رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل العاشر
بأحد إشارات مرور مدينة المنصوره.
توقفت سيارة عمار، جوار ذالك الباص، لو رفع وجهه لأعلى قليلا، لوقع بصره على سهر، لكن هو أدار وجهه، و إبتسم وهو ينظر، الى ذالك الجالس جواره، يقول: أخيرا صحيت، يا بشمهندس أحمد، أنت واخد السكه من الفيوم لهنا نوم، أيه منمتش إمبارح طول الليل، كنت سهران عالنت مع حفيد اللواء ثابت، مكنش لازم أسيبك تبات معاه في مزرعه جده، بس أنت الى مصدقت، وشبطت فيه، ها يلا قولى كنت سهرانين تعملوا أيه؟
إبتسم أحمد، وهو يفرك، بيديه عيناه، ليصحوا قائلا: بقينا فين؟
رد عمار: إحنا في المنصوره، خلاص كلها نص ساعه، ونوصل للبيت، يلا قولى، كنت سهران، مع مازن، بتعملوا أيه؟
رد أحمد: وأيه عرفك أنى كنت سهران، كنت بتراقبنا.
ضحك عمار يقول: من شكل عنيك، واضح جدا أنك منمتش غير، زايده إحمرار، وده أكيد من الأيباد.
تبسم أحمد يقول: فعلا أنا ومازن كنا سهرانين عالايباد، ودخلنا سباق، على لعبه، بس أنا غلبته، وعديته بمراحل، وكمان، أتبادلت معاه، بعض الألعاب، عالنت، وكمان، بقى من الأصدقاء عندى، على مواقع التواصل الاجتماعي كلها، فيسبوك، وأنستجرام، وكله، وأتواعدنا هنتراسل، مع بعض عن بعد، لحد ما نتقابل تانى، قريب، هو في نفس سنى، حتى بيدرس، في فرع من المدرسه بتاعتى، وأهو بقينا أصحاب بسببك، هو كمان كان بيقضى أجازة نص السنه في مزرعة جده، وهو وحيد، زيي، بس معندوش أخوات غيره، قالى أن مامته منفصله عن باباه من مده، وهو عايش مع باباه، في القاهره، ومامته عايشه في باريس، بس أوقات بيتواصل معاها عالنت، أنت ليه مدعتهمش على فرحك.
رد عمار: لأ دا يظهر بقيتوا أصدقاء عالغالى قوى، وحكالك على قصة حياته، تصدق نسيت أدعيهم، بس ملحوقه، أيه رأيك نبعت خالك يوسف، لهم بالدعوه.
إبتسم أحمد يقول: لأ ممكن نكلمهم عالواتس، وندعيهم، علشان خالى يوسف، مش بيحب، بيسافر، ويبعد عن مرات خالى، وجدتى.
تبسم عمار، يقول: تمام، أنا هتصل عاللواء، ثابت، وأدعيه، وهشدد عليه حضور، مازن، باشا، علشان خاطر البشمهندس أحمد.
تبسم أحمد يقول: أيوا، انا نفسى أنا ومازن، في المستقبل نكون أصحاب، زيك، أنت وخالى يوسف كده.
بينما سهر، لو نظرت خارج، شباك الحافله، لرأت عمار، لكن هي إنشغلت، بالحديث مع علاء، عبر الهاتف، لتنهى الأتصال معه وتقوم، بأغلاق، هاتفها، ثم وضعته بحقيبتها، ورجعت، برأسها للخلف، تضجع برأسها على مسند المقعد، وأغمضت عيناها، وحاولت نسيان، ما تهرب منه
بحوالى الرابعه عصرا.
بدأ القلق، يدخل الى قلب، نوال، فدخلت الى غرفة آمنه تسألها قائله: هي سهر، قبل ما تروح الجامعه، الصبح، مقالتش ليكى، أنها هتتأخر، الساعه بقت أربعه ومرجعتش من الجامعه، والنهارده، كان آخر، يوم ليها، في الأمتحانات.
ردت آمنه: لأ دى حتى خرجت، وأنا كنت نايمه، خير، يمكن زى ما قولتى آخر، يوم لها في الأمتحانات، وقعدت هى، وصحابها، في الجامعه، مع بعض، ما هما هيتحرموا، الفتره الجايه من بعض، أهم يفرفشوا شويه، من خنقة الأمتحانات.
تنهدت نوال قائله: كانت قالتلى، الصبح قبل مااروح المدرسه، يلا هروح أحط الغدا، منير، من شويه قال أنه جعان مش لازم نستناها، أما تجى، تبقى تاكل لوحدها.
بنفس الوقت بمدينه الحضاره والجمال أسوان.
بكافتيريا خاص بالمشفى.
تبسم علاء، وهو يرى عليا، تجلس، برفقة زميلاتها، ذهب، وجلس، هو الآخر برفقة زملائه، تلاقت عيناهم، معا صدفه، أماء علاء، برآسه وأبتسم، بينما إبتسمت عليا ثم أخفضت وجهها بحياء، أبتسم علاء، ثم عاد ببصره يتحدث مع زملائه بمرح، وهم يتناولون وجبة الغداء، بعد قليل، أنتهى الوقت المخصص، لهم لتناول الغداء، خرج جميع الموجدين بالكافيتريا، أثناء خروج، عليا، كان يخرج، علاء، الذي تبسم لها قائلا: فرحت قوى، لما شوفتك، في قطر أسوان، بصراحه، لما الوقت إتأخر، وملقتكيش مع زمايلك، قولت أنك مش هتجى التدريب.
ردت عليا: أنا لحقت القطر على آخر الوقت، لظروف خاصه، بس حتى لو مكنتش لحقت القطر، ده كنت هاجى، في القطر، الى بعده، مش ممكن أفوت على نفسى فرصه عظيمه زى التدريب هنا في مستشفى مجدى يعقوب، دا غير مناظر الجمال الى هنا، أنا شوفت جزء منها واحنا لسه في القطر، غير الى قريته عنها قبل كده، وناويه أخد جوله سياحيه، هنا كمان، في يوم الراحه الى هناخده.
تبسم علاء يقول: لو معندكيش مانع أنا ممكن أكون المرشد السياحى ليكى، في اليوم ده تقدرى تقولى عليا عندى معرفه، ولو بسيطه، بأسوان لأن دى سادس سنه عالتوالى أجى التدريب، بس لو الموضوع فيه إحراج، أو تطفل منى، تقدرى ترفضى بكل سهوله.
تبسمت عليا بحياء، قائله: لأ أبدا مش تطفل منك ولا حاجه، إحنا في الاول والأخر، زملاء، غير إننا، ولاد بلد واحده، دا غير النسب الى بين العلتين، يعنى نعتبر أهل.
تبسم علاء، وهو يتذكر، قول سهر انها ستفض تلك الخطبه، بأقرب وقت، قائلا: فعلا نعتبر، أهل، بأعتبار، ما سيكون، عن قريب.
بمنزل عطوه.
حل المساء، ولم تعود سهر، إرتابت نوال، فلأول مره سهر تتأخر، خارج المنزل لهذا الوقت، ولم تعطى، لها خبر، بذالك مسبقا، قامت بالأتصال على هاتف، سهر، لكن يعطى، خارج نطاق الخدمه، بدأ يساورها القلق، وبشده، صعدت الى أعلى، ورنت جرس شقة سلفها، فتحت لها الباب، هيام قائله: أهلا يا نوال، واقفه عالباب ليه أدخلى.
ردت نوال: مالوش لازمه أدخل، كنت عاوزه مياده، في حاجه كده.
ردت هيام: براحتك، هنادى لك على مياده.
نادت هيام على مياده التى، آتت، بمجرد أن رأت زوجة عمها أمام الباب، أيقنت أنها آتيه للسؤال عن سهر، تمالكت مياده، نفسها، وذهبت الى مكان وقوف والدتها، وزوجة عمها، قائله: نعم يا ماما بتنادى عليا ليه، خير عاوزه أيه؟
ردت هيام: ، مش أنا الى عاوزاكى، دى مرات عمك.
نظرت مياده لزوجة عمها قائله: خير، يا مرات عمى، عاوزانى ليه؟
ردت نوال: سهر قربنا على صلاة العشا، ولسه مرجعتش من الجامعه، متعرفيش، السبب؟
ردت مياده: وأنا هعرف منين، إحنا بقالنا مده، مش ينعقد مع بعض، سهر مشغوله، بأمتحانتها، وأنا كمان بدروسى، بس صحيح دى عمرها معملتها، وإتاخرت بره البيت للوقت ده، أتصلى عليها.
ردت نوال بقلق: بتصل، بيقول خارج نطاق الخدمه، أنا جيتلك، أسالك يمكن، تكون قالتلك أنها هتتأخر؟
تلبكت مياده قائله: لأ أنا حتى مشوفتهاش النهارده خالص، حتى لما نزلت الصبح أسأل عنها، تيتا هي الى فتحتلى، الباب، ولما سألتها عن سهر، قالت متعرفش مشيت ولا لأ، روحت أشوفها في أوضتها، يادوب فتحت الباب، ملقتهاش رجعت لتيتا، تانى، وبعدها طلعت لهنا منزلتش تانى، بس غريبه دى أول مره تتأخر بره البيت للوقت ده، خير، يمكن عند واحده من أصحابها، أن كنتى تعرف واحده منهم إتصلى عليها وأسأليها.
زفرت نوال نفسها قائله: في في دليل التليفونات نمره لصديقة سهر هنزل اتصل عليها، يمكن تعرف عنها حاجه، وتطمنى.
قالت مياده، بخبث: إستنى يا مرات عمى هنزل معاكى، أطمن أنا كمان عليها.
تعجبت هيام، وهي تنظر، لمياده، لكن لم تتحدث، وتركتهن ينزلن معا.
عادت نوال، للشقه، وخلفها، مياده البارده، وتوجهت الى دولاب، زينه صغير، بالصاله، وفتحت أحد أدراجه، وأخرجت منه، دليل التليفون، وبسرعه، أتت بذالك الرقم، ووضعته على هاتفها، ووقفت تسمع رنين الهاتف، الى أن تم الرد عليها
حاولت نوال الهدوء، قائله بعد السلام: مساء الخير يا صفيه، أزيك، أنا نوال، مامت، سهر.
ردت صفيه: ظهر عندى عالفون، رقمك، يا طنط، إزى حضرتك، والله، وحشاني، من زمان متصلتيش عليا، وبعت ليكى السلام كتير، مع البت سهر، أوعى تكون مش بتقولك.
ردت نوال: لأ بتقولى، يا حبيبتي، تسلمى، يارب، صمتت نوال، لا تعرف كيف تسأل صفيه، تحدثت صفيه قائله: كنت عاوزه أشتكيلك من سهر، يا طنط، يرضيكى، النهارده، بعد ما خلصنا الإمتحان بقولها تعالى نتفسح شويه، مرضيتش، وراحت عند حرس الجامعه، وخدت شنطه صغيره، وقالتلى أنها مسافره، غير، بقالها مده من أول الأمتحانات تقريبا كانت متغيره، ولما كنت بسألها، كانت بتقولى، بسبب الأمتحانات وأنها عاوزه تركز، دى حتى مسلمتش عليا، ولا قالتلى هي مسافره فين، بت ندله.
أستغربت نوال من قول صفيه، وتعلثمت قائله: هي قالتلك أنها مسافره.
ردت صفيه: أيوا، بس الندله مقلتليش لفين، هو حضرتك كنتى متصله عليا ليه خير، معلش انا كده، رغايه.
ردت نوال بكذب: لأ ولا رغايه، ولا حاجه يا حبيبتى، أنا سهر قالتلى، إنك زعلتى أنها سابتك، وقالتلى أتصل عليكى أقولك، معليشي هي كانت مستعجله.
ردت صفيه: لا مزعلتش ولا حاجه، بس سهر سافرت فين، الندله.
صمتت نوال، لدقيقه، ثم قالت بكذب أيضا: معليشى هقفل يا حبيبتى، جرس الباب بيرن، يلا مع السلامه، في أمان الله.
اغلقت نوال الهاتف، وسهمت تفكر، فيما قالته لها، صفيه، سهر، سافرت لكن الى أين، وكيف لم تعطى، لأحد بالمنزل خبر.
تحدثت مياده: خير، يا مرات عمى، صديقة سهر قالتلك أيه وسفر أيه؟
ردت نوال قائله: مقالتش حاجه، عاوزه، تطلعى لشقتكم، أطلعى.
ردت مياده، بتمثيل اللهفه والخوف: لأ انا هفضل هنا، لحد سهر، ما ترجع، لو مكنش، ده يضايقك.
ردت نوال: مالوش لازمه، وجودك، أطلعى ذاكرى أفضلك، وسهر، شويه وترجع، هروح أسخن العشا زمان عمك، راجع العشا، خلاص، زمانهم خلصوا صلاتها.
ردت برتابه: لأ أنا هفضل معاكى، معنديش مذاكره، هروح أقعد مع تيتا، زمانها هتخلص، صلاة العشا، أهو أقولها، تدعى ليا، ولسهر، شويه.
نظرت نوال لها قائله: براحتك، أنا رايحه المطبخ.
توجهت نوال الى ناحية المطبخ، بينما توجهت سهر الى غرفة جدتها، ترسم إبتسامه، واسعه، تهمس قائله: مش مفكره نفسها، صاحبة أهميه، خليها تشوف بقى، لما يعرفوا أنها شبه طفشت من البيت علشان متتجوزش من سى عمار، زايد، الى فضلها عليا، ويا سلام لو يعرف، هو كمان بكده، بس الصبر، يمكن ربنا هو الى يكشف هروبها، وأنا بعيد، ووقتها مش هينقذ الجوازه دى غيرى أنا.
بينما نوال بالمطبخ، عقلها يعيد قول صفيه لها، أين ذهبت سهر، توقف عقل نوال عن التفكير، أخرجها من شرودها، صوت صفير، البوتجاز.
بينما في حوالى الثامنه
نزلت سهر من ذالك الباص، بعد حوالى أكثر من، سبع ساعات متواصله، من السير، بالطريق، فتحت هاتفها، لكن تفاجئت به فتح، وفصل في نفس الوقت.
تنهدت بسأم قائله: إزاى فات عليا أشحن التليفون أهو فصل، أما أروح السوبر ماركت الى هناك ده، وأطلب منه أعمل مكالمه.
دخلت سهر الى هذا السوبر، ماركت قائله: مساء الخير، ممكن لو سمحت أستعمل التليفون أصل تليفونى شحنه، فصل، ولازم أتصل على خالتى تجى تاخدنى من هنا.
تبسم لها العامل قائلا: أتفضلى حضرتك.
تبسمت سهر، واخذت منه الهاتف وطلبت خالتها، التي ردت بأستغراب، وأستغربت أكثر حين أخبرتها سهر أنها هنا بالبحر الأحمر.
قالت خالتها: خير، ليه متصلتيش عليا بدرى كنت لقيتينى أنا أو جوز خالتك مستنينك، في موقف الأتوبيسات، وليه مش بتتصلى من تليفونك، الرقم ده غريب.
ردت سهر: حبيت أعملهالك مفاجأه، وللأسف تليفونى فصل شحن، يلا أنا هنا في قدام السوبر ماركت، الى في موقف الاتوبيسات متتأخريش عليا، علشان أنا، لما نزلت من الباص، لقيت الجو برد شويه.
تبسمت خالتها قائله: مسافة الطريق، وهتلاقى جوز خالتك، جايلك، بالعربيه.
تبسمت سهر قائله بمزح: يظهر صحيح زى ما بنسمع أن الشغل في البترول مربح، بقى عندكم عربيه، يلا ربنا يسهلكم.
تبسمت خالتها قائله: بطلى قر، بقى، أنتى مش أتخطبتى، لواحد من أغنياء المنصوره.
شعرت سهر بغصه، ولم ترد
فقالت خالتها، يلا بالسلامه أما توصلى لعندى نبقى نتكلم براحتنا.
أغلقت سهر الهاتف، وأعطت للعامل الهاتف، قائله متشكره حسابك قد أيه؟
رد العامل: ولا حاجه ده تليفونى الخاص.
تبسمت سهر له قائله: متشكره، بس خلينى بقى أنفعك هاتى باكو، لبان بالنعناع.
تبسم لها العامل قائلا: والله نفعتينى جدا
قبل أقل من ساعه
دخلت سهر خلف، زوج خالتها الى السكن الذي يعيش به مع زوجته، وأبنائه، ومعهم أيضا جدتها يسريه، التي أستقبلتها بحفاوه وترحاب، قائله: حفيدتى البنوته الوحيده، والغاليه، وحشانى، أوعى تقوليلى، جايه غضبانه من نوال.
أبتسمت سهر قائله: لأ جايه أتفسحلى يومين.
ردت خالتها التي دخلت قائله: تتفسحي فين يا عروسه، أيه هو عريسك بخيل ومش بيفسحك ولا أيه، الى أعرفه عيلة، زايد على قلبهم ملايين.
سئم وجه سهر، ولم ترد، أنقذها، زوج خالتها قائلا: بلاش كلام كتير، أكيد سهر جعانه، يلا حضرى لينا العشا، وخلى الكلام ده لبعدين.
قالت شرين: تمام هروح احضر العشا، وبعد العشا، نتكلم براحتنا قاعدة نسوان مع بعض.
بينما بمنزل عطوه.
نوال، وكذالك منير، الأثنان على لهب، يتطلعان للساعه، وكذالك آمنه، مازالت مياده، ترافقهم برياء، ليقف منير قائلا: يمكن سهر سافرت عند علاء أسوان، هي كان نفسها تسافر أسوان من زمان.
ردت نوال قائله: لأ، علاء كلمنى من شويه، وسألنى عليها، وقالى، أنها كلمته الصبح، وكلمها بعد ما خرجت من الامتحان، ومرضتش أقلقه، معروف ان أخر قطر بيطلع من القاهره اسوان بالنهار، الساعه خمسه ونص العصر، ومستحيل سهر، تلحقه، أنا مش عارفه، دى أول مره تعمل كده.
ردت آمنه قائله: قلبى بيقولى أن سهر بخير، أطمنوا.
رد منير قائلا: أطمن أيه يا ماما، الساعه قربت على تسعه ونص، وسهر منعرفش لها طريق، دى عمرها ما عملتها.
ردت مياده قائله: يمكن هربت، زى غدير.
نظر لها الثلاث بغضب، فحاولت تمثيل النفاق، قائله: مش قصدى، حاجه يعنى بهروبها، أنا بس أتسرعت، من قلقى عليها.
ردت نوال قائله: مياده ياريت تسكتى، أو حتى تطلعى لشقتكم، أنا مش ناقصه كلامك، وبعدين أطلعى بدل ما هيام تنزل، تشوفك لسه هنا ليه، وتعرف السبب انا من ناقصه وش، ياريت تطلعى لشقتكم، وبلاش تقولى لهيام دلوقتي.
قالت مياده برفض: لأ هفضل معاكم، يا مرات عمى، وفيها أيه أما بابا وماما يعرفوا عن إختفاء سهر، مش يمكن يساعدوكم توصلوا لها.
رد منير بحزم: مياده أطلعى، لشقتكم، زى مرات عمك ما قالتلك، وانا مش محتاج حد يساعدنى، وبالعجل بتقولى أختفاء سهر، ليه هي كانت، طفشت، متأكد أن فيه حاجه غلط، سهر عمرها، ما تعمل كده، وتسيب البيت بدون ما تقول هي رايحه فين.
أرتبكت مياده، وقالت بتوتر: قصدك أيه يا عمى.
قبل أن يرد منير، كان هاتف نوال، يرن، في يدها، نظرت للشاشه، تفاجئت بمن تتصل عليها بهذا الوقت، لكن قلقت فردت عليها سريعا، قائله: مساء الخير، يا ماما.
ردت يسريه: مساء النور، يا حبيبتي، أنا بتصل عليكى أطمنك، أن سهر، وصلت لهنا من يجى، ساعه كده، أكيد هي متصلتش عليكى، علشان تليفونها كان فاصل، تلاقيها أستنت يشحن، بس هي يظهر، تعبت من الطريق، ونامت، قولت أنا أطمنك عليها قبل ما تتصلى أنتى.
تنهدت نوال براحه قائله: هي سهر عندكم في البحر الأحمر، أزاى مجاش على بالى، طب هي بخير؟
تعجبت يسريه قائله: أيوا بخير، بس نامت، بس أنتى مكنتيش تعرفى أنها جايه لهنا، ولا أيه.
ردت نوال: لأ، مقالتليش، وكان خلاص عقلى هيطير، لولا أتصالك، بصى، يا ماما بلاش تقولى لها أنك أتصلتى عليا، وأنا هاجى أخدها، واعملها مفاجأه.
تبسمت يسريه قائله: طيب، مش هقولها، تلاقيكى مزعلاها زى عادتك، وهي جت لهنا علشان تجى تصالحيها، تصبحى على خير.
ردت نوال: وأنتى من أهله يا ماما.
أغلقت نوال الهاتف، ليتحدث، منير قائلا: أيه حماتى كانت بتقول أيه على سهر.
ردت نوال: سهر سافرت البحر الأحمر، عند ماما وشرين أختى، ووصلت من شويه بس تليفونها فاصل شحن، وكمان نامت، وماما طمنتنى عليها.
تنهد منير، براحه، وكذالك آمنه، التي قالت: قولت لكم أنى حاسه انها بخير، أهو يسريه قالتلكم تليفونها كان فاصل، يلا الحمد لله هدخل أتوضى واصلى، ركعتين شكر لله أنه طمنا على، سهر.
نظرت نوال ل مياده قائله: أهو أديكى، سمعتى سهر، عند جدتها يسريه، يلا بقى أطلعى، لشقتكم، تصبحى على خير.
شعرت مياده، بطريقه حديث زوجة عمها، المستنفره، وقالت برياء: الحمد لله، أخيرا، أطمنت عليها، سهر، أختى، يلا تصبحوا على خير.
توجهت مياده الى مغادرة الشقه، تشعر بغيظ كم تمنت، أن يطول وقت إختفاء، سهر، ربما كان عرف، عمار، بطريقه أو بأخرى.
صعدت مياده، الى شقة والداها، لم تجد أحد، فدخلت الى غرفتها، وجلست على الفراش، تشعر، بالغيظ، نهضت، وأخرجت، ذالك الظرف، من أحد كتبها الدراسيه، فتحت الظرف، وأخرجت منه الرساله، وقامت بقرائتها، والتى نصها كالتالى.
ماما، بابا...
أنا آسفه، علشان، لأول مره في حياتى، أعمل حاجه من وراكم، أنا هسافر، عند تيتا، يسريه عند خالتوا، في البحر، الاحمر، مقولتش لكم قبل ما أسافر، علشان ممكن كنتم تمنعونى من السفر، بس أنا خلاص، مش قادره أتحمل، ولا أقبل، بخطوبة عمار، ماما حضرتك عارفه أن عمار زارنا مرتين، وكنت، برفض أقابله، وحضرتك كنتى بتعتذرى منه، بكدب، بس أنا كنت ساكته، علشان خاطر تيتا كانت عيانه، وخوفت عليها، وقولت لحد ما تخف، وكمان علشان أركز في إمتحاناتى، مكنتش عاوزه ضغط شديد عليا، ولا زن تيتا، ومرات عمى، دلوقتى خلاص، تيتا، صحتها الحمد لله بقت كويسه، وكمان خلصت إمتحانات، مبقاش لها لازمه الخطوبه تفضل، قايمه.
أنا مستحيل أتجوز، واحد، زى عمار، بحس انه عنده، كبر، وتعالى، ومنفوش كده، عندكم، مياده أهى، كانت قابله من البدايه بيه مبروك عليها، ومره تانيه بعتذر منكم
بنتكم، سهر.
رمت مياده الرساله على الفراش، تنظر لها بغضب، ثم كانت ستمزقها، لكن قبل أن تمزقها، سمعت طرقا على، فوضعت الرساله، بالمغلف، وأخفتها، تحت وسادة الفراش قائله: أدخل.
دخل وائل، مبتسما، ثم جلس جوارها على الفراش، يقول: كنتى فين، جيت من الشغل من ساعه ملقتكيش في الشقه وماما قالت أنها مشفتكيش من العصر، نزلتى، مع مرات عمى، لما جت تسألك على سهر.
ردت مياده: مفيش كنت قاعده مع مرات عمك، أصل سهر، سافرت للبحر الأحمر عند خالتها، وجدتها هناك.
تعجب وائل قائلا: أيه سافرت إزاى، ده خلاص حددنا ميعاد كتب الكتاب بعد يومين بالضبط، وكمان دعوات الفرح، أنطبعت، وهجيبها، بكره، علشان تلحق تتوزع، قبل الفرح، الى آخر الأسبوع.
إنصدمت مياده قائله: يعنى خلاص الفرح آخر الأسبوع ده، حددتوه بسرعه كده ليه.
رد وائل: أنا خلاص الشقه، أتفرشت بالعفش، وبقت جاهزه، وكمان عمار، شقته جاهزه، وحددنا ميعاد الشوار، تانى يوم كتب الكتاب مباشرة، وبعدها بيومين هتكون الدخله، بس مالك متفاجئه كده، ليه، لسه نفسك في عمار، بس هو للأسف ألى إختار، سهر، لو بأيدنا، كنا...
قاطعته مياده قائله: لأ خلاص صرفت نظر عنه، كل شئ نصيب، وتصبح على خير، أنا عاوزه أنام، عندى، إمتحان في الدرس الخصوصى بعد الفجر، ولازم أروحه، فايقه، علشان أعرف أجاوب، مع المستر.
نهض وائل، قائلا: أكيد سهر، راحت تريح دماغها من دوشة الامتحان يومين، وهترجع، فريش علشان الفرح، يلا تصبحى على خير.
خرج وائل من الغرفه، أغلقت مياده خلفه الباب، رفعت يديها، تضعهم على راسها بغل هامسه تقول: أكيد مرات عمى هتروح تجيبها، وهتراضيها، يا سلام، لو طاوعتها، على الى مكتوب في الرساله، تبقى إتحلت، مرات عمى، عمرها، بتخاف، على سهر، وبتساعدها، في الى عاوزاه، نفسى، أشوف، وش عمار ده لما يتصدم، مره تانيه برفض، سهر، له فيها أيه مختلف عنى، علشان يختارها، هى، وأنا لأ، بالعكس أنا أحلى منها، بس في نوعيه كده، بتحب الى يتحداها.
فى الثانيه من ظهر اليوم التالى
بالبحر الأحمر
فتحت يسريه باب السكن، لتجد أمامها، نوال، تبسما الأثنتان لبعضهن، وضممن بعضهن، بحب، ثم رحبت يسريه بنوال، وقالت: سهر، نايمه من إمبارح، يا دوب صحيتها صلت الضهر، ونامت من تانى، تلاقيها بتعوض أيام السهر الى فاتت، وهي بتذاكر، تعالى معايا، هي نايمه في الاوضه الى بنام فيها، هتبقى مفاجأه لها.
دخلت نوال، خلف، والداتها الى الغرفه، رأت سهر، نائمه، بالفعل.
جلست يسريه على الفراش، وقامت بأيقاظ سهر، التي فاقت، بصعوبه قائله: سيبنى، يا تيتا، أكمل نوم، وصحينى بعد العصر، انا مش جعانه، أنا جعانه، نوم، بسبب سهر الأيام الى فاتت.
ردت نوال قائله بضيق: ومكنش ينفع تعوضى سهر الايام الى فاتت نوم في بيتنا، لازم تجى لهنا علشان تنامى.
فزت سهر، من نومها، وقالت: ماما.
نظرت نوال، لوالداتها قائله: سيبنى مع سهر، شويه يا ماما.
تبسمت يسريه قائله: هروح، أحضر الغدا، زمان أختك، راجعه من شغلها، والولاد هيرجعوا من النادى، إنما جوزها مالوش مواعيد رجوع، وكمان زمانك جعانه، الطريق طويل من هنا للبلد.
رسمت نوال بسمه، قائله: تسلم إيدك يا ماما.
خرجت يسريه من الغرفه وأغلقت خلفها الباب.
بينما سهر أزاحت الغطاء عنها، ونهضت متكئه على ساقيها، تبتسم، لكن فوجئت بصفعه، قويه على وجهها، بتلقائيه، وضعت يدها على وجنتها، وقبل أن ترفع وجهها، فوجئت، بصفعه، أقوى على الناحيه الاخرى من وجهها.
فرت دمعه من عين سهر، ونظرت، بذهول، وعتاب، لوالداتها، وقبل أن تتكلم، تحدثت نوال، بغضب شديد: فعلا أنا دلعتك، كتير، لحد ما إتمرعتى على نفسك، ومعرفتش أربيك، صح، بس أنا عرفت مين الى يعرف يربيكى، صح، ويخليكى تحطى عقلك في رأسك، وتفكرى قبل ما تهربى، وتسيبى البيت وتجى، على هنا، بدون علمى أنا أو باباكى.
وضعت سهر يديها الأثنان على وجنتيها، تنزل دموع عيناها، تنظر، لنوال، بذهول وحاولت الحديث: ماما، أنا كنت سايبه،؟
قاطعتها نوال بتعسف قائله: كنتى سايبه أيه، مفكرتيش، في خوفنا عليكى، وأحنا مش عارفين، أنتى فين؟ أو جرالك أيه؟، قوليلى، ليه عملتى كده، وسيبتى البيت، وهربتى، ضيعتى ثقتى فيكى، فكرتى في إحساسى، وأنا عقلى، مش مبطل تخيلات بالى حصلك، وفي الآخر، ماما تتصل عليا، تقولى، أنك وصلتى لهنا في البحرالأحمر، ماشاء الله، كل مره كنتى بتسيبى البيت بتروحى عند تيتا، يسريه، بس كنا بنبقى، في نفس المكان، قبل ما توصلى كنت ببقى عارفه، رايحه فين، بعدت تيتا، مفيش مانع أهرب عندها، ومش مهم، الى في البيت، خليهم، يولعوا، وهما بيفكروا، انا فين؟
قوليلى ليه عملتى كده؟
ردت سهر بدموع: بسبب عمار، أنا مش عاوزه أتجوزه.
ردت نوال: مش أنتى وافقتى عليه من الاول، أنا مغصبتكيش، وقولتلك، أنا وبابا معاكى، في قرارك، ومهيهناش، مصلحة حد غيرك، لكن أنتى قولتى موافقه!
ردت سهر: وافقت غصب عنى، بسبب، رجاء تيتا ليا، وكانت مريضه، وخوفت عليها، وكمان بسبب زن مرات عمى، لما قالتلى أن عيلة زايد ممكن يتهموا علاء، إنه كان مشارك مع وائل في خطف، بنتهم، دلوقتى تيتا بقت صحتها كويسه، وكمان علاء في أسوان بعيد عنهم، ميقدروش يأذوه.
نظرت نوال، لسهر، تهز، رأسها، بأستهزاء قائله: مكنش لازم تستسلمى، لكلام حد من الأتنين، وقتها، بس النهارده، أنا بفرض عليكى الجواز من عمار، عارفه ليه، لأنك محتاجه، الى يربيكى، وتعرفى متتنازليش علشان خاطر، حد، وتقبلى بحاجه، أنتى مش عاوزها، أحب أبلغك، باباكى، وأنا جايه في السكه، بلغنى، أن عمار إتصل عليه، وخلاص أتفق، مع شيخ الجامع والمأذون على كتب الكتاب، وإشهاره، بعد بكره، في الجامع، والزفاف، بعد أربع أيام، ودعوات الفرح إنطبعت، وخلاص في جزء منها إتوزع، على أصحابنا، وقرايبنا، ومبقاش في مجال للتراجع.
إنصدمت سهر قائله: مستحيل أقبل أتجوز عمار ده، حتى لو موتت.
ردت نوال قائله: حتى الموت مش هطوليه، وهتتجوزى عمار، علشان تعرفى تبقى مسؤله عن كلمه قولتيها، ودلوقتي، قومى معايا هنرجع للمنصوره من تانى النهارده، أنا حجزت لنا تذكرتين عوده، أكيد ملحقتيش، تطلعى هدومك من الشنطه، زى ما أنا شايفه، لسه عليكى الطقم بتاع إمبارح، مفيش غير الطرحه هي الى مش على راسك يلا عشر دقايق، تلبسى الطرحه وتكونى جاهزه قدامى في الصاله بره، علشان نلحق الأتوبيس، وعلى ما أقول لتيتا إننا هنرجع، المنصوره تانى.
خرجت نوال، وتركت، سهر، بالغرفه، تبكى، لاول مره تقسوا عليها، والداتها، لكن عاد عقلها، قول والداتها، حين قالت: قلقى وأنا معرفشى أنتى فين ولا جرالك، أيه ماذا تقصد بذالك، هي تركت رساله تخبرهم أنها ستذهب الى جدتها، بالبحر الأحمر، ألم يجدوا الرساله، فكرت قليلا، وتذكرت أنها تركت شباك الغرفه مفتوح، ربما دخل الهواء، وأطار الرساله من على الفراش، ولم يروها، لابد أن تخبرهم بتلك الرساله، جففت سهر، دموعها، ونهضت ترتدى، طرحتها، وتعدل هندامها، وخرجت، الى والداتها، وجدتها، بالصاله.
تبسمت يسريه بحنان وهي تضم سهر قائله: بالسلامه يا روحى، مع أن كان نفسى تفضلى هنا معايا أجازة نص السنه كلها، بس نوال، عاوزكى جنبها هناك في البلد.
تبسمت سهر بتحفظ، وضمتها، ثم تركتها، وتوجهت هي و نوال، الى الباب، عائدين الى البلده مره أخرى.
بعد يومان، عقب صلاة العصر
بأحد مساجد البلده.
هنالك إحتفال كبير، بالمسجد، بسبب عقد قران، إثنان من عائلة زايد، ومنهم عمار زايد، بمصلى الرجال.
كان عمار، يرسم بسمه خفيفه، على وجهه، ويقف بجواره يوسف، يتلقى التهانى، من أهل البلده، وبعض المدعوين من كبار شخصيات المحافظه كلها، وكذالك
وائل الذي يقف بجواره، كل من منير، وأيضا والده، كان الفرحه لا تفارق وجهه.
ذهب شيخ الجامع بإتجاه عمار، مهنئا، ثم قال له: المأذون وصل.
تبسم عمار، ونظر حوله، وجد والده، وعمه، يقفان مع أحد أعضاء مجلس الشعب، بالمنطقه، فنظر، ليوسف قائلا: روح قول لعمى، يجى علشان كتب الكتاب.
ذهب يوسف دون كلام، بينما عمار، توجه الى مكان وقوف، وائل وعمه، ووالده، وقال لهم، أن المأذون قد حضر، عليهم الدخول، لإحدى غرف الجامع، لاتمام عقد القران.
بينما بمصلى النساء.
كانت غدير، تجلس بين النسوه، ترسم إبتسامه واسعه، فهدفها تحقق، وها هي ستتزوج من أرادته، كانت تجلس جوارها فريال، تنظر لها بتهكم، وجال نظرها بين النسوه ليقع نظرها، على سهر الجالسه وبجوارها، كل من نوال، وجدتها، وكذالك هيام، ومعهن، مياده، التي تخرج عيناها شرارات الكره لسهر، سهر الجالسه التائهه، لا تعرف، ماذا حدث، لتتغير حياتها بهذا الشكل المفاجئ، بالنسبة لها، كانت تضم شفتاها، لا تبتسم، مضموتان، فقط، عيناها تركز، على والداتها، التي تتغاضى النظر إليها، وتتحدث مع جدتها، وهيام.
دخل الى مصلى النساء، شيخ الجامع بعد أن تنحنح، لتقوم النساء بتعديل حجابهن، ليدخل من بعده المأذون، ومعه كل من عبد الحميد، مهدى، ويوسف وسليمان.
ليقول المأذون بسؤال فين عرايسنا، ياريت يجوا لهنا قدامى.
نهضت سهر، وغدير، ووقفن أمامه.
ليقول المأذون بسؤال
مبروك مقدما
ثانيا، حضراتكم موافقين، على الزواج من
وائل عبد الحميد عطوه
وعمار مهدى زايد
أمائت غدير، راسها بموافقه، وهي ترسم الخجل.
بينما نظرت سهر لوالدتها، لتجدها، تومئ رأسها بموافقه
لتومئ سهر رأسها بموافقه
ليقول المأذون: ثالثا، بقى كل واحده تقول مين وكيلها في عقد القران.
ردت في البدايه غدير، قائله: وكيلى هو عمى مهدى.
بينما صمتت سهر، ونظرت بإتجاه جلوس والداتها، علها تساندها، لكن إدعت نوال عدم الانتباه لنظرها لها، لتعود سهر بخيبه، ليعيد المأذون، سؤاله لسهر قائلا: والعروسه التانيه مين وكيلها؟
ردت سهر: وكيلى هو عمى عبد الحميد.
تبسم المأذون قائلا: أظن بكده، خدنا من عرايسنا الموافقه، والقبول، وكمان عرفنا مين وكيلهم، قدام الشهود، الحاج سليمان، والأستاذ، يوسف. ألف مبروك، وبالرفاء والبنين.
قال المأذون هذا، وخرج هو من دخلوا معه
لتتعالى الزغاريط، بين النساء
بعد مرور ثلاث أيام
وأنتهاء العرس المهيب، أخذ كل عريس عروسه الى مسكنها الجديد
بمنزل زايد
أمام باب المنزل الداخلى
وضعت حكمت إحدى يديها، بين إطاري الباب.
حين إقترب، عمار، وتضع سهر، يديها بين معصم يده، وكتفه، توقف الأثنان
لتسلت سهر يدها، من يد عمار
تنظر بتعجب، لوقفة حكمت، لتأتى من خلفها، خديجه، مبتسمه تقول، مبروك، ثم أقتربت من سهر، وضمتها قائله بهمس، وطى، وأدخلى من تحت إيد الحاجه حكمت.
نظرت سهر، بتعجب لها، لتبتسم خديجه، وتومئ لها ان تفعل ما قالته.
رغم عدم إقتناع سهر، لكن فعلت ما قالته لها خديجه، لتوطى، برأسها، وتدخل من أسفل يد حكمت، بمجرد أن دخلت سهر بقدمها الى المنزل، إنطلقت زغاريط، بعض النسوه، ودخلت خلفها، حكمت مبتسمه، وكذالك عمار، لتقوم نوال، برش الملح على الزوجان.
ليأخذ عمار، سهر، ويصعد بها الى شقتهم، تارك النساء.
وقف عمار أمام باب الشقه، وفتحها، قائلا، بأختصار: إدخلى برجلك اليمين يا عروسه.
أمتثلت سهر، له، ودخلت بقدمها اليمين، دخل خلفها عمار، وأغلق، باب الشقه
إرتجف جسد سهر حين سمعت صوت إغلاق، باب الشقه، لكن للغرابه، أنها شعرت بدفئ غريب في جسدها، بعد أن كانت تشعر، بالبروده، ربما بسبب نظام تدفئه خاص موجود بالشقه، هذا ما قاله عقلها.
قطع عمار الصمت قائلا: طبعا دى أول مره تدخلى الشقه، لأنك مجتيش مع النسوان هنا، يوم الشوار، أشار لها قائلا: الشقه فيها، خمس أوض.
أوضة نوم رئيسيه، وواحده، للأطفال، والتالته، للضيوف، وبقية الشقه قدامك فرصه، تبقى تكتشفيها بعد كده، وبالنسبه لاوضة النوم الرئيسيه، هي الى هناك دى.
نظرت سهر له بصمت، وذهبت بإتجاه، تلك الغرفه التي أشار عليها، دخلت وأغلقت خلفها، باب الغرفه.
نظرت الى فخامة الغرفه
هى غرفه واسعه، للغايه، لو قارنتها بالشقه التي كانت تعيش بها مع والدايها، فهذه الغرفه، بنصف شقتهم، كانت الغرفه تحتوى.
دولابا كبير، وكذالك فراش كبير وثير، وطاولتان جوار الفراش، وبعض المقاعد، من نفس لون غرفة النوم، وطاوله مستطيله متوسطه بين المقاعد، كما أن هنالك باب آخر، ذهبت سهر، بإتجاهه، لتفتحه، لتعلم أنه حمام مصاحب، للغرفه.
عادت سهر مره أخرى بنظرها الى الفراش
وجدت عليه منامتان، أحداهما نسائيه، والأخرى، رجاليه
خلعت عن رأسها الحجاب، و.
أمسكت المنامه النسائيه، لكن إشمئزت منها، فهى عباره عن منامه قصيره، بحملات رفيعه، و شبه عاريه، وهنالك مئزر من نفس لونها، بنصف كم، شفاف.
تركتها، وتوجهت الى الدولاب، فتحت أكثر، من ضلفه، الى أن وجدت، بعض الملابس لها، بحثت بها عن منامه، لها، إختارت بيجامه من القطيفه، لونها أخضر، بها بعض النقوش الصفراء، أخذتها وتوجهت الى الحمام.
قامت بخلع فستان الزفاف، عن جسدها، وغسلت وجهها تمحى بعض مساحيق التجميل الضيئله من على وجهها، ثم إرتدت تلك المنامه، وحملت فستان الزفاف، بيدها، وخرجت الى الغرفه، ووضعته على أحد المقاعد بالغرفه،
لكن سمعت صوت فتح مقبض الباب.
رفعت بصرها تنظر الى دخول عمار، سرعان ما أخفضت بصرها، وهي تراه شبه عارى، لا يرتدى، سوى، شورت أسود، بالكاد، يغطى فخذيه، يقف أمامها بهالته ورجولته الطاغيه.
أصدر، صوت ضحكه، ساخره، قائلا: أيه يا عروسه مكسوفه، منى، ولا يمكن شكلى مش عاجبك، مش الأستاذه كانت هتهرب، علشان متتجوزنيش، برضو، ولا الى، وصلنى، كان أشاعه.
رفعت وجهها، ونظرت له مصدومه، كيف له أن يعرف بهذا.!
أعاد ضحكة السخريه مره أخرى، يقول، بغلظه: مفكره أيه، مفيش حاجه تحصل في البلد، دى، ميعرفهاش عمار زايد.
عيونى في كل مكان حتى في بيتكم، تعرفى، لو مكنتيش حاولتى تهربى، يمكن كنت أنا رفضت أتجوزك، وأحل المشكله بكل سهوله، لكن مش حتة، بت متسواش، في سوق النسوان، مليمين، تقول على
عمار زايد، لأ
عمار زايد، الى أى بنت تتمنى بس يشاور لها وتترمى تحت رجليه، وتقوله أمرك يا سيدى.
نظرت له بكبرياء قائله: تقول أيه عليا بقى مش وش نعمه، ومش من النوع الى ترمى نفسها تحت رجل عمار زايد، وتقدمله فروض الطاعه، ولسه عند رفضى بالجواز منك، وأنسى المهرجان الى حصل قدام الناس ده، كان شو حلو، وأنتهى، لكن الحقيقه، أنا مش قابله، أكون، من صف جوارى عمار زايد، الشقه واسعه يرمح فيها الخيل، وفيها أكتر من أوضة نوم، تقدر تنام في أى أوضه تانيه، ولو عجباك الأوضه دى، أروح أنا أنام في أوضه تانيه.
مازالت ضحكة السخريه، هي تعبيره عن قولها، ولكن هذه المره، أقترب منها، وأخذ، يلف، ويدور حولهاقائلا بوقاحه: والمنديل الدليل على عفتك، أما يجوا، يطلبوه الصبح هقولهم أيه، مفكره إنى هعمل زى الأفلام وأشق أيدى، وأنزل، دمى في المنديل، لأ غلطانه، مفيش قدامك
غير حل واحد، هو الأستسلام، والرضا، أنك تكونى من ضمن جوارى عمار زايد
يأما، مش هيهمنى، سمعة أى حد، وهقول على الأستاذه سهر منير عطوه.
رفضت تسلمنى نفسها، أكيد في سبب أنها تكون، مش طاهره
نظرت له بغضب شديد، ودت لو قتلته، على بجحاته.
رفعت يدها، كى تصفعه، لكن، لم تصل يدها، الى، وجهه، سمعت طقطقة أصابع يدها، بين يده القويه، ثم دفعها بيده، لتقع على الفراش، قبل أن تنهض كان يعتليها، يده تمزع الجزء العلوى، من تلك المنامه، التي ترتديها، يده تستيبح السير على جسدها، وقبولاته، تدمى، شفتاها، وكل ما يقع تحتها، لينهض عنها بعد قليل، نائما على ظهره، يلهث، لكن مازالت عيناه عليها، تبسم بسخريه، وهو يراها، تشد غطاء الفراش، تستر، به نفسها، أمام عيناه.
أكمل سخريته، قائلا: أهلا بيكى، بين صف جوارى، عمار زايد.