رواية حياة مطلقة الجزء الأول للكاتبة سارة رجب حلمي الفصل الحادي عشر
حست حياة بالندم على تصرفها، وعرفت انها كشفت نفسها قدام ابنها، وهو اكيد زعلان دلوقتى، دخلتله اوضته.
حياة: ممكن اتكلم معاك ؟
حمزة: طبعآ يا ماما.
حياة: انت متضايق من ان عمو شريف جه هنا، ولامتضايق منى انى حسستك انى مبسوطة ؟
حمزة: ماما انتى تعبتى اوى مع بابا وانا اتمنى انك تفرحى وتكونى مبسوطة، بس خايف.
حياة: خايف من ايه ؟
حمزة: خايف تكونى فاكراه كويس ويطلع وحش زى بابا.
حياة: مهما كان وحش مش هيبقى زى طارق.
حمزة: يعنى انتى عايزة تتجوزيه يا ماما ؟
حياة حست بالخجل من سؤال حمزة المباشر، وسكتت.
حمزة: انا موافق يا ماما، وانا حسيت انى ممكن احبه.
حياة: هههههههه مش هتبطل اللماضة دى بقى.
حمزة: طنط سمر كانت على طول بتقولى كده، وبتقولى انت متأكد انك طفل.
حياة:كويس انك فكرتنى بيها، كنت عايزة اطمن طارق عمل ايه لما عرف انكم هربتوا، وعايزة اعرف ليه مجاش لحد دلوقتى ولا سأل.
دخلت اوضتها عشان تغير هدومها وتروح تطمن على سمر.
سما: ماما انتى خارجة ؟
حياة: اه يا سما رايحة اطمن على طنط سمر وجاية.
سما بخوف: هتروحى عند بابا ؟
حياة: لأ ياحبيبتى، هسأل جارتنا ال هناك ولو كانت متعرفش حاجة هديها رقمى تديه لسمر عشان تكلمنى.
خرجت حياة وراحت ووصلت عند جارتها، اللى كانت دايمآ تقولها انها بتسمع خناقات طارق معاها وضربه فيها، عشان تسألها سمعت حاجة زى كده فى بيت طارق من اسبوع ولا لأ،كان نفسها تخبط على سمر، بس ممكن يكون طارق جوة وساعتها هتعمل مشاكل جديدة لسمر ولنفسها كمان.
حياة: ازيك يا ام زياد ؟
ام زياد: ازيك انتى ياحبيبتى، الناس كلها قالوا ان ربنا بيحبك عشان نجاكى والله، الحمدلله انك خلصتى منه وانتى بخير وصحتك وشبابك، عشان ولادك برضو وربنا يخليكى ليهم.
حياة باستغراب: هو فى ايه، انا مش فاهمة حاجة.
ام زياد: انتى متعرفيش ولا ايه ؟
حياة: معرفش ايه ؟، قولى قلقتينى.
ام زياد: منه لله طارق، قتل سمر مراته من يجى اسبوع.
حياة اتصدمت لدرجة انها ماقدرتش توقف، وراحت قعدت عالسلم ومسكت راسها بايديها الاتنين، مفيش حاجة بتدور فيها غير انها السبب هى وولادها فى موت سمر، ندمت انها جت وسألت، ياريتها كانت فضلت مش عارفة كان هيبقى احسن من العذاب اللى هتعيش فيه من النهاردة، فضلت تبكى بألم على سمر لإنها ضحية انسان مريض زى طارق، جت قعدت جنبها ام زياد.
ام زياد: انا اول مرة اشوف واحدة زعلانة على ضرتها ؟ انتى اتطلقتى اه بس برضو، هتفضل خدت جوزك، بس انتى طيبة وبنت اصول من يوم ماعرفتك وانا بقول عنك كده ياحياة، اهدى ياحبيبتى.
حياة: كانت طيبة وصانت عيالى وحافظت عليهم.
ام زياد: ماهو انتى بنت حلال، عشان كده ربنا بيوقفلك ولاد الحلال اللى زيك، انا بستغرب والله ان كلب زى طارق يقع فى اتنين ولاد ناس كده ويبهدل فيهم.
حياة: هو فين ؟
ام زياد: جم اهلها هنا وفضلوا يضربوا فيه لحد ماتعدم العافية، وسلموه للبوليس، والمحامى بيقول فيها اعدام.
حياة: ده انتقام ربنا، بس ضاع على ايده شباب واحدة طيبة وكويسة.
ام زياد: بحس انها كانت مستسلمة اوى لكل اللى بيحصل، وده بسبب اهلها ربنا يسامحهم هما السبب، كانت تشتكى ويقولوا استحملى، يلا كل واحد بياخد نصيبه، مش هنقدر نغير القدر.
حياة: طيب همشي انا لان حاسة بتعب.
دخلت حياة على اوضتها من غير ماتعدى على ولادها، كانت حاسة بإجهاد رهيب، بتفكر ان ده لازم كان يبقى مصير طارق، ياترى ربنا فداها من ايده بسمر عشان حياة عندها عيال، وهيتبهدلوا من غيرها فالدنيا، اتفتح الباب.
حمزة: ماما، مجتيش اوضتنا ليه ؟
حياة مابتردش.
حمزة: سلمتلنا على طنط سمر ؟ وحشتنى اوى.
حياة بتمسك دموعها: اه هى كويسة اوى دلوقتى، متقلقش عليها خالص.
حمزة: هى كانت تعبانة ولا ايه ؟
حياة: كفاية اسئلة انا تعبانة، اتفضل روح اوضتك.
خرج حمزة وسابها حزينة، بتبكى مش عارفة فى ايدها ايه ممكن تعمله يعوض اهل سمر، عن المسكينةاللى راح شبابها هدر،واصلآ مفيش حاجة تعوضهم عن بنتهم.
رن موبايلها برقم غريب بصتله وهو بعيد عنها، ماقدرتش تجيبه، رجلها مش مستجيبة تتحرك، الاحزان متمكنة منها، ومش عارفة تفارق قلبها، كل ماتبدأ تفوق، يحصل حاجة ترجعها تانى، ولكن لعلها اخر الاحزان، رن موبايلها للمرة الرابعة، وكانت افكارها مغطية حواسها مش مخلياها عارفة تسمعه، فاقت من شرودها فجأة ولسه الموبايل بيرن، قامت من سريرها بتكاسل، مسكته شافت الرقم، متعرفهوش، هترد تشوف مين اللى مصمم يكمل عدم راحتها بإنها تقوم من سريرها.
حياة: الو
شريف: حياتى عاملة ايه ؟
ودايمآ شريف بيسرق منها ضحكتها فى عز ألامها وأصعب أوقاتها.
حياة ابتسمت: لسه فاكرها ؟
شريف: انا عمرى مانسى، ذكرياتنا فى ركن لوحدها كده فى الذاكرة عمره مايتمحى.
حياة: انت بتزود مرتب ام ادم عشان تديك معلوماات كل شوية، ولا بتهددها بالرفد زى ماهددتنى ؟
شريف: ههههههههه يييييييي بديها مكافأت وحوافز واجازات ومسكتها مدير، دى زمانها هايصة.
حياة: كداب.
شريف: على فكرة بتحبك جدآ بجد، ونفسها تشوفك مبسوطة.
حياة: عارفة، مع انها مطلقة زيي وكانت عايشة فى عذاب معاه، ومعاها طفل بتشتغل عشان تصرف عليه، يعنى ظروفها مش افضل عشان تشوفنى احتاج لحد يعمل معايا كده فالوقت اللى ماحدش فيه واقف جنبها خالص.
شريف: ماتقلقيش، انا هقف جنبها، اللى يحب حبيبتى احبه واخدمه.
حياة: شكرآ.
شريف: شكرآ ! انا مش مستنى منك شكر ياحياة،وبعدين زعلت منك بجد من اول المكالمة متغيرة ودلوقتى تقولى شكرآ !
حياة: سامحنى، انا مش فى حالتى الطبيعية.
شريف: هو بعد مانا مشيت حمزة قالك حاجة ؟
حياة: لا عادى.
شريف: طب مالك، متحيرنيش.
حياة: نتقابل بكرة واقولك، انا محتاجة انام دلوقتى جدآ.
شريف: خلاص وانا مش هتقل عليكى واتعبك، تصبحى على خير.
حياة: وانت من اهله.
قفلت معاه وهى بتدعى ربنا تقدر تنام وتنسى كل حاجة، بس افكارها كانت مصممة تطاردها، حتى فى احلامها،حلمت بسمر بتضحك ومبسوطة، حلمت بطارق زعلان ووشه اسود، حلمت بولادها وبشريف، وطارق كان بيقرب منهم وعلى وشه نظرة غضب، صحيت من نومها مفزوعة.
حياة: بسم الله الرحمن الرحيم، للدرجة دى انا بخاف منه ! انا مش قادرة اصدق انى كنت عايشة مع قاتل، مش مستوعبة ازاى، لأ بجد عمل كده ازاى، ذنبها ايه يضيعها ويحط الذنب فى رقبتى طول عمرى، وافضل فاكرة انها ماتت لما حبت توقف جنبى وتفرحنى برجوع ولادى ليا.
وصلت حياة للمكان اللى اتفقت يتقابلوا فيه هى وشريف.
شريف: إتأخرت عليكى.
هزت حياة راسها ب لا .
شريف: واضح عليكى الزعل اوى،فى إيه مالك ؟
حياة: انت تعرف ولادى رجعولى ازاى؟
شريف: اه عرفت من صاحبتك لما قالتلى انهم رجعوا قالت ال جابتهم مرات باباهم.
حياة: بنت طيبة اوى.
شريف: بجد ! واحنا يهمنا ايه فى كده
حياة: يهمنا انها لما جابتلى الولاد، جابتهم من ورا طارق، ولما عرف قتلها.
شريف: نعم ! قتلها ازاى ! هو القتل سهل كده ؟
حياة: فضل يضربها لحد ما ماتت فى ايده.
شريف: معقول ! ده ايه مش بنى ادم ابدآ.
حياة: انا وولادى السبب .
شريف: لا ياحياة ده عمرها، يعنى كان ممكن جدآ تموت من غير حاجة، وممكن كانت عربية تخبطها، بس ربنا اراد تموت على ايده عشان يتعاقب على اللى عملوا فيكى السنين دى كلها.
حياة: محامى اهل سمر بيقول مش اقل من اعدام.
شريف: احسن ياشيخة ربنا ينتقم منه، بقولك ياحياة كنت عايز اطلب منك طلب.
حياة: اتفضل.
شريف: كنت عايز نبدأ فى اجراءات الجواز ده لو انتى معندكيش مانع.
حياة: هو ده وقته.
شريف: ايوا وقته جدآ، مش عايز اسيبك بين احزانك تانى، ومش عايز خبر اعدام طارق يجى والولاد بعاد عنى، عايزهم يكونوا اتقربوا منى وحسوا انى بعوضهم عنه.
حياة: انا اصلا مش هجيبلهم سيرة، صعب جدآ اعمل فيهم كده فى السن ده.
شريف: مهما خبيتى هيعرفوا، لازم نكون جاهزين لده، هو انتى موافقة ياحياة ولا رافضة عشان كده بتحاولى تجبيها فى اى حاجة؟
حياة: كل ده ومش عارف حقيقة مشاعرى، ومش فاهم اذا كنت موافقة ولا رافضة ؟ ده انت طوق النجاة اللى انقذنى من الضلمة والعذاي اللى كنت عايشة فيهم.
شريف: انا معملتش اى حاجة لحد دلوقتى تخليكى تقولى كده.
حياة: من غير ماتعمل، كفاية وجودك فى حياتى.
شريف: وانا اوعدك انك هتعيشى معايا اجمل ايام، وهعوضك عن كل لحظة ألم، ومش انتى بس، حمزة وسما كمان، الحمدلله ربنا رزقنى بولد وبنت حلوين اوى.
حياة: وانا متأكدة انك هتبقى احن عليهم من ابوهم.
شريف: طب وافقى بقى ياحياة، انا تعبت والله، مش كفاية عليكى بعد 8 سنين مانستكيش لحظة واحدة فيهم، عايش بذكراكى وبفتكرك فى كل لحظة وكل موقف، وقت الفرح بتمنى لو كنتى تبقى معايا وتفرحى معايا، ووقت الاحزان كنت بتمنى لو اترمى فى حضنك انتى واعيط واطلع كل حاجة مزعلانى وانا حاسس بدفاكى وحنانك.
حياة: ده اللى مخوفنى.
شريف: يعنى طلعتى فعلا بتأجلى لسبب ؟
حياة: مش بالظبط بس مجرد خوف.
شريف: ايه اللى مخوفك وانا اطمنك.
ال مخوفنى انك تكون، عندك حلم عايز تحققه معايا، وانت شخص مابتتهزمش ولا بتيأس، ودلوقتى بتحاول تحقق حلم سنين عدت وبس، وبمجرد مانبقى مع بعض، شعورك بيا هيبقى فاتر، وتحس بالندم انك ارتبطت بواحدة ام لطلفين زيي، ومش من مستواك.
شريف: كلامك كله غلط مالوش اساس مالصحة، انا كبير بما يكفى انى اقدر افرق، بين احساس انى بحاول املك الإنسانة دى بأى شكل، وإحساس إنى عايزها فعلآ لإنى بحبها، ومشتاق لقربها.
حياة: طيب، انا موافقة بس بشرط.
شريف: أشرطى واطلبى زى مانتى عايزة، والدنيا كلها تبقى تحت رجلك فى ثانية.
حياة: بشرط انك تجبلى ايس كريم دلوقتى، نفسي فيه.
شريف: تصدقى ياحياة، انك هتاكلى اول علقة من علقات الجواز قبل الجواز على ايدى.
حياة: ده انا اتهريت ضرب كفاية، حرام عليك.
شريف بحزن: تتقطع ايده وايد كل راجل معندوش ذرة نخوة، بيمد إيده على مراته، وبيستضعفها.