رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الرابع
في قصر عائلة الجندي،،،،،
لم يهنأ أي أحد متواجد في القصر بعد تهديدات أوس الصريحة لهم، وبدأ الجميع في مهمة البحث عن ذلك الخاتم، وجلست ليان في غرفتها بالطابق العلوي تراقب الخادمات وهن منشغلات في التفتيش عنه، وإعادة ترتيب كل شيء في مكانه ..
في حين قام ( الجانيني ) وكذلك بعض الخدم في البحث عنه في حديقة القصر الواسعة ..
لم تجد أي خادمة هذا الخاتم في غرفة ليان أو في أي غرفة أخرى علوية، لذا اتجه الجميع للطابق السفلي للبحث فيه ..
وهنا استغلت الخادمة تحية تلك الفرصة، وانشغال الجميع في البحث عن الخاتم المفقود، وقررت أن تهاتف حكمت لتبلغها بما حدث، لذا إنسلت في هدوء من بينهم، والتفتت برأسها للخلف أكثر من مرة لتتأكد من عدم متابعة أي أحد لها، ثم اختبئت خلف أحد الأعمدة الجرانيتية الموجودة على مقربة من ردهة باب القصر، وأخرجت هاتفها المحمول من جيب تنورتها السوداء، ثم نظرت بتوجس حولها، وضغطت على عدة أزرار لكي تهاتف حكمت على عجالة، وانتظرت أن يأتيها الرد و...
-الخادمة تحية لنفسها بخفوت: ردي بقى، اوووف.
في منزل تقى عوض الله،،،،
شعرت حكمت بإهتزاز الهاتف في حقيبتها القماشية التي تمسكها في كف يدها، فقامت بفتحها، وأخرجت هاتفها المحمول، ثم نظرت إلى الشاشة و...
-حكمت وهي ترفع أحد حاجبيها في استغراب: تحية ..! دي بتتصل ليه !
ضغطت حكمت على زر الإيجاب، ووضعت الهاتف على أذنها و...
-حكمت هاتفياً بنبرة شبه حادة: في ايه يا تحية
-الخادمة تحية هاتفياً بتوتر ونبرة خافتة: انتي فين يا حكمت، ده في نصيبة حصلت !
-حكمت بقلق: نصيبة ايه دي ؟ ما تتكلمي بسرعة
-الخادمة تحية بإرتباك صريح: خاتم الست ليان السوليتير ضاع، وأوس باشا قالب الدنيا وناوي يجيب البوليس لو ماظهرش الخاتم ده
انتفضت حكمت من على الأريكة في رعب، واتسعت مقلتيها في فزع رهيب، وارتعدت أوصالها بشدة، وشعرت أن دماؤها هربت من عروقها، وجف حلقها سريعاً، وشعرت أن ساقيها أصبحتا هلاميتان ولا تقويان على حملها و...
-حكمت بشهقة فزعة: آآ... اييييييييه ...!
أصغت حكمت بإرتباك شديد إلى ما قالته تحية، وبدأت تتصبب عرقاً من فرط التوتر، و...
-حكمت بتلعثم جلي: طب ... طب و.. آآ.. والعمل ايه
-تحية بخفوت حذر: اتصرفي، بس لازم تبعدي أي شبهة عنك
-حكمت وهي تبتلع ريقها في خوف: م.. ماشي
ثم أنهت المكالمة، وظلت تلتفت حولها في ريبة، و...
-حكمت لنفسها رعب: أنا .. أنا مقداميش إلا إني .. إني أخبيه هنا .. أيوه، سامحيني يا فردوس، بس .. بس أنا مش هاضيع نفسي بسبب غلطة ..!
أخذت حكمت نفساً مطولاً، ثم زفرته بهدوء لتسيطر على حالتها المتوترة و...
-حكمت بنبرة شبه طبيعية: فردوس يا حبيبتي، أنا طالعة اجيب الموبايل من فوق لأحسن البت رحمة تتصل ومتلاقنيش فتقلق عليا
-فردوس بنبرة عالية: طب استني بس
دلفت فردوس إلى خارج المطبخ وسارت في اتجاه حكمت التي وقفت إلى جوار باب المنزل و...
-فردوس وهي تعقد حاجبيها في استغراب: اوعي تكوني زعلانة اني اتأخرت عليكي، أصل البت آآ...
-حكمت مقاطعة بإرتباك: لألأ .. انا بس هاطلع أجيب الموبايل ورجعالك على طول
-فردوس متسائلة بهدوء: يعني أستناكي ؟
-حكمت وهي تهز رأسها في توتر: آآ... أه ..
ثم أمسكت حكمت بالمقبض، وفتحت الباب ودلفت إلى الخارج، فأغلقت فردوس الباب من خلفها وهي تتعجب من التغيير المفاجيء الذي أصاب تلك الفضولية ..
في قصر عائلة الجندي،،،،،،
وصلت سيارات الشرطة بالفعل إلى القصر وترجل منها رجال ذوي هيبة وأشكال صارمة، وبدأت التحقيقات والبحث عن خاتم ليان .. فقد كان كلاً من أوس وأبيه من ذوي الصلات والعلاقات القوية، وبالتالي لم يتأخر عن الحضور إليهم بعض الرفاق الساعيين لنيل رضاهم ...
تحول مكتب الطبيب مهاب إلى غرفة خاصة بالتحقيقات، وتم استدعاء خادماً تلو الأخر من أجل تقصي المعلومات منه ..
كان الرعب مسيطراً على الجميع، ولم يسلم أي أحد من محاصرة الضباط لهم بالأسئلة إلى أن جاء الدور على الخادمة تحية، والتي كانت قسمات وجهها وتعبيرات جسدها توحي بأنها تخفي شيئاً ما ..
وبفطنة الضباط المعهودة أيقنوا أن وراء تلك الخادمة أمر ما، لذا تم صرف الجميع من غرفة المكتب التي تم إجراء التحقيق بها، وأبقوا عليها ..
حضر أوس إلى المكتب بعد أن تأكد من شكوك الضباط، وجلس على المقعد المقابل لتلك الخادمة البائسة التي أوقعها غباؤها في شر أعمالها ..
كان كل جزء في كيان الخادمة تحية ينتفض فزعاً ورعباً، بل كادت أن تموت واقفة في مكانها وهي ترى نظرات أوس المسلطة عليها ..
وبكل برود وهيبة نهض أوس من على المقعد، وسار في اتجاهها ولم تطرف له عين مما زاد من حدة الرعب لديها ...
توقف أوس أمامها، وحدجها بنظرات مميتة جعلت أنفاسها تضطرب، وقلبها يتوقف للحظة عن النبض، وشعرت أنها عاجزة عن التنفس وجسدها خائر القوى، فهي باتت كمن يترقب تنفيذ حكم الموت عليه في أي لحظة ...
وفجأة رفع أوس كف يده عالياً في الهواء، وهوى به على وجنتها، وصفعها بقسوة شديدة مما جعل الدماء تنزف من أنفها، وأوشكت هي على السقوط على ظهرها، ولكنه أمسكها من ذراعها بعنف، وغرس أظافره في عضدها، وآلمها بقسوة أشد و...
-أوس بصراخ عنيف، ونظرات شرسة: سرقتي الخاتم ليه يا بنت ال ... !
-الخادمة تحية بصوت مختنق: م... مش .. مش أنا يا باشا، م..مش أنا
-أوس بنظرات نارية، ونبرة منفعلة: أومال مين ؟ ها مين ؟
ثم قام بهزها بعنف، فتدخل أحد الضباط ليحول بينهما و..
-الضابط بهدوء: اهدى يا أوس باشا، مافيش داعي للانفعال، احنا هنتصرف مع الأشكال ال ***** دي
-أوس وهو يصر على أسنانه في غضب: أنا باخد حقي بنفسي، مش مستني حد آآ...
-الضابط مقاطعاً برجاء: معلش يا باشا، احنا مش عاوزين نتعبك، ارتاح انت واحنا هنتعامل
أرخى أوس قبضة يده عن ذراعها، فأمسك بها الضابط وبدأ في التعامل بقسوة معها ليدفعها إلى الكلام ..
لم تتحمل الخادمة تحية ذلك الضغط النفسي، والإيذاء البدني لذا تشدقت ب ...
-تحية بصوت متحشرج، ونظرات باكية: ح.. حكمت هي السبب، هي .. هي اللي خدت الخاتم
حدق الضابط في أوس ليتبين ردة فعله، فوجد وجهه جامد التعبيرات، ولكن نظراته توحي بشرر مستطر ..
استمر الضابط في التحقيق مع الخادمة تحية لكي يعرف منها معلومات أكثر عن حكمت، وما إن دون ما يريده حتى أمر الضباط المرافقين له بالتحرك إلى العنوان المذكور، في حين أصر أوس على ...
-أوس بصرامة، ونظرات حادة: أنا جاي معاكو
-الضابط بنبرة دبلوماسية: باشا احنا هنجيبها لحد عندك، ما..آآآ...
-أوس مقاطعاً بنبرة متصلبة: أنا جاي يعني جاي
ثم تركه وانصرف - بخطوات أقرب للركض - إلى خارج غرفة المكتب، في حين أمر الضابط أحد العساكر المتواجدين بالتحفظ على الخادمة تحية لحين عودتهم ...
في منزل تقى عوض الله،،،،
انتهت تقى من إعداد كوب الليمون الطازج لجارتهم حكمت، وقامت بتقطيع ثمرة التفاح إلى شرائح صغيرة لكي تقدمها معه ..
وماهي إلا لحظات معدودة حتى سمعت قرع جرس الباب، فاتجهت نحوه، وفتحته لتجد جارتهم حكمت قد عادت بالفعل ..
تمعنت تقى في تعابير وجهها، وتصرفاتها الغير مفهومة، فشكت أن هناك أمر ما مريباً بها، ولكنها لم تدخل ..
رحبت بها فردوس مجددداً، وأشارت لها لكي تجلس على الأريكة في الصالة، وقدمت لها المشروب البارد ومعه شرائح التفاحة ..
ظلت حكمت صامتة لبرهة شاردة الذهن .. فتعجبت كلاً من فردوس وتقى من حالتها الغريبة تلك، وظلت تنظران إلى بعضهما البعض في استغراب ممزوج بالحيرة ..
-فردوس بنبرة عادية: مالك يا حكمت، وشك مقلوب كده ليه ؟
-حكمت بتوجس: هه .. آآ.. أنا .. لا مافيش
-فردوس بعدم اقتناع وهي ترفع أحد حاجبيها: البت رحمة عملت حاجة ضايقتك ؟ في حد مزعلك
-حكمت بتوتر، ونظرات زائغة: ل.. ليه بتقولي كده ؟
-فردوس بنبرة طبيعية، ونظرات متفحصة: أصل حالك اتبدل من ساعة ما طلعتي شقتك
-حكمت بهدوء مصطنع: آآ.. م.. مافيش، تلاقي بس ...آآ.. اه الضغط مش مظبوط ولا حاجة
مطت فردوس شفتيها في عدم تصديق، ثم أشارت بعينيها إلى ابنتها لكي تدلف إلى الداخل وتتركهما بمفردهما ..
وقبل أن تنصرف تقى تماماً سمعت صوت طرقات عنيفة على باب المنزل كادت أن تقتلعه من مكانه، فارتعدت في نفسها، وتسمرت في مكانها، واستدارت برأسها في اتجاه والدتها التي نهضت على الفور من الأريكة و...
-فردوس بقلق بالغ: يا ساتر يا رب في ايه ؟ بالراحة ياللي بتخبط
في نفس الوقت شحب لون وجه حكمت على الفور، وحبست أنفاسها، وجحظت عينيها في خوف، وخمنت من الزائرين، فأسرعت بإخراج الخاتم من جيبها، وقامت بدسه في وسط حشوة الأريكة المتدلية، وبدلت مكانها، وحاولت أن تحافظ على هدوئها ..
فتحت فردوس الباب فتفاجئت بكم الرجال ذوي الملابس الرسمية والعسكرية يقتحمون عليها منزلها القديم، فتراجعت للخلف في فزع، وحدقت فيهم برعب شديد و...
-فردوس بإرتباك ممزوج بالخوف: ف... في ايه ؟
-ضابط ما بنبرة قوية وأمرة وهو يشير بيده: اوعي يا ولية من وشي، اتفضل يا باشا
أطل أوس من باب المنزل بهيبته المفزعة، فأفسح الجميع له المجال، ثم جاب المكان ببصره، ونظر إلى فردوس بنظرات متفرسة قبل أن يتحول بصره إلى حكمت التي صرخت عالياً لينتبه الجميع إليها و...
-حكمت بصراخ هادر: أنا ماليش دعوة .. هي .. هي اللي قالتلي أعمل كده
ثم أشارت بيدها المرتعشة إلى فردوس التي رمقتها بنظرات حائرة، فهي لا تدري عما تتكلم جارتها ..
-الضابط بصرامة: فتشوا البيت ده كويس
-فردوس بنظرات مذعورة، ونبرة منزعجة للغاية: في ايه يا باشا ؟ تفتشوا عن ايه بالظبط ؟ هو .. هو احنا عملنا حاجة
ركضت تقى في اتجاه والدتها، واختبأت في أحضانها، في حين انتشر العساكر في أرجاء بيتهم المتواضع ليبدأوا مهمة البحث عن الخاتم ..
اقتحم بعض العساكر غرفة تقى، وقاموا بإلقاء تهاني على الأرضية ليفتشوا عن ذاك الخاتم في أريكتها العريضة والقديمة، و..
اقتربت تهاني من أحد العساكر وهي تنظر إليه بنظرات متوسلة و..
-تهاني بذعر: ب.. باعني، ر.. رماني، خ... خد كل حاجتي، انتو .. انتو هترجعوني تاني، طب هاتوا عيالي، طب .. آآآ
قام العسكري بدفعها من كتفها لتسقط مجدداً على الأرضية، فأخذت تهاني تأن وتندب حظها، ثم أمسكت بساق العسكري وبدأت تكرر على مسامعه ما قالته، فركلها و..
-عسكري ما بنبرة رسمية: اوعي يا ولية يا خرافانة من قدامي، فتش في الكتب دي
قلب العساكر البيت المتهالك رأساً على عقب، وبالفعل وجد أحدهم الخاتم المخفي، وقام بإعطائه للضابط المسئول الذي قدمه إلى أوس ..
خبأت تقى رأسها في صدر والدتها لتحتمي بها، وقامت الأخيرة بالربت على ظهر ابنتها في حنو لتهديء من روعتها ...
أمسك أوس بالخاتم بإصبعيه وتفحصه جيداً، ثم أشار للضابط بأنه يخصه، فابتسم الضابط في فخر لأنه قد نجح في مهمته و...
-الضابط بلهجة آمرة: هاتوهم
وفجأة وجدت فردوس من يطبق على ذراعيها بشدة، ويجذبها ناحية الباب بعد أن أبعد ابنتها عن حضنها و...
-فردوس بعدم فهم، ونظرات مضطربة: في ايه ؟ انتو ماسكني ليه ؟ أنا .. أنا معملتش حاجة
خفق قلب تقى بشدة حينما رأت والدتها تجر جراً إلى خارج المنزل، فركضت بأقصى سرعة ناحيتها وحاولت أن تحررها من قبضة هؤلاء الغرباء، وجاهدت لكي تبعد أذرعهم عن والدتها و...
-تقى بنبرة خائفة، ونظرات شبه دامعة: ماما، انتو .. انتو اخدينها فين ؟ سيبوها، ماما
-فردوس بتشنج: أنا معملتش حاجة، في ايه ؟
-تقى بنبرة مختنقة: ماما، سيبوها
أمسك أحد العساكر بذراع تقى ودفعها إلى الخلف لتبتعد عن والدتها، ورغم هذا لم تكف عن اللحاق والتمسك بها..
في نفس الوقت لم تحيد حكمت ببصرها عن أوس الذي كانت عيناه تتوعدان لها بالرد العنيف رغم صمته وهدوئه القاسي، و..
-حكمت بنبرة مرتعدة وهي تبتلع ريقها: هي اللي زنت عليا يا باشا وسرقت الخاتم، أنا بريئة، أنا آآ..
-فردوس مقاطعة بزمجرة عالية: أنا مسرقتش حاجة، انتي بتقولي ايه، هتوديني في داهية يا حكمت
-الضابط بلهجة قوية وصارمة: اخرسي يا ولية يا ***** منك ليها ..!
ثم التفت إلى العساكر المرافقين له، و...
-الضابط بحدة: هاتوهم على البوكس
-تقى بصراخ عالي وهي متمسكة بوالدتها: لأ .. ماما معملتش حاجة، هي مظلومة
جاهدت تقى لتمنع العساكر من أخذ والدتها، وظلت تتوسل إليهم وهي تبكي بحرقة كي يصغوا إليها، ولكنهم لم يعيروها الانتباه ..
بدأ أوس في التحرك إلى خارج ذلك المنزل البالي والمتهالك بعد أن طمأنه الضابط بأنه سيتولى إنهاء كافة الإجراءات ..
في نفس الوقت أبعد العسكري تقى مرة أخرى عن والدتها، وتلك المرة دفعها بعنف في اتجاه أوس حيث ارتطم ظهرها بصدره بشدة، كما خبطت مؤخرة رأسها طرف ذقنه بعنف فآلمته، ورغم هذا بدى قوياً ولم ينطق بحرف، وأمسك بها من ذراعيها وأسندها بالرغم من أنه لم يرى وجهها، ولكنها قاومته بكل ما أوتيت من قوة، وحاولت أن تتحرر منه وتنفض ذراعيه القاسيتين عنها لكي تتمكن من اللحاق بوالدتها التي أصبحت خارج المنزل .. ولكنه ظن أن هذا تحدياً منها لقوته المعهودة، فأطبق أكثر على ذراعيها، ومنعها من الخروج ..
أخرج بقية العساكر حكمت من المنزل، وقبل أن تدلف تماماً للخارج، مرت بجوار تقى التي هدرت عالياً فيها ب...
-تقى بصراخ عنيف: انتي عملتي فيها ايه ؟ هي مظلومة، حرام عليكي، حرام
-حكمت برعب: أنا .. أنا .. آآآ
لم تكمل حكمت جملتها حيث التقت عينيها بعيني أوس المخيفتين، فأطرقت رأسها في خزي، وسارت مدفوعة للخارج .. بينما لم تكف تقى عن الصراخ الحاد بها ..
استغرب أوس مما تفعله تلك الهزيلة، والقوة التي تدفعه بها لكي تتخلص منه، ورغم هذا فهو لم يبذل أي طاقة في السيطرة عليها، حيث أمسك بمعصمي يديها، وضمهما أمام صدرها ليتمكن من تقييد حركتها تماماً، ولكنها كانت تجاهد للتحرك للأمام والخروج من باب المنزل و..
-تقى بنبرة متشنجة وأعين باكية: ابعد عني، ماما، سيبوها، هي مظلومة، ماما ..!
رأت فردوس ما يحدث مع ابنتها من طرف عينها، فصرخت ب ...
-فردوس بنبرة عالية: سيبها يا سعات البيه، هي مالهاش دعوة بحاجة،
ثم حدقت في اتجاه ابنتها و...
-فردوس بلهجة آمرة رغم اختناقها:انتي يا بت خشي جوا، وكلمي أبوكي يجيلي ..
-تقى بإصرار شديد: أنا مش هاسيبك، مش هاسيبك
شعر أوس بالضجر من صراخ تلك الفتاة البائسة، فإستدار بجسده بعيداً عن باب المنزل، وقام بدفعها بحدة لتسقط هي على الأرضية ويتخلص هو منها ..
وقعت تقى على أرضية المنزل الصلبة، فارتطمت رأسها بها، فصرخت متألمة، وتعالت شهقاتها الباكية، في حين استدار أوس بجسده بعد أن عدل من هيئته في اتجاه الباب ليدلف إلى الخارج ... ولكنها التفتت برأسها في اتجاهه لترمقه بنظرات نارية محتقنة، ونهضت سريعاً من على الأرضية لتحاول اللحاق به والانتقام منه لما فعله معها ..
وبالفعل ركضت هي في أثره، ثم بكل غضب قامت بضربه بكفي يدها في ظهره، فتسمر هو في مكانه من هول المفاجأة وتبدلت ملامح وجهه للغضب الشديد، وغلت الدماء فوراً في عروقه، واحتقنت في كل ذرة في كيانه لتعلن عن انفجار وشيك ...
استدار أوس بجسده كلياً في اتجاهها، ثم حدجها بنظرات مخيفة شعرت بها تخترقها، ولكنها ظلت ثابتة في مكانها، وبادلته بنظرات نارية رغم احمرار عينيها من البكاء..
بالرغم من البرودة التي تسربت إليها، إلا أن تقى استجمعت شجاعتها، واستعدت لدفع ذلك المخيف من صدره بكفي يدها، ولكنه كان الأسرع في الإمساك بها من معصمها، وضغط عليه بقسوة آلمتها، و...
-أوس بنظرات مخيفة ومحذرة، ونبرة قاسية: إياكي
تلوت تقى بمعصمها محاولة تخليصه من قبضة ذلك البغيض، وأبعدت عينيها عن عينيه المرعبتين و..
-تقى بنبرة مذعورة: و.. وسع من سكتي ..
كان أوس على وشك التحدث ولكن أوقفه صوت عويل تلك السيدة الجدباء الذي أتى من الداخل فجذب انتباهه على الفور، ونظر في اتجاهها و..
-تهاني بنبرة عالية: خد كل حاجة، رماني في الشارع، خد فلوسي .. رماني
ضيق أوس عينيه لينظر إلى تلك السيدة بنظرات متفرسة، فملامحها ليست غريبة عليه، وحاول أن يتذكر أين رأها من قبل، ولكنه وجد من يضع كف يده على كتفه، فاستدار برأسه ناحيته ليجد شخص ما ذو ملامح شعبية يرمقه بنظرات حادة و...
-منسي بغضب: في ايه يا ست تقى، البيه ماسكك ليه
-تقى برجاء: سي منسي خليه يسيبني أروح لأمي، أنا معملتش حاجة وهو .. وهو مانعني أروحلها
ضرب منسي بكف يده على كتف أوس عدة مرات و...
-منسي بنبرة شبه متشنجة: سيبها يا بيه
حدجه أوس بنظرات أكثر قسوة، ثم أرخى قبضة يده عن معصم تقى التي تراجعت للخلف، ولم هو ينطق بكلمة مما شجع منسي لكي يردف ب ...
-منسي بنظرات استهزاء، ونبرة تحمل السخرية: واضح ان البيه جديد على المنطقة ومش عارف مين رجالتها وآآ... آآآآآآآآآآه
وجد منسي لكمة قوية تسدد في وجهه مما أسقطته سريعاً على الفور على الأرضية، ثم وجد ذلك القوي يجثو فوقه، ويطبق على عنقه و...
-أوس بنبرة مخيفة وهو يصر على أسنانه: ادعي اني أرحمك بعد اللي عملته يا ***** !
ابتلع منسي ريقه في خوف، وهز رأسه في رعب، بينما وضعت تقى كلتا يديها على فمها لتكتم شهقاتها المذعورة و...
-أوس متابعاً بشراسة، وبنظرات متوعدة: كل كلب اتجرأ عليا، أو على حاجة تخصني، هيدفع تمن ده ..