رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل السادس والثلاثون
- أدهم وهو يبتلع ريقه قائلا: أنا، أنا مبخلفش يا مريم
- مريم بدفاع: مبتخلفش أيه يا أدهم! فووق ده عقاب أنتا اللي عاقبت نفسك بيه بمزاجك يعني لكن أنتا بتخلف عاادي
- أدهم وقد حرك رأسه يمينا ويسارا وقال: لأ يا مريم أنا مبخلفش بجد أنا كدبت عليكي وقولتلك إني ب عاقب نفسي لكن أنا مولود بعيب خلقي نادر يمنعني من الخلفة.
- مريم والصدمة قد عقدت لسانها: عيب خلقي يمنعك من الخلفة؟طب أزااي وأنا حااامل ي، وقبل أن تكمل حديثها قالت والحزن يكسو ملامحها وصوتها: أدهم أنتا بتشك فيا إني خنتك يعني؟
- أدهم باندفاع: لأ طبعا مستحييل، أنا أشك فيكي أنتي! لا يمكن أنا لو شكيت ف نفسي عمري ما أشك فيكي أنتي أبدااا بس أنا مش فاااهم حاجة
- زفرت بإرتياح قائلة: خلاص ممكن نعمل تحليل DNA عشان تتطمن وتبقا مرتاح أكتر.
- أحنا فعلا هنعمل تحليل بس مش DNA هعمل تحاليل ليا أنا
- مريم بحيرة: أنا مش فاهمة أي حاجة أنتا ليه كدبت عليا يا أدهم وكدبت ف أيه بالظبط؟
- هحكيلك وأفهمك كل حاجة بس لازم الأول أروح للدكتور وأعمل التحاليل عشان أفهم أزاي ده حصل.
خرج من عيادته وهي معه وتوجها حيث طبيب متخصص في أمراض الذكورة والعقم أخبره أنه متزوج منذ ثلاث أعوام ولم ينجب حتى الان وزوجته قامت بعمل التحاليل والفحص ولم يكن لديها أيه مشاكل لذا أتي ليخضع هو الآخر للكشف قام الطبيب و فحصه وطلب منه أجراء بعض التحاليل التي تستغرق حوالي أسبوع لمعرفة النتائج النهائية...
مرت تلك الفترة عصيبة على كلا من الزوجين كان هو دوما شارد الذهن وهي تنام بجواره في صمت قررت ألا تلح عليه في معرفة الحقيقة حتى يطمئن قلبه ثم تسأله وتقرر ماذا ستفعل معه؟...
بعد مرور الأسبوع ذهب أدهم للطبيب وأصرت هي على الذهاب معه لتستمع لما سيدور بينهما ومع ألحاحها وافق على أصطحابها وإن كان لا يرغب في ذلك....
وهناك تفحص الطبيب نتائج التحاليل ونتيجة الكشف السريري ثم خلع عويناته ووضعها على مكتبه وقال بعملية:
- حضرتك معندكش أي موانع للخلفة خالص قدرتك الانجابية كويسة جدا ومعندكش أي مشاكل
- أدهم بتعجب: حضرتك متأكد؟ يعني أنا مش عندي أي مشاكل ولا عيوب خلقية تمنعني من الخلفة
- الطبيب بثقة: لأ طبعا مش عندك حاجة زي ديه.
- حضرتك أنا عملت تحاليل من فترة وكانت النتيجة إني مقدرش أخلف بسبب مشاكل وعيب خلقي مولود بيه يمنعني من الخلفة وديه كانت نتيجة الفحوصات اللي عملتها ف أمريكا قبل كده قالها وقد أعطاه ملف طبي يخصه.
- الطبيب وقد أرتدي عويناته مجددا وألقى نظرة سريعة على الملف إلى بين يديه: مستحييل يا دكتور التقارير ديه تبقا بتاعتك الحالة الموجودة قدامي ف الملف ده مستحيل تخلف لانها حالة نادرة من العقم وعيب خلقي نادر وحاجة زي كده مبتتعالجش ومبتختفيش ومختلفة تماما عن حالة حضرتك اللي نتيجتها قدامي يعني ممكن تكون التحاليل أتلغبطت مثلا و الدكتور غلط أو أي حاجة غير اللي أنتا بتقوله ده حضرتك سليم 100% وتقدر تخلف ف أي وقت بإذن ربنا طبعا بس أنا بكلمك من الناحية الطبية.
- أدهم بفرحة: شكرا جدا لحضرتك
- الطبيب: العفو
أستأذن أدهم وأنصرفا معا ثم انطلقا عائدين نحو شقتهما وما أن دلفا البيت حتى جلست مريم على أقرب مكان وجلس هو بجوارها والفرحة تملأ كيانه ف زوجته ومحبوبته تحمل في أحشائها طفلا منه كم كان يتطوق لهذا الأمل الذي ظنه يوما مستحيل لكنه حتى الآن لا يعلم كيف حدث هذا اقترب من زوجته وقد وضع يده على بطنها كأنه يلامس جنينه وقال والسعادة تطل من عينيه:.
- مريومة حبيبتي أنا هبقا أب ل طفل منك أنا مش مصدق بجد ده كرم كبيير أووي من ربنا
- مريم بابتسامة مقتضبة: الحمد لله
هم بأن يضمها إليه لكنها ابتعدت عنه وهي تنظر داخل عينيه قائلة:.
- متهيألي إني دلوقتي لازم أعرف كل حاجة الحقيقة كلها يا أدهم أنا استحملت الأسبوع اللي فات ده عشان مضغطش عليك لكن لازم أعرف ليه جوزي حبيبي وابن عمي كدب عليا وكدبت عليا ف أيه بالظبط؟ كل حاجة يا أدهم ومش هقبل بأي كدب تاني فاهمني؟.
- أدهم وقد أخرج من صدره زفرة حارة وكأنه أراد بها أن يخفف من حمله الذي أنقض ظهره ثم قال: لما سها جاتلي عشان تسيبني وواجهتها بأني عارف أنها على علاقة بالدكتور بتاعها ومأنكرتش أتجننت عليها كنت هخنقها وأموتها الحاجة اللي خلصتها من أيدي لما قالتلي فجأة أنها عايزة تتجوز وتخلف وأني مش هقدر أحققلها ده عشان أنا مبخلفش لما قالت كده الصدمة شلتني بعدت عنها وسألتها مبخلفش أزاي وهي عرفت منين؟ قالتلي أن التحاليل بتاعت الجواز اللي عملناها نتيجتها طلعت وهي استلمتها وطلع أن عندي عيب خلقي يمنعني من الخلفة وملهوش علاج يعني هفضل عقيم وهي مش ذنبها عشان تتحرم من الأمومة وقالتلي أنها مكنتش عايزة تقولي عشان متجرحنيش مكنتش مصدقها مشيت وسابتني وأنا تحت تأثير الصدمة تاني يوم لقيتها بعتتلي نتيجة التحاليل على البيت وأتأكدت من كلامها وبعدها أتجوزت دكتورها وبعد فترة زي مقولتلك كان جوزها مسافر وجت فعلا وقالتلي إني وحشتها وفكرت ف الانتقام زي محكيتلك وفعلا قربت منها وكنت خلاص على وشك أرتكب خطيئة كبيرة أوي في حق نفسي لكن تليفوني رن وكأن الرنة ديه جرس الإنذار اللي فوقني حسيت أن ربنا يحبني لانه وقتها حررني من شيطاني اللي كان مسيطر عليا.
ووقفت لحظة افتكرت فيها أن ربنا شايفني وأنا بعمل كده حسيت وكأن حد ضربني على دماغي فوقني للي كنت هعمله بعدت عنها وهي بتحاول تشدني بكل طريقة عشان مسيبهاش لكن قاومتها وسيبتها وأنا قرفان منها ومن نفسي طردتها فعلا ورميتلها هدومها وقفلت الباب ف وشها بس من غيرما أزني بيها وحمدت ربنا أنه أنقذني قبل ما أغرق في الوحل وأنه نجاني منها ومن شيطاني اللي صورلي إني بكده كنت هنتقم منها، بعدها بفترة فعلا رجعتلي لكن قالتلي أنها حامل من جوزها وأنهم مش متفقين وإنها عايزة تجهض الجنين رفضت وزعقتلها وطردتها تاني مرة لكن رجعت وفضلت تتوسل عشان أجهضه وهي بتعيط وقالتلي الحقيقة أنها غلطت مع واحد غير جوزها وأن جوزها لسة مسافر ولو عرف أنها حامل هيعرف أنها خانته وهيطلقها وهتخسر كل حاجة ومش هتعرف تروح لحد تاني لانها متعرفش حد وتخاف لو راحت لأي حد جوزها يعرف قرفت منها أكتر وقولتلها إني مش عايز أشوف وشها وأنها لو جت تاني أنا اللي هفضحها بنفسي واقول لجوزها كل حاجة وقفلت الباب بعد ما خرجتها من بيتي ومن حياتي كلها.
يومها صليت وحمدت ربنا كتييير وعرفت أنه نجاني منها وإنها كانت شر كبيير وإني حتى لو اتوجعت من حبي ليها ومن خيانتها ليا ف أكيد أرحم من إني أتجوز واحدة زيها بس ديه كل الحقيقة والله العظيم وما كدبت عليكي ف كلمة
- مريم بصدمة: يعني أنتا مش زاني ولا قاتل؟ يعني مزنتش بيها ولا قتلت أبنك؟
- لأ والله ما حصل أي حاجه من ديه.
- مريم بدهشة ممزوجة بغضب: وليييييه؟ ليه يا أدهم كدبت عليا وقولت كده! تتهم نفسك بارتكاب كبيرتين من الكبائر عشان أيه؟
- أدهم بخزي: عشان متعرفيش إني مبخلفش
- مريم وقد رفعت حاجبيها بدهشة قائلة: عشان معرفش أنك مبتخلفش تقول على نفسك كده؟!.
- أدهم وقد تنهد تنهيدة طويلة: أه يا مريم، أنا أول ما أتجوزتك كنت خايف خايف أتوجع منك أنتي بالذات خيانتها كانت وجعاني أووي بالرغم إني عارف ومتأكد أنك مش خاينة بس مكنتش قادر أمنع نفسي من الخوف ده...
هي عايرتني بعجزي مكنتش هقدر أعيش الاحساس ده مرة تانية ومن مين منك أنتي عقلي كان بيقولي أنك مستحيل تعملي كده زيها بس صدقيني صعبه عل الراجل ومش أي راجل لا صعيدي كمان أن يقبل بفكرة عجزه ويصرح بيه عادي قبلت أتهم نفسي ب حاجات معملتهاش أهون من إني أتعري بضعفي قدامك...
حاولت كتير محبكيش حاولت أهرب من نفسي ومن حبي ليكي لكن مقدرتش وقعت وأتأكدت إني حبيتك لكن وقتها بردو عرفت قد أيه موضوع أنك تبقي أم ده مهم بالنسبالك حاولت أبعد وأقاوم كتييير كل مرة كنت بصدك فيها كنت أنا عايز القرب ده أكتر منك لكن مكنتش عايز أبقى أناني وأحرمك من أمومتك كنت بدوس على قلبي وبقنع نفسي إني بعمل الصح إني بضحي عشان تعيشي أنتي مبسوطة وتبقي أم بس كنت كل أما اتخيل أنك هتكوني ل راجل تاني غيري كنت بتجنن يا مريم كنت بتوجع كان أهون عليا أموت من إني أسيبك ل راجل تاني كنت بقول لنفسي أقولك ,أخيرك بس بردو كنت بخاف، بخاف تفضلي معايا شفقة بخاف تندمي بعد كده على أختيارك ده ولما أصريتي تعرفي سري كملت اللي حصل بجزء من تأليفي عشان محسش للحظة واحدة إني صعبان عليكي و إني عاجز قدامك أنا متحملتش النظرة منها ذبحتني بيها وأنا محبتهاش قدك لكن من أني كانت هتبقي القاضية.
- مريم بدهشة: عشان متحسش أنك عاجز قدامي وإني مكملة معاك شفقة تتهم نفسك أنك زاني وقاتل!وهو لما تبقا كده مكنتش ضعيف وعاجز قدامي على الأقل لو كنت مبتخلفش ده شيء خارج عن أرادتك لكن كونك زاني أو قتلت ابنك ده شيء ليك دخل فيه وذنب مش سهل أني أسامحك عليه ومع ذلك سامحتك تفتكر كان أنهي أصعب عليا إني أعرف أنك مش عايز تخلف بمزاجك وأفضل متعشمة بأمل أنك ممكن تسامح نفسك ف يوم من الأيام؟ ولا إني أعرف أنك مبتخلفش وأقف جنبك بمزاجي وأرضى بقضاء ربنا وقدره وأحمد ربنا على جوزي حبيبي اللي هيكونلي زوج واب وابن؟.
- مكنتش عايزك تفقدي الأمل حتى لو مكنش هيتحقق بس يفضل جواكي يطمنك.
- مريم بعصبية: قصدك يوجعني ويحرقني كل يوم أنتا عارف أنتا عملت فينا أيه ضيعت علينا 3 سنين من عمرنا ف وجع وتعب وجعت قلبي وقلبك على مفيش لو كنت من الأول قولتلي الحقيقة كنت أصلا مش هقتنع بالهبل اللي هي قالتلهولك وكنت هقولك نروح نكشف وساعتها كنا هنتأكد أنها كدابة وقالت كده عشان تنجي نفسها منك أزاااي مفكرتش كده عشان جبتلك شوية ورق سهل أي حد يفبركه.
- كنت مصدوم ومتوقعتش أنها بالحقارة ديه وبعدين أنا روحت المعمل بنفسي وأتأكدت أن نتيجة التحاليل ديه من عندهم
- مريم بسخرية: والله متوقعتش! كنت مستني تعمل أيه عشان تتأكد؟ واحدة زانية ومعترفة بدل متستر نفسها وبعدها جت عرضت نفسها عليك وبعدها حامل من راجل غير جوزها مستني تعمل ايه تاني عشان تشك فكلامها؟ وبعدين سهل أوي تدي لأي حد فلوس وتقوله يقول كده
- خلاص يا حبيبتي أنسي بقا اللي فات مات.
- مريم ساخرة: مات! لأ يا أدهم اللي فات مماتش اللي فات عذبني وجعني أوي كنت بتتهمني بالكدب وطلعت أنتا الكداب
- أدهم برجاء: كنت خايف أخسرحبك، كنت خايف حبك ليا يتغيرلما تعرفي الحقيقة و يبقا مجرد عطف وشفقة عليا مكنتش هستحمل منك أبدا النظرة ديه ممكن أستحمل أي حاجة إلا ديه.
- أنتا كل شوية كنت بتقولي لازم نتطلق يعني كنت طول الوقت مستعد تخسرني مفكرتش لحظة واحدة إني ممكن ف مرة من المرات الكتيير كنت فعلا أصريت على الطلاق كنت هتستحمل أكون لغيرك؟
- لأ لأ، يا حبيبتي والله مكنتش هستحمل بس كنت عايزك مبسوطة كنت بضحي بيكي عشانك أنتي عشان تحققي اللي كنت فاكر إني مقدرش أحققهولك...
- مريم بحدة: كدااااب كنت بتضحي بيا عشان نفسك أنتا أناني أوي يا أدهم عشان كنت خايف أشوفك ضعيف أو عاجز عيشتني ف كل الوجع ده مصعبتش عليك وأنا مرمية ف المستشفى ف غيبوبة عشان مش قادرة أصدق أن حبيبي زاني وقتل ابنه مصعبتش عليك وأنا واقفة قدامك وحاسة إني شايفة الحقير اللي كنت متجوزااه قولي أزاااي قدرت تعمل فيا كده.
- متظلمنيش يا مريم أنا كنت بموت علشانك والله ولما جتلك المستشفى كنت هقولك الحقيقة بس خفت ومقدرتش خفت متسامحينيش على كدبي عليكي وخصوصا انك أتأذيتي بسبب كدبتي ديه والله أنا ك...
- مريم مقاطعه: خلاااص يا أدهم خلص الكلام وانتهى وقته ثم أطلقت من صدرها زفرة حارة وأردفت باصرار أنا المرادي بقا اللي هقولها والمرادي بقا مش هرجع ف قراري ده أبدا طلقني يا أدهم.
- أدهم بصدمة: أيه أطلقك دلوقتي؟ بعد ما بقيتي حامل وعرفتي إني بريء؟!
- أه وعرفت كمان أنك كداب ومخادع
- سامحيني مكنش قصدي والله بس أنا مستحيل أطلقك مستحيل أخسرك بعد ما بقا جواكي حتة مني
- كنت خايف تخسرني زمان وهتدوق من نفس الكاس اللي يا ما شربتني منه هتطلقني وده مش قرارك ده قراري أنا ومش هتنازل عنه علشان تعرف اخر غشك ليا أيه.
- فوقي أنا أدهم، أدهم حبيبك يا مريم أدهم حضنك وسكنك أدهم أمانك وفوق ده كله أدهم أبو ابننا أو بنتنا هتضحي بكل ده ليه يا مريم؟
- عشان مش هقدر أثق فيك تاني أبداا مش هقدر أصدقك ف أي حاجة
- أنا مقدرش أعيش من غير روحي وأنتي روحي عايزة تحرميني منكوا ليه؟ أنا مش هطلقك
- مريم بتحدى: لأهتطلقني ولو متطلقتنيش مش هخليك تخسرني بس لأ وهتخسر ابنك أو بنتك كمان
- أدهم وقد عقد حاجبيه في دهشة: هخسرهم أزااي؟.
- مريم بثبات: هجهضه
- أدهم بخوف: أيه؟، تجهضيه؟، مستحيل! أنتي لا يمكن تعملي كده أنا عارف أنك بتخافي من ربنا مستحيل تغضبيه وتقتلي ابننا
- قالت وكأن الشيطان يحاوطها بوساوسه: هبقا استغفر، صدقني يا أدهم لو مطلقتنيش هعملها ودلوقتي بقا أنا مش هقعد هنا ثانية واحدة هروح بيت بابا ومش عايزة نقاش في الموضوع ده وعايزة ورقتي في أقرب وقت أنا مش هستنا كتير.
- أدهم محاولا امتصاص غضبها: طيب بصي روحي شقة باباكي زي ما أنتي عايزة وأهدي براحتك وأنا هستناكي لحد ما تهدي وترجعيلي
- مريم بحدة: مش هرجع وهتطلقني
- أدهم برجاء: طب بصي خدي وقتك بس وفكري خدي مهلة عيدي فيها التفكير ف قرارك ده ولو لسة متأكده أنك عايزة تطلقي هعملك اللي أنتي عايزاه
- المهلة ديه ليك أنتا بس أنا مش هستنا كتير، ودلوقتي بقا بعد أذنك.
- طيب هوصلك لحد البيت مش هينفع تروحي لوحدك ولا تسوقي وأنتي كده
- لأ مش هتوصلني
- أدهم بحدة وحزم: لأ هوصلك وإلا مش هتتحركي من هنا براحتك بقا
مريم وقد ادركت أن زوجها لن يتركها تنصرف إلا لو أوصلها بنفسه فرضخت ل رغبته أعدت حقيبتها سريعا وكانت مازلت ترتدي ملابسها هبطت الدرج معه وأصرت أن تركب سيارتها وأن يأتي هو خلفها بسيارته وافق على مضض حتى لا يضغط عليها أكثر فلقد كانت في أوج غضبها منه....
وصلا معا حيث بيت عمه حمل عنها الشنطة وصعد معها حيث الشقة وما أن وقفا أمام الباب حتى أخذت منه الشنطة وأغلقت الباب وهو خلفه..
هبط أدهم الدرج مرة آخري وذهب لشراء بعض الأطعمة والأدوية ل زوجته وعاد إليها ثانية.
سمع صوت بكاؤها فانفطر قلبه عليها وخاصة أنه السبب في ذلك دق جرس الباب فتحت له وهي تحاول أن تخفي دموعها عنه لم تعلم أنه سمعها وحتى لو لم يسمعها فيكفيه نظره واحدة منها حتى يعلم ما تعانيه ف هي من هؤلاء البشر الذين تستطيع أن تقرأ في وجوههم كل ما يشعرون به دون التفوه بكلمة لأن ملامحهم تنطق بما يختلج في صدورهم هؤلاء لا يستطيعون أخفاء مشاعرهم قط....
لم يعلق أدهم بل أعطاها الطعام وأخبرها أن الشنطة الآخرى تحمل بعض الأدوية التي لابد أن تأخذها بانتظام للحفاظ على سلامتها وسلامة جنينها أخذت الشنطتين منه دون أن تنبس ببنت شفة واغلقت الباب مرة آخرى...
هبط من عندها حزينا لحزنها نادما على كدبه عليه يشعر بالغضب الشديد تجاه سها تلك الفتاة التي تسببت له في الكثير من الأوجاع وإلى الآن مازلت تؤذيه حتى بعد أن خرجت من حياته....
لم يقوى على العودة لبيته وترك زوجته في بيت أبيها بمفردها كانت الأفكار تتصارع في رأسه ترى كيف ستقضي ليلتها بدونه؟ هل ستبقى خائفة وهو بعيدا عنها؟ هل لو طرق أحدا بابها ستفزع كما كانت دوما قبل أن تسكن بين أحضانه؟ماذا لو شعرت بتعب؟ من سيسرع إليها لينقذها؟ هل ستأكل من الطعام الذي أحضره إليها؟ وهل ستأخذ الأدوية؟ قد يصيبها هبوط بسبب ضغطها الواطي دوما ف ماذا سيحدث لها إن سقطت على الأرض مغشيا عليها؟ أفزعه تفكيره هذا ف هبط من سيارته واغلقها وعاد مرة آخرى إليها لكنه لم يطرق بابها بل جلس على الدرج أمام باب شقتها ليكن إلى جوارها إذا حدث لها أي شيء يكن هو أول من يهرع إليها كان يود أن يخبرها أنه نائم أمام باب شقتها لتطمئن لكنه خشى إن علمت ذلك اعترضت وأصرت عليه أن ينصرف لذا لم يخبرها بذلك لكنه أرسل لها رسالة قائلا فيها ما يلي حبيبتي أنا بجوارك ف لا تخافي ونامي مطمئنة وأن أحتجتي إلي ف أنا في سيارتي أسفل منزلك سأبيت ليلتي هنا لأنني لن أقوى على فراقك وتركك وحدك.
وما أن جاءتها رسالته حتى شعرت بالحزن لأجله لكنها لم تخرج للشرفة لتراه حتى لا يراها هو الآخر ونامت مطمئنة بعد رسالته تلك لأنها كانت قلقة ف هي قد اعتادت على الامان الذي شعرت به في كنفه.
نامت ليلتها وفي الصباح بينما همت ب فتح باب شقتها ل تذهب لجارتها تطمئن عليها وتستأنس بها وجدته نائما على السلم أمام باب شقتها يتوسد يديه ويتغطى بجاكيته صعقت حينما رأته كذلك رق قلبها له وتسائلت هل قضي ليلته هكذا يبدو أنه متعب الآن، لكنها عادت وتمالكت نفسها وربطت على قلبها في تلك اللحظة فتح أدهم عيناه وجدها أمامه واقفة وهي تنظر إليه في ذهول وقد لمح بعض الاشفاق في عينيها لكنها كانت تحاول أن تخفيه نظرت له متسائلة:.
- ممكن أعرف أيه اللي نيمك هنا كده؟
- أدهم برقة: مقدرتش أروح وأسيبك لوحدك كنت خايف عليكي
- مريم محاولة ربط جأشها ف ضحكت ساخرة: هههه خايف عليا ولا على ابنك ولا بنتك اللي ف بطني؟متحاولش تخليني أغير قراري مهما عملت مش هرجع عنه ف متتعبش نفسك على الفاضي
- ابني أو بنتي دول أنا مشفتهومش ومتهيألي من قبلهم وأنا بخاف عليكي وأنتي متأكده من كده فمتحاوليش أنك تستفزيني
- أتفضل بعد أذنك روح.
- حاضر بس أنتي كنتي فاتحة الباب ورايحة فين؟
- نازلة عند جارتي
- طيب خدي بالك من نفسك
- مريم قد أماءت رأسها دون أن ترد.
انصرف إلى عمله ف المستشفى وذهنه مشغول ب معشوقته التي تركها وحيدة وأخيرا وجد حل ل يطمئن عليها طيلة فترة وجودها في بيت والدها أتصل على أم محمد التي كانت تأتي لتنظف له الشقة وطلب منها أن تجلس مع زوجته في شقة والدها كانت أم محمد قد زوجت ابنتها الوحيدة وابنها قد تزوج وسافر في بلد عربي وهي تجلس في شقتها بمفردها لم تمانع ووافقت على طلبه مقابل راتب شهري قد عرضه عليها وفي المساء ذهب ل مريم وهي معه وأخبرها أنها ستجلس معها وترعاها طيلة فترة وجودها هنا وانصرف تاركا إياها عائدا ل شقته بناءا على رغبتها....
مرت الأيام وهو يأتي ل زيارتها كل يوم صباحا قبل أن يذهب لعمله وليلا بعد أن ينتهي منه وهي في كل المرات ترفض أن تقابله كانت أم محمد فقط هي من تقابله وتتحدث إليه وتطمئنه عليها وكان يترك معها كل يوم رساله تعطيها لها، كان يكتب إليها عن شوقه وحبه لها عن طفلهما القادم عن كرهه لشقته لأنها لم تعد فيها عن أنه لم يعد يستطيع أن يغمض عينيه إلا أذا احتضن شيئا يخصها حتى يشبع صدره من رائحتها حتى عن عمله كان يحكي لها ما يمر به في يومه، كان يخبرها أنه يفتقد لوقوفهما معا ف المطبخ لاعداد الطعام وقال لها أنه منذ اليوم الذي تركته فيه لم يدخل المطبخ ليطبخ طعاما قط بل يشتري طعاما جاهزا حتى لا يشعر بالوحدة دونها واخبرها أيضا أنه لم يعد يرى اصدقاؤه الشباب وأنه يحبس نفسه بين عمله وبين زيارته إليها وانه سيظل هكذا وسيحرم نفسه من كل شيء يحبه حتى تعود إليه كما أخبرها أنه يعلم أنها ستسامحه ف يوم ما حتى وإن طال سينتظره يعلم أن قلبها الذي أحبه لن يخذله ألبتة وسيغفر له ذنبه الأخير....
كانت تقرأ خطابته وتبكي كثيرا هي أيضا تشتاق إليه لكنها مازلت مجروحة منه متألمة لما فعله بها لمجرد خدعة من فتاة حمقاء لذا ظلت على جفائها معه ولم ترضى أن تخرج إليه حينما يأتي ليطمئن عليها وتظل حبيسة غرفتها حتى ينصرف وحينما كان يعصف الشوق بها تنظر إليه من ثقب الباب لتروي ظمأ قلبها وتكحل عيناها برؤيته....
وفي إحدى الأيام شعرت بدوار شديد من أثر الحمل وقلة الأكل والضعف التي هي عليه ف سقطت مغشيا عليها أتصلت أم محمد ب أدهم وأخبرته ف أتي إليها في وقت قياسي كانت قد فاقت لكنها مازالت تشعر بالدوار ف حملها رغما عنها ووضعها على الفراش وقاس ضغطها فوجده منخفض بشدة وكانت تحتاج ل تعليق بعض المحاليل فقام بذلك وظل بجوارها حتى نامت وحينما تأكد من أستغراقها في النوم ظل يمعن النظر فيها لقد شعر ب حنين جارف إليها وضع قبلة رقيقة على جبهتها ففتحت عيناها نظر داخلهما وكأنه يستجديها بنظرته ل تلين ثم قال برجاء:.
- مش هتسامحيني بقا؟
نظرت له بقوة مصطنعة ثم أماءت رأسها بالرفض وترقرقت في عيناها دمعتين فأبت أن يسقطا فأدارت وجهها للناحية الآخرى فعلم أنها لم تسامحه حتى الآن...
ثم طلبت منه أن ينصرف ويتركها وبالفعل حينما أطمأن عليها رحل وتركها حتى لا يؤذي نفسيتها خاصة أنه يعلم أنها تمر بمرحلة تقلب هرمونات بسبب الحمل...
مر أكثر من شهر وهي مازلت على عنادها أما هو فلم يمل من المحاولة.
وفي إحدى الأيام وجد اتصالا هاتفيا من صديقه حازم كان يظن أنه سيلح عليه في الحضور إلى بيته للخروج من تلك الحالة ف الكل يعلم أن مريم تريد الطلاق لكنهم لا يعلمون سبب هذا وبالطبع لم تخبرهم هي بشيء وايضا هو لم يتحدث في الأمر...
حينما أجابه أدهم بعد عده اتصالات قال له حازم بغضب:
- أيه يا عم أدهم لازم أتصل بجنابك مية مرة يعني عشان ترد عليا
- أدهم بضيق: في أيه يا حازم؟.
- أنا وليلة متخانقين وعايزك تيجي عشان مطلقهاش دلوقتي
- بالله عليك يا حازم بلاش هزارك ده وبعدين انتا ومراتك أعبط من بعض ومش ناقص تفاهتكوا بجد
- تفاهتنا يا تافه ماشي يا صاحبي طب على العموم قوم أحلق دقنك وألبس حاجة حلوة كده وتعالى عشان مريم هنا بتحاول تحل مشكلتنا التافهه يعني لو حابب تشوفها ويمكن ربنا يقدرنا نعمل حاجة أنا ومراتي التافهه يا أدهم بيه ونحل مشكلة العاقلين اللي زيكوا.
- أدهم بفرحة: بجد بجد يا حازم مريم عندكوا؟
- أه والله هنا أخلص بقا وتعالى قبل ما تمشي
- حاضر ثواني هلبس واظبط نفسي وأجيلكوا أوعى تخليها تمشي يا زوما والله أنتو أعقل تافهين في الدنيا
- حازم وقد عقد حاجبيه ف دهشة: أعقل تافهين؟ حلووة جديدة ديه يلا يا بيه أنجز.
أغلق أدهم الخط وحلق ذقنه سريعا وتأنق في أختيار ملابسه وإن كان دوما أنيق ثم هبط الدرج مسرعا وركب سيارته متجها نحو منزل صديقه لرؤية زوجته ومحبوبته وما إن وصل حتى أستقبله صديقه بترحاب سأله عن مريم فأخبره إنها في غرفة النوم مع ليلة وما إن سمعت صوته حتى خرجت غاضبة وقالت وهي تنظر ل ليلة بغيظ
- يعني أنتي جايباني على ملا وشي وتقوليلي يا تلحقيني يا متلحقنيش وهنطلق ومعرفش أيه وأنتو متفقين معاه؟.
- لأ والله هو متفقش معانا أحنا اللي فكرنا نجمعكوا أهوه تتكلموا مع بعض شوية
- مفيش حاجة بينا نتكلم فيها يا حازم موضوعنا منتهي
- أدهم وقد نظر ل حازم: بعد أذنك يا صاحبي ممكن تسيبونا لوحدنا شوية؟
- حازم: طبعا يا حبيبي البيت بيتكوا يلا يا لي لي
دخل حازم وليلة غرفتهما وظلت مريم أمام أدهم الذي قال بحنو ورقة شديدة:
- وحشتيني أووي يا مريومة معقوول موحشتكيش شهر بحاله مش كفاية عشان تسامحيني.
- مريم بحدة: لأ موحشتنيش عشان لازم أتعود على غيابك ولأ مش كفاية عشان مش هسامحك طول ما أنا عايشة فرصك كلها خلصت وعلى فكرة بما أننا اتقابلنا المهلة خلصت وبكره هتيجي معايا عند المأذون وهتطلقني مجيتش هروح بعد بكره ل دكتور بيعمل عمليات إجهاض وهنزل الجنين وعلى فكرة أنا عرفت الدكتور ده وأتفقت معاه على كده يعني لو مجتش معايا عند المأذون هنفذ كلامي.
- كان أدهم يقف مصدوما مما سمعه من زوجته: معقول يا مريم أنتي تعملي كده؟
- مريم بإصرار: أيوه يا أدهم ودلوقتي أنا هروح شقتك آخد بقيت حاجتي اللي هناك وياريت متجيش لحد ما أخلص
وما إن أنهت جملتها حتى خرجت مسرعة بعدما دخلت لاحضار شنطتها من غرفة نوم ليلة التي حاولت منعها من الانصراف بمفردها لكنها أصرت على ذلك طلب أدهم من ليلة أن ترافقها حيث شقته حتى لا تسوق بمفردها وهي غاضبة هكذا....
ظل حازم يتحدث إلى صديقه الذي كان صامتا طيلة الوقت ولم يجبه على أي من تساؤلاته وبعد مرور أكثر من ساعتين وجد اتصالا هاتفية من زوجته وحينما أجابها أخبرته أن مريم سقطت مغشيا عليها وهي لا تعلم ماذا تفعل وتحاول أفاقتها دون جدوى سمع أدهم ما قالته ليلة ل حازم ف جرى فورا من أمام صديقه ولم ينتظره ليأتي معه وركب سيارته وساق بأقصى سرعته حيث بيته وبالفعل وصل إلى هناك وحينما اقترب من الباب ل يطرقه قبل أن يفتحه بمفتاحه حتى تعلم ليلة أنه قد أتي لكنه وجد باب الشقة مفتوح انخلع قلبه فزعا وقد دار ألف سيناريو سيء برأسه....
ماذا رأي أدهم حينما دلف للداخل؟كيف ستقضي مريم فترة حملها؟هل ستسامح أدهم؟
جو من المرح يغلف جلسات الشباب والفتيات ومحور الحديث بين الجميع حمل مريم؟مريم الطبيبة كيف ستكون حينما يأتي موعد ولادتها؟هل ستكن
الطبيبه المتعقلة الهادئة أم أن ل مريم رأي آخر؟.