رواية حكاية عشق للكاتبة نهلة مجدي الفصل الخامس
لينا: بصراحه كدة عايزة اطلع رحلة شرم الشيخ مع صحابي
نظر لها احمد وقال: لا سفر لوحدك مفيش
لينا: ليه يا احمد ماكل صحابي طالعين
احمد: مليش دعوه بحد مش هتسفري لوحدك يا لينا
لينا بتوسل: please يا احمد وحياتي عندك بقى نفسي اطلع الرحلة دي اوي وبعدين دي مع الجامعة
احمد بعد تفكير: امممم والرحلة دي كام يوم
لينا: اسبوع
احمد بضيق: نعم ياختي عايزة تسافري لوحدك اسبوع
لينا: عشان خاطري يا احمد ورحمة بابا.
احمد بنصف عين: لو مكنتيش حلفتيني بالغالي، خلاص روحي بس بشرط
لينا بمرح: ان تأمور يا ميدو
احمد: توعديني تخلي بالك من نفسك ومتسهريش برا ماشي؟!
لينا بمرح: علم وينفذ، ثم قبلت وجنتيه وقالت: ربنا يخليك ليا يا احلى اخ في الدنيا
احمد: ويخليكي ليا ياحبيبتي يالا بقى تصبحي على خير
لينا بابتسامة: وانت من اهل الخير.
في لندن
، اشار رجل الامن الى طارق الى الفتاة التي تقف امام الشجرة وتعطيه ظهرها فذهب اليها وقال: معذرة
التفتت اليه الفتاه نظر اليها طارق وعلامات الدهشه على وجهه!
التفتت ايمي الى الصوت وقالت بالانجليزية: مرحبا من انت
تسمر طارق مكانه عندما رأها، كأنه رأى ملاك وليست بشر ظل يحدق بها لعدة دقائق غير واعي بعلامات الدهشة التي على وجهها فقالت مرة اخرى وهس تلوح بيدها امام وجهه وقالت: من انت؟!
ابتسم طارق ومد يده ليصافحه وامسك يدها وقال: طارق اسمي هو طارق مهندس الديكور
سحبت ايمي يدهاوقالت له وهي تنظر الى عيناه السوداتين الحاده مثل بحر الظلمات وقالت: مرحبا انا ايمي
قال طارق: انتي عربية؟!
اندهشت ايمي وقالت: نعم انا مصرية
طارق باللغه العربية: بجد وانا كمان
ايمي: how do you do
تشرفنا
طارق بابتسامة: how do you do
تشرفنا
احم هو حضرتك صاحبة المركز
ايمي: ايوا انا.
ظل طارق ينظر اليها ولم ينطق فقالت ايمي: هو في حاجة حضرتك
طارق: هه لا ابدا بس.
ايمي: بس ايه؟!
طارق ليغير الموضوع: ولا حاجة
ايمي: طب اتفضل عشان تشوف المركز
طارق: اوكي.
دخلا سويا الى المركز وبدأت ايمي ان تشرح لطارق ما الذي تريد ان تفعله في المركز، كانت تتحدث بتلقائية وهو ينظر اليها ومبتسم: بص يا باشمهندس الدور الارضي ده هيبقى عبارة عن الاستقبال والعيادات والدور التاني خاص بالغرف بتاعت المرضى اما الدور التالت ف هيبقى فيه المعمل ومكتب الادارة وغرف برضه للمرضى
نظرت له ايمي وجدته محدقا بها ومبتسم فقالت بدهشه: باشمهندس
طارق بشرود: هه بتقولي حاجة.
ايمي: بقول حاجة انا قلت حاجات
طارق بحرج: احم اسف سرحت بس
ايمي: مش مشكلة اقول تاني
وبدأت تعيد عليه ماقالته مره اخرى وبعد ان انتهت قالت بجدية: ها كدة تحب تعرف حاجة تاني
طارق: كدة تمام هنختار الالوان بس وبعد كدة بإذن الله هنبتدي الشغل
ايمي: تمام
بدأت ايمي تختار الالوان وكانت تختار الوان رقيقة ومريحه جدا للعين ظل طارق ينظر لها باعجاب فقالت: حضرتك بتبصلي كدة ليه.
طارق بأعجاب: زوقك حلو جدا في الالوان ثم قال: زيك بالظبط
ايمي باقتضاب: شكرا
طارق: تعرفي اني كنت جاي اتخانق معاكي
ايمي بدهشه: انا! ليه
طارق: ماهو مش معقول اجي امبارح ويقولولي ان المعاد اتلغى واجي النهاردة وافضل واقف نص ساعة عقبال ماتيجي
ايمي بدهشه: نص ساعة ايه انا هنا من ساعة
طارق: الامن برا قالولي انك مجتيش عشان كدة اتعصبت بصراحة
ايمي: هنا اكيد مشفونيش وانا داخله معلش انا اسفه.
طارق بهيام: اسفه ايه ده انا اللي اسف مكنتش متوقع ان صاحبه المركز هتبقى كدة ايمي: كدة ازاي
طارق: كدة كدة يعني
واشار الى حجابها
ضحكت ايمي بخفوت وقالت: طب وايه يعني
طارق بابتسامه: مكنتش متوقع انك هتبقي مصرية ومسلمه كمان وبعدين اسمك اكدلي ان هتعامل مع واحدة بريطانيه او على الاقل مش مصرية
ايمي: اولا انا مش اسمي ايمي وبعدين في عرب كتير عايشين في لندن
رفع طارق احد حاجبيه وقال: نعم؟
ايمي: اسمي ايمان بس بيقولولي ايمي ومعروفه هنا باسم ايمي
طارق: اهااا قولتيلي
ايمي بجديه: كدة تمام يا باشمهندس هستلم المركز بعد قد ايه
طارق بجديه: شهر ونص بالكتير
ايمي: اوكي
طارق: Pleased to meet you
سررت بلقائك
ايمي: Pleased to meet you too.
في مصر
عادت منه من احدى دروسها متأخره وعندما دخلت المنزل وجدت والدتها تجلس ويبدو عليها القلق، فقالت بصوت مضطرب: مساء الخير
انتفضت منال عندما سمعت صوت ابنتها وتبدلت ملامحها من القلق الى الغضب وصرخت بها بحده: كنتي فين لحد دلوقتي
منه بتلعثم: ك، كن.
منال بغضب: انطقي
منه بخوف: في ايه يا ماما كنت في الدرس
منال: لحد دلوقتي
منه: يا ماما ذنبي ايه ان الدرس اتأخر هو ذنبي.
منال: الله يخربيت الدروس على الثانوية الزفت دي انا قلت من الاول مفيش تعليم انتر عايزة يحصلك زي اخ...
قاطعها صوت زوجها وهو يقول بغضب وهو يقول: مناااااال
نظرت له وادركت انها كانت تفشي سر ابنتها التي حرص زوجها على عدم معرفة منه بالامر.
نظر سمير الى منه التي هبطت دموعها على وجنتيها، فهي تتميز بالرقة الشديدة تبكي من اقل شئ، فهي مدللة ابيها كما يسميها خالها على عكس ايمي التي كانت تعامل بحده بعض الشي، اقترب من ابنته وربت على ظهرها بحنو وقال: ادخلي على اوضتك دلوقتي يامنه
دخلت منه الى غرفتها بينما نظر سمير الى زوجته وقال بغضب مكتوم: تعالي ورايا عايزك.
ودلف الى غرفته واتبعته زوحته بخطوات بطيئة فهي تعلم زوحها عندما يغضب لا يرى امامه وهي لا تتحمل عواقب ماتتفوه به دون قصد، وهي ايضا تخشى ان يكون مصير صغيرتها مثل مصير ايمي دخلت ورأه وجلست على الفراشدون ان تنطق تنظر اليه وهو يقف امام الشرفه في اقصى حالات غضبه، التفت اليها فجاة ونظر اليها بقوة وقال: ايه اللي كنتي هتقوليه ده
منال بتلعثم: كنت ه. هقول ايه.
سمير بغضب: احنا مش قايلين الموضوع مش لازم منه تعرفه شوفتي يغباءك كنتي هتعرفيها كل حاجة
منال: انا مكونتش اقصد غصب عني
سمير: غصب عنك ايه.
منال بدموع: ايوا غصب عني خايفه على بنتي مش كفاية اللي حصل للكبيرة عايزني استنى لما اشوف التانية كمان زيها عايزني اشوف نظرة انكسار وذل في عينيها زي اللي شوفتها في عين ايمان لما قررت فجأة تسافر وتسيبنا وكان موقفك ايه سبتها تسافر وبعدت عني 9 سنين عيني مرأتش بنتي مش من حقي اخاف عليهم مش كفاية ان قلبي بيتقطع على اللي برا ومش عارفه بيحصلها ايه وهي مش معانا.
سمير ببرود: خلصتي! نسيتي تحبي افكرك مين السبب في انها تمشي تحبي افكرك مين اللي كل يوم كان بيقطم فيها بالكلام تحبي افكرك مين اللي كان عايزني اخليها تسيب تعليمها عشان تبقى خسرت كل حاجة.
نظرت له منال بصدمه ودموعها تهبط بعزارة، نعم فهي من دفعت ابنتها للرحيل بعيد عن عائلتها هي من جعلتها تبتعد وتعيش وحدها فضلت الوحده على ان تحيا مع اناس لا يرعون مشاعرها ولا حالتها التي تدهورت بسبب ماحدث له، نعم كل الذنب يعود عليها هي السبب في رحيلها ولا احد غيرها.
اكمل سمير بصوت حزين: قبل ما تحسبينا حسبي نفسك الاول وشوفي مين فينا السبب في بعد ايمان عنا.
خرج من الغرفة وتركها غارقه في ذكرياتها عادت بذكرتها الى 9 اعوام للوراء...
تجمدت الدماء في عروقهم عندما سمعوا جملتها الاخيرة التي ظلت تتردد في اذانهم انا قررت اسافر
صرخت فيها منال قائلة بغضب: اييييه تسافري فين انتي اتجننتي
ايمي بهدوء: لا مش اتننجت ولا حاجة انا قررت ادرس طب في انجلترا
سمير بغضب مكتوم: والقرر ده خدتي كدة من نفسك
علي: استنى بس ياسمير، تسافري ليه يا ايمي انتي عايزة تبعدي عننا
ايمي: لا طبعا يا بابا بس انا عايزة اكمل تعليمي برا.
منال بغضب: تكملي تعليمك ولا تمشي على حل شعرك مش كفاية المصيبة اللي حطتينا فيها قبل كدة
علي: منال اسكتي
دمعت عيون ايمي وجازفت الا تهبط امامهم لا تعلم لماذا دائما والدتها تريد ان تذكرها وتحملها ذنب ليس لها، فقالت بصوت مختنق: عشان كدة عايزة اسافر عايزة ابعد انا بس ببلغكم سواء وفقتوا او رفضتوا ده قراري وانا خدته مش هرجع فيه
سمير بغضب مكتوم: ليه ملكيش كبير تخدي رأيه خلاص مبقتش مالي عينك.
ايمي بدموع: العفو يا بابا بس، بس بجد محتاجة ابعد عايزة اكمل تعليمي في مكان هادي عايزة انسى مش عايزة افضل اسمع كلام انا في عنى عنه
صمت سمير ولم يعقب فأكملت بتوسل وهي تقبل ايدي والدها: ارجوك يا بابا عشان خاطري ده اخر حاجة هطلبها منك سيبني مرة في حياتي اعمل حاجة انا مقتنعه بيها
علي: عشان خاطري سمير سيبها تسافر
منال: لا ياعلي مش هتسافر
علي: ملكيش دعوة انتي انا بكلم ابوها
منال: لا دي بنتي مش هسيبها تسافر.
سمير: خلاص ياعلي انا موافق
ايمي بفرحة: بجد يا بابا
سمير: ايوا سافري يا ايمان
مرت الايام سريعا وجهزت ايمي اوراقها للسفر وسافرت ايمي الى انجلترا لتستكمل تعليمها...
هبطت دموعها مرة اخرى وهي تحدث نفسها بندم: عندك حق يا سمير انا السبب انا اللي مشيتها لحد اخر يوم كانت فيه هنا وانا كنت بجرح فيها، سامحيني يابنتي.
بعد ان ترك زوجته دخل الى غرفة منه وجدها تبكي بصمت، اقترب منها وجلس بجانبها وضمها بحنان وقال: متعيطيش ياحبيبتي ماما خايفه عليكي
منه ببكاء: بس هي زعقتلي جامد وانا مش عملت حاجة
سمير: معلش خلاص هي بس بتخاف عليكي بعد كدة لما يكون عندك درس متأخر تقوليلي وانا هاجي اخدك ماشي
منه: حاضر
قبل سمير جبينها وقال بحنان: يالا نامي عشان تصحي بكرا تذكري عندك امتحان بعد بكرا.
ضمته منه وقالت: ربنا يخليك ليا يا احلى اب في الدنيا
سمير: ويخليكي ليا ياحبيبتي انتي واختك.
في لندن
جلست على فراشها تنظر للفرغ الذي امامها وهي تسترجع مقابلتها مع جاك...