رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل التاسع
ارتدت سيارته للأمام بقوة مصدرة صريرًا عالي عقب سماعه لتلك الطلقات، نظرت ضحي حولها بفزع منكمشة على نفسها بينما هو تجهز بسلاحه وكاد أن يهبط ولكن رأي صديقه المغفل عمر هو من يطلق الرصاص عاليًا في السماء احتفالًا بزواجه، جز على اسنانه هامسًا بسبة لاذعة التي ما إن سمعتها ضحي حتى شهقت بصدمة: يا قليل الأدب. احترم نفسك.
نظر إليها بتهكم وهو يقوم بإدراة محرك سيارته محددًا قائلًا بسخرية: قليل الأدب! لأ اتعودي على كدا بقا.
هزت رأسها بعنف قائلة بتصميم: لا مينفعش كدا. مش كل شوية عمال على بطال تفضل تشتم كدا.
رفع حاجبيه بسخرية ولم يجيب عليها مكملين طريقهم بصمت.
بينما في السيارة الاخري نهر عصام عمر بشدة هاتفًا بغضب: اقعد يا زفت انت، يزن هيعلقك.
زفر عمر بضيق: في ايه يا خالو، دا فرح يا نااااس.
تحدثت مروة بسخرية: بس واقعد يابن الهبلة.
بس متشتميش امي يا حاجة هي جت جنبك!
تك نيلة فيك انت وامك في ساعة واحدة.
في سيارة يزن ظلوا جالسين بصمت جاعلًا إياها تزفر بضيق: احنا هنفضل ساكتين كدا! شغلنا حاجة.
اشغل ايه!
يعني اي اغاني مهرجانات نهيص شوية بدل الملل دا.
رد عليها بجمود: معنديش واسكتي بقا.
اجابته بحماس وهي تقوم بفتح هاتفها: انا معايا.
ثم قامت بتوصيل هاتفها للسماعات الخاصة بالسيارة محدثة صوت عالي وجلبة عالية مرددة خلف الأغنية بصوت عالي: قاعد لوحدك. كدا زهقان. شيطان يوزك، في حتة شمال. يفضل يقولك. العب يلااااا. ما تلعب يلاااا.
بينما هو كان ينظر لها بذهول هاتفًا بصدمة
انتي بتنيلي ايه.
نظرت اليه بضحك وهي تصفق: مش المفروض كتب كتابي وفرح وهيصة. افرح يلا وهيص.
فأكملت غناء بينما هو هز رأسه بيأس هاتفًا بهمس: مجنونة.
كانت السيارات تمشي خلفهم فسمعوا صوت الموسيقي اتيًا من سيارة يزن فتحدث مراد باستغراب: اغاني ومن عربية يزن!
ضحكت ايات بصوت عالي: اكيد ضحي، مش هتفوت مناسبة زي دي من غير اغاني.
اخرج عمر رأسه من السيارة هاتفًا بصوت عالي سمعوه جميعًا: وحياة امك اجي اركب معاك يا شيخ، عايز اغني زيكوا كدا.
زفر يزن بغيظ ناظرًا لضحي بحنق: عجبك كدا يا ست زفتة.
هزت رأسها بحماس وظلت ترقص بيدها بينما ارتفع صوت عمر مرة اخري: يا زيزووووو، خدني معااااك.
نظر له بغضب صارخًا به: لو متخرستش هقتلك انت وهي عشان أنا قرفت.
علي صوت ضحكات فريدة فنظرت لعصام مقتربة منه متحدثة بهمس: شكل ضحي هي اللي في إيدها الحل.
هز رأسه بضحك قائلًا بمرح: ضحي دي مشكلة.
اخرج عمر هاتفه وقام بتوصيلها لسماعات السيارة هو الاخر وكذلك فعل مراد الذي هبط سابقًا هو ومروة ليقود السيارة التي يجلس بها ميمونة ورضوي.
فعم الطريق بصوت الأغاني الشعبية العالية التي ظلوا يرددونها بصوت عالي وسط جو من المرح والسعادة.
نظرت ضحي ليزن المتهجم قائلة برجاء: غني معانا بليز بليز. حتى لو جوازنا مش حقيقي بس خلي فرحتنا حقيقية، يا سيدي اعتبرني اختك.
رفع حاجبيه بتهكم: يا شيخة اختي. عالعموم انا مش حافظ الأغاني دي اصلًا.
زفرت بانزعاج فقالت وهي تقوم بتشغيل اغنية اخري مش مهم هفرح انا، اخرجت رأسها من السيارة مخبرة إياهم عن الاغنية التي سيشغلونها جميعًا لتحدث ضجة عالية.
مصحبش فرافير حتى لو راكبين فيراري. صاحب التقدير حتى لو هركب اتاري، واتاري الدنيا اتاري. مش حلوة زي اللي فبالي. مش كل اللي تشوفه غالي. مش هقدر بس غير اخواتي.
اخواااااتي. اخواااااتي، اخوااااتي.
هتف بها الجميع منهم الذي يغني ومنهم الذي يصفق ويصفر ايضًا فكان هذا اليوم مميزًا لهم للغاية.
في مكان آخر بعيدًا جدًا في مدينة سينغافورة وخاصة في قصر من القصور العالية الكبيرة، كان يجلس على كرسيه الضخم يتضرع من كأس المحرمات الذي بيده وباليد الاخري يضع يده على خصر تلك الفتاة التي ترتدي فستان قصير من اللون النبيذي يصل لمنتصف فخذها يظهر قدمها بطريقة سخية ومن الأعلي مربوط بحبال رفيعة تلتف حول رقبتها ليظهر جذعها العلوي بشكل كبير وظهرها الذي يظهر تمامًا.
كانت يداه تجول على جسد الفتاة بطريقة مقززة ناظرًا للذي امامه متحدثًا ببرود: اعطيني ما عندك بيبرس.
وضع بيبرس الكأس الذي بيده أمامه على الطاولة قائلًا بجدية: الشرطة تبحث خلفنا منذ التبليغ عن الشحنة الأخيرة سيدي، يبدو بأن هناك خائن بيننا وسنضطر إلى تأجيلها مؤقتًا.
حدجه بغضب وهو يقول بحدة: كيف لهذا أن يحدث أيها الحقير، أخبرتك بأن تلك الشحنة يجب أن تدخل إلى مصر بأسرع وقت ممكن والأن تخبرني بأننا يجب أن نؤجلها!
رد عليه بيبرس بهدوء: هذا من أجل مصلحتنا سيدي يجب أن نصمت قليلًا حتى تعود الأوضاع كما كانت.
زمجر بشدة هاتفًا بشر: اسمع هذه الشحنة ستُسلم في ميعادها المحدد وإلا سأقتلك وأقتل جميع رجالك الحمقي هؤلاء.
ابتلع ريقه بتوجس خشية من تنفيذ تهديده له قائلًا بتلعثم: ح. حسنا. سيدي، ك. كل شئ سينفذ حسب ما تريد.
انتظر. قم بالأتصال بالشيطان، هو الوحيد الذي يستطيع مساعدتنا بمصر.
فتح عينيه بصدمة: اتقصد س. ستي ذلك المصري؟
نظر إليه بخبث وعيناه يتصاعد بهما المكر: نعم هو.
ولكن انت تعلم سيدي سيرفض مساعدتنا بشتي الطرق.
ضحك بملئ فاهه قائلًا بثقة: لدينا ما سيجبره على فعلها عزيزي انسيت!
ضحك بيبرس بعدم تصديق: اووووه يوجد برأسك عقل ثمين سيدي.
وماذا كنت تظنني بفاعل، لقد مر عشر سنوات ولكن تلك الشرائط مازلت محتفظ بها وايضًا أعلم جميع تحركاته بعدما رفض العمل معنا.
اومأ له بيبرس بمكر ولكنه قال متعجبًا: ولماذا لا تطلب هذا من صديقه فهم كانوا معًا دائمًا عندما قاموا بالهروب من هنا وعاد للعمل معنا.
اتقصد ذلك الأخرق، لا لا لديه مهمة أخري ولكن تلك الشحنة مهمة كثيرًا بالنسبة إليّ لذلك اريده هو.
حسنًا سيدي سأفعل ما تريده مني.
اغرب عن وجهي الآن.
غامت عيناه متذكرًا ما حدث بالماضي فقال بخبث: حسنا لنسترجع ما مضي.
ارجع ظهره للخلف ناظرًا للجالسة بجانبه ناظرًا إليها بشهوة مقتربًا منها بطريقة مبالغة قائلًا بفظاظة: تعالي معي ايتها الجميلة سأجبرك بسر.
دلفوا إلى المنزل بعدما قاموا بإطفاء الأغاني، نظر إليهم عصام قائلًا بود: اطلعوا ارتاحوا يا حبايبي، هتلاقيكوا تعبتوا دلوقتي.
سألته ضحي بلهفة: عمو عمو هي الساعة كام؟
نظر إليها باستغراب ومن ثم نظر لساعته قائلًا بتعجب: الساعة حداشر بس بتسألي ليه.
هتفت بإستعجال: لا مفيش حاجة بس هطلع استريح عشان تعبت.
اومأ لها بهدوء فصعدت بسرعة، بينما نظر لها يزن بتعجب من حركات تلك المجنونة فهتف هو الآخر: تصبحوا على خير.
غمزه عمر بمكر: وانت من اهله يا عريس، عايزك تشرفنا.
نظر إليه يزن فوقف امامه بهدوء ومن ثم قام بلكمه برأسه على جبهته مما جعل الاخر يتأوه بشدة فتركه وصعد لغرفته وكأنه لم يفعل شئ منذ قليل.
بينما عمر وضع يده على رأسه بألم متحدثًا بإبتسامة بلهاء: شكله اتكسف وهيكسفنا.
يابني انت مبتتهدش. لازم تنضرب وتتهزق عشان تسكت.
كان هذا صوت مراد الحانق من تصرفاته الهوجاء ولكن عمر رد عليه بتذمر: على فكرة انا ممكن اجيب حقي بالذوق او بالعافية بس سبتوا بس عشان دا ابن خالي الكبير مش اكتر وانت عارف إني متربي.
هيهيهي متربي انت هتقولي.
هتفت ايات بتلك الكلمات بسخرية فنظر إليها بإذدراء قائلًا بحدة: بس يابت ياللي شبه القنفد انتي.
لم يشعر سوي بكف مراد يهبط على رقبته بقوة: احترم نفسك يا حيوان يا اما هعلقك.
غضب عمر كثيرًا فقال بغضب: انت اللي جبته لنفسك بقا، ثم لكمه بقوة على وجهه ناظرًا إليه بحنق ولكنه عندما رأي نظراته التي لا تنم بالخير قام بالهروب سريعًا من امامه فلحقه مراد هاتفًا بغضب: ورحمة امي ما هسيبك يا حيوان.
ثم اسرع خلفه بسرعة محاولة لإمساكه بينما عصام هز رأسه بيأس من تصرفاتهم الهوجاء فأمسك يد فريدة قائلًا: يلا يا حبيبتي عشان نطلع نرتاح.
صفرت ايات قائلة بغمز: حلاوتك يا حج. محدش قدك يا سيدي.
نظر إليها شزرًا ليرد بقرف: متقعديش مع عمر تاني. تصرفاته طفحت عالعيلة.
ثم ذهب مع فريدة التي تضحك على عائلتها لتدعو بداخلها أن يبعد عنهم كل شر ويعود كل شئ كما كان وأفضل.
صعدت ايات إلى غرفتها ومعالم الفرحة على وجهها فهذا اليوم كان ملئ بالفرحة ولأول مرة تشعر بالجو العائلي والسعادة التي غمرتها، بدلت ثيابها لأخري مريحة وتمددت على فراشها استعدادًا للنوم ولكن وجدت صوت هاتفها يصدح بأنحاء غرفتها، وجدت للهاتف وجدت أن المتصل لم يكن سوي مصطفي!
همست بتعجب: مصطفي بيتصل دلوقتي ليه!
خشيت ان يكون حدث له مكروه فأجابت بسرعة: الو يا مصطفي.
اتاها صوته الهامس: وحشتيني.
خجلت كثيرًا قائلة بهمس خاجل: وانت كمان.
وانا كمان ايه.
قالها بمكر استشفته من حديثه فردت عليه: وانت كمان وحشتني.
ضحك يخفة يعلم بأنها احمرت خجلًا منه الآن، ظلوا يتبادلون الاحاديث مستمتعًا هو بخجلها الذي يروق له وهي سعيدة بشدة من غزله ولكنها تخجل ايضًا.
سألته بجدية: مصطفي انت مش هتتقدملي بقا!
تلعثم في حديثه قائلًا بتوتر: اك. اكيد ي. يا حبيبتي، بس عندي شوية مشاكل هي اللي معطلاني.
مشاكل ايه؟
مشاكل في الشغل، الصراحة انا عندي مشكلة كبيرة اوي في الشغل وممكن اتسجن بسببها.
فزعت من حديثه قائلة بقلق: ايه اللي حصل احكيلي.
كان في صفقة كبيرة اوي بس اللي عرفته إن الصفقة دي اتسرقت قبل ما تتسلم وكانت مسؤولة مني ومن خمس عمال كمان وللأسف حملونا احنا سبب السرقة والتكاليف كمان، وهددونا لو مدفعناش الفلوس هيسجنونا.
كانت تستمع له بصدمة وخوف في ذات الوقت فتحدثت بخوف: ط. طيب والمبلغ دا كام؟
نص مليون جنيه، وحقيقي مش عارف هدبر المبلغ دا منين.
هتفت دون تردد: انا هديك الفلوس دي مش مهم، مستحيل اسيبك تتحبس لأ.
رد عليه باعتراض: مستحيل اسيبك تدفعيلي الفلوس حتى لو هتحبس، انا مقبلش إنك تصرفي عليا ابدًا.
يا حبيبي افهم انا مستحيل اسيبك تتحبس، هموت لو حصل كدا، عشان خاطري توافق عشان خاطري.
وافق على مضض ولكنه قال محذرًا: هعتبرهم دين وهرجعهملك يا إما كدا يا خلاص.
لا لا طبعًا موافقة.
هتف بحب: بحبك. عمري ما هنسي اللي بتعمليه معايا دا.
لمعت عيناها بحب قائلة بحنان: وانا كمان بحبك.
صعد يزن خلف ضحي، كان يريد معرفة ما الذي جعلها تصعد بتلك السرعة للأعلي، دخل غرفته فلم يجد شيئًا ولكنه وجدها فارغة، قطب جبينه بتعجب أين هي طالما الغرفة فارغة، كاد ان يخرج ولكنه سمع صوت التلفاز قادم من الغرفة المجاورة، ذهب إليها بخطوات رتيبة فاتحًا بابها بهدوء، فتح عينه بدهشة عندما رأها جالسة على الأريكة بثوب عقد قرانها ولم تغير ناظرة للتلفاز بإنتباه، ذهب اتجاهها ولكن زادت دهشته عندما رأي ما تشاهده، كانت تشاهد اسبونج بوب!
ردد بعدم تصديق وهو ينظر إليها: سبونج بوب! انتي عيلة صغيرة!
اشارت له بيدها قائلة بانزعاج: شششش عايزة اركز، ثم وجهت كامل تركيزها للتلفاز مرة اخري.
ضرب على يده بقلة حيلة ثم ذهب إلى غرفته لتبديل ثيابه لملابس اخري مريحة، فارتدي قميصًا ذات فتحة مثلثية من اللون الأبيض مظهرًا عضلات صدره بسخاء وسروال قماشي من اللون الاسود وخصلات شعره التي هبطت على عينه بتمرد فكان مظهره خاطف للأنفاس.
ذهب اليها وجدها تتثائب وتفرد يدها بإنهاك، نظرت إليه فوقفت فتحدثت بنعاس: عايزة اغير هدومي.
اشاار لها للمرحاض فذهبت للخزانة ولكنها شهقت بفزع: يا سوادك يا قرمط فين الهدوم!
انتي مجبتيش هدوم!
اشارت له بالنفي فنظر إليها بحدة: يخربيت الغباء، الصبح هبقي اجبلك هدوم.
نظرت له بتذمر فذهبت إلى خزانته مما جعله يقطب جبينه بتعجب فقال متسائلًا: بتعملي ايه بهدومي.
هلبس هدومك لحد ما تجبلي هدوم.
هز رأسه بيأس منها فانتبه لها عندما قالت: تعالي شوفلي اي هدوم صغيرة عندك.
هدوم صغيرة!
هتف بها بإستنكار فأكمل: عيزاني اجبلك هدومي وانا عندي خمس سنين مثلًا.
نظرت له متحدثة بغضب: انت متعرفش تتكلم عدل ابدًا! تك نيلة فيك وفي...
قطعت حديثها عندما صرخ بها: انتي عارفة لو كملتي متلوميش غير نفسك، لسانك اللي عايز قطعه دا لو متلمش هسلخهولك.
وضعت يدها على فمها بخوف فأومأت بخوف واخذت اي ثياب من خزانته ثم دخلت مسرعة للمرحاض.
وضع يده على رأسه قائلًا بنفاذ صبر: انا اخرتي هتبقي على اديها انا عارف.
سمعت حديثه من الداخل فقالت بصوت عالي: اتمسي عشان منكدش عليك والنهاردة أول يوم لينا سواا يا يزونتي.
سمعت زمجرته من الداخل فعلي صوت ضحكاتها، كم تعشق مضايقته واحمرار وجهه عندما يغضب منها.
اما هو توعد لها كثيرًا فابتسم بخبث: انتي اللي ابتديتي يا اوزعة، ثم اكمل بتهكم: قال يزونتي قال.
جلس على الأريكة يتصفح الأعمال على حاسوبه، ظل بعض الوقت حتى شعر بفتح باب المرحاض رفع رأسه للأعلي تجاهها ثواني وانفجر ضاحكًا على مظهرها، فكانت ترتدي قميصه الذي كان يصل إلى ركبتيها وبنطال قطني خاص به قامت بتشميره حتى المنتصف لكي يصل إلى طولها المناسب.
بينما هي نظرت إليه بتذمر هاتفة بحنق: بتضحك على ايه شفت اراجوز قدامك.
قال من وسط ضحكاته: لا اكتر انتي مش شايفة نفسك، ثم ضحك بصوت عالي مرة اخري بينما هي نظرت إليه بغضب قائلة: انت اللي زي الديناصور، كل دا بنطلون.
امسك معدته محاولًا إيقاف ضحكاته وبصعوبة كبيرة توقف عن الضحك فقال بصوت متحشرج: انتي اللي اوزعة انا طولي طبيعي.
هتفت بإستنكار: يا راجل قول غير كدا، واسكت بقا عايزة انام.
وهو حد ماسكك ما تتخمدي.
نظرت إليه بقرف وذهبت إلى الفراش تأخذ من عليه غطاء ووسادة ثم وضعتهم على الأريكة، فسالها بإستغراب: انتي هتنامي عالكنبة ليه.
رفعت حاجبها بتهكم قائلة بسخرية: لا انا بجهزهم ليك انت، انا هنام عالسرير ياخويا.
تحولت ملامحه للغضب قائلًا بحدة: نعم ياختي! هو مين دا اللي هينام عالكنبة روحي يا شاطرة العبي بعيد.
ثم ذهب وتمدد عليه وهو ينظر إليها ببرود فتحدثت هي بحدة: على فكرة مش اخلاق دي، فين الرجولة.
في الحمام.
نطق بها ساخرًا فجزت على اسنانها بغيظ: طيب وانا هتخمد فين دلوقتي.
عندك السرير ولو مش عاجبك نامي على الكنبة اللي انتي مجهزاها.
ثم وضع يده على عيناه باستمتاع، اما هي نظرت له بغيظ فقامت بجذب الوسادة وحدفتها عليه بحنق فنظر إليها بحدة هاتفًا: اتمسي بدل ما اقوملك، ثم عاد لوضعه مرة اخري.
ذهبت هي وتمددت بجانبه ثم جذبت اللحاف من عليه لتغطية نفسها به ناظرة إليه بشماتة.
اغمض عينه بنفاذ صبر جاذبًا إياه من عليها فجلست نصف جلسة مائلة عليه بشدة: اسمع اما اقولك انا مبحبش حد يشاركني نومتي فاحمد ربنا إني سبتك تنام جنبي اصلا.
رد عليها بتهكم: لاحظي إنك في اوضتي سمو الأميرة جواهر.
نظرت له بغضب فقالت بنبرة جاعلة إياها هادئة بعض الشئ: خلاص نقسم السرير نصين انت نص وانا نص وهات نص اللحاف دا ومحدش يشده من على التاني.
اومأ لها باقتناع: اتفقنا بس انتي عارفة لو عملتي حركة غدر كدا ولا كدا هتندمي صدقيني.
تحدثت بثقة: لا متقلقش انا بنام هادية مش بتحرك من مكاني ابدًا.
في الصباح: -
تململ متأففًا من نومها المقلق بالنسبة له، فهي كانت تدور وتتقلب بأنحاء الفراش مثل الساعة، فتح عيناه بإنزعاج فوجد يدها على وجهه وقدمها تلتف حول بطنه بينما رأسها عند طرف الفراش وشعرها يغطي وجهها وتفتح فمها بطريقة مضحكة.
نظر لها بتهكم مقلدًا إياها: انا بنام هادية مش بتحرك من مكاني ابدًا، تك داهية تاخدك عيلة كدابة.
ثواني وابتسم بخبث لما يفكر به، وقف عن الفراش ثم امسك كوب الماء ليتلف الناحية الاخري جهة الفراش ويقف امامها ثم وضع بعض الماء بفمها المفتوح.
سعلت بشدة من الماء حتى احمر وجهها بينما هو كان يحاول كتم ضحكاته ولكن لم يستطيع، نظرت اليه بغيظ صارخة بغضب: يخربييييت الغبااااء يا أخي، كنت هتموتني.
نظر إليها بشماتة هاتفًا باستفزاز: احسن عقبال المرة الجاية.
ثم تركها مكانها غاضبة وذهب من امامها وهو يصفر باستمتاع.
بعد قليل من الوقت خرج من المرحاض وجدها ما زالت جالسة مكانها بوجه متهجم ولكنه بدالها البرود مما جعلها تنفخ بحدة متوعدة له ثم دخلت هي الاخري إلى المرحاض.
جلس على حاسوبه فوجد رسالة قد وصلته باكرًا فقام بفتحها. وما هي إلا ثواني حتى احمرت عيناااه بجحيم من يراه يقسم بأنه قد تحول إلى شيطان بإمكانه أن يدمر الأرض واليابس.
جلس امامه متحدثًا بلكنته: لقد حدث ما امرت به سيدي، لقد ارسلت رسالة له وبإنتظار إجابته.
اومأ له بخبث: احسنت بيبرس، اتمني ان يوافق بسرعة دون أن يجعلنا نهدده ليوافق.
ثم نفث دخان سيجارته بخبث هامسًا لنفسه: يجب أن يسير كل شئ كما اخطط له انا.