رواية دموع هوارة للكاتبة لولو الصياد الفصل التاسع والثلاثون
الأم... بقولك طلق ليلي يا حسن
شعر حسن بالصدمة لمده ثوانى معدودة لا يصدق ما تسمعه أذنيه هل تطلب منه أن يطلق زوجته أن يترك من يشتاق الي صوتها كل ثانيه من لا يمل من التفكير بها كل لحظة هل تطلب منه أن يترك روحه ويصبح بلا روح ايام وهو ينتظر وينتظر أن يستقر الوضع ليذهب إليها ليخبرها انه يعشقها ولكي يخبرها انه لن يطلقها مهما كان وأنه لن يفعلها حتي يفارق الحياه وأنه سيتركها لبعض الوقت حتى تتعود عليه وتغير رأيها عنه وأنه سينتظر اليوم التي ستأتي له بكل إرادتها المطلقه دون أي ضغط منه والان والدتها دون شفقه ولا رحمة تريده أن يسحق روحه بيده..
حسن بصوت غريب... انتي بتجولي ايه
الأم بحده...اظن كلامي واضح مش محتاج تفسير ولا صعب الفهم اوي كدة انا عاوزك تبعد عن بنتي وتطلقها
حسن.بعصبيه..فلم يعد يستطيع السيطره علي نفسه شعر بكل غضب الدنيا بداخله
حسن... كيف ديه عاوزني اطلج مرتي اكده من دون سبب..
الأم بجديه... انت يا ابني حياتك مختلفه عننا وبناتي هما اللى طلعت بيهم من الدنيا ومعنديش استعداد اني اخسر واحدة فيهم انت من ساعه ما دخلت حياتنا واتلخبطت الدنيا وفي حاجات كتير مفهمتهاش لكن عدتها عشان بنتي كانت مبسوطه وانت كنت راجل ودي شهاده لازم اقولها وقفت جنبنا في تعب جوزي وكنت امين علينا وانا وربي شاهد كنت مبسوطه بيك وفرحانه انك هتجوز بنتي وبدعي أن ربنا يتمم عليكم بخير
حسن... وايه اللي اتغير دلوك..
الأم... اللي اتغير أن فجأه لقيت الخطر حاوط بنتي بسببك وبس عادتكم وكان ممكن بنتي تروح فيها وانت لو حزنت عليها سنه مش هتحزن التانيه انا اللى هنكوي بنارها طول عمري انا اللي خلفت وتعبت وسهرت عليها انا اللى فضلت جوايا ٩شهور كنت بشوف الموت كل يوم لحد ما شفتها هي واختها انا اللي حسيت بيها بقلبي قبل عنيا ما تشوفها انا اللي كنت بسهر جنبها الليالي وهي تعبانه انا اللي بحس بحزنها من عنيها انا اللي يفهمها بس من وشها انا أمها وزي اى أم بتحب عيالها طلبت منك تطلقها عشان خايفه عليها ومعنديش استعداد اشوف اللي حصل ده تانى المره دي عدت علي خير محدش عارف المره الجايه ايه اللى هيحصل..
وانا خايفة على بنتي يا ابني قدر مشاعري وانت أن شاء الله ربنا هيرزقك بالاحسن
حسن بحزن... وهيه عاوزيه اكده
الأم بكذب... ايوة كلنا عاوزين كده واولنا ليلي اللي مر علينا مش سهل
حسن وهو يتمزق من الداخل
حسن... ان شاء الله الوضع اهنيه يتحسن واجي اعميل اللي انتم ريدينه..
الأم... ربنا يوفقك يا ابني ويرزقك ببنت الحال اللي تناسب حياتك
حسن... تسلمي اني هجفل دلوك عاوزيه حاجه
الأم... سلامتك تصبح على خير يا ابني
أغلق حسن الخط وهو لا يعلم ماذا قال لها ولا يعلم كيف ودعها كان عقله شارد منذ أن أخبرته أن ليلي
تريد ذلك وهو يشعر وكان أحدهم طعنه بسكين في وسط قلبه..
ولكن كيف هذا وهو يشعر العكس ويري كم تغيرت معه وشعر بالايام الماضية انها تحبه كما يحبها فقد كان القلق ظاهر عليها واللهفه بالحديث كل هذا مجرد خيال منه لانه يريدها له وحده دون غيره كان يحلق في السماء يشعر بسعادة لا توصف والان بداخله كل حزن الدنيا ولكن فليكن لها ما تريد أن كانت تريد الطلاق فسيطلقها لأنه يريدها له قلب وقالبا وليس بالاجبار ابدا يعلم أنها زوجته ومن حقه أن يفعل أي شيء ولكن هو يريدها بارادتها يريد حبها وليس كرهها له يريدها زوجه مطيعه محبه وليست نمره مفترسه غاضبة...
علي الجانب الآخر
منذ ساعات وأصبحت حاله دموع مستقرة
ولكن الي الان لم يختلي بها رحيم فوالدها لا يفارقهم
كان يريد أن يضمها إليه ولكنه يخجل لوجود ابيها واحتراما له
واخيرا هاهو يعود إلى الغرفة ثانية بعد أن ذهب للاطمئنان على اخت الطفل الذي أنقذ دموع وعلم أنها بأفضل حال
رجع ثانيه الي غرفتها وحين فتح الباب
وجدها وحدها..
ألقي السلام واقترب منها وهو يبتسم
رحيم... فينه عمي
دموع... راح داره يجيب شويه حاجات
رحيم... بحب وهو يجلس إلى جانبها علي تختها ويمسك بكف يدها ويقبله بحب
رحيم...اتوحشتك جوي يا جلب رحيم
دموع بخجل... واني كمانى اتوحشتك جوي
حينها لم يتمكن رحيم من تمالك نفسه فسحبها إليه وضمها إليه بقوه
رحيم... بعدم تصديق...
رحيم... اني ممصدجش حالي انك جدامي وبتتحدتي وياي جلبي مكانش معاي الايام اللي كتي بعيده عني فيهيه
دموع وهي ترفع وجهها الشاحب ولكن تشوبه حمره الخجل
دموع... كت خايفه جوي انك متجدرش تلاجيني
رحيم... بجديه وقوة...
رحيم... كت هلاجيكي حته لو لفيت الدينيه كلاتهيه لو شلت كل حجر ودورت تحتيه أني كت هجيبك لو في اخر الدينيه يا دموع انتي مخبراش اني بحبك جد ايه اني لمن بجولك يا جلب رحيم مببجاش كداب لاه انتي صوح جلب رحيم
دموع... وهي تضمه إليها
دموع... يخليك ليه يا جلب دموع
علي الجانب الآخر مرت عده ايام
واصبح الوضع هادىء كثيرا بالصعيد
ولكن لم تمر هكذا
فدموع تحسنت حالتها الصحية كثيرا
وخرجت من المشفي مع تعليمات من الطبيبة أن تلازم تختها لمده شهر وعدم الإجهاد طول شهور الحمل
بينما كان الحزن يصيب حسن بقوة..
حتي حينما تتصل به ليلي لم يعد يرد عليها كان يتألم بقوة كلما ظهر اسمها علي شاشة هاتفه يتمزق من الداخل وينتفض قلبه مع كل جرس يرن علي هاتفه
وهي كانت في حالة يرثي لها الحزن مخيم عليها لا تدري ماذا حدث تفكر طوال الوقت ماذا فعلت حتي يعاملها هكذا أرادت أن تخبره انها تحبه وان تطلب منه أن يأتي ويقف الي جانبها ويقف معها أمام عناد والدتها ولكنه بسهوله هكذا أخرجها من حياته حتى لم يعد يتصل بها ولا يرد عليها وهي لم تمل تريد فقط أن تعلم ما به واه أن رد عليها يتهرب منها ويغلق الخط سريعا متحججا انه مشغول للغاية وسيتصل بها فيما بعد..
ولكنه لا يتصل ولا حتي يسأل عنها
ولكنها اتخذت اخيرا قرارها بعد أن يئست منه وفقدت الأمل فيه انها لن تتصل به ثانيه وان الاتفاق ساري بينهم فبعد مرور الشهر سيطلقها ولتحاول أن تأقلم نفسها علي فراقه
بينما طلب همام الهواري يد جميله من حسن ولكنه أخبره انه سيسالها اولا فهو لن يتحمل أن يفشل زواجها ثانيه ولن يتحمل أن تكون شقيقته حزينه ولو لحظه أن وافق هو دون علمها وزوجها إليه
فوافق همام مع وعد من حسن برد في أسرع وقت
بينما كان رحيم يفعل كما يفعل أي كبير في بلده رجل ونعم الرجال هذا هو من يقال عليه كبير هواره بحق شرف لكل هواري قام رحيم خلال تلك الأيام بشراء منزل بهواره لذلك الطفل وأمه مع وعد منه بالإنفاق علي تعليم الأطفال وعليهم طوال عمره ردا للجميل مع عمل مصروف شهري لهم حتي وان مات سيصل إليهم
بينما هناك بالقاهرة
كان كرم الهوارى يفعل كل شيء حتى يثبت لنفسه أنه رجل وقام بفتح شركة لتصدير الفاكهة وبالفعل تبدل حاله واصبح عمله هو كل ما يستهويه نعم قد ندم عما بدر منه نظره والده إليه وقت رحيله ودموع أمه التي لن ينساها جعلت قلبه الجاحد الأناني يفيق ويعلم كم أخطأ بحقهم وحق نفسه وكم يشعر أنه صغير جدا وليس برجل عما فعل ولكنه الشيطان قد وسوس له وهو في لحظه حقد نفذ ولكن يقسم أنه قد تاب وخلص نفسه من وحل الحقد والشر ويريد فقط أن يسامحه والده وان ينجح بعمله حتي فقط يثبت لنفسه أنه نجح لو في شيء واحد..
بينما كانت جميله في حالة حيره كبيره منذ أن أخبرها حسن بطلب همام للزواج منها لم يجبرها على شيء واخبرها أن القرار بيدها وحدها ولكن هي كانت مشوشه لم تمر فتره طويله منذ تجربتها الأولي..
وهي مازالت لم تلملم نفسها وما زالت تداوي قلبها مما إصابة ولكن بداخلها شعور بالفضول ناحيته دائما كانت تلاحظ نظراته إليها حتى تبدلت تلك النظرات الي حزن منذ أن تزوجت كرم والأن هاهو يطلبها للزواج والغريب انها لا تشعر بالنفور أو الغضب بل بالدهشه والإثارة
واخيرا أتخذت قرارها وستخبره إلى حسن
هل يدوم الحال فدوام الحال محال...