رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال الفصل الثامن عشر
مرت ايام عديده... وفي احد الايام استيقظت سما بكسل شديد وقالت بصوت ناعس وهي تتثاوب: ايه ده انت نازل بدري كده.
فارس: اه ياحبيبتي ورايا شغل كتير جدا كنت مأجله.
سما: طيب ياحبيبي هقوم احضرلك الفطار.
بعد ان استعد ووضع العطر الخاص به اتي اليها وقبل جبهتها: تتعوض بكره هنزل عشان مستعجل.
سما: ماشي بس خلي بالك من نفسك ومتسوقش بسرعه.
رد مبتسما: من عيوني.. عايزه حاجه قبل ما انزل.
سما: لا عايزه سلامتك.
بعد ان ذهب فارس الي عمله، وجدت هاتفها يرن باسم دهب فردت: الو يادهب.
دهب: ايوه ياحبيبتي عامله ايه، وحشاني اوي.
ردت مبتسمه: انا الحمد لله تمام، وانتي وحشتيني اكتر.
مطت دهب شفتيها وقالت: طيب بما اني وحشاكي ايه رأيك نخرج سوا عايزه اشتري شويه حاجات.
سما: طيب تمام، تحبي نروح فين.
دهب: مش عارفه بصراحه، بس لو تعرفي مكان حلو هروح معاكي.
سما: طيب، بما انك مش فارق معاكي المكان، في مول *** قريب مننا اكيد هيبقي فيه كل حاجه محتاجاها.
دهب: طيب عشر دقايق واكون جاهزه هعدي عليكي.
سما: ماشي.
بعد وقت قصير ذهبا الاثنان الي المول ودارا فيه في جميع الاتجاهات واشترا عده اشياء.. وبعدها وقفت دهب امام محل ملابس داخليه نسائيه فقالت: بصي هدخل اشتري حاجات من جوه تعالي معايا.
سما: لا انا مش عايزه هستناكي هنا.
دهب: طيب زي ماتحبي.
دخلت دهب المحل واشترت بعض الاشياء وانتظرتها سما بالخارج واثناء انتظارها كانت تعبث بالهاتف خاصه وان دهب تأخرت... فلمحت شخص ما ولكنها كذبت عينيها ودخلت بسرعه اليها وقالت: ايه يادهب اتأخرتي اوي مش يلا.
ردت مبتسمه: لا استني لحظه، بصي كده الحاجات الغريبه دي شوفتي الكرباج ده.
ردت ضاحكه: اه ماله.
دهب: ده اكيد اللي جوزها منكد عليها.. تديه العلقه التمام يرجع كويس تاني.
سما: هههههه ده انتي مشكله.
دهب: ده كمان في كلبشات حلوه اوي للتصوير.
سما: اه فعلا، يلا بقي يا دهب عشان نلحق ناكل وبعدين نروح.
دهب: حاضر، انا خلاص خلصت.
اخذت دهب الاغراض لتحاسب عليها ومعهم الكلبشات... ثم جلسا بعد ذلك في احد مطاعم المول وقالت سما: انا كنت عايزه احكيلك علي حاجه لاني بصراحه مش لاقيه حد احكيله وكمان مش عايزه اتكلم مع خالتي لحسن تقول لفارس.
ردت بقلق: قولي ياحبيبتي اعتبريني زي اختك.
سما بامتنان: اكيد.. المهم دلوقتي انا كنت متجوزه حد اسمه رشدي و...
ثم قصت عليها من بدايه الحكايه حتي الان فشهقت دهب: يانهار طيب انتي ايه اللي خلاكي تردي عليه اصلا.
ردت متوتره: معرفش انا كنت مسحت رقمه من زمان مكنتش متخيله انه هيرجع يكلمني تاني.. انا مش خايفه علي نفسي.. انا بس خايفه علي فارس منه لو حاول يقتله وعليه لو الزفت ده اتهور وحاول يأذيه.
دهب: طيب بصي بقي اسلم حل، انك تغيري رقم تليفونك او تعمليله بلوك وانسي انه كلمك من الأساس.
سما: حاضر هعمل كده.
واثناء حديثهم تأكدت ان من لمحته لم يكن خيال وانه حقيقه فأخذت يد دهب بسرعه: يلا بسرعه نمشي من هنا.
دهب: ليه يابنتي فيه ايه؟.
ردت بصوت متقطع: رشدي هنا انا شفته يلا نمشي.
دهب: طيب يلا بسرعه.
ركضا الاثنان سريعا وكل منهما ذهبت الي منزلها... وبعد ان وصلت سما الي شقتها اغلقت غرفتها عده مرات واخرجت هاتفها الذي لم يفصل لحظه منذ ان غادرت وردت: انا مش قولتلك متتصلش بيا تاني ولا انت عايز ايه بالظبط؟!.
رد ضاحكا: تعرفي لسه نبره صوتك حلوه زي زمان، بس ليه بقيت مهزوزه كده، انتي خايفه مني ولا حاجه؟.
ردت بصوت متقطع: انا لاخايفه ولا زفت وانت مش هتقدر تعمل اي حاجه.. واوعي تنسي اللي عمله فيك فارس او اللي ممكن يعمله.
رد ضاحكا: ولا كأني سامع حاجه، انتظريني قريب اوي هخلي حياتك جحيم.
اغلقت الهاتف في وجهه ووضعته في القائمه السوداء وحذفت سجل المكالمات التي دارت بينهما.
في اثناء الاستراحه الخاصه بعمل فارس جاءت اليه ميار وقالت له: ايه يافارس كل ده ومعزمتناش عندك ده عدي شهرين علي جوازك، انت بخيل ولا ايه؟.
رد مبتسما: لا مش كده، هو بس انا مكنتش عايز اتعبها و احنا لسه متجوزين جديد، بس انشاء الله الاسبوع اللي جاي هعزم كل اللي في المكتب.
ردت بسرعه: طيب تمام ولو عايزني اساعدها انا معنديش مانع.
فارس: لا مش عايزين نتعبك هي هتتصرف.
ميار: شكلك لسه زعلان من ساعه ماكلمتك المره اللي فاتت.
فارس: لا مش زعلان ولو عايزه تروحي تساعديها مفيش مانع بس هقولها الاول.
ميار: طيب زي ماتحب.
انجز فارس عمله... وعاد الي المنزل واستقبلته والدته وسما وقالوا في نفس واحد: حمد الله علي سلامتك.
رد مبتسما: الله يسلمكم.
وجلسوا جميعا علي الطاوله ليتناولوا الطعام وعلي الرغم من عدم قبول صفيه لزواجهم حتي الان الا انهما تشاركا في صنع الطعام بدون اي مشاجره وبعد انهاء الطعام ذهبت سما لتغسل الفارغ ثم دخلت خلفه واحتضنته من الخلف قائله: وحشتني.
ادار جسده اليها وبادلها العناق: وانتي اكتر بكتير.
وبعد ان بدل ملابسه جلس علي الاريكه وحاوط كتفيها قائلا: ايه رأيك لو عملنا عزومه لزمايلي في الشغل الاسبوع اللي جاي، لو حابه هقولهم لو حاسه ان الموضوع مرهق بالنسبالك انا هرفض فورا.
تنهدت وقالت: لا طبعا ياحبيبي اعزمهم عادي اهلا وسهلا بيهم في اي وقت.
قبل باطن يدها وقال: كنت عارف قبل ماسأل بس قولت اتأكد.. تعالي بقي عايزك في موضوع مهم جدا.
ردت مبتسمه: لا مش قادره النهارده.
مسك معصمها واخذها الي السرير قائلا: تعالي بقي متتعبيش قلبي معاكي.
ردت ضاحكه: حاضر.
ومر باقي الاسبوع علي نفس الحال فقد كانا يعيشان بمنتهي السعاده، حتي جاء يوم العزومه فقامت سما بكل حماسه وقامت بتجهيز الاطعمه لتطبخها هي وخالتها وفي اثناء التحضير سمعت الباب يدق فسارت مهروله لتفتح وبعدما فتحت وجدتها فتاه غريبه لاتعرفها فقالت: مين؟؟.
ردت الاخري بابتسامه مزيفه: انا ميار صاحبه فارس في الشغل وجيت بدري عشان اساعدك.
ابتسمت سما باحراج: اه اه نسيت خالص انا اسفه.
ميار: لا ولا يهمك يلا عشان قربوا يوصلوا.
سما: ماشي.
كانت سما طيله جلسه هذه الغريبه معها كانت لاتشعر بالارتياح وبعد ان قاما بتحضير الطعام مع خالتها... دخلت سما لتغسل يدها في المرحاض واثناء غسلها ليدها وجدت ميار في المرآه وفجأه قالت: شهم اوي فارس مش كده.
ردت باندهاش: اه اشمعنا.
قالت ميار بلا مبالاه: لا بلاش لحسن تزعلي.
ردت بحده: لو سمحت وضحي.
ضحكت ميار بسخريه: يعني مش عارفه انه شهم لانه اتجوزك وداري علي الفضيحه اللي حصلت.
ردت بصدمه: نعم! فضيحه ايه دي.
ميار: اولا شكلك متعرفنيش ولا تعرفي ان فارس كان هيتجوزني وفجأه بدون اي مبررات لقيته متجوز وفي وقت قصير كده.
ردت بسرعه: وده ايه علاقته انه متجوزني عشان يداري زي مانتي بتقولي.
ردت ضاحكه: مانا اتأكدت بنفسي ولما سألت عليكي لقيت سمعتك سبقاكي، واللي اكد اكتر واحد من الامن اللي تحت ب ١٠٠ جنيه حكالي كل حاجه تحبي احكيلك قالي ايه.
مسكتها سما من يدها وسحبتها بقوه الي الخارج وصرخت في وجهها: اطلعي بره اياكي اشوفك مره تانيه.
بعدما تركت يدها سما عدلت ملابسها وقالت بابتسامه شماته: هو للدرجه دي الكلام جي علي الجرح فطردتيني عشان ماكملش.
صرخت سما وهي تبكي: بره.
بعد ان خرجت اغلقت الباب بعنف، وفي خلال ساعه جاء فارس والباقيين معه فبعد ان استقبلتهم وجلست معهم علي الطعام كانت صامته بشكل اثار ريبه فارس... وكانت طيله هذا الوقت تسترجع كل ماسبق فوجدت ان هذه المرأه معها حق حيث انها بالفعل كانت تتعرض لنظرات غريبه من سكان العماره ومعهم الامن ايضا.. وكانوا يتهامسون كلما مرت من امامهم...
بالاضافه الي ذلك سرعه زواجها بفارس فقد تزوجها علي عجله بدون خطبه حتي ولو قصيره علي الرغم عدم اجبارها علي الزواج من فارس، وفجأه غير مجري حديثه من مجرد اخوه الي حبيبين... فمن المؤكد انه تزوجها بغرض الستر عليها والحفاظ علي عرضه من ان يتمرمغ في الوحل بعدما اصبحت سمعتها ملوثه.. قاطع تفكيرها خروج الضيوف فبعدما خرجوا ركضت الي مرحاض غرفتها لتفرغ كل مافي معدتها وعندما خرجت وجدته امامها يقول لها: مالك ياحبيبتي انتي تعبانه؟
ردت بصوت منخفض: لا مش تعبانه، بس انا عايزه اسألك سؤال واحد وترد عليا بكل صراحه.
رد بقلق: اسألي.
سما: انت كنت هتتجوز ميار ورجعت في كلامك.
رد باندهاش: ايوه.. من ايام الجامعه كنت بفكر مجرد تفكير اني اتجوزها بس انا روحت اشتغلت في السويس وهي هنا ونسيت الموضوع خالص، بس مين اللي قالك.
ردت بنبره باكيه: مش مهم مين اللي قالي المهم انه صحيح، طيب ازاي؟! انت عمرك ماقولتلي حاجه زي كده ولا حتي لخالتي.
رد بحده: عشان كانت مجرد مشاعر مؤقته وانتهت.
قالت بنبره متوسله: طيب سيبك منها خالص، انتي اتجوزتني عشان تداري علي الفضيحه اللي حصلت من جوازي من رشدي وتستر عليا مش عشان فجأه مشاعرك اتغيرت من انك شايف اني اختك لحبيبتك فجأه.
رد بعصبيه: متنطقيش اسمه قدامي مره تانيه.
ردت بصراخ: مش ده المهم، المهم انه صح انت حتي مانكرتش واعترفت.
ضحك بسخريه وقال: يعني انتي شايفه كده، اني متجوزك شفقه وعشان استر عليكي.
ثم وضع يده علي موضع قلبها: وده مش حاسس اني مش بس بحبك اني بموت في الهوا اللي انتي بتتنفسيه...
ردت بحيره: مش عارفه بس كل اللي اعرفه اني خلاص مش هقدر اكمل... احنا لازم نتطلق وانا هروح لعمي.
بعد ان قالت كلامها ادارت ظهرها لانها لن تتحمل نظره عينيه التي تقتلها حيه... فادارها اليه بعنف وقال: نتطلق!! وعشان ايه انتي اكيد اعصابك تعبانه عشان تقولي الكلام الغريب ده.
ردت بصراخ وهي تبكي: طلقني يافارس بهدوء، انت عمرك ماغصبتني علي حاجه ارجوك طلقني.
ضحك بسخريه: بتترجيني دلوقتي عشان نتطلق وامبارح كنتي بتترجيني برضه بس عشان نتلاحم، علي العموم طالما مش طيقاني اوي كده انا هسيبلك البيت خالص.
ثم تابع بنبره تهديد: واسمعي انا مش هطلقك حتي لو السما انطبقت علي الارض هنموت انا وانتي واسمك مكتوب علي اسمي... انتي فاهمه.
غادر فارس وتركها للنيران التي بداخلها تحرقها ببطئ شديد و.. وقضي ليلته في احد الفنادق القريبه... ولم ينعم اي منهما بلحظه نوم واحده هذه الليله.
استيقظت دهب بكل حماس ونشاط وارتدت ملابس العمل ودخلت غرفه سليم لتوقظه ومسكت بيدها الميكرفون وقالت وهي مبتسمه: الشمس طلعت يازين و انت محمر الخدين.
بعد ان سمع هذا الصوت الجهوري قام مفزوعا: في حد يصحي حد كده.. وبعدين ايه البتاع ده جبتيه امتي؟!.
ردت ضاحكه: جبته من فتره، المهم يلا البس بسرعه عشان نازله معاك النهارده.
رد بضيق: ليه؟ ده انا قولت انك مش هتكملي بعد الاجازه الطويله دي.
دهب: لا طبعا اقعد في البيت واسيبك علي حل شعرك.
اقترب منها وامسكها من تلابيب قميصها: تسيبيني علي حل ايه؟!.
ردت متلجلجه: لا ياسليم انتي فهمتني غلط انا اقصد خايفه عليك من عيون الستات اللي بتجيلك علي طول ياحبيبي.
تركها وحاوط خصرها وقال مبتسما: طالما بتغيري عليا يبقي مفيش مشكله، دقايق والبس وننزل سوا.
ردت بدلال: شوفت انت كنت ظالمني ازاي ياسولي.
رد بصوت مبحوح: شوفت يادهب.
ردت مبتسمه: هنفضل واقفين كده كتير مش هتلبس احنا اتأخرنا جدا.
سليم: ماشي.
بعد ان ذهبا الي العمل سويا، جلست دهب علي مكتبها ووجدت عمل كثير بانتظارها مما جعلها تشعر الندم، فقد اعتادت علي الحياه بدون جهد او ارهاق وبعد وقت ليس بالكثير وجدت انثي تحمل كل صفات الانوثه بكل ماتحمله من معني وقفت امامها وقالت: هاي.
دهب: هاي.
قالت المرأه: مسيو سليم هون بدي ياه في قضيه كتير خطيره.
قامت دهب من مكانها واخذت تتفحصها وقالت: كتير خطيره متأكده.
ردت عليها: كتير اكتر مما بتتصوري بس بدي ادخل بسرعه لاني كتير متعجله.
مطت دهب شفتيها و قالت: للاسف سليم بيه مشي من هنا عزل خلاص.
ردت بقلق: كيف كيف عزل، لارا قالتلي انه اكيد هون.
دهب: اه قولتيلي انتي تبع لارا.
ردت المرأه: اي تبعها.
مسكتها دهب من يدها واخذتها الي الخارج: طيب بصي ياحبيبتي لو جي او اي اخبار وصلتلي عنه هقولك.
ردت بلهفه: طيب هادا الكارت الخاص فيني، ابقي دقيلي اذا اتصل او اذا وصلتك اخبار عنه.
دهب بابتسامه مصطنعه: طبعا ياحبيبتي من غير ماتقولي هكلمك اكيد.
ردت بفرحه: ميرسي لذوقك.
دهب: العفو.
وبعد ان تخلصت منها قطعت الكارت الي اشلاء ودخلت الي سليم مكتبه ومعها القهوه: عملتلك القهوه اهو اي خدمات تانيه.
سليم: لا روحي علي مكتبك وانا لو احتاجتك هكلمك.
ردت بضيق: بقي كده ياسليم، فين ايام زمان قبل مانتجوز كنت مابتصدق ادخل مكتبك.
رد ضاحكا: ولسه ياحبيبتي.. بس قدامي قضيه معقده ومحتاجه تركيز.
دهب: ماشي انا هخرج واسيبك تكمل.
سليم: طيب.
وبعد ان خرجت كانت تتآكلها الغيره من داخلها، وشعرت بالندم علي عدم مجيئها طيله هذه المده... الله الوحيد الذي يعلم هل حاول خيانتها ام لا خصوصا وانه متزوجها علي الاوراق فقط، ولكن كل هذا رغما عنها لاتسطيع نسيان زواجه عده مرات و فكره انه يمكن ان يعرف اخري عليها تكاد ان تحرقها... .
مضي وقت العمل وعادا سويا الي المنزل وبعدما بدل كل منهما ملابسهما اتي الي سليم مكالمه جعلته ينظر اليها بغضب: انتي جتلك عميله النهارده وانتي مشيتيها وقولتلها اني نقلت من هناك.
ردت متوتره: وانت مين اللي قالك.
رد بعصبيه: ليه يادهب، انا قولتلك الا شغلي انا بتحمل غباءك في حاجات كتير لكن توصل لشغلي لا و الف لا.
دهب ببكاء: والله دي مكنش شكلها بتاعه شغل خالص.
رد بحده: والله هي بقيت بالشكل دلوقتي.
تركته ودخلت الي غرفتها واغلقت بسرعه فقال لها: بتهربي يادهب؟! براحتك انا بقي هقعدلك قدام الباب لحد ماتخرجي انا مش ورايا غيرك النهارده.
ردت وهي تشهق: وانا مش هخرج النهارده ياسليم وذنبي هيكون في رقبتك اني اموت من الجوع.
رد ضاحكا بعصبيه: وماله معنديش مانع.
بعد حوالي ساعتين شعرت دهب بالجوع الشديد فنظرت من ثقب الباب وجدته مازال جالسا فزفرت بضيق وقالت: انا هتصرف.
اتصلت بوالدتها وعندما ردت قالت بسرعه: ماما بقولك سليم مجوعني ومش عايزني اكل.. عشان شايف اني تخنت ولازم اخس شويه.
شهقت حنان ووضعت يديها علي قلبها: تخسي هو انتي فيكي حاجه عشان تخسي، انا طلعاله دلوقتي اشوف بيعمل كده ليه.
ردت بلهفه: لا لا مش عايزه اتخانق معاه ياماما، المهم انتي طابخه ايه النهارده.
تنهدت حنان بضيق: محشي ورق عنب وبانيه.
ردت بفرحه: ايوه بقي ياحنون ياقمر انتي تسلم ايدك، انا هربط شويه هدوم في بعض واربطهم بكيس بلاستيك وانزلها وانتي بقي حطي علي قد ماتقدري عشان انا هموت من الجوع.
حنان: ياحبيبتي يابنتي، دقيقه واحده واكون حطالك.
دهب: ماشي وانا مستنيه.
بعد ان اغلقت معها قال لها عامر: كنتي بتكلمي مين.
حنان: شوفت ابنك وعمايله.
عامر: ماله.
قصت عليه كل ماقالته لها فقال: لا لا ملهوش حق انا هكلمه.
حنان: كلمه ياريت.
وصل اليها الطعام الساخن واكلته بكل تلذذ وبعدما قاربت علي الانتهاء وجدت الباب يدق بعنف: افتحي يادهب بدل ما اكسر الباب.
ردت بخوف: لا لا مش هفتح انت عايز تضربني.
رد بعصبيه: مش هضربك يادهب، افتحي عايز اقولك حاجه ضروري.
دهب: قول هنا انا سامعه اهو.
سليم: مش هتفتحي يعني.
دهب: لا.
دخل سليم اليها من الشرفه فتسمرت مكانها من الصدمه وقال لها وهو مبتسما: نسيتي تقفلي البلكونه تخيلي.
قفزت هاربه من امامه وقالت: انت ايه بس اللي معصبك ماللي حصل حصل.
سليم: ردي عليا انا مجوعك وعايزك تخسي.
ردت بصوت متقطع: لا لا مين قال الكلام ده دي اكيد اشاعات مغرضه.
مسك بقايا الطعام وقال: وده اشاعات مغرضه برضه.
دهب: استني بس انا هفهمك.
رد بحده سليم: انا مش فاهم انتي مشيتيها ليه، عشان حلوه يعني وخايفه منها تخطفني منك ولا حاجه.
ردت بضيق: فين الحلاوه دي، علي فكره انا احلي منها بمليون مره علي الاقل انا جمال طبيعي.
رد ضاحكا: انتي عم جمال نفسه انا هدخل انام عشان اتخنقت.
بعدما تركها ودخل غرفته اكلت اظافرها من كثره الاستياء وفتحت الدولاب واخرجت الاكياس منه واخذت منه الاشياء التي اشترتها وطرأت اليها فكره ستجعله يندم عما قاله في حقها زير النساء هذا...
وفي اليوم التالي استيقظت مبكرا وارتدت من هذه الاشياء بيد واليد الاخري هاتفها وسارت علي اطراف اصابعها وحبست انفاسها و عندما دخلت اليه وجدته في سبات عميق.. فاستغلت الفرصه واغلقت يده بها بسرعه وبعدها استيقظ فورا ووجد نفسه علي هذا الحال فصرخ بها: ايه اللي انتي بتعمليه ده.
اقتربت منه بدلال وهمست: اششش.
لم ينطق بحرف حيث انه عندما نظر اليها بتمعن وجدها ترتدي قميص نوم ممن اشترتهم وكانت واضعه علي جسدها احدي الرسومات الجذابه سهله الازاله... وفوق هذا تاركه لشعرها العنان وترتدي خلخالا ذو صوت رنان.
فقد تسارعت دقات قلبه الي حد الجنون وخاصه بعدما ادارت اغنيه واخذت تتمايل بخصرها عليها بطريقه كلها دلال...
كان يقدر ان يكسر هذه اللعبه علي الفور ولكنه انتظر حتي لا تتوقف هي... وبعدما انتهت قالت ضاحكه: عشان تعرف بس ان في كل الي انت بتشوفهم محدش زي ياحبيبي.
قبل ان تخرج قام من مكانه وكسر الكلبشات في الحائط بكل قوته... وعندما رأت ذلك ركضت منه فركض خلفها ومسك يدها وسحبها الي الغرفه مره اخري فقالت باكيه: والله ياسليم ما اقصد سبني ودي اخر مره مش هعمل كده تاني.
رد ضاحكا: ده انتي مش هتعملي بعد كده غير كده.
وبعد ان دخل اغلق باب الغرفه وحملها من الامام حيث كانت ساقيها تحيط خصره وقبلها بكل قوه لهيب النار الذي بقلبه وقال بانفاس حاره: بحبك يادهب.
ردت لاهثه: وانا بعشقك.
ثم اخذها الي السرير وانجرف الاثنان في بحر غريق من الحب لا نهايه له... اما عنها فقد ضاعت فيه فقدت نفسها وروحها وعقلها معه واستمرت ليله مليئه بالعشق الجارف...