رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل التاسع عشر
عمرو بابتسامه خبيثة: تؤتؤ.. القهوه من عند اي سوبر ماركت هنا.. السر ف اللي بحطه جوه القهوه
ظهر القلق علي وجه يزن وقال له: وايه اللي بتحطه جوه القهوه ياعمرو
عمرو بنبره شيطانيه: مخدرات ياايزن.. بحط جوااه برشام مخدرات.. واحب اقولك دلوقتي انك بقيت مدمن زي ما قولت بس مش القهوه بقيت مدمن البرشام اللي جوه القهوه.. ومش هتقدر تعدي يوم من غير ما تاخد البرشامه دي
نظر له يزن بصدمه وقد بدأت ضربات قلبها تتعالي مما سمعه.. اقال انه اصبح مدمن مخدرات؟
قال يزن بصدمه وعدم استيعاب: انت انت بتقول ايه
عمرو بغل: بقول انك بقيت مدمن مخدرات يايزن
نهض يزن واتجه اليه مسكه من قميصه وجعله يقف وقال بعنف شديد: مدمن مخدرات ايه.. لو ده هزار من هزارك البايخ ف مش هقبله بردو
ابعد عمرو بيده وقال ببرود: مش هزار.. استتي كام ساعه ولما الصداع يزيد عليك هتعرف انه مش هزار
لكمه يزن بعنف وقال: انت ا***خلق الله..اقسم بالله ياعمرو لاندمك علي عملتك دي
لكمه بقوه اكبر وقال باشمئزاز: بس العيب عليا اني امنت لواحد***** زيك
ابتعد عنه وقال بعصبيه شديده: مش عايز اشوف وشك تاني عشان محسرش امك وابوك عليك
انهي كلامه ثم سار خارجا من الشقه بغضب شديد وهو يكسر اي شئ حوله
وبعد خروجه وضع عمرو يده مكان اللكمات بألم ثم جذب هاتفهه الموضوع علي الطاوله وقام بالاتصال علي فرعون
وبعد لحظات اتاه صوت فرعون يقول: خير
عمرو: عملت اللي اتفقنا عليه
فرعون بفرحه: حلو اوي.. وعمل ايه
عمرو بتأوه: ضربني وسبني ومشي
فرعون بخبث: هيرجعلك تاني لما الصداع يزيد عليه.. ودلوقتي بقا هتبتدي تنفذ المهمه التانيه
عمرو بشماته: ازود الجرعه
فرعون بابتسامه خبيبثه: بالظبط كده.. وتشممه بودره.. عايزك تظبطه علي الاخر
عمرو بمكر: تمام اوي
اغلق فرعون مع عمرو وقال وهو يدخن السيجاره: كده اول حد من عيالك ضاع ياقاسم عبال الباقي
ركب يزن سيارته وقال ف نفسه بصدمه: بقيت مدمن.. ازاي ازاي
ضرب علي المقود امامه وقال بعصبيه شديده: غبي يايزن غبي كان المفروض تفهم من الاول ان مووضع القهوه ده في حاجه
اسند راسه علي الكرسي واغمض عينيه بعنف
ظل علي هذه الوضعية لدقائق وفتح بعدها عينيه وقال باصرار: خلاص هعدي الموضوع وانا اكيد لسه ف الاول يعني هعرف اعالج نفسي بسرعه وهستحمل الالم وهخلص من اللي انا فيه ده خالص
انهي كلامه ثم قاد سيارته عازما علي تنفيذ قراره
في فيلا مازن
كان مازن وعائلته مجمتعين حول سفره الطعام ويتناولوا وجبه العشاء
كان يحيي يتناول الطعام وكل فتره يلقي نظره علي والدته ووالده.. وقد لاحظ معاملة والدته الجافه معه ومحاولات والده العديده ف تبادل الحديث معاها
مالت عليه كارما وقالت بنبره خافته حزينه: شوفت زعلانين من بعض ازاي.. هما كده بقا من فتره كبيره ومش عارفه في ايه
ابتسم يحيي وقال: هيتصالحوا متقلقيش
انتبه بعدها علي صوت والده يقول: هتسافر المانيا تاني يايحيي
مسكت كارما يد يحيي وقالت بنفي وقلق: لا مش هيسافر تاني ويسبني.. مش كده يايحيي
يحيي بابتسامه: كده ياحبيبتي،، وتابع وهو ينظر لوالده: خلاص هستقر هنا يابابا وهشتغل ف مستشفي خاصه هنا
مازن بابتسامة: ربنا يوفقك يايحيي
يحيي بابتسامة: يارب
وبعد ثواني نهض يحيي وهو يمسك يد كارما قائلا: انا هاخد كارما ونطلع عشان عايز اوريها حاجه
رهف: ماشي ياحبيبي
خرج يحيي وكارما من الغرفه ونهضت رهف ايضا لتخرج ولكن كان مازن اسرع وجذبها من يدها وجعلها تجلس علي قدمه فشهقت رهف بصدمه من فعلته
مازن وهو ينظر لعينياها بحب: انا اسف بقا مش هتسامحيني
رهف بارتباك: ايه اللي انت بتعمله ده احنا مش صغيرين يامازن
احكم مازن يده حول خصرها وقال بعند: مش هسبيك غير لما تسامحيني يارهف..انا تعبت خلاص من بعدك ومش قادر استحمل اكتر من كده
رهف بعتاب ودموع: انت السبب ف اللي احنا فيه ده
مازن وهو يمسح دموعها: اسف والله اسف.. انا محبتش ولا هحب غيرك يارهف.. وهند دي بالنسالي ولا حاجه وهي كان هدفها توقع ما بينا ويوم جيتي الشركه انا اتفجأت باللي عملته زيك بالظبط.. وموضوع البرفان الي شمتيه قبل كده ف هي بردو كانت لعبه رخيصه منها مثلت عليا ساعتها ان رجلها اتلوت ف انا تلقائي روحت وسندتها علشان كده ريحه البرفان بتاعتها كانت ف هدومي.. هو ده اللي حصل والله
رهف بحزن: يعني انت محبتهاش ولا انجذبت ليها حتي
قبل مازن يدها بحب وقال: انا مش بحب غيرك انتي يارهف
رهف بدموع: متعملش كده تاني.. ومتقربش من اي واحده مهما كان السبب.. انت متعرفش اليومين اللي فاتوا عدوا عليا ازاي.. كنت حاسه اني بتخنق وبموت بالبطيئ
مازن: بعد الشر عليكي ياحبيبتي.. انا اللي كنت بموت بسبب بعدك عني.. واوعدك مش هقرب من اي واحده تاني حتي لو بتموت قدامي
رهف بتحذير: لو عملت كده تاني هقتلك من غير مااسمع اسبابك حتي
ضحك مازن وقاال: ماشي ياستي وانا موافق
احتضنته رهف وقالت بحب: حضنك وحشني اوي يامازن وانت كمان وحشتني اوي
ضمها مازن اليه اكثر وقال بحب شديد: وانتي اكتر ياقلب مازن..
ف مساء اليوم التالي
جاء موعد حفله الخطوبه
استعد الجميع وبدأ المعازيم ف الحضور
دلف قاسم الي غرفه ابنته ليان وارتسمت علي وجه ابتسامه جميله عندما رائ فستناها الجميل ومكياجها الهادئ
نهضت ليان المتوترة عندما دلف والدها ونظرت ارضا
فاقترب قاسم منها وقال بابتسامه: زي القمر يالي لي
نظرت له ليان وقالت بتوتر: بجد يابابا
قاسم وهو يقبل جبهتها: بجد ياقلب بابا
دخل بعدها يزن الذي يقاوم صداعه بصعوبه منذ الصباح وقال بمرح مصطنع: ايه ده ايه ده.. كنتي مخبيه فين الحلاوه دي كلها ياست ليان
ليان بابتسامه: دي حلاوتك انت يازيزو
تركتهم لُجين المتابعه للحديث من البدايه وخرجت من الغرفه بهدوء
سارت الي غرفه ادم وطرقت علي الباب وعندما اذن لها ادم بالدخول فتحت الباب ودخلت
فوجدت ادم يقف امام المرأه يمشط شعره وعندما رائ لُجين ابتسم بهدوء وقال: تعالي يالُجين
اقتربت منه لُجين ودارت حول نفسها وقالت له بنبره طفوليه وابتسامه مرسومه علي وجهها: ايه رايك في فستاني ياابيه حلو مش كده
اقترب ادم وقال بحنان: جميل يالُجين
ابتسمت لُجين بخجل وقالت: شكرا.. وانت كمان ياابيه شكلك جميل اوي
اومأ ادم براسه ثم قال لها: عايز ابتسامتك تكون دايما مرسومه علي وشك يالُجين
لُجين بمشاعر صادقه: خليك جمبي ياابيه وانا هكون مبسوطه
ابتسم لها ادم وقال: انا موجود دايما.. ثم تابع بعدها قائلا: بابا نزل الحفله تحت ولالا
لُجين بتنيهده: كان جوه مع ليان ويزن كان معاهم بس انا سيبتهم وجتلك
علم ادم من نبرتها ان شئ ما ازعجها فغير الموضوع وقال بابتسامة: طيب يلا ننزل احنا كمان ولاايه
لُجين بلهفه: هننزل سوا
ادم بابتسامة: هننزل سوا
نزل لُجين وادم للحفل ووجد عدد لا بأس به من المعازيم قد حضروا
اتجهت لُجين وجلست بجانب والدتها واتجه ادم الي والده ووقف معه
وبعد مرور ساعه
اقتربت لُجين من اختها واحتضنتها وقالت: مبروك ياليان.. ربنا يسعدك
ضمتها ليان اليها وقالت بحب: الله يبارك فيكي يالوجي عبالك ياحبيبتي
ابتعدت عنها لُجين ونطرت اليها بابتسامه ثم اقتربت من فارس وقالت بخجل وهي تنظر الي الارض ولم تلاحظها اختها لانها انشغلت ف الحديث مع والدتها: مب مبروك يافارس
فارس بابتسامه: الله يبارك فيكي يالُجين
رفعت لُجين وقالت باسف وندم: فارس انا مكنش
قاطعها فارس بابتسامه هادئه متفهمه وقال: انتي اختي يالُجين ومقدرش ازعل منك
لُجين بدموع: شكرا بجد شكرا
انهت كلامها ثم رحلت من امامه واتجهت الي قُصي
وحبيبه
احتضنت حبيبه وباركت لها واقتربت بعدها من قُصي ومدت يدها له وهي تقول: مبروك ياقُصي
ولكن تفأجات عندما جذبها من يدها واحضتناها قائلا: الله يبارك فيكي يالوجي عبالك ياحبيبتي
سعدت لُجين بفعلته وبادلته الاحتضان وبعد ثواني ابتعدت عنه وقالت بابتسامه: ربنا يسعدكم سوا..
وعلي الجانب الاخر
كان ادم يجلس مع والد فارس ويتحدثوا سويا
واستأذن منه عندما تصاعد رنين هاتفهه ونهض ليتوجه لخارج القصر مبتعدا عن الضوضاء ليستطيع التحدث ف الهاتف
وف اثناء سيره توقف فجأه عندما وجد كارما تقف ف احد الاركان وامامها شاب لاول مره يراه
فاتجه اليهم ليعرف من ذلك الشاب
اقترب منهم ووقف بجانب كارما وقال للشاب بجديه: ف حاجه ياكابتن
الشاب: مفيش كنت بتعرف علي الانسه بس
ادم بعنف: وانت تتعرف عليها بصفتك ايه.. وبعدين انا اول مره اشوفك انت جاي الحلفه دي تبع مين
الشاب بتوتر من هيئه ادم:انا ابن عم حبيبه
ادم بغضب: طيب اتفضل واقعد علي ترابيزتك وملكش دعوه باي بنت هنا ف الحفله مفهموم
الشاب بخوف: تمام مفهوم.. انا اسف
رحل الشاب من امامهم
فنظر ادم الي كارما المتوتره وقال بغضب مكتوم: انت ايه اللي موقفك مع الواد ده.. وايه اللي جابك هنا اصلا
كارما بارتباك: انا انا كنت خرجت بره عشان حسيت بخنقه شويه ولما رجعت وقفني وقالي انه عايز يتعرف
ادم بصرامه: مخنوقه يبقي تدخلي القصر جوه.. الحفله دي فيها ناس كتير غريبه ومنعرفهاش.. روحي يلا اقعدي مكانك وبلاش تنطيط كتير مفهوم
كارما بتوتر: حاضر مفهموم
انهت كارما كلامها ثم اتجهت للحفل وجلست بجانب والدتها ومازالت التوتر والارتباك يسطير عليها من حديث ادم معاها
اما ادم فزفر بعنف وقال: ربنا يستر ويعدي الحفله دي علي خير..
وبعد مرور نصف ساعه
كانت لُجين تقف وتراقب ليان وقُصي والسعاده الظاهره علي وجههم بابتسامة
ف بالرغم من الحاله التي تمر بها الا انها سعدت عندما رأت السعاده ظاهره علي وجوههم
شعرت بالعطش فقررت ان تدلف للقصر وترتشف بعض الماء
ولم تنتبه الي يحيي الذي من بدايه الحفله عيونه عليها ينظر لها يراقبها بحب واشتياق
تحرك من مكانه وسار خلفها عندما رأها تتجه نحو القصر ورائ انها الفرصه الوحيده ليتحدث معاها علي انفراد
اتجهت لُجين الي المطبخ وبدأ ف سكب الماء ف الكوب وكانت علي وشك ان ترتشف الماء ولكن شهقت عندما سمعت صوت يحيي بقول: بس مكنتش اعرف اني هرجع والاقيكي بالحلاوه دي بصراحه
التفتت لُجين له وقالت بارتباك: انت انت بتقول ايه.. وبعدين وبعدين انت جاي ورايا ليه
اقترب منها يحيي وقال بهدوء وهو ينظر ف عينيها: شوفتها فرصه نتكلم فيها سوا علي انفراد
لُجين بسخريه: وانا ايه اللي بيني وبينك يايحيي عشان نتكلم علي انفراد
يحيي بهدوء: محاولاتك في انك تصتنعي اني مش فارق معاكي فاشله يالُجين
لُجين وهي تعقد يدها امام صدرها: وهصتنع ليه.. انت فعلا مش فارق معايا يايحيي..
مش فارق معايا من ساعه ما سبتني من اربع سنين بالرغم اني قعدت اتحايل عليك كتير متسافرش
وتسبني بس انت ولا كان فارق معاك اي حاجه
وبالرغم بردو انك كنت عارف اني كان ليك مكانه خاصه ف قلبي واعترفتلك بده بس بردو ولا فرق معاك والكلمتين اللي قولتهملي ساعتها لسه فاكرهم لحد دلوقتي.. قولتلي بالحرف سيبك من الكلام الفاضي ده يالُجين وانتبهي لمذاكرتك وقولتلي اني مش بشوفك غير انك اختي وبس
وانا دلوقتي بقولك يايحيي اني بعتبرك زي اخويا ومش هقدر اشوفك غير كده.. ومتحطش امل علي حاجه غير كده
يحيي بندم: لُجين انا لما قولت كده زمان قولت كده عشان خايف ان ده يكون مجرد اعجاب بس.. كنت خايف نكمل سوا ويجي اليوم اللي تقوليله فيه انك حبيتي حد تاني وان مشاعرك نحيتي كانت مجرد اعجاب .. ده اللي مكنتش هقدر استحمله.. انا من ساعه ما سافرت وانا طول الوقت ف حرب مع نفسي
كانت بتيجي عليا ايام وكنت خلاص هحجز وهنزل واعترفلك باللي جوايا بس كنت بمنع نفسي علي اخر لحظه خوفا من ان تحصل حاجه مش هقدر استحمل انها تحصل.. نظرت له لُجين وقالت بسخريه: طلعت جبان اوي يادكتور جبان اوي.. علي العموم التبرير والكلام ده مش هيفرق ف حاجه دلوقتي.. ربنا يهنيك ف حياتك ويرزقك بواحده تستاهلك
كانت علي وشك الخروج ولكن حاصرها يحيي واقترب منها اكثر فارتكبت لُجين من قربه بهذا الشكل
قال يحيي بابتسامة مرحه: وانا مش هلاقي احسن منك يالولو
لُجين بخجل وتوتر: ايه لولو دي اسمي لُجين وبعدين ابعد عني عيب كده
ابتعد عنها يحيي وقال بابتسامة: افضلي اعندي كده يالُجين بس انا مش همل.. شغلي علمني طول البال والصبر.. فمهما عملتي بردو هتجوزك وهتبقي ف بيتي
انهي كلامه ثم خرج من المطبخ تاركا لُجين الذي اشتعل وجهها من الخجل والصدمه وقالت ف نفسها: هو اتجنن ده ولاايه
مرت ساعات اخري وقد انتهي الحفل
وقد كان الجميع سعيد بذلك الحفل خاصه كارما عندما علمت من والدتها بان ادم انفصل عن ميار وحاولت ان تداري سعادتها بصعوبة حتي لا يلاحظ احد
وايضا كانت سعيده بذلك الموقف الذي حدث مع ادم وذلك الشاب.. فهي لاول مره تراه منفعل لاجلها بهذا الشكل
ظل عقلها يصور لها الاف المشاهد ولكن قالت ف نفسها باصرار: كارما احنا مش هنقعد بقا نتخيل ونعمل افلام وف الاخر كل ده يطلع وهم واحلام وانتي اللي قلبك يتوجع زي ما حصل المره اللي فاتت.. كفايه تفكير فيه بقا..
في صباح اليوم التالي
دخلت سجي الي فصلها بعد غياب عده ايام منذ ان أتي ابيها واخذها من المدرسه
اتجهت وجلست ف مكانها القديم
ثواني ووجدت عز يجلس بجانبها وهو يقول بلهفه طفوليه: سجي ليه مجتيش الايام اللي فاتت دي
نظرت له سجي بتوتر وقالت: عادي
عز: عمو زعقلك عملك حاجه
سجي: اه زعقلي شويه بس صلحته
عز: طيب مش هتيجي تقعدي جمبي
سجي بحزن: لا.. هفضل قاعده هنا
نهض عز من مكانه ولحساسيته علم انه لا تريد الحديث معه فقال لها بهدوء: ماشي
انهي كلامه ثم سار وجلس علي المقعد الخاص به ونظر امامه ومنع هطول دموعه بصعوبه فقد كان احب المدرسه لوجود سجي معه.. ولكن بدأ حبه يتلاشي بابتعادها عنه..
لم يتحمل يزن صداع راسه اكثر من ذلك
اخذ جميع انواع المسكنات ولكن لم تأتي بفائده
وبعد ساعات من التفكير المتواصل قرر قرار وعزم علي تنفيذه ليخلص نفسه من ذلك الصداع
اتجه عمرو الي باب الشقة عندما سمع صوت طرق عليه
فتح الباب وابتسم بخبث عندما وجد يزن امامه الذي قال باعين مرهقه: الحقني بسرعه ارجوك واديني اي حاجه تسكن الصداع ده حاسس اني هموت
عمرو وهو يشير بيده: ادخل يازيزو كنت عارف انك جاي.. ومتقلقش عشر دقايق ومش هتحس بااي صداع..
دخل يزن الشقه وهو يضع يده علي راسه بالم
وظل عمرو يراقبه وابتسامة شماته مرسومه علي وجهه
ثم احضر له احد الحبوب المخدره فاخذها يزن بلهفه وسرعه وابتعلها وبالفعل بعد عشر دقائق بدأ الصداع يقل حتي اختفي تماما
وبعد مرور اسبوعين
اصبحت حاله يزن اسؤا واسؤا خاصه بعدما ادمن فيما يعرف بالهيروين.. لا يستطيع ان يمر يوم سوي ان ياخذ جرعته مره او مرتين فاليوم
استغله عمرو واخبره بانه لن سيقوم باعطاءه اي نوع من المخدرات الا بعد اعطاءه المال.. وقد كان يأخد منه المبلغ مضاعف لانه يعلم ان يزن لا يعلم السعر الاصلي
وافق يزن ف البدايه وبدأ يدفع له من امواله
ولكن تفأجا بعد اسبوعين بانه انفق كل المال الموجود ف بطاقته علي تلك المخدرات فقرر ان يذهب لوالدته وياخد منها الاموال لحين ياتي الشهر الجديد ويضع والده المال ف حسابه كما يفعل كل شهر
ف قصر قاسم
اتجه يزن الي والدته وقال بهدوء مصطنع: ماما عايز فلوس
نظرت له حنين باستغراب وقالت: فلوس ايه يايزن انت ف مش معاك الكريدت كارد بتاعتك
يزن: الفلوس اللي فيها خلصت وانا محتاج فلوس ضروري دلوقتي
حنين: وانت خلصت فلوسك ف ايه يايزن
يزن وبدأ ف الانفعال: خلصت ياماما خلصت صرفتها وانا دلوقتي محتاج فلوس
اقتربت سجي من والدتها وقالت لها وهي تمسك يدها: مامي تعالي سرحيلي شعري
حنين: استني ياسجي.. ثم نظرت ليزن وقالت: وانا مش هديك يايزن غير لما اعرف خلصت في ايه.. وبعدين انت اول مره تيجي وتطلب مني فلوس
يزن بنفاذ صبر وقد بدأ الصداع يزداد: ف حاجات كتير جبتها من كام يوم وخلصت الفلوس اللي معايا
حنين بشك: حاجات ايه دي يايزن
يزن: يوووه ياماما هو تحقيق.. لبس جبت لبس
تدخلت سجي بتذمر وقالت: يامامي يلا بقا تعالي سرحيلي
صرخ فيها يزن وقال: ما تصبري مش شايفني بتكلم انا وهيا.. اخرسي بقا وبطلي زن
احتضنت سجي قدم والدتها بخوف وقد بدأت ف البكاء بسبب صراخ يزن عليها
فتابع يزن بنبره عاليه وهو ينظر لوالدته: ياماما يلا هاتي الفلوس خليني امشي
التفت بعدها عندما وجد يد تُضع علي كتفه فنظر للفاعل ووجده ادم الذي كان يقف ويتحدث ف الهاتف مع فارس وعندما سمع صوت يزن العالي اغلق مع فارس واتجه اليهم ليري ما يحدث
قال ادم ليزن بهدوء: صوتك عالي ليه
يزن بضيق: انا بتكلم مع ماما لوسمحت متتدخلش
ضغط ادم علي اسنانه بعنف وقال وهو يربت علي كتف اخيه بقوه: لا لما الاقيكي بتقل ادب وتعلي صوتك علي امك اللي هي امي بردو اتدخل واعلمك الادب لو تحب عشان صوتك ميعلاش علي امك تاني
زفر يزن بضيق ونظر لوالدته التي تحمل اخته الباكيه: هتديني فلوس ولالا ياماما
حنين: مفيش فلوس يايزن
انهت كلامه ثم رحلت من امامهم
ورحل يزن بعدها بخطوات غاضبه فهو يحتاج المال وبشده لياخد جرعته ويتخلص من الصداع الذي يفتك به
تابع ادم رحيل اخيه باعين غامضه.. فهو لم يرتاح ابدا لهيئه يزن
وانتبه بعدها علي صوت رنين هاتفه ففتح الاتصال وانشغل ف الحديث مع احد الظباط..
اما يزن فبعد خروجه من القصر وبعد تفكير قرر ان يذهب لقُصي وياخد منه بعض الاموال
وبالفعل ذهب للشركه وعندما طلب من قُصي لم يعترض بل اعطاه المال بكل صدر رحب
اخذ يزن المال وذهب بعدها الي عمرو لياخد منه الجرعه ويرتاح من الصداع والتعب الذي اصابه
وبعد مرور يومين
وقف يزن يستند علي السياره منتظرا ورد امام الجامعه بعدما اتصلت عليه واخبرته بانها تود رؤيته
رائها وهي تتجه اليه من اسفل نظرته الشمسيه التي تداري السواد الذي تحت اعينيه
اقتربت منه ووقفت امامه وقالت بحزن وعتاب: علفكره انا زعلانه منك
تأمل يزن ملامح وجهه بحب واشتياق وحزن ايضا لانه يعلم انها ستكون اخر مقابله بينهم
رد عليها بهدوء: ليه
ورد بحزن: يعني انت مش عارف،، مبقتش تكلمني علي الواتس غير كل فين وفين وكمان مبقتش تيجي الكليه
يزن بنبره متحشرجه: انا اسف
اقترب منه ورد اكتر وقالت بحنان: مالك يايزن فيك ايه.. انا عارفه ان في حاجه مضايقك اديلك فتره واكيد هي السبب ف انك تبعد عني.. قولي واحكيلي يمكن اقدر اساعدك ونحل مشكلتك دي سوا
يزن بألم: ياريت كان ينفع
ورد بحزن عليه: وايه اللي مش هيخليه ينفع بس
تنحنح يزن وعدل نظارته الشمسيه وتحلي ببعض القوه وقال لورد: ورد قبل ما ادخل ف الموضوع عايز اقولك اني من ساعه ما عرفتك وانا حبيتك بجد ومكنش عندي اي نيه جوايا اني العب او اتسلي بيك وان مشاعري ليكي كانت صادقه وطلع من جوايا بجد..
ورد بدموع وقد بدأت ضربات قلبها تزداد: انت ليه بتقول كده وكأننا هنسيب بعض
يزن بثبات مصطنع وقد بدأت الدموع تتجمع ف عينيه هو الاخر: ورد انتي تستاهلي حد احسن مني مليون مره.. انا اسف بس...
ضحكت ورد بصوت عالي موجوع: لا لا متقولش
يزن بحزن: ورد عشان خاطري متصعبيش عليا الموضوع اكتر
ورد بابتسامة متألمه: لا ياراجل متحطش ف بالك.. انا هبقي كويسه.. بس عارف انا استاهل ده كله.. اه بجد استاهل واستاهل اكتر من كده كمان.. دي غلطتي من الاول اني سمحتلك تتكلم معايا.. واتخليت عن مبادئ وغضبت ربنا ومشيت ورا الشيطان وفتحتلك مجال نتكلم.. غلطه وكان لازم اتعاقب عليها واديني بتعااقب دلوقتي
لم يتحدث يزن فقط ظل صامت يخفي دموعه خلف نظارته
مسحت ورد دموعها ونظرت له باشمئزاز: انا كرهت نفسي وكرهت اليوم اللي شوفتك فيه يايزن
نزعت السلسه التي اهدها لها والقتها عليه وقالت بدموع واشمئزاز: خد سلسلتك وابقي اديها للضحيه بتاعتك الجديده..
انهت كلامها ثم غادرت من امامها وبدأت دموعها تنهر علي وجهها بكثره
تابع يزن رحيلها بألم وقد سقطت دموعه هو الاخر
مال بجسده والتقط السلسه وضمها بيده وقال بخفوت: ده الاحسن لينا.. انتي متستهليش واحد زي ياورد.. واحد مدمن بيجري ورا شهواته ..
ف قصر قاسم
كانت ليان ف الاسفل تجلس مع اختها ووالدتها التي تركتهم ودلفت للمطبخ
التفتت حولها وقالت باستغراب: تيلفوني فين
نظرت بعدها الي لُجين وقالت: لُجين شوفتي تليفوني
لُجين وهي مندمجه ف احد الافلام: كنت شوفته من شويه فوق ف الاوضه
صعدت ليان للاعلي بلهفه فهي تعلم ان فارس يتصل بها دائما ف هذا الوقت
وبسبب لهفتها وعفويتها نست امر قلبها فركضت صاعده علي الدرج بسرعه وهي لا تتدري عقوبه فعلتها
دخلت الغرفه وبالفعل وجدت هاتفها يرن
ف اتجهت الي الفراش وهي تتنفس بصعوبه وفتحت الخط بسرعه وقالت بانفاس متسارعه: الو
اعتدل فارس ف جلسته عندما سمع صوتها وقال بقلق: ايوه ياليان.. مالك بتنهجي كده ليه
ليان وقد زادت سرعه تنفسها: اصلي طلعت جري علي علي السلم
بقلق: طيب اهدي اهدي وخدي نفسك براحه.. انتي كنتي بتجري ليه طيب ياحبيبتي
لم ترد عليه ليان وظلت تأخذ انفساها بصعوبه وقد بدأت تشعر ببعض الالم ف قلبها
مرت دقائق وهي علي هذا الوضع وفارس يهدأ فيها
وبدأت بعدها بفتره ف الهدوء وبدأ نفسها يعود لوضعه الطبيعي
وعندما هدأت نسبيا بدأت دموعها ف الهطول واستطاع فارس سماع صوت شهقاتها الخافته فقال بقلق: ف ايه ياليان بتعيطي ليه.. مالك حاسه بحاجه وجعاكي.. ردي عليا ياليان
ليان ببكاء: انا حصلي كده لما طلعت السلم بسرعه شويه.. بقيت عامله زي الناس العواجيز واكتر يافارس.. انا دلوقتي اتاكدت اني مش هقدر اكون الزوجه اللي انت بتتمناها.. انا من اقل مجهود بتعب ومش بقدر اخد نفسي
تنهد فارس بحزن عليها وقال: ليان حبيبتي اسمعيني وبطلي عياط عشان متتعبيش تاني..
وتابع بعدها بنبره مرحه محاوله منه لاضحاكها: وبعدين تعالي هنا بتقولي بقيتي عامله زي العواجيز.. هو في عواجيز قمر كده
ضحكت ليان بخفوت من بين بكاءها فقال فارس بابتسامة: ايوه كده اضحكي.. وبعدين بحذرك اهو اوعي تقولي الكلام الاهبل ده تاني.. انتي لو فيكي ايه مش هسيبك وهتجوزك بردو ماشي
ليان بابتسامة حزينه: ماشي
فارس: قوليلي بقا ياستي كنتي بتعملي ايه قبل ما اكلمك
ردت عليه ليان وظل الاثنان يتحدثان لمدة ساعتان استطاع فارس فيهم ان يخرج ليان من حاله الحزن التي اصابتها..
ف المساء
ف غرفه يزن
كان يجلس علي السرير يغمض عينيه والدموع تنهر ببطء علي وجهه.. يشعر بضيق شديد ف صدره يكاد يخنقه..
شعر ب باب غرفته يُفتح بهدوء ف مسح دموعه بسرعه واصطنع النوم
وبعد ثواني شعر بيد توضع علي شعره وتتحرك برفق
فزاد من ضغطه علي عينيه يمنع هطول دموعه ف هو يعلم صاحب هذه اليد.. ومن سواها والدته التي جعلته الان يشعر بمدي حقارته
فمنذ ذلك اليوم الذي علي صوته عليها لم يتحدث معها ولم يكلف نفسه ويعتذر منها وبالرغم من ذلك أتت هي اليه وتحرك يدها علي شعره بكل حنان وكأنها نست ما حدث
سمع بعدها صوت حنين يقول برفق بعدما جلست جانبه علي الفراش: يزن
فتح يزن عينيه فقالت حنين بحزن عندما رأت عينيه الحمراء: مالك يايزن فيك ايه ياروح ماما
قالت كلماتها وهي تحرك يدها علي شعره بحنان
ارتفع يزن بجسده ووضع رأسه علي صدرها واغمض عينيه وقال بصوت هامس باكي: انا اسف مكنش قصدي أعلي صوتي عليكي
حنين بدموع علي حاله ابنها: مش زعلانه منك..
يزن وقد بدأت دموعه تنهمر: انتي جميله اوي ياماما.. جميله ومتستاهليش ان واحد زي يبقي ابنك.
ضمته حنين اليها اكتر وقالت بخفوت ودموع: بالعكس ده انا من حظي الحلو انك ابني ياايزن وتابعت بعدها برفق: ممكن تحكيلي مالك في ايه
يزن بارهاق: تعبان.. ومش قادر اتكلم.. ممكن تخليكي معايا.. عايز انام ف حضنك انهارده.. عايز احس بالراحه ولو لساعات قليله.. ممكن
قبلت حنين راسه واحاطت كتفه بيده: ممكن ياحبيبي.. ربنا يريح قلبك وبالك
استرخي يزن وقد شعر بالراحه الذي يبحث عنها منذ فتره طويله ولحظات وذهب ف نوم عميق
وعلي الجانب الاخر
استيقظت من نومها وعينيها منتفخه بشده من كثره البكاء
جلست علي الفراش ووضعت يدها علي رأسها بسبب الصداع الذي هاجمها
وبدأت بعدها تتذكر مقابلتها مع يزن
وضعت يدها حول عنقها تبحث عن السلسله وعندما لم تجدها قالت بدموع: يعني يعني ده مكنش حلم!
عاودت ف البكاء من جديد وقالت بألم: ليه يايزن ليه عملت فيا كده
ظلت نصف ساعه متواصله تبكي دون صوت حتي لا يسمعها والدتها واخيها
مدت يدها اسفل الوساده واخرجت دفترها
وفتحت احد الصفحات عشوائي ونظرت الي المكتوب: انهارده كان يوم حلو اوي.. فرحت بهديه يزن ليا جابلي سلسله حلوه اوي اوي وعمري ما هشيلها من رقتبي ابدا
وف صفحه اخري: انهارده بقا فرحتي كانت مختلفه تماما.. احساس حلو اوي اوي ان حد يغير عليك.. وده اللي حسيته انهارده لما يزن اتعصب عليا عشان كنت واقفه بشرح حاجه لواحد معايا ف السكشن
ظلت تقلب الصفحات وتقرأ كلماتها التي تعبر عن سعادتها والسبب ف كل ذلك واحد.. يزن
وكانت ايضا كانت كتبت عن الايام التي تشاجروا فيها سويا وسبب المشاجره ولكن لم تدم تلك المشاجرات طويلا فسرعان ما يصلحها يزن حتي ان كانت هي الخاطئه
فتحت صفحه جديده ومسكت قلمها وكتبت:
" ظننت أنها مشاجرة عادية بيننا لكنها كانت النهاية ..."
اغلقت دفرتها ثم وضعت راسها علي الوساده وعادت تبكي من جديد...