رواية راقصة الحانة الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع والأخير
جلس علي سريره في غرفة الطوارئ يراقبها وهي تعالج المرضي بوجه عابث يحمل غضب ناري منه فهو يعلم جيداً بأنها قد تغفر وتسامح اي خطأ ولكنها لن تسامح بأذيته فهو ملكها وحدها ووحدها من تستطيع السماح بأذيته ولم تفعل، كانت الممرضة تطهر له جرحه بدلال تغازله رغم كبر سنه لكنه تخلص من شعراته البيضاء من أجل أطفاله الصغار وأصبح وسيم عادته منذ صغره حين رأته محبوبته..،
كان لا يهتم بالممرضة لكنه سرعان ما أبتسم بمكر فهو خير الناس معرفة بمحبوبته ولبوته الشرسة فهي لن تأتي له فالوقت الراهن إلا إذا شعرت بأن هناك من تطمع به أو تتقرب منه، فغمز للممرضة بعيناه فضحكت ضاحكة مُستفزة بمياعة فنظر الجميع عليهم، نظرت نحوه بغضب ودهشة ثم أعطت مريضها لطبيب أخر وذهبت نحوهم فألتزمت الممرضة الهدوء فهي لا تعلم بأن من تغازله زوجها..،
أشارت إليها بالذهاب وهي صامتة وعيناها تكاد تلتهمها بنار الغيرة الذي سكنها فوق غضبها، تتنهدت بعمق ثم جلست أمامه بمكر ومسكت المشرط بيدها وأخرجت الرصاص من ذراعه بدون وضع بنج علي الجرح تعاقبه علي أذيته بدون أذنها وضحكه مع أخرى غيرها آما هو يتحمل الوجع صمتاً دون أصدار اي صوت منه سوي أنينه ناظراً لها يتأملها وهي غاضبة منه ووجنتها حمروتين تكاد تنفجر من الدم بعد أن تتدفقت دماء جسدها كلها برأسها وحاجبيها تعقدهم بغيظ منه وغضب، تسيطر عليها فكرة فقده في أي لحظة وقد تموت بتلك اللحظة وهناك صغار بحاجتهما هما الأثنين، رأي خصلة من شعرها الذهبية تداعب جبينها بلطف بعد أن خرجت من أسر حجابها، فرفع يده الأخري يدخلها لحجابها مجدداً فأنتفضت بغضب من مقعدها وصرخت به قائلة:-
- إياك تلمسني تاني بعد عملتك دي أنت فاهم.
وقف بهدوء بعد أن نظر الجميع عليهم وله بأستنكار معتقدين بأنه يتعدي علي طبيبة تعالجه ولا يعلم أحد بأنه زوجها ووحده من يحق له لمسها ومُحدثتها، أقترب منهما مجدي وهو يجذبها من ذراعها ويخبأها خلف ظهره ومن ثم لكمة قوية نزلت علي وجه إلياس ، أتسعت عيناه بذهول وغيرة علي مصراعيها حين لمسها هذا الغريب وأخذها منه ومن بعدها يلكمه أما هي أتسعت عيناها بخوف من شرسها في موقف كهذا ثم رفعت يديها الأثنين علي فمها بصدمة حين نزلت لكمة قوية علي وجهه، كاد إلياس آن يقتله وأقترب خطوة واحدة لكنها أسرعت نحوه بخوف ومسكت ذراعيه ثم هتفت بتلعثم:-
- روح يا دكتور مجدي دلوقتي..
- يروح فين ده آنا هدفنه في قبره النهاردة ده مجنون ولمسك
قالها إلياس وهو يدفعها بعيداً عنه وهي تتشبث به بقوة ثم أشارت ل مجدي علي دبلتها تعلمه بأن هذا الشرس زوجها فتنحنح بأحراج ثم ذهب، ضممت له جرحه ثم نزعت البلطو وخرجت من المستشفي وأخذته في سيارتها ثم أتصلت علي جميلة تنزل لها أطفالها وأخذتهم وعادت لمنزلها تكتم بداخلها غضب شديد يكاد يقتل قلبها من تفكير عقلها وأنها كانت علي وشك فقده اليوم، دلفت لغرفتها تدخل أطفالها للداخل ثم خرجت له بعد أن غيرت ملابسها مُرتدية بيجامتها الحرير...
صرخ بها بغضب وغيرة وهو يمسك ذراعها بقوة قائلاً:-
- أزاي يلمسك كدة وكمان وأنا واقف هو ده الشغل اللي بتروحيه ياست هانم
نزعت يدها من ذراعه بغضب وقالت:-
- هو ده كل اللي لفت نظرك النهاردة في كل اللي حصل، أنت المفروض تشكره أصلا..
- أ ايه ياختي اشكره عشان لمس مراتي والله عال ناقص كمان اكفاه
قالها بسخرية من حديثها ويرفع حاجبه لها، فأجابته بثقة وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها قائلة:-
- رغم أنك بتقولها بسخرية لكن اه تشكره أولا أنت مش مكتوب علي رأسك أنا جوزها، ولما ازعق في نص المستشفى وأقولك متلمسنيش يبقي بتتحرش بيا تشكره أنه بيدافع عن مراتك ومسمحش آن حد يلمسها، ثم ده مش الموضوع..
رفع حاجبيه لها بأستغراب ثم قال ببرود:-
- امال ايه الموضوع أشجيني ياست هانم
- الموضوع آنك كنت هتموت النهاردة ولا مجاش في بالك أنت جالي المستشفي أزاي، مفكرتش أنا هيبقي موقفي إيه لما أنزل معاك الصبح علي الشغل وألاقيك بعد ساعتين في عربية إسعاف وسايح في دمك، أنا إحساسي إيه لما أشوف جوزي فالمنظر ده
قالتها بصراخ وهي تبكي بخوف من فقده، فأردف بهدوء تام:-
- أنتي عارفة يادموع ان كل يوم وأنا نازل من بيتي بقول الشهادة ومبعرفش أنا راجع ولا لا، وأنا وظيفتي أتصاب وأنتي وظيفتك تعالجي مش حاجة جديدة عليكي..
أتسعت عيناها علي مصراعيها بصدمة من بروده وأستهونه بقلقها وهو يخبرها بأنه يعلم أنه يذهب يومياً للموت برحب، فصرخت به بخوف وبدأت ترتجف من القلق:-
- أنت أناني ياإلياس أناني مبتفكرش غير في نفسك وبس، وأنا وعيالك اللي جواه دول مفكرتش هيحصلنا إيه من غيرك، مفكرتش آنا هقدر أعيش من غيرك ولا لا، أنا لو حصلك حاجة ممكن أموت في نفس اللحظة..
أزدردت لعوبها وهي تمسح دموعها بأناملها الصغير بجدية وملامح خالية من أي تعبير وقالت بتحدي:-
- أسمع يا إلياس آنا مقدرش أعيش حياتي وأنا حاطة أيدي علي قلبي من القلق عليك والخوف أني أخسرك، أختارلك حاجة واحدة يا أنا وولادك يا شغلك ده
أتسعت عيناه بصدمة وقد لجمته جملتها وهي تخيره لأول مرة بينها وبين أي شئ أخر وتخبره آن يتنازل عنها وعن أطفاله الصغار الذي كل واحد منهم بمثابة قطعة من قلبه، أقترب خطوة نحوها بحنان يعلم بأنها الأن تحتاج لعناق منه يطمئن قلبها ويزيل منه الخوف، لكنها زادت من دهشته حين عادت خطوة للخلف ترفض أقترابه منها أو لمسها ثم أكملت حديثها وهي تستدير تعطيه ظهرها تخفي عنه دموعها التي أنهمرت مجدداً وهي مُغمضة عيونها تقول:-
- ياريت بكرة الصبح تعرفني أخترت إيه قبل ما أروح شغلي..
فتحت عيناها فصدمت بوجود أطفالها أمامها يسمعوا شجارهم مُمسكين بأيادي بعضهم البعض وكعادة عمر مختبيء خلف أخاه بخوف كبير من صوتهم العالي، أتجهت نحوهم وأخذتهم إلي غرفتهم ثم عادت إلي غرفتها تحضر صغيرتها الباكية ترنيم ثم ذهبت للنوم بغرفة أطفالها تاركه وحيداً لليلة واحدة يقرر بها من سيختار دون أن تبقى أمامه وتضغط عليه بأختياره لها هي وأطفاله فتركته حر مع عقله وقلبه ليختار بينهم بحريته...
ظل يتحرك بغرفته ذهاباً وأياباً باحثاً عن محبوبته المفقودة وهو يعلم جيداً أين هي أعتاد على النوم بجوارها حتي عندما يعود متأخراً ينظر لها يشبع عيناه بها وبأطفاله الصغار، لم يستطيع الذهاب لها حتي لا تكمل غضبها ويخاف أطفاله أكثر، شعر بهبوط في جسدها خصيصاً بعد أن تناول الدواء فجلس علي السرير بتعب وأرهاق حتي غاص في نومه رغماً عنه...
كانت جالسة بسرير أطفالها الصغير و ترنيم نائمة علي صدرها كعادتها آما توأمها الصغار ينامون على قدمها بعد أن رفض عمر النوم بسريره وفضل النوم بجوارها كباقي أخواته، أشتاقت له بجنون تعلم بأنها لن تستطيع العيش بدونه ولكنها بذات الوقت لم تستطيع العيش في قلق عليه أو خوف فقده، أرادت التمسك بقرارها وعقلها في تركه يختار لكن قلبها يخبرها بأن تذهب له ويطفي نار شوقه بداخلها..،
يقلق قلبها عليه وعلي حالة ذراعه وهو مريض يحتاج لرعاية منها لكنها تخشي فقده حقاً، وفي نهاية الأمر أستسلمت لقلبها فأبعدت الأطفال عنها ووضعت ترنيم علي السرير الأخر حتي لا يقظها الأطفال وخرجت من الغرفة ذاهبة له تعلم بأنها نضجت كافياً في حياتها ورغم ذلك مازالت طفلة صغيرة ساذجة معه، دلفت للغرفة بخفوت حين رأته نائم علي السرير فجلست بجواره تمسح علي رأسه بحنان ثم قالت:-
- سامحني ياحبيبي آنا مقدرش أعيش لحظة من غيرك، غصب عني وربنا يعلم بس كمان مقدرش أعيش حياتي وأنا حاطة أيدي علي قلبي من القلق عليك والخوف أني أخسرك وولادنا يتيموا وأنت عارف أننا محتاجينك ومن غيرك هنموت كلنا، آنا لحظة ما شوفتك سايح في دمك كنت هموت مقدرش أشوفك كدة تاني، أخترنا ياإلياس لو بتحبنا بجد وبلاش الشغل المُخيف دا وحياتي آنا وولادك عندك..
وضعت قبلة رقيقة علي جيبنه بخفوت ثم أخرجت دبلته من جيبها بعد أن نزعتها صباحاً وهي تنظف الدماء وجرحه ثم وضعتها بخنصره الأيسر وخرجت من الغرفة بعدها...
جهزت أثير أطفالها للذهاب للمدرسة ووقفت تعد لهم السندوتشات والفطار لزوجها، خرج علي من الغرفة ووجدها تقف أمام السفرة وتعد السندوتشات فأقترب منها بخفوت ووضع قبلة علي عنقها من الخلف ففزعت بهلع منه وأستدارت له بغضب:-
- أنت صاحي رايق كدة ليه..
- بكرة عيد ميلاد دموع ومهمتك السنوية ياجميل تأخد العيال يوم وحماتي يوم، نفسي أعرف أخوكي بيعمل إيه فالاسبوع ده لازم يوزع العيال بيعمل إيه ها
قالها بغزل وهو يبعد خصلات شعرها عن ظهرها ويطوقها من الخلف، فهتفت بخفوت وهي تنكزه في صدره بذراعها وتكمل السندوتشات:-
- بيعمل اللي أنت بتعمله ده وأتلم بقي عشان عيالك لو خرجوا وشافوك كدة مبيبطلوش أسئلة ومبعرفش أرد
أبتعد عنها وهو يصطنع الدهشة ويقول:-
- بيعمل اللي بعمله ده في أسبوع ليه مبيتعبش ولا بيخرج مراته يفسحها ها.
رمقته بنظرة حادة وقالت بغضب:-
- أكمنك مبتعملش زيه ها، أنا عايزك تخرجني يوم بقي مش أسبوع كتك نيلة قعدت تضحك عليا بكلمتين من كلامك وعيناك الحلوة لحد ما تتجوزني وبعد كدة بح
قهقه من الضحك عليها ثم قال بمزح مُتجاهل حديثها حتي لا تغضب وتتهمه بأهمالها:-
- عيناي الحلوة ههه أنتي بتعاكسي بقي يابت، أعترفتي أنك كنتي بتعاكسيني من قبل الجواز اهو
- بلا خيبة علي ايه
قالتها بتذمر وهي تبعده عنها بالقوة وتذهب لغرفة أطفالها فضحك عليها...
كانت نائمة في سرير طفلها والغطاء علي نصفها السفلي وشعرها منسدل علي الوسادة بجوارها مُستلقية علي ظهرها ويدها بجوار رأسها، فشعرت بشئ رقيق يداعب أنفها حركت رأسها بتذمر تكمل نومها، ضحك عليها وهي تتذمر عليه وهو يشاكسها بأصابعه، يعلم جيداً بأنها شبه نائمة بعد أن شاكسها فأنحني عليها مُتكي علي ذراعيه يحاصرها بهما ثم بدأ يشاكسها مجدداً ولكن تلك المرة بشفتيه وهو يقبل جبينها ثم عيناها ومنهما الي أنفها وهي تشعر بشئ ثقيل عليها ففتحت عيناها بخفوت وصدمت حين وجدته فوقها وهي يقبلها مُغمض عيناه، كاد أن يصل لكرزتيه الصغار لكنها دفعته بغضب بعيداً عنها وجلست على السرير، نظر لها بدهشة لأول مرة تبعده عنها وتحرمه من لمسها أوصل غضبها لتلك الدرجة ؟؟ أوصلت لدرجة رفضه ؟؟
نظرت حولها وهي تبحث عن أطفالها الثلاثة ولم تجدهم، فنظرت له بخوف وهي تعلم مكره ثم نزلت من فراشها وخرجت تبحث عنهم وتناديهم وهو خلفها ولم يجيب أحد عليها، أستدارت له بغضب وجدية ثم سألته:-
- ولادي فين، وديت العيال فين يا إلياس
وضع يديه في جيبه بغرور وقال ببرود شديد:-
- بابا بعت عم ناجي ياخدهم وبعتهم معه..
صرخت به بأنفعال شديد وهي تقترب منه قائلة:-
- خرجت ولادي مع بواب عمارتكم، أنت مجنون أزاي تعمل كدة، ازاي تسيب ولادي مع بواب وأزاي أصلا هيوديهم لبابا وماما وعرف ياخدهم الثلاثة وترنيم أنت مجنون ياإلياس حتي البت اللي بترضع، آنا لا يمكن أعيش مع مجنون زيك طلقني فاهم طلقني
قالت حديثها وهي تضربه علي صدره بقوة وكيف فعل بأطفالها هذا، أبتسم بمكر عليها وهو يداعب دبلته بأنامله بعد أن علم بأنها جاءت الي غرفته ووضعت دبلتها في خنصره تعلن للجميع بأنه ملكها وحدها فقد فعلت ما خشي هو فعله، فقال بهدوء وهو يمسك يدها بيده للتوقف عن ضربه:-
- أهدي يادموع هو ماله البواب يعني بني أدم زيه زينا فيها إيه يعني ثم ده هيوديهم لماما وبابا مش رايح يفسحهم يعني..
صرخت بقوة أكبر به وهي تحاول أفلت يدها من قبضته قائلة:-
- آنا مقولتش آنه حيوان وعارفة آنه بني آدم زينا، بس أسلوبه غير أسلوبنا ومراته بتكره ماما وبتكرهني تقوم أنت مديلوله ولادي أفرض عمل فيهم حاجة أنت مجنون...
أفلتت نفسها من قبضته بصعوبة وأستدارت لكي تدخل للداخل تغير ملابسها وتذهب لهم لكنه أوقفها بذراعيه وهو يطوقها من الخلف قبل أن تذهب، حاولت مقاومته بكل قدرتها لكنه أحكم قبضته عليها بشدة ثم هتف بقرب أذنها بهدوء:-
- باب أتصل وقال إنهم وصلوا متخافيش عليهم ممكن تهدي بقي عشان نتكلم، آنا وديتهم عشان نعرف نتكلم من غير ما يسمعوا زي إمبارح ويخافوا أو يقولوا بابا وماما بيتخانقوا..
تتنهدت بقوة من بين صدرها وهدأت بين ذراعيه، شعر بجسدها يرتخي بين أحضانه كعادتها حين تبقي في مأوها وبيتها، أدارها له وقال بهدوء وهو ينظر لعيناها الصامتة منتظرة رده وماذا أختار:-
- دموع أنا مقدرش أسيب الداخلية والشغل بس كمان مقدرش أعيش من غيركم لحظة وأنتي عارفة كدة كويس، لكن ممكن أقلل خوفك عليا أني أشتغل في الإدارة أو المخابرات اي حاجة تمنعني من نزول مهمات او مأمورات وأتعرض للخطر وبنفس الوقت مسيبش شغلي
أزدردت لعوبها ثم قالت بهدوء:-
- موافقة أنا كمان مش عايزك تسيب شغلك بس...
وضع سبابته علي شفتيها يبتر الحديث من فمها وقال بحنان وهو يضع خصلات شعرها خلف أذنها:-
- مفيش بس تاني، أنا لأول مرة يادموع أنام من غيرك إمبارح كنت حاسس أني نايم بجسد وقلبه منزوع منه، أستحمليني شهر واحد بس علي مظبط موضوع شغلي وبلاش حكاية الطلاق دي يادموع كأنك تقدري تكملي من غيري، أنا وأنتي عارفين كويس آن لو حد فينا بعد عن التاني إحنا الأتنين هنموت..
أشارت إليه بنعم وعادت بسمتها تزين وجهها تأسره له، فأقترب منها بخفوت ثم أحتضن شفتيها بشفتيه بحنان وأغمضت عيناها مُستسلمة له فأبتعد عنها بعد دقائق يلتقط أنفاسه وهي الأخري مثله فهتف بخفوت شديد:-
- أوعي تبعديني عنك تاني
فضحكت بسعادة وهي تلف ذراعيها حول عنقه وتجذبه لها حتي ألتصق بها...
أستيقظت مساءاً بتعب حاولت أن تمطي جسدها لكنها لم تستطيع فتحت عيناها ووجدته بجوارها يطوقها بذراعيه وهي نائمة علي صدره العاري، فأبتسمت بخفوت عليه وأقتربت تداعب وجهه بخصلات شعرها وتضحك علي تذمره ففتح عيناه لها ووجدها بين ذراعيه وتضحك بسعادة عليه فحاول أن ينال قبلة منها فأبتعدت عنه بخجل وقالت:-
- كفاية كدة قوم عشان توديني لولادي..
جذبها له أكثر وقال بغزل:-
- ولادك إيه دلوقتي أنا ما صدقت وزعتهم وخلصت منهم
- ياإلياس الولاد وحشوني قوم بقي
قالتها وهي تحاول التخلص من قبضته، فأحكم قبضته إكثر وهو يقول:-
- وأنا موحشتكيش ولا إيه
قلب الوضع وجعلها أسفله ونزل بقبلاته علي وجنتها وهو يقول:-
- كل سنة وأنتي حبيبتي وقلبي وساكنة جوا روحي..
- وأنت حبيبي ورجلي وتاج رأسي وحب حياتي الأول والأخير
قالتها وهي تطوقه بذراعيه بحب عاشقة له ولتلك اللمسات العاذبة ونظرته التي تذيب قلبها وتجعلها تخضع له ولقلبها، يسكنها مجموعة من المشاعر المختلطة له حب وعشق ممزوج بشغف وشوق، كنت تعلم كيف تجعل كل يوم يمر عليهم كأنه اليوم الأول في عشقها له، حافظت علي شغف علاقتهم حتي لا تعرف علاقتهم معني الملل أو أنطفي شغفها، ببساطة وسهولة كانت تعلم كيف تحبه كما يريد وتريد معاً...
خرجت ترنيم طفلة عمرها سنتين ونص تركض من غرفتهم وهي تكاد تسقط في ركضها وخلفها عمرو يركض خلفها وهو يمسك كتابه في يد وقلم في يده الأخرى، كانت تنادي والدها بصوتها الرقيق بخوف من أخاها الأكبر:-
- بابي... بابي عملو هيضلبني ( عمرو هيضربني )
وقف إلياس من مكانه علي الأريكة بعد أن ترك كأس العصير من يده، تشبثت به بخوف فحملها علي ذراعيه وهو يقول بجدية:-
- في إيه ياعمرو عايز تضرب أختك ليه
- يابابا شخبطت في كتابي والميس هتضربني..
قالها عمرو بغضب ويعطيه الكتاب، فنظر إلياس لها فضحكت له بسعادة وهي تقول ببراءة ورثتها من أمها بجمالها النقي:-
- يابابي هو اللي مث لاضي( مش راضي ) يلعب معايا
- خلاص ياعمرو أدخل كمل واجبك وأياك تزعل أختك أنت فاهم
قالها إلياس وهو يأخذها معه إلى الأريكة، فصرخ عمرو بضجر من دلال تلك الطفلة وجعلها أميرة والده الصغيرة قائلاً:-
- خليك أنت تدلعها كدة آنا غلطان أني بشتكيلك والله لاضربها لما تروح الشغل المفعوسة الصغيرة دي، ياسوسة والله لاموتك..
وضعها إلياس علي الأريكة وذهب يركض خلف طفله بغضب بعد أن تحدث عن موت أميرته المدللة وبهجة حياته، وقفت ترنيم علي الأريكة تشاهدهم ووالدها يضرب أخاها الأكبر بعد أن صرخ بها وتضحك بقوة عليهم فأقترب إلياس منها وجلس بجوارها يقبل وجنتها وهي تقبل شفتيه بطفولية وبراءة بعد أن ضربه من أجلها فضحك عليها ثم أجلسها علي فخديه وجعلها ترتشف من كأس العصير الخاص به، فضحكت بسعادة أكثر ثم أشارت إليه بالصمت واضعة سبابتها الصغير علي شفتيها وذهبت إلى المطبخ ووجدت دموع تجهز الطعام نادتها بهدوء ورقة قائلة:-
- مامي..
نظرت دموع عليها بسعادة وهي تعلم لما جاءت هذه المشاكسة لها فهي تملك عادة أن تسرق الطعام منها وتطعم والدها فهي عكس عمر متعلقة بوالدها أكثر وهو يكاد يفقد المتبقي من عقله بها ولها، أشارت ترنيم علي فمها وهي تفتحه لها بمعني الجوع فأحضرت دموع الطبق لها وأنحنت لها فأخذت ترنيم بعض البطاطس المقلية بيديها الأثنين وركضت لوالدها بسرعة مُعتقدة بأن والدتها ستركض خلفها، ضحكت دموع عليها وأكملت ما تفعله، ذهبت له وهي تناديه ببراءة:-
- بابي بابي..
نظر لها ثم حملها حينما وصلت أمامه وأعطته البعض من البطاطس له والبعض الأخر لها فغمز لها بعيناه وجلسوا يأكلوا، خرجت دموع بالطعام تضعه علي السفرة ورأته يلعب بها وهو يحملها علي ظهره ويمشي علي قدميه وذراعيه بها وهي تضحك معه ونائمة علي ظهره خوفاً من السقوط ومُتشبثة بذراعيها الصغار حول عنقه وصوت ضحكاتها البريئة يداعب أذنيه وهو يضحك معاها، وقفت دموع تتأمله بسعادة وكيف عمره 47 عام لكنه طفل مع تلك الأميرة المدللة وحدها يدللها ويلعب معاها رغم تعبه وأرهاقه بعد العمل ولم يكمل يومه بدونها وبدون ضحكاتها وشرس مع الآخرين حتي أولاده ذات الست سنوات..،
ابتسمت عليهم حين خرج عمرو و عمر وأنقضوا عليه يلعبوا معه مصارعة آما أميرته الصغيرة ترنيم نزعت من قدمها صندلها الصغيرة بحجم كفها الصغير ومسكته بيديها الأثنين ونزلت عليهم ضرب به حين ضربوا والدها حتي وأن كانوا يلعبوه معه، فحملها عمرو بذراعيه فصرخت وهو يلقيها علي صدر والدها المتحيز لها فضمها إلياس بسعادة وهو يضحك معاهم وهي تراقبهم مُبتسمة علي عائلتها وسعادتهم وتمني دوم السعادة لهم للأبد..
النهاية
مجرد رأي
• هيجرا إيه لو كل ست خليت جوزها رقم واحد في حياتها حتي لو عندهم دستة عيال مش لازم عريس وعروسة جداد، بأيدك تخلي كل يوم كأنه أول يوم في حياتكم.
• فيها إيه لو فضلتي تهتمي بنفسك زي أول شهر جواز، مش لازم تهملي نفسك وتقولي الولاد والبيت والمسئولية، علي فكرة جوزك من حقه برضو يلاقي مراته حلوة وجميلة ومهتمة بنفسها عشانه، ولا هيعجبك لو دور علي ده برا يعني، بما أن الستات مبتقابلش بالخيانة إعملي بقي اللي ميخلهوش يفكر يخون.
•هيحصل إيه لو كل رجل مهما كان تعبه ويومه زفت في الشغل يرجع يبتسم بسمة صغيرة في وش مراته من غير نكد وعصبية معرفش يطلعها علي مديره جاي يطلعها علي مراته.
• هيحصل إيه لو أستحملنا بعض وقت الضيق والزعل وخدنا بريك نراجع قراراتنا فيه ونفكر صح ونقعد قاعدة نتفاهم فيه تشوف وجه نظري وأشوف وجه نظرك من غير خناق.
• فيها إيه لما نجي نتكلم نودي الولاد عند أهلنا عشان مشوفوا بابا وماما بيتخانقوا ويكون عندهم عقدة ملعبكة جواهم وتأثر علي نفسيتهم.
• هيحصل إيه لما تلاقيها خايفة تطمنها بدل ما تزعق وتشخط وتزود من خوفها ده، فيها إيه لو أحتوتها بجد في لحظة ضعفها.
• فيها إيه لو حافظنا علي شغف علاقتنا وشوقها بدل ما نسيبها للأيام والولاد والبيت يقتلوا شغفها ونمل منها وتبقي حاجة روتينية في حياتنا زي الأكل والنوم.
بأيدينا نخلي حياتنا أجمل من الروايات والخيال اللي بنعيشه مع كل بطل وبطلة، بأيدينا نجمل حياتنا ونخليه البطل وأنتي بطلته الجميلة، بالعقل والقلب مع بعض نخلي حياتنا جنة رغم كمية المشاكل والخناقات اللي فيها، إيه يعني نتخانق ونزعق بس منديش الزعل ده أكثر من ربع ساعة ونصالح بعض وننسي الخناق، الحياة تقدر ترسمها زي ما أنا ما برسم الرواية بالظبط ويمكن ترسميها أنتي أجمل لأنك عاشقة لحبيبك وعارفة مفاتيحه كلها، بلاش نضيع العمر في خناق او حياة روتينية العمر هنعيشه مرة واحدة مش هتتعاد زي أي فيلم بيتعاد، حبوا بعض هتفهموا بعض هتعيشوا صح...
تمت