قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل الثالث عشر

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل الثالث عشر

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل الثالث عشر

زفر يزن بهدوء طفيف ثم ذهب خلف ضحي التي سبقته إلى المطبخ هربًا منه محاولة السيطرة على مشاعرها التي بعثرها هو في ثواني، رغم أنها كانت تنتوي معاقبته ومعاملته ببرود ولكن ذهب كل ذلك التخطيط أدراج الرياح من مجرد رؤيته والإستماع إلى حديثه المعسول.

وقفت هي أمام طاولة الطعام الموضوعة بمنتصف المطبخ تنظر إليها بحماس بينما هو نظر إليها متحدثًا بتهكم: اومال لو مكنتيش مخلصة على نص الأكل كنتِ هتبصي للأكل إزاي.
رفعت حاجبيها بتهجم متحدثة بقنوط: اسكت انت الله يكرمك مش نقصاك. خليني اطفح اللقمة بنفس.
نظر إليها بقرف ذاهبًا إليها بخطوات رزينة فتحدثت بهجوم: رايح فين!
اجابها بتعجب من هجومها الغير مبرر: هاكل.
لا شطبنا. الأكل الموجود يادوب يقضيتي.

رفع حاجبيه بدهشة وهو يشير إلى كل أصناف الطعام الموضوعة أمامها: هتاكلي دا كله لوحدك!
رفعت يدها أمام وجهه وهي تدس قطعة طعام في فمها بشراهة وتصعد على الطاولة لتجلس أعلاها: الله اكبر هتحسدني. انا معرفش الناس عنيها بقت وحشة كدا ليه!
تحدث بتهكم وعيناه تجول على فمها المكتنز بالطعام: انتي هتقوليلي. مبقاش فيه امان والله.
ثم ذهب بجانبها جالسًا على المقعد مشمرًا عن ساعديه: يلا بسم الله. نبدأ منين!

نظرت له بضجر متمتة ببعض الكلمات ومن تعابير وجهها علم أنها تسبه فقال: الشتيمة حرام يا بيبي. وانا مش عايزك تدخلي النار.
نظرت له بإشمئزاز مردفة: خليك في حالك يا عسل. وكل وانت ساكت بدل ما اقومك من على الأكل.
حدجها بنظرات مشتملة هاتفًا بعبث يجري بشريانه: طيب مش هتأكليني.
توقفت عن مضغ الطعام قائلة بغلظة: ليه اتشليت ولا ملكش ايد ولا يكونشي ملكش بوء ولا...

قاطعها بصراخ: اييييه بالعة جاموسة اتهدي مش عايز منك حاجة.
نظرت له بغيظ متمتة: عنك ما طفحت.
حدجها بحدة فابتلعت ريقها بخوف متحدثة بتوتر: انت. انت اللي عصبتني.
لم يجبها فابتعد عن الطعام وظل وجهه واجمًا فاقتربت منه وتحدثت بأسف: خلاص بقا كُل. انت مكلتش حاجة من الصبح.
لم تلتقي منه برد فقالت بضيق: متبقاش قموصة بقا.
قموصة!
نطق بها بإستنكار فأومأت موافقة: اه قموصة.

ثم هدهدته على كتفه بلطف قائلة وكأنها تحادث طفل صغير وليس شاب بالعشرينات: كُل بقا عشان احبك.
للحظة دخل الفرح على قلبه وتهللت أساريره قائلًا بسعادة: بحد هتحبيني!
أومأت ضاحكة وهي تقرص خده بطفولة: اه بس يلا.
حركتها العفوية تلك بعثرت مشاعره بقوة فأراد أن يحتضنها بقوة حتى يهشم عظامها، تلك الغبية لا تعلم ما تفعله به حتى وإن كانت غير قاصدة.

شرع بتناول الطعام معها وبالطبع لم تخلو من مزحات ضحي الساذجة والتي كان يزن يتقبلها بصدر رحب وسعادة.
انتهوا من العشاء لتضع يدها على معدتها متنهدة: مكلتش كويس اهو بسببك. بس يلا اهو كسبت فيك ثواب.
كان يتجرع من الماء وعندما سمع حديثها علق الماء بحلقه فسعل بقوة. ظلت ضحي تضرب على ظهره بخفة قائلة بقلق حقيقي: في ايه. حصلك حاجة!
نظر إليها بدهشة ووجهه أحمر من شدة السعال: مكلتيش بسببي!

حدجته بقنوط متشدقة بسخط: يعني دا كله عشان الكلمتين اللي قولتهم! مش قولتلك باصص لأكلي.
حرك رأسه بيأس ثم دفعها امامه هاتفًا بضجر: قدامي. قدامي مفيش غيرك اللي هيجبلي شلل انا عارف، مصر هتدخل فترة مجاعة بسببك.
نظرت له بسخط وصعدت للأعلي ممتثلة لأوامره، فقرر هو مشاكستها قائلًا: قمر يا اخواتي وانتِ بتسمعي الكلام.
التفتت له رافعة إبهامها هاتفة بغيظ: اسمع اما اقولك.

توقف هو على التفاتها المفاجئ فاقترب منها بخطورة قائلًا بهمس حنون: قوليلي وانا هسمع لحد ما تخلصي خالص.
حمحت بخجل ولم تكمل حديثها فأكملت صعودها للأعلي بسرعة وهو خلفها يضحك ويستمتع بشدة على خجلها.
دخلت غرفتهم مسرعة واضعة يدها على قلبها الذي ينبض بشدة هامسة: بيبعترني بكلمة الله يخربيته.
شعرت بحركته بالخارج فانتقت ملابس نوم مريحة بسرعة من خزانتها واتجهت إلى المرحاض حتى لا يراها على الأقل الآن.

انتهت من تبديل ثيابها وخرجت لتجده ابدل ثيابه إلى اخري مريحة وخصلات سعره تتمرد على وجهه معطية إياه مظهرًا جذاب للغاية.
غمز لها بمكر عندما لاحظ شرودها بها هاتفًا بخبث: طيب على الأقل اتقلي.
رفعت حاجبيها بسخط متخدثة بإستفزاز: كنت سرحانة مش اكتر.
ثم اتجهت إلى الفراش لتتمدد عليه مغمضة عينها براحة. احست بثقل يرتمي جوارها فنظرت له فنصف عين وقالت: ابعد شوية كدا ومتلزقش.
مزاجي.

هتف بها ببرود فكادت أن ترد بعصبية إلا أنه قاطعها وهو يجذبها لأحضانه فشهقت بصدمة وخجل في آنٍ واحد مردفة بتلعثم: م. مينفعش كدا.
دسها في احضانه أكثر ودفن وجهه في خصلات شعرها براحة قائلًا وهو يمسد على ظهرها بحركات خفيفة: هو إيه اللي مينفعش! قولتلك قبل كدا انتِ مراتي.

ابتسمت ولكن اخفت ابتسامتها بسرعة حتى لا يلاحظها، فشعرت بالدفئ الذي يتخللها فدست نفسها أكثر فأتسعت ابتسامته أكثر متيقنًا بأنه سيستحوذ على قلبها بلا شك مثلما فعلت هي.
تحدثت ضحي بصوت خفيض منادية عليه: يزن.
همهم بخفوت فأكملت هي بشجاعة مزيفة رغم إرتعاش قلبها خوفًا مما هي مقبلة عليه: انت. انت ليه بتشرب مخدرات! انا مش عايزاك كدا.

أحست بتصلب جسده وصوت تنفسه الذي علت وتيرته ليردف بجمود: نامي يا ضحي مش وقته دلوقتي.
أردفت بتصميم: لا وأنا عايزة اعرف.
ليردف بغضب وصوت خالي من المشاعر: قولتلك نامي يا ضحي.

كانت يتنفس بصوت عالي فابتعد عنها بجمود وادار وجهه للناحية الأخري. ماذا يجب أن يخبرها! أيخبرها بأنه مدمن لتلك العقاقير المخدرة منذ وأن كان عمره ثلاثة عشر عامًا حتى اصبح عمره الآن يُناهز الخامسة والعشرون! ما هذا بحق السماء بالطبع ستكرهه أكثر وهو لا يريد ذلك. هو يريد أن ينال حبها ليس نفورها.

أما هي حزنت كثيرًا عند ابتعاده عنها بهذا الشكل، ايقنت أن هناك حلقة مفقودة، هي تعلم أن يزن من اهم رجال الأعمال بالوطن العربي وبالطبع سيكون لديه الكثير والكثير من الأعداء ويجب أن يكون حذر في جميع خطواته ولكن ما أوصله لتلك الحالة! فقررت سؤال والدته فريدة غدًا صباحًا وليحدث ما يحدث.

تنهدت بضيق فأقتربت من بتردد وحزن قائلة بخفوت وهي تضع يدها على كتفه بحنان: يزن أنا أسفة. مش قصدي أضايقك صدقني انا بس مش عايزاك تكون كدا. مش عايزاك تدمر نفسك بنفسك.
وامام نبرة صوتها الحنون ادار لها وجهه ونظر اليها بحب يحاول أن يتشبع من ملامح وجهها ثم اعتدل امامها وسحبها بقوة داخل أحضانه.

ظلت بضعة ثواني تحاول إستيعاب ما حدث الآن ولكن بالنهاية حاوطت عنقه بيدها معانقة إياه هي الأخري، فهي تشعر معه بالأمان الذي لم تشعر به مه والدها بالرغم من حنان أخيها ساهر ولكن حنانه يختلف، فهو يحتويها وكأنها طفلته وتشعر بأنه طفل أيضًا وكل منهم يحتاج للأخر.
صمتت بيأس عندما وجدت منه الرد ولكن سمعت صوته الخفيض وهو يقول: هحاول بس موعدكيش.

ابتعدت عنه بسعادة قائلة بفرحة: كفاية إنك تحاول وأنا هفضل معاك دايمًا مش هسيبك ابدًا.
بجد!
اومأت له بحنان فقبل هو جبينها وسحبها لأحضانه مرة أخري ثم تمدد بها ليغرقوا بالنوم وهم بأحضان بعضهم البعض مستشعرين بالأمان الذي افتقده كلاهما.

سطعت الشمس لتحضن السماء الصافية معلنة عن بداية يوم جديد ملئ بالسعادة والفرح للبعض وتعيس للبعض الآخر.
تململت ضحي في فراشها لتشعر بيد ضخمة تشتد حول خصرها، فتحت عينها بنعاس فلم تجد سوي ذراع يزن التي تحاصرها.
حاولت الفكاك من ولكنها لم تستطيع فزفرت بضيق. نغزته بإصبعها في كتفه لعله يستيقظ ولكنه لم يصدر عنه أي رد فعل، رفعت كف يدها لتبعثر شعره أكثر ولكن لم يزيده هذا إلا وسامة.

نظرت له ضحي بإنبهار قائلة بحيرة جادة: طيب دا اخليه يتحجب ولا انقبه!
لا لفيني في شاش اسهل.
صدح صوته الساخر على حديثها عن اسمتع لها. نظرت له قائلة بتعجب: صحيت امتي.
من لما كنتِ عايزة تنقبيني.
وضعت يدها تحت ذقنها كدليل على تفكيرها بشئ ما قائلة بنبرة جادة: ابقي البس عِمة على راسك تداري بيها شعرك.
صر على اسنانه بغيظ واضح هاتفًا بإستنكار: مش عايزاني البس جوانتي بالمرة؟
فكرة برضو.

تأوه بغضب ليرد: يارب الصحة عشان اعرف اتعامل مع الكائن دا.
لوت فمها بضجر قائلة وهي تدفعه بعيدًا عنها: طيب وسع كدا بقا خليني استحمي.
تستحمي!
هتف بها بإستنكار ليكمل: اسمها شاور يأم جهل.
تصنعت الضحك لتقول بإبتسامة صفراء: ممكن تسبني يا مستر يزن عشان اتنيل على عيني اخد شاور.
نظر إليها بتسلية مردفًا: اتحايلي عليا شوية.
هتفت برقة مصطنعة: عشان خاطري.
مش كفاية. هسيبك بس بشرط. صمت قليلًا ثم هتف بمكر: عايز مقابل.

مادي حقير. كنت عارفة إنك طمعان في ثروتي وكنزي ومالي.
ثم رفعت رأسها بتكبر: عايز كام!
عايز بوسة.
هتف بها بخبث لتشهق بصدمة وقد تلون وجهها للون الأحمر من شدة الخجل قائلة بدهشة حقيقية: اه يا قليل الأدب. انت ازاي كدا!
والله دا شرطي.
حاولت التحكم بذاتها حتى لا تفعل أي تصرف خاطئ يعود عليها بالسلب في النهاية.

اقترب منه بتوتر لإعطائه قبلهتف بها بخبث لتشهق بصدمة وقد تلون وجهها للون الأحمر من شدة الخجل قائلة بدهشة حقيقية: اه يا قليل الأدب. انت ازاي كدا!
والله دا شرطي.
حاولت التحكم بذاتها حتى لا تفعل أي تصرف خاطئ يعود عليها بالسلب في النهاية.

زفرت بخجل واغضب فاقتربت منه بتوتر بالغ لإعطائه قبلة كما يريد ولكنها فجأة لصدمتها ولصدمته ايضًا قامت بالعطس على وجهه فابتعد بسرعة وفتح عينه بصدمة قائلًا بصراخ: ايه اللي انتِ عملتيه داااا!
للحظة أحست بالحرج ولكن تحولت نظراتها للشماتة ثم أمسكت منديلًا ومسحت أنفها ببرود ومازالت تنظر له بشماتة واضحة للعيان.
مسح وجهه بقرف ثم نظر إليها بإشمئزاز هاتفًا: عيلة فصيلة وملكيش ي الرومانسية. جتك داهية.

بينما هي اجابته بغلظة: عشان تبطل مُحن يا كامل الأوصاف.
حدجها بسخط متمتمًا وهو يذهب ناحية المرحاض للإستحمام: دانا هغسل نفسي بمية نار مش صابون بس.
انتظرت حتى دخل هو وأغلق الباب ثم قهقهت بصوت عالي على منظره المتذمر أمامه متحدثة بظفر: عشان تبطل قلة ادب يا يزونتي.

ثم ذهبت لإرتداء ملابسها وهي تضحك عازمة على معرفة كامل الحقيقة من فريدة اليوم، اختارت ملابسها والتي كانت عبارة عن فستان من اللون الوردي يتوسطة حزام من اللون الأسود وحجاب طويل من نفس لون الحزام ولم تضع أي مستحضرات تجميل فكانت ذات ملامح طفولية بريئة.

ذهبت لأخذ هاتفها من الخزانة ولكن لفت إنتباهها عدة أگياس صغيرة أمسكتهم عاقدة حاجبيها بتعجب وظلت تحدق بهم تحاول معرفة ماهيتهم ولكن لم تستطيع. ثواني وفتحت عينها بصدمة فتلك الاكياس تشبه التي كان يستنشها يزن ليلة أمس.
ابتلعت ريقها وتحشرج صوتها قائلة بهمس خفيض: لازم أخفيهم عنه. لازم يتغير مش هسيبه يضيع نفسه ابدًا.

ثم أخذتهم وقامت بإخفائهم في مكان خاص ثم اتجهت إلى الخارج قاصدة غرفة فريدة لمعرفة الحقيقة المخفية عنها.

اتجهت نحو غرفة فريدة وتركت بابها بخفوت فسمعت إذنها بالدخول، طلت برأسها قائلة بمرح: حد خالع راسه.
ضحكت فريدة على مزحتها قائلة: تعالي يا ضحي يا حبيبتي.
قامت بالدخول وأغلقت الباب خلفها بهدوء مردفة بمزاح: صاصا سابك عالصبح كدا وراح فين يا ديدا. الا يكون متجوز عليكي.
قهقهت فريدة على حديثة متحدثة بمرح هي الأخري: لا في دي ملكيش حق. عصام مش بيحب ولا بيشوف غيري احسن.

لترد ضحي بهيام: هيييييح. ياسيدي ياسيدي، مش عارفة ابنك الجِبلة دا مش زيه ليه.
ضحكت فريدة بخفوت لتقول بخبث: الدور والباقي عليكي بقا. اذا كان على السفالة فهي موجودة في عيلة الرواي كلها بس اللي يطلعها بقا.
غمزتها بوقاحة: خبرة خبرة مفيهاش كلام.
وكزتها فريدة بغيظ: اتلمي يابت دا انتي شكلك اللي مش سهلة.
صمتت قليلًا ثم تحدثت بجدية: قوليلي بقا كنت جاية ليه! ما هو اكيد مش جيالي لله وللوطن.

عضت ضحي على شفتيها بحرج متسائلة: هو انا ندلة للدرجادي!
اومأت فريدة بضحك فأكملت ضحي حديثها بجدية بحتة: عايزة اعرف ماضي يزن كله.
بهتت ملامح فريدة فأجابت بتوتر: م. ماضي إيه!
طنط فريدة أنا عارفة إن فيه حاجة انتوا مخبينها عني. انا عايزة اعرف كل حاجة حصلت ليزن وعايزة اعرف إيه الحالة اللي وصلته إنه يكون مدمن مخدرات.
فتحت فريدة عينهيها بصدمة قائلة: انتِ. انتِ عرفتي ازاي.

مش موضوعنا عرفت ازاي. انا جاية عشان تجاوبيني.

تنهدت فريدة بيأس وعلمت بأنه لا يوجد مفر من إخبارها بما تعرفه ولكن وجدت بأن سيعود على ابنها بالنفع فضحي الوحيدة هي التي تستطيع تغيير يزن، فبدأت تقص عليها ما حدث ليزن هاتفة بحسرة والم: يزن كان طفل صغير عنده اتناشر سنة، كان محبوب من الكل وعمره ما زعل حد، كان بيعمل أي حاجة نطلبها منه من غير ما يجادل أو يناقش وكان بيحفظ قرآن وبيصلي وعارف ربنا رغم صغر سنه، لحد ما جه اليوم اللي قلب حياته وحياتنا كلنا، كان بيلعب كورة مع ولاد عمه في الجنينة عادي زي كل يوم وفجأة الكورة خرجت برا وهو جري وراها يجيبها بس اتأخر برا، ولما ولاد عمه خرجوا وراه عشان يشوفوه اتأخر ليه لقوا عربية سودة بتخطف يزن وهو بيقاوح لكن في النهاية دا طفل عمره ما هيقدر عليهم، واخدوه معاه واحنا قلبنا الدنيا عليه وساعتها عصام كلم كل معارفه في الداخلية لأنه كان شغال ظابط في الداخلية وكان شاطر جدًا وقبض على ناس ومعاهم شحنة مخدرات كبيرة جدًا تكاد تقضي مصر كلها ودي كانت الضربة القاضية لصحاب الشحنة دي واللي عرفنا بعدها إنهم كانوا من المافيا وعصام اتورط في الموضوع دا بما إنه السبب في القبض على الشحنة دي هو واخوه رؤوف ابو عمر واللي للأسف قتلوه وحاولوا يقتلوا عصام بس كان متحاوط من كل حتة. وقتها هما قرروا ينتقموا ويخطفوا يزن، خطفوه خمس سنين. عارفة يعني ايه ابنك يتخطف من قدام باب بيته لمدة خمس سنين، خمس سنين عشت فيهم في عذاب وانا بدور على ابني وكنت محملة عصام الذنب على الرغم إن مكنش ذنبه، بس النار اللي جوايا كانت بتكويني كل يوم وانا مش عارفه حاجة عن ابني، لحد ما فقدنا الامل وتفوت السنين وانا عايشة على امل إن ابني هيجيلي في يوم من الأيام، وقتها عصام كان في مأمورية كبيرة وهيتم القبض على عصابة مافيا كبيرة عرفوا مكانهم، هو وقتها مرضيش يقولي علشان ميدنيش امل على الفاضي وراح تم القبض عليهم وساعتها لقوا اكتر من 200 طفل مخطوفين ولما عصام دور ما بينهم لقاه، لقي ابني يزن وسطهم رغم إن ملامحه كانت متغيرة بس اكيد هو مش هيتوه عنه، بس وقتها يزن راجع مختلف تمامًا، كانت نظراته كلها لوم وعتاب وقسوة، مبقاش يزن ابني الطيب الحنين، كان موجود على جسمه علامات ضرب وتعذيب وذل وإهانة، وقتها بس عرفت إن ابني شاف اللي مفيش طفل شافه في سنه، عصام استقال من شغله ويزن اتعالج لمدة سنة لحد ما الجروح خفت شوية وبقا عمره تمنتاشر سنة، قرر يعتمد على نفسه ويبدأ من الأول خالص وعصام ساعده في دا وفتح شركة استيراد وتصدير صغيرة وكل مدي عن مدي تكبر وتزيد واسمه يكبر في السوق لحد ما بقي عنده شركات جوا وبرا مصر واسمه بيكبر وقسوته بتزيد اكتر واكتر لحد ما عمل امبراطورية الراوي في خمس سنين بس، رغم صغر سنه بس هو اثبت كفائته وجه اليوم اللي عرفنا فيه إنه مدمن مخدرات من لما كان عنده 13 سنة وهو كان مخطوف وياعالم يزن مخبي إيه تاني. هو محكاش لينا على اللي حصل معاه طول الخمس سنين بس من الواضح إنه اتعذب اوي اوي اوي.

انهت حديثها وهي تمسح دموعها التي سقطت دون أن تدري لتنظر لضحي الباكية فاحتضنتها فريدة قائلة بتوسل امومي: عايزاكي تبعدي يزن عن كل دا. عايزاه يرجع زي ما كان ارجوكي.
ابتعدت عنها مقبلة يدها بحنان واردفت بتصميم: اوعدك كل دا هيتغير. انا كنت عايزة اعرف اللي عرفته منك دلوقتي وسيبي الباقي عليا.

اومأت لها فريدة بصمت بينما هي خرجت وقلبها يعتصر ألمًا على ما عاناه هذا القاسي، والذي تبين أن قسوته تلك لم تكن سوا نتاج عما حدث له في الماضي.
اتجهت ناحية غرفتها فوجدت يزن قد ارتدي ثبابه ويبدو أنه يبحدث عن شئ ما في خزانته ولم تحتاج كثيرًا من الوقت لمعرفة عن ماذا يبحث ولكنها تصنعت الجهل وقالت: بتدور على حاجة يا يزن.

نظر لها بتشوش وأعراض ذهاب هذا المخدر تظهر على وجهه الذي اصبح شاحب قليلًا ليقول: كان فيه كيس هنا في الدرج راح فين.
تحدثت بصرامة رغم الام قلبها: قصدك كيس المخدرات مش كدا.
نظر لها بشر فاقترب منها بغضب بينما هي تراجعت للخلف حتى اصتدمت بالحائط ليحاوطها وهو يقول بهسيس مخيف: هاتي اللي معاكي.
تجمعت الدموع بحدقتيها وهي تري مظهره المخيف قائلة بتحشرج: انت وعدتني إنك هتتغير علشاني. ليه دلوقتي بتخلف بوعدك.

تحدث كأنه لم يستمع لها من الأساس: بقولك هاتي اللي معاكي.
استجمعت رابطة جأشها لتحاوط وجهه بيدها وتهمس بحنان أمام وجهه: عشان خاطري حاول. حاول تواجه نفسك ولو لمرة واحدة.
هبطت الدموع من عينها بيأس ليضع يده على رأسه يفركها بقوة وتلك الحالة أصبحت تتلبسه من جديد، سمع شهقاتها التي تمتزج بالألم على حالته فمسح دموعها واضعًا رأسه على كتفها وهو يقول بتوسل: اخر مرة. مش قادر بجد.

احاطت رأسه وهو تحاول تهدئته وإقناعه ولكن كانت حالته تزداد سوءًا فذهبت لإحضار ما يريده بيأس حتى وجدته فمدت يدها له منتشلًا إياها بسرعة ثم بدأ بإستنشاقها بسرعة حتى بدأ يهدأ قليلًا.
ذهبت لتجلس بجانبه بينما هو نظر إليها متحدثًا بألم: مقدرتش، والله حاولت.
بادرت هي هذه المرة بإحتضانه فأحاط بها يحاول بث نفسه بالدفء بدلًا من تلك البرودة التي تجتاح جسده.

اردفت هي بتصميم بصوت عالي ليسمعه: هتتغير. والله لهتتغير.
احتضنها اكثر دافنًا وجهه في عنقها قائلًا بهمس: وانا عايز اتغير علشانك انتِ.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة