولك من الصيدليه
حلم رفعت حاجبها: نعمم ؟ انا مكلمتكش..
العامل شاورلها بموبايله: حضرتك اللى كلمتينى، و مكلمانى انا مش حد تانى من الماركت هقول ممكن إتلغبط، و بعدين حضرتك ندهتى عليا من البلكونه كمان الاول طلبتى حاجتك و بعدها كلمتينى فون
حلم إبتدت تقلق ف مسكت دماغها فركتها بإرهاق ..
العامل مسك الفون و فتحه و شاورلها بيه: حضرتك مكلمانى اهو من ساعه و
حلم شافت الموبايل ف إيده و عليه نمرتها ف سجل المكالمات من ساعه تقريبا وقت ما صحيت ف إتنرفزت بهجوم غريب: و اما انا مكلماك من ساعه لسه فاكر تيجى ؟
العامل إستغرب عصبيتها: انا قايل لحضرتك شويه و هجبلك الحاجه عشان فى ناس ف الماركت، بعدين قولتلك فى حاجات من اللى طالباها برا عقبال ما اجيبها
حلم اخدت منه الحاجه و قفلت الباب ف وشه من غير وعى ..
حطت الحاجه و قعدت على كرسى السفره و سندت كوعها ع الترابيزه و حطت راسها بين إيديها بتعب ..
قامت فجأه دخلت الاوضه جابت موبايلها فتحته .. شافت ف المكالمات فعلا طلبته .. شافت وقت المكالمه لقته تقريبا اول ما صحيت !
حطت الموبايل بإنهزام و قعدت .. رجعت مسكته تانى بحماس كإنها إفتكرت .. جابت ابليكشن المكالمات و رجعت للتروكولر ع الفون جابت تسجيل اخر مكالمه شغّلته ..
حلم: عم محمد عايزه شوية حاجات و النبى اطلعى بيهم عشان مش عارفه انزل و اسيب الولاد
محمد: حاضر، بس لو ينفع شويه كده عشان مش هعرف اسيب الماركت لوحده فى زباين.
حلم: مش مشكله، المهم عايزه نسكافيه و بن محوّج و شاى و جبنه مورتزيلا، و كمان عايزه علبة بامبرز مقاس 2 بس من الصيدليه مش اى حته
محمد: تمام، شويه و هروح اجيبه و كمان البن عشان مش هنا
حلم قفلت السكه: هستناك اول ما تجيب الحاجه اطلع بيهم عشان مش هعرف انزل
حلم قفلت تسجيل المكالمه و حطت الموبايل جمبها ع الكومدو و من غير ما تحس نزلت براسها ع السرير و غمضت عينيها بلغبطه ..
مازن اخد ليليان فطروا عند آبوها و مراد اخدهم بالعربيه ..
فتح ل ليليان قدام جنبه و مازن لسه هيقرّب قفل الباب و شاورله ورا و هو بيلف يركب يسوق ..
مازن وقف بغيظ: بردوا ؟ كل مره ؟
مراد إبتسم بإستفزاز: اعملك ايه ما انت اللى مهزق زى أبوك، بتقول كل مره و لسه محفظتش !
مازن لقاه هيتحرك بالعربيه لحق بسرعه فتح الباب يركب و هو بيبرطم يغيظه: احسن بردوا، حد يطول سوّاق خصوصى كل يوم ع الصبح ؟ ده و لا سواق التوكتوك
مراد كان دوّر العربيه و مشى خطوتين ف وقف فجأه بفرامل خضّهم و لف وشه له ..
مازن رفع إيديه: و ربنا بهزر يا مرضان
مراد شافه مربطش الحزام ف عمل نفسه هيرجع يمشى و دوّر العربيه فجأه و وقف فجأه لبّس وشه ف الكرسى اللى قدامه ..
مازن مسك راسه بيضحك بغيظ: يخربيتك يا مرضان بهزر
انت مبتهزرش ؟
مراد هز راسه بإستفزاز بعد ما كرر الحركه كذا مره و بعدها بصّله ببرود: لاء بهزر
وقف بالعربيه و فتح الباب نزل و لف للباب ناحية كرسيه ورا ليليان فتحه و شاورله: انزل يا بتاع التوكتوك سوق
مازن نزل بلهفه بيضحك: كان لازم يعنى استفزك ؟
مراد سابه نزل و لف ركب مكانه يسوق و كان لسه واقف ف فتح الباب جنب ليليان و نزّلها دخّلها و دخل و قفل الباب ..
الحركه مخدتش ثوانى و مازن بيعدل نفسه و العربيه يتحرك بيلف وشه جنبه ملقهاش من غير مايبص وراه ضحك بغيظ: يخربييتك يا مراد
مراد شاورله ببرود: اطلع يا ابن بتاع التوكتوك بقا
حلم قفلت التسجيل بإرهاق .. حست إنها ف دوامه .. محتاجه لحد جنبها .. مش هينفع تعدّى بأزمتها دى لوحدها و لا حتى تبقى لوحدها .. بس ممكن ترجع لمين ؟
امها اللى باعتها و نسيت حتى إنها عندها بنت ؟ و لا مالك اللى سكوته مجننها و مش عارفه ناوى على ايه ؟ لا بِعد و لا قرّب و لا إتكلم و لا حتى ساكت سكوت الرضا او الاستسلام ! و فوق ده كله اعصابها اللى إبتدت تلمس بوظانها ..
ف وسط الدوشه دى إفتكرت الدكتوره النفسيه بتاعتها ف قامت لبست و نزلت ..
رنت على مالك تقوله إنها هتخرج رغم إنها معرفتش هتقوله ايه بس مردش كالعاده ..
إستنتها كتير لحد ما دخلتلها و قعدت قدامها بإرهاق و هى ماسكه دماغها بصداع و إبتدت تحكيلها من بعد اخر مره و رجوع مالك و اللغبطه اللى هى و هو فيها و اللى حصل و بيحصل ..
حلم إتنرفزت: يعنى ايه متعرفيش ؟ اما انتى متعرفيش حاجه زى دى امال مين ميعرفش ؟
الدكتوره بهدوء: ما انتى مش مفهمانى وضعك بالظبط يا مدام حلم ! قولتلك لازم المهدئات اللى بتاخديها و المنومات دى تبطليها معرفتيش ! قولت تخفيها بردوا معرفتيش!
سألتك قبل كده و بسألك تانى بتاخدى ادوية المهدئات دى بكميات قد ايه و لا مواعيد محدده بردوا معرفتيش ! ف مقدرش احدد الاعراض دى و كل اللى بيحصلك ده منها و لاء ! لإنها فعلا لها اثار جانبيه و اضرار بس بنسب معينه بتتوقف على طريقة اخدها و كمياتها و حتى اوقاتها ! يعنى اخدها قبل النوم بيبوظ الاعصاب و يخدرها بنسبه اعلى من اى وقت تانى، واخدها من غير اكل بيأذى و طبعا بكميات فوق المحدد يمكن يدمر كمان.
حلم بذهول: لدرجة التوهان ؟ إنى مخدش بالى من حاجات حصلت و بتحصل حواليا ؟
الدكتور هزت راسها بتفكير: ماهو بردوا الحاجات اللى ذكرتيها دى ممكن تعدى من باب الضغط اللى انتى فيه، او مثلا تعب الاعصاب و السهر مع الولاد و خارجه من فترة حمل و لغبطة هرمونات و ولاده و تعب
حلم هزت راسها بتوهه: لدرجة انسى نفسى ؟ معرفش إنى نمت مع جوزى و لا لاء !
الدكتوره بصتلها شويه: مش يمكن ده عقلك الافتراضى ؟ حاجه كده زى اللى من كتر ما اتمنتيها او احتاجتيها ف حستيها حواليكى ! عقلك الباطن من كتر ما خزّنها كتير من شهور رسمها قدامك بمجرد ما شاف جوزك
حلم هزت راسها مش مقتنعه و سندت كوعها ع الترابيزه و حطت راسها عليه: انا شوفت جسمى مزرّق و شميت ريحته حواليه و شوفت نفسى بقميص نوم حتى مش عندى و شوفت هدومنا و حاجته
الدكتوره: ده اللى بقا اللى حصل و الا اللى اتمنتيه يحصل ؟
حلم بصتلها بتوهان و الدكتور بصتلها حاولت تطمنها: ماهو مش منطقى هيتخانق معاكى بالنهار و ينام معاكى بالليل و يصبح يتخانق معاكى الصبح و فوق ده كله اخوه قالك إنه كان معاه و انتى بنفسك شوفتى حاجته معاه ف وقتها و اللى انتى بتقولى إنك كنتى شايفاها من دقيقه ف الاوضه معاكى !
حلم رفعت وشها بحده: و شهادات الميلاد و اللبن بتاع ولادى و العربيه بتاعته اللى شوفتها و ف نفس اللحظه مشوفتهاش و لولا وجوده معايا و ان فرق الوقت مكملش ثانيتين كنت قولت ممكن لسه جاى بس بيهزر !
الدكتوره بتفكير: زى ما قولتلك لازم اعرف انتى بتاخدى ادوية المهدئات و مضادات الاكتئاب بتاعتك ازاى و اد ايه و كل اد ايه..
حلم فركت راسها بصداع: معرفش،كل ما بحتاجها، كل ما بحس إنى لازم ابقى اهدى عشان اعرف اكمل، عشان اعرف استحمل وضع زى ده
الدكتوره: و ده صح ؟ عشان تبقى اهدى لازم تبقى كويسه و طبيعيه عشان تعرفى تتحكمى ف نفسك و ف تصرفاتك و ردود افعالك، ده اللى هيخليكى ترجّعيه و تكملى مش المهدئات
حلم دمّعت و صوتها إتهز بضعف: مالك مش عايزنى..
الدكتوره: و عمره ما هيعوزك بضعفك ده، من كلامك واضح إنه حبك قويه، حب اصرارك و ارادتك اللى خلوه داس على كل خوفه و قلقه و إتطمن بيكى، حب تمسكك بيه مهما صدّك، حب طريقة حبك له و حطيتك له كهدف قدامك، حب حاجات كتيره اوى للأسف انتى بضعفك ده بتمحيها منك دلوقت
حلم عيطت: كنت فاكره ان ولادنا ممكن يلمونا تانى، او يبقوا سلاحى اللى هدخل بيه الحرب معاه و مع اى حد يقف بينا، بس طلعوا السلاح اللى هيترفع ف وشى و اقع بيه..
الدكتوره: قصدك يحرمك منهم ؟ لا معتقدش
حلم: هو قالى ده و إبتدى فعلا يرتب لكده
الدكتوره: و ده اللى مخلينى بقولك مش هيحصل، بغض النظر عن ان من كلامه عنه مش مالك اللى يعمل ده، بس لو هو كده و عايز يعمل ده كان عمل من غير ما يهدد او يبلغك حتى، هو يعنى ميعرفش ياخدهم و يمشى من غير حتى ما تعرفى و متعرفيش توصليله و لا توصليلهم ؟
حلم إتخضت: لا لا مستحيل، مالك ميعملش كده
الدكتوره إبتسمت و حلم بصتلها تايهه بإستفسار ..
الدكتوره: بيلعب بأعصابك مثلا، بيوتّرك او بيهز ثقتك ف نفسك او حتى فيه و هو شايفك طول الوقت قدامه واثقه فيه إنه مش هيسيبك، مخليكى على وضع مستنيه اى رد فعل منه ف اى وقت
حلم إترسم قدامها امل هشه: يعنى مش هيمشى ؟
الدكتوره: حاليا حاولى تبقى اهدى عشان تعرفى ترتبى خطواتك اللى هتاخديها و بيها تعرفى ترجّعيه او نقول تحافظى عليه لإنه مش محتاج يرجع، اللى زى اللى حصل بينكم ده مترتب على اول خطوه و هو خلاص اخدها اما خطّى للبيت من تانى رغم إنه بؤرة السور اللى بينكم و المطب كان من عنده و ده ف حد ذاته خطوه حلوه و الاحلى إنها منه، و بكده يكون رمى الكوره ف ملعبك و الخطوه الجايه من عندك انتى، عشان كده عايزاكى اهدى و لازم تظبطى ادويتك و ابعدى المهدئات اد ما تقدرى لإنها دى اللى هتأذيكى فيه مش هو و لا بُعده و لا حتى اللى عملتيه سابق..
حلم مسكت دماغها بإحباط و الدكتوره بصتلها: اعملى حسابك المره الجايه محتاجاه معاكى
حلم إتخضت: لاء طبعا، هو ميعرفش اصلا بالمهدئات و لا الادويه النفسيه و لا حتى بمجيى هنا ! ده عايز يسيبنى و ياخد ولاده و يهجرنى من غير حاجه ف ما بالك اما يعرف إنى ممكن أئذيهم ؟
ده انا إتوجعت اما عرفت إنه مش عايزنى ارضّعهم منى رغم إنى كنت بحاول اخد قرار زى ده خوف عليهم عشان عارفه إنى باخد دوا و شكيت إنه ممكن يكون عرف حاجه عن المهدئات بس هو مبيطلعش شقتى و لا بيدخل اصلا و لا بيعدّى الصاله و عشان ولاده..
الدكتوره سكتت شويه: ماهو وجوده معاكى ف جلسات علاجك لازم و ضرورى لابد منه، هو جزء من مرضك و بردوا جزء من علاجك، ف حاولى ع الاقل قوليله إنك مثلا بتتابعى عشان نفسيتك تعبت من بعد خبر موته و جيتى او حتى جيتى بعد رجوعه عشان تستعينى بحد يساعدك تتخطى معاه المحنه دى ف علاقتكم
حلم ضحكت بوجع: انتى بجد عايزانى اقوله تعالى معايا اروح لدكتوره نفسيه تساعدنى ارجّعك لحضنى تانى ؟
الدكتوره إتنهدت و لسه هتتكلم حلم وقفت و اخدت ولادها و خرجت ..
نزلت من عند الدكتوره وقفت قدام الصيدليه بتردد، و الاخر دخلت جابت الادويه و خرجت ..
اخدت عربيتها و مشيت بيها زى التايهه .. حست إنها بتختنق و مش عارفه تتنفس، وقفت بالعربيه و سندت راسها ع الدريكسيون قدامها مدمعه بضعف ..
فتحت علبة الدوا اخدت منها و قفلتها و حدفتها قدامها و إتحركت بعربيتها بالعافيه لحد الكورنيش قصادها و وقفت بيها و بصت قصادها على كافيه ع الكورنيش،..
اول مكان إتقابلت فيه مع مالك .. اول مره كانوا سوا جابها هنا و اتكلموا وقتها لاول مره ..
قفلت العربيه و بعد ما كانت هتشيل ولادها حست إنها مخنوقه .. سابتهم ف العربيه و قفلتها و نزلت ..
فضلت تتمشّى بشرود و بتحاول تهدى و تراجع كلام الدكتوره اللى رسم قدامها امل بسيط ..
إبتسمت بحماس لمجرد عرفت تقنع عقلها بالكلام و ان فعلا لسه فى فرصه و بتلف ترجع لمحت مالك من بعيد قصادها !
حلم بصت قوى ع الترابيزه اللى هو عليها و هزت راسها بحده و راحت عليهم بإندفاع ..
بمجرد ما قرّبت منه شافته قاعد مع حد مش شايفاه و لا عرفته من ضهره بس بمجرد ما راحت عليهم و بقت بينهم شافتها ف بصتله بذهول: و دى بقا اللى سايب بيتك و عيالك عشانها ؟ يا اخى طب انا وحشه و بنت ستين كلب عيالنا ذنبهم ايه ؟ غلطت بس مكنوش هما ف الصوره ف معملتش حسابهم غصب عنى، لكن انت بقا مبتعملش حسابهم دلوقت ليه ؟
مازن إتصل على ليليان اكّد عليها هيعدّى عليها بعد ما يخلّص يتغدوا برا و يجيبوا حاجاتهم ..
بتقفل موبايلها لقت مراد داخل المستشفى ..
إبتسمت و راحت عليه و هو اول ما شافها اخدها ف حضنه: انتى كنتى مستنيانى و لا ايه ؟
ليليان إبتسمت: كنت تحت لسه خارجه من عمليات و مازن كان بيكلمنى و
مراد: خلّصتى و لا ايه ؟
ليليان: اه يعنى شويه كده
مراد: عندك شغل تانى ؟
ليليان: يعنى، بس مازن كلمنى هيعدّى عليا ف هستنى شويه لحد ما يخلّص و
مراد لف دراعه عليها و هو بيطلع بيها لفوق على مكتبها: لا هو يخلّص براحته و احنا نروّح و اما يخلص يبقى يجى
ليليان إبتسمت بإحراج: هو مش هيغيب
مراد وصل بيها على مكتبها: مش مشكله، وقت ما يخلّص، تعالى نروّح احنا انا واقع من الجوع. ناكل و اما يجى يبقى يعدّى عليكى
ليليان سكتت بإحراج و اخدت حاجتها و مشيت معاه ..
شويه و مازن راحلها ع المستشفى، قبل ما يطلع مكتبها قابل رضوى صاحبتها اللى ضحكت: جوزها التانى خطفها
مازن حاول يهزر: اعرف مراته التانيه، لكن جوزها التانى ده بنت مراد اللى ورتهولى
رضوى ضحكت جامد و هو حط إيده على وشه بيكتم ضيقه: ده مراد ورانى ... ورانى العفريت بيخبى عياله فين..
خرج و اخد عربيته و مشى، بس حس إنه بيختنق، قرر يروح على بيته الاول بس بمجرد ما دخل الشارع لقى نفسه عند بيت مراد ..
وقف لحظه بضيق و بيرفع وشه شافهم ف البلكونه مش شايفينه بس بيضحكوا بصوت عالى و بيتكلموا سوا ..
ف ثوانى ضيقُه إتبخر و نزل دخل ..
ليليان فركت إيديها بإحراج: مازن معلش، اصل انا، يعنى انا.
مازن حرّك إيده على وشه يدارى زعله و حاول يبتسم: مفيش مشكله حبييتى، المهم يلا
ليليان راحت عليه مسكت إيديه بين إيديها الاتنين: حقك عليا بقا متتقمصش، انا و الله كنت مستنياك بس بابا عدّى عليا و هو جايلى مخصوص ف معرفتش ازعّله
مازن بعتاب: طب مانا كنت رايحلك مخصوص يا ليليان، و كنت مفضّى نفسى عشانك على فكره و انا عامل حسابى هنقضّى اليوم سوا زى ما إتفقنا
ليليان رفعت إيديه و لفت وسطها بيهم: خلاص بقا تتعوض
مازن بزعل: زى السفريه كده ؟
ليليان عضت شفايفها بكسوف: مانا بعوّضك بطريقتى، تزعل ليه بقا ؟
مازن كل زعله إتبخر قدام لمعة عيونها اللى غمضتهم بكسوف: يبقى اشوف بعينى الاول و بعدين اقرر ازعل و لا لاء
مراد صوته سبقه و هو نازل من فوق و مازن بحركه سريعه شدّها لبرا و قفلوا الباب و هى بتضحك اوى و شبه بيجرى بيها بضحك ..
عند حلم ف الكافيه ..
كانت راكنه عربيتها برا و سايبه ولادها فيها، عربيه بتركن ورا عربيتها خبطتها خبطه خفيفه ..
ثوانى و الناس إتلمت و حاولوا يفتحوها بعد ما شافوا عربية بيبهات جواها ..
قرّبت عربيه منهم و نزل منها كذا واحد قرّبوا شافوا الوضع و بعدوا الناس و حاوطوها و واحد منهم مسك موبايله اتصل بحد ..
حلم شافت مالك بيبصلها بخنقه ف بصتله بذهول و هى بتشاور على ميرنا اللى بتبصلها بتريقه و انتصار: و دى بقا اللى سايب بيتك و عيالك عشانها ؟ يا اخى طب انا وحشه و بنت ستين كلب عيالنا ذنبهم ايه ؟ غلطت بس مكنوش هما ف الصوره ف معملتش حسابهم غصب عنى، لكن انت بقا مبتعملش حسابهم دلوقت ليه ؟
شافت مالك بيوقف و نظراته حاده ف راحت عليه خبطته ف صدره بكسره: عرفت بقا انا مكنتش عايزه خلفه ليه ؟ صدقتنى دلوقت ؟ فهمت موقفى ؟ إنك مذبذب و اسرع حل عندك تجرى و تستخبى ف اى حاجه تقابلك حتى لو ف نفسك ! ف مكنتش عايزه ولاد يتحطوا و يحطونى معاهم ف وضع زى ده ! يدفعوا تمن حاجه ابعد ما يكون عنهم !
مالك شاور لميرنا: يلا
حلم بتبصله بذهول إنه مش بس متجاهل كلامها، ده متجاهل حتى وجودها ف شدته بذهول: انا بكلمك على فكره، و لو فاكر إنك بطريقتك دى بتعاقبنى ف لازم تعرف إنك بتعاقب نفسك قبلى
بتبص ف عينيه بذهول و مالك رفع حاجبه: انتى مجنونه و لا ايه ؟
حلم شدته بحده و هو ماشى: انت مش هتمشى و مع الحشره دى، فااهم ؟ بلاش يا مالك، انت كده بتعاقب ولادنا حتى معانا، انا غلطت هما فين منك ؟ فين من كل ده ؟ ذنبهم ايه ؟ طب حتى خدهم يعيشوا معاك او حتى سافر ترتاح و انا عارفه إنك هترجع
مالك كإنه مش شايفها و بيمشى و هى رايحه وراه شبه بتجرى عشان تجيب خطواته: بلاش كده، الغبيه دى كانت السبب، لولاها مكنش حاجه من كل ده حصلت، هى كانت اول طوبه من السور اللى إتحط بينا..
مالك بين كل خطوه و شويه يحاول يدفع مسكة إيدها له بس هى بتتبت اكتر: فكر كده، لولا فلوسها اللى حوّلتهالها مكنتش هفهم غلط ! لولا سفرها اللى كان هيبقى معاك و مجيها معاك لحد بيتى و قالت إنك مسافر معاها و بباسبورات تانيه يعنى هربانين مكنتش هفهم غلط ! ده لولا أبوها مكنش كل ده حصل
وصلوا عند عربيه و شافت مالك بيفتحها و زقها كذا مره بحده لورا لحد ما فك مسكة إيدها له: انتى غبيه يا بت انتى، ايه مبتفهميش ؟ ما قولتلك غوورى بقا، ايه القرف ده ؟
حلم وقفت مكانها بصدمه و بصت بذهول بعينيها او بدموعها لإيدها اللى زقّها و شافته بيركب العربيه و ميرنا لفّت ركبت جنبه و شبه بيتكلموا كلام شبه الاعتذار لها ..
حلم بتهز راسها بتوهان و لسه هتروح عليهم موبايلها ف إيديها رن،..
حدفته ع الارض بغضب و بتتحرك للعربيه كانت هتدوس ع الموبايل اللى شاشته منوره بإسم مالك بيتصل ..
وقفت بتوهه و بتنقل عينيها بين الموبايل اللى بيرن بإسمه و بين العربيه اللى قدامها و شايفه مالك فيها مع ميرنا بيتكلموا ..
ميلت ع الموبايل مسكته و فتحت: مين ؟
مالك بضيق: ايه مين دى ؟ انتى فين ؟
حلم بصت للعربيه شافت مالك مفيش ف إيده و لا جنبه حتى موبابل و رجعت بصت للفون ف إيدها: انا .. انا .. اصل
مالك زعّق: انتى فين انطقى ؟ انا روحت البيت ملقتكوش لا انتى و لا العيال !
حلم لسه مردتش بس عينيها بتلف ف حركات سريعه بين الموبايل ف إيدها و العربيه اللى شافت مالك بيدوّرها قدامها تمشى و مش عارفه تنطق ..
حطت إيدها بالموبايل على صدرها بوجع و قبل ما تنطق شافت العربيه قدامها بتبعد عنها ! ف نفس اللحظه سمعت من وراها عربيه بتحك ف الارض و بتقف و مالك نازل منها !
حلم عينيها تايهه بتعب و مالك نزل و هو بيزعق: انتى سايبه الولاد لوحدهم ليه ف العربيه ؟ و بتعملى ايه هنا و سيباهم ؟
حلم رجعت بصت قدامها للعربيه قدامها اللى مكنتش لسه إختفت و فيها مالك و ميرنا و لفّت وشها بصت وراها للعربيه اللى نزل منها مالك !
الموبايل وقع من إيدها بتوهه و هى إتخطته و راحت ناحية مالك قدامها بصتله قوى و لفّت وشها للموبايل اللى وقع وراها !
عينيها بتبص قدامها لعربية مالك و ميرنا اللى ركبها و بتبص ورلها لعربية مالك اللى لسه نازل منها و بتبص جنبها للموبايل اللى لسه كانت بتكلم مالك منه و بتبص يمينها لمالك اللى بيزعق و حاسه ان كل حاجه بتدخل ف بعضها !
بتغمض و تفتح و الصوره قدامها بتبيّض و تسود و تقرب و تبعد و تظهر و تختفى و فجأه...