رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال الفصل العشرون
شعرت سما بالسعاده الغامره عندما اتصل بها فارس حتي يأخذها للطبيب كما كان يفعل الاربع اشهر السابقه علي الرغم انه مازال يجافيها ويعاملها بتجاهل شديد الا انه لم يقصر في حقها او طفليها فارتدت فستان اصفر مشرق ملئ بالازهار ونزلت له في الاسفل وركبت السياره معه وقالت: صباح الخير.
فارس: صباح النور.. اتأخرت عليكي.
ردت بسرعه: لا لا احنا لسه قدامنا وقت.
رد بجديه: طيب كلتي ولا لسه.
سما: لا هاكل لما اروح لسه الوقت بدري وانا عندي غثيان.
توقف عند احد المحلات واحضر لها عصير وبسكويت مملح واعطاه لها وقال: خلاص علي راحتك كلي ده ولما تروحي افطري كويس.
ردت بخفوت: حاضر.
وبعد قليل وصلا الي الطبيب وانتظرا موعد دخولهم وبعد ان دخلا جلس بجانبها والدكتور يفحصها بالسونار وقت طويل فقال له بضيق: طيب اتفضل بس انت بص في الشاشه اللي قدامك وانا همسكلك الجهاز.
رد الطبيب بحده: ازاي يعني؟! لا طبعا مش هينفع ده شغلي وانا ادري بيه.
همست له: الدكتور معاه حق مش هينفع.
فارس: طيب انجز انت طولت عن المرات اللي فاتت.
رد الطبيب بضيق: طيب.
وبعد انتهاء الفحص قال: كده الحاله تمام وهتولد في ميعادها الطبيعي عادي جدا.. وبما انها خلاص بقالها كام يوم بدأت التاسع اي اعراض تحصلها في اي وقت تجيلي فورا.
مسك يدها وساعدها علي الوقوف واخذها معه وركبا السياره مره اخري وفي اثناء الطريق قال: انا مش مرتاح للدكتور ده غيريه.
نظرت له باندهاش: ازاي؟! ده انا هولد خلاص وهو اللي عارف حالتي مش هينفع اولد مع حد تاني خصوصا الدكتور الشاطره اللي كنت هتابع معاها قبله سافرت.
تلاعبت اصابعه بتوتر علي المقود وقال: طيب خلاص بس المره اللي جايه هتغيريه.
نظرت له مبتسمه: حاضر.
في خلال دقائق وصلها وغادر مره اخري.. .
استيقظت دهب بصعوبه رغم محاولات والدتها الكثيره وبعد ان فاقت قليلا خرجت اليهما في غرفه المعيشه وجلست علي الطاوله واخذت تتلاعب في صحنها من كثره الحنق مما يحدث امامها الان فقد وجدت عامر يطعم امها ويقول: لا لا انا مش عجبني اكلك القليل ده انا عايزك مقلوظه كده.
ردت مبتسمه بخجل: لا والله شبعت.
رد بترجي: طيب خدي السندوتش ده وبس.
حنان: لا مش قادره بجد انت عمال بتأكلني من الصبح كل انت بقي ياسي عامر.
رد ضاحكا: هاكل بس قولي كده تاني واحده سي عامر كده تاني.
ضحكت بخجل: سي عامر.
فقال: طيب كلي قطمه وانا هكمله مكانك.
حنان: حاضر.
ضربت دهب المعلقه علي الطبق وقالت: تحبوا اعملكوا عصير ليمون.
حنان: لا ياحبيبتي متتعبيش نفسك انا هعمل بعد الفطار.
دهب: لا وعلي ايه انا هقوم اعمله عشان هتجيلي جلطه من كتر القعده.
شهقت حنان: بعد الشر عنك ياحبيبتي.. طيب قومي اعمليه.
بعدما دخلت قال بخفوت وهو كاتما ضحكته: شوفتي خطتنا نجحت ازاي.
ردت بضيق: بس صعبت عليا اوي.
رد ضاحكا: ميصعبش عليكي غالي ياقمر انتي.
وبعد ان قامت دخلت المطبخ واحضرته وهي مدمعه العينين فقاسي القلب لم يتحدث معها طيله الفتره الماضيه... وخصوصا في فتره حملها كانت تحتاجه بجانبها ولكن كبرياؤه المريض منعه... وبعد ان وضعته امامهم.. قررت ان تذهب الي سما لتصالحها.. فبعد وقت قصير نزلت من المنزل واحضرت مجموعه من الحلويات الشرقيه وصعدت الي شقه سما ودقت الجرس عده مرات فوجدت سما امامها وقالت لها: قولت مش معقوله مكونش جمبك في الايام دي.
ردت مبتسمه: ادخلي ياختي.
وبعد ان دخلت بدلت ملابسها بأخري مريحه.. ورحبت بوالده فارس: ازيك يام فارس عامله ايه؟ وصحتك اخبارها ايه.
صفيه: الحمد لله يابنتي.
وجهت حديثها الي سما: بصي بقي حطيلنا كده كل واحد طبق من الحلويات وتعالي نتفرج علي مسرحيه ريا وسكينه.
سما: ماشي.
وبعد ان وضعت الحلويات وجدت دهب تأكل بشراهه فقالت لها: خلي بالك عشان انا ملاحظه انك ضربتي والحلويات هتخنك اكتر.
نظرت لها بضيق وقالت: بصي لنفسك ياختي الحال من بعضه.
ردت ضاحكه: طبيعي عشان حامل في تؤام وكمان كلها ايام وهولد..
تركت دهب مابيدها وقالت: تصدقي عندك حق.. لا خلاص كفايه كده تعالي نرقص عشان نهضم.
ردت سما بعدم تصديق واشارت الي بطنها: ازاي بقي واحنا بالمنظر ده.
دهب: تعالي بس هنرقص رقصه الحوامل.
ردت ضاحكه: اول مره اسمع عنها دي.
دهب: لا عادي انا هعلمك.. اتفرجتي علي فيلم كركر.
سما: لا.
دهب: طيب قلديني.
ثم نظرت الي صفيه وقالت: شغليلنا ياخالتي مزمار عبد السلام.
نظرت لها باندهاش ولم ترد.. فاثارت تعجب دهب فقامت هي بتشغيلها علي هاتفها.. ثم مسكت يد سما واخذت ترقص معها يمينا ويسارا.. وكانت طيله هذا الوقت صفيه فاغره الفم... وفي اثناء الرقص دعتها دهب ولكنها كانت في نفس الحاله لم تنطق وبعدما انتهيا قالت دهب لاهثه: هي حماتك هتفضل مصدومه كده كتير.
ردت ضاحكه: لا بصراحه ملهاش حق ابدا.
دهب: اه مانا بقول برضه.
وبعد ان جلسوا كانوا يشاهدون ثلاثتهم المسرحيه ووضعت دهب صحن المقرمشات علي بطنها فقالت سما: حطيه في ايدك احسن عشان تبقي علي راحتك.
ردت ضاحكه: ده انا كنت منتظره من زمان اني اكون حامل عشان احطه كده.
وقبل ان ترد سما.. جاء اتصال لها من سليم فقالت بسرعه: وطي الصوت بسرعه.
سما: حاضر.
ردت عليه بخفوت بنبره حزينه: الو.
تنهد: لسه برضه بتدللي ومش عايزه ترجعي.
دهب: لا ياسليم عمري ماهسامحك بعد اللي انت عملته فيا.
رد بعصبيه: وهو انا اللي خليتك تروحي وتحاولي انك تجهضي ابني.
دهب: وكمان بتتعصب عليا.
هدأ من عصبيته قليلا: انا محاولتش اني احاسبك رغم انك تستاهلي.
دهب: طيب ياحبيبي عرفت اني انا اللي غلطت وانت ملاك، متصل بيا عايز ايه.
سليم: عايزك ترجعي.. وكفايه كده، انتي عاوزه تولدي وانا بعيد عنك.
دهب: اه وماله.
سليم: علي العموم انا عملت اللي عليا وانتي اللي اخترتي.
وبعدما اغلقت معه ذهبت الي منزل والدتها... وقد وجدتهما علي نفس الحال فأصابها الجفاف العاطفي وقررت ان تصعد له مبرره ذلك بأنها لاتريد ان يولد طفلهما بعيدا عنهما فصعدت ودقت علي الباب ببطئ شديد ولكنه لم يفتح فقررت ان تنزل مره اخري ولكنه فتح الباب وقال: اخيرا ندمتي ورجعتي.
ردت بسرعه: لا لا انا مندمتش خالص.. انا بس قولت بلاش اولد وابنك ميتولدش معاك.
رد مبتسما: عملتي الصح.. وانا مقدرش ارفض اتفضلي.
وبعدما دخلت وجدت الشقه هادئه تماما.. بدلت ملابسها ووضعت الحقيبه الصغيره خاصتها في غرفه النوم وخرجت الي غرفه المعيشه.. ووجدته جالسا على الحاسوب المحمول خاصته.. وطيله جلسته وهو مدقق تدقيقا شديدا... فكانت المشاعر في قلبها تراكمت لابعد حد وكانت رائحته تجذبها بشده.. وكانت في نفس الوقت مغتاظه منه، ألهذه الدرجه لا يشتاقها وكأنها شئ شفاف... وعندما سأمت دخلت الغرفه واتصلت بصديقتها وقالت بخفوت: نوجه بقولك انا رجعت لسليم.
اطلقت زغروده عاليه وردت بفرحه: ايوه بقي عشان سليم الصغنن يتولد بينكم.
قالت بدموع: بس هو بيتجاهلني اوي.. فاكر اني كده هعتزر وانا اصلا المجروحه منه.. قوليلي اعمل ايه يخليه هو اللي يصالحني.
تنهدت نوجه وقالت: بصي انتي تغريه.
دهب: اغريه! وانا كده ازاي.
نوجه: جربي بس مش هتخسري حاجه ولو مفلحتيش ارجعيلي تاني.
دهب: حاضر.
سمعت كلامها وارتدت جلباب مشقوق من الجوانب ووضعت مستحضرات قليله في وجهها واحمر شفاه الفراوله الذي كان يحبه واطلقت شعرها وخرجت مره اخري وجلست نفس الجلسه وكان نفس رد الفعل...
ولكن بعد قليل وجدته يقترب ومع كل خطوه اقتراب يخفق قلبها بقوه... واقترب كثيرا حتي انه جثي امامها وشعيراته الرطبه كانت تحت انفها... فأغمضت عينيها مستمتعه ولكن فجأه وجدته يأخذ هاتفه من جانبها فزفرت بضيق... فدخلت الي الغرفه واما هو فقد اهلكه قربها وكاد ان يرضخ اذا جلست دقيقه اخري فقد اشتاقها بشده... وبعدما دخلت غيرت ملابسها ومسحت وجهها بكت بعنف ونامت... وفي منتصف الليل دخلت اليه لتوقظه: سليم سليم قوم.
قام مفزوعا وقال بلهفه: انتي كويسه في حاجه حصلت.
مطت شفتيها وقالت: لا مفيش حاجه انا بس نفسي في بطاطا ومانجه.
رد مبتسما: حاضر ادخلي نامي دلوقتي وانا هجبلك الصبح.
ردت بحده: نعم نعم! انت عايز الواد يجيله وحمه في قفاه.
رد باندهاش: في قفاه! وده من ايه انشاء الله؟!.
دهب: بقولك ايه انت لو مش عايز كده هنزل لابوك واقوله وهو مش هيرفضلي طلب.
سليم: وانتي اللي مخليكي واثقه كده انه هيوافق.
ردت بثقه: طبعا ده عمره مارفض لحنان طلب.. عشان بيموت فيها.
سليم: ومالك بتقوليها كده ليه بحرقه.
دهب: اهو قولتها زي ماقولتها، المهم هتجيب ولا.
سليم: هنزل بس مش عشان الوحمه اللي في قفاه ولاعشان تهديدك الاهبل ده.
ردت مبتسمه: ماشي.
وبعد وقت قصير اتي ومعه ماطلبت.. سارت اليه مهروله وفتحت الاكياس بفرحه فوجدت البطاطا نيه فقالت بحزن: دي نيه.
سليم: اكيد مكنتش هلاقي في الوقت ده حد يبيعها مستويه بس انا هشويهالك بسرعه.
زمت شفتيها: طيب.
وبعد ان قام بتسويتها اخذتها منه واكلتها بقشرها بشراهه فقال مصدوما: انتي بتكليها بقشرها انتي مدركه ولا عشان بتتوحمي وكده.
توقفت ونظرت له بذهول: هي البطاطا اصلا بتتقشر، انا طول عمري باكلها بقشرها.
رد ضاحكا: طيب كملي كملي، لو تحبي اجبلك المانجه معاها؟!.
دهب: لا بقي دي هخليها بعد البطاطا هحلي بيها.
وبعد ان اكلت كميه لا بأس بها.. اخرجت المانجه واعطت له واحده واخذت الباقي امامها في طبق كبير ووجدته قام بتقسيمها الي نصفين ثم امنها بالمعلقه فقالت له: انت كده مش هتسمتع بيها.
سليم: هتقوليلي آكلها بقشرها.
دهب: لا المانجه مش بقشرها.. بس قطعها شرايح وكلها كده وهتدعيلي.
رد ضاحكا: طيب هجرب.
وبعد ان اكلا سويا وتجادلا وضحكا كثيرا.. دخل غرفته وتجاهلها مره اخري... .
وفي صباح اليوم التالي.. اتاها اتصالا من نوجه فردت: يخربيت افكارك الجهنميه.
نوجه: مش قولتلك يابنتي.. انا افكاري متنزلش الارض ابدا.
ردت بعصبيه: جتك وكسه.. انا لبستله جلابيه نانسي عجرم وكأني قدام ابو الهول ولا اي تأثر.
نوجه: اهدي بس ممكن عشان حامل وكده... طيب هو حصل ايه بعد كده؟.
دهب بابتسامه: مفيش اتوحمت علي بطاطا ومانجه وجبهملي بس ايه يا بت نزلتهولك علي ملي وشه وجبهم بسرعه.
نوجه: انتي ازاي؟ متستغليش الحكايه دي.
ردت باستغراب: حكايه ايه؟.
نوجه: استغلي موضوع الوحم ده وكل شويه اطلبي حاجه.
ردت ضاحكه: ايوه يابت يخربيت دماغك هعمل كده اقفلي اقفلي.
نوجي: ماشي.
وبعد ان اغلقت معها اتصلت به وقالت بدلال: سليم كنت عايزاك تجبلي ملوحه ورنجه عشان نفسي فيهم اوي.
سليم: ماشي.. تحبي اجبلك حاجه تانيه معاهم.
دهب: لا خلي بالك من نفسك بس بسرعه.
سليم: الله يسلمك.
وبعد ان انجز عمله دخل الي الشقه وقبل ان يبدل ملابسه اعطاها الطعام وقال: جبتلك اللي انتي طلبتيه هدخل اغير وانام عشان مرهق جدا.
وضعت اصابعها علي انفها لتكتم الرائحه وقالت وهي تشعر بالقرف: يلهوي ياسليم ريحتها صعبه اوي.
رد بضيق: نعم ياروح امك بتخليني الف عليها لحد ماجبلك انضف نوع وفي الاخر مش عجباكي.
دهب: لا مانا كان نفسي فيها فعلا بس فجأه لما شميت ريحتها قلبت معدتي، هتلي سمك بقي وخلاص.
جلس وقال: لا لا انا تعبان بكره بكره مش هتفرق.
دهب: لا مش هينفع.
ثم وضعت اصبعها في فمها وقالت بدلال: يرضيك تطلعله وحمه في رجله.
رد ضاحكاً بعصبيه: لا ميرضنيش ازاي؟! سليم باشا الصغير تطلعله وحمه في رجله.
كتمت ضحكتها: طيب هتجيب بقي ولا اروح لعامر.
نزل مره اخري واحضره لها: اتفضلي.
ردت بسرعه: لا انا كنت عايزه.. .
ضرب يده بقوه في الحائط: كنتي عايزه ايه يادهب متجننيش.
دهب: كنت عايزه نوتيلا نفسي فيها اوي.
دخل الي الثلاجه واخرج لها عبوه كبيره من الشيكولاته ووضعها امامها قائلا: كانت في التلاجه بس يظهر انك مخدتيش بالك.. اتفضلي بقي وانا هنام.. تصبحي علي خير.
ضربت الارض بقدمها واكلت منها بحنق ثم نامت.. وفي الثالثه صباحا استيقظت مفزوعه واخذت تسعل بقوه.. وشعرت ان نفسها ضاق بها وكأنها تختنق فهرع اليها واعطاها كوب من الماء لم تأخذه واشارت الي جهاز التنفس خاصتها فأحضره في الحال ووضعه لها وبعد وقت قليل قال بقلق: كده احسن.
ردت وهي تشعر بالراحه: الحمد لله كنت هموت.
قبل يدها وقال: بعد الشر عليكي انشاء الله انا وانتي لا.
دهب: ولا انت ياحبيبي.. خلاص بقي انا بقيت كويسه نام انت.
سليم: انتي بتاخدي الجهاز ده من امتي؟
دهب: من شهرين بس.
سليم: طيب انا هنام جمبك النهارده.. مضمنش تحصلك تاني وملحقيش.
ردت دهب بعناد: بس انا مش عايزه.
جعلها تجلس في السرير وجلس بجانبها: ولا انا عايز.
اعطته ظهرها ونامت... وبعدما غفلت اخذها بين احضانه بقوه ونام بعمق.. .
سما: انا نازله ياماما عايزه اجبلك حاجه معايا وانا جايه.
صفيه: لا ياحبيبتي مش كنتي كلمتي فارس ينزل معاكي.
ردت مبتسمه: انا مش هبعد عن البيت بس كنت ناسيه حاجات ضروريه للبيبي وهنزل اجيبها مش هتأخر.
صفيه: طيب خلي بالك من نفسك.
حاضر.
وضعت صفيه يدها علي قلبها فلقد شعرت بانقباض شديد وقالت: قلبي وجعني كده ليه؟
نزلت سما في شارع مخصص بالكامل لملابس الاطفال وكانت كلما اشترت طقما وجدت اجمل منه ولكنها كانت سعيده بكل ما اشترته واخيرا بعدما شعرت بالتعب الكبير خصوصا انها سارت الشارع الي نهايته طلبت سياره لتقلها الي المنزل مره اخري... .
وفجأه وجدت يد ليست بالغريبه عنها توضع علي عينيها وقال ضاحكا: مفاجأه مش كده.
ازاحت يده بعنف وهي ترتجف: انت عرفت مكاني منين.
نظر الي بطنها وقال بسماجه: مبروك صحيح ولد ولا بنت بقي.
ردت بحده: شئ ميخصكش وابعد بقي.
رشدي بعصبيه: لا يخصني عشان ده كان هيكون ابني ولا بنتي بس انتي خونتيني ودمرتيني.
ردت بصدمه: لا لا انت اكيد مجنون انا خونتك مع جوزي!؟.
رد بصراخ: مش جوزك.. انتي كنتي معاه من زمان وكان بيبصلك كل مره انك بتاعته، كنتوا بتستغفلوني وكمان في الاخر يتصورلي فيديو ذله.
سما بتوتر: طيب لو علي الفيديو متقلقش هخليه يمحيه لما اروح.
اخرج علبه مبهمه من بنطاله وبها سائل مذيب وقال وهو يضحك: لا مانا هاخد حقي ودلوقتي.
ردت بدموع: لا يارشدي ابوس ايدك اوعي تعمل كده انا عمري ماعملت فيك حاجه وحشه وحتي لما كان في ايدي انا عفيت لاني مش اله عشان احاسب الناس... اعفي عني انت كمان واهدي كده وهنتفاهم.
ضحك بسخريه: عدي وقت التفاهم ودلوقتي وقت الافعال.
فتح الزجاجه وسكبها بالكامل تجاه وجهها... فصرخت بكل قوتها تقسم انها صرخت ولكن صرختها لم تخرج من حلقها... .
وفجأه فقدت الوعي تماما... وبعد ان استعادت وعيها قليلا وجدت امرأه مسنه ومعها زجاجه ماء كانت ترش بالقطرات القليله علي وجهها حتي تفيق فقالت المرأه بنبره حنونه: متخفيش ياحبيبتي ابن الحرام اللي كان بيتخانق معاكي رمي ميه النار بس مجتش فيكي من حظك الحلو بس جت علي واحد شكله مهم اوي كان جمبك ومعاه كده ناس حواليه كتير وخدوه معاهم.
لم تصدق سما وكأنها لم تستعيد وعيها كاملا ووضعت يدها علي وجهها لتتأكد علي الرغم من عدم احساسها بشئ... وساعدتها المرأه ووصلتها حتي باب المنزل فصعدت بسرعه وبعدما دخلت رمت الاكياس ودخلت الغرفه واغلقتها خلفها ودخلت الي السرير وغطت نفسها بكل ما طالته يدها وقد كان كل جزء بها.
ينتفض وبكت بقوه والعرق كان ينزل علي وجهها كالسيول.
دقت خالتها الباب عده مرات ولكنها لم تفتح.. فاتصلت بفارس ليأتي ليري ما اصابها وجعلها تأتي هكذا.
_ الو يابني بقولك انت فين؟.
رد بقلق: في الشغل واحتمال اعدي عليكم النهارده.
قالت بلهفه: سما رجعت من بره شكلها مش طبيعي وقفلت عليها الاوضه تعالي شوفها دي مراتك برضه.
فارس: انا جي دلوقتي.
لم يتأخر وجاء اليها بسرعه ولم يدق باب الغرفه بل فتح بالنسخه الاحتياطيه وعندما دخل ازاح عنها الغطاء ووجدها تبكي واسنانها تصطك في بعضها فامسكها من زراعيها وقال برعب: مالك فيكي ايه.. انتي تعبانه اوديكي لدكتور دلوقتي.
لم ترد واستمرت في البكاء فقال: يارب اموت لو متكلمتيش ورحمه امك ياشيخه اتكلمي.
ردت بصوت خرج بصعوبه: رشدي.
صرخ: عملك ايه ابن ال *****.
سما: دلق ميه نار عليا، بس جت في واحد ملوش دخل كان ماشي جمبي.
ترك ذراعيها وفتح احد ادراج مكتبه واخرج مسدسه وقام بتعميره... فركضت امه خلفه: .
الله يخليك يابني متوديش نفسك في داهيه.. كمان سلاحك مش مترخص.
وبعد مشاجره طويله تحاول امه منعه من النزول خرجت سما من الغرفه بصعوبه وقالت ببكاء: الحقني يافارس ميه الجنين نزلت انا شكلي هولد.
ركض اليها وحملها وذهب بها الي اقرب مستشفي لتلد وكان بداخله جمر من النار يشتعل.
وفي اثناء انتظاره بالخارج لولادتها اتصل بسليم: فاكر الزفت رشدي طليق سما.
سليم: ايوه فاكره، ايه اللي فكرك بيه بعد المده دي كلها.
رد بعصبيه: هبعتلك عنوان بيته اللي هو ساكن فيه حاليا وشغله كمان عشان دلوقتي سما بتولد وانا مش هقدر اسيبها.
سليم: اهدي اهدي هجيبهولك متكتف كمان لو عايز، بس قولي عمل ايه.
فارس: كان عايز يشوهها بميه النار بس من رحمه ربنا عليها جت في حد تاني.
رد سليم بضيق: هجيبهولك حتي لو كان فين.
فارس: ياريت.
وبعد مرور ساعتين ولدت سما وخرج الطبيب اليه: الحمد لله الولاده تمت من غير مشاكل هما بس عندهم الصفرا وده عادي هتروح بالرضاعه.. عن اذنك.
فارس: اتفضل.
دخل اليها وجدها علي ملامحها علامات الاعياء الشديده فجلس بجانبها وقبل يديها: حمد الله علي سلامتك يا ام عمار.
ردت مبتسمه: الله يسلمك يابو حنين.
قال بقلق: بقيتي احسن ولا لسه تعبانه.
سما: لا الحمد لله بقيت كويسه بعد ماولدت يظهر ان كان الطلق عندي بسيط قبل مانزل وزاد لما رجعت.
فارس: طيب الحمد لله ربنا يخليكم ليا.
سما: ويخليك لينا يارب.
بعد مرور ساعه جاءت الممرضه بالطفلين بعد فحصهما فأخذتهما وحاولت ان ترضعهما حتي يبعث الله لهما غذائهما في صدرها وبعد محاولاتها ارادات ان تعود المنزل فساعدها علي النزول بعد مجئ نوجه ووالدته فكل منهما كان بيده طفل وتولي هو اسناد سما حتي سيارته وبعدما وصلهم الي الشقه خرج مره اخري ولم يجعلهم ان يعلموا اين سيذهب؟.
وبعد ان نزل وجد سليم بالاسفل فقال له بلهفه: لقيته مش كده.
سليم: لا ملقتهوش.
فارس: هيروح مني فين هجيبه زي المره اللي فاتت.
سليم: علي فكره انا دورت عليه وملقتش غير امه وفي الشقه وكمان كلفت راشد يدور من جهه وانا من جهه، انا ملقتهوش بس راشد.
رد بضيق: راح فين قولي.
قال سليم وهو مبتسما: راشد لما راح وسأل في المكان اللي كانت ماشيه فيه عرف ان الراجل اللي دلق عليه ميه النار حد تقيل اوي وكان معاه الحرس بتوعه خدوه معاهم ومن ساعتها مختفي يعني اعتبره الله يرحمه.
زفر بضيق: الله يحرقه بس برضه قلبي مش مرتاح انا الفيديو اللي كنت رحيم عليه ومكنتش هنزله دلوقتي هنزله علي كل المواقع.
سليم: حقك مقدرش اقول حاجه.
لقد نسي فارس تماما ان يحضر بعض الاشياء الذي كتبها الطبيب فأحضرها وصعد اليهما ففتحت له امه: ايه ياحبيبي كل ده تأخير.
فارس: معلش الصيدليه اللي تحت البيت قفلت روحت لواحده بعيد شويه.. المهم ايه الاخبار.
صفيه: مفيش العيال نايمين وسما نامت هي كمان.
فارس: طيب انا هدخلها.
دخل الغرفه ببطئ شديد حتي لا يوقظها وقبلها من جبينها فشهقت فقال لها بسرعه: انتي خوفتي كده ليه؟! ده انا.
ردت بتوتر: اوعي تكون عملت حاجه فيه، ده ميستهلش تودي نفسك في داهيه عشانه.
وتابعت حديثها وهي ممسكه يده بقوه: احنا محتاجينك وملناش غيرك.
تنهد وقبض علي يدها بقوه: للاسف فلت مني متقلقيش.
تنهدت بارتياح: طب الحمد لله.
وفجأه سمعت صراخ الفتاه فقالت: ساعدني يافارس هتلي الببرونه وحطلي فيها ميه دافيه.
قام من مكانه مسرعا وساعدها علي ارضاعها ووضع وساده تحت يدها ايضا.. وظلا طيله الليله يتناوبان علي طفليهما...