رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل الرابع
قلب عدلي وقف وامين معاه بيحاول ينعشه وامير منهار علي الباب وطارق سانده ومحسن وبنته جنبه وشهد مركزه مع امير اللي حست بيه قوي واتمنت لو ليها أي حق عليه تقف وتمسك ايده وتطمنه.
امين طلع وبص لامير: انا محتاج ادخل والدك العمليات حالا
امير ما ردش عليه لكن نظراته تايهه
د/ امين زعق: رد عليا موافق ولا لأ انت تعتبر عيلته الوحيده
امير بصله ومش عارف ينطق: معرفش معرفش انا عايزو يفوق .. ما ينفعش اخر حاجة يسمعها مني اني عايزو يموت .. هو لازم يفوق انت فاهم ؟
د/ امين صعب عليه أمير وأكد عليه: يبقي لازم يدخل العمليات
امير بصله كتير وهز دماغه بموافقة: دخله .. اعمل أي حاجه .. اتصرف.
شهد هنا تيقنت ان امير بيحب ابوه فعلا بس في سر غامض بينهم .. في حاجة شرخت العلاقة بينهم وعملت عداء ظاهر ..امير مش وحش زي ما هو بيظهر للناس لا في جواه شعاع امل محتاج يتولد .. محتاج زي ما ابوه قال ايد تتمد وتنتشله من الضياع اللي هو فيه .. محتاج لمساعدة وهيفوق وهيرجع .. وهيا هتكون المساعدة دي ... لحظة الضياع والخوف اللي شافتها في عنيه قالتلها كتير قوي
عدلي دخل العمليات ومحسن وبنته وشويه وانضملهم شاكر ابنه يطمن عليهم
شاكر راح لامير: الف سلامه علي والدك بإذن الله هيقوم بالسلامه ما تقلقش
امير بدون ما يلتفت له: متشكر لحضرتك.
راح لابوه: بابا ما تروح انت وشهد وانا هفضل هنا مع امير انتو هنا من الصبح
محسن بص لابنه بتعب: لا مش هقدر من غير ما يطلع من العمليات واطمن عليه .. لو كده خد اختك وروحوا انتو الاتنين
شهد بسرعة: لا يا بابا نطمن زي ما حضرتك قلت الأول علي عمو ويطلع بالسلامة من العمليات وبعدها ربنا يسهل
شويه ومحسن راح لامير وقعد جنبه: يا بني بقولك انا هروح انا وشاكر نصلي ركعتين قضاء حاجه وندعي ربنا يقوم والدك بالسلامه ايه رأيك لو تيجي معانا ؟
امير بصله باستغراب ... يصلي ؟ ركعتين ؟ ده عمره ما صلي قبل كده أصلا ! ما يعرفش أصلا يعني ايه ركعتين قضاء حاجة ! ايه اللي الراجل ده بيقوله ! اخر معلوماته عن الصلاة اللي اخدوا في ابتدائي لما كان في مصر سوره الفاتحه وسورة صغيرة ومش فاكر حاجة تانية أصلا .. اه بيشوف ناس بتصلي وبترفع ايديها وتدعي بس هو مش منهم.
محسن حس انه تايه فحط ايده علي كتفه: امير ؟ قلت ايه ؟
امير بصله وبتردد وتوتر: روحوا انتو انا هفضل هنا !
شاكر اتدخل وبنرفزة: يا ابني قوم ادعي لابوك يطلع بالسلامة
محسن اتدخل وشد ابنه: سيبه براحته يالا احنا ( بص لبنته ) شهد هتيجي ؟
شهد وقفت بسرعة: اه يا بابا هاجي معاكم ..
سابوه مع طارق ومشيوا
طارق فضل متابعهم لحد ما اختفوا وبعدها بص لأمير: الناس دي غريبة
امير بصلوا باستغراب: غريبه ازاي ؟
طارق وكأنه بيختبر احساس جديد مش عارف يعبر عنه: معرفش ... بس جسمي بيقشعر لما أتكلم معاهم او يقربوا مننا .. مش عارف تحسهم عالم تاني غيرنا ... بقولك هو انت ما نفسكش تبقي زي الناس دي؟
امير بصله بزهق لانه حاليا مش حمل لخبطة بالشكل ده اللي فيه مكفيه مش وقته خالص التفكير بطريقة طارق دي أبدا: والله يا طارق ماهي نقصاك .. هو انا في ايه وانت في ايه ؟ ما تفكك بقي مني .. هيا مش ناقصاك أصلا
سكتوا الاتنين وقعدوا في صمت كل واحد غرقان في أفكاره الخاصة ...
عمرو وعلا ودينا مع بعض
علا باستغراب وخنقة من عمرو اللي اتسبب في بعدها حاليا عن أمير كان لازم تكون جنبه: يعني انا مش فاهمة ايه اللي انت هببته ده
عمرو بضيق وخنقة: عايزه ايه يا علا ؟
علا بنرفزة: يعني امير باباه تعبان جدا وانت بدال ما تقف جنبه رايح تتخانق معاه .. انا مش فاهمة أصلا انت ازاي تعمل كده ؟
عمرو بصلها ومخنوق انها مش حاسة بيه نهائي ومش شايفة غير أمير وبس: عملت ايه انا ؟ قلتله كلمتين ؟ وبعدين كنت اتبليت عليه ولا ايه ؟ ماهو انا قلتله الحقيقة .. هو من غير ابوه ما يسواش.
علا بعدم تصديق لكلام عمرو وتفكيره الغريب اللي ظهر فجأة: لااااا انت بجد اوفر قوي النهاردة انا سيباكم وماشيه
دينا مسكتها وحاولت توقفها: استني بس يا علا
علا شدت ايدها وهيا مكشرة واعتذرت من دينا: لا يا دينا انا أصلا كمان تعبانة ومحتاجه انام
عمرو بتريقة: تلاقيها صاحية طول الليل امبارح مع سي امير بيه ؟
علا بصتله بقرف وزهق وحبت تكمل عليه: ايوه سهرانة عايز انت ايه بقي ؟ سلام
علا سابتهم ومشيت وفضلوا الاتنين مع بعض.
دينا بصتله وهو صعبان عليها بس في نفس الوقت مش عاجبها تصرفه: انت زودتها قوي يا عمرو والمشكلة انها مش فاهمة أصلا انت بتعمل كده ليه ؟ لازم توضحلها حقيقة مشاعرك بدال كل ده
عمرو بتريقة وغضب: اقولها ايه ؟ هاه ؟ والنبي بطلي تحبي امير وتعالي حبيني ؟
دينا هديت وبتتكلم بهدوء معاه: مش كده بس عرفها مشاعرك وبلاش السكوت ده
عمرو بص لبعيد واخد نفس طويل وبعدها بصلها بلوم: بلاش السكوت .. مين اللي بينصحني ده ؟ انتي يا دينا ! والنبي اسكتي
دينا باستغراب: انا بتكلم بجد علي فكرة .. روح قولها حقيقة مشاعرك مستني ايه ؟
عمرو بتريقة: طيب ما تروحي انتي كمان تقولي لطارق انك بتحبيه ؟
دينا عنيها وسعت واتوترت وبدئت تتلخبط في الكلام: ايه ؟ طا رق ؟ ايه اللي انت بتقوله ؟ مين قال أصلا ؟
عمرو بحزن: علشان زي ماهو واضح عليا واضح عليكي، نظرتك ليه، خوفك، اهتمامك، فرحتك لما يدخل .. حاجات كتيره يحسها اللي زيي اللي عايشها بالظبط .. بيحب وساكت
دينا كشرت وحاولت تداري: لا انا غيرك انا مش بحب طارق انا بس
عمرو كمل عنها ومنتظر بسمع هتبرر بإيه: ايوه انتي بس ايه ؟ عايز اسمعها دي
دينا بكدب واضح جدا: انا مش بحبه
عمرو ضحك بغلب وبصلها: وانا مش بحب علا انا بس...
الاتنين فضلوا ساكتين وقاعدين جنب بعض كل واحد في احزانه الخاصة ..
عند امير أخيرا الدكتور خرج وطمنهم ان عدلي تخطى العملية بنجاح وانهم مستنينه يفوق
امير واقف علي باب اوضته مستنيه يفوق
شاكر اصر ان ابوه وشهد يروحوا وفعلا روحوا وهو اللي فضل مع امير وطارق برضه روح يرتاح شوية
شاكر صعب عليه وقفة أمير طول الوقت علي باب اوضة ابوه فاقترح: ما تيجي تقعد ؟
امير بدون ما يلتفت له: انا مرتاح كده
شاكر بتحذير: علي الصبح هتقع من طولك
امير باقتضاب: ما تشغلش انت بالك
شاكر سكت شوية وهو باصصله وبيحاول يفهمه او يفهم تصرفاته وفجأة: ينفع اسألك سؤال ؟
امير اخد نفس طويل: اعتقد حتي لو قلتلك لأ برضه هتسأل
شاكر ابتسم: فعلا .. المهم هو انت فعلا بتحب ابوك؟
امير بصله بسرعة وكشر: ايه السؤال ده ؟ وهو في حد بيكره ابوه ؟
شاكر بيبصله قوي ورجع لورى في كرسيه ومركز عليه قوي وجاوبه بهدوء: طبعا .. ماهو لما تنرفزه بكل تصرفاتك.. لما تضايقه بكل حاجة تعملها .. لما تعارضه في كل قرارته .. لما تحرجه بعمايلك .. لما ما تسمعش كلامه .. لما تغلط مثلا وحد يشتمك باهلك او يدعي عليك .. كل ده مش يعتبر كره ! الكره مش بالكلام بس وانت علي ما اعتقد بتعمل كل ده .. ده انت حتي بالكلام قولتهالو ؟
امير حس بصدمة لمدي صحة كلام شاكر ومعرفش يرد عليه وبعدها بصله وحاول يقفل الكلام تماما معاه: انت قاعد ليه ؟ ماروحتش ليه مع ابوك واختك ؟ قوم روح وفكك مني ؟
شاكر ربع ايديه علي صدره وبص لبعيد: انا مش هنا علشانك انا هنا علشان والدك له افضال عليا وانا بعزه وبحترمه جدا
امير بغضب: طيب تمام طالما انت هنا علشانه فياريت اعتبرني مش موجود .. اوك .. Deal?
شاكر سكت وبدون ما يلتفت ناحيته او يرد عليه طلع مصحفه وفضل يقرأ فيه ..
امير حاسس ان الناس دي من عالم تاني مختلف عنه تماما .. عالم له رهبة مش عارفلها تفسير نهائي..
النهار طلع ومحسن وبنته وصلوا يطمنوا علي عدلي .. كان شاكر وامير كل واحد فيهم نايم علي كرسي ..
شهد كانت عنيها علي امير وصعب عليها وحدته واهتمامه اللي مخبيه جواه ..وكل شويه بتتأكد انه فعلا جواه مختلف عن اللي بيظهره وانه محتاج لمساعدتها اكتر واكتر
الاتنين صحيوا علي صوت محسن وهو بيناديهم
امير اتعدل بسرعة وبص حواليه بتوهان: في ايه في حاجه حصلت ؟
محسن حط ايده علي كتفه يطمنه بحنية: لا مفيش يا ابني ما تقلقش
امير قام وبيدلك رقبته اللي وجعته من النوم كده وعنيه اتقابلت مع شهد في نظرة معرفش يفسر معناها ابدا .. بس كل ما بيبصلها بيحس برهبة غريبة في قلبه .. بص لبعيد هربا من عنيها اللي بتسببله دربكة هو في غنى عنها حاليا
عدلي فاق والدكتور سمحلهم يدخلوا لدقايق عنده
محسن قرب منه: حمدالله علي سلامتك يا راجل قلقتنا عليك
عدلي بتعب بيبص حواليه: الحمد لله .. امير فين ؟
امير قرب من ابوه ومسك ايده وهمس بوجع وبصوت مهزوز: انا هنا .. انا اسف مكنتش اقصد اللي قلته ابدا
عدلي ابتسم اخيرا وكأن الحياة ردتله من تاني بوجود ابنه جنبه: عارف .. عارف ان اللي جوه ابني غير اللي بيظهره ..
امير دموعه نزلت غصبا عنه: اسف اني اتأخرت عليك بس تليفوني فصل مني و
عدلي قاطعه ومد ايده مسح دمعة: ما تبررش .. متأكد ان عمرك ما هتتأخر عني ابدا .. انا واثق من ده
سكتوا الاتنين فشاكر اتدخل يخفف الدراما دي شوية ويحاول يهزر: عمي عدلي حمدالله علي سلامتك شفاك الله وعفاك شفاءا لا يغادر سقما
عدلي ابتسم لشاكر: ازيك يا ابني
شاكر بابتسامة بشوشة: احنا الحمد لله بخير مش ناقصنا غير خروجك من هنا بالسلامة .. انا لازم بقي امشي علشان الصيدلية الف سلامه يا عمي .. بابا محتاج أي حاجه مني ؟
محسن ابتسم بحب لإبنه: سلامتك يا ابني توكل علي الله وانت يا عدلي يالا شد حيلك وقوم بقي من هنا وامير ما تقلقش عليه احنا كلنا معاه مش هنسيبه لوحده
عدلي بعرفان لصاحب عمره اللي ابدا ما تأخر عنه في يوم: عارف يا محسن عارف انكم مش هتسيبوه لوحده .. انا مطمن عليه معاكم
عينه كانت علي شهد في الجملة الاخيرة وهيا لاحظت ده وامير كمان لاحظ ده وبصلها فبصت بعيد وهربت من عنيه ..
امير وقف: انا هروح اجيب فطار لينا كلنا بعد اذنكم
قام وانسحب بسرعة يخرج من جو العواطف ده لان مالوش فيه ابدا وشاكر كمان خرج يمشي هو كمان علي شغله وبعد ما خرج
عدلي بص حواليه: حد يجيبلي تليفوني بسرعة
محسن استغرب وسأله: اشمعني خير ؟ اعتقد تليفونك في البيت مش هنا .. خد تليفوني انا أتكلم منه
عدلي بقلق: انت معاك رقم كارم المحامي ؟
محسن كشر يفتكر: لأ بس هو كلمني امبارح لما قالي استنى اشوفه
محسن فتح التليفون وقلب فيه وهز دماغه بأسف: للأسف رقمه اتمسح من عندي مش عارفو يا عدلي .. خير !
عدلي بخوف وقلق: انا لازم اكلمه ضروري .. هو جاي هنا علي الساعه ١٠ هيا الساعة كام دلوقتي ؟
شهد باستغراب: عشرة الا عشرة
عدلي حاول يتعدل ومحسن مانعه ومش فاهم ماله: زمانه جاي .. انا خايف يقابل امير .. شهد يا بنتي اجري لو لقيتيه بره امنعيه يكلم امير او يقوله حاجه
شهد بتوتر واستغراب: أقوله ايه يعني ؟
عدلي بخوف: قوليله يجيلي هنا الأول وان انا منتظره هو لماح وهيفهم بس بسرعة بالله عليكي اوعى يكلم أمير اجري يا شهد
شهد خرجت بسرعة تجري علي امل انها تلاقي كارم او امير يكون مشي
امير نازل مبسوط ان ابوه بقي كويس وهو في الطريق قابل مكرم اللي وقف وسلم عليه
شهد نازلة بسرعة علشان تقابل مكرم قبل ما يتقابل مع امير
كارم وقف مع امير: والدك اخباره ايه ؟
امير بابتسامة: الحمد لله فاق وبقي كويس اطلعله وانا هجيب فطار بسرعة وارجع
كارم وقفه ومسكه من دراعه: لا استني عايز اقولك كلمتين الأول
امير استغرب وسحب دراعه بهدوء: هجيب فطار واجي
كارم باصرار وجدية: لا اسمعني الأول
امير قلق من اصراره وخاف يكون في حاجة هو ما يعرفهاش عن أبوه فوقف يسمعه: اتفضل
كارم بجدية: انت شفت اللي حصل لوالدك اهو لما زعلته ووقفت قصاده
امير اتنهد بتعب وارهاق: ارجوك أستاذ مكرم.
قاطعه كارم بعنف: اسمعني من غير ما تقاطعني .. انا بس هنصحك لوجه الله انت زي ابني حاول تصلح علاقتك بوالدك وبسرعة وياريت تطاوعه في اللي يطلبه منك
شهد شافتهم في اخر الممر واقفين وجريت بسرعة ناحيتهم علشان تمنعهم
امير بتريقة وضيق من تدخله في علاقتهم ببعض: وده ليه بقي ان شاء الله؟ ايه اللي يخصك في علاقتي بأبويا ؟
كارم مخنوق من استهتار امير: هقولك ليه ... والدك كتب وصيته وخلي كل املاكه للجمعيات الخيرية .. أراضيه .. عربياته .. الفيلا .. الرصيد في البنك .. بمعني اصح كل شيء .. يعني والدك لو جراله حاجة انت هتبقي في الشارع ما تملكش غير اللي في جيبك ...
شهد وراهم وسمعت اخر جملة وامير الصدمة لجمته تماما وكارم واقف قدامه ... وللأسف شهد مقدرتش توقف كارم ولا تلحقه .. والابتسامة اللي كانت علي وش امير اتحولت لغضب مخيف ..