رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال الفصل الثاني
-وصل فارس الي اخر غرفه في الشقه لم يبحث فيها.. وقد ألجمته الصدمه مما رأته عيناه.. فقد وجدها مغطاه بملاءه سرير بيضاء ومملوءه بالدماء.. تجمد مكانه للحظات دون ان يفعل شيئا.. وعندما استوعب الامر ركض سريعا اليها وامسك يدها ليقيس النبض، ووجده ضعيفا جدا.. فاخرج جلباب بيتي، والبسها اياه فوق ملابسها وحملها راكضا بها الي المشفي..
-حتي انه نسي ان يخبر والدته وذهب بدونها...
وقام ب فتح سيارته ووضعها في الكرسي الامامي واحكم عليها حزام الامان...
ادار السياره وكل خليه في جسده تنتفض انتفاضا من كثره الرعب والقلق
فهو لا يتخيل الحياه بدونها مطلقا، وفي ظرف دقائق معدوده وصل الي المشفي واخذ يصرخ علي العاملين بالمشفي... ليسرعوا لمساعدته وفي غضون ثواني كان الطبيب قد جاء وقال له بجديه:
اتفضل انت يا استاذ واحنا هنشوف شغلنا.
-وافق فارس باستسلام وظل في انتظاره وكانه علي جمر من النار...
وبعد القليل من الوقت خرج الطبيب مهرولا وقال: احنا محتاجين اكياس دم كتير غير اللي في المستشفي مش هيكفي... المريضه فقدت دم كتير والتاخير غلط علي حياتها
-رد عليه فارس بلهفه: ممكن تاخد مني انا الدم، احنا الاتنين فصيله دمنا واحده.
الطبيب بعمليه:
طيب كويس اوي الممرضه هتسحب منك الدم
ثم وجه حديثه اليها:
اسحبي منه الدم وتعالي بسرعه ورايا
-بعد ان اخذت الممرضه الكميه المسموحه
قالت لفارس: كده خلاص انا سحبت منك الدم، بس لسه فاضل كيسين.. ياريت تجبهم بسرعه عشان المريضه حالتها متتاخرش
-رد عليها بعصبيه:
بقولك ايه خدي مني الدم اللي هي محتاجاه كله وملكيش دعوه بيا انا مسئول عن نفسي كويس.
-ثم اخرج لها عده ورقات نقديه ووضعها في يدها وقال:
يلا بقي بسرعه انجزي.
-مدت الممرضه يدها واخذت المال بلهفه وقالت: حاضر حاضر.
وبعد القليل من الوقت خرج الطبيب يتحدث مع فارس بكل جديه:
دلوقتي انا مضطر ابلغ البوليس لان ده اعتداء كامل علي المريضه
... و لولا انها كانت حالتها هتسوء جدا مكنتش دخلتها.
-رد عليه فارس وهو يشعر بالاختناق: جوزها هو اللي عمل كده.. وللاسف هرب الجبان..
بس ياريت تعملي تقرير بالاعتداء ده
-رد عليه الطبيب بعدم اقتناع قائلا:
تمام هعملهولك واتفضل حضرتك ادفع الحساب في الحسابات تحت..
وهي اول لما محلول الحديد يخلص تقدر تخدها وتمشي..
عن اذنك.
فارس: اتفضل.
-بعد القليل من الوقت صعدت صفيه الي شقه سما ودقت علي الباب حتي شعرت بالتعب ونزلت مره اخري الي شقتها... واصابها القلق بشده واحضرت هاتفها لتتصل بفارس.. اجرت العديد من المكالمات به ولكن بدون رد مما زاد خوفها عليهما الاثنان... وبعد مرور ساعه وجدت فارس يتصل بها.. وردت عليه مسرعه وقالت بفزع:
فارس ياحبيبي انت كويس فيك حاجه.
رد عليها بهدوء: انا كويس يا امي متقلقيش
صفيه: طيب الحمد لله، بقولك يافارس مشوفتش سما بخبط عليها من بدري مش بترد، وانا قلبي مش مرتاح، عارفه انك مش بتطيق رشدي بس رن عليه شوفهم فين؟
-جز فارس علي اسنانه وقال:
سما معايا يا امي وساعه بالظبط وهنكون عندك متقلقيش.
-ردت صفيه باستغراب وقالت:
معاك معاك ازاي؟! وجوزها فين؟
-رد عليها بنفاذ صبر:
مش وقته يا امي تفاصيل لما هوصل هحكيلك كل حاجه..
صفيه بقلق: طيب ياحبيبي هستناكوا.. مع السلامه
فارس: سلام.
-وبعد القليل من الانتظار خرجت الممرضه لفارس وقالت له:
هي كده خلاص تقدر تروح معاك المحلول خلص، والروشته دي فيها مقويات الدكتور كتبهالها
فارس:
طيب كويس اوي.. شكرا.
-ثم دلف فارس الغرفه ليأخذ سما، فوجدها حزينه شارده، كورده ذابله وعندما رأته ادارت وجهها الناحيه الاخري ودموعها تسيل بصمت... فقد كانت تشعر بالخزي والخجل الشديد ان فارس رآها في مثل هذا الوضع..
عندما وجدها علي هذه الحاله ادمعت عيناه ولكنه مسحها سريعا، وامسك فارس يدها ووضعها بين كفيه وقبلها..
-وقال بعتاب:
مكسوفه مني انا يا سما
فارس اللي مربيكي من وانتي صغيره.. ده انتي بنتي.. حته مني
-ثم اكمل حديثه بحرقه: بس ورحمه ابويا هجيبه.. لو تحت الارض هجيبه
ردت عليه وهي تشهق شهقات متتاليه: كفايه يافارس ارجوك انا بموت من جوايا، متفكرنيش بيه انا عايزه انسي اني شوفته في يوم من الايام
-نظر اليها بحنان وقال: هتنسيه ياحبيبتي هتنسيه، يلا بقي عشان نمشي من المكان الكئيب ده، انا عارف انك بتكرهي المستشفيات.
-سما بخفوت: يلا يافارس انا فعلا مخنوقه.
-قام فارس مسرعا ليساعدها لتمشي، استندت علي يده وكانت متعبه جدا وتشعر بالقليل من الغثيان والكثير من الدوار وبعد اول خطوتين لم تحتمل ووقعت، فانحني فارس مسرعا وحملها الي صدره.. عندما فعل ذلك شهقت سما وقالت:
ايه اللي انت بتعمله ده يافارس
نزلني لو سمحت، الناس هتقول علينا ايه
فارس بضيق: يقولوا اللي عايزين يقولوه.. انا ميهمنيش الا انتي.. فاهمه ولا محتاجه اشرح اكتر.
-لم تجادله سما كثيرا فقد كانت مرهقه جدا فقد مرت بيوم عصيب للغايه، فتركت راسها لتستريح علي صدره الحنون الدافئ...
-بعد نجاح خطه دهب ليهرب العريس بنجاح..
ذهبت الي المنزل وهي تحمل الهم فوق رأسها.. فهي علي الرغم انها التي خططت ليهرب ولكنها حزينه لانها لا تريد ان تؤلم امها.. ف امها تنام وتصحو علي انتظار خبر يوم زواجها..
وما ان خطت عتبه الشقه وجدت امها تحاوط راسها بيديها وتبكي بانكسار وحسره علي ابنتها..
فهبت مسرعه تحتضن امها بشده.. وتبكي هي الاخري
وبعد انتهاء وصله البكاء الثنائيه.
-قالت حنان لابنتها وهي تشعر بالندم لجعلها تخوض التجربه كالمره السابقه عندما رفضها العريس عندما علم ان لديها مشاكل في القلب:
خلاص يادهب من النهارده مش هجبلك عرسان تاني، وموافقه انك تشتغلي ياحبيبتي
-قامت دهب تقبل يد امها وراسها وقالت بفرحه غامره:
ربنا يخليكي ليا ياست الكل وميحرمنيش منك ابدا
ردت عليها متأثره:
ويخليكي ليا يابنت قلبي.
-ركضت دهب الي غرفتها لتجري مكالمه هاتفيه بصاحب اعلان مكتب الترجمه.. ورد عليها في خلال دقائق وقال لها:
معاك مكتب ### للترجمه نتشرف بحضرتك
ردت دهب بلهفه: انا دهب كنت كلمتكوا من فتره عشان كنتوا طالبين ناس بتعرف لغات وانا متمكنه من ٣ لغات وعندي استعداد اتعلم اكتر
-رد عليها ضاحكا: ولو معندكيش لغات حضرتك احنا بنعلمك كل حاجه تقدري تيجي بكره علي عنوان **** الساعه ٨ مساءا.
-ردت دهب باستغراب:
ازاي العنوان ده مش هو اللي كان مكتوب في الاعلان..
-رد متلجلجا:
ما... ما هو احنا نقلنا لمكان افخم
وفي منطقه ارقي..
وملحوظه لسيادتك ممنوع تجيبي حد من اهلك معاكي عشان ميكنش في تكدس في المكان
-مطت دهب شفتيها بضيق وقالت: طيب مش هجيب حد.
اغلقت دهب الهاتف وهي تشعر بالحيره والقلق.. واخذت تفكر هل تجرب حظها وتذهب.. ام تصرف نظر عن هذا المكان المشكوك في امره...
... وفي مكان مكان اخر... في احدي اماكن العشوائيات ذهب (رشدي) ووالدته الي هناك.. لفتره مؤقته.. فمن المؤكد ان(فارس)
لن يهدأ له بال حتي ينتقم منه.. فهو يعلم طباعه الصعبه فهو لايترك حقه هباءا.. اذا ظل ولم يهرب كان سيقتله لا محاله... و كانت هذه الشقه متواضعه للغايه حتي ان امه تزمرت عليه كثيرا.
قالت له:
شوفت مش قولتلك ان دي جوازه سوده مسمعتش كلامي.. وتقولي البت حلوه ومثقفه
-مصمصت شفتيها واكملت
قال ايه بنت ناس قال.. قولتلك هجوزك ست ستها مسمعتش كلامي.. شيل بقي
-رد عليها بعصبيه وقال: ممكن متتكلميش خالص.. كل الليله دي اللي هشيلها فوق دماغي بسببك انتي.
واوعي تكوني فاكره ان فارس مش هيوصلنا دي مسأله وقت مش اكتر
-ردت عليه بعصبيه هي الاخري:
بقولك ايه متوجعش دماغي انا مليش دعوه.. انا كنت بنقذ سمعتك اللي كانت هتدمر.. بسبب ست الحسن والجمال اللي كنت هتتجنن عشان تتجوزها..
-رشدي بضيق: ارحميني بقي كفايه.. عرفت ان كان عندك حق كفايه خنقتيني
ثم اخرج سيجاره ليدخنها وهو يفكر ماذا سيفعل به فارس؟
اذا وجده..
... وصلت دهب اخيرا للمكان المنشود بعدما سألت اكثر من شخص لتصل الي هذا المكان.. صعدت علي السلم وهي تلهث فالدور عالي للغايه ووصلت الي المكتب ودخلت اخذت دور للمقابله.. واخذت تتلفت حولها وجدته مكتب انيق جدا.. وبعد القليل من الوقت وزعوا عليها وعلي كل الاشخاص المتقدمين للعمل مشروب حتي دون ان يسالوها.. هل تريد ان تشرب شئ ام لا؟!
-شعرت دهب بشئ غير طبيعي فلم تشرب المشروب و سكبته في سله المهملات دون ان يلاحظ احد وفي غضون دقائق وجدت كل من حولها نائم علي كتف الاخر.. فمثلت انها مغمي عليها هي الاخري خوفا منهم..
ثم سمعت صوت يبعد عنها بالقليل يقول لاحد اخر يحدثه علي الهاتف: كده تمام يادكتور ادهم معاك ١٢ جثه.. وكل جثه عليها ١٥٠ الف
ويبدو ان الطرف الاخر لم يوافق علي السعر فرد عليه قائلا:
لا يادكتور مش هينفع ١٠٠ الف.
ليه هو انا جايبلك فراخ.. وبعدين براحتك تاخد كليه.. تاخد كبده براحتك علي الاخر انشاء الله تفضيهم خالص انا
مش طمعان المره دي..
-ويبدو ان الطرف الاخر وافق اخيرا
-فرد عليه ضاحكا وقال:
كده تعجبني يا دكتور المره اللي جايه هجبلك ٥٠ جثه..
ثم اغلق الهاتف وخرج من الشقه واغلقها.. شعرت دهب ان الدماء قد هربت منها وكل ذره في جسدها ترتعش بشده.. فقامت ببطئ شديد حتي تتمكن من الهرب وحاولت فتح الباب بكل الطرق فلم تفلح..
و خافت ان تصرخ ان يدخل هذا الشخص فيقتلها في الحال..
فلم تجد امامها سوي النافذه لتخرج منها...
ظلت حنان تأخذ الغرفه ذهابا وايابا... وهي تشعر بالقلق الشديد علي دهب... فقد اتصلت بها عشرات المرات ولم ترد عليها وفي النهايه تم اغلاق الهاتف مما ضاعف احساسها بالقلق.. ادمعت عيناها وقالت:
ياتري روحتي فين يا بنتي؟
اتخطفتي
عملتي حادثه
تعبتي
جيب العواقب سليمه يارب انا مليش غيرها... احفظهالي يارب..
-كانت الافكار السيئه تتزاحم في راسها.. حتي قررت ان تذهب للبحث عنها في العنوان الذي اعطته لها قبل ذهابها...
نظرت دهب من النافذه وجدت المسافه كبيره، واذا سقطت اما ستموت فورا او ستكسر عظامها لا محاله.. وفي النهايه وجدت انها اذا نزلت من النافذه يمكن ان تنجو حتي لو بنسبه ضعيفه.. واذا ظلت لاتعلم ماذا سيفعلوا بها؟
قفزت من النافذه ومسكت ماسوره المياه بكل حرص وظلت تنزل ببطئ شديد وهي تبكي و ترتعش من شده الخوف.. حتي انها تكاد تجزم ان جلد يدها سينسلخ منها
ولكنها حاولت بكل قوتها حتي وصلت للدور الثالث وقد انهارت قواها بالكامل فتركت الماسوره.. وليحدث مايحدث...
وبعدما تركت الماسوره وجدت يد كالكماشه انتشلتها ومن بعدها فقدت الوعي تماما...