قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل الثاني

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل الثاني

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل الثاني

في الكافيه
جلست ضحي بغضب قائلة بصوت عالي نسبيًا: كنتِ خليني أعلمه الأدب، دا إنسان مهزق والله.
نظرت اليها رزان بملل قائلة: معلش يا حبيبتي انتِ الكبيرة.
جدحتها بنظرات حارقة قائلة بحدة: والله! انتِ بتاخديني على أد عقلي يا روزا! ماشي.
ضحكت رزان على ضيقها الواضح وتحدثت بمشاكسة: خلاص يا ضحضح دا نا حتى بهزر معاكِ يا قمر.
هزت رأسها بيأس: ضحضح ايه بس يابنتي، بس عالعموم خلاص انا اتصالحت.

ضحكت رزان على صديقتها المشاكسة مردفة بقلة حيلة: هبلة وبتتراضي بسرعة، بس خليكي كدا اهو بنستفيد منك.
صمتت قليلًا ثم تحدثت بجدية: اه صحيح إيه الموضوع المهم اللي كنتي عايزاني فيه؟
تحولت ملامح ضحي للجدية والقليل من التوتر، فعلمت رزان أن هناك أمرا مهمًا حقًا، فضحي لا يظهر عليها التوتر إلا وكان شيئًا مهمًا يستحق ذلك.

نظرت اليها ضحي وتحدثت بجدية: بصراحة أنا نويت اشتغل، وكنت عايزة أدور على شغل كويس بمرتب كويس علشان أعرف أساعد ساهر بدل ما هو شايل الحِمل كله لوحده كدا.
حدجتها رزان بدهشة متشدقة بصدمة: نعم! تشتغلي! وهو ساهر عرف إنك هتشتغلي!
بررت لها ضحى وهي تهز رأسها بالنفي: الشغل عمره ما كان عيب ولا حرام يا رزان، وساهر هحاول اقنعه، ولو موافقش هشتغل بردو ما أنا مش هسيبه كدا شايل فوق طاقته.

تحدثت رزان بجدية تلك المرة تحاول بإقناعها بالإبتعاد عن فكرة العمل: عارفة إنه مش عيب ولا حرام، بس هتشتغلي ايه وانتي لسه متخرجتيش اصلا! انتي عارفة نفسك بتقولي ايه!
ردت عليها ضحي بضيق وها قد بدأت تشعر باليأس: دا بدل ما تشجعيني عمالة بتحبطي فيا! وبعدين هحاول أدور على أي شغل، المهم اشتغل.

هدأت رزان قليلا محاولة شرح ما يدور ببالها لتُمسك بيدها بحنان: يا حبيبتي والله مش بحبطك، بس صعب جدًا تلاقي شغل وانتِ لسه بتدرسي.
أومأت لها ضحى بتفهم: عارفة والله بس على الأقل هحاول.
ثم أكملت حديثها بحزن: علاج ماما قرب يخلص يا رزان وحالتها بتسوء كل يوم عن اللي قبله وأنا مش هقف متكتفة لحد ما بعد الشر يحصلها حاجة.
نظرت اليها رزان ثم تحدثت ببطئ حَذر: طيب متطلبتيش من باباكي!

ضحكت بسخرية لازعة ومؤلمة في نفس الوقت قبل أن تُجيبها: أبويا! أبويا اللي بيجيلنا كل يوم وش الصبح وكمان بيجي سكران!
صمتت رزان قليلاً تعلم مدى حساسية صديقتها تجاه ذلك الموضوع، ثم قالت بسرعة حتى لا تُغضبها: خلاص عندي فكرة، خدي فلوس علاج مامتك مني ويبقي حلينا المشكلة.
نهرتها ضحي بغضب: لا طبعاً انتِ بتقولي إيه مستحيل يحصل، دا غير إن ساهر مستحيل يقبل بكدا كمان.

علمت رزان أن صديقتها لن توافق ابدًا ولكن هي خائفة عليها وبشدة، لذلك عرضت عليها أن تعطيها المال فتحدثت بأسف: خلاص متزعليش مني انا والله خايفة عليكي مش أكتر.
ابتسمت لها ضحي بحب: فهماكِ والله وعارفة إنك بتحاولي تساعديني، بس أنا عايزة اعتمد على نفسي وأدور على شغل كويس، وكمان انتِ عارفة إني شاطرة في دراستي يعني ممكن اشتغل وأدرس في نفس الوقت.

أومأت لها رزان بابتسامة موافقة إياها: خلاص اللي انتِ شايفاه صح اعمليه، بس أهم حاجة مفيش حاجة تئذيكي.
اومأت اليها ضحي بفرحة: خلصانة، أنا هقدم شغل في شركة من الشركات اللي طالبة موظفين للعمل وإن شاء الله هتقبل وكمان مجهزة ال cv بتاعي من فترة علشان كنت عاملة حساب اليوم دا، بس هبدأ من امتي؟
غمزت لها رزان بمرح: وانتِ لسه بتسألي يلا ناااو وأنا معاكي.
قفزت ضحي بفرح متسائلة بعدم تصديق: بجد يا روزا!؟

أومأت لها رزان بنعم فإحتضنتها ضحى بشدة: شكرًا ليكِ بجد، عمري ما هنسى وقفتك جنبي ومساعدتك ليا العمر كله.
هتفت رزان بحب وهي تسحبها خلفها: مفيش شكر بينا يلا بسرعة مش ناقصة عطلة.
ثم ذهبوا سويا إلى قدرهم الغير معروف.

‏في نفس الوقت
ذهب يزن إلى شركته الضخمة وسط الكثير من الحراسة، كان يمشي بغرور وهيبة كبيرة، نعم فإنه يزن الراوي صاحب أكبر الشركات في الوطن العربي، ويمتلك من الأموال عدد لاحصر لها وذلك بعد عناء كبير، خلع نظارته الشمسية عن عينه فظهرت عينه السوداء القاسية وملامح وجهه الرجولية الآسرة.

دخل إلى شركته الكبيرة فوقف جميع العملاء إحترامًا له، لم يعيرهم أي إهتمام بل صعد إلى مكتبه وأشار إلى حراسه بالوقوف بالخارج ثم قال بصوت خشن: أروى، تعالي عاوزك.
وقفت أروي وذهبت خلفه بسرعة وهي تهندم من مظهرها لعلها تنجح وتقوم بلفت أنظاره، ولكن مع من تلعب إنه يزن الراوي المُلقب بالذئب أو الشيطان، لن تخدعه أمرأه بل من الممكن أن يجعلها فريسة له.
تقدمت منه أروي بصوت رقيق محاولة لإغراءه: أمرك يا يزن بيه.

تحدث يزن بخشونة متجاهلًا إياها تمامًا: قوليلي مواعيد الإجتماعات النهاردة.
جزت أروى من تجاهله وبدأت تقص عليه كل المعلومات والتفاصيل الخاصة بالعمل، فرد عليها بجدية: تمام هاتيلي ملف صفقة دلوقتي وعايزك تراجيعه كويس ومش عايز غلطة مفهوم؟
أومأت له بالموافقة، ثم قاطعها مجددا قائلا بجدية: وكلميلي مراد يجيلي حالًا.
حاولت أروي لفت انتباهه فقالت بدلع: تمام يا فندم أي أوامر تانية!

نظر إليها نظرة حادة وقال بصوت عالي: لااا يا آنسة مش عايز حاجة واتعدلي معايا احسن ليكي علشان متخسريش نفسك.
فزعت من صوته العالي لتعتدل محلها قائلة بفزع: أوامرك يا فندم عن إذنك.
ثم ذهبت من امامه بسرعة قبل أن تصبح من ضحاياه.
بمجرد خروجها وضعت يدها على قلبها تهدأ من ضرباته ثم بلعت ريقها بصعوبة: يا ساااتر، دا عليه صوت يهز البدن
ثم ذهبا لعملها لتتصل بمراد لتخبره بأن يزن يريده في شئ هام للغاية كما أخبرها.

بعد قليل وجد يزن طرقاات على باب المكتب فسمح للطارق بالدخول وما كان سوي عمر الذي دخل المكتب وهو يغني بمرح: زيزو يا زيزو يا حتة سكرة.
كااد أن يكمل ولكن قاطعه صراخ يزن: انت عارف لو كملت والله هعلقك على باب الشركة انت حر.
رجع عمر للخلف بخضة: في ايه يا زيزو ما براحة يا عم.
قاطع حديثهم دخول مراد بعد أن طرق الباب ولكن لم يسمعوه بسبب صوتهم العالي.

عندما رأي عمر مراد ذهب مسرعاً ليقف خلف يزن متذكرا وعود مراد ليلة امس عندما هاتفه الثالثة فجراً.
ابتلع عمر ريقه بخوف قائلا برجاء: الله يسترك خبيني منه دا مفتري وايده طارشة وانا غلبان.
نظر إليه يزن بغرابة فهو لم يفهم ما يشير اليه، بينما مراد اشتعلت عيونه غضبًا عندما رأي عمر أمامه: انت بتعمل ايه هناا يا حيواااان، مش قايلك لو شوفتك في مكان هقتلك يا حقيررر ولا لأ.

ابتعد عمر عن يزن بخوف: اهدي بس يا صحبي انا عملت ايه!؟
مراد بصراخ: عملت اييييه!
ذهب اليه مسرعًا محاولة في أن يمسكه ولكن كان يزن يقف عائقًا بينهم.
ليردف مراد بغضب: وسعلي يا يزن والله لهكسر دماغ اهله النهاردة.
نظر اليهم يزن بنفاذ صبر: ماتهدي يا مراد في ايه!
كان مراد أن يمسك عمر ولكن تعثر في يزن مما أدي إلى وقوعهم سويُا فكان مظهرهم كالتالي، يد يزن كانت تمسك مراد من ظهره بينما مراد وقع فوقه بحدة.

نظر اليهم عمر بشماتة: تيرارارا قصة حب معدتش قبل كدا يا ولااااه.
نظر اليه يزن بغضب قائلًا: اخرس يا حيوان، انا غلطان إني مخلتهوش يكسر دماغك.
كاد أن يترك مراد حتى يلقنه درسًا ولكن عمر سبقهم وقام بتشغيل كاميرا هاتفه وصورهما بهذا الشكل.
قام مراد من موضع وقوعه قائلًا بغضب: طب تمام أوي كدا انا جبت اخري منك.
فزع عمر عندما رآه يقترب منه فحاول الفرار للخارج: يالهوي.

ثم فتح باب المكتب وجري مسرعًاً للخارج وخلفه مراد، تعجب العملاء من مظهرهم وخصوصًا أنهم ذو مكانة وهيبة ودائمًا ما يحافظون على مظهرهم ولكن ما يروه الآن ما كان سوا مزحة.
هز يزن رأسه بيأس عليهم: الله يحرقوا هتفضحونا في الشركة.
ثم جلس لإستكمال عمله وعادت نظرة الغموض تطوف على عينيه قائلًا بخبث: هنشوف اللعبة دي هتفضل لحد امتي.

وصل ضحي ورزان إلى مكان ما وجدوا إعلان للعمل في إحدي الشركات الكبري نظرت رزان بفرحة إلى ضحي قائلة بفرحة: واااو مطلوب فتيات للعمل من سن 20 حتى سن 30 عام بمرتب 7000 آلاف جنيه مصري.
نظرت اليها ولم تلاحظ توترها الشديد قائلة بفرحة: الله بجد يلا تعالي وتقدمي، وإن شاء الله هتتقبلي في الانترفيو.

نظرت اليها بتردد: لا لا بلاش يا روزا دا باين عليها شركة كبيرة أوي وفيها ناس مهمة وانتي عارفة إنهم بيختاروا بنات من عائلات كبيرة.
حاولت رزان إقناعها بشتي الطرق: وايه يعني انتي هتروحي تقدمي السي في بتاعك وتعملي المقابلة وافقوا يبقي الحمد لله موافقوش ندور على شغل تاني.
احتارت ضحي من حديثها فهي خائفة أن يتم رفضها ويقل الأمل لديها وخصوصاً بأن الرفض من تلك الشركات الكبري يعتبر بمثابة الرفض من كل الشركات.

حسمت أمرها بخوض تلك التجربة وليكن الله معها.
نظرت إليها بقلة حيلة وأومأت بموافقة: تمام يلا وأمري لله.
قفزت رزان بفرحة قائلة بطمأنينة: خير بإذن الله متقلقيش، يلااا...

وصل كلا منهما إلى مكان الشركة وجدوها شاسعة وكبيرة جدا ذات ارتفاع وشاهق والجدران من الخارج من الزجاج المقوي ومن حولها مساحات كبيرة جداً يصتف بها السيارات التابعة للموظفين وعلى بابها يقف حارسان ذو جسد ضخم وكبير يدخلون الرهبة على قلب من يراهم.
ابتلعت ضحي ريقها من هذا المنظر الشاهق قائلة بتردد: ياخراابي لاا دي كلها شركة، دا انا حتى لو اشتغلت فيها هتوه، يلا يابنت الناس نمشي بكرامتنا أحسن.

نظرت لها رزان وتحدثت بعصبية: يابت اتهدي بقااا، ثم بلعت ريقها بصعوبة: بس بصراحة عندك حق حقك تخافي.
نظرت إليها ضحي برجاء: اهو بصي يلا نمشي بقا، ونحافظ على اللي فاضل من سيرتنا الحسنة.
شدتها رزان من يديها: ولووو لازم نخوض التجربة الأول، ثم قاموا بالولوج للداخل وسألوا موظف الإستقبال عن مكان التقديم، نظر إليهم من أعلاهم لأسفلهم ثم تحدث بعدها بعملية: في الدور السابع.
ضحي بقرف: تمام، هو بيبص كدا ليه دا.

حاولت رزان كتم ضحكتها: بصراحة مش عارفة.
نظرت اليها ضحي بسخرية: بتضحكي على ايه يا معفنة دا بيبصلنا بقرف المبقع دا.
رزان بمواساة: معلش يا ضنايا، يلا انجزي بقا خلينا نلحق نطلع.
اومأت لها على مضض: يلا وأمرنا لله، بس لو حصل حاجةأواتهزقنا هطلع عفاريتي عليكي.
وصلوا للأعلي وجدوا السكرتيرة وقاموا بسؤالها وشرحت لهم بالتفصيل ما يجب عليهم فعله.
ضحي بابتسامة ودودة: تمام شكرا.

ثم نظرت إلى رزان بتردد: روزا أنا مترددة أوي وخايفة.
رزان بطمأنينة: متخافيش يا قلبي والله كل حاجة هتبقي كويسة، خليكي انتي بس واثقة في نفسك ومتخليش أي حاجة توترك وكل حاجة هتبقي فل الفل.
قل توتر ضحي قليلا من حديث صديقتها فهي لا تعلم ماذا كانت ستفعل من دونها، احتضنتها بحب ثم ذهب للمقابلة التي ربما ستقلب حياتها رأسًا على عقب.

جاء دور ضحي فقامت بالطرق على باب المكتب فسُمح لها بالدخول، كانت متوترة كثيراً ولكنها حكمت أمرها بالتحكم في توترها هذا وأغمضت عينيها وأخذت نفسها بعمق ثم أخرجته براحة وقامت بالدخول.
ضحي بهدوء: سلام عليكم.
كان الجالس على المكتب يجلس من الخلف كانت لا تري سوا رأسه فتقدمت بهدوء ثم قالت: أنا ضحي الجابري يا فندم جاية أقدم على الوظيفة الجديدة.

أدير الكرسي ناحيتها وسرعان ما فتحت عينيها بصدمة، نعم إنه هو ذلك الشخص الذي اصتدمت به منذ قليل وقامت بإهانته.
حدثت ضحي نفسها بنبرة على وشك البكاء: لاا بقا أنا امشي احسن بلا قلة قيمة بقا.
وجهت حديثها للماكث امامها: عن اذنك يا فندم أنا عرفت ردك دلوقتي.
كادت أن تذهب وتوقفت جين استمعت إلى صوت آجش يتحدث بعصبية: أنا سمحتلك تمشي!
بلعت ريقها بخوف قائلة لنفسها: في ايه مش قولنا مش هنخاف نتعامل عادي بقا هاا.

حمحت بقوة ثم قالت بصوت واثق تحاول أن تجعله ثابتاً: أنا جاية اقدم للشغل هنا يافندم ومعايا السي في بتاعي والحمد لله متفوقة في دراستي جدا ومكنتش عايزة اشتغل بس ظروفي هي اللي اضطرتني لكدا.
امممم ومسألتيش نفسك ايه هو السبب اللي يخليني اختارك انتي بالذات، رغم إنك شوفتي منظر البنات اللي برا في اختلاف كبير بينك وبينهم.

احست ضحي ببعض الاحراج ولكن حسمت أمرها بالرد عليه: والله انا مليش دعوة بمنظر البنات برا عامل ازاي، انا جاية اقدم على شغل وخلاص ومعنديش استعداد إني أغضب ربنا علشان وظيفة.
مد يديه قائلاً: هاتي السي بتاعك.
أعطته الملف وطلب منها جلوس ومن ثم بدا بالتطلع على ملفها وبعد قليل أومأ: تمام السي في بتاعك ممتاز وتستحقي فرصة.
ابتسمت بفرحة: بجد يا فندم.

أومأ لها بالموافقة: شغلك هيبتدي من بكرا تكوني في الشركة من الساعة 9 معنديش أي استهتار في المواعيد، ولو لقيت شغلك كويس هتكوني سكرتيرة شخصية ليا.
نظرت إليه بفرحة: شكراً جدا يا فندم.
اعرفك بنفسي بقا، أنا مرتضي الرفاعي صاحب الشركة دي.
ردت عليه ضحي بود: اتشرفت بحضرتك يافندم، بس عندي سؤال ليه حضرتك اللي بتعمل المقابلات؟

أرجع ظهره على الكرسي الجالش عليه قائلا بهدوء: أنا بحب اختار الموظفين اللي هيشتغلوا معايا ومبحبش اي تقصير في الشغل حتى لو كان بسيط.
أومأت له ضحي قائلة بود: تمام يا فندم عن إذنك.
سمح لها بالذهاب فأولته ظهرها وكانت سعيدة للغاية ولكن لم تري تلك النظرات الشيطانية التي بعينه.
من المتوقع أن أيامها السيئة لم تبدأ بعد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة